منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 الباب الأول في مباني الإسلام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52306
العمر : 72

الباب الأول في مباني الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: الباب الأول في مباني الإسلام   الباب الأول في مباني الإسلام Emptyالثلاثاء 01 سبتمبر 2015, 2:07 pm

الباب الأول في مباني الإسلام 9k=

الباب الأول في مباني الإسلام وفيه خمسة فصول

----------------------------------

الفصل الأول في الأخلاص لله تعالى والثناء عليه:

وهو أن تعلم أن الله تعالى واحد لا شريك له فرد لا مثل له صمد لا ند له أزلي قائم أبدي دائم لا أول لوجوده ولا آخر لأبديته قيوم لا يفنيه الأبد ولا يغيره الأمد بل هو الأول والآخر والظاهر والباطن منزه عن الجسمية ليس كمثله شيء وهو فوق كل شيء فوقيته لا تزيده بعدا عن عباده وهو أقرب إلى العبيد من حبل الوريد وهو على كل شيء شهيد وهو معكم أينما كنتم لا يشابه قربه قرب الأجسام كما لا يشابه ذاته ذوات الأجرام منزه عن أن يحده زمان مقدس عن أن يحيط به مكان تراه أبصار الأبرار في دار القرار على ما دلت عليه الآيات والأخبار حي قادر جبار قاهر لا يعتريه عجز ولا قصور ولا تأخذه سنة ولا نوم له الملكوت والعزة والجبروت خلق الخلق وأعمالهم وقدر أرزاقهم وآجالهم لا تحصى مقدوراته ولا تتناهى معلوماته عالم بجميع المعلومات لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السموات يعلم السر وأخفى ويطلع على هواجس الضمائر وخفيات السرائر مريد للكائنات مدبر للحادثات لا يجري في ملكه قليل ولا كثير ولا جليل ولا حقير خير أو شر نفع أو ضر إلا بقضائه وقدره وحكمه ومشيئته فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن فهو المبدىء المعيد الفاعل لما يريد لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه ولا مهرب لعبد عن معصيته إلا بتوفيقه ورحمته ولا قوة له على طاعته إلا بمحبته وإرادته لو اجتمع الإنس والجن والملائكة والشياطين على أن يحركوا في العالم ذرة أو يسكنوها دون إرادته لعجزوا سميع بصير متكلم بكلام لا يشبه كلام خلقه وكل ما سواه سبحانه وتعالى فهو حادث أوجده بقدرته وما من حركة وسكون إلا وله في ذلك حكمة دالة على وحدانيته قال الله تعالى ( إن في خلق السموات والأرض ) الآية.


وقال أبو العتاهية:

( فيا عجبا كيف يعصى الإله ... أم كيف يجحده الجاحد )

( وفي كل شيء له آية ... تدل على أنه الواحد )

( ولله في كل تحريكة ... وتسكينة في الورى شاهد )


وقال غيره:

( كل ما ترتقي إليه بوهم ... من جلال وقدرة وسناء )

( فالذي أبدع البرية أعلى ... منه سبحان مبدع الأشياء )


وقال علي رضي الله عنه في بعض وصاياه لولده:

"إعلم يا بنى أنه لو كان لربك شريك لأتتك رسله ولرأيت آثار ملكه وسلطانه ولعرفت أفعاله وصفاته ولكنه إله واحد لا يضاده في ملكه أحد وعنه عليه الصلاة والسلام كل ما يتصور في الأذهان فالله سبحانه بخلافه".


وقال لبيد بن ربيعة:

( ألا كل ما خلا الله باطل ... وكل نعيم لا محالة زائل )

( وكل ابن أنثى لو تطاول عمره ... إلى الغاية القصوى فللقبر آيل )

( وكل أناس سوف تدخل بينهم ... دويهية تصفر منها الأنامل )

( وكل امرىء يوما سيعرف سعيه ... إذا حصلت عند الإله الحصائل )


وروي أن النبي قال وهو على المنبر: 

(أن أشعر كلمة قالتها العرب ألا كل شيء ما خلا الله باطل).


ثم بعد هذا الاعتقاد الإقرار بالشهادة بأن محمدا رسول الله بعثه برسالته إلى الخلائق كافة وجعله خاتم الأنبياء ونسخ بشريعته الشرائع وجعله سيد البشر والشفيع المشفع في المحشر وأوجب على الخلق تصديقه فيما أخبر عنه من أمور الدنيا والآخرة فلا يصح إيمان عبد حتى يؤمن بما أخبر به بعد الموت من سؤال منكر ونكير وهما ملكان من ملائكةالله تعالى يسألان العبد في قبره عن التوحيد والرسالة ويقولان له من ربك وما دينك ومن نبيك ويؤمن بعذاب القبر وأنه حق وأن الميزان حق والصراط حق والحساب حق وأن الجنة حق والنار حق وأن الله تعالى يدخل الجنة من يشاء بغير حساب وهم المقربون وأنه يخرج عصاة الموحدين من النار بعد الانتقام حتى لا يبقى في جهنم من في قلبه مثقال ذرة من الإيمان ويؤمن بشفاعة الأنبياء ثم بشفاعة العلماء ثم بشفاعة الشهداء وأن يعتقد فضل الصحابة رضي الله تعالى عنهم ويحسن الظن بجميعهم على ما وردت به الأخبار وشهدت به الآثار فمن اعتقد جميع ذلك مؤمنا به موقنا فهو من أهل الحق والسنة مفارق لعصابة الضلال والبدعة.


رزقنا الله الثبات على هذه العقيدة وجعلنا من أهلها ووفقنا للدوام إلى الممات على التمسك والاعتصام بحبلها إنه سميع مجيب فهذه العقيدة قد اشتملت على أحد أركان الإسلام الخمسة قال رسول الله بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً.



عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الإثنين 28 نوفمبر 2022, 8:06 pm عدل 5 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52306
العمر : 72

الباب الأول في مباني الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: الفصل الثاني في الصلاة وفضلها   الباب الأول في مباني الإسلام Emptyالثلاثاء 01 سبتمبر 2015, 2:26 pm

الفصل الثاني في الصلاة وفضلها

الباب الأول في مباني الإسلام Images?q=tbn:ANd9GcQiStz_vhoKPcm32kKI9tmiJqGD2ye8o-iON7mJ4M-9oqYpH_Rg

قال الله تعالى: ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين ) وقال تعالى: ( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ) وقال تعالى: ( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً ) واختلفوا في اشتقاق اسم الصلاة مم هو فقيل هو من الدعاء وتسمية الصلاة دعاء معروفة في كلام العرب فسميت الصلاة صلاة لما فيها من الدعاء وقيل سميت بذلك من الرحمة قال الله تعالى: ( إن الله وملائكته يصلون على النبي ) فهي من الله رحمة ومن الملائكة استغفار ومن الناس دعاء قال اللهم صل على آل أبي أوفى أي ارحمهم وقيل سميت بذلك من الاستقامة من قولهم صليت العود على النار إذا قومته والصلاة تقيم العبد على طاعة الله وخدمته وتنهاه عن خلافه قال الله تعالى: ( إن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر ) وقيل لأنها صلة بين العبد وربه وعن رسول الله قال علم الأيمان الصلاة فمن فرغ لها قلبه وحافظ عليها بحدودها فهو مؤمن وعن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أنه قال وهو على المنبر إن الرجل ليشيب عارضاه في الاسلام وما اكمل لله تعالى صلاة قيل وكيف ذلك قال لا يتم ركوعها وسجودها وخشوعها وتواضعه وإقباله على الله فيها وقالت عائشة رضي الله تعالى عنها كان رسول الله يحدثنا ونحدثه فإذا حضرت الصلاة فكأنه لم يعرفنا ولم نعرفه وقيل للحسن ما بال المتهجدين من أحسن الناس وجوها فقال لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم نورا من نوره وقال بعضهم لا تفوت أحدا صلاة في جماعة إلا بذنب وكانت رابعة العدوية تصلي في اليوم والليلة ألف ركعة وتقول والله ما أريد بها ثوابا ولكن ليسر ذلك رسول الله ويقول للأنبياء عليهم الصلاة والسلام أنظروا إلى امرأة من أمتي هذا عملها في اليوم والليلة وقال بعضهم صليت خلف ذي النون المصري فلما أراد أن يكبر رفع يديه وقال الله ثم بهت وبقي كأنه جسد لا روح فيه إعظاما لربه جل وعلا ثم قال الله أكبر فظننت أن قلبي انخلع من هيبة تكبيره وقيل أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام يا داود كذب من ادعى محبتي وإذا جن عليه الليل نام عني أليس كل محب يحب الخلوة بحبيبه.


ولعبد الله بن المبارك رضي الله تعالى عنه:

( إذا ما الليل أظلم كابدوه ... فيسفر عنهم وهم ركوع )

( أطار الخوف نومهم فقاموا ... وأهل الأمن في الدنيا هجوع ).


وكان سيدي الشيخ الإمام العلامة فتح الدين بن أمين الدين الحكم التحريري رحمه الله كثيرا ما يتمثل بهذه الأبيات:

( يا أيها الراكد كم ترقد ... قم يا حبيبي قد دنا الموعد )

( وخذ من الليل ولو ساعة ... تحظى إذا ما هجع الرقد )

( من نام حتى ينقضي ليله ... لم يبلغ المنزل لو يجهد ).


وكان سيدي أويس القرني لا ينام ليلة ويقول ما بال الملائكة لا يفترون ونحن نفتر وقال حذيفة رضي الله عنه كان رسول الله إذا حز به أمر فزع إلى الصلاة وقال هشام بن عروة كان أبي يطيل المكتوبة ويقول هي رأس المال وقال أبو الطفيل سمعت أبا بكر الصديق رضي الله تعالى عنه يقول يا أيها الناس قوموا إلى نيرانكم فاطفئوها سمعت رسول الله يقول الصلاة إلى الصلاة كفارة لما بينهما ما اجتنبت الكبائر وجزأ محمد بن المنكدر عليه وعلى أمه وعلى اخته الليل أثلاثاً فماتت اخته فجزأه عليه وعلى أمه فماتت أمه فقام الليل كله وكان مسلم بن بشار إذا أراد أن يصلي في بيته يقول لأهله تحدثوا فلست أسمع حديثكم وكان إذا دخل البيت سكت أهله فلا يسمع لهم كلام فاذا قام إلى الصلاة تحدثوا وضحكوا ووقع حريق إلى جنبه وهو في الصلاة فما شعر به حتى أطفىء وكان الحمام يقع على رأس ابن الزبير في المسجد الحرام يحسبه جذعا منصويا لطول انتصابه في الصلاة وكانت العصافير تقع على ظهر إبراهيم بن شريك وهو ساجد كما تقع على الحائط وختم القرآن في ركعة واحدة أربعة من الأئمة عثمان بن عفان وتميم الداري وسعيد بن جبير وأبو حنيفة رضي الله تعالى عنهم ورأى الأوزاعي شابا بين القبر والمنبر فلما طلع الفجر استلقى ثم قال عند الصباح يحمد القوم السرى فقال يا ابن أخي لك ولأصحابك لا للجمالين وكان خلف بن أيوب لا يطرد الذباب عن وجهه في الصلاة فقيل له كيف تصبر فقال بلغني أن الفساق يتصبرون تحت السياط ليقال فلان صبور وأنا بين يدي ربي أفلا أصبر على ذباب يقع على وقال ابو صفوان بن عوانة ما من منظر أحسن من رجل عليه ثياب بيض وهو قائم يصلي في القمر كأنه يشبه الملائكة وقال الحسن ما كان في هذه الأمة أعبد من فاطمة عليها السلام بنت رسول الله وكانت تقوم بالأسحار حتى تومت قدماها وقام رسول الله حتى تورمت قدماه وهو المغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وكانت دموعه تقع في مصلاه كوكف المطر وكان إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام يسمع لقلبه خفقان وغليان هذا خوف الحبيب والخليل مع ما أعطيا من الإجلال والإكرام وشرف المقام.


فالعجب كيف يطمئن قلب من أزعجته الآثام وقال رسول الله لرجل قال له ادع الله أن يجعلني رفيقك في الجنة فقال أعني على نفسك بكثرة السجود وقال حاتم الأصم رحمه الله تعالى فاتتني صلاة الجماعة مرة فعزاني أبو إسحق البخاري وحده ولو مات لي ولد لعزاني أكثر من عشرة آلاف لأن مصيبة الدين عندهم أهون من مصيبة الدنيا وكان السلف رضي الله تعالى عنهم يعزون أنفسهم ثلاثة أيام إذا فاتتهم التكبيرة الأولى وسبعا إذا فاتتهم الجماعة وقال ابن عباس رضي الله عنهما ركعتان مقتصدتان في تفكر خير من قيام ليلة والقلب ساه.


وأنشد بعضهم:

( خسر الذي ترك الصلاة وخابا ... وأبى معادا صالحا ومآبا )

( إن كان يجحدها فحسبك أنه ... أضحى بربك كافرا مرتابا )

( أو كان يتركها لنوع تكاسل ... غطى على وجه الصواب حجابا )

( فالشافعي ومالك رأيا له ... إن لم يتب حد الحسام عقابا )

( والرأي عندي للإمام عذابه ... بجميع تأديب يراه صوابا )


اللهم أعنا على الصلاة وتقبلها منا بكرمك ولا تجعلنا من الغافلين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.


ومما يستحسن إلحاقه بهذا الفصل ذكر شيء من فضل السواك والأذان

أما السواك فقد قال الرسول لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة وقال أيضا صلاة على أثر سواك أفضل من خمس وسبعين صلاة على غير سواك وقال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه كان رسول الله إذا قام ليتهجد شاص فاه بالسواك وقال السواك مطهرة للفم مرضاة للرب وعنه أنه قال لو يعلم الناس ما في السواك لبات مع الرجل في لحافه وقال أيضا أفواهكم طرق لكلام ربكم فنظفوها والاختيار في السواك أن يكون بعود الأراك ويجزي بغيره من العيدان وبالسعد والإشنان والخرقة الخشنة وغير ذلك مما ينظف ويستاك عرضاً مبتدئاً بالجانب الأيمن من فيه وينوي به الإيتان بالسنة والسواك بعود الزيتون يزيل الحفر من الأسنان وقال الأصحاب يقول عند السواك اللهم بارك لي فيه يا أرحم الراحمين ويستاك في ظاهر الأسنان وباطنها ويمر السواك على أطراف أسنانه وأضراسه وسقف حلقه إمرارا لطيفا ويستاك بعود متوسط لا شديد اليبوسة ولا شديد اللين فإن اشتد يبسه لينه بالماء وقد قيل إن من فضائل السواك أنه يذكر الشهادة عند الموت ويسهل خروج الروح.


وأما الأذان فقد روي عن النبي أنه قال يد الرحمن على رأس المؤذن حتى يفرغ من أذانه قيل في قوله تعالى ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا نزلت في المؤذنين وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي قال يغفر الله للمؤذن مدى صوته ويشهد له ما سمعه من رطب ويابس وعن معاوية رضي الله عنه قال سمعت رسول الله يقول المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة رواه مسلم وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين رواه البخاري ومسلم وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله يقول لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا أنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة رواه البخاري والأحاديث في فضله كثيرة مشهورة والله سبحانه وتعالى أعلم.



الباب الأول في مباني الإسلام 2013_110


عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الثلاثاء 15 أكتوبر 2019, 9:23 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52306
العمر : 72

الباب الأول في مباني الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: الفصل الثالث في الزكاة وفضلها   الباب الأول في مباني الإسلام Emptyالثلاثاء 01 سبتمبر 2015, 2:56 pm

الباب الأول في مباني الإسلام Images?q=tbn:ANd9GcT1pUdKqCsZzlGrmIGZiQlJXyq9-9KHsfdE6NzjcTMGHiTCQUwTالفصل الثالث في الزكاة وفضلها

قرن الله سبحانه وتعالى الزكاة بالصلاة في مواضع شتى من كتابه قال الله تعالى: ( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ) وقال تعالى: ( رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ) وقال تعالى: ( ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ) وعن بريدة رضي الله تعالى عنه عن النبي انه قال: ما حبس قوم الزكاة إلا حبس الله عنهم القطر.


وعن عائشة رضي الله عنها عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ما خالطت الزكاة مالاً قط إلا أهلكته وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: من كان عنده ما يزكي ولم يزك ومن كان عنده ما يحج ولم يحج سأل الرجعة يعني قوله تعالى ( رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت.


ولنلحق بهذا الفصل ذكر شيء من الصدقة وفضلها وما جاء فيها وما أعد الله تعالى للمتصدقين من الأجر والثواب ودفع البلاء:

 قال الله تعالى: (إن الله يجزي المتصدقين) وقال تعالى: (والمتصدقين والمتصدقات) الآية والآيات الكريمة في ذلك كثيرة والأحاديث الصحيحة فيه مشهورة وروي الترمذي في جامعه بسنده عن عبد الله ابن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره.


وفي صحيح مسلم وموطأ مالك وجامع الترمذي عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما نقص مال من صدقة أو قال ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً وما تواضع عبد إلا رفعه الله تعالى.


ودخلت امرأة شلاء على عائشة رضي الله عنها فقالت كان أبي يحب الصدقة وأمي تبغضها لم تتصدق في عمرها إلا بقطعة شحم وخلقة فرأيت في المنام كأن القيامة قد قامت وكأن أمي قد غطت عورتها بالخلقة وفي يدها الشحمة تلحسها من العطش فذهبت إلى أبي وهو على حافة حوض يسقي الناس فطلبت منه قدحاً من ماء فسقيت أمي فنوديت من فوقي ألا من سقاها فشل الله يدها فانتبهت كما ترين.


ووقف سائل على امرأة وهي تتعشى فقامت فوضعت لقمة في فيه ثم بكرت إلى زوجها في مزرعته فوضعت ولدها عنده وقامت لحاجة تريد قضاءها فاختلسه الذئب فوقفت وقالت يا رب ولدي فأتاها آت فأخذ بعنق الذئب فاستخرجت ولدها من غير أذى ولا ضرر فقال لها هذه اللقمة بتلك اللقمة التي وضعتها في فم السائل.


وعشش ورشان في شجرة في دار رجل فلما همت أفراخه بالطيران زينت امرأة ذلك الرجل له أخذ أفراخ ذلك الورشان ففعل ذلك مرارا وكلما فرخ الورشان أخذوا أفراخه فشكا الورشان ذلك إلى سليمان عليه السلام وقال يا رسول الله أردت أن يكون لي أولاد يذكرون الله تعالى من بعدي فأخذها الرجل بأمر امرأته ثم أعاد الورشان الشكوى فقال سليمان لشيطانين إذا رأيتماه يصعد الشجرة فشقاه نصفين فلما أراد الرجل أن يصعد الشجرة اعترضه سائل فأطعمه كسرة من خبز شعير ثم صعد وأخذ الأفراخ على عادته فشكا الورشان ذلك إلى سليمان عليه السلام فقال للشيطانين ألم تفعلا ما أمرتكما به فقال اعترضنا ملكان فطرحانا في الخافقين.


وقال النخعي كانوا يرون أن الرجل المظلوم إذا تصدق بشيء دفع عنه البلاء وكان الرجل يضع الصدقة في يد الفقير ويتمثل قائما بين يديه ويسأله قبولها حتى يكون هو في صورة السائل.


وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الصدقة تسد سبعين باباً من الشر وعنه -صلى الله عليه وسلم- قال ردوا صدمة البلاء ولو بمثل رأس الطائر من طعام وروي عنه -صلى الله عليه وسلم- انه قال ردوا مذمة السائل ولو بظلف محرق وعنه -صلى الله عليه وسلم- أيضاً اتقو النار ولو بشق تمرة وقال عيسى صلوات الله وسلامه عليه مَنْ رد سائلاً خائباً لم تغش الملائكة ذلك البيت سبعة أيام وكان نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- يناول المسكين بيده وعنه -صلى الله عليه وسلم- ما من مسلم يكسو مسلماً ثوباً إلا كان في حفظ الله ما كانت عليه منه رقعة.


وقال عبد العزيز بن عمير الصلاة تبلغك نصف الطريق والصوم يبلغك باب الملك والصدقة تدخلك عليه، وعن الربيع بن خيثم أنه خرج في ليلة شاتية وعليه برنس خز فرأى سائلاً فأعطاه إياه وتلا قوله تعالى: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) وروي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال لا يرد القضاء إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر وإن سوء الخلق شؤم وحسن الملكة نماه والصدقة تدفع ميتة السوء.


وقال يحيى بن معاذ ما أعرف حبة تزن جبال الدنيا إلا من الصدقة، وعن عمر رضي الله عنه أن الأعمال تباهت فقالت الصدقة أنا أفضلكن، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال تداركوا الهموم والغموم بالصدقات يدفع الله ضركم وينصركم على عدوكم.


وعن عبيد بن عمير قال يحشر الناس يوم القيامة أجوع ما كانوا قط وأعطش ما كانوا قط فمَنْ أطعم لله أشبعه الله ومن سقى لله سقاه الله ومن كسا لله كساه الله،  وقال الشعبي من لم ير نفسه إلى ثواب الصدقة أحوج من الفقير إلى صدقته فقد أبطل صدقته وضرب بها وجهه، وكان الحسن بن صالح إذا جاءه سائل فإن كان عنده ذهب أو فضة أو طعام أعطاه فإن لم يكن عنده من ذلك شيء أعطاه دهنا أو غيره مما ينتفع به فإن لم يكن عنده شيء أعطاه كحلاً أو أخرج إبرة وخيطاً فرقع بهما ثوب السائل.


ووجه رجل ابنه في تجارة فمضت أشهر ولم يقع له على خبر فتصدق برغيفين وأرخ ذلك اليوم فلما كان بعد سنة رجع ابنه سالماً رابحاً فسأله أبوه هل أصابك في سفرك بلاء قال نعم غرقت السفينة بنا في وسط البحر وغرقت في جملة الناس وإذا بشابين أخذاني فطرحاني على الشط وقالا لي قل لوالدك هذا برغيفين فكيف لو تصدقت بأكثر من ذلك، وقال علي رضي الله تعالى عنه وكرم الله وجهه إذا وجدت من أهل الفاقة مَنْ يحمل لك زادك فيوافيك به حيث تحتاج أليه فاغتنم حمله إياه.


ولله در القائل حيث قال

(يبكي على الذاهب من ماله ... وإنما يبقي الذي يذهب)


وحكي أن رجلاً عبد الله سبعين سنة فبينما هو في معبده ذات ليلة إذ وقفت به امرأة جميلة فسألته أن يفتح لها وكانت ليلة شاتية فلم يلتفت إليها وأقبل على عبادته فولت المرأة فنظر إليها فأعجبته فملكت قلبه وسلبت لبه فترك العبادة وتبعها وقال إلى أين فقالت إلى حيث أريد فقال هيهات صار المراد مريداً والأحرار عبيداً ثم جذبها فأدخلها مكانه فأقامت عنده سبعة أيام فعند ذلك تذكر ما كان فيه من العبادة وكيف باع عبادة سبعين سنة بمعصية سبعة أيام فبكى حتى غشي عليه فلما أفاق قالت له يا هذا والله أنت ما عصيت الله مع غيري وأنا ما عصيت الله مع غيرك وإني أرى في وجهك أثر الصلاح فبالله عليك إذا صالحك مولاك فاذكرني قال فخرج هائماً على وجهه فآواه الليل إلى خربة فيها عشرة عميان وكان بالقرب منهم راهب يبعث إليهم في كل ليلة بعشرة أرغفة فجاء غلام الراهب على عادته بالخبز فمد ذلك الرجل العاصي يده فأخذ رغيفاً فبقي منهم رجلاً لم يأخذ شيئاً فقال أين رغيفي فقال الغلام قد فرقت عليكم العشرة فقال أبيت طاوياً فبكى الرجل العاصي وناول الرغيف لصاحبه وقال لنفسه أنا أحق أن أبيت طاوياً لأنني عاص وهذا مطيع فنام واشتد به الجوع حتى أشرف على الهلاك فأمر الله تعالى ملك الموت بقبض روحه فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فقالت ملائكة الرحمة هذا رجل فر من ذنبه وجاء طائعاً وقالت ملائكة العذاب بل هو رجل عاص فأوحى الله تعالى إليهم أن زنوا عبادة السبعين سنة بمعصية السبع ليال فوزنوها فرجحت المعصية على عبادة السبعين سنة فأوحى الله إليهم أن زنوا معصية السبع ليال بالرغيف الذي آثر به على نفسه فوزنوا ذلك فرجح الرغيف فتوفته ملائكة الرحمة وقبل الله توبته.


وحكي أن رجلاً جلس يوماً يأكل هو وزوجته وبين أيديهما دجاجة مشوية فوقف سائل ببابه فخرج إليه وانتهره فذهب فاتفق بعد ذلك أن الرجل افتقر وزالت نعمته وطلق زوجته وتزوجت بعده برجل آخر فجلس يأكل معها في بعض الأيام وبين أيديهما دجاجة مشوية وإذا بسائل يطرق الباب فقال الرجل لزوجته ادفعي إليه هذه الدجاجة فخرجت بها إليه فإذا هو زوجها الأول فدفعت إليه الدجاجة ورجعت وهي باكية فسألها زوجها عن بكائها فأخبرته أن السائل كان زوجها وذكرت له قصتها مع ذلك السائل الذي انتهره زوجها الأول فقال لها زوجها أنا والله ذلك السائل.


وذكر عن مكحول أن رجلاً أتى إلى أبي هريرة رضي الله عنه فقال ادع الله لابني فقد وقع في نفسي الخوف من هلاكه فقال له ألا أدلك على ما هو أنفع من دعائي وأنجع وأسرع إجابة قال بلى قال تصدق عنه بصدقة تنوي بها نجاة ولدك وسلامة ما معه فخرج الرجل من عنده وتصدق على سائل بدرهم وقال هذا خلاص ولدي وسلامته وما معه فنادى في تلك الساعة مناد في البحر ألا إن الفداء مقبول وزيدٌ مُغاث فلما قدم سأله أبوه عن حاله فقال يا أبت لقد رأيت في البحر عجباً يوم كذا وكذا في وقت كذا وكذا وهو اليوم الذي تصدق فيه والده عنه بالدرهم وذلك أنَّا أشرفنا على الهلاك والتلف فسمعنا صوتاً من الهواء ألا ان الفداء مقبول وزيدٌ مُغاث وجاءنا رجال عليهم ثيابٌ بيض فقدموا السفينة إلى جزيرة كانت بالقرب منا وسلمنا وصرنا بخير أجمعين والآثار والحكايات في ذلك كثيرة وفيما أشرت إليه كفاية لمَنْ وعى وأن ليس للإنسان إلا ما سعى والله اعلم.



الباب الأول في مباني الإسلام 2013_110


عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الثلاثاء 15 أكتوبر 2019, 9:24 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52306
العمر : 72

الباب الأول في مباني الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: الفصل الرابع في الصوم وفضله وما أعد الله للصائم من الأجر والثواب   الباب الأول في مباني الإسلام Emptyالثلاثاء 01 سبتمبر 2015, 3:15 pm

الباب الأول في مباني الإسلام Z

الفصل الرابع في الصوم وفضله وما أعد الله للصائم من الأجر والثواب

قال الله تعالى: (يا ايها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) 


قيل الصوم عموم وخصوص وخصوص الخصوص؟

فصوم العموم هو كف البطن والفرج وسائر الجوارح عن قصد الشهوة.

وصوم الخصوص هو كف السمع والبصر واللسان واليد والرجل وسائر الجوارح عن الآثام؟

وصوم خصوص الخصوص هو صوم القلب عن الهمم الدنية وكفه عما سوى الله بالكلية.


قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: زكاة الجسد الصيام، وعنه -صلى الله عليه وسلم- انه قال: للصائم فرحتان فرحة عند إفطاره وفرحة عند لقاء ربه، وقال وكيع في قوله تعالى: (كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية) إنها أيام الصوم تركوا فيها الأكل والشرب، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- انه قال مَنْ أفطر يوماً في رمضان من غير رخصة رخصها الله له لم يقض عنه صيام الدهر (حديث ضعيف)، وروي في صحيح النسائي عنه -صلى الله عليه وسلم- أيضاً أنه قال: إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين. 


وروي الزهري أن تسبيحة واحدة في شهر رمضان أفضل من ألف تسبيحة في غيره، وروي عن قتادة أنه كان يقول مَنْ لم يغفر له في شهر رمضان فلن يغفر له في غيره، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لو يعلم الناس ما في شهر رمضان من الخير لتمنت أمتي أن يكون رمضان السنة كلها ولو أذن الله للسموات والأرض أن تتكلما لشهدتا لمَنْ صام رمضان بالجنة، وقال -صلى الله عليه وسلم- ليس من عبد يصلي في ليلة من شهر رمضان إلا كتب الله له بكل ركعة ألفاً وخمسمائة حسنة وبنى له بيتاً في الجنة من ياقوتة حمراء لها سبعون ألف باب لكل باب منها مصراعان من ذهب وله بكل سجدة يسجدها شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام، وقال -صلى الله عليه وسلم- إن لكل صائم دعوة فإذا أراد أن تقبل فليقل في كل ليلة عند فطره يا واسع المغفرة اغفر لي. 


وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: مَنْ صام يوماً من رمضان خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه فإذا انسلخ عنه الشهر وهو حي لم يكتب عليه خطيئة حتى الحول ومَنْ عطَّش نفسه لله في يوم شديد الحر من أيام الدنيا كان حقاً على الله أن يرويه يوم القيامة. 


وقال بعضهم: الصيام زكاة البدن ومَنْ صام الدهر فقد وهب نفسه لله تعالى، وروي في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر، وعنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: صيام ثلاثة أيام من كل شهر كصيام الدهر وهي الأيام البيض وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر، وفي صحيح البخاري عن ابي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: مَنْ صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه.


وفضل الصوم غزير لأنه خصَّه الله تعالى بالإضافة إليه كما ثبت في الصحيح من الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال مخبراً عن ربه عز وجل كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، وقد يكتفي في فضله بهذا الحديث الجليل وحسبنا الله ونعم الوكيل.



عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الثلاثاء 15 أكتوبر 2019, 9:25 pm عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52306
العمر : 72

الباب الأول في مباني الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: الفصل الخامس في الحج وفضله   الباب الأول في مباني الإسلام Emptyالثلاثاء 01 سبتمبر 2015, 4:49 pm

الفصل الخامس في الحج وفضله

قال الله تعالى: (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً) وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من خرج من بيته حاجاً أو معتمراً فمات أجرى الله له أجر الحاج والمعتمر إلى يوم القيامة.


وقال -صلى الله عليه وسلم-: مَن استطاع الحج ولم يحج فليمُت إن شاء يهودياً وإن شاء نصرانياً، وفي الحديث: إن من الذنوب ذنوباً لا يكفرها إلا الوقوف بعرفة وفيه أعظم الناس ذنوباً مَنْ وقف بعرفة فظن أن الله لم يغفر له وهو أفضل يوم في الدنيا، وفي الخبر إن الحجر الأسود ياقوتة من يواقيت الجنة وأنه يبعثه الله يوم القيامة وله عينان ولسان ينطق به يشهد لمن استلمه بحق وصدق.


وجاء في الحديث الصحيح أن آدم عليه الصلاة والسلام لما قضي مناسكة لقيته الملائكة فقالوا يا آدم لقد حججنا هذا البيت قبلك بألفي عام وقال مجاهد أن الحجاج إذا قدموا مكة لحقتهم الملائكة فسلموا على ركبان الإبل وصافحوا ركبان الحمر واعتنقوا المشاة اعتناقا وكان من سنة السلف رضي الله عنهم أن يشيعوا الغزاة ويستقبلوا الحجاج ويقبلوهم بين أعينهم ويسألوهم الدعاء لهم ويبادروا ذلك قبل أن يتدنسوا بالآثام وعن النبي أن الله قد وعد هذا البيت أن يحجه كل سنة ستمائة ألف فإن نقصوا كملهم الله تعالى من الملائكة وإن الكعبة تحشر كالعروس المزفوفة فكل من حجها يتعلق بأستارها ويسعى حولها حتى تدخل الجنة فيدخل معها.


وحكي أن جميلة الموصلية بنت ناصر الدولة أبي محمد بن حمدان حجت سنة ست وثمانين وثلاثمائة فصارت تاريخا مذكورا قيل إنها سقت أهل الموسم كلهم السويق بالطبرزد والثلج واستصحبت البقول المزروعة في المراكن على الجمال وأعدت خمسمائة راحلة للمنقطعين ونثرت على الكعبة عشرة آلاف دينار ولم تستصبح فيها وعندها إلا بشموع العنبر وأعتقت ثلاثمائة عبد ومائتي جارية وأغنت الفقراء والمجاورين ولما بنى آدم عليه الصلاة والسلام البيت وقال يا رب إن لكل عامل أجرا فما أجر عملي قال إذا طفت به غفرت لك ذنوبك قال زدني قال جعلته قبلة لك ولأولادك قال يا رب زدني قال أغفر لكل من استغفرني من الطائفين به من أهل التوحيد من أولادك قال يا رب حسبي.


وفي الحديث: الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة، وقيل للحسن ما الحج المبرور قال أن ترجع زاهداً في الدنيا راغباً في الآخرة.


وأول من كسا الكعبة الديباج عبد الله بن الزبير وكانت كسوتها المسوح والإنطاع وكان يطيبها حتى يوجد ريحها من خارج الحرم وكان حكيم بن حزام يقيم عشية عرفه مائة بدنة ومائة رقبة فيعتق الرقاب عشية عرفة وينحر البدن يوم النحر وكان يطوف بالبيت فيقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له نعم الرب ونعم الإله أحبه وأخشاه.


ورؤي الحسن بن علي رضي الله عنهما يطوف بالبيت ثم صار إلى المقام فصلى ركعتين ثم وضع خده على المقام فجعل يبكي ويقول عُبيدك ببابك خويدمك ببابك سائلك ببابك مُسيكينك ببابك يردد ذلك مراراً ثم انصرف رضي الله عنه فمر بمساكين معهم فلق خبز يأكلون فسلم عليهم فدعوه إلى الطعام فجلس معهم وقال لولا أنه صدقة لأكلت معكم ثم قال قوموا بنا إلى منزلي فتوجهوا معه فأطعمهم وكساهم وأمر لهم بدراهم.


وحج عبد الله بن جعفر رضي الله عنه ومعه ثلاثون راحلة وهو يمشي على رجليه حتى وقف بعرفات فأعتق ثلاثين مملوكاً وحملهم على ثلاثين راحلة وأمر لهم بثلاثين ألفا وقال أعتقهم لله تعالى لعله يعتقني من النار وقال الحسن بن علي رضي الله عنهما إني لأستحي من ربي أن ألقاه ولم أمش إلى بيته فمشى من المدينة إلى مكة عشرين مرة.


ومن لطيف ما أنشد عمرو بن حبان الضرير حين لم يهد إليه الحجاج شيئاً

( كأن الحجيج الآن لم يقربوا منى ... ولم يحملوا منها سواكا ولا نعلاً )

( أتونا فما جادوا بعود أراكة ... ولا وضعوا في كف طفل لنا نقلاً )


وقال غيره

( يحجون بالمال الذي يجمعونه ... حراما إلى البيت العتيق المحرم )

( ويزعم كل منهمو أن وزره ... يحط ولكن فوقه في جهنم )


وقال آخر

( حج في الدهر حجة ... حج فيها وأحرما )

( وأتانا من الحجاز ... ز كما راح محرما )

( فهو ذو الحجة الذي ... ما توقى محرما )


وتخاصم بدوي مع حاج عند منصرف الناس فقيل له أتخاصم رجلا من الحجاج فقال

( يحج لكيما يغفر الله ذنبه ... ويرجع قد حطت عليه ذنوب )


وقال أبو الشمقمق

( إذا حججت بمال أصله دنس ... فما حجت ولكن حجت العير )

( ما يقبل الله إلا كل طيبة ... ما كل من حج بيت الله مبرور ) 

والله سبحانه وتعالى أعلم.



الباب الأول في مباني الإسلام 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الباب الأول في مباني الإسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الباب الأول: التاريخ القديم "قبل الإسلام"
» الباب الأول: الفصل الخامس جذور الإرهاب في الإسلام
» الباب الأول: العصر الجاهلي.. الفصل الأول: الإنسانية في الاحتضار
» المجلد السابع.. الجزء الأول.. الباب الأول: إشكالية التطبيع
» الباب الأول: الفصل الأول: مسوغات الخروج على عثمان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: اسـتراحــة الـمنتــدى الأدبيـــة :: المستطرف في كل فن-
انتقل الى: