منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 لجنة صياغة تنازل الملك عن العرش

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

لجنة صياغة تنازل الملك عن العرش Empty
مُساهمةموضوع: لجنة صياغة تنازل الملك عن العرش   لجنة صياغة تنازل الملك عن العرش Emptyالإثنين 12 أغسطس 2013, 5:44 pm

محمد نجيب يعود مرة أخرى لقيادته
        في الثانية عشرة ظهراً، عقد القائد العام، ومرافقوه، في ثكنات مصطفى باشا. مؤتمراً عسكرياً اشترك فيه ممثلون لجميع الوحدات مع قادتهم، وفي خلال ذلك استقبل القائد العام، لأول مرة، عدداً من الشخصيات السياسية، حتى الساعة الثالثة، منهم: أحمد لطفي السيد باشا، الوزير وأول مدير لجامعة القاهرة، بهي الدين بركات باشا، (أحد الأوصياء بعد ذلك)، إبراهيم عبدالهادي باشا، رئيس حزب الهيئة السعدية، محمد حسين هيكل باشا، رئيس حزب الأحرار الدستوريين، مكرم عبيد باشا، رئيس حزب الكتلة الوفدية، ومن الوزراء السابقين محمد علي علوبة باشا، ودسوقي أباظة باشا، وأحمد عبدالغفار باشا. ومن الملاحظ أنه لم يكن بينهم أحد من حزب الوفد، وكانت مقابلات قصيرة أعلن القائد العام بعدها: أن حركة الجيش كانت، في الواقع، من وحي شعور البلاد، وإلهامها، وأن الجيش لم يقم بحركته إلا لتحقيق أهداف البلاد، التي انعقد عليها إجماع الأمة. 
لجنة صياغة تنازل الملك عن العرش
لجنة صياغة تنازل الملك عن العرش ModernEgypt,_Farouk_I_in_Royal_Vehicles,_DHP13655-14-9_01
        في الساعة 11,40 صباحاً، اجتمعت في مقر الوزارة، في بولكلي، الهيئة، التي تولت صياغة تنازل الملك عن العرش، وتتألف من: رئيس الوزراء علي ماهر باشا، ورئيس مجلس الدولة عبدالرازق أحمد السنهوري باشا، ووكيل مجلس الدولة، ومستشار رئاسة الوزراء، سليمان حافظ بك، ووزير العدل محمد على رشدي، ووزير التجارة إبراهيم عبدالوهاب بك. وكان برفقة محمد نجيب كل من جمال سالم، وأنور السادات، وفي خلال الاجتماع، احتاجت الهيئة إلى الرجوع إلى بعض النصوص الدستورية، فأرسل، في طلبها، من مكتبة محكمة استئناف الإسكندرية، ثم دُعي، إلى الاجتماع، يوسف شلبي بك، مدير الإدارة العربية بالقصر. 
الموقف داخل قصر رأس التين
        طلب فاروق أن يكون وداعه رسمياً لائقاً، وأن يحضر توديعه علي ماهر، والسفير الأمريكي، ضماناً لسلامته. فوعده علي ماهر بذلك. وانصرف ليرتب التفاصيل. دخل إلى الحجرة، التي يجلس فيها فاروق، عدد من الضباط الموجوديـن، على رأسهم الأميرالاي أحمد كامل، قائد البوليس الملكي، والأميرالاي أحمد أبو النصر، قائد قوة الحرس.
وقال فاروق: "يا جماعة..أنا مش مطمئن"!
        فقال أحد الضباط: "مش مطمئن ليه يا مولاي، ما هي الحكاية انتهت على خير والحمد لله".
        فقال فاروق: "أنا خايف يفتحوا قبر أبويا، ويمثلوا بجثته"!!
        فقال الأميرالاي أحمد كامل: لا يا مولانا، الجماعة بتوع الحركة ناس كويسين، ومش معقول المسألة توصل لحد كده.
        ودق التليفون. وكان علي ماهر يطلب أسماء الأوصياء، الذين يختارهم الملك. 
        وقال فاروق للأميرالاي أحمد كامل:
        "رد أنت على لساني، قول أولاً عبدالمنعم، ده راجل طيب، ووالدي أوصاني عليه. وشريف صبري، علشان خالي، ولو أن علاقاتنا كانت مش ولابد. وبعدين إسماعيل شرين، ده جوز أختي وأنا أحبه، ولو أني اعتقد أنه مش حيوافقوا عليه. وانتهت المكالمة التليفونية.
        وسأل فاروق عن حلمي حسين، فقيل له أنه في قشلاق الحرس. وكان حلمي حسين قد أعد عدته للهرب إلى المملكة العربية السعودية. ولكنه قُبض عليه ليبيت في قشلاق الحرس.
        وقال فاروق: ده تسلموه للجيش
        وذهب يوزباشي من الموجودين إلى القشلاق فأحضره خطأ إلى الحجرة، التي يجلس فيها فاروق. وصاح فاروق: مين قال لك تجيبه هنا.
        وكان حلمي حسين يبكي ويتوسل: "خدني معاك يا مولاي، خدني معاك. دول حيقتلوني".
        وتجاهل فاروق توسلاته، وقال للضابط الذي جاء به: "سلمه للجيش". وخرج به ضابطان، يجرانه ويسندانه، وهو يكاد أن يقع مغشياً عليه، حتى تسلمه الجيش.
        وفي جو القاعة الكئيبة، والضباط يقفون متباعدين، مطرقي الرؤوس، جاء من يعلن وصول سليمان حافظ، وكيل مجلس الدولة، ويحمل وثيقة التنازل.
        يذكر اللواء محمد نجيب: "وقبل الظهر، توجهت إلى بولكلي، مرة ثانية، ومعي جمال سالم وأنور السادات. وأطلعنا على الوثيقة، التي أعدها الدكتور عبدالرزاق السنهوري، رئيس مجلس الدولة، وسليمان حافظ، وكيل هذا المجلس، والتي كانت في صيغة أمر ملكي، يستلهم ديباجته من الدستور. وافقت على الصيغة، بعد إضافة عبارة اقترحها جمال سالم، وأيده فيها الدكتور عبدالرزاق السنهوري، وهي "نزولاً على إرادة الشعب".
        بعد ذلك حمل وكيل مجلس الدولة، سليمان حافظ بك، وثيقة التنازل عن العرش، إلى قصر رأس التين، (وفي رواية أن الذي حملها صلاح الشاهد تشريفاتي رئاسة الوزراء إلا أن الأولى هي الصحيحة) ليوقعها حسب الإنذار الموجه له.
        ذهب الأميرالاي أحمد كامل، ليخبر الملك بحضور وكيل مجلس الدولة، (والذي قيل أن الملك أطلق عليه لقب التمساح العجوز). دخل الملك الصالة وبعد أن، استوثق من قانونية صياغة الوثيقة وقع عليها في الركن الأسفل الأيسر من الورقة، ثم أعاد التوقيع بيد ثابتة في الركن العلوي الأيمن، وسبق ذلك، أن الملك أعاد كتاباً، من نسختين، ضمنه أسماء الأوصياء على العرش حيث أن الدستور ينص على أن يختار الملك الأوصياء على العرش، ويكتب أسماءهم، من نسختين، توضعان في مظروفين، أحدهما في ديوان الملك، والثاني في خزانة مجلس الوزراء، ثم يفتح المظروفان أمام البرلمان".
        وقاد الأميرالاي أحمد كامل الأستاذ سليمان حافظ إلى قاعة كبيرة، ثم مضى ليخبر الملك، وبعد قليل، جاء الملك، وصافح سليمان حافظ. 
وأخرج سليمان حافظ وثيقة النزول عن العرش، وقدمها إليه. وقرأ فاروق فيها بسرعة:
        "نحن فاروق الأول ملك مصر والسودان
        لما كنا نتطلب الخير دائماً لأمتنا، ونبتغي سعادتها ورقيها، ولما كنا نرغب رغبة أكيدة في تجنيب البلاد المصاعب، التي تواجهها، في هذه الظروف الدقيقة. ونزولاً على إرادة الشعب، قررنا النزول عن العرش لولي عهدنا، الأمير أحمد فؤاد. وأصدرنا أمرنا هذا إلى حضرة صاحب المقام الرفيع، علي ماهر باشا، رئيس مجلس الوزراء، للعمل بمقتضاه".
        صدر بقصر رأس التين في 4 ذي القعدة عام 1371- 26 يوليه عام 1952
        وأمسك الملك بالقلم. ووقع في ذيل الوثيقة كالمعتاد، ولكن التوقيع جاء مضطرباً، فقال: الإمضاء واضح؟
        قال سليمان حافظ: نعم
لجنة صياغة تنازل الملك عن العرش King_farouk
        قال الملك: "أحسن أمضي تاني فوق، علشان ييجي إمضاء غير مضطرب" !
        وأبدى الملك فاروق بعض الرغبات، أن يأخذ معه بوللي، وأن تحفظ أمواله لأولاده، فوعد سليمان حافظ بنقل هذه الرغبات إلى رئيس الوزراء وخرج. ولم يبق الملك السابق وحده طويلاً، إذ عاد إليه ضباط الحرس الموجودون، وقد وجدوه يبكى وجسده الضخم يهتز كله. وبكي الضباط وصاح فيهم الملك السابق: "إنتو بتعيطوا ليه؟.. خلاص كفاية".
        وحدَّق الملك السابق في النافذة، ثم قال، وهو يشير إلى المدينة: "إنتوا فاكرين إن "الطينة" دي مش عزيزة علي"؟
        وتقدم الأميرالاي أحمد أبوالنصر قائد الحرس، وقال للملك السابق: "يا مولاي، إحنا كنا عارفين حاجات كثيرة عن الحالة، لكن ما كناش بنقدر نوصَّل لك، وللأسف ما كانش الواحد بيقدر يؤدي واجبه، أكثر من ضابط"، فقاطعه الملك السابق: "بلاش الكلام ده دلوقت يا أبوالنصر، أنا عرفت كل حاجة، لكن متأخر صحيح".
        واستطرد الأميرالاي: يا مولاي، إحنا لنا رجاء، إننا نسلم بوللي للجيش، زي ما سلمنا حلمي حسين".
ورفض الملك قائلاً إن بوللي عزيز عليه، وقد خدمه كثيراً.
        فقال له أحد الضباط: لكن يا مولاي المفروض أن بوللي طلع من السراي. ويبقى الموقف إيه لو الجيش فتش المحروسة ووجده فيها؟
        وأصر الملك السابق على أن يصحب بوللي. وذهب أحد الضباط إلى الحرملك، واقترح على الملكة ناريمان أن تحاول إقناع الملك بترك بوللي. وذهبت إليه الملكة، فما إن رآها حتى قال في صوت جاف: "انتي جاية تعملي إيه"؟
        فعادت من حيث أتت، دون أن تنطق بكلمة، وهي تكتم بكاءها.
        وأسرع أحد الضباط إلى الحجرة التي يجلس فيها بوللي وصاح فيه: "يا أخي انكسف، الراجل جوه مش عايز ياخدك ومكسوف يقول لك، ادخل وقول له إنك مش حتسافر معاه". فرفض بوللي.
        وذهب الضابط مع بوللي، إلى الملك. وانتحى الملك السابق مع بوللي، جانباً في الحجرة برهة، ثم قال الملك: يا جماعة، بوللي جاي معايا، وبيقول إذا ضبطوه حيضرب نفسه بالرصاص.
        فرد الضابط: "يا مولاي، آدي مسدس، وقدامه 300 حجرة، يضرب نفسه في أي حجرة منها".
        وغير فاروق رأيه فجأة. وقال لبوللي: "بلاش يا بوللي. دقيقة من عمرك أحسن".
        وخرج أحد الضباط به من القصر، وسلمه إلى الجيش.
        وعادت الهواجس إلى الملك من جديد، وكان يترك الضباط ورجال السراي الباقين، ليمشي وحده في ردهات القصر، ثم يعود إليهم. وقال لهم مرة: "أعمل إيه في البنات؟. دي مشكلة، وخصوصاً فريال، اللي على وش جواز، دول حيتعبوا سواء سافروا معايا، أو بقوا في مصر".
        واقترح عليه أحد الضباط أن تبقى نادية مع أمها، وأن يأخذ الأميرتين، فريال وفوزية. فأمر بإحضارهن من الحرملك. وقال لفريال:
        ـ يا "فيري" أنا شفت أن فاديه حتستنى هنا، وإنتي وفوزية إيه رأيكم؟
        وبكت فريال، وقالت له: انت لازم مش بتحبنا، علشان ماقلتش DECISION  (قرار)
        وأغرورقت عينا الملك، وقال أنه سيأخذهن جميعاً. ومضت ساعات العصر ثقيلة بطيئة، لم يخل فيها الملك السابق إلى جناحه الخاص إلا قليلاً، أما أكثر الوقت، فقضاه سائراً على قدميه، في ردهات القصر، أو واقفاً عند هذه النافذة، أو تحت هذه الصورة، ورأى الحقائب الكثيرة تُحمل إلى المحروسة، فقال: إيه الشنط دي كلها؟ فقيل له: إنها طعام للرحلة.
        واستطرد: أنا مش عاوز عفش كثير، خدوا لي بدلتين، "خفاف" بس، وكان عدد الحقائب، التي حملتها السفينة، 22 حقيبة فقط، وليس200 حقيبة كما قالت الصحف.
        في نحو الساعة الثانية ظهراً، عاد سليمان بك حافظ، إلى دار الرئاسة، حاملاً وثيقة التنازل، والمظروفين اللذين يحتويان أسماء أعضاء مجلس الوصاية.
        في الساعة 2.45 ظهراً، انصرف رئيس الوزراء إلى داره، استعداداً للقيام بمهمة وداع الملك السابق، عند مغادرته المياه المصرية. وفي خلال هذه الساعات، طفقت إذاعة القاهرة تعلن عن أنباء مهمة تترقب إذاعتها في الساعة السادسة من مساء اليوم، ومع ذلك فلم يعد نزول فاروق عن العرش، ومغادرته البلاد، في مساء اليوم سراً، بل شاع الخبر، منذ الساعة الحادية عشر صباحاً، وراحت المظاهرات تجتاح الإسكندرية هاتفة: "حي على الفلاح جاء وقت الإصلاح، ليحيا نجيب، منقذ البلاد، ومحطم الطغيان". ثم أُعلن أن الوثائق ستذاع، في الساعة الثامنة مساء. 
لجنة صياغة تنازل الملك عن العرش Stanley
        في خلال الساعات، التي سبقت مغادرة الملك للبلاد، في الساعة السادسة، جرت أحداث أخرى منها:
ـ أرسلت وزارة الخارجية برقية عاجلة إلى جميع السفارات، والمفوضيات، والقنصليات المصرية، في الخارج، بنبأ تنازل جلالة الملك فاروق الأول، ملك مصر والسودان، عن العرش، كما تم إبلاغ السفارات والمفوضيات الأجنبية، في مصر، بذلك.
ـ أُعلن أن مجلس الوزراء استولى، بموافقة القيادة، على سلطات الملك الدستورية.
ـ أعلن القائد العام، تنازله عن رتبة الفريق ومرتب الوزير، إذ أنه لم يشأ أن يعارض في قبول اللقب، في حينه، حتى لا يفوت الغرض الأسمى عن حركة الجيش، كما صرح للصحفيين، عن أحداث اليوم، بقوله "لقد بدأنا العمل في جو من الغموض، وكنا نحرص دائماً على استمرار هذا الغموض، حتى لا تتدخل عناصر أجنبية، قد يكون لها أثر غير حميد، أو حادث يكدر الأمن العام."
ـ صدر أمر بمنع أي باخرة من مغادرة الميناء، إلا بعد موافقة القيادة على سفر ركابها، لهذا قدم مدير شركة أدرياتيكا إلى مراقب جوازات السفر والجنسية، اليوزباشي أحمد رياض، كشفاً بأسماء المسافرين على الباخرة أونتريا، اشتمل على اسم أحد الأمراء، وعدد من الشخصيات العامة.
ـ تحركت قوات بحرية بريطانية إلى شرق البحر الأبيض، تشمل الطراد برمنجهام، والمدمرتين سانتس وفاجو، وثلاث فرطاقات، وسفينة نقل الجنود "دبيب"، عليها فصيلة من المشاة، كما تحركت وحدة بحرية من مياه إستانبول، تشمل حاملتي الطائرات، جلوبن وماجنيفيسنت، وثلاث طرادات، وسرب من القاذفات، وصلت جميعها إلى مياه قبرص، استعداد للطوارئ، إذ لم يكن، في يوم 23يوليه، بمياه القناة سوى المدمرة شيفتين.
ـ أُعلن عن الإفراج عن عدد من كبار الضباط، المحتجزين في الكلية الحربية، من دون ذكر أسمائهم، كما أعدت قوائم بأسماء المعتقلين السياسيين القدامى للبت في أمرهم، تمهيداً للإفراج عنهم، كذلك أُفرج عن الصحفيين، علي ومصطفى أمين، صاحبي دار أخبار اليوم. وأُذيع أن اعتقالهما تم بسبب دسيسة خسيسة. وباشرا نشاطهما، على الفور، وزار الأستاذ محمد التابعي، أحد رؤساء تحرير الأخبار، القائد العام لشكره. وبعد عودة علي ماهر إلى القاهرة، دعاهما للاجتماع به، كما أُفرج عن إبراهيم شكري، نائب رئيس الحزب الاشتراكي وكان متهما بالعيب في الملك السابق، كما أُلغي تحديد إقامة صاحب جريدة الزمان، والجورنال ديجبت، إدجار جلاد.
        في الحادية عشرة صباحاً، اتصلت القيادة، تليفونياً، بمطار القاهرة، وسألت عما إذا كانت طائرة شركة ايرفرانس، المسافرة إلى باريس، تحمل كريم ثابت باشا، أو الياس أندراوس باشا، (وهما من خاصة الملك) فعلمت أنها تحمل الاثنين، وأنها حلقت في الجو، قبل خمس دقائق، فصدرت التعليمات بإعادة الطائرة إلى المطار. ونزل الراكبان، وصحبهما أحد ضباط حرس الجمارك إلى وزارة الداخلية. وبعد تفتيش حقائبهما، واستبعاد ما يهم الأمن العام، سُمح لهما بالسفر، (وفي رواية أنه تم ذلك، قبل إقلاع الطائرة، ثم أنهما اعتقلا بعد ذلك، وقدما للمحاكمة)، كما اعتقل أنطون بوللي، حلاق الملك، وسكرتيره للشؤون الخاصة، عقب توقيع التنازل على الرغم من إصرار الملك على اصطحابه، في رحلة المنفى، وكانت الملكة ضالعة في التخلص منه، إذ قالت لحرس القصر: "إن خير ما تفعلونه أن تأخذوا هذا الرجل، وتسلموه لرجال الجيش، يتصرفون في أمره". وقد أُعيد إلى القاهرة في الطائرة، التي أقلت البكباشي عبدالمنعم أمين، وحاول، خلال احتجازه، أن يشي بسيده، متهماً إياه بتهريب كميات من الذهب، ولكن تبين كذبه.
        وفي صباح اليوم، وقبل القبض عليه، سافرت زوجته إلى القاهرة، وسحبت جميع رصيد زوجها من بنك الكريديليونيه، بتوكيل منه، وعادت في مساء اليوم نفسه.
        في الساعة 4.45 عصراً، عاد رئيس الوزراء إلى دار الرئاسة، في بولكلي. وعقب وصوله، وصل القائد العام، واجتمع به لعدة دقائق، غادر الرئيس، بعدها، مكتبه إلى قصر رأس التين، ليكون في وداع الملك، بينما عاد القائد العام إلى مقر قيادته قبل أن يخرج، بصحبة عدد من ضباط القيادة، لوداع الملك.
        وهكذا انقضت المائة ساعة، منذ استسلام رئاسة الأركان في القاهرة، ليلة 23 يوليه، إلى خروج الملك. 
وداع الملك
لجنة صياغة تنازل الملك عن العرش King_farouk
        أراد محمد نجيب أن يكون في وداع الملك، على مرسى رأس التين. ولكن الحشود، التي اعترضت طريقه، في شوارع الإسكندرية، وخطأ السائق، في معرفة الباب الصحيح، جعله يصل متأخراً أربع دقائق، عن رحيل الملك فاروق، في تمام السادسة.
        كان في وداع الملك، على المرسى، علي ماهر، وجيفرسون كافرى، وزوجا شقيقتيه: إسماعيل شرين، ومحمد علي رؤوف، وبعض ضباط الحرس، والجميع في وجوم شديد. وكان الملك ينظر إلى ساعته، بين لحظة وأخرى، حتى أعلنت السادسة فبدأ الرحيل، وهنا عزفت الموسيقى السلام الملكي. ثم أُنزل العلم الملكي. وطواه ضابط، من ضباط الحرس، سلمه إلى علي ماهر، الذي سلمه بدوره إلى الملك، وأطلقت المدفعية 21 طلقة، وأدى حرس الشرف التحية العسكرية، وصافح الملك مودعيه، بينما خدم القصر والمودعون يجهشون بالبكاء.
لجنة صياغة تنازل الملك عن العرش 301534_514711955247359_1646227168_n
        جدير بالذكر أن المحروسة هي أعرق وأفخم اليخوت المصرية، ولعلها، اليوم، أقدم اليخوت الملكية في العالم، على الإطلاق؛ فهي ما زالت منذ نيف ومائة سنة تجوب سواحل البحر الأبيض تحمل ذكريات ثلاثة أجيال، من الزمان لعل أشهرها يوم السادس والعشرين من يوليه 1952 ويوم السادس والعشرون من يونيه 1879، حين أُيقظ الخديوي إسماعيل من نومه، في قصر عابدين، ليسمع نبأ عزله من حكم مصر بفرمان سلطاني.
        ولم يجد بداً من التسليم، وأعد نفسه لأن تحمله المحروسة إلى منفاه، في نابولي ذلك أن الملك إمبرتو، ما أن علم بمأساة صديق أبيه، فكتور عمنويل الثاني، الذي خلفه، قبل عام واحد، حتى أرسل، مرحباً باستضافة العاهل المصري، وأعد له قصر "فافوريتا ببورتيتشى" بضواحي نابولي داراً لإقامته.
        فلما كان يوم الوداع، الثلاثين من يونيه، خرج الخديوي إسماعيل، من قصر عابدين، متكئاً على ذراع ابنه، محمد توفيق، تحملهما عربة تجرها عدة جياد، إلى محطة القاهرة، وتتبعهما عربات، تحمل الحاشية الصغيرة، التي قرر أن تصحبه في منفاه، وسبقتها عربات، ملأت أحمالها قطاراً حديدياً، من فاخر الأثاث والطنافس والتحف باعتبارها ملكاً خاصاً لإسماعيل، وكسرت نساء القصر شيئاً كثيراً، من الآنية الخزفية، والبللورية، والمرايا، والتحف، قُدرت قيمتها بآلاف الجنيهات، تعبيراً عن حزنهن على رحيل صاحب القصر!
لجنة صياغة تنازل الملك عن العرش X2-2_649-396-374-382
        واستقل إسماعيل قارباً نقله إلى المحروسة، وقد تجمع المودعون على ظهرها، من الأعيان، وكبار الجاليات الأجنبية، في الإسكندرية، وأطلقت طابية كوم الدكة مدافعها، كما أطلقت السفينة الإنجليزية العسكرية، زيوبرت التي كانت راسية في الميناء، مدافعها. وانطلقت عشرات الصفارات من السفن الأخرى. وعلى مياه نابولي أقام إسماعيل خمسة عشر يوماً، في المحروسة، ولكن عندما فكر في أن يضمها إليه، أنذرته حكومة القاهرة، وعلى رأسها ابنه الخديوي محمد توفيق، بأنها سوف تقطع عنه المعاش السنوي، الذي كان قد تقرر له، إذا ما فكر في الاستيلاء على المحروسة؛ لأنها من أملاك الدولة، فمن ثم انتقل إلى قصر فافوريتا، المطل على خليج نابولي.
        وتدور الأيام دورة لتودع، على ظهر المحروسة، الحفيد المعزول فاروق، بصحبة ابنه الرضيع، الأمير أحمد فؤاد، في طريقها إلى نابولي، وقيل أنه، في طريقه بعد ذلك، إلى أمريكا، وقيل بل إلى أسبانيا، وكان وزير خارجيتها "مارتان أرتاخو"، قد زار القاهرة، في الرابع والعشرين من إبريل 1952 ولقي حفاوة من الملك وحكومته. رداً لجميل فاروق، حين استضاف، في عام 1944، ملكها المعزول فكتور عمنويل الثالث، وجعل من الإسكندرية  مستقراً له، لحين وفاته، بعد أن تنازل لابنه ألبرتو الثاني، وهكذا تظهر الأسماء نفسها بعد ثلاث وسبعين سنة: المحروسة، نابولي، أحمد فؤاد، فكتور عمنويل، ألبرتو!
        تناول الملك فاروق طعام الغداء، الغداء الأخير، قبل الرحيل، بالجناح الخاص من قصر رأس التين، وجلس معه، على المائدة كريماته الثلاث، من زوجته الأولى الملكة فريدة: فريال، وفوزية، وفادية، وبعض رجال الحاشية المقربين، وما أن انتهى، حتى وقف، وسلم يداً بيد على جميع الخدم الخصوصيين، وودعهم قبل أن يغادر قاعة الطعام، ومع الصمت، الذي كان يلف بالقصر، كانت هناك حركة دائبة لإعداد مطالب الرحلة، وقيل أن عدد الحقائب، التي أعدت على عجل، لنقلها إلى المحروسة، بلغ (204) حقيبة.
        وكأنما كانت المحروسة على موعد لهذه الرحلة التاريخية، لأنها، في يوم 20 من الشهر، وقبل ثلاثة أيام من الليلة التاريخية، أُدخلت إلى الحوض الجاف، لاختبار بعض آلاتها، وهو إجراء يتم عادة قبل الإعداد لرحلة طويلة، فلما كان يوم 23، وأعلنت بعض القيادات البحرية ولاءها للحركة، غادرت المحروسة مرساها، في الميناء الخارجي، على الشمندورة. ومُنع الاقتراب منها.
        في الساعة الخامسة مساء 26 يوليه 1952 وصلت المحروسة إلى مرساها أمام قصر رأس التين. 
السلاح البحري
لجنة صياغة تنازل الملك عن العرش 754874
    كان ولاء السلاح البحري موضع شك؛ لهذا كان هدف القائمين بالحركة تجنيب هذا السلاح أية مواجهة؛ فلم تحاول الحركة ضم أي من رجال البحرية إلى الخلايا السرية للضباط الأحرار؛ ذلك أن طبيعة السلاح البحري تختلف، عن بقية الأسلحة، في أية قوات مسلحة، فهو أكثر الأسلحة ولاء لرئيس الدولة، لاسيما في الدول الملكية؛ لأنه ينفرد بخصائص معينة؛ فهو يعمل على حدود الدولة، فمن ثم لا يشارك أسلحة الجيش الأخرى، في مناورات عسكرية، ولا في لقاءات اجتماعية وهو السلاح الوحيد، الذي تسمح التقاليد الدولية بأن يقوم بزيارات لأراض أجنبية، ويُسمح لقيادة الميناء، التي يزورها بالصعود إلى ظهر السفينة الحربية الزائرة، باعتبارها ضيف الميناء.
        وعندما قامت الحركة، ليلة 23 يوليه، كان عدد قطع الأسطول في زيارات لبعض المواني الأجنبية، فكانت سفينة التدريب "دمياط" في زيارة، لميناء لشبونة، بالبرتغال. وغادرته على الفور. وكانت النسافات "فاروق"، و"أبو قير"، و"رشيد" في زيارة لعدد من مواني البحر الأبيض، كان آخرها ميناء بنغازى بليبيا، التي وصلت إليها، في يوم 21 يوليه، وأقام الملك السنوسي حفل تكريم لضباطها، وكان عليها 54 ضابطاً، و500 من مختلف الرتب. وبعد قيام الحركة، عادت إلى الإسكندرية، بناء على  تعليمات لاسلكية، أما اليخت "فخر البحار"، الذي كان من ممتلكات الملك الخاصة، فقد أبحر، قبيل الحركة، في يوم 17 يوليه إلى نابولي، للاشتراك في مسابقة لليخوت. أما الطراد "إبراهيم الأول"، وقائده القائمقام سليمان عزت، فكان في مياه الإسكندرية، عندما قامت الحركة. وفي ليلة24، تحرك من الميناء إلى شاطئ المنتزه، وظل في وضع يسمح له بحراسة القصر، بينما وجَّه مدافعه إلى القطع البحرية الأخرى، الموجودة خارج الميناء.
        تؤكد رواية صحفية أن القائمقام سليمان عزت حضر إلى الميناء، في ساعة متأخرة من ليلة24، وصعد إلى السفينة، وأمر ضباطها بالتحرك إلى شاطئ المنتزه. ولما عارضه بعض الضباط رد بأنه يتلقى أوامره من القصر مباشرة، وفي صباح اليوم التالي، اقترب زورق يحمل علماً، من أعلام نادي اليخوت الملكية، وعليه أنطون بوللي، وصعد إلى السفينة، وبعد قليل، نقل إلى الزورق جهاز لاسلكي. وعاد الزورق إلى القصر؛ فكان الجهاز حلقة الاتصال، بين السفينة والقصر، ثم اتصل القصر بقائد السفينة (صباح 25 أو 26)، وأبلغه تحرك قوات الجيش؛ فانسحبت السفينة إلى الميناء، ثم قدم قائدها استقالته من السلاح، ولكنها لم تُقبل. ونقل القائمقام سليمان عزت إلى إدارة الكلية البحرية (تولى بعد ذلك قيادة السلاح البحري).

        وكان الذي قاد المحروسة بالفعل، (استجابة لطلب الملك)، هو الأميرالاي بحري جلال الدين علوبة بك، قائد اليخوت الملكية. وكان الملك قد أنفق على تجديدها، نحو مليون جنيه، في تاريخ سابق، مما أثار ضجة في لجنة الميزانية، بمجلس النواب حينذاك.


لجنة صياغة تنازل الملك عن العرش 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
لجنة صياغة تنازل الملك عن العرش
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سجود الشمس تحت العرش ودعوى العلوم الحديثة!
» صفة الحج والزيارة من موقع لجنة الحج
» سورة الملك
» اسم الله "الملك"
» قصة الملك والخـــادم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الأحداث الفارقة في حياة الدول :: ثورة يوليو ١٩٥٢م :: ثورة 23 يولـيو 1952م-
انتقل الى: