أيها الباكي تبسم
بسم الله الرحمن الرحيم
أنت... أنت يا مَنْ أغرقته الهموم في بحر من الأحزان المستديمة...
أنت... أنت يا مَنْ يعاني من مشقة رحلة طويلة...
أنت... أنت يا مَنْ نسي حياته وتمنى يوم يأتي رحيله...
أنت... أجل أنت...
إليك أوجه كلماتي البسيطة وأعزفها لك على لحن مموج من الحسرات...
أجل.. لإنك لا تأبه بما قد تجني من تشاؤمك هذا، لِمَ كل هذا الحزن، أكيد قد أصابك وهن.
هيا أيها الباكي الحزين:
امسح دموعك بابتسامات مشرقة، وجففها بمنديل من الاستبشار والتفاؤل، لا أعلم لم كل هذا الحزن على دنيا لا تساوي حتى: قطعة صدأة من الحديد والله لا تساوي أي شيئ؟.
ألم يمر عليك قول رسولنا وحبيبنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- عندما قال: (الدنيا ملعونة وملعون ما فيها، إلا ذكر الله وما والاه)...
والله مجرد سماع هذه الكلمات يجعلنا نحلق في سماء جديدة: سماء التقوى وحسن الطاعة.
إذاً لِمَ كل هذا الحزن على شيء قد لعنه الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم-؟
يا أخي: تفائل واستبشر، انسى همومك وألق بها في دوامة الوداع ولا تفكر في أمس فقد ذهب وانقضى والحزن عليه لا يعيده إنك عندما تفكر فيه كأنك تذكر شيئاً كالسراب لا حقيقة له...
أجل هو كالسراب لأنه قد مضى ولن يعود أبداً، فلا تجعل قطرات دموعك الغالية تنهمر على شيء لا تستطيع إصلاحه.
وإياك أن تفكر في الغد فإنك لست بمالكه والحزن عليه لن يفيدك فقد يقبض الله روحك في لحظة كنت فيها سارحاً في أحلام المستقبل تاركاً ما عليك من طاعة، مهما حزنت عليه وبكيت ستجف دموعك وعندها ستلاحظ عندما يأتي أنك كنت تبكي على شيء لست بمالكه...!
فكر يا أخي:
في تلك اللحظة التي تعيشها واعمل لأجلها فقط لأنك ربما اللحظة القادمة قد تكون: جثة هامدة لا روح فيها ولا حياة... عندها لن يفيدك كل أنواع الندم والتحسر، واعلم أننا نحن البشر مُسيرين ولسنا مُخيرين فقد كتب الله جل وعلا مقادير الخلائق جميعاً في لوح محفوظ منذ زمن لقول رسولنا -صلى الله عليه وسلم-: (كتب الله عز وجل مقادير الخلائق من قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة).
إذا هيا استبشر ولا تحزن:
فكل ما كتبه الله سيقع لا محالة فاسعى لأن تكون في هذه الدنيا الفانية مسافر عابر غايته السامية تقوى الله والعمل لما يحبه ويرضاه.
حان الوقت الآن: لتبتسم أيها الباكي.
هيــــــــــــــــــــــــــــــا ابتسم... نعم هكذا.
منقول للفائدة
المصدر:
http://www.muslm.org/