توبة مُدرس مُدخن على يد طالب صغير
في يوم من الأيام عاد الطفل الصغير الذي لم يتجاوز السابعة من عمره من المدرسة وهو يبكي، فلما سألته أمه عن السبب أخبرها بأن المدرس الفلاني قد ضربه وشتمه..
لم يحتمل قلب الأم ما حصل لابنها، فاتصلت من الغد بالمدرسة، وسألت المدرس عن سبب ضربه ابنها الصغير وما الجرم الذي أحدثه.. فقال: إنه كثير اللعب في الفصل، كثير الكلام والحركة، وقد رفض الانصياع للأوامر وأعلن التمرد..
سكتت الأم ولم تحر جواباً.. فلما عاد ابنها من المدرسة، أخبرته بما قال المدرس..
فقال: نعم.. لقد فعلت ذلك..
فبدت علامات الدهشة على وجه الأم، وقالت بصوت غاضب: ولِمَ فعلته..
فجاء الجواب مدهشاً!!!
قال: لأن هذا المدرس غير ملتزم ، وهو يدخن، وقد نصحته عدة مرات فلم يطعني!!
فلم أجد ما أعبّر به عن سخطي وكراهيتي لعمله سوى أن أسئ الأدب في حصته..
فلما سمعت الأم هذه الكلمات زالت من وجهها علامات الدهشة والغضب.. لاسيما وأنه طفل صغير يحمل في قلبه كل معاني البراءة.. لكنها مع ذلك أرادت أن تتثبت، فاتصلت بالمدرس، وأخبرته بقول ابنها..
فقال لها وقد أصيب بما يشبه الصدمة: والله إن ما ذكره لصحيح، وإني من هذه اللحظة أعلن توبتي من كل ما يُغضب اللهَ عز وجل، والفضلُ للهِ أولاً ثمَّ لكِ ولابنكِ الصغير..