بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
قرن الله سبحانه وتعالى حقه بحق الوالدين في أكثر من موضع من القرآن الكريم، فقال تعالى: " وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا" [الإسراء: 23، 24].
وجعل البر بهما سببًا لدخول الجنة، ففي الحديث الصحيح الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: «رغم أنفه، رغم أنفه، رغم أنفه» قيل: مَنْ يا رسول الله؟ قال: «مَنْ أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة».
ولما كانت الآيات والأحاديث تدل على مكانة وفضل الوالدين بشكل عام، فإن الأم قد خُصَّتْ بأحاديث أخرى تبين عظيم حقها بشكل خاص، وما ذاك إلا لكثير تحملها من متاعب الحمل والولادة، والتربية، فهي أحق الناس بالصحبة.
فقد سئل عليه الصلاة والسلام فقيل له: يا رسول الله، مَنْ أحَقُ الناس بحُسن صحابتي؟ قال: «أمك» قال: ثم مَنْ؟، قال: «أمك»، قال: ثم مَنْ؟ قال: «أمك»، قال: ثم مَنْ؟ قال: «أبوك».
في هذا الكتيب أعرض 150 طريقة عملية لكيفية معاملة الأم في حالات متعددة، وظروف متفرقة، تبين السبيل العملي للبر بها، وتوصل الأبناء لرضاها بإذن الله تعالى، خاصة أن الأبناء فقي بيئتها في الغالب قد مرت بهم النصوص الشرعية فحفظوها عن ظهر قلب، ولكن تنقصهم السبل والطرق العملية لتطبيقها في الحياة اليومية.
ولقد كتبتها بدون ترتيب موضوعي لتلك الطرق، وما ذلك إلا ليعيش المرء بين مروج البر المختلفة فينتقي منها ما يناسب مقامه، لا أن يتجول في حقل واحد فيمل من التركيز على حالة معينة بعينها، أيضًا مما يجدر الإشارة إليه أن هذه الطرق صالحة للتطبيق للأبناء من الذكران والإناث، إلا ما خصت به الفتيات من النقاط التي تناسبها وحدها.
واللهَ أسأل أن يُعيننا على بر الوالدين، وأن يجمعنا وإياهم في الفردوس الأعلى، وأن يكتب الله لنا من لُطفه حب اللطف والعطف عليهما والبر بهما، وأن يوفقنا لمرضاته.
البداية:
تأملت حال كثير مِمَّنْ وفِقُوا لبر والديهم، فوجدت أن عملهم الذي يقومون به يسير، وأن الجهد الذي يبذلون للوصول لرضاهم سهل، وأيضًا يبعث بالنفس السرور، فهم لا يحملون الكثير من المشقة أو العظيم من العناء، إنما يحملون ثلاثة أشياء وبشكل دائم مستمر، إنهم يحملون قلوبًا – فطنة ووجوهًا – مبتسمة، وإخلاصًا يغذي هذا وذاك في كل وقت وحين، فكان النجاح حليفهم، والتوفيق رفيقهم.
إخوتي في الله...
في هذا الكتيب سجلت تأملاتي، وملاحظاتي لمَنْ حولي مِمَّنْ أحسنوا البر بأمهاتهم، فأقدمها هنا لعلها تكون سببًا للاقتداء بهم، وأن نوفق للسير على نهجهم، وسلوك سبيلهم، واتباع خُطاهم، فإليكم 150 طريقة من طرق البر، فإن وجدتم خلالها ما يستحق التطبيق.. فالبَدَارَ... البَدارَ، وإن لم تجدوا ما يستحق ذلك، فلا تحرموا أخاكم من الدعاء.
* * * *
بسم الله الرحمن الرحيم
1- اختر هدية مناسبة لكل مناسبة، فقدمها ممتنًا لها سعيدًا بأن قبلتها، أمثلة لهذه المناسبات: أيام العيد، زواج الأبناء، نجاح الأبناء، العودة من السفر، دخول مواسم الشتاء، ودخول مواسم الصيف، السلامة من الأمراض، وغيرها.
2- وضع حساب بنكي للأم، يشترك فيه الأبناء بوضع مبلغ شهري معين للأم، لكي يفي هذا المبلغ باحتياجاتها، وتوفر منه مستلزماتها بدون أن تضطر لطلب ذلك منهم، ويمكن عمل هذه الطريقة حتى ولو كانت الأم موظفة، فالأم تُحب أن ترى بر أولادها بها رغم عدم حاجتها لتلك المبالغ.
3- يحسن بالأبناء أن يتفهموا المراحل السنية المختلفة لمراحل حياة الأم، وأن يعاملوها بمثل ما يناسبها بحسب كل مرحلة.
4- كن حريصًا على انتقاء كلماتك التي سوف تطرحها على مسامع أمك، حتى لا تسمع الأم أي شيء يؤذيها، فقد نُهي عن التأفف، وهو أبسط الكلام، فكيف أذيتها بأعظم.
5- عند عزمك على السفر فاحرص أن تكون هي آخر من تودع، وهي آخر من تقع عيناك عليها، فودعها وجهًا لوجه، وتودد إليها، وأدخل السرور عليها، وامكث عندها وقتًا طويلاً، ثم احرص أن يكون الخروج النهائي عن عندها، فتحظى بدعواتها التي هي بإذن الله مستجابة، فإن كنت في بلدة أخرى... فليكن الاتصال هو البديل.
6- عند قدومك من السفر: يجب أن تكون هي أول من تقابلها بعد سفرك، فتسلم عليها، فتجلس معها وتؤنسها، وتطمئنها على وصولك ورجوعك سالمًا من سفرك، واحرص أن يتم إخبارها بموعد حضورك حتى لا تفاجئها بدخولك عليها، فقد تؤثر مفاجأتك السارة عليها وتضرها، ولا تحدثك نفسك أن تؤخر مقابلتك لها، أو أن تعتقد أن الوقت غير مناسب للزيارة مهما كان ذلك الوقت، فالأم لا يقر لها قرار، ولا يرتاح لها بال، حتى تنظر بعينها إلى ابنها، وتقر عينها بوصوله إليها.
7- في سفرك احرص أن تتصل بها يوميًا، ولو للحظات بسيطة، فكم تبث تلك المكالمة في صدرها السعادة، وتجلي الهم، وتزيل الخوف، وتبعد الحزن عن نفسها.
8- احرص على مقابلتها يوميًا إذا كانت تسكن في نفس بلدتك، ولا تبعدك مشاغل الدنيا عن مقابلتها، والأنس بها، فهذا أقل القليل بحقها، ولتحرص أن تكون هذه المقابلة تليق بمقدار حبها، وعظيم مكانتها، فلا يأت المرء على عجل ثم يمضي، أو يسلم وهو ينظر إلى الساعة كل حين ويتململ، بل حقها أعظم من ذلك.
9- إن لم تكن الأم في نفس البلد، فيجب أن تتواصل معها بالاتصال اليومي، وعدم الانقطاع عنها لأي سبب من الأسباب.
10- من أجمل ما تقدمه للأم أن نتقرب ونتودد إلى من تحب، وأبناؤها هم أعز الناس عليها، فكن رفيقًا بهم، لطيفًا معهم، تساعدهم في قضاء حوائجهم، وتعينهم في أمور حياتهم، فكم تُسر الأم عندما تجد غرس تربيتها بدأت تثمر ثماره بثمار طيبة، نتاجه تجمع أسرتها.
11- تقبيل رأسها، ويدها، وقدمها عند مقابلتها، فذلك مدخلٌ للسرور عظيم، وهو حق بسيط، وتقدير لها جميل، ولا زلت أذكر الدكتور ميسرة طاهر يقول: لقد قبلت رأس أمي، ويدها، وقدمها، فقبل أبنائي رأسي، وقدمي، ويدي.
12- علم أبناءك علو مكانة أمك بالقول والعمل، وذلك بتقديم نفسك كقدوة حسنة في التعامل معها، فدعهم يشاهدون كيف تخدمها، وكيف تقدرها وتحترمها، فذلك حري بأن يطبقوا ذلك معك ومعها.
13- الحرص على تلبية طلباتها، وتحضير أغراضها في وقتها، فإن ذلك أدعى للتقرب لها، والبُعد عن سخطها.
14- لا تعدها بوعد ثم تخلف وعدك، إذا وعدت فأوفِ بالوعد، أو لا تعدها من الأصل.
15- انسب كل نجاح في حياتك لفضل الله سبحانه وتعالى ثم لفضل تربيتها، فإن في ذلك إدخالاً لشعور الفخر والسعادة في قلبها، وبثًّا للسرور في نفسها، ذلك بأن رأت نتائج تربيتها هي نجاحات تتحقق في حياة أبنائها، وهو ثمرات من صنع تربيتها، فكل نجاح للأبناء هو نجاح للوالدين.
16- لا تجادلها وإن كنت محقًا، ولكن استخدم الطرق السهلة لعرض رأيك وطرح أفكارك، إذا كان في الأمر مصلحة، أما إذا كان فضول جدال فالتخلي عنه وتحقيق رغبتها، وسماع رأيها أولى، وأهم، وأجدر.
17- لا تقلل من رأيها أمام الناس، أو أمام إخواتك سواءً كانت حاضرة أو غائبة، فذلك منكر من القول، وذكر لها بما تكره، وسوء تأدب معها سواءً إن كان بحضورها أو غيبتها.
18- لا تزدرها، أو تنقصها، أو تقلل من قيمتها إن كانت جاهلة ببعض أمور الحياة، بل زد علمها من تلك المعلومات بشكل يجعلك وكأنك أنت بمكان الجاهل بها.
19- ابتعد عن الضحك بقوة أمامها، أو رفع الصوت عندها، أو نظرات الاشمئزاز عندما تكون بين يديها، أو نظرات الغضب في مجلسها، أو العبوس بالوجه في حضرتها، أو إبداء السخط على أمر تحبه في نفسها، فكل ذلك يؤثر عليها وعلى نفسيتها.
20- اجعلها هي أول من يعلم بكل خبر سعيد بحياتك، واجعلها المطلعة على أسرارك، فإن في ذلك إدخالاً للفرح عليها، ويجعلك بمكان مقرب إلى قلبها، فهي ترى أنك ما زلت ابنها الذي يحتاج أمه رغم كبر سنه.
21- حافظ على رعايتها الصحية، وإذا كانت من كبار السن فوفر الأجهزة التي تحتاجها، من أجهزة الضغط، وقياس السكر، وأدوات خاصة للنهوض، والقيام وغيره مما تحتاج من الأدوية.
22- ضع لها برنامجًا شهريًا للفحص الشامل للاطمئنان على صحتها.
23- وفر لها حاجياتها التي تناسب سنها، ففي مراحل الشباب تحتاج مستلزمات معينة، وفي مراحل الكهولة تحتاج إلى أشياء أخرى، فكن عونًا لها كما كانت هي عونًا لك منذ نعومة أظفارك.
24- عند مرضها، إن تألمت تألم معها، وإن نشطت فأظهر السرور فرحًا بعافيتها، داوم على رقيتها، وضع يدك على مكان ألمها، واقرأ عليها الآيات، وأحاديث الرقية الصحيحة، فذلك بر وعافية بإذن الله تعالى.
25- طمئنها في حالة مرضها بأنها سوف تعود إلى أفضل حال، ولا تسمع أي أخبار عن سوء المنقلب لمثل حالتها، وأبعدها عن كل قصص قد تؤذيها. بل اذكر أن هذه سنة الله في الحياة، فإنما هي محطة ابتلاء وتمحيص ذنوب ثم هي لحظات وتعود أنشط مما سبق.
26- اجلب لها الأطباء المختصين في مكان سكنها، أو اذهب بها إليهم إذا كانت قادرة على ذلك، وتفاهم معهم على أن يطمئنوها على حالها، وأن الأمر شيء بسيط وحالة عابرة.
27- أعنها على صلة رحمها، واذهب بها إلى صديقاتها، وقريباتها المقربات إلى نفسها، لكي تدخل السرور في قلبها، وترفع من درجتها بصلة رحمها، وتزيد في طاعة ربها، ويحسن أن تشتري بعض الهدايا التي تناسبهن لكي تقدمها لهم عند زيارتها لهم.
28- ضع صندوقًا خاصًا بالأم، وضع دائمًا فيه أنواعًا من البسكويت، والحلويات، والألعاب، والهدايا الصغيرة، وذلك حتى تقدمها لأحفادها عند قدومهم لها، فإن في ذلك تحبيبًا للأطفال بها، وحب الالتقاء معها.
29- عند سفرها أو خروجها لمسافة بعيدة، تواصل معها، واطمئن عليها في كل وقت وكل حين، منذ أن تخرج من بيتها حتى تصل لمقصودها، ثم كرر اتصالك عليها في أيام مغيبها.
30- لا تبث أحزانك الموجعة عليها، أو تشكي مواجعك المؤلمة لها، فإن ذلك مما يدخل الحزن على قلبها، ولكن أخبرها أن الأمر يسير، وأنك مطمئن، وأن الله فارج همك، وأنك متفائل في أمرك.
31- لا تنشر مشاكلك الزوجية أمامها، فهي تحزن لهذا الأمر، ولذلك لكونها ترى ابنها وفلذة قلبها يواجه حياته الزوجية وصعوباتها، فعاطفتها الجياشة سوف تجعلها تقدم لك أي حل، ومهما كان الحل في سبيل أن تراك سعيدًا في حياتك، لذا فمن الرفق بها والرفق بحياتك، أن تكون الأم بعيدة عن مشاكلك.
32- لا تكثر الثناء على زوجتك أمام أمك، أو تخبرها عن تفاصيل حياتك وما تقدمه لزوجتك وما تقدمه زوجتك لك، فمهما كان بالزوجة من لطف، فقلب الأم يغار، ويخاف أن يكون الابن قد استبدلها بغيرها، وأن تكون هي التي تزرع وغيرها هو الذي يحصد، حافظ على علاقة متوازنة مبنية على الاحترام والتقدير المتبادل، وعدم إجحاف حق الآخرين.
33- وكذلك لا تنشر كل علاقتك مع أمك لزوجتك، ارفع مكانتها ولا ترض بالتقليل منها، ووثق العلاقة بينهما، ولكن لا تكن دائمًا بمحل مقارنة بين زوجتك وأمك، فكلٌّ له مكانته، وكلٌّ له طبيعته التي يجب أن نعامله بها، وكلٌّ له حقوقه وواجباته التي يجب أن نؤديها له بدون نقص أو إخلال.
34- تجنب الحكم بين أبيك وأمك في الخلافات الزوجية، فأنت بغني عن ذلك، بل استخدم الحياد الظاهر، واعمل بالباطن على النصح والصلح.
35- لا تنتقدها في ملبسها، أو في مظهرها، أو اختيارها، أو مزاجها، أو أسلوبها، أو طريقة تعاملها، وإن كنت ترى أن ذلك ظاهر للعيان، وتخاف أن ينتقدها الآخرون. فعليك أن تقدمها بأسلوب لا يجرح فيؤلم، ولا يكشف العيب فيحزن.
سبحان الله (كما أطعمته وهو صغير يطعمها وهي كبيرة)
36- اجعل علاقتك مع إخوتك قوية، وإن كانت هناك مشاكل بينك وبينهم، فلا تجعلها أمام عين الأم فذلك حزنها، وبؤسها.
37- مهما كانت ظروف والديك الزوجية، فلا تؤيد أباك في الزواج على أمك، وإن كنت ترى لذلك أسبابًا معينة، فليكن تأييدك لأبيك بينك وبينه وبدون علمها.
38- علمها أمور دينها بالحكمة، والموعظة الحسنة، وذلك إما بجلب الأشرطة، والكتب المناسبة، أو حضور مجالس العلم والذكر والمحاضرات النافعة.
39- لا تحرمها من حضور مجالس الذكر، وذلك بتوصيلها للمحاضرات، والحلقات، وإحضار مواعيد الندوات لها، والمناسبات الدينية، والبرامج المبثوثة في وسائل الإعلام.
40- أفضل وقت للإحسان للوالدين هو أوقات عمل الطاعات، فإذا كنت في حج أو عمرة مع أمك، فكن عبدًا لها، تحافظ عليها، وترفق بها، وتلذذ بالعمل معها، أمسكها من يدها، ونبهها لمخاطر الطريق الذي تسير عليه، واجعلها نصب عينيك، ومحل عنايتك.
41- قدم أعذارك لمن يخطئ من إخوانك، وأشد بتربيتها لهم، وأن الخطأ الذي حصل منهم، إنما هو بفعل همزات الشياطين، وأن الله سوف يرده إلى الصراط المستقيم.
42- لا تكبر من أخطاء الآخرين عليها، من أقارب، أو أصدقاء، أو أبناء، بل قلل الأثر عليها، فإن ذلك سوف يخفف الألم ويجبر المصاب ويحافظ على مكانة الأحباب.
43- لا تفاجئها بالأخبار الحزينة، والمصائب المفاجأة بدون أن تقدم تمهيدًا يخفف الأثر عليها، أو تقدم مثل هذه الأخبار عبر الهاتف، بل احضر إليها وقابله وسلم عليها ومهد للأمر، ثم أخبرها، وذكرها أجر الصابرين.
44- المرأة مهما كان سنها، فهي تعشق الكلمات العاطفية، وتطرب للكلمات الرومانسية، فلا تحرمها من أعذب نشيد من أحلى صوت، فهي من ألحان أبنائها أنشودة لن تنساها.
45- لا تكبر سنها، أو تظهر أنها أصبحت غير قادرة على القيام بواجباتها، بل نشطها بالكلمات التي تدل على أنها في ريعان شبابها، لاطفها بالجميل من الكلمات، وأحسن إليها في كل مراحل الحياة.
46- لا تحرمها من أي شيء تحبه المرأة، حتى وإن كانت كبيرة، عطور، أدوات تجميل، ثياب جديدة، وملابس سهرات جميلة، اجعلها تعيش عمرها من جديد.
47- إذا كان لك زوجات أب وبينهن خلافات، فلا تثن عليهن أمامها، أو تقع في الحكم لهن على حساب أمك، حتى لو كانت زوجة الأب هي صاحبة الحق في ذلك، بل إن السلامة في مثل هذا الأمر لا يعدلها أي شيء، ولكن كن مصالحًا بينهن بطريقة لا تبين أنك توافق زوجة أبيك، أو أنك تميل لصالحها.
48- لا تكثر من الثناء على تربية الآخرين أمام أمك، أو أن تتمنى أن تكون مثلهم، أو تتمنى أن تصل للمراتب التي وصلوا إليها، فذلك يخدش نفسها، وفيه ظاهر من القول لعدم رضاك عن تربيتها، وأن لك ملاحظات على عملها الذي دأبت عليه طول عمرها.
49- عند حديثها، أرعها سمعك وبصرك وقلبك، وأقبل عليها بجميع جوارحك، ابتسم في المواقف المضحكة، تفاعل مع المواقف المحزنة، لا تكن جامد المشاعر.
(أظلك الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله كما تظل أباك من حر الشمس)
50- قابلها دائمًا بابتسامة، ومازحها بكلمة، وداعبها بلطف، وكن خفيف الظل، وأما في الأوقات العصية فكن جادًا، مهتمًا، يقظًا، فالموقف يحتاج منك إلى ذلك.
51- حدثها عن أحداث العالم من حولها، وقص عليها أحسن القصص، وأخبرها بما يسرها، فإنهن يشتقن لحديث الأبناء.
52- كن دائم الثناء على تربيتها، والشكر لعطائها، فلا أقل من ذكر يخالطه شكر.
53- بلغها أن أكبر أمنياتك في الحياة أن تعيش هي بسعادة، وأن ترضى عنك، وأن تكون أنت سبب سعادتها، فإن فعلت فقد حققت لها أملها، بأن ترى أكبر أماني أبنائها أن يحققوا السعادة لها.
54- إن كان والداها من الأحياء فلا تبخل ببرهما، ومساعدتها هي أيضًا ببرهما.
وإن كانا من الأموات فاعمل كل ما يصل إليها في قبورهما من الدعاء، والصدقة عنهما، وغيرها من الأشياء التي تفرح الأموات وترضي والدتك، فالرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له».
55- اجعل لها وقفًا يزيد من حسناتها، إما مشاركة بعمارة مسجد، أو كفالة أيتام، أو رعاية حفظة كتاب الله، أو القيام على الضعفاء والمساكين.
56- عندما تذكر لك بعض أمنياتها، أو شيئًا مما تتعلق به نفسها، فلا تنتظر أن تطلبه منك، بل بادر أنت وحقق أميناتها، وبالقدر المستطاع وأفضل.
57- قدمها على كافة أشغالك، وكل أعمالك، وجميع أصدقائك، بل وأبنائك، وزوجتك.
58- أكرمها ببيتك، واطلب منها كل حين زيارتك، وأقنعها بالمبيت عندك، فإن ذلك سوف يجعلها تغير من حياتها، وتسعد بلطف ابنها.
59- خذها برحلة جماعية معك، ومع أبنائك، أو مع إخوتك فإن ذلك سوف يجدد نشاطها، ويبهجها في حياتها.
(المسلم الصيني البار بأبيه جعل ركبتيه كرسي لوالده العجوز.. هذا هو البر)
60- من حين لآخر اجعلها تستمتع معك ومع من تحب بوجبة في مطعم فاخر، فهذه الأشياء ليس لها سنٌّ معين، أو عمر محدد، وإن تمنعت فأقنعها بذلك.
61- زيارة المحال التجارية، أو الأسواق الفخمة قد تكون لها أمنية، فلماذا لا يكون تحقيق هذه الأمنية على يديك.
62- قدم لها هدية رجالية مناسبة لتقدمها لأبيك، فذلك من باب الإحسان للجميع.
63- الثناء على الأب وحسن معاملته أمام أمك يجعلها تفخر بذلك.
64- الثناء على معاملتها، وحسن إدراتها لبيتها، وجميل تبعلها لزوجها، يحفزها ويرفع من معنوياتها، ويزيد من ثقتها بنفسها.
65- البنات بالغالب قريبات للأم أكثر من الأولاد، فاحفظي سرها، وأعطيها أسرارك، وتفهمي نفسيتها، وعامليها كأنك صديقة لها.
66- الذكور من الأبناء تحتاجهم الأم في حال المحن، والمصاعب، وذلك ليكونوا سندًا منيعًا لها في كربتها، وأن يقفوا معها في شدتها، فكن معها، وأسندها وأعطها من قوتك ورأيتك السديد.
67- تلطفك مع الأخوات، والتودد لهن، وحسن التعامل معهن، وتقديم الهدايا كل فترة لهن. يويد من سعادة الأم، لأن الأم تحب من يلطف بفتياتها.
68- لا تخجل من أي تصرف تقوم به الأم قد يناسب سنها ولا يناسب من حولها، بل كن فخورًا بها، وارض عن أفعالها رضي من رضي، وسخط من سخط، وكل ذلك إذا كان لا يخالف الشرع، ولا يناقض الأعراف.
69- علم أبناءك أن يتلطفوا معها، وابعث معهم الهدايا لها في المناسبات المتعددة.
70- امسك يدها في حال كبرها، وقدم حذاءها، ودلها طريقها فأنت أحق الناس برعايتها.
71- اجعل هناك جائزة لأبنائك لمن يحسن معاملتها، ويسبق بخدمتها والفوز برضاها.
72- الأم تهتم ببيتها، لذا ساعدها على أن يكنن بيتها بأحسن حال، فقم بصيانته، ومتابعة أعمال التحسينات فيه في كل وقت وحين.
73- لغرفة النوم عند الأم مكانة خاصة، تفنن بإهدائها ما يناسبها لغرفتها، أو دعها تختار هي ما تحب أن تجمل به مكانها، وكذلك من الأماكن التي تحرص عليها الأمهات غرفة الضيوف، فاجعلها أفضل ما يكون.
74- بر بأقربائها وساعدها في ذلك، وكن سبب وصال بينهم.
75- إذا كانت لها هوايات معينة، فابذل لها من وقتك، ووفر لها ما تحتاجه للقيام بهواياتها.
يتبع إن شاء الله...