منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 تفسير سورة الروم (30)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

تفسير سورة الروم (30) Empty
مُساهمةموضوع: تفسير سورة الروم (30)   تفسير سورة الروم (30) Emptyالأربعاء 24 أبريل 2013, 12:44 am

سورة الروم

تفسير سورة الروم (30) 364
بسم الله الرحمن الرحيم
{الم {1} غُلِبَتِ الرُّومُ {2} فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ {3} فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ {4} بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ {5} وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ {6} يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ {7}}

شرح الكلمات:
{ آلم } : هذه أحد الحروف المقطعة تكتب آلم، وتقرأ ألف، لام، ميم.

{ غُلبت } : أي غلبت فارس الروم.

{ الروم } : إسم رجل هو روم بن عيصو بن اسحق بن إبراهيم سميّت به قبيلة لأنه جدها.

{ في أدنى الأرض } : أي أقرب أرض الروم إلى فارس وهي أرضٌ يقال لها الجزيرة " بين دجلة والفرات ".

{ وهم من بعد غلبهم سيغلبون } : أي وهم أي الروم من بعد غلب فارس لهم سيغلبونها.

{ في بضع سنين } : أي في فترة ما بين الثلاث سنوات إلى تسع سنين.

{ لله الأمر من قبل ومن بعد } : أي الأمر في ذلك اي في غلب فارس أولاً ثم في غلب الروم أخيراً لله وحده إذ ما شاءه كان وما لم يشأه لم يكن.

{ ويومئذ يفرح المؤمنون } : أي ويوم تَغلِب الروم فارسا يفرح المؤمنون بنصر أهل الكتاب على المشركين عبدة النار، وبنصرهم هم على المشركين في بدر.

{ وعد الله } : أي وعدهم الله تعالى وعداً وأنجزه لهم.

{ لا يخلف الله وعده } : أي ليس من شأن الله خلف الوعد وذلك لكمال قدرته وعلمه.

{ ولكن أكثر الناس لا يعلمون } : كمال الله في قدرته وعلمه المستلزم لإِنجاز وعده.

{ يعلمون ظاهراً من الحياة : أي لا يعلمون حقائق الإِيمان وأسرار الشرع وإنما الدنيا } يعلمون ما ظهر من الحياة الدنيا كطلب المعاش من تجارة وزراعة وصناعة.

{ وهم عن الآخرة هم غافلون } : أي عن الحياة الآخرة، وما فيها من نعيم وجحيم وما يؤدي إلى ذلك من عقائد وأفعال وتُروك.

معنى الايات:

قوله تعالى: { آلم }: أحسن أوجه التفسير لمثل هذه الحروف القول بأن الله اعلم بمراده به، مع الإِشارة إلى أنه أفاد فائدتين الأولى أن هذا القرآن المؤلف من مثل هذه الحروف المقطعة قد عجز العرب على تاليف مثله فدل ذلك على أنه وحي الله وتنزيله، وأن من نزل عليه نبي الله ورسوله وأن ما يحمل من تشريع هو حاجة البشرية ولا تصلح ولا تكمل ولا تسعد إلا به وعليه، والثانية أنهما لما كان المشركون يمنعون من سماع القرآن مخافة تاثيره على المستمه له جاء تعالى بمثل هذه الفواتح للعديد من سور كتابه فكانت تضطرهم إلى الاستماع إليه لأن هذه الحروف لم تكن معهودة في مخاطباتهم.

وقوله تعالى: { غُلبت الروم }: اي غَلَبت فارس الروم في رأدنى الأرض } أي أرض الشام الأقرب إلى بلاد فارس وذلك في أرض الجزيرة الواقعة بين نهري دجلة والفرات وقولهك { وهم من بعد غلبهم سيغلبون } أي وهم من بعد غلب فارس الروم ستغلب الروم فارساً وقوله: { في بضع سنين }: أي في فترة زمانية ما بين الثلاث سنوات إلى تسع سنوات وقوله { لله الأمر من قبل ومن بعد } أي الأمر في ذلك لله تعالى من قبل الغلب ومن بعده إذ هو المتصرف في خلقه.

وقوله { ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله } اي ويوم يَغلِب الروم فارساً يفرح المؤمنون بانتصار الروم على فارس لأن الروم أهل كتاب وفارساً مشركون يعبدون النار، كما يفرح المؤمنون أيضاً بانتصارهم على المشركين في بدر إذ كان القوت الذي انتصرت فيه الروم وهو وقت انتصر فيه المؤمنون على المشركين في بدر.

وهذا من الغيب الذي أخبر به القرآن قبل وقوعه فكان كما أخبر فأكد بذلك أن الإِسلام وكتابه ورسوله حق. وقوله تعالى: { ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم } أي ينصر تعالى من يشاء نصره من عباده وقد شاء نصر المؤمنين والروم فنصرهم في وقت واحد منجزاً بذلك وعده الذي واعد به منذ بضع سنين، وهو العزيز أي الغالب على أمره القادر على إنجاز وعده الرحيم بأوليائه وصالحي عباده. وقوله ولكن { يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا } كتدبير الله وقدرته وعزته وفوائد شرعه وأسرار دينه، ولكن يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا كتدبير معايشهم من زراعة وصناعة وتجارة، وفي نفس الوقت هم عن الحياة الآخرة غافلون عما يجب عليهم فعله وتركه ليسعدوا فيها بالنجاة من النار وسكنان الجنان في جوار الرحمن سبحانه وتعالى.



هداية الآيات:

من هداية الايات:

1) تقرير صحة الإِسلام وأنه الدين الحق بِصِدْقِ ما يخبر به كتابه من الغيوب.

2) بيان أهل الكتاب من يهود ونصارى أقرب إِلى المسلمين من المشركين والملاحدة من بلاشفة شيوعيين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر.

3) بيان أكثر الناس لا يعلمون ما يسعدهم في الآخرة ويكملهم من العقائد الصحيحة والشرائع الحكيمة الرحيمة التي لا يكمل الإِنسان ولا يسعد إلا عليها، ويعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا كتدبير المعاش من زراعة وصناعة وتجارة، أما عن سر الحياة الدنيا ولماذا كانت فهم لا يعلمون شيئا كما هم عن الحياة الآخرة غافلون بالمرة فلا يبحثون عما يسعد فيها ولا عما يشقي. والعياذ بالله تعالى من الغفلة عن دار البقاء في السعادة أو الشقاء.

{أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاء رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ {8} أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ {9} ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُون {10}}

شرح الكلمات:
{ في أنفسهم } : أي كيف خُلقوا ولم يكونوا شيئا، ثم كيف اصبحوا رجالا.

{ إلا بالحق } : أي لم يخلق الله السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق الذي هو العدل.

{ وأجل مسمى } : وهو نهاية هذه الحياة لتكون الحياة الثانية حياة الجزاء العادل.

{ بلقاء ربهم لكافرون } : اي بالبعث والوقوف بين يدي الله ليسألهم ويحاسبهم ويجزيهم.

{ وأثاروا الأرض وعمروها } : قلبوها للحرث والغرس والإِنشاء والتعمير.

{ وعمروها } : أي عمروا الأرض عمارة أكثر مما عمرها هؤلاء المشركون.

{ وجاءت رسلهم بالبينات } : أي بالدلائل والحجج والبراهين من المعجزات وغيرها.

{ ولكن كانوا أنفسهم يظلمون } : أي بتكذيبهم وشركهم ومعاصيهم فعرضوا أنفسهم للهلاك.

{ أساءوا السوأى } : أي بالتكذيب والشرك والمعاصى والسوءى هي الحالة الأسوأ.

{ أن كذبوا بآيات الله } : أي بتكذيبهم بآيات الله القرآنية واستهزائهم بها.

معنى الآيات:
ما زال السياق الكريم في دعوة المنكرين للبعث الآخر إلى الإِيمان به من طريق ذكر الأدلة العقلية التي تحملها الآيات القرآنية فقوله تعالى { أو لم يتفكروا في أنفسهم } أي أيُنكرون البعث ولم يتفكروا في أنفسهم كيف كانوا عدماً ثم وجدوا أطفالاً ثم شبابا ثم رجالا كهولا وشيوخا يموتون أليس القادر على خلقهم وتربيتهم إماتهم قادر على بعثهم وحسابهم ومجازاتهم على كسبهم في هذه الحياة الدنيا وقوله تعالى { ما خلق الله السموات والأرض وما بينهما إِلا بالحق وأجل مسمى } أي لم يخلقهما عبثاً بل خلقهما ليّذكر ويُشكر، ثم إذا تم الأجل المحدد لهما افناهما ثم بعدث عبادة ليحاسبهم هل ذكروا وشكروا أو تركوا ونسوا وكفروا ثم يجزيهم بحسب إيمانهم وطاعتهم أو كفرهم وعصيانهم.

وقوله تعالى: { وإن كثيراً من الناس بلقاء ربهم لكافرون } يخبر تعالى أنه مع ظهور الأدلة وقوة الحجج على صحة عقيدة البعث والجزاء فإِن كثيراً من الناس كافرون بالبعث والجزاء وقوله تعالى في الآية (9) { أو لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم } اي أيكذِّب اولئك المشركون بالبعث والجزاء ولم يسيروا في الأرض شمالا وجنوبا فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم هلاكاً ودماراً، { كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض } بالإِنشاء والتعمير والزراعة والفلاحة { وعمروها } عمارة أكثر مما عَمَرها هؤلاء، { وجاءتهم رسلهم بالبيّنات } ، ولما أهلكهم لم يكن ظالماً لهم بل كانوا هم الظالمين نفسهم. الس في هذا دليلا على حكمة الله وعلمه وقدرته فكيف ينكر عليه بعثه لعباده يوم القيامة لحسابهم ومجازاتهم؟.

وقوله تعالى { ثم كان عاقبة الذين أساءوا } اي الأعمال فلم يصلحوها حيث كذَّبوا برسل الله وشرائعه. وقوله: { السوأى } أي عاقبة الذين أساءوا السُّوأى أي العاقبة السوأى وهو خسرانهم وهلاكهم، وقوله رأن كذبوا بآيات الله } أي من أجل أنهم كذبوا بآيات الله { وكانوا بها يستهزئون } وأصروا على ذلك ولم يتوبوا.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:

1) تقرير عقيدة البعث والجزاء بذكر الأدلة العقلية المثبتة لها.

2) كفر أكثر الناس بالبعث مع كثرة الأدلة وقوتها.

3) مشروعية السير في الأرض للاعتبار مع اشتراط عدم حصول إثم في ذلك بترك واجب أو بفعل محرم.

4) بيان جزاء الله العادل في أنَّ عاقبة الإِساءة السوأى.

5) كفر الاستهزاء بالشرع وأحكامه والقرآن وآياته.

{اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ {11} وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ {12} وَلَمْ يَكُن لَّهُم مِّن شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاء وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ {13} وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ {14} فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ {15} وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاء الْآخِرَةِ فَأُوْلَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ {16}}

شرح الكلمات:
{ ثم إليه ترجعون } : أي بعد إعادة الخلق وبعث الناس.

{ يُبلس المجرمون } : أي ييأسوا من النَّجاة وتنقطع حجتهم فلا يتكلمون.

{ وكانوا بشركائهم كافرين } : أي يتبرَّءون منهم ولا يعترفون بهم.

{ يتفرَّقون } : أي ينقسمون إلى سعداء أصحاب الجنة وأشقياء أصحاب النار.

{ في روضة يحبرون } : أي في روضة من رياض الجنة يُسرَّون ويفرحون.

{ في العذاب محضرون } : أي مُدخلون لا يخرجون منه.



معنى الآيات:
ما زال السياق الكريم في تقرير عقيدة البعث والجزاء بذكر الأدلة وعرض صور حية صادقة لما يتم بعد البعث من جزاء، فقوله تعالى { الله يبدأ الخلق يم يُعيده، ثم غليه ترجعون } إعلان واضح صريح قاطع للشك مزيلٌ للَّبس بأن الله ربُّ السموات والأرض وما بينهما هو الذي بدأ الخلق فخلق ما شاء ثم يميته ثم يعيده، وإليه لا إلى غيره ترجع الخليقة كلها راضية أو ساخطة محبّة أو كارهة، هكذا قرر تعالى عقيدة البعث والجزاء مُدلالاً عليها بأقوى دليل وهو وجوده تعالى وقدرته التي لا تُحد وعلمه الذي أحاط بكل شيء وحكمته التي لا يخلو منها عمل، فقال { الله يبدا الخلق ثم يعيده ثم إليه ترجعون }.

وقوله عز وجل في الآية الثانية عشر (12) { ويوم تقوم الساعة يُبلسُ المجرمون } هذا عرض لما بعد البعث فذكر أنه لمَّا تقوم الساعة ويُبعث الناس يُبلس المجرمون أي يياسون من الرحمة وينقطعون عن الكلام لعدم وجود حجة يحتجون بها. وقوله { ولم يكن لهم من شركائهم شفعاء } أي ولم يكن لهم من يشفع لهم من شركائهم الذين عبدوهم بحجة أنهم يشفعون لهم عند الله، فايسوا من شفاعتهم وكفروا بهم أيضاً أي أنكروا أنهم كانوا يعبدونهم خوفا من زيادة العذاب. هذه حال المجرمين الذين أجرموا على أنفسهم بالشرك والمعاصي، الحامل عليها تكذيبهم بآيات الله ولقائه. وقوله تعالى { ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون } هذا عرض آخر يخبر تعالى أنه إذا قامت الساعة تفرق الناس على أنفسهم فريقين فريق في الجنة وفريق في السعير، وبين ذلك مقرونا بعلله فقال: { فأمّا الذين آمنوا وعملوا الصالحات } أي صدَّقوا بالله ربّاً وإلهاً وبمحمد رسولاً وبالإِسلام دينا لا دين يقبل غيره وبالبعث والجزاء حقاً. { وعلموا الصالحات } اي عبدوا الله تعالى بما شرع لهم من العبادات إذ الصالحات هي المشروع من الطاعات القولية والفعلية فهؤلاء المؤمنون العاملون للصالحات { فهم في روضة } من رياض الجنة { يحبرون } اي يُسرُّون ويفرحون بما لاقُوه من الرضوان والنعيم المقيم، وذلك بفضل الله تعالى عليهم وبما هداهم إليه من الإِيمان، وما وفقهم إليه من عمل الصالحات. وقوله: { وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة فأولئك في العذاب محضرون } فقد اخبر عن جزائهم مقروناً بعلة ذلك الجزاء وهو الكفر بتوحيد الله تعالى، والتكذيب بالآيات القرآنية وما تحمله من حجج وشرائع وأحكام، وبلقاء الآخرة وهو لقاء الله تعالى بعد البعث للحساب والجزاء، فجزاؤهم أن يحضروا في العذاب دائماً وابداً لا يغيبون عنه، ولا يفتر عنهم، وهم فيه خالدون.

هداية الآيات:
{ من هداية الآيات:
1) تقرير عقيدة البعث والجزاء بذكر الأدلة وعرض مشاهد القيامة.

2) تقرير عقيدة أن لا شفاعة لمشرك ولا كافر يوم القيامة، وبطلان ما يعتقده المبطلون من وجود من يشفع لأهل الشرك والكفر.

3) تقرير مبدأ السعادة والشقاء يوم القيامة فأهل الإِيمان والتقوى في روضة يحبرون، وأهل الشرك والمعاصي في العذاب محضرون.

{فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ {17} وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ {18} يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ {19} وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ {20} وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {21}}

شرح الكلمات:
{ فسبحان الله } : أي سبحوا الله أي صلوا.

{ حين تمسون } : أي تدخلون في المساء وفي هذا الوقت صلاة المغرب وصلاة العشاء.

{ وحين تصبحون } : وتدخلون في الصباح وفيه صلاة الصبح.

{ وله الحمد في السموات والأرض } : أي وهو المحمود دون سواه في اسلموات والأرض.

{ وعشيا } : أي حين تدخلون في العشي وفيه صلاة العصر.

{ وحين تظهرون } : أي تدخلون في الظهيرة وفيه صلاة الظهر.

{ ويخرج الحي من الميت } : أي يخرج الإِنسان الحي من النطفة وهي ميتة.

{ ويخرج الميت من الحي } : أي يخرج النطفة من الإِنسان الحي والبيضة الميتة من الدجاجة الحيّة.

{ ويحي الأرض بعد موتها } : أي يحييها بالمطر فتحيا بالنبات بعدما كانت يابسة ميتة.

{ وكذلك تخرجون } : أي من قبوركم أحياء بعدما كنتم ميتين.

{ ومن آياته } : أي ومن أدلة قدرته وعلمه وحكمته المقتضية لبعثكم بعد موتكم.

{ أن خلقكم من تراب } : أي خلقه غياكم من تراب، وذلك بخلق آدم الب الأول.

{ تنتشرون } : أي في الأرض بشراً تعمرونها.

{ لتسكنوا إليها } : أي لتسكن نفوسكم إلى بعضكم بعضاً بحكم التجانس في البشرية.

{ وجعل بينكم مودة } : أي محبة ورحمة اي شفقة إذ كل من الزوجين يحب الآخر ويرحمه.



معنى الآيات:
قوله سبحانه وتعالى في هذه السياق: { فسبحان الله......................... } الآية لما بين تعالى بدء الخلق ونهايته باستقرار أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار وهذا عمل يستوجب تنزيهه تعالى عما لا يليق بجلاله وكماله كما يستلزم حمده، ولما كانت الصلوات الخمس تشتمل على ذلك أمر بإقامتها في المساء والصباح والظهيرة والعشيّ فقال تعالى { فسبحان الله } اي سبحوا الله { حين تمسون } اي تدخلون في المساء وهي صلاة المغرب والعشاء { وحين تصبحون } اي تدخلون في الصباح وهي صلاة الصبح. وقوله تعالى { وله الحمد في السموات والأرض } يخبر تعالى أن له الحمد مستحقا له دون سائر خلقه في السموات والأرض. وقوله { وعشيِّاً } معطوف على قوله { حين تصبحون } أي وسبحوه في العشي. وهي صلاة العصر { وحين تظهرون } اي وسبحوه حين تدخلون في الظهيرة وهي صلاة الظهر.

وقوله تعالى { يخرج الحي من الميت } اي ومن مظاهر الجلال والكمال الموجبة لحمده وطاعته والمقتضية لقدرته على بعث عباده ومحاسبتهم ومجازاتهم أنه يخرج الحيَّ كالإِنسان من النطفة والطير من البيضة والمؤمن من الكافر { ويخرج الميت من الحي } كالنطفة من الإِنسان والبيضة من الدجاجة وسائر الطيور التي تبيض. وقوله { ويحيي الأرض بعد موتها } اي ومن مظاهر وجوده وقدرته وعلمه ورحمته ايضاً أنه يُحيي الرض أي بالمطر بعد موتها بالجدب والقحط فإِذا هي رابية تهتز بأنواع النباتات والزروع وقوله: { وكذلك تخرجون } اي وكإِخراجه الحيّ من الميت والميّت من الحي وكإِحيائه الأرض بعد موتها: يُحييكُم ويخرجكم من قبوركم للحساب والجزاء إذ القادر على الأول قادر على الثاني. ولا فرق.

وقوله تعالى: { ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون } اي ومن آياته الدالة على وجوده وعلمه وقدرته المستوجبة لعبادته وحده والمقررة لقدرته على البعث والجزاء خَلْقُه للبشرية من تراب إذ خلق اباها الأول آدم عليه السلام من تراب، وخلق حواء زوجه من ضلعه ثم خلق باقي البشرية بطريقة التناسل. فإِذا هي كما قال سبحانه وتعالى: بشر ينتشرون في الأرض متفرقين في أقطاهرا يعمرونها بإِذنه تعالى. وقوله تعالى: { ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها } اي ومن ىياته اي حججه وأدلته الدالة على وجوده وعلمه ورحمته المستوجبة لعبادته وتوحيده فيها والدالة ايضاً على قدرته على البعث والجزاء خلقه لكم ايها الناس من انفسكم اي من جنسكم الآدمي أزواجاً اي زوجات لتسكنوا غليها بعامل التجانس، إذ كل جنس من المخلوقات يطمئن إلى جنسه ويسكن غليه، وقوله { وجعل بينكم مودة ورحمة } اي جعل بين الزوجين مودة اي محبة ورحمة أي شفقة إلا إذا ظلم أحدهما الآخر فإِن تلك المودة وتلك الرحمة قد ترتفع حتى يرتفع الظلم ويسود العدل والحق. وقوله تعالى: { إن في ذلك لآيات } اي دلائل وحجج واضحة { لقوم يتفكرون } باستعمال عقولهم في النظر والفكر فإِنهم يجدون تلك الأدلة على قدرة الله وعلمه ورحمته وكلها مقتضية لتوحيد الله ومحبته وطاعته بفعل محابه وترك مساخطه، مع تقرير عقيدة البعث والجزاء التي أنركها المجرمون المكذبون.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:

1) وجوب تنزيه الله عن كل مالا يليق بجلاله وكماله.

2) وجوب حمد الله على آلائه وإنعامه.

3) وجوب إقام الصلاة.

4) بيان أوقات الصلوات الخمس.

5) بيان مظاهر قدرة الله تعالى وعلمه ورحمته المقتضية لتوحيده والمقررة لعقيدة البعث والجزاء.
يتبع إن شاء الله...



تفسير سورة الروم (30) 2013_110


عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الأربعاء 09 يونيو 2021, 7:56 pm عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

تفسير سورة الروم (30) Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الروم (30)   تفسير سورة الروم (30) Emptyالأربعاء 24 أبريل 2013, 12:59 am

بسم الله الرحمن الرحيم

{وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ {22} وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ {23} وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ {24} وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ {25}}

شرح الكلمات:
{ ومن آياته } : أي حججه وبراهينه الدالة على قدرته على البعث والجزاء.

{ واختلاف ألسنتكم } : أي لغاتكم من عربية وعجمية والعجمية بينها اختلاف كثير.

{ وألوانكم } : أي من ابيض وأصفر وأحمر وأسود والكل أبناء رجل واحد وامرأة واحدة.

{ للعالمين } : أي للعقلاء على قراءة للعالمين بفتح اللام، ولأولي العلم على قراءة كسر اللام.

{ وابتغاؤكم من فضله } : أي طلبكم الرزق باحضار أسبابه من زراعة وتجارة وصناعة وعمل.

{ لقوم يسمعون } : أي سماع تدبر وفهم وإدراك لا مجرد سماع الأصوات.

{ يريكم البرق خوفاً وطمعاً } : أي إراءته إياكم البرق خوفاً من اصواعق والطوفان وطمعاً من المطر.

{ أن تقوم السماء والأرض : أي قيام السماء والأرض على ما هما عليه منذ نشأتهما بأمره } بقدرته وتدبيره.

{ دعوة من الأرض } : أي دعوة واحدة لا تتكرر وهي نفخة اسرافيل.

{ إذا أنتم تخرجون } : اي من قبوركم أحياء للحساب والجزاء.

معنى الآيات:
ما زال السياق في تقرير عقيدة التوحيد والبعث والجزاء بذكر الدلة والبراهين العقلية فقوله تعالى: { ومن آياته } اي حججه الدالة على قدرته على البعث والجزاء وعلى وجوب توحيده { خلق السموات والأرض } فَخلْقُ بمعنى إِيجاد السموات والأرض وما فيهما وما بينهما من اكبر الأدلة وأقواها على وجود اللهوقدرته وعلمه وحكمته وكلها موجبة لتوحيده ومثبتة لقدرته على البعث والجزاء، مقررة له، وقوله: { واختلاف ألسنتكم } أي لغاتكم من عربية وعجمية ولهجاتكم بحيث لكل ناطق لهجة تخصه يتميز بها إذا سمع صوته عرف بها منبين بلايين البشرن { وألوانكم } واختلاف ألوانكم أيها البشر من أبيض إلى اسود ومن احمر غلى اصفر مع اختلاف الملامح واسمات بحيث لا يوجد اثنان من ملايين البشر لا يختلف بعضهما عن بعض حتى لا يتميز أحدهما عن الآخر إن في هذا وذاك { لآيات للعالمين } أي لحججا ظاهرة وبراهين قاطعة بعضها للعالمين وذلك البياض والسواد وبعضها للعلماء كاختلاف اللهجات وملامح الوجوه والسمات المميزة الدقيقة والكل أدلة على قدرة الله وعلمه ووجوب عبادته وتوحيده في ذلك مع تقري عقيدة البعث والجزاء.

وقوله { ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله } أي ومن آياته الدالة على قدرته على البعث والجزاء منامكم بالليل فالنوم كالموت والانتشار في النهار لطلب الرزق كالبعث بعد الموت فهذه عملية للبعث بعد الموت تتكرر كل يوم وليلة في هذه الحياة الدنيا، وقوله { إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون } اي في ذلك المذكور من النوم والانتشار لطلب الرزق لدلائل وحجج على قدرة الله على البعث لقوم يسمعون نداء الحق والعقل يدعوهم غلى الإِيمان بالبعث والجزاء فيؤمنون فيصبحون يعملون للقاء ربهم ويستجيبون لكل من يدعوهم إلى ربهم ليعبدوه ويتقربوا إليه.

وقوله تعالى في الآية الثالثة 024) { ومن آياته يريكم البرق خوفاً وطمعاً } اي ومن حججه تعالى الدالة على قدرته وعلمه وحكمته ورحمته وهي مقتضيات توحيده والإِيمان بلقائه إراءته إيّاكم ايها الناس البرق خوفاً للمسافرين من الأمطار الغزيرة ومن الصواعق الشديدة أن تصيبهم، وطمعاً في المطر الذي تحيا به مزارعكم وتنبت به ارضكم فيتوفر لكم اسباب رزقكم، وقوله: { وينزل من المساء ماء فيحيي به الأرض بعد موتها } أي ومن آياته تنزيله تعالى من السماء ماءً وهو ماء المطر فيحيي به الأرض بالنباتات والزروع بعد ان كانت ميتة لا يحاة فيها لا زرع ولا نبت إن في ذلك المذكور من غنزال الماء وإحياء الأرض بعد غراءته عباده البرق خوفاً وطمعاً لآيات دلائل وحجج على قدرته على البعث والجزاء ولكن يرى تلك الدلائل ويعقل ويفهم تلك الحجج قوم يعقلون اي لهم عقول سليمة يستعملونها في النظر والاستدلال فيفهمون ويؤمنون.

وقوله تعالى: { ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره } أي ومن ىياته تعالى الدالة على قدرته وعلمه وحكمته والموجبة لتوحيده والمقررة لنبوة نبيه ولقائه للحساب والجزاء قيام السماء والأرض منذ خلقهما فلا السماء تسقط، ولا ارض تغور فهما قائمتان منذ خلقهما بأمره تعالى اليس في ذلك أكبر دليل على قدرة الله تعالى على بعث الناس بعد موتهم أحياء لحسابهم على كسبهم ومجازاتهم.

وقوله تعالى: { ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون } أي اقام السماء والأرض للحياة الدنيا يحيي فيهما ويميت حتى تنتهي المدة المحددة للحياة فيهلك الكل ويفنيه { ثم إذا دعاكم دعوة } بِنَفْخِ اسرافيل في الصور { إذا أنتم تخرجون } من الأرض استجابة لتلك الدعوة، وذلك للحساب والجزاء العادل على العمل في هذه الحياة الدنيا.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:

1) بيان مظاهر قدرة الله تالى وعلمه وحكمته ورحمته الموجبة لعبادته وحجه وترك عبادة من سواه.

2) مشروعية طلب الرزق بالمشي في الأرض واستعمال الوسائل المشروعة لذلك.

3) تقرير أن الذين ينتفعون بأسماعهم وعقولهم هم أهل حياة الإِيمان إذ الإِيمان روح متى دخلت جسما حَيِي وأصبح صاحبه يسمع ويبصر ويفكر ويعقل.

4) تقرير عقيدة البعث والجزاء التي عليها مدار الإِصلاح البشري بعد عقيدة الإِيمان بالله ربّاً وإلهاً.
تفسير سورة الروم (30) Images?q=tbn:ANd9GcSAKYMlFRucwKvdXYP480XWjsXicVQsDuTyJEdrnXu9crEs5Cus

{وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ {26} وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {27} ضَرَبَ لَكُم مَّثَلاً مِنْ أَنفُسِكُمْ هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن شُرَكَاء فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنتُمْ فِيهِ سَوَاء تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ {28} بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَن يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ {29}}

شرح الكلمات:
{ وله من في السموات والأرض } : أي خلقا ولكا وتصرفا وعبيداً.

{ كل له قانتون } : أي كل من في السموات والأرض من الملائكة والإِنس والجن منقادون له تجري عليهم أحكامه كما أرادها فلا يتعطل منها حكم.

{ وهو أهون عليه } : أي ايسر واسهل نظراً إلى أن الاعادة أسهل من البداية.

{ وله المثل الأعلى } : أي الوصف الأعلى في كل كمال فصفاته كلها عليا ومنها الوحدانية.

{ وهو العزيز الحكيم } : أي الغالب على أمره الحكيم في قضائه وتصرفه.

{ ضرب لكم مثلا } : أي جعل لكم مثلا.

{ من انفسكم } : أي منتزعا من أموالكم وما تعرفونه من أنفسكم.

{ كخيفتكم } : أي تخوفكم من بعضكم بعضاً ايها الأحرار.

{ نفصل الايات } : أي نبينها بتنويع الأسلوب وإيراد الحجج وضرب الأمثال.

{ بل اتبع الذين ظلموا : أي ليس الأمر قصوراً في البيان حتى لم يؤمن أهواءهم } المشركون وإنما العلة اتباع المشركين لأهوائهم وتجاهل عقولهم.

{ فمن يهدي من أضل الله } : أي لا أحد فالاستفهام للنفي.

معنى الآيات
ما زال السياق الكريم في تقرير قدرة الله تعالى على البعث الذي أنكره المشركون بذكر الأدلة العقلية وتصريف الايات فقال تعالى { وله } اي لله المحى والمميت الوارث الباعث سبحانه وتعالى { من في السموات والأرض } أي من ملائكة وجان وغنسان فهو خلقهم وهو يملكهم ويتصرف فيهم. وقوله: { كل له قانتون } اي مطيعون منقادون فالملائكة لا يعصونه ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، والجن والإِنس منقادون لما اراده منهم من حياة وموت ونشور وأمّا عصيانهم في العبادات فهو غير مقصود لأنه التكليف الذي هو علة الحياة كلها ومع هذا فهم منفذون باختيارهم واراداتهم الحرة ما كتبه عليهم أزلا والله اكبر ولله الحمد وقوله تعالى: { وهو الذي يبدا الخلق ثم يعيده } اي هو الله الذي يبدا خلق ما أراد خلقه في كل يوم وساعة من غير شيء ويهبه الحياة ثم يسلبها منه في آجال سماها ثم يعيده يوم القيامة أحب الناس أم كرهوا. وقوله { وهو أهون عليه } اي الإِعادة ايسر واسهل عليه فليس على الله شيء صعب ولا شاق ولا عزيز ممتنعن وإنما خرج الخطاب على اسلوب المتعجبين من إعادة الخلق بعد فنائه فأعلمهم أن المتعارف عليه عندهم أن الإِعادة اسهل من البداءة ليفهموا ويقتنعوا، وغلا فلا شيء صعب على الله تعالى ولا شاق ولا عسير، إذ هو يقول للشيء متى اراده كن فيكون. وقوله تعالى { وله المثل الأعلى في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم } وله أي لله سبحانه وتعالى الوصف الأكمل في السموات والأرض وهو الألوهية والوحدانية فهو الرب الذي لا إله إلا هو المعبود في السماء والأرض لا إله إلا هو فيهما ولا ربّ غيره لهما وهو العزيز الغالب المنتقم ممن كفر به وعصاه الحكيم في تدبيره وتصريفه لشؤون خلقه.

وقوله تعالى { ضرب لكم مثلاً من أنفسكم } اي جعل لكم مثلا مأخوذاً منتزعاً من أنفسكم وهو: { هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواء } اي انه ليس لكم من مماليككم وعبيدكم شريك منهم يشارككم في أموالكم إذ لا ترضون بذلك ولا تقرونه ابداً، إذاً فكذلك الله تعالى لا يرضى أن يكون من عبيده من هو شريك له في عبادته التي خلق كل شيء من اجلها.. وقوله { تخافونهم كخيفتكم أنفسكم } أي تخافون عبيدكم كما تخافون بعضكم بعضا أيها الأحرار، اي لا يكون هذا منكم ولا ترضون به إذاً فالله -وله المثل الأعلى- كذلك لا يرضى ابداً أن يكون مخلوق من مخلوقاته ملكاً كان أو نبيّاً أو وثنا أو صنماً شريكا له في عباداته.، وقوله: { كذلك نفصل الايات } اي نبيّنها بتنويع الأساليب وضرب الأمثال { لقوم يعقلون } إذ هم الذين يفهمون معاني الكلام وما يراد من أخباره وقصصه وأمثاله وأوامره نواهيه.، وقوله تعالى { بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم } اي ليس الأمر قصوراً في الأدلة ولا عدم وضوح في الحجج وإنما الظالمون اتبعوا أهواءهم اي ما يهوونه ويشتهونه بغير علم من نفعة وجدواه لهم فضلوا لذلك. فمن يهديهم، وقد اضلهم الله حسب سنته في الإِضلال. وهو معنى قوله تعالى: { فمن يهدي من أضل الله }؟ أي لا أحد وقوله { وما لهم من ناصرين } أي يهدونهم بعد ان أضلّهم الله، والعياذ بالله تعالى.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:

1) تقرير عقيدة البعث والتوحيد بذكر الأدلة وضرب الأمثال وتفصيل الآيات.

2) تَفَرُّدُ الربّ تعالى بالمثل العلى في كل جلال وكمال.

3) استحسان ضرب الأمثال لتقريب المعاني إلى الأفهام.

4) عظم فائدة هذا المثل { ضرب لكم مثلا من أنفسكم الاية } حتى قال بعضهم: فَهْمُ هذا المثل أفضل من حفظ كذا مسألة فقهيّة.

5) علَّة ضلال الناس اتباعهم لأهوائهم بغير علم وبانصرافهم عن الهدى بالاسترسال في اتباع الهوى.

تفسير سورة الروم (30) Images?q=tbn:ANd9GcRwPJCQJ1P87N9rIzCl5USVUkfrl9D-dsEhsP1C4PTh2jvXlbKN
{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ {30} مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ {31} مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ {32}}

شرح الكلمات:
{ فأقم وجهك للدين حنيفا } : أي سدد وجهك يا سرولنا للدين الإِسلامي بحيث لا تنظر إلا إِليه.

{ حنيفا } : أي مثلا عن سائر الأديان إليه، وهو بمعنى مقبلاً عليه.

{ فطرة الله } : أي صنعة الله التي صنع عليها الإِنسان وهي قابليته للإِيمان بالله تعالى.

{ لا تبديل لخلق الله } : أي لا تعملوا على تغيير تلك القابلية للإِيمان والتوحيد فالجملة خبرية لفظاً انشائية معنى.

{ الدين القيم } : أي المستقيم الذي لا يضل الآخذ به.

{ منيبين إليه } : أي راجعين إليه تعالى بفعل محابه وترك مكارهه.

{ وكانوا شيعا } : أي طوائف وأحزاباً كل فرقة فرحة بما هي عليه من حق وباطل.

معنى الآيات:
لما قرر تعالى عقيدة التوحيد والبعث والجزاء بالأدلة وضمن ذلك عقيدة النبوة وإثباتها للنبيّ صلى الله عليه وسلم أمر رسوله والمؤمنون تبع له فقال { فأقم وجهك للدين حنيفاً } اي أنصبوا وجوهكم ايها الرسول والمؤمنون للدين الحق دين الإِسلام القائم على مبدأ التوحيد والعمل الصالح، فلا تلتفتوا إلى غيره من الأديان المنحرفة الباطلة. وقوله { فطرة الله التي فطر الناس عليها } اي اقيموا وجوهكم للدّين الحق الذي فطر الله الإِنسان عليه تلك الفطرة التي هي خلق الإِنسان قابلا للإِيمان والتوحيد. وقوله: { لا تبديل لخلق الله } اي لا تبدلوا تلك الخلقة ولا تغيروها بل نموها وابرزوها بالتربية حتى ينشا الطفل على الإِيمان والتوحيد. فالجملة خبرية لفظاً إنشائية معنى نحو فهل أنتم منتهون فهي بمعنى انتهوا وهي أبلغ من انتهوا فكذا: لا تبديل أبلغ من لا تبدلوا. وقوله: { ذلك الدين القيم } أي لزوم ما فطر عليه المرء من الإِيمان بالله وتوحيده.. وابراز ذلك في الواقع بالإِيمان بالله وبما أمر بالإِيمان به من أركان الإِيمان وبعبادة الله تعالى وهي طاعته بفعل ما يأمر به وينهى عنه مخلصاً له ذلك لا يشاركه فيه غيره من سائر مخلوقاته هو الدين القيم الذي يجب أن يكون عليه الإِنسان وقوله: { ولكن أكثر الناس لا يعلمون } يخبر تعالى بأن ما قرره من الدين القيم كما بيَّنه في الآيات أكثر الناس لا يعلمونه ولا يعرفونه وهو كما أخبر سبحانه وتعالى: وقوله { منيبين إِليه } اي اقيموا وجوهكم للدين القيم حال كونكم راجعين إليه تعالى تائبين إليه من كل دين غير هذا الدين، ومن كل طاعة غير طاعته تعالى بفعل الأوامر واجتناب النواهي. وقوله: { واتقوه } اي خافوه تعالى إذ عذابه شديد فلا تتركوا دينه لأي دين ولا طاعته لأي مطاع غير الله تعالى ورسوله وقوله: { وأقيموا الصلاة } اي حافظوا عليها في أوقاتها وأدوها كما شرعها كميّة وكيفيّة فإِنها سقيا الإِيمان ومُمنمية الخشية والمحبة لله تعالى. وقوله تعالى: { ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً } ينهى تعالى المؤمنين أهل الدين القيم الذي هو الإِسلام أن يكونوا من المشركين في شيء من ضروب الشرك عقيدة أو قولا أو عملا.

فكل ملة غير الإِسلام أهلها مشركون كافرون سواء كانوا مجوساً أو يهوداً أو نصارى أو بوذة أو هندوكاً أو بلاشفة شيوعيين إذ جميعهم فرقوا دينهم الذي يجب أن يكونوا عليه وهو دين الفطرة وهو الإِسلام وكانوا شيعاً أي فرقاً وأحزاباً كل فرقة تنتصر لما هي عليه وتنحزب له. فأصبح كل حزب منهم بما لديهم من دين فرحين به ظناً منهم أنه الدين الحق وهو الباطل قطعاً، لأنه ليس دين الفطرة التي فطر الله عليها الإِنسان وهو الإِسلام القائم على توحيد الله تعالى وعبادته بما شرع لعباده أن يعبدوه به ليَكْمُلُوا على ذلك ويسعدوا.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:

1) وجوب الإِقبال على الله تعالى بعبادته والاخلاص له فيها.

2) الإِسلام دين الله الذي خلق الإِنسان متأهلا له ولا يقبل منه دين غيره.

3) وجوب الإِنابة إلى الله تعالى والرجوع إِليه في كل حال.

4) وجوب تقوى الله عز وجل وإقام الصلاة.

5) البراءة من الشرك والمشركين.

6) حرمة الافتراق في الدين الإِسلامي ووجوب الاتحاد فيه عقيدة وعبادة وقضاء.

{وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُم مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُم مِّنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ {33} لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ {34} أَمْ أَنزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ {35} وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ {36} أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ {37}}

شرح الكلمات:
{ وإذا مس الناس ضر } : أي إذا مس المشركين ضرٌ اي شدة من مرض أو فقر أو قحط.

{ منيبين إِليه } : أي راجعين بالضراعة والدعاء إليه تعالى دون غيره.

{ رحمة } : بِكَشْفِ ضُر أو إنزال غيث وإصابة رخاء وسعة رزق.

{ يشركون } : أي بربهم فيعبدون معه غيره بالذبح للآلهة والنذر وغيره.

{ ليكفروا بما آتيناهم } : أي ليكون شركهم لله كفرا بنعمه والعياذ بالله.

{ أم أنزلنا عليهم سلطانا } : أي حجة من كتاب وغيره ينطق بشركهم ويقرره لهم :ويأمرهم به.

{ بما قدمت أيديهم } : أي بذنوبهم وخروجهم عن سنن الله تعالى في نظام الحياة. { إذا هم يقنطون } : أي يياسون من الفرج بزوال الشدة.

{ يبسط الرزق لمن يشاء } : أي يوسعه امتحاناً له.

{ ويقدر } : أي يضيّق الرزق على من يشاء ابتلاء.

معنى الآيات:
لما أمر تعالى رسوله والمؤمنين بإِقامة الدين ونهاهم أن يكونوا من المشركين الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا أخبر تعالى عن المشركين أنهم إذا مسهم الضرّ وهو المرض والشدة كالقحط والغلاء ونحوها دعوا ربهم تعالى منيبين إليه أي راجعين إليه بالدعاء والضراعة لا يدعون غيره. وهو قوله تعالى { وإذا مس الناس ضرٌ دعوا ربهم منيبين غليه } وقوله: { ثُم إذا أذاقهم منه رحمة } أصابهم برحمة من عنده وهي الصحة والرخاء والخصب ونحوه { إذا فريق منهم } اي كثيرٌ { بربهم يشركون } فيعبدون الأصنام والأوثان بأنواع العبادات، وقوله { ليكفروا بما آتيناهم } اي اشركوا بالله بعد إنعامه عليهم ليكفروا بما آتاهم من نعمة كشف الضر عنهم إذاً { فتمتعوا } أيها الكافرون بما خولكم الله من نعمة فسوف تعلمون عاقبة كفرهم لنعم الله وشرككم به يوم تردون عليه حفاة عراة لا وليَّ لكم من دونه تعالى ولا نصير.

وقوله تعالى: { أم أنزلنا عليهم سلطاناً فهو يتكلم بما كانوا به يشركون } أي مال الذي شجعهم على الشرك وجعلهم يصرون عليه حتى إذا تركوه ساعة الشدة عادوا إليه ساعة الرخاء أأنزلنا عليهم سلطاناً اي حجة من كتاب ونحوه فهو ينطق بشركهم ويقرره لهم ويأمرهم به اللهم لا، لا، وإنما هو الجهل والتقليد والعناد وقوله { وإذا أذقنا الناس رحمة فرحوا بها } هذه حال أهل الشرك والكفر والجهل من الناس غذا أذاقهم الله رحمة من خصب ورخاء وصحة فرحوا بها فرح البطر والأشر { وإن تصبهم سيئة } من جدب وقحط ومرض وفقر، { بما قدمت ايديهم } من الذنوب والمعاصي ومنها مخالفة سنن الله في الكون { إذا هم يقنطون } اي يياسون من الفرج وذلك لكفرهم بالله وجهلهم بأسمائه وصفاته.

وقوله تعالى { أو لم يروا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر } أي ألم يروا بأعينهم أن الله يبسط الرزق اي يوسعه لمن يشاء امتحاناً له ايشكر ام يكفر، { ويقدر } اي يضيق الرزق على من يشاء ابتلاء أيصبر أم يضجر ويسخط.

إذ لو كانت لهم عيون يبصرون بها وقلوب يفقهون بها لما أيسوا من رحمة الله وفرَجِهِ ولا ما قنطوا. وقوله تعالى { إن في ذلك } أي المذكور من تدبير الله في خلقه بالإِعطاء والمنع { لآيات } أي حججا ودلائل تدل المؤمنين على قدرة الله ولطفه ورحمته وحكمته في تدبير ملكه وملكوته فسبحانه من غله عظيم ورب غفور رحيم.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:

1) بيان جهل المشركين وضلال عقولهم بما ذكر تعالى من صفاتهم وأحوالهم.

2) بيان تهديد الله تعالى للمصرين على الشرك والكفر بعذاب يوم القيامة.

3) بيان حال أهل الشرك والكفر والجهل في فرحهم بالنعمة فرح البطر والشر وياسهم وقنوطهم عند نزول البلاء بهم والشدة.

4) مظهر حكمة الله وتدبيره في الرزق توسعة وتقديرا وإدراك ذلك خاص بالمؤمنين لأنهم أحياء يبصرون ويفهمون بخلاف الكافرين فهم أموات لا إبصار ولا إدراك لهم.
يتبع إن شاء الله...



تفسير سورة الروم (30) 2013_110


عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الأربعاء 09 يونيو 2021, 7:58 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

تفسير سورة الروم (30) Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الروم (30)   تفسير سورة الروم (30) Emptyالأربعاء 24 أبريل 2013, 1:15 am

بسم الله الرحمن الرحيم

{فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {38} وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّباً لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ {39} اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُم مِّن شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ {40} }

شرح الكلمات:
{ فآت ذا القربى حقه } : أي أعط ذا القرابة حقه من البر والصلة.

{ والمسكين } : أي المعدوم الذي لا مال له أعطه حقه في الطعام والشراب والكساء.

{ وابن السبيل } : أي أعط ابن السبيل أي المسافر حقه في الإِيواء والطعام.

{ ذلك خير } :أي ذلك الإنفاق خير من عدمه للذين يريدون وجه الله تعالى إذ يثيبهم ربهم أحسن ثواب.

{ وما آتيتم من رباً } : أي من هدية أو هبة وسميت رباً لأنهم يقصدون بها زيادة أموالهم.

{ ليربوا في أموال الناس } : أي ليكثر بسبب ما يرده عليكم من أهديتموه القليل ليرد عليكم الكثير.

{ فلا يربوا عند الله } : أي لا يباركه الله ولا يضاعف أجره.

{ فأولئك هم المضعفون } : أي الذين يؤتون أموالهم صدقة يريدون بها وجه الله فهؤلاء الذين يضاعف لهم الأجر أضعافاً مضاعفة.

{ هل من شركائكم } : أي من أصنامكم التي تعبدونها.

{ من يفعل من ذلكم من شيء } : والجواب لا أحد، إذاً بطلت ألوهيتها وحرمت عبادتها.

{ سبحانه وتعالى عما يشركون } : أي تنزه الرب عن الشرك وتعالى عن المشركين.

معنى الآيات:
لما بيّن تعالى في الآية السابقة لهذه أنه يبسط الرزق لمن يشاء امتحاناً ويقدر على من يشاء ابتلاء أمر رسوله وامته التابعة له بإِيتاء ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل، إذ منع الحقوق الواجبة لا يزيد في سعة الرزق ولا في تضييقه، إذ توسعة الرزق وتضييقه مرده إلى تدبير الله تعالى الحكيم العليم هذا ما دل عليه قوله تعالى { فآت ذا القربى حقه } اي من البر والصلة { والمسكين } وهو من لا يملك قوته روابن السبيل } وهو المسافر ينزل البلد لا يعرف فيها أحداً، وحقهما: إيواءهما وإطعامهما وكسوتهما وقوله تعالى { ذلك خير للذين يريدون وجه الله } أي ذلك الإِيتاء من الحقوق خير حالا ومآلا للذين يريدون وجه الله تعالى وما عنده من ثواب. وقوله: { وأولئك هم المفلحون } أي الفائزون بالنجاة من العذاب في الدنيا والآخرة، وبدخول الجنة يوم القيامة وقوله تعالى: { وما آتيتم من ربا ليربوا في أموال الناس فلا يربوا عند الله } أي وما أعطيتم من هبات وهدايا تريدون بها أن يُردَّ عليكم بأكثر مما أعطيتم فهذا العطاء لا يربوا عند الله ولا يضاعف أجره بل ولا يؤجر عليه وقوله: { وما آتيتم من زكاة } أ صدقات تريدون بها وجه الله ليرضى عنكم ويغفر لكم ويرحمكم، { فأولئك } اي هؤلاء الذين ينفقون ابتغاء وجه الله { هم المضعفون } اي الذين يضاعف لهم الأجر والثواب.

وقوله تعالى: { الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحيكم } يخبر تعالى المشركين من عباده موبخا لهم على شركهم مقرعاً: الله لا غيره هو الذي خلقكم ولم تكونوا شيئا ثم رزقكم بما تنموا به أجسادكم وتحفظ به حياتكم من أنواع الأغذية ثم يميتكم عند نهاية آجالكم، ثم يحييكم يوم القيامة للحساب والجزاء على الكسب في هذه الدنيا ثم يقول لهم { هل من شركائكم من يفعل من ذلكم } المذكور من الخلق والرزق والإِماتة والإِحياء { من شيء }؟ والجواب لا وإذاً فلم تعبدونهم من دون الله، فأين يذهب يعقزلكم ايها المشركون.

ثم نزه تعالى نفسه عن الشرك، وتعالى عن المشركين فقال { سبحانه وتعالى عما يشركون }.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:

1) وجوب اعطاء ذوى القربى حقوقهم من البر والصلة.

2) وجوب كفاية الفقراء وابناء السبيل في المجتمع الإِسلامي.

3) جواز هدية الثواب الدنيوي كأن يهدي رجل شيئاً يريد أن يُردّ عليه أكثر منه ولكن لا ثواب فيه في الآخرة، وتسمى هذه الهدية: هدية الثواب وهي للرسول محرمة لقوله تعالى له:
{ ولا تمنن تستكثر }
4) بيان مضاعفة الصدقات التي يراد بها وجه الله تعالى.

5) ابطال الشرك والتنديد بالمشركين وبيان جهلهم وضلال عقولهم.


{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {41} قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُم مُّشْرِكِينَ {42} فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ {43} مَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ {44} لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ {45}}

شرح الكلمات:
{ ظهر الفساد في البر والبحر } : أي ظهرت المعاصي في البر والبحر وتبعها الشر والفساد.

{ بما كسبت أيدي الناس } : أي بسبب ما كسبته أيدي الناس من ظلم واعتداء.

{ ليذيقهم بعض الذي عملوا } : أي تم ذلك وحصل ليذيقهم الله العذاب ببعض ذنوبهم.

{ لعلهم يرجعون } : كي يرجعوا عن المعاصي إلى الطاعة والاستقامة.

{ قل سيروا في الأرض } : أي قل يا رسولنا لأهل مكة المكذبين بك والمشركين بالله سيروا.

{ عاقبة الذين من قبل } : أي كيف كانت نهاية تكذيبهم لرسلهم وشركهم بربهم إنّها هلاكهم.

{ فأقم وجهك للدين القيم } : أي استقم على طاعة ربك عابداً له مبلغاً عنه منفذاً لأحكامه.

{ لا مرد له من الله } : أي لا يرده الله تعالى لأنه قضى بإِتيانه وهو يوم القيامة.

{ يصدعون } : أي يتفرقون فرقتين.

{ يمهدون } : أي يوطئون ويفرشون لأنفسهم في منازل الجنة بإِيمانهم وصالح أعمالهم.

تفسير سورة الروم (30) Images?q=tbn:ANd9GcRAR2aj4wyaiSbxqMe3bLl7SP20t7VMB9zcWCTEPi35m54jQxxUjw
معنى الآيات:
تقدم في السياق الكريم إبطال الشرك بالدليل العقلي إلا أن المشركين مصرون على الشرك وبذلك سيحصل فساد في الأرض لا محالة فأخبر تعالى عنه بقوله في هذه الآية الكريمة (41) فقال { ظهر الفساد في البر والبحر } أي انتشرت المعاصي في البر والبحر وفي الجو اليوم فعُبد غير الله واستبيحت محارمه وأوذي الناس في أموالهم وأبدانهم وأعراضهم وذلك نتيجة الإِعراض عن دين الله وإهمال شرائعه وعدم تنفيذ أحكامه. وقوله { بما كسبت أيدي الناس } أي بظلمهم وكفرهم وفسقهم وفجورهم. وقوله: ليذيقهم بعض الذي عملوا أي فما يصيبهم من جدب وقحط وغلاء وحروب وفتن إنما اصابهم الله به { ليذيقهم بعض الذي عملوا } من الشرك والمعاصي لا بكل ما فعلوا إذ لو أصابهم بكل ذنوبهم لأنهى حياتهم وقضى على وجودهم، ولكنه الرحمن الرحيم بعباده اللطيف بهم. وقوله تعالى { قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل } قل يا رسولنا لكفار قريش المكذبين لك المشركين بربهم: سيروا في الأرض شمالاً أو جنوباً أو غرباً فانظروا بأعينكم كيف كان عاقبة الذين كذبوا رسلهم وكفروا بربهم من قبلكم إنها كانت دماراً وهلاكاً فهل ترضون أن تكونوا مثلهم. وقوله { كان أكثرهم مشركين } أي كان أكثر أولئك الأقوام الهالكين مشركين فالشرك والتكذيب الذي أ،تم عليه هو سبب هلاكهم وخسرانهم وقوله تعالى: { فأقم وجهك للدين القيّم } اي استقم يا رسولنا أنت والمؤمنون معك على الدين الإِسلامي إذ لا دين يقبل سواه فاعتقدوا عقائده وامتثلوا أوامره واجتنبوا نواهيه وتأدبوا بآدابه وتخلقوا بأخلاقه واقيموا حدوده وأحلوا حلاله وحرموا حرامه وادعوا إليه وعلّموه الناس أجميعن، واصبروا على ذلك فإِن العاقبة للمتقين وقوله: { من قبل أن يأتي يوم لا مردَّ له من الله } أي افعلوا ذلك الذي أمرتكم به قبل مجيئ يوم القيامة حيث لم يكن عمل وإنما جزاء، وقوله { لا مرد له من الله } أي إنه لا يرده الله إذا جاء ميعاده لأنه قضى بإِتيانه لا محالة من أجل الجزاء على العمل في الدنيا.

وقوله { يومئذ يصدعون } أي يوم يأتي اليوم الذي لا مرد له يصدعون أي يتفرقون فرقتين كما يتصدع الجدار فرقتين فريق في الجنة وفريق في النار. وقوله: { فمن كفر فعليه كفره } اي من كفر اليوم فعائد كفره عليه يوم القيامة، { ومن عمل صالحاً } أي اليوم { فلأنفسهم يمهدون } أي يوطئون فرشهم في الجنة إذ عائدة عملهم الصالح تعود عليهم لا على غيرهم، وقوله { ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات من فضله } أي يصدعون فرقتين من أجل أن يجزي الله تعالى أولياءه المؤمنين العالملين للصالحات من فضله إذ أعمالهم حسبها انها زكَّت نفوسهم فتأهلوا لدخول الجنة أما النعيم المقيم فيها فهو من فضل الله فقط، وقوله { إنه لا يحب الكافرين } هذه الجملة علة لجملة محذوفة إذ التقدير، ويجزي الكافرين بعدله وهو سوء العذاب لأنه لا يحب الكافرين.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:

1) ظهور الفساد بالجدب والغّلاء أو بالحرب والأمراض يسبقه حسب سنة الله تعالى ظهور فساد في العقائد بالشرك، وفي الأعمال بالفسق والمعاصي.

2) وجوب الاستقامة على الدين الإِسلامي عقيدة وعبادة وقضاء وحكماً.

3) تقرير عقيدة البعث والجزاء بذكر أحداثه ووقائعه.

4) بيان أن الله تعالى يحب المتقين ويكره الكافرين.

{وَمِنْ آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ {46} وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاؤُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ {47}}

شرح الكلمات:
{ ومن آيَّاته أن يرسل الرياح } : أي ومن حججه الدالة على قدرته على البعث والجزاء والموجبة لعبادته وحده.

{ مبشرات } : أي تبشر العباد بالمطر وقربه.

{ وليذيقكم من رحمته } : أي بالغيث والخصب والرخاء وسعة الرزق.

{ ولتبتغوا من فضله } : أي لتطلبوا الرزق من فضله الواسع بواسطة التجارة في البحر.

{ ولعلكم تشركون } : أي كي تشكروا هذه النعم فتؤمنوا وتوحِّدوا ربكم.

{ رسلا إلى قومهم } : أي كنوح وهو وصالح وإبراهيم ولوط وشعيب عليهم السلام.

{ فجاءوهم بالبينات } : أي بالحجج والمعجزات.

{ الذين أجرموا } : أي أفسدوا نفوسهم فخبثوها بآثار الشرك والمعاصي.

{ حقا علينا نصر المؤمنين } : أي ونصر المؤمنين أحققناه حقاً وأوجبناه علينا فهو كائن لا محالة.

معنى الآيات:
ما زال السياق الكريم في تقرير ألوهية الله تعالى وعدله ورحمته، فقال تعالى { ومن آياته } أي ومن آياتنا الدالة على ألوهيتنا وعدلنا في خلقنا ورحمتنا بعبادنا إرسالنا الرياح مبشرات عبادنا بقرب المطر الذي به حياة البلاد والعباد فإِرسال الرياح أمر لا يقدر عليه إلا الله، وتدبير يقصر دونه كل تدبير ورحمة تعلو كل رحمة. وقوله: { وليذيقكم من رحمته } اي بإِنزال المطر المترتب عليه الخصب والرخاء، وقوله: { ولتجري الفلك } اي السفن في البحر إذ الرياح كانت قبل اكتشاف البخار هي المسيرة للسفن في البحر صغيرها وكبيرها. وقوله { بأمره } أي بإِذنه وإرادته وتدبيره الحكيم، وقوله: { ولتبتغوا من فضله } أي لتطلبوا الرزق بالتجارة في البحر من إقليم إلى آخر تحملون البضائع لبيعها وشرائها وقوله: { لعلكم تشكرون } أي فعل الله تعالى بكم ذلك فسخره لكم وأقدره عليه رجاء أن تشكروا ربكم بالإِيمان به وبطاعته وتوحيده في عبادته. فهل أنتم يا عباد الله شاكرون؟، وقوله: { ولقد أرسلنا من قبلك } يا رسولنا { رسلاً إلى قومهم } كنوح وهود وصالح وإبراهيم ولوط وشعيب عليهم السلام فجاءوا أقوامهم بالبيّنات والحجج النيرات كما جئت أنت وقومك فكذبت تلك الأقوام رسلهم { فانتقمنا من الذين أجرموا } فأهلكناهم، ونجينا الذين آمنوا { وكان حقا علينا نصر المؤمنين } ألا فلتعتبر قريش بهذا وإلا فستحلُّ بها نقمة الله فيهلك الله المجرمين وينجي رسوله والمؤمنين كما هي سنته في الأولين والحمد لله رب العالمين.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:

1) تقرير الربوبية لله المستلزمة لألوهيته بذكر مظاهر القدرة والعلم والرحمة والعدل.

2) بيان أن الله تعالى ينعم على عباده من أجل أن يشكره بعبادته وتوحيده فيها فإذا كفروا تلك النعم ولم يشكروا الله تعالى عليها عذبهم بما يشاء كيف ومتى يشاء.

3) بيان أن الله منتقم من المجرمين وإن طال الزمن، وناصر المؤمنين كذلك.


{اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ {48} وَإِن كَانُوا مِن قَبْلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِم مِّن قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ {49} فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {50} وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرّاً لَّظَلُّوا مِن بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ {51} فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ {52} وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ {53}}

شرح الكلمات:
{ فتثير سحاباً } : أي تحركه وتهيجه فيسير وينتشر.

{ ويجعله كسفا } : أي قطعا متفرقة في السماء هنا وهناك.

{ فترى الودق } : أي المطر يخرج من خلال السحاب.

{ إذا هم يستبشرون } : أي فرحون بالمطر النازل لسقياهم.

{ لمبلسين } : أي قنطين آيسين من إنزاله عليهم.

{ إن ذلك لمحيي الموتى } : أي القادر على إنزال المطر وإحياء الأرض بعد موتها قادر على إحياء الموتى وهو الله تعالى.

{ فرأوه مصفرا } : أي رأوا النبات الزرع مصفراً للجائحة التي أصابته وهي ريح الدبور المحرقة.

{ لظلوا من بعده يكفرون } : أي أقاموا بعد هلاك زروعهم ونباتهم يكفرون نعم الله عليهم السابقة.

{ أن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا } : أي ما تسمع إلا المؤمنين بآيات الله.

معنى الآيات:
ما زال السياق الكريم في تقرير عقيدة البعث والجزاء بذكر مظاهر قدرة الله تعالى في الكون قال تعالى: { الله الذي يرسل الرياح } اي نيشئها ويبعث بها من أماكن وجودها فتثير تلك الرياح سحاباً أي تزعجه وتحركه فيبسطه تعالى في السماء كيف يشاء منكثافة وخفّة وكثرة وقلة، { ويجعله كسفاً } أي قطعاً فترى ايها الرائي الودق اي المطر يخرج من خلاله أي من بين أجزاء السحاب. وقوله { فإذا أصاب به } أي بالمطر { من يشاء من عباده إذا هم } اي المصابون بالمطر في أرضهم. { يستبشرون } أي يفرحون. { وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم } اي المطر { من قبله لمبلسين } أي مكتئبين حزينين قانطين وقوله تعالى { فانظر إلى آثار رحمة الله } اي فانظر يار سولنا إلى آثار رحمة الله أي إلى آثار المطر كيف ترى الأرض قد اخضرت بعد يبس وحييت بعد موت. فإِذا رأيت ذلك علمت أن الذي أحيا الأرض بعد موتها قادر على أن يحيي الموتى من قبورهم وذلك يوم القيامة وقوله { إن الله على كل شيء قدير } تعليل لعظم قدرته وأنه قادر على إحياء الموتى وعلى فعل كل شيء اراده. وقوله { ولئن أرسلنا ريحا } اي وعزتنا وجلالنا لئن أرسلنا ريحا فيه إعصار فيه نار فأحرقت تلك النباتات وأيبستها فرآها أولئك الذين هم بالأمس فرحون فرح بطر بالغيث { يكفرون } بربهم اي يقولون: ما هو كفر من ألفاظ السخط وعدم الرضا وذلك لجهلهم وكفرهم. وقوله تعالى: { إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين } أي انك يا رسولنا لا تقدر على هداية هؤلاء الكافرين لأنهم صم لا يسمعون وعمي لا يبصرون لما ران على قلوبهم من الذنوب فعطل حواسهم وأنت بحكم بشريتك وقدرتك المحدودة لا تستطيع اسماع الموتى كلامك فيفهموه ويعملوا به كما لا تستطيع إسماع الصم نداءك إذا هم ولَّوا مدبرين إذ لو كانوا مقبلين عليك قد تفهمهم ولو بالإِشارة أما إذا ولَّوا مدبرين عنك فلا يمكن إسماعهم.

إذاً فهون على نفسك ولا تحزن عليهم. وقوله: { إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون } أي إنك ما تسمع سماع قبول وانقياد وإدراك إلاّ من يؤمن بآياتنا أي إلا المؤمنين الذين آمنوا بآيات الله وعرفوا حججه فآمنوا به ووحدوه فهم مسلمون أي منقادون خاضعون مطيعون فهؤلاء في امكانك إسماعهم وهدايتهم بإِذن الله إلى ما يكملهم ويسعدهم في الدارين.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:

1) تقرير عقيدة البعث والجزاء بذكر الأدلة والحجج العقلية.

2) بيان كيفية إنشاء السحاب ونزول المطر وهو مظهر من مظاهر القدرة والعلم الإِلهي.

3) بيان حال الكافر في أيام الرخاء وايام الشدة فهو في الشدة يقنط وفي الرخاء يكفر، وذلك لفساد قلبه بالجهل بالله تعالى وآياته.

4) الاستدلال بالمحسوس الحاضر على المحسوس الغيبي.

5) بيان أن الكفار أموات، ولذا هم لا يسمعون ولا يبصرون وأن المؤمنين أحياء لأنهم يسمعون ويبصرون، إذ الحياة لها آثارها في الجسم الحي والموت كذلك.


{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ {54} وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ {55} وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {56} فَيَوْمَئِذٍ لَّا يَنفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ {57}}

شرح الكلمات:
{ الله الذي خلقكم من ضعف } : أي من نطفة وهي ماء مهين.

{ ثم جعل من بعد ضعف قوة } : أي من بعد ضعف الطفولة قوة الشباب.

{ ثم جعل من بعد قوة ضعفاً } : أي من بعد قوة الشباب والكهولة ضعف الكبر والشيب

{ وشيبة } : أي الهرم.

{ كذلك كانوا يؤفكون } : أي كما صرفوا عن معرفة الصدق في اللبث كانوا يصرفون في الدنيا عن الإِيمان بالبعث والجزاء في الآخرة فانصرافهم عن الحق في الدنيا سبب لهم عدم معرفتهم لمدة لبثهم في قبورهم.

{ لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم } : أي في انكارهم للبعث والجزاء.

{ ولا هم يستعتبون } : أي لا يطلب منهم العتبى أي الرجوع إلى ما يرضي الله تعالى بالإِيمان والعمل الصالح.

معنى الآيات:
ما زال السياق الكريم في تقرير عقيدة البعث والجزاء فقال تعالى { الله الذي خلقكم } وحده { من ضعف } أي من ماء مهين وهي النطفة ثم جعل من بعد ضعف أي ضعف الطفولة { قوة } وهي قوة الشباب { ثم جعل من بعد قوة } أي قوة الشباب والكهولة { ضعفاً } أي ضعف الكبر { وشيبة } أي الهرم وقوله تعالى { يخلق ما يشاء وهو العليم } بخلقه { القدير } على ما يشاء ويريده فهو تعالى قادر على احياء الأموات وبعثهم، إذ القادر على إيجادهم من العدم قادر على بعثهم من الرّمَم وقوله تعالى { ويوم تقوم الساعة } أي القيامة { يقسم المجرمون } اي يحلف المجرمون من أهل الشرك والمعاصي { ما لبثوا غير ساعة } أي لم يلبثوا في قبورهم إلا ساعة من زمن. وقوله تعالى { كذلك كانوا يؤفكون } أي كما صرفوا عن معرفة الصدق في اللبث في القبر كانوا يصرفون في الدنيا عن الإِيمان بالله تعالى ولقائه، والصارف لهم ظلمة نفوسهم بسبب الشرك والمعاصى. وقوله تعالى: روقال الذين أوتوا العلم والإِيمان لقد لبثم في كتاب الله } اي في كتاب المقادير { إلي يوم البعث } وهو يوم القيامة { فهذا يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون } لعدم إِيمانكم بالله وبآياته والكتاب الذي أنزله.

وقوله فيومئذ اي يوم إذ يأتي يوم البعث { لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم } أي عن شركهم وكفرهم بلقاء ربهم، { ولا هم يستعتبون } أي لا يطلب منهم العتبى أي الرجوع إلى ما يرضى الله تعالى من الإِيمان والعمل الصالح وترك الشرك والمعاصى.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:

1) تقرير عقيدة البعث والجزاء بذكر الأدلة العقلية التي لا ترد بحال.

2) بيان اطوار خلق الإِنسان من نطفة إلى شيخوخة وهرم.

3) فضل العلم والإِيمان وأهلهما.

4) بيان ان معذرة الظالمين لا تقبل منهم، ولا يستعتبون فيرضون الله تعالى فيرضى عنهم.

{وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِن جِئْتَهُم بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ {58} كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ {59} فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ {60}}

شرح الكلمات:
{ ولقد ضربنا للناس } : أي جعلنا للناس.

{ من كل مثل } : أي من كل صفة مستغربة تلفت الانتباه وتحرك الضمير كالأمثال لعلهم يذكرون فيؤمنوا ويوحدوا.

{ ولئن جئتهم بآية } : أي ولئن أتيت هؤلاء المشركين بكل حجة خارقة.

{ إن أنتم مبطلون } : أي ما أنتم أيها الرسول والمؤمنون إلا مبطلون فيما تقولون وتدعون إليه من الإِيمان بآيات الله ولقائه.

{ الذين لا يعلمون } : أي ما أنزل الله على رسوله وما أوحاه إليه من الآيات البينات.

{ فاصبر إن وعد الله حق : أي اصبر يا رسولنا على أذاهم فإِن العاقبة لك إذ وعدك ربك بها ووعد الله حق.

{ لا يستخفنك الذين لا : أي لا يحملنك هؤلاء المشركون المكذبون بلقاء الله على يوقنون } الخفة والطيش فتترك دعوتك إلى ربك.


معنى الآيات:
بعد إيراد العديد من الأدلة وسوق الكثير من الحجج وعرض مشاهد القيامة في الايات السابقة تقريرا لعقيدة البعث والجزاء التي أنكرها المشركون من قريش قال تعالى: { ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل } أي جعلنا للناس في هذا القرآن من أساليب الكلام وضروب التشبيه، وعرض الأحداث بصور مثيرة للدهشة موقظة للحس، ومنبهة للضمير، كل ذلك لعلهم يذكرون فيؤمنوا فيهتدوا للحق فينجوا ويسعدوا، ولكن أكثرهم لم ينتفعوا بذلك، { ولئن جئتهم بآية } أي بحجة من معجزة وغيرها تدل على صدقك وصحة دعوتك وما جئت به رليقولن الذين كفروا } اي منهم. { إن انتم } أي ما أنتم أيها الرسول والمؤمنون { إلا مبطلون } اي من أهل الباطل فيما تقولون وتدعون غليه من الدين الحق والبعث الآخر. وقوله { كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون } أي كذلك الطبع على قلوب الكافرين الذين لو جئتهم بكل آية لم يؤمنوا عليها لما ران على قلوبهم وما ختم به عليها، يطبع على قلوب الذين لا يعلمون، إذ ظلمة الجهل كظلمة الشرك والكفر تحجب القلوب عن الفهم والإِدراك فلا يحصل إِيمان ولا استجابة لدعوة الحق وقوله { فاصبر إن وعد الله حق } يامر تعالى رسوله أن يلتزم بالصبر على دعوته والثبات عليها في وجه هذا الكفر العنيد، حتى ينصره الله تعالى إذا واعده بالنصر في غير ما آية ووعد الله حق فهو ناجز لا يتخلف. وقوله: { ولا يستخفنك الذين لا يوقنون } أي اصبر ولا يحملنك عناد المشركين وإصرارهم على الكفر والتكذيب على الخفة والطيش والاستجهال بترك الحلم والصبر. والمراد بالذين لا يوقنون كل من لا يؤمن بالله ولقائه إيمانا يقينا إذ هذا الصنف من الناس هو الذي يستفز الإِنسان ويحمله على أن يخرج عن اللياقة والأدب والعياذ بالله.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:

1) اعذار الله تعالى إلى الناس بما ساقه تعالى في كتابه من أدلة الإِيمان وحجج الهدى.

2) أسوأ أحوال الإِنسان عندما يطبع على قلبه لكثرة ذنوبه فيصبح لا يفهم ولا يعقل شيئاً وفي الخبر حبك الشيء يعمي ويصم.

3) وجوب الصبر والتزام الحلم والأناة مهما جهل الجاهلون.



تفسير سورة الروم (30) 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
تفسير سورة الروم (30)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة الروم
» سورة الروم
» (30) سورة الروم
» سورة الروم
» سورة الروم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: مجمـــوعــة تفاســـــير :: أيســـر التفاســــير-
انتقل الى: