هل تريد أن يحبك النبي -صلى الله عليه وسلم- وأن ترافقه في الجنة؟!
تأليف
العبد الفقير إلى عفو ربه
أبي أنس
ماجد إسلام البنكاني
حقوق الطبع لكل من يريد طبعه وتوزيعه مجاناً
***************************************
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله، فلا مضلَّ له، ومن يُضلل، فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
وبعد، فإن محبة النبي -صلى الله عليه وسلم- يسعى لها كل مسلم ومسلمة، ومحبته -صلى الله عليه وسلم- تعني اتباعه في كل الأمور، فيسْمو قدر العبد وتعلو درجته ومنـزلته عند الله جل وعلا، وعند خلقه بقدر محبته واتباعه، وما يكون عنده من تضحية بالنفس والمال في سبيل الله تعالى، ونصرة دينه ونبيّه -صلى الله عليه وسلم-.
فعلى كل مسلم ومسلمة أن يشمّر عن ساعد الجد في محبة نبيّه -صلى الله عليه وسلم- واتباعه، ومن باب الدين النصيحة حاولنا جمع بعض الأمور التي تكون سبباً لمحبة النبي -صلى الله عليه وسلم-، لعل الله ينفع بها .
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجعلنا وإياكم من الذين يحبهم ويحبونه.
والله أسأل أن يجعل عملي هذا خالصاً لوجهه الكريم، ولا يجعل لأحد فيه نصيباً، وأن يجعل له القبول في الأرض وأن ينفعني في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون.كما أسأله سبحانه أن يجعل عملنا هذا خالصاً لوجهه الكريم ، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكتب
ماجد إسلام البنكاني
أبو أنس العراقي
29/صفر/1428هـ
19/ 3/ 2007
**************
محبة النبي -صلى الله عليه وسلم- أكثر من الولد والوالد والناس أجمعين
عن أنس -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده، ووالده، والناس أجمعين".رواه البخاري ومسلم .
وعن أبي هريرة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده" .رواه البخاري .
وعن أنس -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار" . رواه البخاري ومسلم .
قوله: وجد حلاوة الإيمان أي أصاب حلاوة الإيمان: أي التلذذ بالطاعة وتحمل المشقة في رضى اللّه ورسوله وإيثار ذلك على عرض الدنيا، وهذا استعارة بالكناية ثم شبه الإيمان بنحو العسل للجهة الجامعة وهو محذوف أي أول الثلاثة كون اللّه ورسوله في محبته إياهما أكثر محبة من محبة سواهما من نفس وأهل ومال وكل شيء.
قال النووي رحمه اللّه تعالى: هذا حديث عظيم أصل من أصول الإسلام. فيض القدير .
والذي يحب النبي -صلى الله عليه وسلم- محبة صادقة والتي تترجم في اتباعه -صلى الله عليه وسلم- يكون معه في الجنة بإذن الله تعالى وهذا من رحمته سبحانه وتعالى بعباده .
فعن أنس عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "المرء مع من أحب" .رواه البخاري ومسلم .
اتباع الرسول -صلى الله عليه وسلم- من تمام المحبة
الذي يدعي محبة الله تعالى ومحبة رسوله -صلى الله عليه وسلم- فعليه بالاتباع وتطبيق ما جاء في الكتاب والسنة من أمر أونهي.
قال الله تعالى: "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم". آل عمران الآية (31).
قال ابن قيم الجوزية: وهي تسمى آية المحبة قال أبو سليمان الداراني لما ادعت القلوب محبة الله أنزل الله لها محنة قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله . مدارج السالكين (3/18-25).
فالذي يدعي محبة النبي -صلى الله عليه وسلم- دون التقيد بما جاء به من ربه فهو كاذب في الحقيقة، إذا قيل لك قال الله كذا، أو قال رسوله -صلى الله عليه وسلم- كذا الأصل أن تقول سمعنا وأطعنا كما ذكر الله تعالى عن المؤمنين في آخر سورة البقرة.
ولا تقل قال الشيخ الفلاني كذا أو فلان كذا وكذا، هذا يكون فيه سوء أدب مع الله تعالى ومع رسول -صلى الله عليه وسلم-، ودال على محبة غير صادقة .
رؤية النبي -صلى الله عليه وسلم- أحب من الأهل والمال
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "والذي نفس محمد بيده ليأتين على أحدكم يوم ولأن يراني ثم لأن يراني أحب إليه من أهله وماله معهم". رواه مسلم.
وعن أبي ذر -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أشد أمتي لي حبا قوم يكونون بعدي يود أحدهم أنه فقد أهله وماله وأنه رآني" .
صحيح الجامع حديث رقم (1003) .
قال المناوي قوله: (أشد أمتي لي حباً) تمييز لنسبة أشد(قوم يكونون بعدي يود أحدهم) بيان لشدة حبهم له على طريق الاستئناف، (أنه فقد أهله وماله وأنه رآني) حكاية لودادهم مع إفادة معنى التمني، وهذا من معجزاته لأنه إخبار عن غيب.
وقد وقع، والكلام فيمن لم يتأهل لرتبة الاجتماع به -صلى الله عليه وسلم-. فيض القدير .
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن أناسا من أمتي يأتون بعدي يود أحدهم لو اشترى رؤيتي بأهله و ماله" .
صحيح الجامع حديث رقم (2008) .
هذا من معجزاته إذ هو إخبار عن غيب وقع وقد وجد في كل عصر من يود ذلك ممن لا يحصى.
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من أشد أمتي لي حبا ناس يكونون بعدي يود أحدهم لو رآني بأهله وماله".رواه مسلم .
المعنى: يتمنى أحدهم أن يكون مفدياً بأهله لو اتفقت رؤيتهم إياه ووصولهم إليه، وقال الطيبي: لو هنا كما في قوله تعالى: {ربما يودّ الذين كفروا لو كانوا مسلمين} لابد لقوله يودّ من مفعول فلو مع ما بعده نزل منـزلته كأنه قيل يود أحدهم ويحب ما لا يلزم قوله لو رآني بأهله أي يفديني بأهله وماله ليراني . فيض القدير .
وعن أبي سعيد -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "طوبى لمن رآني وآمن بي ثم طوبى ثم طوبى ثم طوبى لمن آمن بي ولم يرني" .
صحيح الجامع حديث رقم (3923) .
وعن أبي أمامة وأنس -رضي الله عنهما- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "طوبى لمن رآني وآمن بي مرة وطوبى لمن لم يرني وآمن بي سبع مرات" .
صحيح الجامع حديث رقم (3924) .
وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "طوبى لمن رآني وآمن بي وطوبى لمن آمن بي ولم يرني ثلاث مرات" . صحيح الجامع حديث رقم (3925) .
وعن عبدالله بن بسر -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "طوبى لمن رآني وآمن بي وطوبى لمن رأى من رآني ولمن رأى من رأى من رآني وآمن بي طوبى لهم و حسن مآب" .
صحيح الجامع حديث رقم (3926) و (3927).
قوله: (طوبى لمن رآني وآمن بي...) وذلك لأن اللّه مدحهم بإيمانهم بالغيب وكان إيمان الصدر الأول غيباً وشهوداً فإنهم آمنوا باللّه واليوم الآخر غيباً وآمنوا بالنبي -صلى الله عليه وسلم- شهوداً لما أنهم رأوا الآيات وشاهدوا المعجزات، وآخر هذه الأمة آمنوا غيباً بما آمن به أولها شهوداً فلذا أثنى عليهم النبي -صلى الله عليه وسلم-. فيض القدير .
أولى الناس بالنبي -صلى الله عليه وسلم- أكثرهم صلاة عليه
عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة".
وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه-، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحطّ عنه بها عشر سيئات ورفعه بها عشر درجات".
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما من أحدٍ يسلم علي إلا ردَّ الله إلي روحي حتى أرد عليه السلام".
وعن مكحول عن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أكثروا عليَّ من الصلاة في يوم الجمعة فإن صلاة أمتي تعرض عليَّ في كل يوم جمعة فمن كان أكثرهم عليَّ صلاة كان أقربهم مني منـزلة".
وعن أُبي بن كعب -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا ذهب ربع الليل قام فقال: "يا أيها الناس اذكروا الله جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه" قال أُبي بن كعب: فقلت يا رسول الله: إني أُكثر الصلاة فكم أجعل لك من صلاتي: قال: "ما شئت" قلت: الربع؟ قال: "ماشئت وإن زدت فهو خير" قلت: النصف قال: "ما شئت وإن زدت فهو خير" قال: أجعل لك صلاتي كلها قال: "إذاً تكفى همك ويغفر ذنبك" .
والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- من الله تعالى الثناء عليه أمام الملأ الأعلى، ومن الملائكة والبشر الدعاء له -صلى الله عليه وسلم- .
وفي الحديث: استحباب كثرة الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فيه وفي ليلته لقوله عليه الصلاة والسلام: "أكثروا من الصلاة عليّ يوم الجمعة وليلة الجمعة". أخرجه البيهقي في الكبرى (3/249).
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: " إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليَّ فإنه من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشراً، ثم سلوا لي الوسيلة فإنها منـزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة" .
وعن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من صلى عليَّ أو سأل لي الوسيلة حقت عليه شفاعتي يوم القيامة" .
أحسن الناس خلقاً أقربهم من النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة
عن جابر -رضي الله عنه-، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون، قالوا: يا رسول الله ما المتفيهقون؟ قال: المتكبرون" . صحيح الجامع حديث رقم (2201) .
وفي رواية عن أبي ثعلبة الخشني -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن أحبكم إلي وأقربكم مني في الآخرة مجالس أحاسنكم أخلاقاً، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني في الآخرة أسوؤكم أخلاقاً الثرثارون المتفيهقون المتشدقون". صحيح الجامع (1535) .
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن أقربكم مني منـزلاً يوم القيامة: أحاسنكم أخلاقاً في الدنيا" .
صحيح الجامع حديث رقم (1573) .
وعن علي -رضي الله عنه-، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم خلقا". صحيح الجامع رقم (1176) .
ومن حسن الأخلاق طاعته -صلى الله عليه وسلم- مباشرة، ومنها الالتزام بصلاة الجماعة في المسجد حيث أمر بها -صلى الله عليه وسلم-، ومن حسن الأخلاق ترك الكذب والغش والربا والإسبال وحلق اللحية، وما شابه ذلك .
من أطاع النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد أطاع الله
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني" . رواه البخاري ومسلم .
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى" . رواه البخاري .
قوله: (من أطاعني) أي انقاد وأذعن لما جئت به (دخل الجنة) وفاز بنعيمها الأبدي، بين أن إسناد الامتناع عن الدخول إليهم مجاز عن الامتناع لسببه وهو عصيانه بقوله (ومن عصاني) بعدم التصديق أو بفعل المنهي (فقد أبى) فله سوء المنقلب بإبائه والموصوف بالإباء إن كان كافرا لا يدخل الجنة أصلاً أو مسلماً لم يدخلها مع السابقين الأولين، قال الطيبي: ومن أبى عطف على محذوف أي عرفنا الذين يدخلون الجنة والذي أبى لا نعرفه وكان من حق الجواب أن يقال من عصاني، فعدل إلى ما ذكره تنبيهاً به على أنهم ما عرفوا ذاك ولا هذا، إذ التقدير من أطاعني وتمسك بالكتاب والسنة دخل الجنة ومن اتبع هواه وزل عن الصواب وخل عن الطريق المستقيم دخل النار فوضع أبى موضعه وضعاً للسبب موضع المسبب .
وعن أبي موسى -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قوما فقال: يا قوم إني رأيت الجيش بعيني وإني أنا النذير العريان، فالنجاء النجاء فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا وانطلقوا على مهلهم فنجوا وكذبته طائفة منهم فأصبحوا مكانهم فصبحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم، فذلك مثل من أطاعني فاتبع ما جئت به ومثل من عصاني وكذب بما جئت به من الحق". رواه البخاري .
كثرة السجود سبب لمرافقة النبي -صلى الله عليه وسلم- في الجنة
عن أبي فراس ربيعة بن كعبٍ الأسلمي -رضي الله عنه- خادم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومن أهل الصفة > قال: كنت أبيت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فآتِيهِ بوضوءه وحاجته فقال لي: "سلني" فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة. فقال: "أو غير ذلك؟" قلت: هو ذاك قال: "فأعني على نفسك بكثرةِ السجود" .
مرافقتك: قربك بحيث أراك وأتمتع برؤيتك. "أو": بإسكان الواو ونصب "غير" أي سل غير ذلك، يعني غير مرافقته في الجنة.
أحب المحبوبات للنبي -صلى الله عليه وسلم-
عن أنس -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "حبب إلي من دنياكم: النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة" .
صحيح الجامع حديث رقم (3124).
لفظ ثلاث فقد وهم قال الحافظ العراقي في أماليه: لفظ ثلاث ليست في شيء من كتب الحديث وهي تفسد المعنى وقال الزركشي: لم يرد فيه لفظ ثلاثة وزيادتها مخلة للمعنى فإن الصلاة ليست من الدنيا وقال ابن حجر في تخريج الكشاف: لم يقع في شيء من طرقه وهي تفسد المعنى إذ لم يذكر بعدها إلا الطيب والنساء ثم إنه لم يضفها لنفسه فما قال أحب تحقيراً لأمرها لأنه أبغض الناس فيها لا لأنها ليست من دنياه بل من آخرته كما ظن إذ كل مباح دنيوي ينقلب طاعة بالنية فلم يبق لتخصيصه حينئذ وجه ولم يقل من هذه الدنيا لأن كل واحد منهم ناظر إليها وإن تفاوتوا فيه وأما هو فلم يلتفت إلا إلى ما ترتب عليه مهم ديني فحبب إليه (النساء) والإكثار منهن لنقل ما بطن من الشريعة مما يستحيا من ذكره من الرجال ولأجل كثرة سواد المسلمين ومباهاته بهم يوم القيامة (والطيب) لأنه حظ الروحانيين وهم الملائكة ولا غرض لهم في شيء من الدنيا سواه فكأنه يقول حبي لهاتين الخصلتين إنما هو لأجل غيري .فيض القدير .
أحب العبادة للنبي -صلى الله عليه وسلم- مادووم عليها
عن عائشة -رضي الله عنها- "يا أيها الناس! عليكم من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا وإن أحب الأعمال إلى الله ما دووم عليه وإن قل" . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية عن عائشة وأم سلمة -رضي الله عنهما- "كان أحب العمل إليه ما دووم عليه وإن قل" . صحيح الجامع حديث رقم (4630) .
(كان أحب العمل إليه ما دووم عليه وإن قل) لما تقدم من أن المداومة توجب ألفة النفس للعبادة الموجب لإقبال الحق تعالى بمزايا الإكرام ومواهب الإنعام .
النبي -صلى الله عليه وسلم- يحب أن يرفع عمله وهو صائم
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم".
النبي -صلى الله عليه وسلم- يحب ذكر الله
وعنه -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لأن أقول سبحان والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس" .
وعنه -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لأن أقعد مع قوم يذكرون الله، من صلاة الغداة حتى تطلع الشمس أحب إلي من أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل، ولأن أقعد مع قوم يذكرون الله من صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس أحب إلي من أن أعتق أربعة" . رواه أبو داود، الصحيحة (2916)، وصحيح الترغيب (465) .
وعن جابر بن سمرة -رضي الله عنه- قال: وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا صلى الفجر تربع في مجلسه حتى تطلع الشمس حسناً" أي طلوعاً حسناً أي مرتفعة" .
وعن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لأن أقعد أذكر الله سبحانه وتعالى، وأكبره، وأحمده، وأسبحه، وأهلله، حتى تطلع الشمس، أحب إلي من أن أعتق رقبتين أو أكثر من ولد إسماعيل، ومن بعد العصر حتى تغرب الشمس أحب إلي من أن أعتق أربع رقاب من ولد إسماعيل" .
يتبع إن شاء الله...