منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 كتـــــاب لا تحـــــــــــزن 12

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

كتـــــاب لا تحـــــــــــزن 12 Empty
مُساهمةموضوع: كتـــــاب لا تحـــــــــــزن 12   كتـــــاب لا تحـــــــــــزن 12 Emptyالأربعاء 11 يونيو 2014, 8:15 am

كتـــــاب لا تحـــــــــــزن 12

سفيانُ الثوريُّ مخدَّتُهُ الترابُ

توسَّد سفيانُ الثوريُّ كومْةً منْ الترابِ في مزدلفة وهو حاجٌّ ، فقال له الناسُ: أفي مثلِ هذا الموطنِ تتوسَّدُ الترابَ وأنت مُحدِّثُ الدنيا ؟ قال: لمخدَّتي هذهِ أعظمُ منْ مخدةِ أبي جعفرٍ المنصورِ الخليفةِ .

﴿قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ﴾ .

**************************

لا تركنْ إلى المُرجِفِينَ

الوعودُ الكاذبةُ ، والإرهاصاتُ الخاطئةُ المغلوبةُ ، التي يخافُ منها أكثرُ الناسِ ، إنما هي أوهامٌ ، ﴿الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ .

والقلقُ والأرقُ وقُرْحةُ المعدةِ: ثمراتُ اليأسِ والشعورِ بالإحباطِ والإخفاق .

***********************************

لنْ يضرَّك السبُّ والشَّتْمُ

كان الرئيسُ الأمريكيُّ (إبراهام لينكولن) يقولُ: أنا لا أقرأُ رسائل الشتمِ التي تُوجَّه إليَّ ، ولا أفتحُ مظروفها فضلاً عن الردِّ عليها ؛ لأنني لو اشتغلتُ بها لمَا قدَّمت شيئاً لشعبي ﴿فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ﴾ ، ﴿فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ﴾ ، ﴿فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ﴾ .

قال حسَّانُ:

ما أبالي أنبَّ بالحزْنِ تَيْسٌ 

أو لحاني بظهرِ غَيْبٍ لئيمُ 

المعنى: أنَّ كلماتِ اللؤماءِ والسخفاءِ والحقراءِ الشتّامين المتسلقين على أعراضِ الناسِ ، لا تضرُّ ولا تُهُمُّ ، ولا يمكنُ أنْ يتلفت لها مسلمٌ ، أو أن يتحرك منها شجاعٌ .

كان قائدُ البحريةِ الأمريكيةِ في الحربِ العالميةِ الثانيةِ رجلاً لامعاً ، يحرصُ على الشهرةِ ، فتعاملَ مع مرؤوسيه الذين كالوا له الشتائم والسباب والإهاناتِ ، حتى قال: أصبح اليوم عندي من النقدِ مناعةٌ، لقدْ عَجَمَ عودي، وكبرتْ سني، وعلمتُ أنَّ الكلام لا يهدمُ ولا ينسِفُ سُوراً حصيناً .

وماذا تبتغي الشعراءُ منّي 

وقدْ جاوزتُ حدَّ الأربعينا 

يُذكرُ عن عيسى – عليه السلامُ – أنهُ قال: أحبوا أعداءكم .

والمعنى: أنْ تُصدروا في أعدائِكمْ عفواً عامّاً ، حتى تسلموا من التشفِّي والانتقامِ والحقدِ الذي ينهي حياتَكُمْ، ﴿وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾. ((اذهبوا فأنتمُ الطلقاءُ)) ، ﴿لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ﴾ ، ﴿عَفَا اللّهُ عَمَّا سَلَف﴾ .

*************************************

اقرأ الجمال في الكوْنِ

مما يشرحُ الصدر قراءةُ الجمالِ في خلْقِ ذي الجلالِ والإكرامِ، والتمتُّعُ بالنظرِ في الكونِ، هذا الكتابُ المفتوحُ ، إنَّ الله يقولُ في خلقِهِ: ﴿فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ﴾ ﴿هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ﴾ ، ﴿قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ .

وسوف أنقلُ لك ، بعد صفحاتِ ، من أخبارِ الكونِ ما يدلُّك على حكمةٍ وعظمةٍ ﴿الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى﴾ .

قال الشاعرُ:

وكتابي الفضاءُ أَقرأُ فيهِ

صوراً ما قرأتُها في كتابي 

قراءةٌ في الشمسِ اللامعةِ، والنجومِ الساطعةِ، في النهرِ.. في الجدولِ.. في التلِّ.. في الشجرةِ .. في الثمرةِ .. في الضياءِ.. في الهواءِ .. في الماءِ ،

وفي كلِّ شيءٍ لهُ آيةٌ 

تدلُّ على أنَّه الواحدُ 

يقول إيليا أبو ماضي:

أيُّها الشاكي وما بك داءٌ

كيف تغدو إذا غدوت عليلاَ

أترى الشوك في الورودِ وتَعْمَى

أن ترى فوقهُ النَّدى إكليلاَ

والذي نفسُه بغيرِ جمالٍ

لا يرى في الوجودِ شيئاً جميلا

*******************************************

﴿أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ﴾

يقولُ أيْنشتاين: مَنْ ينظرْ إلى الكونِ يعلمْ أنَّ المبدع حكيمٌ لا يلعبُ بالنَّردِ . ﴿الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ﴾ ، ﴿مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ﴾ ، ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً﴾.

والمعنىِ: أنَّ كلَّ شيءٍ بِحُسْبانٍ وبحكمةٍ ، وبترتيبٍ وبنظامٍ ، يعلمُ منْ يرى هذا الكون أنَّ هناك إلهاً قديراً لا يُجري الأمور مجازفةً ، جلَّ في علاهُ .

ثمَّ يقولُ سبحانهُ وتعالى: ﴿الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ﴾ ، ﴿لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾ .

**********************************

لا يجدي الحِرْصُ

قال -صلى الله عليه وسلم-: ((لنْ تموتَ نفسٌ حتى تستكمل رزْقها وأجلَها)) . 

فلِم الجَزَعُ ؟!ولِم الهَلَعُ ؟! ولِم الحِرْصُ إذنْ ، إذا انتهى منْ هذا وفَرَغَ ؟! ﴿وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ﴾ ، ﴿وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَّقْدُوراً﴾ .

**************************************

الأزماتُ تكفِّرُ عنك السيئاتِ

يُذكَرُ عن الشاعرِ ابن المعتزِّ أنهُ قال: آللهُ ما أوطأ راحلةً المتوكل على اللهِ ، وما أسرع أوْبةَ الواثقِ باللهِ!! وقد صحَّ عنهُ -صلى الله عليه وسلم- أنهُ قال: ((ما يصيبُ المؤمنَ منْ همٍّ ، ولا غمٍّ ، ولا وصبٍ ، ولا نصبٍ ، ولا مرضٍ ، حتى الشوكةُ يُشاكُها ، إلا كفَّر اللهُ بها منْ خطاياهُ)) . 

فهذا لمن صبر واحتسب وأناب ، وعَرَفَ أنهُ يتعاملُ مع الواحدِ الوهابِ .

قال المتنبي في أبياتٍ حكيمةٍ تضفي على العبدِ قوةً وانشراحاً:

لا تلق دهرك إلا غيْرَ مكترثٍ 

ما دام يصحبُ فيهِ رُوحك البدنُ 

فما يُديمُ سُروراً ما سُرِرْت بهِ

ولا يردُّ عليك الغائب الحزنُ

﴿لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ﴾ .

**********************************

«حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ»

«حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ»: قالها إبراهيمُ لما أُلقي في النارِ، فصارتْ بردْاً وسلاماً . وقال محمدٌ -صلى الله عليه وسلم- في أُحُدٍ ، فنصره اللهُ .

لما وُضِع إبراهيمُ في المنجنيقِ قال له جبريلُ: ألك إليَّ حاجةٌ ؟ فقال له إبراهيمُ: أمَّا إليك فلا ، وأمَّا إلى اللهِ فَنَعَمْ !

البحرُ يُغْرقُ ، والنارُ تَحْرِقُ ، ولكن جفَّ هذا ، وخمدتْ تلك ، بسبب: « حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ » .

رأى موسى البحرَ أمامه والعدَّ خلفه ، فقال: ﴿ قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾ . فنجا بإذنِ اللهِ .

ذُكِر في السيرةِ أنَّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- لما دخل الغار ، سخَّ الله الحمام فبنتْ عشّها ، والعنكبوت فبنت بيتها بفمِ الغارِ ، فقال المشركون: ما دخل هنا محمدٌ .

ظنُّوا الحمام وظنُّوا العنكبوت على 

خيرِ البريةِ لم تنسِخْ ولم تَحُمِ

عنايةُ اللهِ أغنيتْ عنْ مضاعفةٍ

من الدروعِ وعنْ عالٍ من الأُطمُ

إنها العنايةُ الربانيةُ إذا تلمَّحها العبدُ ، ونظر أنَّ هناك ربّاً قديراً ناصراً وليّاً راحماً ، حينها يركنُ العبدُ إليه .

يقولُ شوقي:

وإذا العنايةُ لاحظتْكَ عيونُها 

نمْ فالحوادثُ كُلُّهن أمانُ

﴿فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا﴾ ، ﴿فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ .

*************************************

مكوِّناتُ السَّعادةِ

وعند الترمذيِّ عنهُ -صلى الله عليه وسلم-: ((منْ بات آمناً في سِرْبهِ ، معافىً في بدنه ، عندهُ قوتُ يومِهِ ، فكأنما حِيزَتْ له الدنيا بحذافِيرِها)) .

والمعنى : إذا حصل على غذاءٍ ، وعلى مأوًى وكان آمناً ، فقدْ حصل على أحسنِ السعاداتِ ، وأفضلِ الخيراتِ ، وهذا يحصلُ عليه كثيرٌ من الناسِ ، لكنهمْ لا يذكرونه ، ولا ينظرون إليه ولا يلمسونه .

يقولُ سبحانه وتعالى لرسوله: ﴿وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي﴾ . 

فأيُّ نعمةٍ تمّتْ على الرسولِ -صلى الله عليه وسلم-؟

أهي المادةُ ؟ أهو الغذاءُ ؟ أهي القصورُ والدورُ والذهبُ والفِضَّةُ ، ولم يملكْ من ذلك شيئاً ؟

إنَّ هذا الرسول العظيم -صلى الله عليه وسلم- كان ينامُ في غرفةٍ منْ طينٍ ، سقفُها منْ جريدِ النخلِ ، ويربطُ حَجَريْنِ على بطنِهِ ، ويتوسَّدُ على مخدَّةٍ منْ سَعَف النخلِ تؤثِّر في جنبهِ ، ورهن دِرْعهُ عند يهوديٍّ في ثلاثين صاعاً منْ شعيرٍ، ويدورُ ثلاثة أيامٍ لا يجدُ رديء التمرِ ليأكله ويشبع منه.

مِت ودرعُك مرهونٌ على شظفٍ

من الشَّعيرِ وأبقى رهَكَ الأجلُ

لأنَّ فيك معاني اليُتْمِ أعذبُهُ

حتى دُعيت أبا الأيتامِ يا بَطَلُ

وقلتُ في قصيدةٍ أخرى:

كفاك عنْ كلِّ قصرٍ شاهقٍ عمدٍ

بيتٌ من الطينِ أو كهفٌ من العلمِ

تبني الفضائل أبراجاً مشيَّدةً 

نُصْيَ الخيامِ التي منْ أروعِ الخيمِ

﴿وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى {4} وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى﴾ ، ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ﴾ .

***************************************

نَصَب المَنْصِب

منْ متاعبِ الحياةِ المنصبُ ، قال ابنُ الورديُّ:

نصبُ المنصبِ أوهي جَلَدي

يا عنائي منْ مداراةِ السفَل

والمعنى : انَّ ضريبةَ المنصبِ غاليةٌ ، إنها تأخذُ ماء الوَجْهِ ، والصِّحِّة والراحةَ ، وقليلٌ مَنْ ينجو منْ تلك الضرائبِ التي يدفعُها يوميّاً ، منْ عرقِهِ ، من دِمِ ، منْ سمعتِه ، من راحتِه ، منْ عزتِه ، منْ شرفِه ، منْ كرامتِه ، ((لا تسألِ الإمارةَ)) . ((نِعْمَتِ المرضعةُ وبِئست الفاطمةُ)) ﴿هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ﴾ .

قال الشاعرُ:

هبِ الدنيا تصيرُ غليك عفواً

أليس مصيرُ ذلك للزوالِ ؟!

قدِّرْ أنَّ الدنيا أتتْ بكل شيءٍ ، فإلى أي شيء تذهبُ ؟ إلى الفناءِ ، ﴿وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾ .

قال أحدُ الصالحين لابنه: لا تكنْ يا بُنيَّ رأساً ، فإنَّ الرأس كثيرُ الأوجاعِ .

والمعنى: لا تُحِبَّ التصدُّرَ دائماً والتَّرؤُّس ، فإنَّ الانتقاداتِ والشتائمِ والإحراجاتِ والضرائبِ لا تصلُ إلا إلى هؤلاء المقدَّمين .

إنَّ نصف الناسِ أعداءٌ لمِنْ

ولي السلْطة هذا إنْ عدلْ

********************

هيا إلى الصلاة

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ﴾ .

كان -صلى الله عليه وسلم- إذا حزبه أمرٌ فَزِع إلى الصلاةِ .

وكان يقولُ: ((أرِحنْا بها يا بلالُ)) .

ويقولُ: ((جُعلت قرَّةُ عيني في الصلاةِ)) .

إذا ضاق الصدرُ ، وصعُب الأمرُ ، وكثر المكْرُ ، فاهرعْ إلى المصلَّى فصلِّ .

إذا أظلمتْ في وجهِك الأيامُ ، واختلفتْ الليالي ، وتغيَّرَ الأصحابُ ، فعليك بالصلاةِ .

كان النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- في المهمَّاتِ العظيمةِ يشرحُ صدره بالصلاةِ ، كيومِ يدْرٍ والأحزابِ وغيرِها من المواطنِ . 

وذكروا عنِ الحافظِ ابن حجرٍ صاحبِ (الفتحِ) أنه ذهب إلى القلعةِ بمصر فأحاط به اللصوصُ ، فقام يصلي ، ففرَّج اللهُ عنهُ .

وذكر ابنُ عساكر وابنُ القيمِ: أنَّ رجلاً من الصالحين لقيه لصٌّ في إحدى طرقِ الشامِ ، فأجهز عليه ليقتله ، فطلب منه مهلةٍ ليصلي ركعتين ، فقام فافتتح الصلاة ، وتذكَّرَ قول اللهِ تعالى: ﴿أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ﴾ . 

فردَّدها ثلاثاً، فنزل ملكٌ من السماءِ بحربةٍ فَقَتَلَ المجرم، وقال: أنا رسولُ منْ يجيبُ المضطرَّ إذا دعاهُ . 

﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَ﴾ ، ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ﴾ ، ﴿إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً﴾ .

وإن ممَّا يشرحُ الصدر ، ويزيلُ الهمَّ والغمَّ ، الصلاةُ على الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ .

صحَّ ذلك عند الترمذيِّ: أنَّ أُبَيَّ بن كعب –رضي اللهُ عنهُ– قال: يا رسول اللهِ، كمْ أجعلُ لك من صلاتي؟ قال: ((ما شئت)) . قال: الربع؟ قال: ((ما شئت، وإنْ زدت فخيْرٌ)) . قال: الثُّلُثيْن؟ قال: ((ما شئت، وإنْ زدت فخيرٌ)) . قال: أجعلُ لك صلاتي كلهَّا؟ قال: ((إذنْ يُغفرُ ذنبُك، وتُكْفى همُّك)) .

وهنا الشاهدُ ، أنْ الهمَّ يزولُ بالصلاةِ والسلامِ على سيدِ الخلْقِ -صلى الله عليه وسلم-: ((منْ صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى اللهُ عليهِ بها عَشْراً)) . 

((أكِثروا من الصلاةِ عليَّ ليلة الجمعةِ ويوم الجمعةِ ، فإنَّ صلاتكمْ معروضةٌ عليَّ)) . قالوا: كيف تُعرضُ عليك صلاتُنا وقدْ أرمْت ؟! -أي بليت- قال: ((إنَّ الله حرمَّ على الأرضِ أنْ تأكل أجساد الأنبياءِ)) . 

إنَّ للذين يقتدون به -صلى الله عليه وسلم- ويتّبعون النور الذي أُنْزِلَ معهُ نصيباً من انشراحِ صدرِه وعُلوِّ قدرِه ورفعةِ ذكرهِ .

يقولُ ابنُ تيمية: أكملُ الصلاةِ على الرسولِ -صلى الله عليه وسلم- هي الصلاةُ الإبراهيميةُ: اللهم صلِّ على محمدِ وعلى آل محمَّدٍ كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، وباركْ على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ كما باركْت على إبراهيم وعلى آلِ إبراهيم في العالمين . إنك حميدٌ مجيدٌ .

نسينا في ودادِك كُلَّ غالِ

فأنت اليومَ أغلى ما لَدَيْنَا

نُلامُ على محبَّتِكمْ ويكفي 

لنا شرفاً نلامُ وما علينا

******************

الصَّدَقةُ سَعةٌ في الصَّدْرِ

ويدخلُ في عمومِ ما يجلبُ السعادة ويزيلُ الهمَّ والكدر: فعلُ الإحسانِ ، من الصدقةِ والبِرُّ ولإسداءِ الخيرِ للناسِ ، فإنَّ هذا منْ أحسنِ ما يُوسَّعُ بهِ الصَّدْرُ ، ﴿أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم﴾ ، ﴿وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ﴾ .

وقدْ وصف -صلى الله عليه وسلم- البخيلُ والكريمُ برجليْن عليهما جُبَّتانِ، فلا يزالُ الكريمُ يُعطي ويبذلُ ، فتتوسَّعُ عليه الجبَّةُ والدِّرْعُ من الحديدِ حتى يعفُوَ وأثرُه، ولا يزالُ البخيلُ يمسكُ ويمنعُ ، فتتقلَّص عليهِ ، فتخنقهُ حتى تضيق عليهِ روحهُ ! ﴿وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَتَثْبِيتاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ﴾ . 

وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ﴾ .

إنَّ غلَّ الروحِ جزءٌ منْ غلِّ اليدِ ، وإنَّ البخلاء أضيقُ الناسِ صدوراً وأخلاقاً ؛ لأنهم بخلُوا بفضلِ اللهِ عزَّ وجلَّ ، ولو عملوا أنَّ ما يعطونه الناس إنما هو جلبٌ للسعادةِ ، لسارعوا إلى هذا الفعلِ الخيِّرِ ، ﴿إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ﴾ .

وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾، ﴿وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ﴾

اللهُ أعطاك فابذلْ مِنْ عطيتهِ

فالمالُ عاريةٌ والعمرُ رحَّالُ 

المالُ كالماءِ إنْ تحبسْ سواقِيهُ

يأسنْ يجرِ يعذُبْ منه سلسالُ

يقولُ حاتمُ:

أما والذي لا يعلمُ الغيب غيرهُ

ويُحيي العظام البيض وهي رميمُ

لقدْ كنتُ أطوي البطن والزادُ يُشتهى 

مخافة يومٍ أنْ يُقال لئيمُ 

إنَّ هذا الكريم يأمرُ امرأته أنْ تستضيف له ضيوفاً، وأن تنتظر روَّاده ليأكلوا معه، ويؤانسوهُ ليشرح صدرهُ، يقولُ:

إذا ما صنعتِ الزاد فالتمسي لهُ

أكولاً فإني لستُ آكلُه وحدي

ثمّ يقولُ لها وهو يعلنُ فلسفته الواضحة ، وهي معادلةٌ حسابيةٌ سافرةٌ:

أريني كريماً مات مِنْ قبلِ حِينهِ

فيرضى فؤادي أو بخيلاً مخلدَّا

هلْ جمْعُ المالِ يزيدُ في عمرِ صاحبِه؟ هلْ إنفاقُهُ يُنقصُ من أجلِه؟ ليس بصحيحٍ .

***************************************

لا تغضبْ

﴿وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ .

أوصى -صلى الله عليه وسلم- أحد أصحابه فقال: ((لا تغضبْ، لا تغضبْ، لا تغضبْ)) .

وغضب رجلٌ عنده فأمرهُ -صلى الله عليه وسلم- أنْ يستعيذ باللهِ من الشيطانِ الرجيمِ .

وقال تعالى : ﴿وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ﴾ ، ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ﴾ .

إنَّ ممَّا يورِثُ الكَدَرَ والهمَّ والحزن الحِدَّةُ والغضبُ ، وله أدواءٌ عند المصطفى -صلى الله عليه وسلم- .

منها: مجاهدةُ الطبعِ على تركِ الغَضَبِ، ﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ﴾، ﴿وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ﴾ .

ومنها: الوضوءُ ، فإنَّ الغَضَبَ جمرةٌ من النارِ ، والنارُ يطفئُها الماءُ ، ((الطهورُ شطْرُ الإيمانِ)) ، ((الوضوءُ سلاحُ المؤمنِ)) .

ومنها: إذا كان واقفاً أن يجلس ، وإذا كان جالساً أن يضطجع .

منها: أنْ يسكت فلا يتكلمُ إذا غضِب .

ومنها أيضاً: أن يتذكر ثواب الكاظمين لغيظِهم، والعافين عن الناسِ المسامحين .

***************************************

وِرْدٌ صباحيٌّ

وسوف أخبرُك بورْد من الأذكارِ تداومُ عليه كلَّ صباحٍ، ليجلب لك السعادة، ويحفظك منْ شرِّ شياطينِ الإنسِ والجنَّ ، ويكون لك عاصِماً طِيلة يومِك حتى تُمسي .

منْ هذهِ الأدعيةِ، وهي التي صحَّتْ عنه -صلى الله عليه وسلم-:

1. أصبحنا وأصبح الملكُ للهِ ، والحمدُ للهِ ، ولا إله إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شريك لهُ ، لهُ الملكُ وله الحمدُ ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ . ربِّ أسألُك خَيْرَ ما في هذه الليلةِ ، وخَيْرَ ما بعدها ، وأعوذُ بك منْ شرِّ هذه الليلةِ وشرِّ ما بعدها ، ربِّ أعوذُ بك من الكسلِ وسُوءِ الكبِرِ ، ربِّ أعوذُ بك منْ عذابٍ في النارِ وعذابٍ في القبرِ)) .

2. وحديثُ: (( اللهمَّ عالم الغيبِ والشهادةِ ، فاطر السماواتِ والأرضِ ، ربَّ كلِّ شيء ومليِكه ، أشهدُ أنْ لا إله إلا أنت ، أعوذُ بك منْ شرِّ نفسي ، وشرِّ الشيطانِ وشركهِ ، وأنْ أقترف على نفسي سوءاً أو أجرَّه إلى مسلمٍ)).

3. وحديثُ : ((بسمِ اللهِ الذي لا يضرُّ مع اسمِه شيءٌ في الأرضِ ولا في السماءِ ، وهو السميعُ العليمُ)) . ثلاث مراتٍ .

4. ((اللهمَّ إني أصبحتُ أشهدُك وأشهدُ حملة عرشِك وملائكتك وجميع خلقِك أنك أنت اللهُ لا إله إلاَّ أنت ، وحدك لا شريك لك ، وأنَّ محمداً عبدُك ورسولُك -صلى الله عليه وسلم-)) . أربع مرات .

5. ((اللهمَّ إني أعوذُ بك أنْ أشرك بك شيئاً وأنا أعلمُ ، وأستغفرُك لما لا أعلمُ)).

6. ((أصبحنا على فِطْرةِ الإسلامِ ، وعلى كلمةِ الإخلاصِ ، وعلى دينِ نبيِّنا محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-، وعلى ملَّةِ أبينا إبراهيم حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين)) .

7. ((سبحان اللهِ وبحمدهِ : عَدَدَ خَلْقِهِ ، ورضا نفسِهِ ، وزِنه عرشِهِ ، ومِداد كلماتِهِ)) . ثلاث مراتٍ .

8. ((رضيتُ باللهِ رَبّاً ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمدٍ -صلى الله عليه وسلم- نبياً)) . ثلاث مراتٍ .

9. ((أعوذُ بكلماتِ اللهِ التامَّاتِ منْ شرُ ما خَلَقَ)) . ثلاثاً في المساء .

10. ((اللهمّ بك أصبحْنا ، وبك أمسنا ، وبك نحْيا ، وبك نموتُ ، وإليك النشورُ)) .

11. ((لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك لهُ ، لهُ المُلْكُ ولهُ الحمْدُ ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ)) . مائة مرة .

*********************************

وقفـــة

يقولُ ابنُ القيِّم: ((أجمع العارفون بالله على أنَّ الخِذْلان: أنْ يكلك اللهُ على نفسِك ، ويُخلِّي بينك وبينها . والتوفيقُ أنْ لا يكِلك اللهُ إلى نفسِك .

فالعبيدُ متقلِّبون بين توفيقهِ وخذلانِهِ، بلِ العبدُ في الساعةِ الواحدةِ ينالُ نصيبه منْ هذا وهذا، فيطيعهِ ويُرضيهِ، ويذكرُه ويشكرُه بتوفيقِه له، ثم يعصيهِ ويخالفُه ، ويُسْخِطُه ويغفلُ عنه بخذلانِهِ له ، فهو دائرٌ بين توفيقِه وخِذْلانِهِ .

فمتى شهِد العبدُ هذا المشهد وأعطاهُ حقَّه ، علِم شِدَّة ضرورتِه وحاجتِه إلى التوفيق في كلِّ نَفَسٍ وكلِّ لحظةٍ وطرْفةِ عيْنٍ ، وأنَّ إيمانه وتوحيده بيدِهِ تعالى ، لو تخلَّى عنه طرفة عينٍ لَثُلَّ عَرْشُ توحيدِه ، ولخَرَّتْ سماءُ إيمانِهِ على الأرضِ ، وأنَّ الممسك له: هو منْ يمسك السماء أنْ تقع على الأرضِ إلا بإذنِهِ)) .

*****************************************

القرآنُ .. الكتابُ المباركُ

ومنْ أسبابِ السعادةِ وانشراحِ الصدرِ قراءةُ كتابِ اللهِ بتدبُّرٍ وتمعُّنٍ وتأمُّلٍ ، فإنَّ الله وَصَفَ كتابه بأنه هدىً ونورٌ وشفاءٌ لما في الصدورِ، ووصفه بأنه رحمةٌ، ﴿قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ﴾ ، ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ ، ﴿أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً﴾ ، ﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ﴾ .

قال بعضُ أهلِ العِلْمِ: مباركٌ في تلاوتِهِ ، والعملِ به ، وتحكيمِه والاستنباطِ منه .

وقال أحدُ الصالحين: أحسسْتُ بغمٍّ لا يعلمهُ إلا اللهُ ، وبهمٍّ مقيمٍ ، فأخذتُ المصحف وبقيتُ أتلو ، فزال عني – والله – فجأةً هذا الغمُّ ، وأبدلني اللهُ سروراً وحبوراً مكان ذلك الكدرِ . 

﴿إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾ ، ﴿يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ﴾ ، ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا﴾ .

****************************************

لا تحرصْ على الشهرةِ

فإنَّ لها ضريبةً من الكدرِ والهمِّ والغمِّ

مما يشتتُ القلب ويكدِّرُ صفاءه واستقراره وهدوءه: الحرصُ على الظهورِ والشهرةِ ، وطلبِ رضا الناسِ ، ﴿لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً﴾ .

ولذلك قال أحدُهم بالمقابلِ:

مَنْ أخمل النفس أحياها وروَّحها 

ولم يبتْ طاوياً منها على ضجرِ

إنَّ الرياح إذا اشتدَّتْ عواصفُها

فليس ترمي سوى العالي منَ الشجرِ

((منْ راءى راءى اللهُ بهِ ، ومنْ سمَّع سمَّع اللهُ بهِ)) . ﴿يُرَآؤُونَ النَّاسَ﴾ ، ﴿وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ﴾ ، ﴿وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَراً وَرِئَاء النَّاسِ﴾.

ثوبُ الرياءِ يشِفُّ عمَّا تحتهُ 

فإذا التْحفْت بهِ فإنَّك عاري



كتـــــاب لا تحـــــــــــزن 12 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
كتـــــاب لا تحـــــــــــزن 12
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـثـقــافـــــــــة والإعـــــــــلام :: كتـــاب "لا تحــــــزن"-
انتقل الى: