بسم الله الرحمن الرحيم
الجامع لأحكام الحج والعمرة
ابن قدامة - النووي - ابن تيمية - ابن القيم - ابن سعدي
محمد بن إبراهيم - الشنقيطي - ابن باز - ابن عثيمين
تأليف
عبد الرحمن بن محمد بن علي الهرفي
الداعية بوزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد
تقريظ
سماحة الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل
سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ
رئيس اللجنة الدائمة بمجلس القضاء الأعلى سابقا
مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء
سماحة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
بسم الله الرحمن الرحيم
ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً
الحمد لله وحده وأصلي وأسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه ،وبعد: فقط اطلعت على مسودة كتاب "الجامع لأحكام الحج والعمرة "الذي قام بجمعه وتأليفه وتنسيقه فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن علي الهرفي الداعية بوزارة الشؤون الإسلامية .فوجدته قد جمع فيه ما يتعلق بمناسك الحج والعمرة من ما ذكره الإمام الموفق في كتاب المغني ومنسك الإمام النووي ،وفتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم الجوزية ،ومؤلفات شيخنا عبدالرحمن السعدي ،وفتاوى شيخنا محمد بن إبراهيم آل الشيخ ،وكتاب أضواء البيان للشيخ الشنقيطي ،وفتاوى شيخنا عبدالعزيز ابن باز ،وكتاب الممتع للشيخ محمد بن عثيمين .
وقد أعجبني هذا جمعه في هذا الكتاب لهذه الأحكام الكثيرة من تلك المؤلفات المتعددة ،وتنسقه لمسائلها وترتيبها حسب وقائعها ،وأوصيه بطبع الكتاب ونشره، لعل الله أن ينفع به.
وإني أوصي كل من يرغب الاطلاع على تفاصيل أحكام المناسك أن يجعل هذا الكتاب من أهم مراجعه لأن مؤلفه انتخبه من مؤلفات خيار العلماء المقتدى بهم، ونسب كل قول إلى قائله ،وأحال عليه بصفحته من نفس الكتاب وطبعته فوثّق النقل وقرب المسائل وأوضح الدلائل ،وجاء هذا الكتاب مرجعا علميا متكاملا ،نسأل الله أن ينفع به المسلمين ،وكتبه عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل رئيس اللجنة الدائمة بمجلس القضاء الأعلى سابقا ـ حامدا لله مصليا مسلما على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
التوقيع
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:
فقد اطلعت على كتاب (الجامع لأحكام الحج والعمرة ) لأخينا الشيخ/عبدالرحمن بن محمد بن علي الهرفي ،جمع فيه آراء جملة من العلماء المحققين في أحكام المناسك ،وألفيته جمعا نافعا نوصي بالاستفادة منه ،وأشكر لأخينا الشيخ/عبدالرحمن الهرفي هذه الهمة وهذا الجهد المبارك ،وأوصيه بتقوى الله عز وجل ،ثم مواصلة طريق البحث فإن هذا هو العلم الحقيقي كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: والعلم إما بحث محقق أو نقل مصدق ،فجزى الله أخانا خير الجزاء وبارك فيه ونفع بجهوده وجعلها خالصة لوجه الله نافعة لعباد الله إنه سبحانه جواد كريم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء
الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ
الإهــداء
أهــــدي هذا الجـــامع
لشقيق نفسي وصنو روحي الأستاذ الأديب الشاعر
خالد بن عبد الله بن علي الغازي
جمعني الله وإياه على منابر من نور يوم القيامة... آمين.
مقدمة الطبعة الثانية
الحمد لله الذي فرض الحج على عباده المؤمنين وجعله ركن دينه القويم، والصلاة والسلام على سيد الناس أجمعين وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه الميامين تسليًما كثيرًا مزيدًا إلى يوم الدين، أما بعد:
فبعد أن منّ الله تعالى عليّ بإخراج الطبعة الأولى من كتاب: (الجامع لأحكام الحج والعمرة)، وانتشرت بين طلاب العلم -ولله الحمد والمنة- عزمت على إعداد الطبعة الثانية التي كنت قد وعدت بها.. وإن كان سبب ظهور الكتاب بطبعته الأولى هو سماحة والدنا وشيخنا الإمام القدوة عبد العزيز بن عبد الله ابن باز رحمه الله؛ حيث شجعني حين أرسل لي الجزء الخاص به؛ فإن سبب ظهور هذه الطبعة الثانية هو سماحة والدنا الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي الديار، فقد اتصل بي في أوائل شهر شوال من عام (1427هـ) وحثني على إكمال الكتاب، وذكر لي أنه قرأه مرتين، وأثنى خيرًا على ما قرأه.
وهذا من تواضعه - رفع الله قدره - وكمال خلقه، وحسن رعايته لأبنائه من صغار طلاب العلم. وقد حثني هذا التشجيع على العمل على إخراج الطبعة الثانية، والتي كنت قد انتهيت من أكثرها قبل ما يزيد على عام، ولكن ضعفت الهمة عن إخراجها، وانشغل البال بغيرها، فجزى الله سماحة الشيخ خير الجزاء على هذا التشجيع الأبوي الكريم.
مميزات هذه الطبعة:
وقد تميزت هذه الطبعة بالآتي:
1- تلخيص منسك الإمام النووي من كتاب الإيضاح في مناسك الحج والعمرة.
2- تلخيص منسك شيخ الإسلام ابن تيمية وفتاواه من المجموع، وشرح العمدة( )، وتتبعت ما نقله طلابه ومن جاء بعدهم ممن اعتنى بكلام الشيخ رحمه الله فنقلت ما جمعه ابن مفلح في الفروع، وابن عبد الهادي في اختيارات شيخ الإسلام، وبرهان الدين ابن القيم في اختيارات شيخ الإسلام، والبعلي في الاختيارات الفقهية، وانتقيت بعض ما نسبه المرداوي في الإنصاف للشيخ مما لم يذكره غيره أو فيه زيادة بيان( ).
تلخيص جميع ما وقع تحت يدي من كتب العلامة الفقيه المربي الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله في مسائل الحج والعمرة.
تصحيح الأخطاء التي وقعت في الطبعة السابقة.
اختصار التراجم؛ حيث وضعتُ لكل إمام ترجمة مختصرة تشتمل على اسمه ومولده ووفاته؛ وذلك مراعاة لكبر حجم الكتاب؛ فالهدف منه أن يستغني طالب العلم به عن غيره في حجه وعمرته.
طريقة العمل في هذه الطبعة:
طريقة التلخيص هي نفس الطريقة التي ذكرتها في مقدمة الطبعة الأولى؛ فأكتفي بذلك عن إعادتها هنا.
الطبعات التي اعتمدت عليها:
1- اعتمدت في تلخيص منسك الإمام النووي على شرح الإيضاح في مناسك الحج، والذي عليه حاشية العلامة ابن حجر الهيتمي، وتتميز هذه النسخة بأن الهيتمي عمدة فقهاء الشافعية المتأخرين، ومن مميزات شرحه للإيضاح: أنه إذا ذكر الإمام النووي كلامًا في المنسك وله كلام آخر يخالفه في كتبه المتأخرة -كالمجموع مثلاً- فإنه يشير إلى ذلك ويبينه.
أما الطبعة فهي التي طبعها نزار مصطفى الباز، بتحقيق عبد المنعم إبراهيم( ).
2- كتب شيخ الإسلام ابن تيمية:
أ- المنسك: اعتمدت على النسخة التي حققها أخي المفضال المحقق الشيخ على بن محمد العمران، وطبعها دار عالم الفوائد للأستاذ طلال الملوح، وفيها فروق عما في مجموع الفتاوى، وفروق بعضها مؤثرة في المعنى.
ب- الفتاوى: مجموع فتاوى شيخ الإسلام، الجزء السادس والعشرون.
ج- وأما شرح العمدة فأخذتها من طبعته الوحيدة، والتي حققها الدكتور صالح الحسن، وهي تقع في جزأين.
والذي كان يشغلني كثيرًا في الجزء الخاص بشيخ الإسلام هو معرفة القول المتقدم من القول المتأخر لشيخ الإسلام، ومن المعلوم أن العمدة من أوائل ما كتبه رحمه الله، والمنسك من آخر ما كتبه رحمه الله؛ كما قرره ابن عبد الهادي، ولكن بقي ما بين ذلك، فيحتاج لمزيد تأمل ونظر، ومعرفة بتاريخ التأليف.
3- كتب السعدي رحمه الله:
اعتمدت في الأصل على المجموع الذي أخرجه مركز صالح بن صالح الثقافي، فإذا وجدت نسخة أخرى محققة أحلت عليها وبينت أن النقل منها.
الطبعة القادمة إن شاء الله:
1- مقارنة ما رجحه الإمام النووي في المجموع وشرح مسلم بما ذكره في المنسك، وسأبذل قصارى جهدي على جمع باقي كلام شيخ الإسلام حول المناسك من عامة كتبه، وكذلك الإمام ابن القيم، وكذلك البحث عن مسائل المناسك فيما طبع مؤخرًا من كتب الشيخ محمد الأمين الشنقيطي. أما باقي الأئمة رحمهم الله فإن ما في المغني خلاصة آراء الموفق ابن قدامة، وقد جمعت كل ما وقع تحت يدي من كلام الشيخ السعدي، وما في مجموع الشيخ محمد بن إبراهيم هو كل ما وجد عنه، وما كتبه لي الشيخ ابن باز يعتبر آخر كلامه في الحج، وما في الممتع هو المعتمد من كلام الشيخ العثيمين رحم الله الجميع وغفر لهم.
2- لقد عزمت - بإذن الله تعالى - على إخراج منسك بعض المحققين من أهل العلم؛ حتى أشعر أن الكتاب قد حوى آراء جمع من العلماء المنتصرين للدليل الشرعي من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وكلام السلف الصالح رضي الله عنهم من مختلف المذاهب الفقهية، وبعد المشاورة بدأت في جمع منسك الإمام ابن عبد البر رحمه الله، وقد أضم إليه منسك الملا علي قارئ أيضًا، نسأل الله تعالى أن ييسر إكمالها وطبعها.
شكر وتقدير
بعد شكر الله تعالى أشكر سماحة شيخنا ووالدنا شيخ الحنابلة العلامة الفقيه عبد الله بن عبد العزيز ابن عقيل رعاه الله من كل مكروه على حنوه الدائم وتلطفه المتتابع على ابنه المحب فقد كان لتقريظه أكبر الأثر في نفسي، وأجدد الشكر والتقدير لسماحة والدنا الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي الديار على تشجيعه مرة تلو أخرى والذي توجه بهذا التقريظ، وأشكر الفقيه الشيخ صالح بن عبد الله الدرويش على حسن رعايته وتشجيعه حتى أتممت ترتيب الكتاب، ثم أشكر أخي فضيلة الشيخ عبد الله بن حمد الزيداني، على ما تكرم به من مراجعة القسم الخاص بسماحة الشيخ محمد بن صالح ابن عثيمين رحمه الله. وكذلك أشكر أخي فضيلة الشيخ أحمد حسان رعاه الله، الذي كانت له اليد الطولى في إخراج هذه الطبعة، فجزاهم الله تعالى خيرًا.
والحمد لله أولاً وآخرًا..
وكتبه راقمه
aalharfi@hotmail.com
الدمام: (24/10/1427هـ)
خطاب الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم فضيلة مدير مكتب الدعوة والإرشاد بالدمام وفقه الله لكل خير آمين. سلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
فقد وصلنا كتابكم الكريم رقم (22/1/1557) وتاريخ (24/1/1418هـ) وصلكم الله بحبل الهدى والتوفيق، واطلعت على ما جمعه الأخ في الله الشيخ عبد الرحمن بن محمد الهرفي من الاختيارات الصادرة مني في مسائل الحج والعمرة، وقد قرأتها كلها، وهي مائة وستون اختيارًا، وحررتها وأوضحت ما يحتاج إلى مزيد إيضاح أو بيان بعض الأدلة، وهي إليكم برفقه.
وأسأل الله أن يضاعف مثوبته، وأن ينفع بها المسلمين، وأن يوفقنا وإياكم وإياه لكل خير إنه سميع قريب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
مفتي عام المملكة العربية السعودية
ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء
(24/4/1419هـ)
خطاب الشيخ محمد المختار بن الشيخ محمد الأمين الشنقيطي
بسم الله الرحمن الرحيم
صاحب الفضيلة أخي في الله الشيخ عبد الرحمن بن محمد الهرفي حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد:
فإني أشكر لفضيلتكم على حسن ظنكم بي، وطلبكم مني قراءة ما جمعتموه من اختيارات الوالد الشيخ محمد الأمين رحمه الله، وقد قرأته رغم كثرة المشاغل، وقد حرصت أن أبين لفضيلتكم رأيي فيما أظن أنه لا يعد اختيارًا للشيخ رحمه الله، وأسكت عما تبين لي أنه اختيار له أو ما يظهر لي أنه اختيار له، وذلك فيما لو قال: الظاهر لي، أو التحقيق، أو الراجح، أو الصحيح، ونحو ذلك، أو ما جزم فيه بحكم ولم ينسبه لأحد، أو للإجماع، أو للاتفاق، ثم إني أعتذر عن إبداء الرأي في المسائل الإحدى عشرة لاشتغالي عن البحث فيها، وفي الختام أرجو الله عز وجل أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه، وأن يجزل لفضيلتكم المثوبة على ما قمتم به من جمع اختيارات بعض الأئمة الأعلام فيما يتعلق بالحج والعمرة، بمن فيهم الشيخ الوالد رحمهم الله جميعًا، وليعلم الناظر في هذه السطور أنه لا مانع عندي أنا وأخي الدكتور عبد الله -وفقه الله- من قيام فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن محمد الهرفي من جمع اختيارات والدنا المرحوم فضيلة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي، والقيام بطبعها، وفق الله الجميع.
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
محمد المختار بن الشيخ محمد الأمين الشنقيطي
(20/6/1420هـ)
خطاب الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
حفظه الله تعالى
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته وبعد: قد نظرت في المجموع فوجدته والحمد لله مفيدًا وفيه خير كثير، ولي عليه الملاحظات المدونة على الغلاف.
محبــــكم:
صالــــــــح الفـــــوزان
(16/3/1422هـ)
مقدمة الطبعة الأولى
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد:
فما زلت منذ بضع سنين وأنا أعيد النظر في هذا الجامع الذي تراه بين يدك في هذه الحلة، أقدم رِجلاً وأُأَخر أخرى، فأنا حريص كل الحرص على نشر هذا السفر؛ لما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاث:...أو علم ينتفع به..)( )، ولما ظهر لي من حاجة المتصدين للفتوى وتعليم الناس في الحج لمثله؛ حيث إن كثيرًا منهم يحمل معه عددًا من المراجع للوقوف على أقوال العلماء المعتبرين في مسائل الحج، فأحببت أن أجمع لهم أقوال عدد من أهل العلم في سفر واحد.
وقد بدأت العمل في هذا الجامع منذ التحاقي بوزارة الشؤون الإسلامية؛ حيث إنني التحقت بها في بداية موسم الحج لعام ألف وأربعمائة وستة عشر للهجرة، فوقفت على حاجة طلبة العلم لمثل هذا الكتاب.
ومن تلك السنة وأنا أجمع وأدون ما يقع تحت يدي من كتب أهل العلم في الحج، ثم رأيت الاقتصار على عدد منها، وانتقيت منها ما ستراه إن شاء الله.
وكانت أول مجموعة لخصتها هي الخاصة بسماحة والدنا الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز؛ فأرسلتها لسماحته في شوال عام ألف وأربعمائة وثمانية عشر، ولما طال جواب الشيخ يئست من رده؛ خاصة مع علمي بكثرة مشاغله وأعماله التي نذر نفسه لها، ثم بُشِّرت بوصول جوابه -جزاه الله خيرًا ورفع منزلته- في ربيع الثاني للعام الذي يليه؛ فسررتُ بجوابه، وعزمت من وقتها على إكمال مشوار الجمع في الحج.
ثم أرسلت ما لخصته من كلام العلامة الفقيه الشيخ محمد الأمين الشنقيطي لابنه فضيلة الدكتور محمد المختار الشنقيطي، وبعثت نفس الجزء لفضيلة الشيخ الدكتور خالد بن عثمان السبت؛ فتفضلا بمراجعته، جزاهما الله عني وعمن ينظر في هذا الجامع خير الجزاء.
وأرسلت الجزء الخاص بسماحة الشيخ محمد ابن عثيمين للأخ محمد الذياب، صاحب (توجيه الراغبين إلى اختيارات الشيخ ابن عثمين)، فراجعه أحسن الله إليه.
وبقي البحث على هذا، وأنا أكرر النظر فيه عامًا بعد عام، ثم إنني بعثت به في صفر عام ألف وأربعمائة واثنين وعشرين للهجرة لشيخنا معالي الشيخ صالح بن فوزان الفوان -وفقه الله- فبقي عنده أربعة وعشرين يومًا، ثم أعاده لي وقد راجعه كاملاً مراجعة دقيقة؛ فجزاه الله عني وعمن ينظر في هذا الجامع خير الجزاء، وقد سجل معاليه ملحوظات على طُرَّة الكتاب أصلحتها كلها بحمد الله، وله تعليقات في بعض المواضع، ولكن معاليه لم يطلع على تراجم أصحاب الفضيلة العلماء رحمهم الله.
وما زلت أعيد النظر فيه، ثم في أوائل عام ألف وأربعمائة وخمسة وعشرين بعثت به للإخوة الفضلاء في (دار الصديق)، الذين أعادوا صفه ومراجعته كذلك احتسابًا للأجر من الله تعالى، فجزاهم الله عني كل خير.
وقد بقي لسنوات في الشبكة العنكبوتية، ينظر فيه الناس، وذكر لي غير واحد أنه طبعه كاملاً أو أجزاء منه ووزعه في بلاده، فسرني ذلك، وبلغتني بعض الملحوظات النافعة ممن قرأه في الشبكة.
وبعد أن شارك هذا العدد المبارك في مراجعته عقدت العزم على نشره، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وكان عملي في هذا الجامع على وفق التالي:
أقرأ الكتاب المراد تلخيصه مرة أولى، وأسجل الفوائد التي أراها مناسبة على هيئة فقرات لتظهر كل مسألة على حدة، وأحرص على المحافظة على صيغة كلام المؤلف.
أعيد قراءة الكتاب نفسه مرة أخرى، مع النظر فيما كتبت سابقًا، وأصلح ما أراه خطًا، وأكمل ما تركته سهوًا.
ثم أنتقل لباقي الكتب، وأعمل فيها ما عملته في الأول.
ثم أعود للكتب مرة أخرى وأصلح ما وجدته من خلل، وأكمل النقص، وأقل كتاب من هذه الكتب قرأته أربع مرات وأكثرها سبع مرات.
وأحرص على إظهار ما يدل على أن هذا رأي العالم؛ كقوله: (الراجح) أو (الصحيح) أو (هذا الذي يقتضيه النظر) أو (الأقرب) أو (الأظهر)، ونحو ذلك من العبارات، فأُثبتها في أول الكلام غالبًا.
وعمدت إلى ترك الأدلة إلا فيما ندر؛ وذلك للاختصار، ومن أراد الدليل وعلة الترجيح فعليه مراجعة الكتاب المنقول عنه.
وأكتب بعد كل فقرة رقم الصفحة التي نقلت عنها.
وراعيت في التلخيص ترتيب الكتاب المنقول عنه، ولم أنظر لترتيب المسائل، ولكن راعيت ذلك في الفهرس.
ثم عمدت إلى تخريج الأحاديث تخريجـًا يسيرًا، مع محاولة نسبة الحديث لمن أخرجه، وذكر حكم أحد العلماء على الحديث إن وجدته.
ثم عمدت إلى كتابة الفهرس لهذا العمل، وهذا هو لـُبُّ الجامع، وفيه تكمن الفائدة من هذا العمل، فالجامع بدون الفهرس الدقيق للمسائل صعب المنال على كاتبه فكيف بغيره؟! فرتبت الفهرس على المسائل العامة في الحج، وتحت كل مسألة عامة ما يندرج تحتها من المسائل، وأشير إلى اختيار كل عالم بحسب رقم المسألة، وهو الرقم الذي على اليمين كما ستراه.
1) انتقيت عددًا من الكتب، حيث وجدت طلبة العلم يراجعونها أكثر من غيرها، ولكن قصرت بي همتي فاقتصرت على ستة منها فقط، وهي: المغني للإمام الموفق ابن قدامة، وزاد المعاد للإمام ابن القيم، وأضفت إليه تهذيب سنن أبي داود، ومجموع فتاوى العلامة مفتي الديار سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم، وأضواء البيان للعلامة الفقيه الشيخ محمد الأمين الشنقيطي- وما أدراك ما أضواء البيان!- ومجموع فتاوى العلامة مفتي الديار سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، والممتع للعلامة الفقيه الشيخ محمد ابن عثيمين رحمهم الله جميعًا. وأما الكتب التي قصرت بي همتي عن إكمالها فهي: المنسك للإمام النووي، والمنسك للشيخ السندي( )، والمنسك والفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية، وإن كنت قد قطعت شوطًا كبيرًا في تلخيصها، ولكن عزمت بحول الله وقوته على أن أخص شيخ الإسلام بتلخيص جميع آرائه في الحج من كل كتبه، ولعلي أكمل ما بقي في طبعة قادمة إن شاء الله.
أما الطبعات التي نقلت عنها فهي:
1) المغني لابن قدامة - تحقيق: معالي الأستاذ الدكتور: عبد الله التركي، والدكتور: محمد الحلو - هجر للطباعة والنشر - الطبعة الأولى (1408هـ).
2) زاد المعاد - تحقيق: شعيب الأرنؤوط وعبد القادر الأرنؤوط - مؤسسة الرسالة - الطبعة الرابعة عشرة (1410هـ).
3) تهذيب سنن أبي داود بحاشية عون المعبود - المكتبة السلفية بالمدينة المنورة - الطبعة الثانية (1388هـ).
4) فتاوى ورسائل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - جمع: محمد بن عبد الرحمن بن قاسم - مطبعة الحكومة - الطبعة الأولى (1399هـ).
5) منسك الإمام الشنقيطي - جمع: أ.د. عبد الله الطيار ود. عبد العزيز الحجيلان - دار الوطن - الطبعة الأولى (1416هـ).
6) مجموع فتاوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - إعداد: أ.د.عبد الله الطيار، وأحمد ابن باز - دار الوطن - الطبعة الأولى (1416هـ).
وأنبه هنا على أمر مهم ألا وهو: أن سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله أعاد طباعة ما أرسلته له من جديد، فيكون ما نشر في الجامع آخر ما كتبه سماحته، ومما قاله في خطابه الذي أرسله: (وحررتها وأوضحت ما يحتاج إلى مزيد إيضاح أو بيان بعض الأدلة)، وهناك فروق بين نسخة فضيلة الدكتور عبد الله الطيار وأحمد ابن باز، وكذلك نسخة معالي الدكتور محمد الشويعر، وأكثر الفروق كانت زيادات توضيحية أو معلومات جديدة، وليس فيها أي ترجيحات علمية مختلفة، وذكرت ذلك للتنبيه.
7) الشرح الممتع على زاد المستقنع - محمد ابن عثيمين - مؤسسة آسام - الطبعة الأولى (1416هـ).
وبقي أمر كنت أقلب فيه النظر، ألا وهو العنوان المناسب لهذا الكتاب، ثم استقر الرأي بعد المشورة على تسميته بـ: (الجامع لأحكام الحج والعمرة).
شـكر وتقديــر
أكرر شكري وتقديري وخالص الدعاء لكل من ساهم في إخراج البحث، وأخص بالشكر هنا اثنين: أما أولهما: فأخي الأستاذ خالد بن عبد الله الغازي، الذي شهد مولد الكتاب، وما زال معي يرعاه حتى خرج. وأما الآخر: فهي زوجتي أم محمد، التي هيأت لي الجو المناسب للبحث، وقامت بمراجعة الفهارس كلمة كلمة، ومطابقة كل مسألة على أصلها، وبيان المسائل التي لم أفهرسها؛ مع رعايتها لأبنائي -أصلحهم الله- ومع ما يشغل الزوجة من أعمال الدار، وفوق ذلك كانت حاملاً ببنيتي الصغرى. فكتب الله لهما الأجر والمثوبة وأحسن إليهما... آمين.
والله أسأل أن يجعله من الأعمال الخالصة لوجهه الكريم، وأن يتقبله، وأن يجزي كاتبه ومن أعان على نشره كل خير وبر وإحسان عاجل وآجل.
وكتبه راقمه:
عبد الرحمن بن محمد بن عليّ الهرفيّ
الداعية بوزارة الشؤون الإسلامية
والأوقاف والدعوة والإرشاد
aalharfi@hotmail.com
الدمام (1/12/1422هـ)