في بيتنا مشكلة..
أبي.. يرفض زواجي
اليــــــــــؤال
س: أنا شاب أريد الزواج ووالدي تاجر كبير ومقتدر مادياً فتكاليف زواجي بالنسبة له يسيرة لكثرة ماله وحلاله ولكنه يرفض إلى أن أتخرج من الجامعة (بقي لي عامان) وأعمل لأجمع المهر، طلبت منه السلفةلأتزوج وأردها له فيما بعد ولكنه رفض وقال لي: إن تزوجت فأنا غير راضِ عنك لا تتزوج إلا إذا كونت نفسك واعتمدت عليها، فماذا أفعل؟
الإجــــــــــــابة
ج: الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله، فأحسب أن أباك لم يمنعك من الزواج إلا حرصاً منه على مصلحتك، واجتهاداً منه في تربيتك .. ولكن .. ولكن ليس كل مجتهد مصيب .. ولا كل حريص مدرك ما يريد .. فهو ـ فيما أرى ـ مخطئ في منعك من الزواج، وكان الأولى به أن يسعى جاهداً لإعفافك، ويبذل كل ما في وسعه لتحصينك ـ لا سيما ـ في هذا الزمان الذي كثرت فيه الفتن، وتنوعت فيه وسائل الإغراء والإفساد .. ولأهمية وضرورة قيام الأباء بإعفاف الأبناء عند حاجتهم لذلك قال بعض أهل العلم: على الأب إعفاف ابنه إذا كانت عليه نفقته وكان محتاجاً إلى إعفافه (المغني مع الشرح الكبير ج9/264). إذا ثبت هذا، فإني أوصيك بأن تكرر محاولاتك في إقناع والدك بحاجتك للزواج ولا تيأس .. وبين له أثر ذلك على تمسكك بدينك، بل وحتى على تحصيلك الدراسي، فإن أخفقت في إقناعه، فاجعل والدتك تشفع لك عنده، لأن الأم أرق على الأبناء قلباً، وأكثر من الأب إشفاقاً وعطفاً فلعلها تنجح في إقناعه .. فإن تعذر ذلك فاجعل بعض أقاربك ممن لهم مكانة عند والدك يشفعون لك عنده لعل ذلك كله يكون سبباً في عدوله عن رأيه .. فإن تعذر إقناع والدك، فيمكنك أن تبحث عن عمل تتكسب منه تجمع نفقات زواجك وليشعر والدك أنك جاد في رغبتك، فلعل ذلك يدعوه لمساعدتك .. وقد قال صلى الله عليه وسلم "ثلاثة حقاً على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله ، والناكح يريد العفاف والمكاتب" (المشكاة/3089).
وحتى يأتي اليوم الذي يتسنى لك فيه الزواج، نوصيك ـ أخي الحبيب ـ بأمور عدة تعينك على العفاف كما قال تعالى: (وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله)النور، الآية :33 ومنها:
1- الصوم: وهو وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل شاب لا يستطيع مؤونة الزواج حيث قال صلى الله عليه وسلم: "يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة (أي مؤونة النكاح كالصداق والسكن والنفقة) فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" (أي أن الصوم يقطع الشهوة أو يخفف حدتها) الحديث متفق عليه.
2- غض البصر: لأن إطلاق البصر للنظر إلى المحرمات كصور النساء والمردان ونحوهم مما يؤجج الشهوة، ويثير الغريزة الجنسية، وقد قال الله تعالى: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم)النور،الآية:30.
3- إشغال النفس بالعمل الصالح كطلب العلم والدعوة إلى الله حتى تقطع هواجس الشيطان ونزغاته التي تكثر عند الفراغ.
4- الصحبة الصالحة التي تعينك على الفضائل وتدلك عليها، وتحذرك من الرذائل وتبعدك عنها.
أخيراً أخي الحبيب ـ فإنك ذكرت مسألة الاقتراض من أجل الزواج ، وأنا أنصحك أن لا تقيم حياتك على الاقتراض من الناس حتى لا تتراكم عليك الديون، وتتكالب عليك الهموم، وتقع في مشكلات أنت في غنى عنها، لا سيما وأنت لا تعمل وليس لك راتب يمكن أن توفي منه الديون ـ .. فاصبر وتصّبر ." ومن يصبر يصبره الله " أخرجه البخاري ومسلم