أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: كذبة إبريل أصلها ونشأتها وحُكمها الأربعاء 02 أبريل 2014, 6:32 am | |
| كذبة إبريل أصلها ونشأتها وحُكمهاإن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضل له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبدُه ورسولُه.
{يَا أَيها الذين آمَنُوا اتقُوا اللهَ حَق تُقَاته ولا تموتن إلا وأنتم مُسلمُون}.
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}.
{يَا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قَولاً سَديداً يُصلح لَكُم أَعمالكم وَيَغفر لَكُم ذُنُوبَكُم وَمَن يُطع الله وَرَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزاً عَظيماً}]. أما بعد:أمر الإسلام بالمعروف ونهى عن المنكر وأمر بالفضيلة ونهى عن الرذيلة وأمر بالصدق ونهى عن الكذب، وقد انتشر بين الناس ما يُعرف بكذبة إبريل أو نيسان.فما هو أصلها وما هو حكمها؟جاء في الموسوعة الحرة ويكيبيديا:ذهبت أغلبية آراء الباحثين على أن "كذبة إبريل" تقليد أوروبي قائم على المزاح يقوم فيه بعض الناس في اليوم الأول من أبريل بإطلاق الإشاعات أو الأكاذيب ويُطلق على مَن يُصدق هذه الإشاعات والأكاذيب اسم "ضحية كذبة إبريل".
وبدأت هذه العادة في فرنسا بعد تبني التقويم المُعدل الذي وضعه شارل التاسع عام 1564م وكانت فرنسا أول دولة تعمل بهذا التقويم وحتى ذلك التاريخ كان الاحتفال بعيد رأس السنة يبدأ في يوم 21 مارس وينتهي في الأول من إبريل بعد أن يتبادل الناس هدايا عيد رأس السنة الجديدة.
وعندما تحول عيد رأس السنة إلى الأول من يناير ظل بعض الناس يحتفلون به في الأول من إبريل كالعادة ومن ثم أطلق عليهم ضحايا إبريل وأصبحت عادة المزاح مع الأصدقاء وذوي القربى في ذلك اليوم رائجة في فرنسا ومنها انتشرت إلى البلدان الأخرى وانتشرت على نطاق واسع في إنجلترا بحلول القرن السابع عشر الميلادي ويُطلق على الضحية في فرنسا اسم السمكة وفي إسكتلندا نكتة إبريل.
ويرى آخرون أن هناك علاقة قوية بين الكذب في أول إبريل وبين عيد "هولي" المعروف في الهند والذي يحتفل به الهندوس في 31 مارس من كل عام وفيه يقوم بعض البسطاء بمهام كاذبة لمجرد اللهو والدعاية ولا يكشف عن حقيقة أكاذيبهم هذه إلا مساء اليوم الأول من إبريل.
وهناك جانب آخر من الباحثين في أصل الكذب يرون أن نشأته تعود إلى القرون الوسطى إذ أن شهر إبريل في هذه الفترة كان وقت الشفاعة للمجانين وضعاف العقول فيُطلق سراحهم في أول الشهر ويُصلي العُقلاء من أجلهم وفي ذلك الحين نشأ العيد المعروف باسم عيد جميع المجانين أسوة بالعيد المشهور باسم عيد جميع القديسين.
وهناك باحثون آخرون يؤكدون أن كذبة أول إبريل لم تنتشر بشكل واسع بين غالبية شعوب العالم إلا في القرن التاسع عشر، والواقع أن كل هذه الأقوال لم تكتسب الدليل الأكيد لإثبات صحتها وسواء كانت صحيحة أم غير صحيحة فإن المُؤكد أن قاعدة الكذب كانت ولا تزال أول إبريل ويُعلق البعض على هذا بالقول أن شهر إبريل يقع في فصل الربيع ومع الربيع يحلو للناس المداعبة والمرح.
وقد أصبح أول إبريل هو اليوم المُباح فيه الكذب لدى جميع شعوب العالم فيما عدا الشعبين الأسباني والألماني والسبب أن هذا اليوم مقدس في أسبانيا دينياً أما في ألمانيا فهو يوافق يوم ميلاد "بسمارك" الزعيم الألماني المعروف.أما حكمها:فهو أنها لا تجوز ولو كانت مزاحاً لأن الإسلام نهى عن الكذب، عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عليكم بالصِّدق فإن الصِّدق يهدي إلى البر وإن البر يَهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يَصدُق ويتحرى الصِّدق حتى يُكتب عند الله صدِّيقاً وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفُجور وإن الفُجور يهدي إلى النار وما يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يُكتب عند الله كذَّاباً)، وفي الباب عن أبي بكر الصديق وعمر وعبد الله بن الشخير وابن عمر قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح. سنن الترمذي.
ولو كان مزاحا، عن بهز بن حكيم قال حدثني أبي عن أبيه -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (ويلٌ للذي يُحدّث فيكذب ليُضحك به القوم ويلٌ له ويلٌ له) سنن أبي داود.
ولم يُرخص فيه إلا في ثلاث حالات قوله: (قال ابن شهاب: ولم أسمع يُرخص في شيء مما يقول الناس كذب إلا في ثلاث: الحرب, والإصلاح بين الناس, وحديث الرجل امرأته, وحديث المرأة زوجها).قال القاضي عياض -رحمه الله-:لا خلاف في جواز الكذب في هذه الصور, واختلفوا في المراد بالكذب المباح فيها ما هو؟ فقالت طائفة: هو على إطلاقه, وأجازوا قول ما لم يكن في هذه المواضع للمصلحة, وقالوا: الكذب المذموم ما فيه مضرة, واحتجوا بقول إبراهيم -صلى الله عليه وسلم-: {بل فعله كبيرهم} و {إني سقيم} وقوله: إنها أختي وقول منادي يوسف -صلى الله عليه وسلم-: {أيتها العير إنكم لسارقون} قالوا: ولا خلاف أنه لو قصد ظالم قتل رجل هو عنده مختفٍ وجب عليه الكذب في أنه لا يعلم أين هو, وقال آخرون منهم الطبري: لا يجوز الكذب في شيء أصلاً.
قالوا: وما جاء من الإباحة في هذا المراد به التورية, واستعمال المعاريض, لا صريح الكذب, مثل أن يعد زوجته أن يُحسن إليها ويكسوها كذا, وينوي إن قدَّر الله ذلك.
وحاصله أن يأتي بكلماتٍ محتملة, يفهم المُخاطب منها ما يُطيبُ قلبه.
وإذا سعى في الإصلاح نقل عن هؤلاء إلى هؤلاء كلاماً جميلاً, ومن هؤلاء إلى هؤلاء كذلك وورى وكذا في الحرب بأن يقول لعدوه: مات إمامكم الأعظم, وينوي إمامهم في الأزمان الماضية: أو غداً يأتينا مدد أي طعام ونحوه.
هذا من المعاريض المباحة, فكل هذا جائز.
وتأولوا قصة إبراهيم ويوسف -عليهما السلام- وما جاء من هذا على المعاريض.
والله أعلم.وأمَّا كذبه لزوجته وكذبها له فالمُراد به في إظهار الود والوعد بما لا يُلزم ونحو ذلك, فأمَّا المُخادعة في منع ما عليه أو عليها, أو أخذ ما ليس له أو لها فهو حرامٌ بإجماع المسلمين.
والله أعلم. شرح مسلم للإمام النووي.
انظر كذبة إبريل في موقع الإسلام سؤال و جواب.
وصلى الله وسلم على مُحَمَّدٍ وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.الكاتب:أبو عائشةغفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين. |
|