أول إفطار.. أهلاً بكِ في عالم الكبار
إعداد / لبنى ياسين
من منا من بنات حواء لم تمر بأول إفطار لها في رمضان عندما فاجأتها أيام العذر الشرعي بأنها ستكون وحدها معفية من الصيام بين أهل الدار الصائمين.
ومن منا لم تمر بموقف من المواقف الطريفة حيناً والمحرجة أحياناً وهي تمضغ هذه اللقمة أو تشرب هذا الكوب... وتحاول الاختباء بعذرها والتواري عن الأعين الفضولية...
خاصة صغار القوم من متصيدي الفضائح دون قصد ولا معرفة.
بعض البنات بُحن لـ ”حياة“ عن مواقف كانت في حياتهن في منتهى الإحراج فكانت هذه الاستراحة الطريفة:
للذكور أيضاً:
تقول "لين": من سوء حظي أنني تعرضت للعذر الشرعي أول مرة في رمضان، وكانت مفاجأة لأمي فأنا لم أتجاوز الصف السادس بعد، مما اضطرها إلى إرسال أخي الذي يصغرني بثلاث سنوات إلى البقالة مع ورقة كتب عليها محارم نسائية، يبدو أن أخي لم يكلف نفسه قراءة الورقة، لكنه عندما وصل إلى البيت أخذ يصرخ مطالباً بحصته من هذه العلبة الملونة (على باله أنها شوكولاته أو بسكويت)، ولما رفضت أمي إعطاءه منها ركض يشكوني إلى أبي بأني أخذت الحلويات كلها لي، لولا الخجل لقلت له (مبارك عليك... خليها لك).
حجة كيميائية:
أما "رنا" فهي تخبرنا عن أحد المواقف التي تعرضت لها في رمضان: حين دخل أخوها الصغير إلى المطبخ فجأة ووجدها تأكل بكل برود، فصرخ... أنت فاطرة وعاملة نفسك صايمة؟
ومن حسن الحظ أن دماغها أسعفها بحجة سريعة، فقالت له: (مُدرسة العُلوم أجبرتني على الإفطار... اليوم في حصة الكيمياء في المختبر ابتلعت دون قصد حِمضاً كيميائياً وكان لابد من شرب الماء بعده لكي لا يثقب معدتي).
شاي ساخن من أمس:
تقول "ميساء" إنها تعرضت للمغص بسبب الدورة وكان لابد من شرب كوب ساخن من الشاي، فانتهزت فرصة انشغال الجميع وأحضرتها سراً وهربت بها إلى غرفتها، لكنها فوجئت بأخيها يدق الباب مستأذناً بالدخول فأخفيت الكوب تحت الكنبة، وعندما دخل رأى خيطاً من الدخان يخرج من تحت الكنبة، فمد رأسه ليرى كوب الشاي، فسأل مستغرباً لمن هذا؟... فما كان منها إلا أن أجابت دون تفكير... هذا من السحور، فابتسم بخبث قائلاً: وما زال ساخناً منذ البارحة!!!
متلبسة بحالة تذوق:
أما "جمانا" فإن أمها كانت تستعين بها أثناء العذر الشرعي للاطمئنان إلى حالة الملح والحمض والذي منه، لكنها في كل مرة تتذوق فيها الطعام لأمها يضبطها أحد أفراد المنزل في حالة تلبس بالمضغ...
تضيف "جمانة":
(حلفت أني ما أذوق شيئ وأنا فاطرة).
خلوف فمي... ثوم:
ضحكت "مها" طويلاً وهي تتذكر، لدى عودتها من المدرسة كانت جائعة، وبما أنها فاطرة وبإمكانها أن تأكل فقد (سرقت) طبق اللبن بخيار من البراد، ذلك أنه خفيف ويسكت الجوع، وليس له رائحة الطبخ... إلا أنها نسيت شيئاً مهماً، أنه يحضر بالثوم.
وتضيف "مها":
(اليوم الوحيد في حياتي الذي التزمت فيه أنا المعروفة بالثرثرة الصمت طوعاً، وليت الأمر وقف عند هذا الحد...
بل إنني حاولت ألا أخرج من غرفتي كثيراً، وعندما آذتني أختي الصغيرة لم أرد عليها خوفاً من أن تكتشف الرائحة لأنها وكالة أنباء متنقلة، بل قلت لها بكل براءة بعد أن أدرت وجهي بعيداً عنها... اللهم إني صائم).