منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 لطائف من خواطر الشيخ محمّد متولّي الشّعراوي (4)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48824
العمر : 71

لطائف من خواطر الشيخ محمّد متولّي الشّعراوي (4) Empty
مُساهمةموضوع: لطائف من خواطر الشيخ محمّد متولّي الشّعراوي (4)   لطائف من خواطر الشيخ محمّد متولّي الشّعراوي (4) Emptyالسبت 27 أبريل 2013, 12:50 am

46- (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ...) البقرة: 275.
ما المناسبة بين هذه الصورة وبين عملية الربا؟
إن أردنا في الآخرة ميزة وسمة، فساعة ترى واحداً مصروعاً فاعرف أنه من أصحاب الربا، وفي الدنيا تجد أيضاً أن له حركة غير منطقية كيف؟

انظر إلى العالم الآن كيف يعيش في ظل النظام الربوي في حركة هستيرية تدل على أنه كون غير مستريح، كون غير منسجم مع طموحاته وابتكاراته.

لقد أصبح الناس يرون أن المال هو كل شيء حتى صار هدفا وتعلق الناس به...

وفي الحق أنّ المال لا ينفع أن يكون غاية بل هو وسيلة.

فإن فقد وسيلته وأصبح غاية فلا بد أن يفسد الكون.

ومن العجيب أن نجد القوم الذين صدروا لنا النظام الربوي يحاولون الآن جاهدين أن يتخلصوا منه، لا لأنهم ينظرون إلى هذا التخلص على أنه طهارة دينية، ولكن لأنهم يرون أن كل شرور الحياة ناشئة عن هذا الربا. وليست هذه الصيحة حديثة عهد بنا.

فقديما من عام 1950م وضع رجل الاقتصاد العالمي "شاخت" في ألمانيا تقريره بأن الفساد كله ناشئ من النظام الربوي، وأن هذا النظام يضمن للغني أن يزيد غنى، وما دام هذا النظام قد ضمن للغني أن يزيد غنى، فمن أين يزداد غنى؟

لاشك أنه يزداد غنى من الفقير.

إذن فستئول المسألة إلى أن المال سيصبح في يد أقلية في الكون تتحكم في مصائره كلها ولاسيما المصائر الخلقية.

وهناك رجل اقتصاد آخر هو "كينز" الذي يتزعم فكرة "الاقتصاد الحر" في العالم يقول قولته المشهورة:
إن المال لا يؤدي وظيفته في الحياة إلا إذا انخفضت الفائدة إلى درجة الصفر.

ومعنى ذلك أنه لا ربا.

- وإذا ما نظرنا إلى عملية عقد الربا في ذاتها وجدناها عقداً باطلاً؛ لأن كل عقد من العقود إنما يوجد لحماية الطرفين المتعاقدين، وعقد الربا لا يحمي إلا الطرف الدائن فقط، وهناك أمر خلقي آخر وهو أن الإنسان لا يعطي ربا إلا إذا كان عنده فائض زائد على حاجته.

ولا يأخذ إنسان من المرابي إلا إذا كان محتاجاً.

فانظروا إلى النكسة الخلقية في الكون.

إن المعدم الفقير الذي لا يجد ما يسد جوعه وحاجته يضطر إلى الاستدانة، وهذا الفقير المعدم هو الذي يتكفل بأن يعطي الأصل والزائد إلى الغني غير المحتاج.

إنها نكسة خلقية توجد في المجتمع حقداً، وتقضي على بقية المعروف وقيمته بين الناس، وتنعدم المودة في المجتمع.

والحق سبحانه وتعالى يريد أن يطهر حياة الاقتصاد للناس طهارة تضمن حِلّ ما يطعمون، وما يشربون، وما يكتسون، حتى تصدر أعمالهم عن خليات إيمانية طاهرة مصفاة؛ فينشأ عنهم الخير.

إن الحق سبحانه وتعالى يريد أن يسيطر على الاقتصاد عناصر ثلاثة:

العنصر الأول:

الرفد والعطاء الخالص، فيجد الفقير المعدم غنيا يعطيه، بقانون الحق غير المعلوم أي الصدقة.

العنصر الثاني:

يكون بحق الفرض وهو الزكاة.

العنصر الثالث:
هو بحق القرض وهو المداينة.


47- (...فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ...) البقرة: 275.
أي أن له ما سبق وما مضى قبل تحريم الربا.

وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ: إن مثل هذا الإنسان ربما قال: سأنهار اقتصاديا ومركزي سيتزعزع، وسأصبح كذا وكذا.

لا. اجعل سندك في الله، ففي الله عوض عن كل فائت، هو سبحانه لا يريد أن يزلزل مراكز الناس، ولكن يريد أن يقول لهم: إنني إن سلبتكم نعمتي فاجعلوا أنفسكم في حضانة المنعم بالنعمة.

وما دمت قد جعلت نفسك في حضانة المنعم بالنعمة، إذن فالنعمة لا شيء؛ لأن المنعم عوض عن هذه النعمة.

48- (... فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ...) البقرة: 279.
أما حرب الله فلا نقول فيها إلا قول الله: {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ} المدثر: 31.

ولا يستطيع أحد أن يحتاط لها.

وأما حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذه هي الأمر الظاهر.

كأن الله سبحانه وتعالى يجرد على المرابين تجريدة هائلة من جنوده التي لا يعلمها إلا هو، وحرب رسول الله جنودها هم المؤمنون برسوله، وعليهم أن يكونوا حربا على كل ظاهرة من ظواهر الفساد في الكون؛ ليطهروا حياتهم من دنس الربا.

49- (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ...) البقرة: 282.

إنه تشريع سماوي، يقول لك:

اكتب الديْن، ولا تقل: "نحن أصدقاء" فقد يموت واحد منكما فإن لم تكتب الدّيْن حرجاً فماذا يفعل الأبناء، أو الأرامل، أو الورثة؟

إذن فإلزام الحقّ بكتابة الديْن هو تنفيذ لأمر من الله يحقق رفع الحرج بين الأحباء، ويظن كثير من الناس أن الله يريد بالكتابة حماية الدائن...

لا، إن المقصود بذلك والمهم هو حماية المدين، لأن المدين إن علم أن الديْن عليه موثق حرص أن يعمل ليؤدي ديْنه، أما إذا كان الدين غير موثق فمن الجائز أن يكسل عن العمل وعن سداد الديْن.

وبذلك يحصل هو وأسرته على حاجته مرة واحدة، ثم يضن المجتمع الغني على المجتمع الفقير فلا يقرضه؛ ويأخذون عجز ذلك الإنسان عن السداد ذريعة لذلك، ويقع هذا الإنسان الذي لم يؤد دينه في دائرة تحمل الوزر المضاعف، لأنه ضيّق باب القرض الحسن.

- ومن الذي يكتب الدّيْن؟
انظر الدقة:
لا أنت أيها الدائن الذي تكتب، ولا أنت أيها المدين، ولكن لابد أن يأتي كاتب غير الاثنين، فلا مصلحة لهذا الثالث من عملية الدين.

- (وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ).

وفي ذلك إيضاح بأن الإنسان الذي يعرف الكتابة إن طُلب منه أن يكتب ديْناً ألا يمتنع عن ذلك، لماذا؟

لأن الآية -آية الديْن- قد نزلت وكانت الكتابة عند العرب قليلة، كان هناك عدد قليل فقط هم الذين يعرفون الكتابة، فكان هناك طلب شديد على من يعرف الكتابة.

- (كما علّمه الله...).

أي أنّ الله أحسن إليه وعلمه الكتابة دون غيره، فكما أحسن الله إليه بتعلم الكتابة فليحسن ولْيُعَدِّ أثر الكتابة إلى الغير.

وليست المسألة مسألة كتابة فقط، إنما ذلك يشمل ويضم كل شيء أو موهبة خص الله بها فرداً من الناس من مواهب الله على خلقه؛ فالمؤمن هو من يعمل على أن يعدي أثر النعمة والموهبة إلى الغير، وبذلك يشيع الخير ويعم النفع لأنك إن أخذت موهبة فستأخذ موهبة واحدة تكفيك في زاوية واحدة من زوايا حياتك، وعندما تعديها للجميع وتنقلها إليهم فيعدي الجميع مواهبهم المجتمعة لمصلحتك، فأيهما أكسب؟

- (فليكتب...)

لأن الإنسان إذا ما كان هناك أمر يقتضي منه أن يعمل، والظرف لا يحتمل تجربة، فالشرع يلزمه أن يندب نفسه للعمل ويتطوع ولو لم يُطلب منه.

وهذه علة الأمرين الاثنين، وما دامت الكتابة للتوثيق في الدَّيْن؛ فمن الضعيف؟ إنه المدين، والكتابة حجة عليه للدائن، فيحدد الله الذي يملل:
أي يملي الصيغة هو الذي عليه الديْن.

- (وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ...).

ولماذا لا يملي الدائن؟ لأن المدين عادة في مركز الضعف، فلعل الدائن عندما تأتي لحظة كتابة ميعاد السداد فقد يقلل هذا الميعاد، وقد يخجل المدين أن يتكلم ويصمت؛ لأنه في مركز الضعف.

ويختار الله الذي في مركز الضعف ليملي صيغة الديْن، يملي على راحته، ويضمن ألا يُؤخذ بسيف الحاجة في أن موضع من المواضع.

- (وَاسْتَشْهِدُواْ...)

نستشهد ونكتب، لأنه سبحانه يريد بهذا التوثيق أن يؤمّن حركة الحياة الاقتصادية: (وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ مِّن رِّجَالِكُمْ).


ولماذا قال الحق: شَهِيدَيْنِ ولم يقل شاهدان؟
لأن مطلق شاهد قد يكون زوراً، لذلك جاء الحق بصيغة المبالغة.

كأنه شاهد عرفه الناس بعدالة الشهادة حتى صار شهيدا.

إنه إنسان تكررت منه الشهادة العادلة؛ واستأمنه الناس على ذلك، وهذا دليل على أنه شهيد.

وإن لم يكن هناك شهيدان من الرجال فالحقّ يحدّد لنا.

- (فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَآءِ أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى...)

وعلل الحق مجيء المرأتين في مقابل رجل بما يلي:
أن الأصل في المرأة ألا علاقة لها بمثل هذه الأعمال، وليس لها شأن بهذه العمليات، فإذا ما اضطرت الأمور إلى شهادة المرأة فلتكن الشهادة لرجل وامرأتين؛ لأن الأصل في فكر المرأة أنه غير مشغول بالمجتمع الاقتصادي الذي يحيط بها، فقد تضل أو تنسى إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى، وتتدارس كلتاهما هذا الموقف، لأنه ليس من واجب المرأة الاحتكاك بجمهرة الناس وبخاصة ما يتصل بالأعمال.

- (وَلاَ يَأْبَ الشُّهَدَآءُ إِذَا مَا دُعُواْ ...)

فكما قال الحق عن الكاتب ألا يمتنع عن توثيق الديْن، كذلك الشهادة على هذا الديْن.

وكيف تكون الشهادة، هل هي في الأداء أو التحمل؟

إن هنا مرحلتين: مرحلة تحمل، ومرحلة أداء.

وعندما نطلب من واحد قائلين:
تعال اشهد على هذا الديْن، فليس له أن يمتنع، وهذا هو التحمل، وبعدما وثقنا الديْن، وسنطلب هذا الشاهد أمام القاضي، والوقوف أمام القاضي هو الأداء.

وهكذا لا يأبى الشهداء إذا ما دعوا تحملا أو أداءً.

لكن الحق سبحانه وتعالى يعلم أن كل نفس بشرية لها مجال حركتها في الوجود ويجب ألا تطغى حركة حدث على حدث، فالشاهد حين يُستدعى ليتحمل أولا أو ليؤدي ثانيا ينبغي ألاّ تتعطل مصالحه؛ إن مصالحه ستتعطل؛ لأنه عادل، ولأنه شهيد.

لذلك يضع الله لذلك الأمر حداً فيقول:
- (وَلاَ يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ...)

إذن فالشهادة هنا تتطلب أن نحترم ظرف الشاهد.

فإن كان عند الشاهد عمل أو امتحان أو صفقة أو غير ذلك، إن الشاهد يمكنه أن يذهب إلى أمره الضروري الذي يجب أن يفعله، فلا يطغى حدث على حدث، لذلك علينا أن نبحث عن شاهد له قدرة السيطرة على عمله بدرجة ما.

وإن لم نجد غيره، فماذا يكون الموقف؟
لقد قال الحق: (وَلاَ يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ)

إذن فعلينا أن نبحث له عن "جُعْل" يعوض عليه ما فاته، فلا نلزمه أن يعطل عمله وإلا كانت عدالته وَبالاً عليه، لأن كل إنسان يُطلب للشهادة تتعطل أعماله ومصالحه.

والله لا يحمي الدائن والمدين ليضر الكاتب أو الشهيد.

ولذلك أخذت القوانين الوضعية من القرآن الكريم هذا المبدأ، فهي إن استدعت شاهدا من مكان ليشهد في قضية فإنّها تقوم له بالنفقة ذهابا وبالنفقة إيابا، وإن اقتضى الأمر أن يبيت فله حق المبيت وذلك حتى لا يضار، وهو يؤدي الشهادة، وحتى لا يتعطل الشاهد عن عمله أو يصرف من جيبه.

وقوله الحق لكلمة: يُضَآرَّ: فمن الممكن أن تأتي الكلمة على وجهين في اللغة، مرة بمعنى أن الضرر يقع على الكاتب أو الشهيد كما شرحنا ومرة أخرى بمعنى أن يقع الضرر من الكاتب فيكتب غير الحق، أو أن يقع الضرر من الشهيد فيشهد بغير العدل.

وفيما سبق علمنا أن الله سبحانه وتعالى قد أعطى الديْن هذه العناية ليضمن للحياة حركتها الطاهرة السليمة.

50- (لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا...) البقرة: 286.

وكثير من الناس يخطئون التفسير؛ فيقولون عن بعض التكاليف:
إنها فوق وسعهم.. ولهؤلاء نقول لهم لا تحدد أنت الوسع، ثم تقيس التكليف عليه، بل انظر هل كلفك أو لم يكلفك؟ فإذا كان قد كلفك الحق فاحكم بأنه كلفك بما في الوسع.

وبدليل أيضاً أنه لو لم يكن في الوسع لما تطوع أناس بالزيادة، فالله فرض على كل مسلم بالصلاة خمسة فروض كل يوم لكن هناك أناساً تتطوع بأكثر بالنوافل... وكلف سبحانه كل مسلم بالصوم شهراً، ألا يوجد من يصوم ثلاثة أشهر؟ ومثل هذا في الزكاة؛ فهناك من كان يخرج عن ماله كله لله، ولا يقتصر على ما يجب عليه من زكاة.
يتبع إن شاء الله...



لطائف من خواطر الشيخ محمّد متولّي الشّعراوي (4) 2013_110


عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الأربعاء 05 مايو 2021, 5:10 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48824
العمر : 71

لطائف من خواطر الشيخ محمّد متولّي الشّعراوي (4) Empty
مُساهمةموضوع: رد: لطائف من خواطر الشيخ محمّد متولّي الشّعراوي (4)   لطائف من خواطر الشيخ محمّد متولّي الشّعراوي (4) Emptyالسبت 27 أبريل 2013, 1:02 am

51- (لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ...) البقرة: 286.
الفرق بين كلمة  "كسب" والتي تأتي نتيجة أمر طبيعي:

"اكتسب" فيها "افتعل" أي تكلف، وقام بفعل أخذ منه علاجاً.

إذن فـ "كسب" غير "اكتسب" وكل أفعال الخير تأتي كسباً لا اكتساباً.

مثال: إنسان يأكل من ماله، أو من مال أبيه، إنه يأكل كأمر طبيعي، أما من يدخل بستاناً ويريد أن يسرق منه فهو يتكلف ذلك الفعل، ويريد أن يستر نفسه، فصاحب الشر يفتعل، أما صاحب الخير فإن أفعاله سهلة لا افتعال فيها..

والمصيبة الكبرى عندما لا يحتاج الشر إلى افتعال؛ لأن صاحبه يصير إلى بلادة الحس الإيماني، وتكون الشرور بالنسبة إليه سهلة؛ لأنه تعود عليها كثيراً، ويقول الحق: (بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيـئَتُهُ) إن الخطيئة تحيط به من كل ناحية، ولم يعد هناك منفذ، وهو لا يفتعل حتى صارت له ملكة في الشر.

مثال: اللص مثلاً في بداية عمله يخاف ويترقب، لكن عندما تصبح اللصوصية مهنته فإنه يحمل أدوات السرقة ويصير حسه متبلداً.

والذي يلعب الميسر، أو طوقته خطيئة الفحش قد يقول فرحاً: "كانت سهرة الأمس رائعة"، أما الذي يرتكب الخطأ لأول مرة فإنه يقول: "كانت ليلة سوداء يا ليتها ما حدثت"، ويظل يؤنب نفسه ويلومها؛ لأنه تعب وأرهق نفسه؛ لأنه ارتكب الخطأ.

ففي المرحلة الأولى من الشر يكون أهل الشر في حياء من فعل الشر، وذلك دليل على أن ضمائرهم وقلوبهم مازال فيها بعض من خير، لكن عندما يعتبرون الشر حرفة وملكة فهنا المصيبة، وتحيط بكل منهم خطيئة وتطوقه ولا تجعل له منفذاً إلى الله ليتوب.

52-  (نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ) آل عمران: 3.
يجب أن نلتفت إلى أن الحق قال عن القرآن: "نَزَّل" وقال عن التوراة والإنجيل: "أنزل".

لقد جاءت همزة التعدية وجمع -سبحانه- بين التوراة والإنجيل في الإنزال، وهذا يوضح لنا أن التوراة والإنجيل إنما أنزلهما الله مرة واحدة، أما القرآن الكريم فقد نَزَّله الله في ثلاث وعشرين سنة منجماً ومناسباً للحوادث التي طرأت على واقع المسلمين، ومتضمناً البلاغ الشامل من يوم الخلق إلى يوم البعث.

وللقرآن نزولان اثنان:
الأول: إنزال من "أنزل" وهذا ما أنزله الله في ليلة القدر أي أن القرآن نزل من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا ليباشر مهمته في الكون.

الآخر: تنزيل من "نَزّل".

أي  من الكتاب الكريم الذي أنزله الله في ليلة القدر إلى السماء الدنيا ينزلُ منجماً في ثلاثة وعشرين عاماً على حسب الأحداث التي تتطلب تشريعاً.

53- (... مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ...) آل عمران: 7.
فالمُحكم:
هو ما لا تختلف فيه الأفهام؛ لأن النص فيه واضح وصريح لا يحتمل سواه.

والمُتشابه:
هو الذي نتعب في فهم المراد منه، ومادمنا سنتعب في فهم المراد منه فلماذا أنزله؟

إن المُتشَابه من الآيات قد جاء للإيمان به، والمُحْكَم من الآيات إنما جاء للعمل به، والمؤمن عليه دائماً أن يرد المُتشَابِه إلى المُحْكَم.

54-  (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ...) آل عمران: 14.
فمن المزين؟ إن كان في الأمر الزائد على ضروريات الأمر، فهذا من شغل الشيطان، وإن كان في الأمر الرتيب الذي يضمن استبقاء النوع فهذا من الله.

وأنت -أيها العبد- حين تنظر إلى أي شهوة من هذه الشهوات فلسوف تجد أنه من الممكن أن توجِّهها وِجهة خير.

فالإنسان يحبّ الأولاد والمؤمن يحب أن تكون ذريته قدوة سلوكية فيدعو: (ربّنا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً) الفرقان: 74.

والذي يحب الخير يمكن أن يوجه هذا الحب إلى الخير،...


55- (... وَالْمُنْفِقِينَ...) آل عمران: 17.
التأمين الحقيقي.
كلمة أنفق و "نفق"، مأخوذة من كلمة "نفق الحمار" أي مات و"نفقت السوق" أي انتهت بضائعها واشتراها الناس ولم يبق منها شيء.

و "نفقة" مأخوذة من هذا المعنى لتشعرنا بأن الإنسان حين ينفق فهو يُميت ما أنفقه من نفسه، فلا يتذكر أنه أنفق على فلان كذا...

أي يعلم يقينا أن ما أنفقه هو رزق من أنفقه عليهم وليس له إلا أجر إيصاله إليهم فلا مَنّ، ولا إذلال.

"والنفقة"، تقتضي وجود منفق، ومنفقا عليه، ومنفقاً به.

المنفق كما نعرف هو المؤمن الذي عنده فضل مالٍ، والمنفق عليه هو الفقير، والمنفَق به هو الخيرات.

ومن أين تأتي هذه الخيرات؟ إنها تأتي نتيجة الحركة في الحياة، وحركة المتحرك في الحياة تقتضي قدرة، فإذا كان الإنسان عاجزاً ولا يجد القدرة على الحركة، فمن أين يعيش، إن الله لا بد أن يضمن له في حركة القادر ما يعوله.

لقد جعل الله القدرة عرضاً من أعراض الحياة، لذلك فهو عرضة لأن يصير غدا من العاجزين، ويقول القادر لنفسه: "عندما أصبح عاجزاً سوف أجد من يعطيني".

أليس ذلك هو التأمين الحق؟
إنه تأمين المؤمن، فالمنفق هو الذي يُؤَمِّنُ لغير القادر حركته في الحياة ضماناً لنفسه حين لا يقدر؛ أو استثماراً مضاعفاً عند الله، وهؤلاء المنفقون الذين يَسَعُونَ العاجزين بفضل ما لديهم، يظهرون حكمة الله في الوجود، لأن الله ما دام قد خلقنا وفينا القادر والعاجز، فقد أراد الله لنا أن نعرف أن القدرة ليست لازمة في الخلق.

فلابد للمؤمن أن يتمسك بالقيوم الذي يقيم له القدرة.

56- (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلاَمُ...) آل عمران: 19.
الإسلام دين شائع، والمسلمون كلمة شائعة في الأديان، وبذلك لا يقف الإسلام عند رسالة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام فقط، إنما الإسلام خضوع من مخلوق لإله في منهج جاء به رسل مؤيدون بالمعجزات.

إلاّ أن الإسلام بالنسبة لهذه الرسالات كان وصفاً، لكن أمة محمد صلى الله عليه وسلم تميزت بديمومة الوصف لدينها فصار الإسلام  علماً لها، لأن رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم تضمنت منتهى ما يوجد من إسلام في الأرض، ولذلك نقول: "نحن مسلمون" أما أصحاب الديانات الأخرى فهم أيضاً مسلمون لكن بالوصف فقط.

إن الحق قد أورد على لسان سيدنا إبراهيم بالوضوح الكامل: (هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ).

ولم يقل الحق: "هو وصفكم بالمسلمين".

57- (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُمْ مُّعْرِضُونَ) آل عمران: 23.
إنها لفتة جميلة تبين لنا أن الكتاب كله لم يبق لهم، إنما الذي وصل وانتهى إليهم جزء بسيط من الكتاب، فكأن هذه الكلمة تنبه الرسول والسامعين له أن يعذروا هؤلاء القوم حيث لم يصلهم من الكتاب إلا جزء يسير منه.

كما أن الحق قد أوضح أن بعضهم كتم بعضاً من الكتاب في قوله: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} البقرة: 146.

وما دام هناك من كتم بعضا من الكتاب فمعنى ذلك كتمانه عن المعاصرين له، وهناك أناس منهم مخدوعون، فشيء من الكتاب قد نسى، وبالتالي مسح من الذاكرة، وهناك شيء من الكتاب قد كتم، فصار معلوماً عند البعض، وغير معلوم عند البعض الآخر، وحتى الذي لم يكتموه، جاء فيه القول الحكيم: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللًّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} آل عمران: 78.

إذن فالكتاب الذي أنزل إليهم من الله قد تعرض لأكثر من عدوان منهم، ولم يبق إلا حظ من الكتاب، وهذا الحظ من الكتاب هو الذي يجادل القرآن به هؤلاء الناس، إن القرآن لا يجادلهم فيما تبدل عندهم بفعل أحبارهم ورهبانهم السابقين، ولكنه يجادلهم بالنصيب الذي أوتوه ومع ذلك لا يتحاكموا إليه كحادثة الزنا والحد فيها, ولا يؤمنوا بما فيه من اتباع الرسول المنتظر (محمد عليه السلام).

58- (قُلِ اللَّهُمَّ...) آل عمران: 26.
{إن كلمة "اللهم" وحدها فيها عجب من العجائب اللغوية، إن القرآن قد نزل باللسان العربي, وأمة العرب فصيحة اللسان والبيان والبلاغة، وشاء الحق أن يكون للفظ الجلالة "الله" خصوصية فريدة في اللغة العربية.

فمن حق العباد أن يقولوا: "يا الله" :بينما اللغة العربية تضع قاعدة واضحة وهي ألا يُنادي ما فيه أداة التعريف، مثل "الرجل" بـ "يا" فلا يقال: "يا الرجل" "يا العباس".

ولنا أن نلحظ أن العرب من كفار قريش وهم أهل فصاحة لم يفطنوا إلى ذلك، فكأن الله يرغم حتى الكافرين بأن يجعل للفظ الجلالة تميزاً حتى في أفواه الكافرين فيقولون مع المؤمنين: "يا الله".

وأيضا ما رأينا في لغة العرب عَلَماً دخلت عليه "التاء" كحرف القسم إلا الله، فإننا نقول "تالله"، ولم نجد أبداً مَنْ يقول "تزيد" أو "تعمرو".

إننا لا نجد التاء كحرف قسم إلا في لفظ الجلالة.

ولا نجد أيضاً عَلَمَاً من الأعلام في اللغة العربية تحذف منه "يا" في النداء وتستبدل بالميم إلا في لفظ الجلالة فنقول: "اللهم" كل ذلك ليدل على أن اللفظ في ذاته له خصوصية المسمى.

"قل اللهم" وكأن حذف حرف النداء هنا يُعلمنا أن الله هو وحده المستدعى بدون حرف نداء.


59- (... مَالِكَ الْمُلْكِ ...) آل عمران: 26.
فالملكية بالنسبة للإنسان تتلخص في أن يملك الإنسان شيئاً فيصير مالكاً، وإنسان آخر يوليه الله على جماعة من البشر فيصير مَلِكاً، هذا في المجال البشرى.

أما في المجال الإلهي، فإننا نُصعد لنرى من يملك كل مالك وملك، إنه الله سبحانه وتعالى.

ولا يظن أحد أن هناك إنساناً قد ملك شيئاً أو جاهاً في هذه الدنيا بغير مراد الله فيه, فإذا انحرف العباد, فلا بد أن يولى الله عليهم ملكاً ظالماً، لماذا؟

لأن الأخيار قد لا يحسنون تربية الناس, وكأن الحق سبحانه يقول:
يأيها الخيِّر ضع قدماً على قدم ولا تلوث يدك بأن تنتقم من الظالم، فسوف أضع ولاية ظالم أكبر على هذا الظالم الصغير، إنني أربأ بك أن تفعل ذلك، وسأنتقم لك، وأنت أيها الخيِّر منزه عندي عن ارتكاب المظالم, ولذلك نجد قول الحق: {وَكَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} الأنعام: 129.

ونحن جميعاً نعرف القول الشائع: "الله يسلط الظالمين على الظالمين".

ولو أن الذين ظلموا مُكِّن منهم من ظلموهم ما صنعوا فيهم ما يصنعه الظالمون في بعضهم بعضاً.

إن الحقّ يسلط الظالمين على الظالمين، وينجى أهل الخير من موقف الانتقام ممن ظلموهم.

60-  (قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ) آل عمران: 32.

نعرف أن الأمر بالطاعة جاء بالقرآن على ألوان ثلاثة:
اللون الأول:

هو (أطيعوا الله والرسول) يكون الأمر من الله قد جاء بها و يكون الرسول قد أكدها بقوله وسلوكه، فالمؤمن حين يطيع في هذا الأمر الواحد، فهو يطيع الله والرسول.

اللون الثاني:
هو (أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ) هو طاعة الله في الأمر الإجمالي كأمر الصلاة وإقامتها، ويطيع الرسول في تفصيل أمر الصلاة وكيفيتها.

اللون الثالث:
طاعة للرسول، وهو التفويض الأعلى من الله للرسول، فيقول الله لرسوله ما معناه إنك أنت الذي تقرر في هذه الأمور، كما قال الحق: {وَمَآ آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُواْ} الحشر: 7.

ثم يأتي أمر بطاعة أولى الأمر فيقول الحق:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} النساء: 59.

إن الحق لم يورد طاعة أولي الأمر مندمجة في طاعة الله والرسول، لتكون طاعة واحدة.

لا، إن الحق أورد طاعة أولي الأمر في الآية التي يفرق فيها بين طاعة الله وطاعة الرسول، ثم من بطن طاعة الرسول تكون طاعة أولي الأمر.

لماذا؟ لأنه لا توجد طاعة ذاتية لأولي الأمر؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم له الطاعة الذاتية، ولا طاعة لأولي الأمر فيما لم يكن فيه طاعة لله وللرسول صلى الله عليه وسلم، وفي ذلك عصمة للمجتمع الإيماني من الحكام المتسلطين الذين يحاولون أن يستذلوا الناس.



لطائف من خواطر الشيخ محمّد متولّي الشّعراوي (4) 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
لطائف من خواطر الشيخ محمّد متولّي الشّعراوي (4)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لطائف من خواطر الشيخ محمّد متولّي الشّعراوي (1)
» لطائف من خواطر الشيخ محمّد متولّي الشّعراوي (2)
» لطائف من خواطر الشيخ محمّد متولّي الشّعراوي (3)
» لطائف من خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي (20)
» لطائف من خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي (18)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـقــــــــــــــرآن الـكـــــــــــــــريـم :: لطــــائف قرآنيـــة-
انتقل الى: