تطوعك فى رمضان
--------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
أتريد أن تنال رضا ربك ؟! ..
أتريد أن تنال الرضا النفسي ؟! ..
أتريد أن تخفف النظرة العدائية من عندك لمن حولك ؟! ..
أتريد أن تتخلص من أى شح ؟! ..
أتريد أن تزيد قدرتك فى التفاعل والتواصل مع الآخريين ؟! ..
أتريد أن تنال دعوات الآخرين لك بكل خير ؟! ..
أتريد أن تنمى ثقتك بنفسك ؟! ..
أتسعى أن تتعلم مهارات جديدة أو تحسن مهارات تمتلكها أصلاً ؟! ..
أخى القارى عليك بالعمل التطوعى ..
بالإنفاق فى سبيل الله ..
بالسعى على الأرملة والمسكينة ..
بكفالة الأيتام ..
بعمل المعروف ..
وما أجمل أن يكون كل هذا فى رمضان ؟! ..
رمضان شهر البر والإحسان ..
شهر الجود والكرم والإنفاق ..
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:-
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل ، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيُدَارسه القرآن ، فلَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المُرسلة" متفق عليه ..
الله يحثُنا على العمل التطوعى ..
جعل اللهُ الإنفاق على السائل والمحروم من أخص صفات عباد الله المحسنين ..
فقال الله تعالى عنهم:- (إنهم كانوا قبل ذلك محسنين * كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون * وبالأسحار هم يستغفرون * وفي أموالهم حق للسائل والمحروم) (سورة الذاريات: 16 - 19).
ووعد سبحانه -وهو الجواد الكريم الذي لا يُخْلِفُ الميعاد- بالإخلاف على مَنْ أنفق في سبيله، فقال سبحانه:- (وما أنفقتم من شيءٍ فهو يُخْلِفُهُ وهوَ خيرُ الرَّازقين) (سورة سبأ: 39).
ووعد بمُضاعفة العطيَّة للمُنفقين بأعظم مما أنفقوا أضعافاً كثيرة، فقال سبحانه: (مَن ذا الذي يُقرضُ اللهَ قرضاً حسناً فيُضاعفَهُ لهُ أضعافاً كثيرة) (سورة البقرة: 245).
وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (وإنَّ أحبَّ الأعمال إلى اللهِ سُرورٌ تُدخلهُ على مُؤمن، تكشف عنه كرباً، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جُوعاً) رواه البيهقي، وحسنه الألباني.
وقال -صلى الله عليه وسلم-: (صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة) رواه الحاكم وصححه الألباني.
وجاء في السنة عِظَمِ أجر الصَّدقة، ومُضاعفة ثوابها، قال -صلى الله عليه وسلم-: (ما تصدَّق أحد بصدقة من طيِّبٍ -ولا يقبلُ اللهُ إلا الطيّب- إلا أخذها الرَّحمنُ بيمينهِ وإن كان تمرة، فتربو في كفِّ الرَّحمن حتى تكون أعظم من الجبل، كما يُربي أحدكم فُلُوَّه أو فصيله) رواه مسلم.
والصدقة تُطفئ الخطايا، وتُكفِّرُ الذنوبَ والسيئات، قال -صلى الله عليه وسلم- لمعاذ: (والصدقةُ تُطفئ الخطيئة كما يُطفئُ المَاءَ النار) رواه الترمذي.
وهي من أعظم أسباب بركة المال، وزيادة الرزق، وإخلافِ اللهِ على صاحبها بما هو أحسن، قال اللهُ جل وعلا في الحديث القدسي: (يا ابن آدمَ أَنفقْ أُنفقْ عليك) رواه مسلم.
كما أنها وقاية من عذاب الله، قال -صلى اللهُ عليه وسلم-: (اتقوا النَّار ولو بِشِقِ تمرةٍ) رواه البخاري.
أهمية العمل التطوعي وثماره:
---------------------------------
تقول الدكتورة ابتسام بنت بالقاسم -جامعة أم القرى-: (إن للعمل التطوعي فوائد عديدة تعود على المُتطوع نفسه وعلى المجتمع بأسره، كما أن العمل التطوعي يُساهم في استغلال طاقات أفراده في مجالاتٍ مُثمرةٍ وهادفةٍ لمصلحةِ المجتمع ويُعينُهم على قضاء أوقاتهم بالمُفيد وخاصة شريحة الشباب.
فالعمل التطوعي ركيزة أساسية في بناء المجتمع ونشر التماسك الاجتماعي بين أفراده، و دليلٌ على حياة المجتمع وحيويته، كما أنه وسيلة لشعور المُتطوع بالراحة النفسية وباعتزازه وثقته بنفسه؛ لشعوره بأهميته ودوره في نفع المجتمع الذي يعيش فيه؛ لأن العمل التطوعي مُمَارسة إنسانية ترتبط بمعاني الخير والعمل الصالح قال تعالى: (فمَن تطوَّعَ خيراً فهُوَ خيرٌ له) (سورة البقرة: 184)..
فهذه الآية فيها إشارة إلى آثار التطوع المُتنوعة على المُتطوع، ذلك أن لفظة (خير) نَكِرَةٌ فتَعُمُّ كلَّ أنواع الخيريَّة.
من مجالات الجُود والإحسان والبر والصلة:
---------------------------------------------
1- تفطير الصائم:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ فطّر صائماً كان لهُ مثل أجرهِ غيرَ أنَّهُ لا ينقصُ من أجر الصَّائم شيئاً) رواه الترمذي.
2- بر الوالدين وصلة الأرحام:
عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (مَنْ سَرَّهُ أن يُبْسَطَ عليهِ رزقهُ، أو يُنْسَأ في أثرهِ فليَصِلْ رَحِمَهُ) رواه البخارى.
وقال عطاء: (لدرهم أضعه في قرابتي أحبُّ إليَّ من ألفٍ أضعُها في فاقة. قال له قائل: يا أبا محمد، وإن كان قرابتي مثلي في الغنى، قال: وإن كان أغني منك) مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا.
3- الصدقة والإنفاق وغير ذلك من أعمال الخير:
ففي الحديث عن ابن عمر -رضي الله عنهما-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (وإنَّ أحبَّ الأعمال إلى اللهِ سُرورٌ تُدخلهُ على مؤمنٍ، تكشفُ عنه كرباً، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جُوعاً) رواه البيهقي، وحسنه الألباني.
والصدقة ترفع صاحبها، حتى توصله أعلى المنازل، قال -صلى الله عليه وسلم-: ( إنما الدنيا لأربعة نفر: عبدٌ رزقهُ الله مالاً وعِلمَاً فهو يتقي فيه ربهُ، ويصِل فيه رحمهُ، ويعلم للهِ فيه حقاً فهذا بأفضل المنازل...) رواه الترمذي.
وقد جمعت لنا الدكتورة ابتسام بنت القاسم بعض الأفكار للأعمال التطوعية التى نقوم بها فى رمضان:
1. المساهمة في إعداد موائد الرحمن التي تنتشر خلال الشهر لإفطار الصائمين.
2. زيارة مريض وإتباع جنازة كل يوم من أيام هذا الشهر.
ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: مَنْ أصبح منكم اليوم صائمًا؟ قال أبو بكر رضي الله عنه أنا. قال فمَنْ تبع منكم اليوم جنازةً؟ قال أبو بكر رضي الله عنه أنا. قال فمَنْ أطعم منكم اليوم مسكينًا؟ قال أبو بكر رضي الله عنه أنا. قال فمَنْ عاد منكم اليوم مريضًا؟ قال أبو بكر رضي الله عنه أنا. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما اجتمعن في امرئٍ إلا دخلَ الجنة.
3. تنظيم زيارات للمرضى ودور المسنين ودور الأيتام والتواصل معهم.
4. جمع الملابس القديمة والأدوية والكتب الدراسية والألعاب والمجلات والكتب القيمة لتوزيعها للمحتاجين.
5. تنظيف مسجد الحي وتفقد الإنارة والفرش وتوفير مياه الشرب والمناديل ونحوها.
6. الاهتمام بدورات المياه والقيام على تجهيزها وتنظيفها.
7. إعداد برامج للجاليات من مطويات وأشرطة.
8. تقديم برامج للشباب والفتيات تكون بدائل ومزاحمات إعلامية.
9. إعداد سلة الخير الغذائية، تشتمل على الأغذية الأساسية مثل: ( تمر – شربة – دقيق – سكر - أرز – مكرونة – ملح– صلصة – زيت – عصائر- حليب).. ونحوها.. لتوزيعها على الفقراء، لإدخال السرور عليهم مع بداية شهر رمضان.
10. المساهمة في توزيع وجبات الإفطار على الصائمين أو وجبات السحور من خلال توزيعها عن طريق الإشارات المرورية وقت الإفطار أو السحور.
وهناك الكثير والعديد من الأفكار في هذا المضمار ولكن نبدأ بالخطوة الأولى والحسنة تجر الحسنة ولقد أعجبتني عبارة تقول: ممارسة العمل التطوعي ومزاولته تُلهم المتطوع الكثير من الأفكار الإبداعية.