أيها الحبيب.. ترفق.. لا ترحل.. أما تسمع أنين المحبين لك؟!
إعداد الفقير إلى الله أبو مسلم وليد برجاس
يا شهر رمضان ترفق دموع المحبين تدفق.
قـلـــوبهــــم مـــــن ألـــــــم الفــــراق تشقق.
عسى وقفة للوداع تطفي من نار الشوق ما أحــرق.
عسى توبة ساعة وإقلاع ترقع من الصيام ما تخرق.
عسى منقطع عن ركب المقبولين يلحق.
عســـــى أســــــــير الأوزار يطـــــلــــق.
عســــــى مَــــــــــنْ استـــــــــــوجــــب النــــار يُعتــــــــق.
فيُجبر مكسور ويُقبل تائـب ويُعتق خطاء ويسعد مَنْ شقي.
رمضان كيف ترحل عنا وقد كنت خير جليس لنا؟!
كنا بين قارئ وصائم ومنفق وقائم، وباكٍ ودامع، وداعٍ وخاشع.
رمضان فيك المساجد تعمر، والآيات تذكر، والقلوب تجبر، والذنوب تغفر، كنت للمتقين روضةً وأنساً، وللغافلين قيداً وحبساً، كيف ترحل عنا وقد ألِفناك وأحببناك؟!
رمضان ألا تسمعُ لأنينَ العاشقينَ وآهاتِ المحبين؟!
ذرِ الدموعَ نحيباً وابكِ مـن أسـفٍ *** على فــراقِ ليالٍ ذاتِ أنوارِ
على ليالٍ لشهرِ الصومِ ما جُعـلَتْ *** إلا لتمحيــصِ آثــامٍ وأوزارِ
يا لائمي في البُكـا زدني به كَلفاً *** واسمع غريبَ أحاديثٍ وأخبارِ
ما كان أحسنُنا والشملُ مجتمعٌ *** منَّا المصلِّي ومنَّا القانتُ القارِي
أيامًا معدودات:
قال عز وجل: {يُقلبُ اللهُ الليلَ والنهارَ إنَّ في ذلك لعبرةً لأولي الأبصَار} (النور: 44)، فبالأمس القريب كنا نتلقى التهاني بقدومه ونسأل الله بلوغه، واليوم نودعه بكل أسىً، ونتلقى التعازي برحيله، فما أسرع مرور الليالي والأيام، وكر الشهور والأعوام، والعمر فرصة لا تمنح للإنسان إلا مرة واحدة، فإذا ما ذهبت هذه الفرصة وولت، فهيهات أن تعود مرة أخرى.
قال عمر بن عبد العزيز: "إن الليل والنهار يعملان فيك، فاعمل أنت فيهما"، وقال ابن مسعود رضي الله عنه: "ما ندمت على شيءٍ ندمي على يوم غربت شمسُه نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي".