أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52691 العمر : 72
| موضوع: الاستعباد المعاصر الإثنين 18 مارس 2013, 11:17 pm | |
|
الاستعباد المعاصر حمدي شفيق
يتوهم البعض أن الرق قد اختفى من العالم في وقتنا هذا..
والواقع الكئيب في كل مكان يثبت عكس ذلك تماماً..
فأكابر المجرمين من "السادة البيض" لم ولن يقلعوا عن قهر الآخرين واستعبادهم وإذلالهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً.
وهكذا استعبدت بريطانيا مصر والسودان والهند وغيرها من بلاد العالم الفقير المسمى بالعالم الثالث، كما استعبدت فرنسا الجزائر وتونس وبلاد الشام.
وكذلك فعلت إيطاليا بليبيا والحبشة، والبرتغال وبلجيكا وهولندا بدول أفريقية عديدة.
ومن العجب أنهم يستخدمون مصطلح "الاستعمار" بهذا الشأن، رغم أن الاحتلال الغاشم لم يُعَمِّر أياً من البلاد المنكوبة، ولهذا فالمصطلح المناسب هو "الاستعباد" وليس الاستعمار.
وقع هذا خلال القرنين الماضيين، بل حاولت بريطانيا وفرنسا وإسرائيل إعادة استعباد مصر عام 1956م، لولا أن كَشَّر الدُبّ الروسي -القوي في ذلك الوقت- عن أنيابه، فوَلَّى الذئب الإنجليزي والضبع الفرنسي والثعلب الإسرائيلي الخبيث الأدبار.
ثم ابتليت فلسطين الحبيبة بالاستعباد الصهيوني اللعين منذ فترة أربعينات القرن الماضي وحتى اليوم!!
والاحتلال العسكري الغربي كان وما يزال يمارس ذات الأساليب الإجرامية التي مارسها أجداده ضد العبيد البؤساء، من قهر للشعوب -فرادى وجماعات- وقتل, وسحل, واعتقال, وتعذيب، واغتصاب للنساء، ونهب للثروات، وتخريب، وحرق للأخضر واليابس.
ولن يستطيع الغرب محو تلك الصفحات حالكة السواد، فقد سطرتها أقلام نزيهة -من بني جلدتهم- كما أنها محفورة في ذاكرة الأمم ولا سبيل إلى محوها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
كذلك يتجاهل الحاقدون على الإسلام ما حدث في أوروبا وغيرها من القارات خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية..
لقد نشبت الحرب بسبب جنون القيادات السياسية والدينية المسيحية في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، فهي حرب مسيحية صرفة لا ذنب للإسلام والمسلمين فيها.. وسقط خلال الحربين ما يزيد على السبعين مليوناً من القتلى، وأضعاف هذا الرقم من المعوقين والمشوهين والمشردين.
ودمرت خلالهما معظم المدن الأوروبية بالكامل.. ويهمنا هنا التركيز على الجانب الذي يتعلق بموضوعنا وهو الرق..
لقد وقع الملايين من الجنود الأوروبيين في الأسر على الجانبين، وكل من الفريقين -الألمان والطليان من ناحية، والانجليز والفرنسيين وحلفائهما من ناحية أخرى- ارتكب فظائع ضد الأسرى لا تقل إن لم تتجاوز ما كان يحدث للعبيد على مر العصور.
وعلى سبيل المثال -وليس الحصر- كان مئات الألوف من الأسرى يساقون مكبلين بالأغلال كالبهائم، مئات الكيلومترات مشياً على الأقدام، ومن يتكاسل عن السير أو يسقط من الإعياء، أو تبدر منه أية محاولة للهروب، يُقتَل على الفور رمياً بالرصاص.
وكان الألوف من الأسرى لا ينالون أي طعام أو شراب عدة أيام، ومات كثيرون منهم جوعاً وعطشاً، فضلاً عن ملايين الجرحى الذين هلكوا متأثرين بجروحهم في ظل انعدام وجود أي علاج أو إسعافات.
ومن نافلة القول الحديث عن تسخير مئات الألوف من الأسرى لشق الطرق وبناء الجسور والمعسكرات وكافة الأعمال الشاقة معظم ساعات اليوم والليلة بلا راحة.
ولا حاجة بنا لاستعراض ألوان التعذيب المروع للأسرى من الجانبين -لانتزاع المعلومات أو الاعترافات- فالقارئ الذكي لن يحتاج إلى تذكير بهذا الصدد.
ولقي مئات الألوف من الأسرى مصرعهم دفناً في الجليد، أو جلداً بالسياط، أو تركهم بلا مأوى أو طعام أو شراب في مناطق نائية لا حياة بها ولا شيء سوى الجليد الذي يغطي حتى جثث أولئك التعساء!!
ونشير إلى أن بعض العبيد -في بعض الحضارات- كانوا يضمنون الطعام والشراب والمأوى ولو في حظائر الحيوانات على العكس تماماً من الأسرى لدى جيوش الدول الأوروبية صاحبة الحضارة المزعومة التي فاقت البرابرة في المعاملة الوحشية والفتك بالأسرى بوسائل لم تخطر لإبليس ذاته على بال!!.
إعدام الأسرى المصريين:
ومن المؤكد أن المجرمين اليهود في الكيان الصهيوني قد تعلموا من أساتذتهم الأوروبيين هذه الأساليب الإجرامية في الفتك بالأسرى المصريين (شهداء حربي 1956 و 1967) فكانوا يتفننون في تعذيبهم تحت شمس سيناء الحارقة صيفاً.
واعترف كثير من مجرمي الحرب الصهاينة بالاشتراك في قتل آلاف الأسرى المصريين دهساً بالدبابات، أو رمياً بالرصاص، أو بإجبارهم على حفر المئات من القبور الجماعية ثم رميهم فيها وإهالة الرمال عليهم بالرافعات الضخمة لتدفنهم فيها أحياء!!
وهذا طبعاً بعد شهور طوال من الأسر مورست ضدهم خلالها أبشع ألوان التعذيب الشيطاني بكل السبل المحرّمة دولياً..
وحتى الآن أفلت الصهاينة من أي عقاب!!
ورغم كل المناشدات المصرية فإن المنظمات الدولية -وخاصة الأمم المتحدة والمحكمة الدولية لمجرمي الحرب ومقرها لاهاي بهولندا- تصر على تجاهل الأمر، بينما حصل اليهود المجرمون على مئات البلايين من الدولارات تعويضاً عن مجرد مزاعم بتعذيب أجدادهم في محارق هتلر!!
مأساة فلسطين:
ولا ننسى أيضاً أن الشعب الفلسطيني كله يرزح تحت نير الاحتلال الصهيوني منذ أكثر من ستين سنة.
شعب بأكمله يقاسي أهوال العبودية بأيدي أخس وأقذر عصابة إجرامية يعترف لها العالم المنافق بصفة الدولة!!
وما يحدث للشعب الفلسطيني الحبيب لا يقل أبداً عما كان يعانيه العبيد في كل العصور..
الفارق فقط هو في تطور وسائل البطش والتنكيل باستخدام التكنولوجيا الحديثة!!
وتقع مئات من جرائم إهدار الآدمية والقتل والاعتقال والتعذيب الوحشي وهدم البيوت والمدارس والمساجد بصفة يومية منهجية منتظمة تحت سمع وبصر كل العالم، ولا أمل يلوح في الأفق فى نهاية قريبة لمحنة الأشقاء في فلسطين..
وكمثال يكفي أن نشير إلى استمرار وجود أكثر من عشرة آلاف أسير فلسطيني لبناني في سلخانات -وليست سجون- سلطات الاحتلال الإسرائيلي!
ولا حاجة لاستعراض ما هو معلوم للجميع من أساليب التعذيب الهمجي والإذلال في كل لحظة للأسرى العرب البواسل، في محاولات فشلت دائماً في كسر إرادة المجاهدين لتحرير الأراضي المقدسة والأقصى الشريف من أيدي أعداء الله.
جحيم بغـداد:
ونتوقف هنا أمام واحدة من أبشع جرائم الاستعباد في العالم كله في التاريخ المنظور..
فمنذ اجتياح الصليبيين الجدد لبغداد التعسة سقط العراق كله في جحيم استعباد حقيقي من كل الوجوه.
(التعبير ليس من عندنا وإنما استخدمه بوش نفسه واصفاً حربه الإجرامية ضد العراق بأنها حرب صليبية جديدة!!).
تجاوز عدد القتلى من المدنيين -معظمهم من الأطفال والنساء- المليون حتى لحظة كتابة هذه السطور -في أكتوبر 2007م- بينما تم تخريب معظم المساكن والمصانع والمدارس والمساجد والمزارع وكافة ما يمت للحضارة بصلة في هذا البلد العريق!!
وتم نهب نفط عراقي طوال أربع سنوات يُقَدَّر ثمنه بمئات المليارات من الدولارات.
ويقوم جنود الاحتلال الأمريكي والبريطاني في كل أنحاء العراق -تقريباً- وبصفة شبه يومية – بارتكاب كل الجرائم الوحشية المنصوص على حظرها في كل المعاهدات والشرائع والقوانين بلا أدنى عقاب أو حساب (اللهم إلا بضعة أفراد يعدون على أصابع اليد الواحدة جرى تقديمهم إلى محاكمة صورية ذراً للرماد في الأعين).
وقد وقعت وما زالت تقع - عشرات الآلاف من جرائم التعذيب الوحشي للسجناء العراقيين، واغتصاب النساء، بل والاعتداء الجنسي على الرجال والأطفال أيضاً تحت تهديد السلاح.
ويتم التعذيب المروع بكل ما لا يتخيله حتى الشيطان، ومنها العصى المكهربة والسياط والكلاب البوليسية وهتك العرض والاغتصاب اليومي والتعليق من الأيدي والأرجل كالذبيحة وإطفاء السجائر في الفم والدبر.. إلخ.
وقد شاهد العالم كله الممارسات الوحشية التي ارتكبها السادة الأمريكان خاصة في سجن "أبو غريب" باستيل بغداد!!
وشاهدت بنفسي شريط فيديو صوره جنود أمريكان لبعض زملائهم وهم "يتسلون" بإطلاق النار عشوائياً على السيارات المدنية والمارة من المدنيين بشوارع بغداد لمجرد "المتعة"!! وكانت قهقهات الجنود تتعالى كلما شاهدوا سقوط عراقي بائس ساقه قدره للمرور لحظة وجود أولئك الوحوش المسعورة..
وهناك أيضا شرائط الفيديو والصور التي التقطت خلسة داخل سجن "أبو غريب".
والآن نتساءل: هل هناك فارق كبير بين ما فعله هؤلاء الجنود الأمريكان والانجليز بالشعب العراقي وما كان يفعله أجدادهم بالعبيد الأفارقة المساكين؟!!
هل هناك فوارق جوهرية بين ممارسات هؤلاء وأسلافهم من الرومان؟!!
إذا كان الرومان في الماضي يتسلون بإطلاق الأسود الجائعة لتلتهم العبيد البؤساء، فإن الأمريكان في "أبو غريب" يطلقون الكلاب المدربة على المعتقلين العراقيين العراة تماماً -حتى من ورقة التوت- لتلتهم أجسادهم كما شاهد العالم بأسره بالصوت والصورة، وثبت أثناء محاكمة بعض الجنود الأمريكان!!
وإذا كان السادة الرومان قد حصلوا على المتعة الشيطانية بمشاهدة المبارزات الدامية حتى الموت بين العبيد بعضهم البعض، فإن أحفادهم من "المسيحيين البيض" "يتمتعون" باصطياد المدنيين المساكين في شوارع عاصمة الخلافة والبصرة وغيرها من المناطق المنكوبة بالاحتلال الأنجلوأمريكي !!.
وإذا كان الرومان قد نهبوا كل خيرات البلاد الخاضعة لإمبراطوريتهم، فإن أحفادهم الأمريكان والإنجليز ينهبون نفط العراق -بمئات المليارات من الدولارات- ولا يتركون للشعب العراقي الجائع سوى فتات الموائد!!
اعترافات أمريكية:
وفيما يلي نورد نص تقرير أمريكي خاص عن مأساة شعب العراق نشرته وسائل الاعلام المختلفة:
"أكد تقرير أمريكى تدهور الأوضاع الإنسانية في العراق بصورة بالغة الخطورة منذ الغزو الأمريكي. وتحت عنوان: "اغتيال مجتمع" أشار التقرير الذي أعدته مجموعة من المنظمات غير الحكومية المناهضة للحرب إلى أن العراق الذي كان في طليعة دول المنطقة هبط اقتصادياً واجتماعياً إلى نفس مستوى الدول الأفريقية الأكثر فقراً جنوب الصحراء.!!
ومن المؤكد أن عمليات العنف والجرائم والتدمير المنهجي للمجتمع العراقي لم تحدث بهذا الشكل في أي مكان بالعالم منذ الاجتياح النازي لدول أوروبا إبان الحرب العالمية الثانية. وأشار التقرير إلى المسئولية المباشرة للجيش الأمريكي عن قتل أعداد كبيرة من العراقيين.
واستشهد في ذلك بالتقرير الرسمي الذي أصدرته وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، ويتضمن نتائج استطلاع أجري بين الجنود قال أغلبهم فيه إنهم لا يعتقدون أن من حق المدنيين العراقيين أن يعاملوا بتقدير أو احترام!!.
كما اعترف 10% من الجنود بأنهم ارتكبوا أعمال عنف ضد عراقيين بلا سبب قوي بما في ذلك تدمير الممتلكات.
و أهم ما جاء في تقرير البنتاجون هو اعتراف 14% من الجنود الأمريكيين بأنهم شاركوا بشكل مباشر في قتل أحد "المقاتلين الأعداء"!!.
وقال تقرير الجماعات المناهضة للحرب أنه يمكن تقدير العدد الهائل من العراقيين الذين قتلهم الجنود الأمريكيون بالنظر إلى حجم القوات وهو 170 ألف جندي، بالإضافة إلى أن إجمالي عدد الجنود الأمريكيين الذين خدموا لمرة واحدة أو أكثر في العراق طيلة السنوات الأربع الماضية هو 650 ألف جندي.
وأكد التقرير أن الكثيرين من الضحايا سقطوا برصاص عشرات الآلاف من المرتزقة الأمريكيين، وهم المقاتلون المدنيون الذين تطلق عليهم السلطات الأمريكية اسم "المتعاقدين"، وهؤلاء لا يخضعون لأي قانون عراقي أو أمريكي.
وأشار التقرير إلى مؤشر آخر لحساب عدد القتلى, وهو استطلاع مجمع شاركت في أعداده هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" والتلفزيون الألماني "أي آر دي" وشبكة "إيه بي سي" التلفزيونية، وصحيفة "يو أس إيه توداي" الأمريكيتان، وأظهرت نتائج الاستطلاع أن 53 % من العراقيين لهم قريب أو صديق مقرّب قُتل أو أُصيب منذ الغزو.
وتحدث التقرير عن مأساة أخرى هي حالات الاختفاء, والتي تماثل جرائم الاختفاء التي كانت النظم الديكتاتورية في أمريكا اللاتينية ترتكبها ضد المعارضين السياسيين .
وأوضح أن منظمات حقوق الإنسان العراقية تؤكد اختفاء ما لا يقل عن 15 ألف عراقي، وأن هناك ما بين 40 إلى 60 حالة اختفاء يومياً, بينما تشير التقديرات المحايدة إلى أن عدد المختفين يبلغ نحو 20 ألف شخص سنوياً.
وفيما يتعلق بالمعتقلين أوضح التقرير أن وزارة حقوق الإنسان العراقية أعلنت في مارس الماضي أن سلطات الأمن العراقية تحتجز نحو 38 ألف شخص ، بينما تعتقل القوات الأمريكية أكثر من 19 ألفاً، وهذا العدد من المعتقلين أضعاف عدد الذين كان الرئيس العراقي السابق صدام حسين يعتقلهم قبل الغزو.
ويتوقع زيادة عدد المعتقلين مع استمرار الخطة الأمنية الحالية.
وتحدث التقرير كذلك عن مأساة اللاجئين والمهجرين والنازحين والذين يقدر عددهم بنحو أربعة ملايين شخص.
وقال إن 15% من سكان العراق تركوا منازلهم منذ بداية الغزو، وأن هناك ما بين 40 إلى 50 ألف نازح جديد أسبوعياً وفقاً لإحصائيات المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة. انتهى التقرير الأمريكي.. ولا يحتاج إلى أي تعليق (1)!!!.
جزيرة الشيطان:
عندما اجتاحت الحملة "الصليبية" المعاصرة -كما وصفها جورج بوش- الأراضي الأفغانية، بدأ القوم في ارتكاب فظائع ضد المدنيين تكاد لا تختلف عما كان يفعله أسلافهم بالعبيد الأفارقة أو الهنود الحمر سكان أمريكا الأصليين!!
كان القتل الجماعي لكل من يشتبه في تعاطفهم مع حركة "طالبان" أمراً عادياً جداً ويحدث -حتى الآن- بصفة يومية.
فقد قصفت الطائرات والبوارج الحربية الأمريكية معظم المدن والقرى الأفغانية عشوائياً، ودفنت مئات الألوف من سكانها أحياء تحت الأنقاض، فضلاً عمن مزقتهم القنابل والصواريخ "الذكية" المزعومة، وما هو إلا "الذكاء الإجرامي" في تحويل أجساد الأطفال والنساء والعجائز إلى أشلاء لا سبيل إلى التعرف على هوية أصحابها!!
وتمت تسوية آلاف المدارس والمساجد والمنازل بالأرض في هذا البلد الذي هو أصلاً من أفقر بلاد العالم، إضافة إلى آلاف من جرائم اغتصاب النساء بواسطة الأمريكان وحلفائهم، والتعذيب المروع للمعتقلين.
وقد شاهد العالم بأسره عبر وسائل الإعلام عمليات "السحل" في الشوارع جهاراً نهاراً لكل من يوقعه قدره في قبضة أولئك "الوحوش الآدمية" مع الاعتذار طبعاً لوحوش الغابات!!
ثم لم يكتف الأمريكان بذلك، بل نقلوا آلاف المعتقلين مكبلين بالسلاسل، ومكممين بأقنعة تفقدهم الرؤية أو السمع, ولا تسمح لهم بغير التنفس فقط، في طائرات شحن البضائع العملاقة كالمواشي، إلى جزيرة الشيطان "جوانتانامو"!.
تماماً كما نقل أسلافهم من قبل ملايين العبيد الأفارقة بسفن شحن البضائع !!
هذه الجزيرة الكوبية التي استولت عليها الولايات المتحدة الأمريكية وحولتها إلى سجن رهيب، يعتبر "باستيل" فرنسا السابق، بالمقارنة معه، من الفنادق ذوات النجوم الخمسة!!.
في جحيم "جوانتانامو" كانت تمارس أخس سبل التعذيب الإجرامي للمعتقلين وأكثرها إهداراً للآدمية.
وإلى الآن لا يعرف أعداد المعتقلين هناك بالضبط؛ ولم تسمح السلطات الأمريكية أبداً لمنظمات حقوق الإنسان بدخول وكر الشيطان هذا.
أما الحديث عن حقوق الإنسان، وضرورة السماح للمعتقلين بمقابلة المحامين أو ذويهم، أو كفالة محاكمة عادلة.. إلخ.
فهو من قبيل الرفاهية التي يثير مجرد ذكرها قهقهات الزبانية في جحيم "جوانتانامو" !!!.
ويبدو أن بعض هؤلاء القوم مازالت عندهم بقايا من الإنصاف..
فقد ثارت ثائرة قلة من الصحفيين والمفكرين الغربيين ذوي الضمائر الحية، ونادوا بإغلاق هذا المعتقل البربري فوراً، ووقف كل سبل التعذيب الوحشي للمعتقلين، وضمان محاكمة عادلة لهم، والإفراج الفوري عن كل من لم تثبت إدانته بأدلة قانونية قاطعة.
وبالطبع لا حياة لمن تنادي!! وما تزال جزيرة الشيطان تستقبل كل يوم وافدين جدداً "يستمتعون" مع إخوتهم الموجودين هناك بكرم الإدارة الأمريكية المعهود!!!
سجون سرية في أوروبا!!
وفي واحدة من فضائح العصر أكد ديك مارتي، رئيس اللجنة الأوروبية للتحقيق في تقارير تحدثت عن قيام الولايات المتحدة الأمريكية بإدارة عدد من السجون السرية في أوروبا، أن وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA، أدارت بالفعل سجوناً سرية في كل من بولندا ورومانيا خلال الفترة ما بين عامي 2003 و 2005.
واتهم "مارتي" بريطانيا وألمانيا والسويد وإيطاليا ومقدونيا بالتورط مع حكومة الولايات المتحدة الأمريكية في جرائم احتجاز وتعذيب المتهمين بسجون سرية.
ونقل التقرير، الذين أعلنه مارتي، عن مصادر بـ CIA -لم يذكرها- قولهم إن عدداً من القياديين البارزين بتنظيم "القاعدة"، من بينهم المدعوان أبو زبيدة وخالد شيخ محمد، قد خضعا للسجن والاستجواب في أحد السجون التي تديرها الاستخبارات الأمريكية في بولندا.
التقرير الذي صدر بعنوان: "مزاعم حول اعتقالات سرية وعمليات نقل بين الدول لمعتقلين تشمل الدول الأعضاء في مجلس أوروبا"، يعد الثاني من نوعه في هذا الصدد.
وأكد التقرير أن كبار المسئولين في كل من بولندا ورومانيا، "كان لديهم علم كامل" بما يجري داخل هذه السجون، فيما اتهم مارتي كل من ألمانيا وإيطاليا بأنهما يضعان كثيراً من العقبات أمام لجنة التحقيق في التقارير الخاصة بتلك السجون السرية، وفقاً لما نقلته أسوشيتد برس وشبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية.
وكان مقرر الجمعية البرلمانية الأوروبية، وهو مدع عام سابق في سويسرا، قد ذكر في تصريحات سابقة أن الولايات المتحدة الأمريكية "أرادت أن تفرض حرباً على الإرهاب، لا قيود فيها، عبر السجون السرية لوكالة الاستخبارات المركزية، والتي تبين لاحقاً إنها كارثة".
وقال مارتي، البالغ من العمر 62 عاماً، في مقابلة مع صحيفة " لوفيجارو " الفرنسية، إن هذا التعامل من الباطن، المقام في دولنا، يشهد على انعدام الاحترام حيال الشركاء الأوروبيين"، واصفاً الأمر بأنه "تصرف مهين".
وأضاف: "لقد حصلنا على أدلة، وفقاً لمعلومات، تفيد بوجود سجون غير قانونية في دول تعمل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة مثل بولندا"، مؤكداً مرة أخرى وجود اتفاقيات مبرمة بهذا الشأن بين الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية.
وفي تقريره الأول كشف مارتي، عن 14 دولة أوروبية، قال إنها ضالعة أو متواطئة في قضية الرحلات السرية للاستخبارات الأمريكية، والتي كانت تقل معتقلين تحتجزهم CIA في سجون سرية فى الدول الأوروبية.
وأوضح قائلاً: "نملك تفاصيل حول البرنامج الذي وضعته CIA والخطة التي تم تعليق العمل بها في أوروبا، وكانت تهدف إلى تصدير مكافحة الإرهاب إلى خارج حدود الولايات المتحدة، لتفادي القيود القانونية التي يفرضها القانون الأمريكي".
واعتبر التقرير أن "الإرهابيين المحتملين الذين خُطفوا لا يستفيدون من أية حقوق مدنية أو الحقوق في زمن الحرب، فضلاً عن ثبوت تعرضهم للتعذيب الوحشي لإجبارهم على الإدلاء بمعلومات.
وأوضح مارتي أن تقريره الأول يتعلق أساساً بعمليات النقل غير الشرعية لمعتقلين بين دول، وعمليات الاسترداد الاستثنائية، أما تقريره الثاني فإنه يتعلق بالجانب الآخر من مهمته وهو عمليات الاعتقال السرية والتعذيب (2).
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية قد كشفت بدورها وجود سجن سري آخر للمخابرات الأمريكية في إحدى دول الاتحاد السوفيتي السابق، يحتجز فيه الأمريكان عدداً من أهم معتقلي تنظيم القاعدة، ويتم استجوابهم فيه بأساليب تعذيب همجية.
وأضافت الصحيفة أن السجن المذكور هو حلقة واحدة من سلسلة واسعة النطاق تضم عدداً من السجون السرية المشابهة في 8 دول على الأقل بأوروبا فضلاً عن معتقل جوانتانامو الشهير بكوبا!!
وأكدت الصحيفة علم الرئيس بوش، وكبار مسئولي إدارته وكبار قادة الدول المشار إليها بوجود السجون التي يطلقون عليها "المواقع السوداء"!!
إنها فعلاً "بقع سوداء" تضاف إلى مثيلاتها المشينة في "الثوب" الغربي المتهتك!!
ولا يوجد لدينا ما يمكن أن نضيفه إلى ما ذكره التقريران الأوروبيان والصحيفة الأمريكية سوى تساؤل بسيط: أين هذا "الإجرام الغربي" من "نبل" الإسلام وإحسانه إلى الأسرى؟!!.
دماء على صدر القوقاز:
ليست دول الغرب وحدها هي التي تمارس الاستعباد العسكري المعاصر.
فقد أبت روسيا إلا أن تشارك بدورها في قهر المسلمين، واستغلالهم والفتك بهم، ولا عجب فالقوم كلهم -شرقاً وغرباً- لا يطيقون إسلاماً ولا مسلمين.
والمثال الصارخ هنا هو ما يحدث في جمهورية "الشيشان" ذات الأغلبية المسلمة.
تقع الشيشان في منطقة القوقاز التي تعوم على بحر هائل من النفط والغاز الطبيعي، وهذا يفسر أحد أهم أسباب الصراع المحموم على احتلال المنطقة وبسط السيطرة عليها من قبل الروس وغيرهم.
وقد ساند الغرب المسيحي دول البلطيق الثلاث "لاتفيا" و "أستونيا" و "مولدافيا" للحصول على الاستقلال بعد انهيار ما كان يعرف بالاتحاد السوفيتي، لكنه لم ير أهمية لمساندة الشيشان المسلمة لكي تتحرر بدورها.
وهذا مثال آخر للنفاق الغربي وازدواجية المعايير في كل ما يتعلق بالإسلام والمسلمين من قضايا.
وهكذا افترس الدب الروسي "الشيشان" الصغيرة في ظل التواطؤ الرهيب من جميع الدول والهيئات العالمية وعلى رأسها الأمم المتحدة.
خلال الحرب الأولى استشهد أكثر من 120 ألف مسلم شيشاني، وإذا أضفنا إلى هذا الرقم ضحايا الحرب الشيشانية الثانية فإن الرقم يرتفع إلى أكثر من 200 ألف شهيد يمثلون ربع تعداد الشيشان!! هل يتخيل أحد فداحة الكارثة؟
كل أسرة مسلمة في الشيشان فقدت ربع أعضائها في الحرب المجنونة التي يشنها الروس عليهم، فضلاً عن عشرات الألوف من المعتقلين الذين تمارس أجهزة القمع الروسية ضدهم أبشع أساليب التعذيب والبطش والتصفية الجسدية.
ومن لم يقتل أو يعتقل حتى الآن، يجري اغتصابه وإذلاله وتركيعه.
نشرت الصحف البريطانية مؤخراً مأساة قرية شيشانية مسلمة تعرضت لحملة مداهمة روسية.
وقام الروس باعتقال كل السكان في الساحة الرياضية بالقرية .
وأصدر القائد الروسي أمراً لعدد من جنوده بنزع ثياب النساء بالكامل، ثم اغتصابهن أمام رجالهن وأطفالهن!!
وعندما تعالت صيحات الرجال المكبلين بالأغلال استنكاراً للاعتداء على أعراض نسائهن، أمر القائد المجرم باغتصاب الرجال أنفسهم!!
تُرى هل هذا أقل مما كان يحدث للعبيد في عهود قياصرة روسيا أو أباطرة الرومان؟!! نترك التعليق للقارئ..
عولمة الرق!!
يقوم نظام العولمة الحالي على تحكم النظام الاقتصادي الأمريكي الرأسمالي في العالم.
هذا النظام تنتج عنه سلبيات عدة، من أهمها عدم ضبط مسألة تضخيم الأرباح ولو كانت على حساب موت الآخرين جوعًا.
فوفقاً لقوانين هذا النظام ليس هناك ما يمنع أن تلقي دول الغرب الفائض من انتاجها في البحر حتى تحافظ على سعر المنتج، بينما يموت آخرون بسبب فقده!!
كما أن النظام الاقتصادي العالمي الجديد تحكمه الشركات متعددة الجنسيات العملاقة ومعها الشركات المحلية.
ولا مجال فيه لتشريعات سمحة تمهل المدين إلى ميسرة، أو تأخذ صدقة من أغنيائهم فتردها إلى فقرائهم، أو تبطل بيع ما لا نفع فيه، أو تمنع ما لم ينضبط جانب الغنم أو الغرم فيه، أو تفسد من المعاملات ما كان فيها جهالة أو غرر، أو تحرم سلعاً لمفسدتها فتمنع من التعامل بها.. إلخ.
ومما لاشك فيه أن السنوات العشرين الأخيرة شهدت تحولات ضخمة على الصعيد العالمي كله نتيجة لهذا النظام, فأصبحت المؤسسات المائة الكبرى في العالم تتحكم بـ 20% من إجمالي أموال العالم.
كما أن 51 % من أكبر قوة اقتصادية تسيطر عليها مؤسسات كبرى، بينما لا تسيطر الحكومات سوى على الـ 49 % الباقية فقط.
ويبدو في الإطار نفسه أن مبيعات شركات (جنرال موتورز) و (فورد) مثلاً تفوق الناتج القومي الإجمالي لجميع دول جنوب الصحراء في القارة الإفريقية، وتتجاوز ممتلكات شركات (آي . بي . إم) و (بي . بي) و (جنرال إليكتريك) الإمكانيات الاقتصادية التي تمتلكها معظم البلدان الصغيرة في العالم!!
كذلك فإن دخل بعض محلات (السوبر ماركت) الأمريكية قد يزيد على دخل معظم دول وسط أوروبا وشرقها بما فيها بولندا، والمجر ورومانيا.
وهذه الشركات الضخمة لا تتورع عن إبرام أية صفقات مشبوهة وارتكاب كل المحظورات من أجل تعزيز نفوذها المالي والاقتصادي، لتكون النتيجة بالتالي التحكم في كل ما يحتاجه الإنسان العادي حتى في أبسط حاجات حياته اليومية.
وهذا ما يسميه بعضهم بـ (الاستملاك الصامت)، أو قل بتعبير أدق (الاستعباد الصامت) حيث أصبحت الحكومات مغلولة الأيدي، والشعوب مقيدة بشروط تفرضها المؤسسات الكبرى التي تحدد قواعد اللعبة حسب مصالحها الذاتية، والتي لا تملك الحكومات سوى تنفيذها.
فهذه الحكومات غدت ترى أن من واجبها الأول تهيئة الظروف المواتية لإزدهار المؤسسات المعنية، وتوفير البنية الأساسية التي يحتاجها رجال الأعمال بأرخص التكلفة لحماية نظام التجارة الحرة في العالم.
وبذلك تضطر حكومات الدول النامية -في نهاية المطاف- الى الانصياع الكامل لشروط (اللوبي) الدولي، وهو ما أدى إلى ظهور تيارات احتجاجية قوية لا يربطها شيء ولا تجري في إطار حدود جغرافية معينة.
فالمنادون بها لا تربطهم صلات ثقافية أو تاريخية مشتركة، فهم جماعات وجمعيات أهلية متنوعة يجمعها هدف واحد محوره استعادة الشعوب لحقها في الاختيار وفي تقرير مصيرها، وكلها يحذر من مغبة المضي في هذا الطريق الوعر الذي سيكون من نتيجته تكرار الكوارث الاقتصادية والاجتماعية في كافة أنحاء العالم.
ومن بعض كوارث هذا النظام دخول أكثر من 75 دولة القرن الحادي والعشرين وهي خاضعة، كلياً أو جزئياً، لمشيئة البنك الدولي، مستسلمة لإرادته، منفذة لسياسته، تجنباً لإعلان إفلاسها. وبموجب ذلك تلتزم هذه الدول بتخفيض الإنفاق، ووقف الدعم للمواد الاستهلاكية التي تقدمها لشعوبها الفقيرة.
فلا عجب أن تثبت دراسات الأمم المتحدة أن 12 مليون طفل تحت سن الخامسة، يموتون سنوياً نتيجة أمراض قابلة للشفاء، وهذا يعني أنه فى كل يوم يموت 33 ألف طفل لأسباب يمكن تجنبها بما فيها سوء التغذية.
وتشمل هذه الدراسة أطفالاً من العالم الإسلامي من بنجلاديش حتى موريتانيا، فحكوماتها -تحت وطأة تضخم ديونها- لا تستطيع توفير الحد الأدنى من الاحتياجات الطبية والوقائية.
ومن ثمار ذلك أيضاً أن ثلث سكان العالم يعيشون تحت خط الفقر، بينما تمتلك بعض المؤسسات والشركات ما لا تمتلكه عشرات الشعوب مجتمعة!!!.
ولا يخضع النظام العالمي الاقتصادي لأي تشريع إلهي، فما قضي به الرأسماليون هو التشريع سواء خالف الوحي المُنَزَّل أو وافقه، والدراسات الاقتصادية أو التجارية أو الإحصائية والاجتماعية التي تمثل مصالح القطاع المالك هي التي تحكم، وليست النصوص والقوانين الإلهية المقدسة.
وهكذا تسبب الرأسمالية حتماً تحكماً للقلة الغنية (الغرب) في رقاب مئات الملايين من البشر في العالم الفقير المطحون!
وهذه عبودية أخرى باسم العولمة.
فالعبودية في رأينا لا تقتصر على الصورة التقليدية -وهى تملك الإنسان بالخطف أو الشراء- بل تتحقق كذلك في كل علاقة تتسم بالسيطرة والاستغلال والإذلال من شخص أو جماعات أو دول للآخرين الأضعف شأناً.
بذلك يكون الاحتلال العسكري -كما رأينا ونرى- هو من أشد حالات الاستعباد لشعوب بأكملها.
وتكون العولمة استعباداً اقتصادياً من أبشع ما يكون.
ومن أشد أنواع الاستعباد المعاصر الآن تلك الهيمنة الاقتصادية وإذلال الشعوب الفقيرة بالديون الباهظة.. والدين كما قيل بحق "همٌ بالليل وذلٌ بالنهار".
فقد لجأت دول الغرب الرأسمالية إلى أسلوب خبيث في امتصاص دماء البلاد النامية ونهب خيراتها بدون اللجوء إلى القوة العسكرية التي لن تكفي لاحتلال كل تلك البلاد، وهكذا استغلت الوحوش الرأسمالية فقر وتخلف معظم شعوب أفريقيا وآسيا -بالإضافة إلى فساد معظم حكامها- لترهق كواهلها بألوف البلايين من الدولارات كديون ذات فوائد ربوية فاحشة، وصلت بحجم الديون إلى أرقام فلكية مستحيلة الدفع!!
وهنا يبدأ الشياطين الرأسماليون الغربيون في إملاء كل الشروط المجحفة، ومنها الحصول على المواد الخام من الدول المطحونة كالنفط وغيره بأبخس الأثمان، و قبول وجود قواعد عسكرية -اللفظ المهذب البديل للاحتلال العسكري- على أراضيها.
ولا تقتصر الشروط الظالمة على هذا بل تمتد لتشمل إملاء كل السياسات الاقتصادية، مثل الإجبار على بيع معظم شركات ومرافق الدول المدينة للقطاع الخاص، وطبعاً يدخل وحوش الغرب لشرائها بأقل الأسعار.
وينتهي الأمر بالضحايا إلى اكتشاف أن كل شيء في دولهم البائسة أصبح فعلياً "مملوكاً" للغرب!!
وبطبيعة الحال تفقد الدول المطحونة الإرادة السياسية تماماً, كما تخضع لرغبات "السادة" الجدد في تغيير كل الأنظمة الاجتماعية والسياسية والثقافية والدينية والتعليمية..
والمثال الواضح ما جرى مؤخرا في العديد من دول الشرق الأوسط من تغيير للمناهج التعليمية بها نزولاً على أوامر "السيد" الأمريكي التي لا تُرد!!.
وإذا لم يكن هذا كله "عبودية" من أبشع طراز فما عساها أن تكون؟!!
وإذا كنا نندد بهذا الاستعباد الرأسمالي فإننا لا ننكر أن الشيوعية استعبدت شعوباً كثيرة أيضاً بأساليب مختلفة..
ويكفي أن نذكر كمثال هنا إبادة أكثر من عشرين مليون مسلم وتشريد الباقين على يد الطاغية الروسي جوزيف ستالين، كما دهس الطاغية اليوغسلافي "تيتو" آلاف المصلين في المساجد بالدبابات، وما زال أكثر من ثلاثين مليون مسلم في تركستان الصينية، يئنون تحت وطأة القهر والاستعباد الشيوعي الصيني..
نشير أيضاً إلى إجبار مئات الملايين في الدول الشيوعية على التخلي عن الدِّين، وتحويل المساجد إلى مباني للحزب الشيوعي أو اصطبلات للخيول، واعتقال الملايين ممن يعارضون الطغيان الشيوعي وتعذيبهم وتصفيتهم جسدياً من أجل ترسيخ "سيادة" طبقة العمال "البروليتاريا".
فالاستعباد هنا جماعي يتم بواسطة طبقة العمال التي تمارسه ضد باقي طبقات المجتمع..
كما إن إجبار عشرات الملايين من الناس على مغادرة أوطانهم لإحلال آخرين محلهم، وإجبار الجميع على العمل في الأماكن والمجالات التي تحددها السلطة الشيوعية بلا أجر، هو في حد ذاته من أشد الممارسات إذلالاً للناس كما كان يحدث للعبيد من قبل.
والمجال لا يتسع لذكر كل ألوان الفظائع الشيوعية, ولكن هل جاءت الرأسمالية الغربية المعاصرة بشيء أفضل من الشيوعية؟!
أم أن أساليب قهر الناس وإذلالهم ونهب أموالهم هي وحدها التي تغيرت، بينما جوهر الاستعباد واحد لدى الجميع؟!
إننا نشعر بالفخر والاعتزاز عندما نعلن أن الإسلام العظيم قد حرم كل هذا الظلم والقهر والإذلال والاستغلال من إنسان لأخيه الإنسان.
الإسلام العظيم هو النظام الوحيد الذي يكفل الحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة بين البشر.
إنه الإسلام الذي صاح خليفته العادل عمر -رضي الله عنه- بواليه -عمرو بن العاص- يوماً: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً" ؟! (4).
المراجع:
1- جريدة "الأهرام" المصرية عدد 28 / 5 / 2007م – صفحة الشئون العربية.
2- عن موقع سي إن إن باللغة العربية.
www.Arabic.CNN.com
3- عن موقع "المسلم" على النت – كتاب رسالة المسلم في حقبة العولمة.
www.almoslim.net
4- انظر سيرة عمر بن الخطاب في الكتب الآتية:
سير أعلام النبلاء للذهبي – الطبقات الكبرى لابن سعد – حلية الأولياء لابي نعيم – أسد الغابة في معرفة الصحابة – مناقب عمر بن الخطاب لابن الجوزي – عبقرية عمر لعباس محمود العقاد – البداية والنهاية لابن كثير الدمشقي.
|
|