من رسائل العائدين إلى الله
من فلسطين المحتلة.. من جوار بيت المقدس، كتب إليّ الأخ.... هذه الرسالة:
(أعرفك على نفسي: شاب مسلم من بيت المقدس، قرأت كتابك: (العائدون إلى الله) وقد تأثرتُ به كثيراً.. وقصتي تبدأ منذ الصغر، حين دعاني أبي إلى الذهاب إلى المسجد، حيث تقام دورات رياضية لتقوية أجسام الشباب المسلم، للدفاع عن أنفسهم في مواجهة بني صهيون، إضافةً إلى الدورات العقدية والإيمانية، لتقوية الإيمان، الذي هو السلاح الأول في الأزمات.. دعاني أبي إلى المسجد ولم يكن هو يصلي آنذاك، وكأنه يقول لي: يا بني، لقد مضى زمننا، وهذا زمنكم، وإن المعركة التي بيننا وبين بني صهيون، معركة عقائدية وليست قومية أو وطنية أو.. الخ، كما يريد البعض تصويرها، معركة تنطلق من المساجد لا من بيوت الــ...
كان أبي آنذاك -في الوقت الذي يدعوني فيه إلى الذهاب إلى المسجد- يجلس هو وجميع الأهل، وأنا معهم في بعض الأحيان، أمام شاشة التلفاز (!!!) وما أدراك ما التلفاز، حتى اعتادتْ قلوبنا رؤية المنكر، وألفناه.. وحين بلغتُ سن المراهقة ازداد تعلقي بالمسجد، وأصبحتُ في صراع مرير بين صوت الحق وصوت الباطل، وأثر ذلك في دراستي، حيث ملأ التفكير ذهني وعقلي..
وفي ذات ليلة، عدتُّ إلى غرفتي متعباً، فوجدتُّ كتاباً على مكتبي.. مددتُ يدي إليه.. حملته.. قرأتُ عنوانه: العائدون إلى الله.. شدّني هذا العنوان، فما تركته إلا بعد أن أكملتُ قراءتَه.. والحمد لله، أتتْ من بعده الهداية..
وأنا الآن وأنا أسطر هذه السطور، قد عقدتُّ النية على الالتزام الحق بإذن الله، وأن أجاهد نفسي على مرضاة الله، وكل ما أتمناه هو الاستشهاد في سبيل الله على ثرى فلسطيننا السليبة.
ومن جزائر الإسلام كتب إليّ الأخ أبو أمامة.. هذه الكلمات:
من طالب علم يزعم أنه يلبس ثوب الالتزام، وهو خالعه منذ زمان.. من شاب تائه حائر عبثتْ به الشهوات والملذات، واستدرجه الشيطان؛ حتى كاد يعميه عن نور الإيمان.. إلى أخ كريم.. أهدي هذه التحية العطرة الحارة التي تسوقها مجاري الدموع عبر موجات الأثير، إلى هناك.. وما أدراك ما هناك.. حيث مهبط الوحي، ومهوى الأفئدة..
لقد كنتُ ضالاً فهداني الله.. تربيتُ في أسرة محافظة، ووالدي جزاه الله خيراً كان إماماً، لكن إسلامي، كان وراثياً، لا يخلو من الشرك والبدع والضلالات.. أسأله الله أن يغفر لي، لأني كلما تذكرتُّ تلك الأيام، أعض على أصابع الندم..
نشأتُ وتربيتُ على ذلك، وبعد أن كبرتُ ووصلتُ سن المراهقة؛ بدأتُ أقوم بأعمال قد يستحي الشيطان من فعلها، ثم زعمتُ أني التزمت بشرع الله، ولكن تلك القبائح بقيتْ معي، وظلتْ تعيقني، إلى أن أعارني أخ لي قادم من أرض الحرمين الشريفين، سلسلة العائدون إلى الله، فبدأتُ بقراءتها، فما إن قرأتُ قصتين أو ثلاث حتى شعرتُ أن كياني قد تزعزع، وبكيتُ بكاءً شديداً على ما فاتني من عمر في معصية الله، وشعرتُ بسعادة تغمرني من جديد.. أسأل الله أن يثبتني وإياكم على الحق المبين..
ومن الجزائر أيضاً بعث إليّ الأخ عبد الحميد.. برسالة يقول فيها:
أرفع قلمي وأسطر لكم هذه الرسالة من كل أعماق قلبي أبشركم فيها بهدايتي إلى الصراط المستقيم بسبب قراءتي للأجزاء الثلاثة الأولى من هذا الكتاب، وهذه هي القصة:
فأنا شاب جزائري من هواة المرسلة، مسلم بالوراثة، تعرفتُ على كثير من الشباب والشابات(!!) عن طريق ركن التعارف في بعض المجلات الساقطة، وشاء الله أن أتعرفَ على شاب من بلاد الحرمين اسمه غلام حسين، فلأول مرة بعثَ لي بمجموعة من الكتب ومنها كتاب (العائدون إلى الله)، فبعثتُ له برسالة شكر، ثم بعثَ لي بمجموعة أخرى، فلما رأى ذلك أفراد عائلتي فرحوا بي كثيراً، وخاصة والدي، فبدأتُ أطالع هذه الكتب وخاصةً (العائدون إلى الله)، فوجدتُ فيه مفتاح التوبة، وخرجتُ من طريق الظلمات إلى الطريق المستقيم، وأنا نادم على أيام ماضية قضيتها بعيداً عن الله...