عامل الناس بمثل ما تحب أن يعاملوك به
----------------------------------------
تزوجت فتاة.. وذهبت للعيش مع زوجها وحماتها.. وبعد وقت قصير اكتشفت أنها لا تستطيع التعامل مع حماتها، فقد كانت الأخيرة تنتقدها وتثير غضبها.. ولم يتوقفا يومًا عن الجدال والصراخ..
وكان الزوج بدوره يُعانى أحزاناً ومشقةً.. ولم يعُد في استطاعة الزوجة التَّحمل أكثر من ذلك.. فقررت أن تفعل شيئًا..
ذهبت الزوجة (لصيدلي) صديق لعائلتها.. وشرحت له الوضع بالتفصيل وسألته أن يُمدها ببعض العقاقير السَّامة حتى تتخلص من حماتها إلى الأبد..
ففكر الصيدلي ثم دخل غرفة التَّحضير دقائق ثم خرج ومعه زجاجة صغيرة مزودة بقطارة وقال: ليس من الحكمة أن تستخدمي سُمَّا سريع المفعول وإلا ثارت حولكِ الشكوك، لذا سأعطيكِ هذا العقار الذي يعمل تدريجيًا وببطئ، وعليكِ أن تجهزي لها كل يومين طعامًا من الدجاج أو اللحم وتضعين عليه نقاط من هذا السم بالقطارة، وفى هذه الأثناء عامليها بلطفٍ وتوددٍ.. ولا تتشاجري معها أبدًا مهما كانت الأحوال.. وعامليها كما لو كانت هي أمك حتى إذا انقضت أيام عمرها لم يشك فيك أحدٌ..
وسعدت الزوجة بهذا الحل وأسرعت إلى المنزل لتبدأ التنفيذ وعلى الفور..
ومضت الأيام والشهور وهى تحرص على التنفيذ بكل دقة وتذكر دائمًا ما قاله الطبيب لعدم الاشتباه، فتحكمت في طباعها وأطاعت حماتها وعاملتها كما لو كانت أمها..
وبعد ستة أشهر تغيَّر جو الأسرة تمامًا، ومارست الزوجة تحكمها في طباعها بقوة وإصرار، نشأ جو من الحب والصداقة بينها وبين حماتها التي تغيَّرت هي الأخرى وصارت كالأم الحنون لزوجة ابنها..
وأصبح الزوج سعيدًا بما طرأ على جو الأسرة وهو يُلاحظ كل ما يحدث..
وبعد هذه المدة ذهبت الزوجة للصيدلي ولكن هذه المرة لتقول له: من فضلك ساعدني لأمنع السُّم من قتل حماتي، فقد صارت جدًا لطيفة وأنا أحبها الآن مثل أمي، أرجوك لا أريدها أن تموت..
فابتسم الصيدلي وهزَّ رأسه وقال يا بنيتي: أنا لم أعطكِ سُمَّا قط، لقد كان المحلول الذي بالزجاجة ماءً!
أما السُّم الذى أوشك أن يقتلكِ فقد كان قابعًا في عقلكِ، والآن تأكدت والحمد لله أنكِ برئتِ منه!
فعامل النَّاس بمثل ما تُحب ان يُعاملوك به.. وادفع بالتي هي أحسن.. وسايس النَّاس بالمعروف.. ولا تتسرَّع بالأحكام!
فالبعض يُفسِّرُ الأدبَ خوفاً!.. لأنه لم يتربَّى على الاحترام بحياته.
والبعض يُفَسِّرُ الطِيبَة غباءً.. لأنه لم يعتد إلا على سواد القلب.
ولكنك تنتظر الثواب من الكريم المنَّان سبحانه وتعالى.