أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: الشيخ محمد صلاح الدين كبارة الأحد 06 يونيو 2010, 12:01 pm | |
| فضيلة الشيخ محمد صلاح الدين كبارة رحمه الله صاحب ترجمتنا اليوم أشهر من أن يُعرَّف فهو عالم كبير من أعلام القراء للقرآن الكريم في العالم الإسلامي إنه شيخ القراء فضيلة الشيخ محمد صلاح الدين كبارة يعرفه الكبير والصغير منَّ اللهُ عليه بصوت جميل وكان مدرسة في أصول الألحان وقراءة القرآن وتجويده لذلك تسابقت الإذاعات والمرئيات إلى بث تسجيلاته فذاع صيته أصقاع الدنيا وكان مرجعاً في علم القرآن وفن التجويد وهو ابن أكبر العائلات في طرابلس من حيث العدد إنها عائلة آل كبارة هذه العائلة الفاضلة يعود تاريخها أنها قدمت من المغرب العربي إلى طرابلس الشام بوقت مجهول الأمد وكانت تسمى بآل الكبير ومع مرور الزمن أصبح اسمها في طرابلس آل كبارة وتفرع من هذه العائلة آل الطبارة وهم من أهالي بيروت فآل الطبارة وآل الكبارة ينتسبون الى جد واحد كان يسكن طرابلس مولده: ولد الشيخ محمد صلاح الدين كبارة في طرابلس الشام عام 1921م في أحضان أسرة عريقة في التدين والتقوى والصلاح وكان والده الشيخ محمد علي يوسف كبارة من كبار المنشدين أصحاب الصوت الجميل لذلك غلب على أكثر أولاده الصوت الجميل وأذكر أنه كان صديقاً حميماً لعمنا الشيخ عمر الرافعي الشاعر المعروف ببلاغته والذي كان ينظم الأشعار والقصائد ثم يلحنها وينشدها الشيخ علي كبارة مع أولاده وتلامذته وهكذا ترعرع صاحب الترجمة في هذا الجو الروحاني مع والده وإخوته وسط مدرسة كانت مرجعاً للأناشيد الدينية لذلك كان يردد دائماً رحمه الله لقد رضعت الألحان مع الحليب في صغري. علومه: لقد تلقى علومه الأولية في بلده طرابلس حيث حصل على الشهادة الابتدائية عام 1934م من دار التربية والتعليم الإسلامية ثم تابع دراسته في القسم الشرعي في نفس الدار وحصل على الشهادة الشرعية عام 1938 ثم عكف بعدها على حفظ القرآن الكريم على يد فضيلة أحد أعلام قراء مدينة طرابلس فضيلة الشيخ محمد نصوح البارودي رحمه الله وذلك بتوجيه وتشجيع من سماحة مفتي طرابلس الشيخ محمد نديم الجسر تغمده الله برحمته حتى أتم حفظ القرآن في عام 1941م ثم سافر بعدها إلى مصر قاصداً الأزهر حيث تلقى فيه القراءات المتواترة وقد أتم القراءات السبع عن طريق الشاطبية على يد الشيخ والعالم الجليل عامر السيد عثمان رحمه الله وكان ذلك في عام 1945م. ثم عاد إلى مصر عام 1960 ليتم القراءات العشر عن طريق الشاطيبة والدرة وكذلك على يد الشيخ الراحل عامر السيد عثمان وأجيز بذلك. وظائفه: عين من قبل مديرية الأوقاف الإسلامية في لبنان مدرساً للقرآن الكريم والقراءات في عام 1949م وقام بتدريس هذه المادة في القسم الشرعي بدار التربية والتعليم الإسلامية منذ عام 1951م وحتى العام 1988م. وفي عام 1951م صدر مرسوم بتعينه مدرساً بدار الإفتاء بطرابلس وقارئاً في المسجد العمري الكبير في بيروت وفي الإذاعة اللبنانية. وفي عام 1974م صدر قرار سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد رحمه الله بتعيينه شيخاً لقراء طرابلس تقديراً لعلومه المتميزة في القراءات العشر ونبوغه فيها بالإضافة إلى ما يتمتع به من صوت رخيم وعناية فائقة في فن التجويد. وفي عام 1982م بدأ بتدريس مادة القرآن الكريم وتجويده في معهد طرابلس الجامعي للدراسات الإسلامية حتى عام 1995م كما شارك في الهيئة التأسيسية للمعهد. عام 1992م اختاره سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني نائباً لرئيس مجلس إدارة الأوقاف الإسلامية في طرابلس. بالإضافة إلى أنه رئيس لجنة التحكيم في كل المسابقات التي تجريها الهيئات والمؤسسات الإسلامية في لبنان. نشاطاته الخارجية: عين في مطلع شبابه من قبل وزارة الأوقاف المصرية قارئاً في المسجد الفتح بسراي العابدين عاماً كاملاً وكان في ذلك تنافساً مع أهم قراء مصر. - في عام 1947م تعاقد مع الإذاعة الفلسطينية بالقدس الشريف لتلاوة القرآن الكريم في الإذاعة وفي حرم المسجد الأقصى المبارك وذلك حتى عام 1948م حيث عاد إلى موطنه طرابلس. - في عام 1964م تعاقد مع الإذاعة الأردنية لتلاوة القرآن الكريم في المسجد الأقصى طيلة شهر رمضان المبارك. - وفي عامي 1967- 1968م مثل لبنان في المؤتمر الثاني والثالث لإتحاد قراء العالم الإسلامي (القراء) في باكستان. - وفي عام 1972م وعام 1979م دعته وزارة الأوقاف الكويتية لتلاوة القرآن الكريم في المساجد طيلة شهر رمضان المبارك. - وفي عام 1974- 1975م تعاقد مع الإذاعة السعودية في الرياض كمراقب للقراءات في البرنامج العام. - وفي عام 1982م اشترك في عضوية لجنة التحكيم الدولية في مسابقة القرآن الكريم في طرابلس الغرب- ليبيا- وقد مَنَّ اللهُ عليه بتسجيل المصحف المرتل في إذاعة القرآن الكريم فيها. - وما بين عام 1984 و1993م عين أربع مرات عضواً في لجنة التحكيم الدولية لحفظ كتاب الله وتجويده وتفسيره بمكة المكرمة والتي تشرف عليها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية وقد اختير في العام 1999م أحد أعضاء اللجنة المذكورة إلا أن المرض حال بينه وبين ذلك. - وفي عام 1993- 1997م دعته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في المملكة المغربية لحضور الدروس الحسينية وتلاوة القرآن فيها. - وفي عام 1995م دعي إلى إيران ليكون أحد أعضاء لجنة التحكيم في مسابقة القرآن الكريم. تلاميذه: لا أستطيع أن أعدد تلاميذه بل أقول أن له تلاميذ كثر من الذكور والإناث ولا يوجد عالم في طرابلس إلا وتلقى أصول التلاوة ومخارج الحروف وحفظ القرآن عن الشيخ صلاح الدين كبارة وانتفع بتوجيهاته وملاحظاته الدقيقة حتى أنني أعرف العديد يقلدونه في الصوت والأداء. أولاده: أنجب صاحب الترجمة ستة ذكور هم: موفق- هلال- عامر- مصطفى- بلال- خلدون. أوصافه: كان رحمه الله معتدل القامة حنطي اللون يزدان رأسه بعمامة متواضعة. دمث الأخلاق ذو طلعة مهيبة قريب من القلب سلس في الكلام طيب المعشر صاحب نكتة ظريفة لطيف الدعابة محباً للخير ساعياً للناس بشتى أنواع الخير وقد رأيت ذلك بعيني. وفاته: لقد بشر النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله يرفع شأن من يقرأ القرآن ويحفظه ويعلمه للناس ويعمل به ويكون له في حياته نوراً وهداية وباعثاً على الصلاح والخير والتقوى والاستقامة فقال : (مَنْ قرأ القرآن واستظهره (أي حفظه) فأحل حلاله وحرم حرامه أدخله الله به الجنة وشفعه في عشرة من أهله يوم القيامة كلهم وجبت لهم النار). وهكذا كان الشيخ صلاح الدين كبارة رحمه الله قارئاً وعاملاً بالقرآن الكريم إلى أن أكرمه الله وتوفاه في رمضان وفي العشر الأخير منه وهو كما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم العتق من النار. وتوفي الشيخ صلاح رحمه الله في 23 رمضان 1420هـ الموافق له آخر يوم من سنة 1999م وفي يوم الجمعة بالذات. يقول النبي صلى الله عليه وسلم في فضل هذا اليوم: « خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها ولا تقوم الساعة إلا يوم الجمعة''.
فرحمة الله عليك يا شيخ صلاح رحمة واسعة سائلين المولى سبحانه وتعالى أن يحشرك بجوار الأنبياء والشهداء والأولياء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً إنه سميع مجيب. |
|