منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 الفصل الحادي عشر: الأشهر الحاسمة للانقلاب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الفصل الحادي عشر: الأشهر الحاسمة للانقلاب Empty
مُساهمةموضوع: الفصل الحادي عشر: الأشهر الحاسمة للانقلاب   الفصل الحادي عشر: الأشهر الحاسمة للانقلاب Emptyالثلاثاء 27 أغسطس 2013, 10:57 pm

الفصل الحادي عشر: الأشهر الحاسمة للانقلاب
سبتمبر ـ أكتوبر ـ نوفمبر ـ ديسمبر
أدى الصدام الأول إلى توجيه ضربة شديدة للطبقة الإقطاعية، وانهيار الأسس الاقتصادية التي كانت تستند إليها.
 أمَّا الصدام الثاني فقد بدأ مبكراً، مع الأحزاب والتنظيمات السياسية، على مراحل زمنية مختلفة، انتهت إلى الصدام مع الإخوان المسلمين.
صدر بيان من القيادة العامة، يوم 31 يوليه 1952، جاء فيه:
 "والجيش، وقد كان أول الهيئات العاملة على تطهير صفوفه، وتسليم قيادته لأيد أمينة، صالحة نزيهة، يرى أن يقوم الجميع بهذا العمل، كل في صفوفه، على أن يكون التطهير كاملاً، يتناول الأداة الحكومية والأحزاب والهيئات، من دون أي تأخير أو تسويف".
 ثم يقول البيان، "كما يرى الجيش أن تعلن الأحزاب، والهيئات المسؤولة، للشعب برنامجاً واضح المعالم، حتى يكون الشعب على بينة من أمره".
وجاء هذا البيان المبكر صدمة لقادة الأحزاب، الذين هرعوا إلى مجلس القيادة، في الأيام الأولى، يؤدون التحية ويعلنون الولاء.
 وأصابهم لفظ (التطهير) بهزة شديدة، أعطت لحركة الجيش فرصة التسرب، إلى صفوفهم، وإغراء العناصر الضعيفة، أو المترددة بينهم، وتمزيق وحدة أحزابهم.
وأصدرت الحركة بياناً، في 11 أغسطس.
وهو البيان الذي تناقض مع بيان علي ماهر، الذي أُذيع في اليوم نفسه، ولم يحدد موعداً لإجراء الانتخابات.
وقد جاء في بيان القيادة العامة ما يلي:
"تم الاتفاق مع رئيس الحكومة، من قبل، على أن تُجرى الانتخابات في شهر فبراير، لإعطاء فرصة كافية للحكومة لتطهير أداتها، والأحزاب لتطهير صفوفها، تطهيراً كاملاً شاملاً حتى تنعم البلاد في ظل الدستور بحكم نيابي سليم".
إلغاء الدستور وحل الأحزاب
هكذا أظهرت حركة الجيش أنها حريصة على الدستور والانتخابات. ولكنها احتفظت، في يدها، بمفتاح الموقف وهو (التطهير).
 ولم تستجب الأحزاب لهذه الدعوة لحساسية تطبيقها، ومن ثم بادر سليمان حافظ، بإعداد مشروع قانون، لتنظيم الأحزاب السياسية، عارضه الدكتور عبدالرازق السنهوري، من جهة المبدأ، معارضة شديدة، في بداية الأمر، بدعوى أن العرف الدستوري لتنظيم الأحزاب ترك الأمر لها.
ولكنه أمام إلحاح سليمان حافظ، وإقناعه لضباط مجلس القيادة.
أقر المشروع، بشرط ألا تتدخل الإدارة إلا عند الضرورة لتحقيق أغراض القانون، وأن يكون تدخلها تحت رقابة مباشرة، من القضاء الإداري، بمجلس الدولة.
وما أن تولى محمد نجيب رئاسة الوزراء، حتى صدر قانون تنظيم الأحزاب، في 9 سبتمبر 1952.
ونص على أن المقصود بالحزب السياسي كل حزب، أو جمعية أو جماعة منظمة، تشتغل بالشؤون السياسية للدولة، الداخلية منها أو الخارجية، لتحقيق أهداف معينة، عن طريق يتصل بالحكم.
وقضى القانون بأن من يرغب في تكوين حزب سياسي، عليه أن يحيط بذلك وزير الداخلية، بخطاب موصى عليه بعلم الوصول.
ولوزير الداخلية حق الاعتراض على تكوين الحزب، خلال شهر من تاريخ إخطاره، وفي حالة الاعتراض، يُعرض الأمر على محكمة القضاء الإداري، لتفصل في جلسة تحدد، بعد أسبوعين، من وقت تقديم الاعتراض.
 كما ألزم القانون الأحزاب بإيداع أموالها في البنوك، كما نص على أن تعيد الأحزاب القائمة تكوينها، وفقاً لأحكامه.
وكان صدور القانون بمثابة خطوة نحو محاصرة الأحزاب، وإخضاعها لسلطة الجيش، الممثلة في وزير الداخلية. كما أنه كان بداية لصدام، بين القوى السياسية المختلفة، وحركة الجيش.
وقد صحب صدور القانون، حملة اعتقالات السياسيين، في اليوم السابق على تشكيل محمد نجيب لوزارته، التي أصدرت القانون، في اليوم التالي لأدائها اليمين، أمام مجلس الوصاية.
لم يكن لهذا القانون نظير في الدول الديموقراطية.
وإن كان فتحي رضوان قد صرح للصحف، في معرض الدفاع عنه، بأن له نظيراً في العراق وألمانيا الغربية.
وهما دولتان لم يكونا، في ذلك الوقت، نموذجاً للديموقراطية، لخضوعهما، بعد الحرب العالمية الثانية لنفوذ الإمبريالية العالمية الحريصة على عدم ظهور أحزاب معادية لها.
كانت الدعوة إلى التطهير فخاً، وقعت فيه الأحزاب، وظهرت النزعات الفردية، بين صفوفها على أسوأ ما يكون، بخاصة بين شخصياتها القيادية.
وخلال هذه الفترة، اهتزت أسماء كثيرة، كانت تلمع، في سماء الحياة السياسية، قبل ثورة 23 يوليه.
وبادر بعضها إلى الاتصال برجال الجيش، بصورة جعلت جمال عبدالناصر يعبر عنها، فيما، بعد في كتاب (فلسفة الثورة) بقوله: "كل رجل قابلناه لم يكن يهدف إلا إلى قتل رجل آخر".
التنافس يعلن على صفحات الجرائد، بين إبراهيم عبدالهادي، وحامد جودة، لرئاسة حزب الهيئة السعدية.
 ثم ينشط سامح موسى، وشوكت التوني، ويعلنان فصل الاثنين من الحزب السعدي.
والوفد يصدر قراراً بفصل عدد من أعضائه، الذين أحاطت بهم الشبهات، من دون تحقيق.
وكأنه يتجاوب بذلك مع دعوة التطهير.
وكان أبرزهم محمود عبداللطيف، الذي كان وزيراً للشؤون الاجتماعية.
صرح مصطفى النحاس بأنهم سيبعدون المعتقلين، عن تنظيمات الوفد الجديد.
وأرسل فؤاد سراج الدين، من المعتقل، استقالته من الوفد، ومن مجلس الشيوخ، قال فيها للنحاس: "أنني أستقيل إخلاصاً للوفد ولشخصكم".
وتنفيذاً لقانون الأحزاب أصدر الوفد برنامجه، في 21 سبتمبر 1952، باعتباره "هيئة سياسية ديموقراطية اشتراكية لتحقيق الاستقلال والوحدة.
ورفض جميع صور الدفاع المشترك" ونص البرنامج على ما يأتي:
التمسك بعروبة فلسطين.
دعـم مجموعة الدول الإفريقية والآسيوية، وتأييد سياستها، في الدفاع عن قضايا الحرية.
إقرار حد أدنى للأجور عموماً، وللعمال الزراعيين خصوصاً.
صدور قانون معاقبة الوزراء.
صدور قانون التأمين الاجتماعي للعمال وتعميمه.
استصدار قانون تأمين صحي للعمال، وأفراد أسرهم.
تجديد القرية المصرية، خلال عشرين عاماً.
الانتهاء من تعميم المياه الصالحة للشرب، خلال خمس سنوات، طبقاً لمشروع وزارة الوفد، الذي أقرته عام 1951.
جعل التعليم الديني إجبارياً.
تحريم الخمر والميسر.
الموافقة على مشروع تحديد الملكية، باعتباره يهدف للعدالة الاجتماعية، ويقرب بين الطبقات.
يلاحظ أن البرنامج كان وضع خطوطاً إستراتيجية عريضة، للسياسة الداخلية والخارجية، تتجاوب مع مشاعر الجماهير، وتوجهات الجيش.
ومن ثم هاجمت بعض الصحف البريطانية الوفد.
واتهمت مصطفى النحاس بالتطرف.
ويلاحظ، كذلك، أن هذا هو أول برنامج مكتوب للوفد، الذي كان يبني سياسته، على أساس بيانات مؤتمراته الوطنية، التي عُقدت سنوات 1928، 1935، 1943، وعلى ما يرد، في خطب عيد الجهاد الوطني، 14 نوفمبر".
وعلى الرغم من صدور هذا البرنامج الوطني التقدمي للوفد، فإن سليمان حافظ أصر على ملاحقة مصطفى النحاس، ومحاولة إبعاده عن موقعه.
 وفي ذلك قال للدكتور محمد صلاح الدين، وزير الخارجية السابق، وهو يحاول الاستفسار منه، عن موقفه من الوفد، ورئاسة مصطفى النحاس له: "إن لدى الوزارة أسباباً خطيرة للاعتراض عليه، أمام مجلس الدولة". 
وعندما شاع هذا الموقف، المضاد لمصطفى النحاس، بادر بإصدار البيان التالي:
"أنني أعد نفسي دائماً ملكاً للشعب.
وقد كانت ثقتي في الشعب، وثقته في شخصي، طوال حياتي السياسية، عوني على الشدائد، وظهيري في العيش.
وسأظل، ما بقي من عمري، ملكاً لهذا الشعب الوفي، ولن تستطيع قوة أن تنحيني عن هذه المكانة، بعد الله جلت قدرته إلا الشعب دون سواه، والله ولي التوفيق".
أصر أعضاء الوفد على رئاسة مصطفى النحاس.
 ولعبت جريدة (المصري) دوراً بارزاً في الدفاع عنه، وكتب أحمد أبو الفتوح سلسلة مقالات طويلة، دفاعية عن مصطفى النحاس، معتبراً أن محاولة هدمه هي محاولة لتحطيم كفاح الشعب ضد الاستعمار. ووصلت معارضة القانون إلى الذروة عندما صدر البيان التالي، يوم 17 سبتمبر.
" نظراً لما صح، في يقين الوفد المصري، من أن المقصود هو محاربة الوفد، ومحاولة هدمه، والتخلص منه، قرر الوفد المصري، بإجماع الآراء، بجلسته المنعقدة يوم السبت 27 سبتمبر 1952، ألا يقدم، إلى وزير الداخلية، إخطاراً بإعادة تكوينه".
توقيعات:
مصطفى النحاس، عبدالسلام فهمي جمعة، علي زكي العرابي، عبدالفتاح الطويل، أحمد حمزة، محمد محمد الوكيل.
وزراء سابقون:
إبراهيم فرج، عبدالمجيد عبدالحق، محمد صلاح الدين، عبدالجواد حسن.
كان هذا هو أقصى ما وصل إليه الوفد، في نضاله ضد قانون تنظيم الأحزاب. ولكنه موقف لم يستمر طويلاً لعدة أسباب:
أولاً:
كان مصطفى النحاس قد تجاوز السبعين من عمره.
ولم يعد، في توهجه القديم، وقدرته على النضال، التي عُرف بها، يوم كان يجذب حكمدار البوليس، من فوق حصانه، وينام على أرصفة المحطات.
ثانياً:
أحاط بمصطفى النحاس بعض عناصر، تتخذ المهادنة سبيلاً لها، ومن ثم أفقدت الوفد الصلابة الضرورية.
وكان من أكثرهم تأثيراً عليه، في هذه المرحلة، عبدالسلام فهمي جمعة، والدكتور طه حسين.
ثالثاً:
تجمد الوفد وعدم تجديد قياداته بعناصر شابة.
وكان معظم أعضائه، في ذلك الوقت، من الباشاوات، الذين تجاوزوا الخامسة والستين، وهم : سيد بهنسي، ومحمد المغازي، وفهمي حنا، وعبدالسلام جمعة، وعبدالفتاح الطويل، وعلي زكي العرابي، وعثمان محرم، ومحمد سليمان الوكيل وأحمد حمزة.
ولم يكن هناك أقل، من هذه السن، إلا محمود سليمان غنام، وفؤاد سراج الدين، الذي كان، في هذه الفترة، خلف قضبان السجون.
وقد شعر النحاس بهذه الحقيقة، فور اعتقال فؤاد سراج الدين، فضم إلى الوفد: محمد صلاح الدين، وإبراهيم فرج، الذي عُين سكرتيراً مؤقتاً، لحين الإفراج عن سراج الدين، الذي لم تقبل استقالته. 
رابعاً:
عدم توافر الانضباط الحزبي الكامل، في صفوف الوفد، الذي اعتاد، منذ تكوينه، على أن يضم الجماهير، من مختلف الاتجاهات، في شكل جبهة. وعندما يحرم من فرصة الاتصال العلني، مع الجماهير، فإنه يعجز عن الاتصال بها، وتحريكها بوسائله التنظيمية.
خامساً:
الدعاية المركزة، ضد الأحزاب عموماً، والوفد خاصةً، والتي أسهمت فيها، بقدر كبير، أخبار اليوم، مما جعل كثيراً من الناس يتطلع إلى الحكم الجديد، ليوقظهم من المظالم، التي عاشوا فيها.
كان رأي النحاس "أن الجيش يشبه (وابور الزلط)، لا شئ يقف أمامه، إلا ما هو أقوى منه. وهذه القوة، هي قوة شعب مؤمن بالديموقراطية والدستور".
وقد اهتز هذا التصور كثيراً، في عهد الملك، بسبب كثرة انتهاكات الدستور، التي ارتكبها.
 وأسهمت فيها أحزاب الأقلية والعناصر المستقلة، من أمثال أحمد زيور، وإسماعيل صدقي، وعلي ماهر.
 ومن ثم افتقد الوفد القوة اللازمة، لمجابهة تصرفات حركة الجيش.
وبدأت مرحلة التراجع.
واستدعى مصطفى النحاس، أحمد أبو الفتح، رئيس تحرير المصري، وأملى عليه مقالاً، نشره يوم 6 أكتوبر، أبدى فيه حرصه على ضرورة وجود الوفد، مهما كان الأمر يتعلق بشخصه.
وجمع أعضاء الوفد ليسلمهم أمانته.
 وصدر بعد ذلك بيان يقول:
"رعاية لما أبداه الرئيس الجليل، مصطفى النحاس، وأصر عليه من أن الحالة أصبحت لا تمكنه، من مباشرة أعباء الرئاسة الفعلية، ومقتضياتها، بعدما احتمل الكثير، في سبيل الدفاع عن القضية الوطنية، في الثلاثين سنة الماضية؛ فإن الوفد المصري، إذ ينزل مضطراً، إزاء إصراره على رغبته، وإذ يقرر جعله رئيس شرف له، مدى حياته الطويلة المباركة، إن شاء الله، يستلهم منه التوجيه.
ويستمد من إخلاصه إخلاصاً، ومن قوته ووطنيته وصلابته، في الحق، سراجاً منيراً.
 ويقرر أنه سيمضي، في مستقبل أيامه، على نهجه الواضح، وطريقه المستقيم، وخطته القوية، التي رسمها لتحرير الوادي، معتبراً إياه، ركنه الركين، وحصنه الحصين، ومرجعه في الملمات".
توقيعـات:
عبدالسلام فهمي جمعه، علي زكي العرابي، عبدالفتاح الطويل، محمد محمد الوكيل، أحمد حمزة.
وقدم الوفد إخطاره إلى وزير الداخلية، تنفيذاً لقانون تنظيم الأحزاب السياسية.
وجعل مصطفى النحاس، رئيساً فخرياً له.
وبذلك تنحى عن رئاسة الوفد الفعلية، وقدم عبد السلام فهمي جمعة إخطار إعادة تكوين الوفد، إلى وزير الداخلية.
هز هذا البيان عواطف جانب كبير من الجماهير، شعرت أن رجلاً، ارتبطت به مسيرتها، سنوات طويلة، كانت مثالاً للوطنية والنزاهة، يُنتزع منها، رغم إرادتها، فذهبت المظاهرات تطوف بمنزله، وتهتف، "لا وفد بدونك يا نحاس".
وكتب أحمد أبو الفتح، في المصري، يقول: "الشعب الذي يحبك يقول: عاش النحاس، زعيم الشعب" وأما أنا فأقول: "لن يكون هناك وفد، إلا برئاسة مصطفى النحاس".
ونشر النحاس، بعد ذلك بيومين، بياناً بمناسبة ذكرى إلغاء معاهدة عام 1936، في 8 أكتوبر، قال فيه: "جاءت حركة الجيش التحررية صورة حية رائعة لصحوة الشعب، وقدرته على مواجهة استبداد المستبدين، وطغيان المستهترين العابثين؛ فدارت عليهم الدوائر، وباء عهدهم.
وتطلعت البلاد إلى عهد جديد من العدالة المطلقة، والحرية الشاملة".
ولكن هذه الكلمات لم تجد صدى عند مجلس القيادة، ولم يتحقق أي نوع من اللقاء الفكري، أو العاطفي، بينهم وبين الوفد.
وعلى الرغم من أن محمد نجيب كانت له صلات مع الوفد، وجمال عبدالناصر كثيراً ما دافع عن مسلك الوفد، في وزارته الأخيرة.
وكان يوسف صديق، وخالد محيي الدين، كانا متعاطفين معه، إلا أن إغراء السلطة، والدور الذي قام به سليمان حافظ لهدم الوفد، والذي قاومه جمال عبدالناصر، وبعض الزملاء، في مراحله الأولى، مقاومة بدأت ملحوظة، ثم أخذت تفتر، أمام تراجع الوفد وعدم صلابته وعجزه عن تحريك جماهيره.
كل هذا حدد الموقف تماماً.
وانتهى الأمر إلى اعتراض وزير الداخلية، يوم 8 نوفمبر، على رئاسة مصطفى النحاس الشرفية للوفد. وكذلك اعترض على اسم عبدالفتاح الطويل كمؤسس.
وكان وزير الداخلية قد تلقى إخطارات تكوين 16 هيئة وحزباً، هي: "هيئة الوفد، والإخوان المسلمين، وأحزاب السعدي، والأحرار الدستوريين، والعمال، والعمال والفلاحين، والاشتراكي، والوطني الجديد، والفلاح الاشتراكي، والكتلة الوفدية، والديموقراطي، وحزب الله، وثلاثة أحزاب نسائية هي بنت النيل، والنسائي، والنسائي الوطني".
واعترض سليمان حافظ، إلى جانب اعتراضه على مصطفى النحاس، وعبدالفتاح الطويل، على إبراهيم الدسوقي أباظه، سكرتير عام حزب الأحرار الدستوريين، كما اعترض على كل من الحزب الديموقراطي، والحزب الجمهوري، لأنهما كانا يناديان بتطبيق النظام الجمهوري.
عُرضت هذه الاعتراضات على مجلس الدولة، في نهاية نوفمبر 1952، واتخذ بعضها شكل مظاهرة، داخل المحكمة، عندما احتشد خمسون محامياً، من الإسكندرية، يترافعون عن عبدالفتاح الطويل.
سرت الاعتراضات، بين كافة الأحزاب.
وجعلت الأحزاب المناضلة، ضد الاستعمار، تقف مع غيرها من الأحزاب في صف واحد.
 ولم تفرق حركة الجيش بين اتجاهات الأحزاب الرجعية، والتقدمية، وتمثيلها الطبقي.
كانت الفضيلة الوحيدة لقانون تنظيم الأحزاب، هي أنه تسبب في ظهور البرامج المكتوبة والمعلنة لهذه الأحزاب، والتي عبرت عن طبيعة دورها، في المجتمع؛ فالحزب السعدي، مثلاً، نادي، في برنامجه، بالعمل على "تحويل رؤوس الأموال المصرية الراكدة إلى ميدان الاستغلال الصناعي والتجاري، والاستعانة برؤوس الأموال الأجنبية، في حدود، تتفق مع مصالح البلاد".
وهكذا وجدت الجماهير الفرصة سانحة أمامها لاختيار الحزب، الذي يعبر برنامجه عن أهدافها.
وبدأ الأمر يتضح، يوماً بعد يوم.
لا يمكن أن تسلك حركة جيش طريق الديموقراطية الليبرالية؛ لأنها لا تضمن الانتصار، أو الاستمرار فيه. وأخذ سليمان حافظ يصدر تشريعات، تمهد للحركة سلطة مطلقة، إذ أعطى حق إقالة الموظفين، عن غير الطريق التأديبي، وحرمان القضاة المعزولين من معاشهم أو مكافآتهم.
وإحالة جرائم الإصلاح الزراعي للمحاكمة العسكرية، مع رفع عقوبة الإشاعات.
وكانت الحركة قد بدأت ممارسة تطبيق شعار (التطهير)، عن طريق تكوين لجان، شُكلت، بمقتضى قوانين خاصة، من نوعين: أولهما إداري ذو صيغة قضائية، على رأسها قاضٍ، وفي عضويتها أحد رجال النيابة العامة، لفحص حالات موظفي الدولة، وفصل من يستحق الفصل منهم.
أما الثانية فكانت لجاناً قضائية، يرأسها مستشار، وبعضوية اثنين من كبار رجال القضاء، في الأعمال الحكومية، وإحالة المسؤولين عنها إلى المحاكم الجنائية، أو الإدارية حسب الأحوال.
وأثار سليمان حافظ مشكلة أن اللجان الأولى، تسير في عملها بسهولة أما اللجان الثانية، فكانت تصطدم بأن كثيراً من الوزراء السابقين، كانت تقع عليهم المسؤولية الجنائية، أو السياسية.
وهؤلاء لا يمكن الوصول إليهم، لأن الدستور يحميهم من القضاء العادي، وجعل لهم محكمة خاصة، لا ترفع أمامها الدعوى، إلا بقرار من مجلس النواب.
وهكذا كان التطهير يصل إلى صغار الموظفين ولا يصل إلى الوزراء.
ولم يجد سليمان حافظ حلاً إلا في إلغاء الدستور، الذي يستند إليه هؤلاء، في تهربهم من المحاكمة.
ووافق ذلك، ظهور عدة مقالات، في الصحف، تهاجم دستور 1923.
وألقى علي ماهر محاضرة يوم 14 نوفمبر، قال فيها، إنه يرجو "أن نواجه حياتنا السياسية بدستور، يتجنب تخلف دستور 1923، عن مسايرة الديموقراطية الحرة، في تطورها".
ويقول محمد نجيب: "إن بعض أعضاء المجلس قاوموا هذا الاتجاه.
ولكن مقاومتهم ضعفت، أمام إلحاح سليمان حافظ، وشهوته الجامحة، في الوصول إلى محاكمة بعض الوزراء.
وتوافق نغم هذا الطلب مع رغبة بعض أعضاء المجلس، الذين كانوا يهدفون إلى تولي السلطة وحدهم".
ويقول سليمان حافظ في مذكراته:
"وانعكس صدى الضجة العنيفة، التي أثارها الوفد، على مجلس القيادة.
فنشب خلاف شديد، بيني وبين جمال عبدالناصر، وعبدالحكيم عامر، ويوسف صديق، أصررت فيه على تنفيذ قانون الأحزاب، تنفيذاً، تعدل فيه الصرامة المنصفة، وصممت أذني عن سماع أي كلام آخر، في هذا الموضوع.
ومن الحق أن أذكر أن محمد نجيب، وجمال سالم، وصلاح سالم، وكذلك أنور السادات، إن لم تخني ذاكرتي، كانوا في هذا الخلاف من جانبي.
ثم يقول سليمان حافظ:
أن محمد نجيب وجمال عبدالناصر زارا مصطفى النحاس، زيارة مجاملة، أيام اشتداد المعركة "بيني وبين الأحزاب عامة، والوفد بصفة خاصة.
ثم حاول نجيب أن يبرر لي هذا التصرف، بقوله: "إن هذه الزيارة لم تكن إلا محاولة لكسر محور تآلف، بين الوفد والشيوعية، فلم اقتنع بهذا العذر".
قال جمال عبد الناصر لأحمد فؤاد في هذه الفترة، وهو يحدثه عن أهمية الديموقراطية: "يظهر إن إحنا لازم نعمل انقلاب تاني، علشان الديموقراطية".
ولم تخمد أصوات الاحتجاج على قانون تنظيم الأحزاب، حتى بعد إلغاء الدستور، فظل أحمد أبو الفتح يهاجمه، على صفحات المصري، في مقالات عديدة.
واحتشد الطلبة في الجامعة، حين فاز مرشح الجبهة المتحدة، أي جبهة الأحزاب، والقوى السياسية الوطنية والتقدمية، (أحمد الخطيب)، على مرشح الإخوان المسلمين، (حسن دوح).
وكان هذا تعبيراً عن معارضة الشباب للخطوات الزاحفة لمحاصرة الديموقراطية.
وترافع، في قضية الوفد، أمام مجلس الدولة، الدكتور وحيد رأفت، وإبراهيم فرج، ومحمود سليمان غانم وأحمد عبدالهادي.
وكانوا قد أعدوا مذكرة، بعدم دستورية قانون تنظيم الأحزاب، ومنافاته للديموقراطية.
وتأجل نظر القضية.
وكان مجلس الدولة، حتى هذه اللحظة، يعد سنداً للحرية والديموقراطية؛ فقد رفع 25، من المعتقلين السياسيين، قضية أمام مجلس الدولة ببطلان قرار الاعتقال، وكان الرد هو حبسهم انفرادياً، وعدم السماح بدخول أطعمة لهم من الخارج.
وتحت هذا الضغط، تنازل الكثيرون.
وأصر على الاستمرار، في القضية، فؤاد سراج الدين، ومحمود سليمان غنام، وحامد جودة، وعدد محدود من السياسيين.
وفوجئ فؤاد سراج الدين بدخول الصحفي مصطفى أمين إلى غرفته، بالمعتقل، حاملاً رسالة من أعضاء مجلس القيادة، تقول إنهم على استعداد للإفراج عنه، إذا تنازل عن القضية.
ولكن فؤاد سراج الدين رفض فكرة التنازل، قائلاً: إنهم إذا أفرجوا عنه، سقطت القضية تلقائياً، وأنه لا يساوم على حريته.
وبقي فؤاد سراج الدين، في المعتقل، حتى أفرج عنه، قبل الجلسة، أمام مجلس الدولة، بليلة واحدة.
يصور خالد محيي الدين الوضع العام، في ذلك الوقت، بقوله:
ويمكنني القول أن أغلب من أحاطوا بالثورة، من مستشارين، ومن قوى سياسية، كانوا يعملون جميعاً من أجل استمرار العسكريين في الحكم، وضد الديموقراطية والبرلمان.
وكان السنهوري، وسليمان حافظ، وفتحي رضوان، يشجعون الضباط على تحدي الدستور والديموقراطية؛ بحجة أنها ثورة، وأن للثورة قانونها الخاص.
كذلك كان الدكتور سيد صبري، أستاذ القانون الدستوري، يشجع هذا الاتجاه كذلك، ويقول إنه لا مبرر للتمسك بالنصوص، وإن البلد في وضع ثوري، وبحاجة إلى خطوات ثورية، وإلى فقه ثوري.
وكان الإخوان المسلمون يشجعون هذا الاتجاه كذلك، ربما بأمل ضرب كل القوى السياسية الأخرى، ثم بعدها يتمكنون من احتواء الثورة، ناسين أن افتقاد الديموقراطية قد ينقلب وبالاً عليهم.
وقد انقلب، بالفعل، وبالاً عليهم، وعنفاً ضدهم. 
قضايا الأحزاب
وكان من أهم القضايا، التي قُدمت إلى محكمة القضاء الإداري، تنفيذاً لهذا القانون، قضية اعتراض وزير الداخلية (سليمان حافظ) على إبراهيم دسوقي أباظة، سكرتير عام حزب الأحرار الدستوريين.
واعتراضه على عبدالفتاح الطويل، أحد الأعضاء البارزين في حزب الوفد، واعتراضه على الرئاسة الشرفية لمصطفى النحاس للوفد، وقال وزير الداخلية: إن في ذلك مخالفة لقانون تنظيم الأحزاب.
ولوفاة المرحوم إبراهيم دسوقي أباظة، أثناء نظر الدعوى، ولحل الأحزاب السياسية، كما سيجيء  بيانه، قُضي بانتهاء الخصومة في هذه القضايا.
وفي نوفمبر 1952، طلب الحزب الوطني إلغاء الحزب، المسمى بالحزب الوطني الجديد، الذي ألفه فتحي رضوان، وسميت هذه القضية قضية "الإغارة على الحزب الوطني"، وقد ترافع فيها عبدالرحمن الرافعي، ومحمد زكي علي، أمام محكمة القضاء الإداري، بجلسة 13 ديسمبر 1952، وذكرا أن تأليف الحزب الوطني الجديد، هو محاولة للاستيلاء على الحزب الوطني، لا على اسمه فقط.
وقد أيدهما مفوض مجلس الدولة، وقال، في مذكرته، إن على المحكمة أن تمنع الغاصب من استعمال اللفظ البارز في الاسم. وقد تأجلت القضية، من جلسة إلى جلسة، إلى أن أُجلت للحكم لجلسة 26 يناير 1953، وانتهت الخصومة في القضية، بجلسة 16 فبراير 1953، لصدور قانون حل الأحزاب السياسية.
إلغاء الوقف على غير الخيرات
في 14 سبتمبر 1953، صدر القانون الرقم 180، لعام 1952، بإلغاء الوقف على غير الخيرات؛ فحققت الثورة، بإصداره، أمنية عامة كانت تجول في نفوس المفكرين، ودعاة الإصلاح والمستحقين في الأوقاف الأهلية، منذ عشرات السنين؛ فقد أدى نظام الوقف الأهلي إلى حبس الأعيان الموقوفة عن التداول، وأضحى عقبة في سبيل تطور الحياة الاقتصادية.
وصار المستحقون في الأوقاف، وخاصة الفقراء منهم، ضحية هذا النظام؛ ذلك أن نصيبهم، من غلة الأوقاف، قد تضاءل، مع الزمن حتى صار عديم الجدوى.
 إضافة إلى أن حبس أعيان الوقف حال دون استثمارها، فجاء قانون إلغاء الوقف على غير الخيرات، محرراً للأعيان الموقوفة من التجميد، الذي كان مفروضاً عليها، ومن عبث كثيرين من نظار الأوقاف.
قضى هذا القانون بإنهاء كل وقف، لا يكون مصرفه، في الحال، خالصاً لجهة من جهات البر، ويصبح ما ينتهي فيه الوقف ملكاً للواقف، إن كان حياً، وكان له حق الرجوع فيه، فإن لم يكن، آلت الملكية للمستحقين الحاليين، كلٌ بقدر حصته في الاستحقاق.
تخفيض إيجار المساكن
وفي 17 سبتمبر 1952، صدر قانون تخفيض إيجارات المساكن بمقدار، (15%) للمباني، التي أنشئت منذ أول يناير عام 1944، أي التي لم تخضع لنظام تثبيت الأجور، وينطبق على المنازل والمحال التجارية، وقُصد بهذا التشريع التيسير على الطبقات الفقيرة والمتوسطة. 
فصل موظفي الحكومة بغير الطريق التأديبي
وفي 14 سبتمبر 1952، صدر مرسوم بالقانون الرقم 181 للعام 1952، في شأن فصل الموظفين بغير الطريق التأديبي؛ نص على أن الموظفين، غير الصالحين للعمل، أو الذين تعلق بهم شبهات قوية، تمس نزاهة الوظيفة، أو النزاهة، أو الشرف، أو حسن السمعة، يفصلون بغير الطريق التأديبي.
وأُلفت لجان لفصل هؤلاء الموظفين، وفصلت الحكومة عدداً كبيراً من الموظفين، بغير محاكمة، وقبلت استقالة كثيرين آخرين.
وأُحيل إلى المعاش نحو 450 ضابطاً، من ضباط الجيش.

 وأُلحق كثير منهم موظفين بمختلف الوزارات، أو الشركات.
يتبع إن شاء الله...


الفصل الحادي عشر: الأشهر الحاسمة للانقلاب 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الفصل الحادي عشر: الأشهر الحاسمة للانقلاب Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل الحادي عشر: الأشهر الحاسمة للانقلاب   الفصل الحادي عشر: الأشهر الحاسمة للانقلاب Emptyالثلاثاء 27 أغسطس 2013, 11:45 pm

إنشاء وزارة للقصر
وفي 14 أكتوبر 1952، صدر مرسوم بإنشاء وزارة للقصر، لأول مرة، بعد أن كانت ملغاة.
 وندب وزير العدل لهذه الوزارة. 
الجلاء عن كوبري الفردان في أكتوبر عام 1952
في 24 أغسطس عام 1952 انسحبت القوة البريطانية، المعسكرة بجمرك المعدية، عند كوبري الفردان. وأُنزل العلم البريطاني، ورفع العلم المصري، على مباني الجمرك، التي تسلمها الموظفون المصريون.
وقد حيا الإنجليز العلم المصري، عند رفعه. 
وقال أحد كبار ضباطهم للضابط المصري:
إن علمكم الآن جدير حقاً بالاحترام.
ولما تم إصلاح كوبري الفردان، من التلف الذي أصابه، أثناء معارك القناة من 1951 ـ 1952، بقيت نقطة حراسة بريطانية تتحكم في الكوبري الجديد، فرفضت مصر استعمال الكوبري الجديد، إلا إذا سحبت بريطانيا هذه القوة.
ثم انسحبت القوة البريطانية من نقطة الحراسة، التي كانت بجوار الكوبري، في أكتوبر 1952. 
قضية حسين سري عامر
حوكم اللواء حسين سري عامر، أمام محكمة عسكرية عليا، قضت عليه بالليمان المؤبد، وقد أفرج عنه صحياً. 
قضية رأفت شلبي
قبض، في سبتمبر 1952، على رأفت شلبي.
الذي كان صف ضابط بالجيش، وعمل ممثلاً في المسرح الشعبي، بتهمة التحريض على إغراء بعض العسكريين على الخروج على النظام، وإحداث فتنة، بين القوات المسلحة، وإعادة الملك السابق.
وأُلفت محكمة عسكرية لمحاكمته في سبتمبر عام 1952، وقد حُكم عليه، (بعد التخفيف)، بالأشغال الشاقة خمسة عشر عاماً. 
إقالة رشاد مهنا الوصي على العرش
يقول محمد نجيب:
 "لم تمر عشرة أسابيع على تعيين رشاد مهنا وصياً على العرش، حتى وقع الخلاف بينه.
فقد تجاوز رشاد مهنا حدود سلطته الدستورية، بالتدخل في شؤون تطهير الأحزاب والهيئات السياسية، وبالاتصال بالوزراء، وإقحام نفسه في شؤونهم، وبالاتصال برجال الصحافة، ومناقشة الأمور معهم والاعتراض عليها.
كما أنه كان كذلك، يسعى لإحياء الخلافة الإسلامية، ليكون هو على رأسها.
وفي شهر أكتوبر 1952، اتصلت به، في مكتبه بقصر عابدين، لتهنئته بمولود رُزق به، ولتحديد موعد أراه فيه، لتكون التهنئة مباشرة، وجهاً لوجه، فإذا به يصرخ في وجهي، ويقول:
أريدك أن تأتي إلى مكتبي في القصر، ومعك السيد سليمان حافظ، نائبك، لمقابلتي.
كنت أيامها رئيساً للوزراء.
وتعجبت من هذا الاستدعاء، وعلى الرغم من ذلك، قررت أن أستجيب له؛ لأنه صادر من أحد الأوصياء، الذين لهم، بحكم مناصبهم، اتخاذ مثل هذه الخطوة.
وتوجهت فعلاً أنا وسليمان حافظ، إلى القصر، وقابلت رشاد مهنا في مكتبه، أكثر من ساعة.
كان ثائراً جداً، يتحدث إلينا في عنف، ويضرب المكتب بقبضة يده، ونحن نسمع ولا نعلق.
قال رشاد مهنا:
"أنني أحب أن تعرف أن رشاد مهنا ليس بصمجياً، إنني لا أقبل أن أجلس هنا، أوقع المراسيم التي ترسلونها إلينا فحسب.
إنني ألاحظ أن الوزارة تتخذ خطوات كثيرة، لا أعرف عنها شيئاً، ولا يعرض علىَّ أية تفصيلات.
إنك يا نجيب تستقبل ستيفنسون، (السفير البريطاني)، وكافرى، (السفير الأمريكي)، وتستدعي من السودان أقطابه، وتتباحث مع الجميع، من دون علمي، مع أنني واحد منكم، ولابد أن يؤخذ رأيي في كل شيء. 
قلت له في هدوء:
"أنت ثائر الآن، وأنا أفضل أن أتركك، بضعة أيام، حتى تستعيد هدوءك".
لكنه ازداد انفعالاً وقال، في ثورة شديدة: اعلموا أنني لن أكون طرطوراً.
حاولت أن أوضح له الأمر، عندما انتقلت إلى مكتب الأمير محمد عبدالمنعم، ومعنا بهي الدين بركات، لكنه أصر على موقفه، وشاركه بهي الدين بركات.
حاولت توضيح الموقف الدستوري لهم، لكنهما لم يقتنعا.
وأصر رشاد مهنا على أن يقدم استقالته.
وبقي الأمير محمد عبدالمنعم صامتاً.
وأعلن بهي الدين بركات أنه سيستقيل هو الآخر.
فاتخذنا قراراً بإقالته، وتحديد إقامته.
واقترحت، على مجلس الوزراء، أن نكتفي بوصي واحد، هو الأمير محمد عبدالمنعم، ووافق سليمان حافظ، وقال:
ـ لا مانع من الناحية القانونية، إذ أن من السهل تعديل الأمر الملكي رقم 25 لعام 1923، والذي يقضي بأن يكون مجلس الوصاية مشكلاً من ثلاثة أعضاء.
وفي جلسة واحدة، أخذنا الموافقة على إعفاء رشاد مهنا.
وتعديل الأمر الملكي.  
وفي 14 أكتوبر 1952، أذعت البيان الخاص بإعفاء رشاد مهنا، والذي جاء فيه:
ـ لقد قام الجيش بثورته، وكان أول أهداف الثورة، القضاء على الطغيان، فأقصت ملكاً طاغياً، لا يحترم السلطات، دائب التدخل في شؤون الحكم.
ويؤسفنا، وقد رشح الجيش أحد ضباطه، القائمقام أركان حرب محمد رشاد مهنا، في مجلس الوصاية المؤقت، وطلب منه أن يلتزم حدود وظيفته، كوصي، لا دخل له بشؤون الحكم.
فأخذ تارة يتصل بالوزراء، طالباً إجابة مطالب شتى، أكثرها وساطات، ومحسوبيات.
وتارة أخرى يتصل برجال الإدارة.
وتمادى إلى أن حدث، يوماً، أن أمر بمباشرة إيقاف إصدار إحدى الصحف.
بل وسحب رخصة أخرى.
وقد نُبِّه، المرة تلو المرة، ولكنه تجاهل ما كان يُوجَّه إليه من نصح وإرشاد؛ فحدث أن سمح لنفسه بأن يعارض، علناً، قانون تحديد الملكية (الزراعية)، رغم علمه التام بأن القانون هو حجر الزاوية، في الإصلاح الشامل، الذي تريده الأمة، والجيش، وقيادته، التي قامت بتوجيه الحركة.
 بل وبلغ به التمادي، فأخذ يدلى بالتصريحات العامة للصحف، والمجلات المصرية، والأجنبية، وبعض هذه التصريحات من صميم سياسة الدولة، وهذا ما لا يجوز بحال أن يصدر من وصي على العرش.
فتناول موضوع السودان، ومواضيع شتى داخلية، وأخذ يتصل بدور الصحف، موحياً إليها القيام بدعاية واسعة النطاق له.
ودأب على بث روح التفرقة، حتى خيل للبعض أن هناك جملة اتجاهات للجيش، وليس اتجاهاً واحد قوياً، نحو غاية مرسومة.
ولقد تحملت القيادة العامة تصرفاته هذه، على مضض أسبوعاً تلو أسبوع، إلى أن تقدم حضرته، رسمياً لنا بطلب تدخله الفعلي في كل أمر من أمور الحكم.
ومن ذلك ظهر لنا، بوضوح، أن حضرته لم يستطع التمشي مع أهداف الحركة، والسير على مبادئها المرسومة، لذلك قررنا إعفاءه من منصب الوصاية على العرش.
وليعلم الجميع أن هذه الحركة قائمة على المبادئ، ولم تقف في سبيلها نزوات أشخاص، أو أطماع أفراد.
والله ولى التوفيق".
واختفى بهذا البيان رشاد مهنا نهائياً من الحياة العامة.
وعلى الرغم من ذلك، فإنني أسجل إعجابي واحترامي لرشاد مهنا.
لا يمنع أن أذكر أنه كان ضحية مثلي؛ فقد أراد جمال عبدالناصر ومجموعته إبعاده، في منصب شرفي، (منصب الوصي) عن القيادة، وعن السلطة الفعلية، وعندما غضب، سارعوا بإبعاده.
أكلوه لحماً ورموه عظماً، كما فعلوا بي، بعد ذلك، تماماً.
ويقول رشاد مهنا:
"أنا الذي أقلت نفسي، ولم يقلني جمال عبدالناصر.
وأعطيت صورة من استقالتي لبهي الدين بركات، والأمير محمد عبدالمنعم وقد علموا بذلك". 
عفو خاص
في 11 أكتوبر 1952، صدر عفو عن المحكوم عليهما بالأشغال الشاقة المؤبدة، في قضية مقتل المستشار أحمد الخازندار، رئيس محكمة جنايات القاهرة، الذي حكم بالإدانة في بعض محاكمات الإخوان المسلمين.
وصدر كذلك، في هذا التاريخ عفو عن المحكوم عليهم بالأشغال الشاقة المؤبدة، لاشتراكهم في مقتل النقراشي، الذي كان قد حل جماعة الإخوان، وعن المحكوم عليهم في قضية قنابل المدرسة الخديوية.
وقد أُفرج عن هؤلاء، وجميعهم من هيئة الإخوان، قبل أن يصدر قانون العفو الشامل، الذي سيجيء بيانه. وذهبوا على أثر إطلاق سراحهم، إلى مبنى المركز العام لجماعة الإخوان المسلمين، بالقاهرة.
وكان الغرض من الإفراج عنهم، قبل صدور قانون العفو الشامل عن أصحاب الجرائم السياسية، هو إرضاء جماعة الإخوان المسلمين، فقد كانوا مستاءين من أنهم لم يمثلوا في وزارة محمد نجيب.
وصدر العفو، كذلك، عن العقوبات التبعية، والآثار الجانبية للعقوبات، المحكوم بها، من محكمة جنايات الإسكندرية عام 1947، في قضية قنابل الإسكندرية.
العفو الشامل عن المحكوم عليهم أو المتهمين في الجرائم السياسية
ثم صدر في 16 أكتوبر 1952، المرسوم بالقانون الرقم 241 لعام 1952، بالعفو الشامل عن الجرائم السياسية، التي وقعت في المدة، من توقيع معاهدة 26 أغسطس 1936، إلى 23 يوليه 1952، أو المتهمين في قضايا سياسية، خلال هذه المدة، ولم تزل قضاياهم أمام المحاكم.
ونص في المادة الثانية، من هذا القانون، على أن النائب العام يعلن، في خلال شهر من تاريخ العمل به، كشفاً بأسماء من شملهم العفو.
وقد بلغت أعدادهم 934 شخصاً. 
إنشاء وزارة الإرشاد القومي
في 10 نوفمبر 1952، صدر مرسوم بقانون بإنشاء وزارة جديدة، باسم وزارة الإرشاد القومي، ومهمتها توجيه أفراد الأمة، وإرشادهم إلى ما يرفع مستواهم المادي والأدبي، وتقوية روحهم المعنوية، وشعورهم بالمسؤولية، وحفزهم إلى التعاون، والتضحية، ومضاعفة الجهد، في خدمة الوطن.
وإرشادهم بما يجب لمكافحة الأوبئة، والآفات الزراعية، والعادات المؤذية.
وبصفة عامة ما يعين على جعلهم مواطنين صالحين، وتيسير سبل الثقافة الشعبية.
وتنظيم السياحة في مصر وتنشيطها، وتزويد الرأي العام العالمي، ودوائر الثقافة والسياسة، وبأصدق البيانات والإحصائيات والأرقام، والصور، والرسوم، عن حقائق الأمور في مصر.
وقد ضُمت، إلى هذه الوزارة، إدارات من مختلف الوزارات، وأُسندت، بادئ الأمر، إلى فتحي رضوان، وكان وزير دولة في الوزارة. 
إجراءات القيادة لا تخضع للمحاكم
في 13 نوفمبر 1952، صدر مرسوم بقانون، في شأن التدابير المتخذة لحماية ثورة 23 يوليه، يقضي باعتبار كل تدبير اتخذه، أو يتخذه القائد العام للقوات المسلحة، "باعتباره رئيس حركة الجيش"، بقصد حماية هذه الحركة، والنظام القائم عليها، من "أعمال السيادة"، إذا اتخذت هذه التدابير في مدة لا تتجاوز ستة أشهر، من بدء الثورة، أي من 23 يوليه 1952، إلى 23 يناير 1953.
وكنتيجة لهذا المرسوم لا يجوز، الطعن أمام القضاء، في تدابير القائد العام، التي يتخذها أثناء الستة أشهر المذكورة.
وكانت مدتة الستة أشهر هي القدر، الذي رأته قيادة الحركة، وقتئذٍ، لازماً لتأمينها لكي تستطيع إعادة النظر في الإجراءات، والأعمال، لتوقف منها ما تزول دواعيه.
 ثم مُدَّت هذه المدة، ستة أشهر أخرى، بموجب المرسوم بقانون، الصادر في 18 يناير 1953. 
إلغاء مجلس البلاط الملكي
في 27 نوفمبر 1952، صدر مرسوم بقانون تضمن إلغاء مجلس البلاط الملكي، الذي كان مختصاً بنظر الأحوال الشخصية، لأفراد الأسرة المالكة، وإحالة القضايا المنظورة أمامه إلى الجهة المختصة، أي المحاكم العادية. 
إنشاء مجلس تنمية الإنتاج القومي
وفي 2 أكتوبر 1952، صدر مرسوم بقانون بإنشاء مجلس دائم لتنمية الإنتاج القومي، مهمته بحث المشروعات الاقتصادية، التي من شأنها تنمية الإنتاج القومي، في النواحي الزراعية والصناعية والتجارية، وما يتعلق بها من مشروعات الري، واستصلاح الأراضي البور، والأراضي الصحراوية، وتنويع المحصلات، وتحسين وسائل الزراعة، وتخصيص المناطق الزراعية، وتنمية الإنتاج الحيواني، ومشروعات توليد القوى الكهربائية، وإنشاء الطرق، وتحسين وسائل النقل الأخرى، والبحث عن البترول، وغيره من المعادن، وتشجيع الصناعات القائمة، وإنشاء صناعات جديدة، وتقوية حركة التصنيع بما يجعل الصناعة مورداً رئيسياً للبلاد، وتنظيم الأسواق الداخلية، والبحث عن أسواق خارجية للصادرات، والنظر في تدبير الوسائل اللازمة لتمويل هذه المشروعات، وسبل الاستعانة بالمصارف الدولية والأجنبية، والانتفاع برؤوس الأموال المصرية والأجنبية، وبحث نظام الضرائب والرسوم الجمركية، بما يساير نهضة الإنتاج، واقتراح ما يلزم من المشروعات، لتحقيق هذه الأهداف. 
تعديل وزارة محمد نجيب
في 9 ديسمبر 1952، حدث تعديل كبير في وزارة محمد نجيب، بتوجيه من القيادة، فاستقال أربعة من الوزراء، استجابة لمطلب القيادة، وهم: عبدالعزيز عبدالله سالم وزير الزراعة، وأحمد فراج طايع، وزير الخارجية، وعبدالعزيز علي، وزير الشؤون البلدية والقروية، وفريد أنطون، وزير التموين.
وعُين كل من محمد فؤاد جلال، وزير الشؤون، وزيراً للإرشاد القومي، وصبري منصور، وزير التجارة والصناعة وزيراً للتموين، وفتحي رضوان، وزير الإرشاد القومي، وزير دولة، ومحمود فوزي، وزيراً للخارجية، وحلمي بهجت بدوي، وزيراً للتجارة والصناعة، ووليم سليم حنا وزيراً للشؤون البلدية والقروية، وعباس عمار، وزيراً للشؤون الاجتماعية، وعبدالرزاق صدقي وزيراً للزراعة.
ومجلس القيادة هو الذي رأي هذا التعديل وقد طلب إلى الوزراء الأربعة أن يستقيلوا فاستقالوا.
كان الوزراء الجدد، في هذا التعديل، هم: محمود فوزي، وحلمي بهجت بدوي، وعباس عمار، ووليم سليم حنا، وعبدالرازق صدقي. وفي يونيه 1953 استقال صبري منصور، وزير التموين. وأسندت أعماله إلى وزير التجارة والصناعة. 
إعلان سقوط دستور عام 1923
في 10 ديسمبر 1952 أعلن محمد نجيب، باسم الشعب، سقوط دستور 1923، في بيان أوضح فيه: ضرورة تغيير الأوضاع، التي كادت تودي بالبلاد، والتي كان سندها دستور 1923.
 وأن لا مناص من أن نستبدل بذلك الدستور، دستوراً آخر جديداً، يمكن للأمة أن تصل إلى أهدافها، حتى تكون بحق مصدر السلطات.
وأن الحكومة آخذة في تأليف لجنة لوضع مشروع دستور جديد.
وصرح علي ماهر، في محاضرة له يوم 14 نوفمبر 1952، أنه يرجو أن نواجه حياتنا السياسية، بدستور يتجنب تخلف دستور 1923، عن مسايرة الديموقراطية الحرة في تطورها، وأن دستور عام 1923 قام على المبادئ، التي كانت سائدة في القرن التاسع عشر، ولم يعد صالحاً للبقاء على حالته، في العصر الحديث. 
محكمة جرائم الغدر 22 ديسمبر 1952
في 22 ديسمبر 1952، صدر مرسوم بقانون، بمحاكمة المسؤولين عن جرائم الغدر، واستغلال النفوذ، من الموظفين العموميين، أو أعضاء البرلمان، أو كل شخص كان مكلفاً بخدمة عامة، أو كانت له صفة نيابية، وارتكب، بعد أول سبتمبر 1939، جريمة من جرائم الغدر.
والعقوبات هي الحرمان من الحقوق السياسية، وتولى وظائف الشركات، ورد الأموال.
وقُدِّم إلى محكمة الغدر كل من: كريم ثابت، والدكتور أحمد النقيب، ومحمد حسن، وغيرهم.
وأصدرت المحكمة أحكاماً بالحرمان من الحقوق السياسية ومن التوظف لمدد متفاوتة. 
لجنة الدستور
في 13 يناير 1953، صدر مرسوم بتأليف لجنة، لوضع مشروع دستور جديد، "يتفق وأهداف الثورة". وقد أُلفت اللجنة من خمسين عضواً، هم، بترتيب ورودهم في المرسوم، بحسب حروف الهجاء: "إبراهيم شكري، الدكتور إبراهيم فهمي المنياوي، اللواء أحمد حمدي همت، الدكتور أحمد فكري، اللواء أحمد فؤاد صادق، أحمد لطفي السيد، أحمد محمد حسن، أحمد محمد خشبه، الدكتور السيد صبري، الدكتور حامد سلطان، حبيب المصري، الشيخ حسن مأمون، حسن محمد عشماوي، حسن مختار رسمي، زكي عريبي، صالح عشماوي، الدكتور طه حسين، عبدالحميد الصاوي، الدكتور عبدالرازق السنهوري، عبدالرازق القاضي، الشيخ عبدالرحمن تاج، عبدالرحمن الرافعي، الدكتور عبدالرحمن بدوي، عبدالسلام فهمي جمعه، عبدالقادر عودة، الدكتور عبدالوهاب مورو، الدكتور عثمان خليل عثمان، علي الشمسي، علي المنزلاوي، اللواء علي حلمي، علي زكي العرابي، علي ماهر، عمر عمر، فريد انطون، الشيخ محمد الأودن، محمد السيد ياسين، محمد صلاح الدين، محمد علي علوبة، محمد كمال خليفة، فكري أباظة، محمد عبدالله لملوم، محمد محمود جلال، محمود عزمي، محمود غالب، محمود محمد محمود، مصطفى الشوربجي، مصطفى مرعي، مكرم عبيد، الأنبا يؤنس، يواقيم غبريال".
يمثل هؤلاء الخمسون مختلف الاتجاهات، والأحزاب، والطوائف، منهم ثلاثة من أعضاء لجنة دستور 1923، وهم: علي ماهر، ومحمد علي علوبة، وعلي المنزلاوي.
وأربعة من الوفديين وهم: عبدالسلام فهمي جمعة، وعلي زكي العرابي، ومحمد صلاح الدين، وعمر عمر. واثنان من الدستوريين، هما: أحمد خشبة، ومحمود محمد محمود.
واثنان من السعديين، هما: محمود غالب، وعبدالحميد الصاوي.
وثلاثة من الإخوان المسلمين، هم: عبدالقادر عودة، وصالح عشماوي، وحسن محمد العشماوي.
وثلاثة من الحزب الوطني، هم: عبدالرحمن الرافعي، وفكري أباظة، ومحمد محمود جلال.
واثنان من الحزب الوطني "الجديد"، هم: عبدالرحمن بدوي، ويواقيم غبريال.
وثلاثة من رؤساء القضاء، هم: أحمد محمد حسن، رئيس محكمة النقض، وعبدالرزاق السنهوري، رئيس مجلس الدولة، والشيخ حسن مأمون، رئيس المحكمة العليا الشرعية، وثلاثة من رجال الجيش والبوليس المتقاعدين، هم: اللواءات أحمد حمدي همت، وأحمد فؤاد صادق، وعلي حلمي.
وقد انتخبت اللجنة علي ماهر رئيساً لها.
وانتخبت لجنة فرعية، من خمسة عشر عضواً، سميت لجنة الخطوط الرئيسية لمشروع الدستور، وعدة لجان أخرى.  
وانتخبت لجنة الخطوط لجنة من خمسة أعضاء، هم:
عبد الرزاق السنهوري، عبدالرحمن الرافعي، مكرم عبيد، السيد صبري، عثمان خليل عثمان، لبحث نظام الحكم أولاً، وهل يكون ملكياً أم جمهورياً.
وقد قدمت اللجنة الخماسية تقريرها، الذي يتضمن الإجماع على أن يكون نظام الحكم جمهورياً، على أن يكون تقرير هذا النظام عن طريق استفتاء الشعب.
حل الأحزاب السياسية
في 17 يناير 1953، أذيع إعلان من القائد العام للقوات المسلحة، بصفته رئيس حركة الجيش، إلى الشعب المصري؛ ندد فيه بالأحزاب القديمة، وأنها أفسدت أهداف ثورة 1919، وأرادت أن تسعى سعيها ثانية بالتفرقة.
ولم تتورع بعض العناصر عن الاتصال بدول أجنبية، وتدبير ما من شأنه الرجوع بالبلاد إلى حالة الفساد السابقة، بل الفوضى المتوقعة، مستعينة بالمال والدسائس، في ظل الحزبية المقيتة.
وأعلن حل الأحزاب السياسية منذ اليوم 17 يناير 1953، ومصادرة جميع أموالها لصالح الشعب، وإعلان قيام فترة انتقال لمدة ثلاث سنوات تنتهي في 16 يناير 1956، حتى تتمكن من إقامة حكم ديموقراطي دستوري سليم، وأنذر الإعلان، في ختامه؛ بالضرب، بمنتهى الشدة، على يد كل من يقف في طريق أهداف الثورة.
وتنفيذاً لإعلان القائد العام، صدر في 18 يناير 1953، مرسوم قانون بحل الأحزاب السياسية ومصادرة أموالها. وفي 18 يناير، كذلك، صدر مرسوم قانون بحماية التدابير، التي يتخذها القائد العام للقوات المسلحة، "باعتباره رئيس حركة الجيش" بقصد حماية هذه الحركة، وباعتبارها من أعمال السيادة، إذا اتخذت هذه التدابير، في مدة سنة، من ذلك التاريخ، بعد أن كانت هذه المدة ستة أشهر، طبقاً لمرسوم 13 نوفمبر 1953.
وقد طبق قانون حل الأحزاب على الأحزاب جميعها.
واستثنيت جماعة الإخوان المسلمين، على الرغم من أنها هيئة سياسية بكل معاني الكلمة، لها نشاط سياسي واسع النطاق.
وكانت ترمي إلى تولي الحكم، إذا سمحت لها الظروف بذلك.
وقد سبق لها أن نفذت قانون تنظيم الأحزاب، فقدمت إخطارها إلى وزارة الداخلية، بإعادة تكوينها كحزب سياسي. وقال رؤساؤها، في إخطارهم، إنه إذا اشتغل الإخوان بسياسة مصر الداخلية والخارجية، فيما يشتغلون، فإنما يشتغلون بأمر الإسلام، وينزلون على حكم الدين.
وأن الإسلام لا يفرق بين الدين والدولة، ولا يفصل بين الدنيا والآخرة، وإنما هو دين ودولة وعبادة وقيادة.
وقال حسن الهضيبي، المرشد العام للإخوان المسلمين، في هذا الصدد: "إننا لا نتخلى عن السياسة؛ لأنها جزء من ديننا. 
إعلان دستور فترة الانتقال (10 فبراير 1953(
في 10 فبراير 1953، أصدر القائد العام للقوات المسلحة، وقائد ثورة الجيش، النظام الدستوري المؤقت، الذي حُكمت به مصر، خلال فترة الانتقال.
وهو يتضمن المبادئ العامة الآتية:
جميع السلطات مصدرها الأمة، المصريون لدى القانون سواء، فيما لهم من حقوق، وما عليهم من واجبات.
الحرية الشخصية وحرية الرأي مكفولتان في حدود القانون.
وللملكية والمنازل حرمة وفق أحكام القانون.
حرية العقيدة مطلقة.
تسليم اللاجئين السياسيين محظور.
لا يجوز إنشاء ضريبة إلا بقانون.
القضاء مستقل لا سلطان عليه لغير القانون، وتصدر أحكامه، وتنفذ، وفق القانون باسم الأمة.
وقضى هذا النظام بأن يتولى قائد مجلس قيادة الثورة أعمال السيادة العليا، وبصفة خاصة، التدابير، التي يراها ضرورية لحماية الثورة، والنظام القائم عليها، لتحقيق أهدافها.
وحق تعيين الوزراء وعزلهم.
ونصت المادة 11 على عقد مؤتمر من مجلس قيادة الثورة، ومجلس الوزراء، ينظر في السياسة العامة للدولة، وما يتصل بها من موضوعات، ويناقش ما يرى مناقشته، من تصرفات كل وزير في وزارته.
وبهذا يكون قد استعاض عن المجلس التشريعي، الذي توقف عمله بوقف العمل بالدستور، "بالمؤتمر"، الذي شكله من الوزراء، وأعضاء مجلس قيادة الثورة.
وأصبحت، لهذا المجلس، سلطات المجلس التشريعي، من مناقشة سياسة الدولة، وإصدار القوانين المنظمة، وتخطيط العمل.
وكذا مناقشة أعمال كل وزير في وزارته، ولما كان معظم الأعضاء عدداً، هم مجلس قيادة الثورة، فإن هذا يعكس مدى حرص الثورة على جمع خيوط السلطتين، التشريعية والتنفيذية، في يدها، وبهذا التكتل، استطاعت أن تصل إلى تغيير شكل نظام الحكم في مصر، وهو إعلان الجمهورية.
وهكذا كان نظام الحكم، في ظل هذا الدستور المؤقت، نظاماً ثورياً اختص فيه مجلس قيادة الثورة بالسلطة المطلقة في الدولة إلى حد كبير، عندما أصبح رئيس مجلس قيادة الثورة، هو نفسه رئيس مجلس الوزراء، ثم بدأ عدد من أعضاء مجلس الثورة، يدخلون الوزارة.
الدكتاتورية العسكرية
كانت فترة منتصف يناير 1953، مليئة بالأحداث، والصدامات، التي حددت موقف الحركة من قضية الأحزاب والسلطة.
وجعلت مجلس القيادة يعلن عن نفسه، لأول مرة، تحت اسم "مجلس قيادة الثورة".
وأثبتت الأحداث أن حركة الضباط الأحرار لم تجنح إلى التعاون، مع الأحزاب، أو محاولة احتوائها، وإنما أخذت تحاصرها، بإجراءات متتالية؛ لأنها وجدت فيها عنصراً مناوئاً لها، في النفوذ والسلطة.
وقد كان التصادم شديداً مع أقواها تأثيراً في الجماهير، وأشدها تمسكاً بالديموقراطية.
وأكثرها خطراً عليها وهو الوفد.
واحتفظت الحركة، حتى صدور قانون حل الأحزاب، بعلاقات طيبة مع الإخوان المسلمين، الذين لم تكن تهمهم كثيراً قضية الأحزاب والديموقراطية، بقدر ما كانوا يخططون لوراثة الحركة أو احتوائها.
كان تركيز السلطة في يد "مجلس قيادة الثورة" إعلاناً عن قيام نظام، يستند إلى الديكتاتورية العسكرية، ولا يجيد التخفي في ثياب الديموقراطية.
وقد صرح صلاح سالم لجريدة المصري، بعد ذلك، بقوله: "قبل أن تعود الحياة البرلمانية يجب أن نستأصل جميع أسباب الفساد من الأمة". 
أدت طبيعة الأمور، في هذه المرحلة، إلى هذه النتيجة، للعوامل الآتية:
إن خروج الجيش عن نطاق واجباته المحددة المعروفة، وظهوره، في مظهر قوة سياسية منظمة، لها أهداف تخرج عن إطار القوات المسلحة، أمر يصعب التراجع عنه.
كانت القوى السياسية، التي جابهت حركة الجيش، أضعف من أن تتمكن من وقف زحف الحركة نحو السلطة.
كسبت الحركة العسكرية تأييد جانب كبير، من الجماهير، بما أقدمت عليه، من عزل الملك، وإصدار قانون الإصلاح الزراعي، وتخفيض إيجار الأرض الزراعية، وإلغاء الرتب المدنية، وغير ذلك من القوانين، التي تجاوبت مع مشاعر الشعب.
بعثت الاعتقالات، التي اقترنت بتشكيل وزارة محمد نجيب، وصدور قانون حل الأحزاب السياسية، نوعاً من الفزع والتردد بين القيادات السياسية القائمة، وجنحت بمعظمها إلى الصمت والسلبية.
هذه العوامل في مجموعها أدت إلى إنهاء طبيعة النظام القديم، وتولية الجيش أو "مجلس قيادة الثورة" شؤون السلطة، ولا يستقيم القول بأن النية كانت مبيتة منذ اللحظة الأولى على إقامة الديكتاتورية العسكرية.
فإن نقص التخطيط والظروف المواتية هي التي مهدت الطريق كما أنه لا يصح القول أن حركة الجيش كانت حريصة على الديموقراطية فإنه رغم بعض الأصوات التي دافعت عنها داخل المجلس وفي صفوف الجيش إلا أن إغراء السلطة وضعف المقاومة كان حرياً بأن ينتهي إلى هذه النتيجة.
لم تكن حركة الجيش، منذ لحظتها الأولى، في ليلة 23 يوليه، تتحرك بخطة واحدة معلومة، أو إستراتيجية متكاملة بطريقة تكتيكية ماهرة.
بل كان هناك نوع من الاضطراب والتخبط، فمن إصرار على إذاعة بيان بموعد الانتخابات، في فبراير، ضد بيان علي ماهر، إلى تراجع كامل عن الانتخابات، وتأجيلها لأجل غير مسمى.
ومن حرص على إعلان التمسك بالدستور، إلى إلغاء الدستور نفسه.
ومن بيان يظهر قبول مبدأ وجود الأحزاب، إلى مرسوم يحل الأحزاب، وينهي دورها نهائياً.
ومن حديث عن ضمان الحريات، إلى اعتقالات للسياسيين، من اتجاهات مختلفة، ثم إفراج، وإعادة اعتقال، تبعاً للموقف.
وهكذا، أسفرت الأمور عن سلطة هائلة للجيش، وعادت الرقابة على الصحف، وفتحت المعتقلات.
ولما قام محمد نجيب، وأعضاء مجلس القيادة، بجولة في الأقاليم، استقبلوا فيها استقبالاً حاراً.
وتدافعت الجماهير، والفلاحون ترحب بهم، جعلهم هذا يتصورون أن إرادة الشعب قد تجسدت فيهم، وأن هذا هو التعبير الديموقراطي الأصيل، عن رأي الجماهير.
ولم يتجاوز هذا التصور حدود ولايتهم على الناس؛ فلم يفكروا في إشراك الشعب، في مسؤولية الحكم، وإنما قرروا أن ينفردوا، وحدهم، بهذه المسؤولية، معتمدين على مظاهر التأييد المحيطة بهم فقط، من دون سعي إلى خلق نظام، يكفل المشاركة، والرقابة الشعبية، واستمرار الروح الثورية.
هيئة التحرير
اعتقد مجلس قيادة الثورة أنه قادر على ملء الفراغ السياسي، الناتج عن حل الأحزاب، ووقف نشاطها، بتكوين "هيئة التحرير"، التي أُعلن تكوينها يوم 23 يناير 1953، بمناسبة مرور ستة شهور على الحركة، وسط مهرجانات صاخبة حافلة. وافتتح مقرها في ثكنات الحرس الملكي "سابقاً"، بميدان عابدين، يوم 6 فبراير.
أعلن محمد نجيب ميلاد الهيئة، بعد أن هاجم الأحزاب هجوماً عنيفاً، واتهمها بأنها وراء كل تأخر وتنابز وفرقة.
وأقسم خلفه الحاضرون قسماً يقول: "اللهم إنك تحب الأقوياء، وتكره المستضعفين، وتنشر رحمتك على الذين يؤثرون الموت العزيز، في سبيل الحرية، على الحياة الذليلة، في مجال الاستعباد.
اللهم وإنك القريب، ترى وتسمع، وإنا لنقسم بذاتك العلية.
على أن نعمل، ما وسعنا العمل، لإرساء قواعد الحياة المقبلة لوطننا المصري، على أصول محررة من العبودية، منزهة عن الهوى، موصولة بالحق والعدل.
وأن نبذل، في سبيل ذلك، ما تقتضيه مصلحة أمتنا، ويبتغيه شرف بلادنا، وأن يكون شعارنا دائماً الاتحاد والنظام والعمل.
 اللهم فاشهد، وأنت خير الشاهدين".
أشرف على هيئة التحرير إبراهيم الطحاوي، وأحمد عبدالله طعيمة، وهما ضابطان بعيدان عن معترك العمل السياسي.
وكان التصور أن تملأ هيئة التحرير الفراغ السياسي في مصر، ولكنها لم تستطع أن تضم، إلى صفوفها أحداً من الذين مارسوا العمل السياسي من قبل، عدا قلة محدودة.
كما أن قبضة الجيش فيها كانت واضحة، وتبين أنه، على قدر ما هزت حركة الجيش قواعد النظام المنهار، على قدر ما وقفت حائلاً دون اندفاع الطبقات العاملة، نحو إحداث تغييرات جذرية، أو ديموقراطية في المجتمع.
وأثبتت حركة الجيش، بذلك، أنها نبتت فعلاً من الطبقة الوسطى.
وأنها عملت على خدمة طبقتها، وترسيخ قواعدها.
لم يكن هناك شك في أن مصر قد أصبحت تُحكم، بعد منتصف يناير، بمجموعة عسكرية صرفة، من دون أن يجرؤ أحد على إطلاق لفظ الديكتاتورية عليها؛ فقد أُعيدت الرقابة على الصحف، وفتحت المعتقلات، وتعددت عمليات الفصل، بلا محاكمة.


الفصل الحادي عشر: الأشهر الحاسمة للانقلاب 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الفصل الحادي عشر: الأشهر الحاسمة للانقلاب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  الفصل الحادي عشر
» الفصل الحادي عشر
» الفصل الحادي عشر
» الفصل الحادي عشر
» الفصل الحادي عشر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الأحداث الفارقة في حياة الدول :: ثورة يوليو ١٩٥٢م :: ثورة 23 يولـيو 1952م-
انتقل الى: