بسم الله الرحمن الرحيم
تقريظ
فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
الحمد لله وحده وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه.. وبعد:
فهذه رسالة قيمة مفيدة في موضوع له مكانته في الأمة وهو موضوع تجهيز الموتى ومقدمات ذلك وقد أجاد الكاتبون وأوضحوا ما يحتاج إليه الذين يتولون الأموات عند الاحتضار والوصية والاستعداد ثم التلقين ثم التغسيل والتكفين وما إلى ذلك، وقد أوضحوا ذلك بالكلام الصريح والرسم الظاهر فنشر هذه الرسالة له الأثر البالغ في التعرف على هذا الأمر الذي هو من فروض الكفاية وفق الله الأمة لما يحبه ويرضاه وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
في 10/ 3/ 1427هـ
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين.
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضل له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وأصحابه شموس الدجى، وعلى جميع مَن سار على نهجهم المبارك ثم اهتدى.
الموت هو الحقيقة الوحيدة التي تواجه الإنسان كل يوم فلا ينتبه لها إلا أن تقع له حين لا ينفع الندم...!!
ولما كان هديه -صلى الله عليه وسلم- في الجنائز خير الهدى مشتملاً على الإحسان إلى الميت وتجهيزه إلى الله على أحسن أحواله وأفضلها ولما كانت سنة تجهيز الموتى كادت أن تندثر إلى جانب البدع التي ظهرت عند الكثير من الناس لذلك تطرقنا في هذه المذكرة للموت وسكراته وبعض المسائل المهمة والغسل والتكفين سائلين الله تعالى أن ينفع بها ويجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم وكتبت من واقع دورة أقيمت لمدة ثلاثة لقاءات وتم اختبار بعض الحاضرات بمؤسسة تعاون الخيرية بالطائف عام 1426هـ.
وحيث إن المرأة أشد تأثرًا بمصيبة الموت لرقة مشاعرها حق لها أن تكون وقافة على الأحكام الشرعية بما يرضى الله عنها، قال -صلى الله عليه وسلم-: «ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول: "إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ"، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرًا منها، إلا آجره الله في مصيبته وأخلف له خيرًا منها».
لذلك تطرقنا في هذا الكتيب لبعض المسائل الهامة المتعلقة بالحداد والعدة.
كفى بالموت واعظًا
لقد ورد ذكر الموت في القرآن الكريم مائة وأربعة وستين مرة وبصور مختلفة نورد منها قوله تعالى: "كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ".
ومن السنة: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أكثروا ذكر هادم اللذات»، كلام مختصر وجيز، قد جمع التذكرة وأبلغ في الموعظة، وقد عرف العلماء الموت: بأنه انقطاع ومفارقة وحيلولة وتبدل حال وانتقال من دار إلى دار، فلابد من الموت؛ لأنه رجوع إلى الأصل الذي خلق منه الإنسان فكما خلق من تراب فلابد أن يعود إليه..
وقد كتب الله تعالى الموت على الإنسان ليُحاسب على ما كلف به فمن أذعن وسمت نفسه ونقيت سريرته كان من الفائزين ومَن لم يعمل لله تعالى حسابًا وغلبه شيطانه كان من الخاسرين وحتى تسير الأحوال باستقرار جعل الله تعالى الموت غير معلوم، ليكون الإنسان دائمًا على أهبة الاستعداد.
لذلك فقد آن للنائم أن يستيقظ من نومه، وحان للغافل أن ينتبه من غفلته قبل هجوم الموت بمرارة كأسه، وقبل سكون حركاته وخمود أنفاسه ورحلته إلى قبره ومقامه بين أرماسه، فمَن زرع عنبًا أكل عنبًا، ومَن زرع شوكًا أكل شوكًا، وساعة بدء الحصاد عند حضور ملك الموت فانتبه أيها الغافل..
يكون تذكر الموت بـ:
1- زيارة القبور للتذكر والتفكر والاعتبار «للرجل».
2- زيارة كبار السن وخاصة الأقارب لأخذ العبرة بأن الشباب لابد يؤول إلى المشيب وإن طال العمر، فاغتنم شبابك قبل هرمك.
3- زيارة المرضى في المستشفيات، والنظر في أحوالهم واختلاف أمراضهم، وأن تحمد الله على ما أنت فيه من صحة قبل مرضك، واغتنام الفرصة بطاعة ربك قبل شغلك
فوائد لمن يكثر من ذكر الموت
إن من ذكر الموت حقيقة نغص عليه لذته الحاضرة، ومنعه من تمنيها في المستقبل وزهده فيما كان منها يؤمل ورزقه عدة فوائد منها:
1- محبة الله تعالى ومحبة لقاءه.
2- الإخلاص في جميع الأعمال.
3- النشاط في العبادة والتزود من الأعمال الصالحة والمسارعة في فعل الخيرات.
4- ينزع حب الدنيا من قلب الإنسان فتأتيه الدنيا وهي راغمة وتحصل له القناعة والرضا.
5- يجعل الإنسان على توبة دائمة لله تعالى.
6- يرزق حسن الخاتمة بإذن الله تعالى.
7- يزرع الرغبة في التفقه في الدين وطلب العلم.
8- يقلل التعلق بأي شخص كالوالدين أو الزوج أو الأبناء أو غيرهم.. ويقوي التعلق بالله عز وجل وحده.
على كل مسلم أن يتحلى بهذه الصفة لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «أكثروا ذكر هادم اللذات» [رواه الترمذي]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: «أكثروا ذكر هادم اللذات: الموت فإنه لم يذكره أحد في ضيق من العيش إلا وسعه عليه، ولا ذكره في سعة إلا ضيقها عليه» [أخرجه الألباني في صحيحه].
الاستعداد للموت
ينبغي للمسلم أن يكون مستعدًا للموت في أية لحظة في ليل أو نهار نائمًا أو مستيقظًا، ويكون الاستعداد للموت بهذه الأمور:
1- الإيمان بكلمة التوحيد والعمل بمقتضاها.
2- المحافظة على الصلوات الخمس وما يتبعها من الرواتب والنوافل، وقيام الليل، والمحافظة على الوتر، والسنن عامة كصيام الاثنين والخميس والأيام البيض.
3- تلاوة كتاب الله عز وجل وتدبره والعمل به.
4- قراءة سنة المصطفى محمد -صلى الله عليه وسلم-، واتباع ما أمر به واجتناب ما نهى عنه.
5- مجالسة الصالحين واقتباس الفائدة من مجالسهم.
6- الحرص على مجالس الذكر.
7- الاهتمام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
8- الإنفاق في سبيل الله تعالى في جميع أوجه الخير لمن من الله تعالى عليه بالمال، ومن لم يكن لديه مال فعليه بالصدقة من جوارحه، فالكلمة الطيبة صدقة أو الابتسامة في وجه أخيك صدقة.
9- قضاء حقوق الناس من ديون وغيره.
10- كتابة الوصية لقوله تعالى: "كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ".
وقوله -صلى الله عليه وسلم-: «ما حق امرئ مسلم يبيت ليلتين وله شيء يريد أن يوصي فيه إلا ووصيته مكتوبة عند رأسه».
محتوى الوصية
1- بيان الديون التي له أو عليه.
2- الوصية بالثلث مما قل منه أو كثر.
3- بيان الأبناء بالرضاعة وما في حكمها.
4- التذكير للموصى عليهم بما يرضي الله تعالى كلاً حسب ما يعرفه عنهم، مع التأكيد على وجوب الحرص على مراقبة الله تعالى وتطبيق شرعة خاصة في المناسبات.
5- الوصية بما يرضي الله عز وجل في العزاء كما يلي:
أ- أن لا تزيد المدة عن ثلاثة أيام.
ب- أن لا تطبق العادات بل ينبغي الدعوة إلى الهدي النبوي في استقبال المعزين.
جـ- عدم الإسراف في المأكل والمشرب.
د- عدم عمل الصواوين والكراسي والكهرباء في الشوارع أو القصور وغيرها.
هـ- عدم لبس لون معين في العزاء وغيرها من الأمور التي يعلمها الشخص عن أهله حرصًا على ما يرضي الله فيهم.
و- الوصية بصلة الرحم وطلب العفو والصفح ممن تعامل معهم من قريب أو بعيد.
ز- الوصية بصدقة جارية بعد الموت لمن يريد أن يصل الميت.
حـ- لا تجوز الوصية لوارث إلا إذا أذن جميع الورثة برضا وطيب نفس.
الاحتضار
ما يحب فعله على المحتضر وغيره من ذوي الصحة:
1- أن يحسن الظن بالله تعالى لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله».
2- أن يلقن المحتضر كلمة «لا إله إلا الله» لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «لقنوا موتاكم لا إله إلا الله»، وذلك بأن يقترب منه أقربهم إليه وألطفهم وأرفقهم به ليلقنه إياها ولا يزجره عند تلقينه.
3- أن يكون المكان خال من الصور والمنكرات.
4- أن لا يدعوا الحضور إلا بخير لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا حضرتم المريض أو الميت فقولوا خيرًا فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون».
5- توجيه الميت إلى القبلة وذلك مستحب عند أهل العلم لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «الكعبة قبلتكم أحياءً وأمواتًا».
عقب الموت
1- الثبات والاسترجاع والحمد وعدم النياحة وإظهار الجزع.
2- إغماض العينين لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أغمض عيني أبي سلمة -رضي الله عنه- لما مات، وقال: «إن الروح إذا قُبض تبعه البصر فلا تقولوا إلا خيرًا فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون».
3- إقفال الفم بعد إخراج الأسنان إن كانت صناعية وربط الفك السفلى بالرأس.
4- تليين المفاصل لتسهيل الغسل والتكفين.
5- وضع ثقل مناسب على البطن، ليمنع انتفاخه.
6- تغطية الجسم حتى يشرع في تجهيزه ووضعه في مكان بارد.
7- الإسراع في التجهيز لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «لا ينبغي لجيفة مسلم أن تحبس بين ظهراني أهله».
8- لا نشهد لما نراه من علامات على الميت بأنه من أهل الجنة أو من أهل النار.
9- تنفيذ الوصية، والإطلاع على محتواها وحفظ ممتلكات الورثة لحين توزيع المستحقات حسب ما ورد في شرع الله تعالى ولا وصية لوارث.
10- الإسراع في سداد الدين لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «نفس المؤمن معلقة بدينه، حتى يقضى عنه».
فضل التغسيل
عن أبي رافع -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن غسل مسلمًا فكتم عليه غفر له أربعين مرة»، وفي رواية: «خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه» وفي رواية: «أربعين مرة»، «ومَن كفنه كساه الله يوم القيامة من سندس وإستبرق الجنة، ومَن حفر له حفرة فأجنه فيها أجرى الله له أجر مسكن أسكنه إياه إلى يوم القيامة».
- علمًا بأن تغسيل الميت فرض كفاية.
شروط يجب توافرها في المغسل:
1- أن يبتغي بذلك وجه الله تعالى وأن يكون عمله خالصًا لله، ولا مانع من إحضار مغسل أو مغسلة من مغسلة الموتى الذين يتعاطون أجر من الدولة مقابل عملهم أو من فاعلي الخير.
2- أن يستر عليه ولا يحدث بما قد يرى عليه من مكروه.
3- الأمانة في التغسيل والمحافظة على ممتلكات الميت من ذهب أو نقود أو غيره.
4- ينبغي على أهل الميت عدم تعويد المغسل على أخذ مبلغ مقابل التغسيل ويوضع المبلغ في صدقات جارية مثل الماء، المسجد، تسوية المقابر.
مَنْ يغسل الميت؟
1- حسب الوصية، وإلا والده وإن علا وابنه وإن نزل فإن كان الميت لم يوصِ، ولا أحد من أسرته يعرف تجهيزه فتختار الأسرة الثقة الأمين وكذلك المرأة.
2- أن يكون مكان التغسيل مستور الجوانب والسقف.
3- يحسن بالمغسل الذي يعقد نية التغسيل أن يختار من أهل الجنازة اثنين أحدهما من أهل الصلاح والتقوى.
4- أن لا يدخل عند الميت إلا من يحتاج إليه ومن يعينه على التكفين ويكره لغيرهم الحضور.
الاستعداد للغسل
1- يحضر الماء حسب الكمية المطلوبة وحسب حجم الجسم.
2- تحضير السدر بالمقدار المناسب والكافي.
3- تحضير الكافور والماء، يدق دقًا خفيفًا حتى يكون نمثل حبات السكر.
4- يلبس المغسل قفازين على اليدين لمنع لمس بشرة الميت إن وجد ويستعاض عنها بلف قطعة قماش على اليد.
5- يستحسن قبل الغسل تحضير الكفن في مكان نظيف قريب من مكان التغسيل، بعيد عن المارة ويتحرى فيه استقبال القبلة.
يبدأ بالأربطة ثم اللفائف ثم القميص والخمار (بالنسبة للمرأة) والمئزر والتبان على الترتيب لسهولة تكفين الميت بها ولا يسرف في استعمال القماش وإذا لم يوجد قماش أبيض فلا مانع من استعمال الموجود كما هو معلوم في البلاد الفقيرة وغيرها حسب مقتضى الحال.
كيفية غسل الميت
1- إذا كان الميت لينًا أو ملين المفاصل، فيسهل خلع ملابسه والاستفادة منها لآخر محتاج إليها بعد غسلها.
2- إن كان متصلبًا بعد وفاته أو أحضر من ثلاجة فتجرد ملابسه بواسطة المقص بالبدء من كمه الأيسر حتى رقبته ثم كمه الأيمن حتى رقبته ثم في فتحة الجيب حتى نهاية الثوب، وذلك بسحبه من تحت ساتر العورة وكذا إذا كان عليه فانيلة، أما السروال فيقص من اليسار من تحت الساتر ثم اليمين كذلك، ثم يقلب الميت على جنبه الأيسر وتجمع ملابسه من تحته وتسحب مع المحافظة على ساتر العورة.
3- ستر عورة الميت من السرة إلى الركبة بساتر ويستحسن أن يكون سميكًا أو غامض اللون حتى لا يشف.
4- في حالة ملاحظة أن الأظافر طويلة أو وجود شعر تحت الإبط أو طول شنب الرجل أو شعر أنفه لا مانع من قص الأظافر وحلق الإبط وقص الزائد من الشعر الغير مألوف.
5- تنظيف أنفه وفمه وسدهما بقطن حتى الانتهاء من تغسيله ثم تزال.
6- إذا كان الميت بحاجة إلى نظافة لتراكم بعض الأوساخ على جسمه وتصعب إزالتها بالسدر فنعمل مخلوط من صابون ومادة مظهرة وشامبو حسب الضرورة، تمزج جميعًا وينظف الميت بها بواسطة ليفة الجسم، ويبدأ المغسل من رأسه ووجهه ثم يقلب على جنبه الأيسر فيفرك جنبه الأيمن بعناية مع المحافظة على ساتر العورة ثم يلقب على جنبه الأيمن فيفرك جنبه الأيسر بعناية، مع إدخال يد المغسل اليسرى في كلتا الحالتين من تحت الساتر ثم يؤتى بالماء فيبدأ برأسه ووجهه ويقلب على جنبه الأيمن ويغسل جنبه الأيسر، لإزالة المخلوط والأوساخ من بدن الميت بعد نظافة الميت.
وإن كان الميت نظيفًا نبدأ بالآتي:
1- إذا كان الميت لينًا يقعد نصف إقعادة، ويعصر بطنه برفق ثلاث مرات، ليخرج المستعد من بطنه برفق، ثم يلف الغاسل على يده اليسرى خرقة لتنجيته، فينظف القبل والدبر، والماء ينساب على يده بواسطة من يساعده.
وإن كان الميت متصلبًا أو لم يلين أو أتي به من ثلاجة فيكتفى بفتح رجليه، وإدخال يد الغاسل اليسرى وتنظيف قبله ودبره، فإن رأى الغاسل استمرار الخارج من الدبر في كلتا الحالتين فينظف ثانية وثالثة، فإن رأى الاستمرار فيستعمل قطنًا يسد به الدبر ويلصق بلاصق طبي.
2- يجمع المغسل يدي الميت ويقول: باسم الله ويغسل يديه ثلاثًا، ويمسح على فمه ثلاثًا، وبمسح على أنفه ثلاثًا، ويغسل وجهه ثلاثًا، ويغسل ذراعه الأيمن ثلاثًا، ثم ذراعه الأيسر ثلاثًا، ويمسح رأسه إقبالاً وإدبارًا، ثم يحلق على أذنيه، ويغسل رجله اليمني ثلاثًا، ثم رجله اليسرى ثلاثًا.
3- يؤتى بالسدر المحضر فيغسل رأسه ووجهه مع دلكه برغوة السدر، ثم يقلب على جنبه الأيسر ويدلك جنبه الأيمن من كتفه حتى نهاية قدمه اليمني، مبتدئًا من الأمام ثم الخلف، ثم يقلب على جنبه الأيمن ويدلك جنبه الأيسر من كتفه الأيسر حتى نهاية قدمه اليسرى مع إدخال يد المغسل من تحت الساتر، ثم يكرر غسله مرة ثانية بالماء والسدر حسب الحاجة.
4- يؤتى بالكافور المحضر، فيغسل رأسه ووجهه ثم يقلب على جنبه الأيسر، ثم يغسل جنبه الأيمن من الكتف حتى نهاية قدمه اليمنى، ثم يقلب على جنبه الأيمن ويغسل جنبه الأيسر من الكتف حتى نهاية قدمه اليسرى مع إدخال الماء والكافور من تحت الساتر مع المحافظة على عورته، علمًا بأن الكافور نوع من الطيب يصلب الجسم ويبرده وهو سام بالنسبة للحشرات، ثم تسحب سدادة الفم والأنف ولا يصل الكافور إليهما ولا إلى الأذنين.
5- يؤتى بمنشفة ثانية فينشف الظاهر من جسمه كوجهه وصدره وكتفيه ويديه وظهره وساقيه ورجليه، ثم توضع هذه المنشفة المبللة خفيفًا على الأخرى الساترة للعورة، فتسحب المبللة كثيرًا من تحتها فيكون الميت جاهزًا للتكفين.
6- يضفر شعر المرأة ثلاث ضفائر الناصية والقرنين ويرمى خلفها.
7- إذا خرج من بطن الميت شيء بعد الانتهاء من غسله – ثلاث أو خمس أو سبع – فلا يعاد غسله بل يطهر من النجاسة ثم يسد بقطنة ويوضأ.
يتبع إن شاء الله...