أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: الجزء الرابع: الجهر بالدعوة الأربعاء 06 مارس 2013, 7:43 am | |
|
الجزء الرابع
الجهر بالدعوة
**الأمر بالجهر بالدعوة:
أمر الله تعالي النبي -صلى الله عليه وسلم- أن ينذر عشيرته ويدعوهم إلي عبادة الله وتوحيده, فقال تعالي: (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214))- الشعراء.
وعلي الفور صعد النبي -صلى الله عليه وسلم- علي جبل الصفا، فعلا أعلاها حجرًا، ثم هتف: (يا صباحاه) -وكانت كلمة إنذار تخبر عن هجوم جيش أو وقوع أمر عظيم.
ثم جعل ينادى بطون قريش، ويدعوهم... يا بني فهر، يا بني عدى، يا بني فلان، يا بني فلان، يا بني عبد مناف، يا بني عبد المطلب.
فلما سمعوا قالوا: مَن هذا الذي يهتف؟
قالوا: محمد.
فأسرع الناس إليه، حتى إن الرجل إذا لم يستطع أن يخرج إليه أرسل رسولًا لينظر ما هو، فجاء أبو لهب وقريش.
فلما اجتمعوا قال: (أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلًا بالوادى بسَفْح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم أكنتم مُصَدِّقِىَّ؟).
قالوا: نعم، ما جربنا عليك كذبًا، ما جربنا عليك إلا صدقًا.
قال: (إنى نذير لكم بين يدى عذاب شديد، إنما مثلى ومثلكم كمثل رجل رأي العَدُوّ فانطلق يَرْبَأ أهله) (أي يتطلع وينظر لهم من مكان مرتفع لئلا يدهمهم العدو) (خشى أن يسبقوه فجعل ينادى: يا صباحاه).
ثم دعاهم إلى الحق، وأنذرهم من عذاب الله، فخص وعم فقال: (يا معشر قريش، اشتروا أنفسكم من الله، أنقذوا أنفسكم من النار، فإنى لا أملك لكم من الله ضرًا ولا نفعًا، ولا أغنى عنكم من الله شيئًا.
يا معشر بني عبد مناف، أنقذوا أنفسكم من النار، فإنى لا أملك لكم من الله ضرًا ولا نفعًا، ولا أغنى عنكم من الله شيئًا.
يا بني عبد شمس، أنقذوا أنفسكم من النار.
يا بني هاشم، أنقذوا أنفسكم من النار.
يا معشر بني عبد المطلب، أنقذوا أنفسكم من النار، فإنى لا أملك لكم ضرًا ولا نفعًا، ولا أغنى عنكم من الله شيئًا، سلونى من مالى ماشئتم، لا أملك لكم من الله شيئًا.
يا عباس بن عبد المطلب، لا أغنى عنك من الله شيئًا.
يا صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله، لا أغنى عنك من الله شيئًا.
يا فاطمة بنت محمد رسول الله، سلينى ما شئت من مالى، أنقذى نفسك من النار، فإنى لا أملك لك ضرًا ولا نفعًا، ولا أغنى عنك من الله شيئًا.
غير أن لكم رحمًا سأبُلُّها بِبلاَلها) أي أصلها حسب حقها.
ولما تم هذا الإنذار انفض الناس وتفرقوا، ولم يهتم أحد سوى أن أبا لهب الذي غضب وقال: تبا لك سائر اليوم، ألهذا جمعتنا؟
فنزل قوله تعالي: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} [سورة المسد:1].
ولم ييأس النبي -صلى الله عليه وسلم- من سلبية قريش وإنما ظل ينذرهم ويدعوهم لعبادة الله تعالي في أرجاء مكة حتى نزل قوله تعالى: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} [الحجر: 94]، فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يجهر بالدعوة إلى الإسلام في مجامع المشركين ونواديهم، يتلو عليهم كتاب الله في كل مناسبة..
ويقول لهم ما قالته الرسل لأقوامهم من قبل: {يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ الله مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [الأعراف: 59].
وبدأ يعبد الله تعالى أمام أعينهم، فكان يصلى بفناء الكعبة نهارًا جهارًا وعلى رءوس الأشهاد.
وسمع الكثير بأمر هذا الدين بعد أن جاهر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالدعوة إليه, وزادت أعداد المسلمين كل يوم..
وجن جنون سادات قريش وزعمائها..
وخافوا علي مكانتهم وهيبتهم..
خافوا من دعوة النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن القرآن الذي يسحر القلوب بألفاظه وآياته وهم أهل لغة وبلاغة..
وكانوا مقبلين علي موسم الحج, وفيه تأتي قبائل العرب من كل مكان..
فماذا لو جهر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالقرآن ودعاهم إلي توحيد الله السميع البصير, وسفه أصنامهم وآلهتهم التي لا تنطق ولا تسمع..
استشعروا كل هذا الخطر وعقدوا مجلساً استشاريًا فيما بينهم لاتخاذ موقف حاسم تجاه مجمدٍ -صلى الله عليه وسلم- ودعوته.
فماذا حدث في المجلس وما هي قراراته التي اتفقوا عليها؟
الإجابة علي السطور التالية..
**المجلس الاستشاري لقريش:
اجتمع زعماء قريش في المجلس وقال لهم الوليد بن المغيرة: أجمعوا فيه رأيًا واحدًا، ولا تختلفوا فيكذب بعضكم بعضًا، ويرد قولكم بعضه بعضًا، قالوا: فأنت فقل، وأقم لنا رأيًا نقول به.
قال: بل أنتم فقولوا أسمع.
قالوا: نقول: كاهن.
قال: لا والله ما هو بكاهن، لقد رأينا الكهان فما هو بزَمْزَمَة الكاهن ولا سجعه.
قالوا: فنقول: مجنون.
قال: ما هو بمجنون، لقد رأينا الجنون وعرفناه، ما هو بخَنْقِه ولا تَخَالُجِه ولا وسوسته.
قالوا: فنقول: شاعر.
قال: ما هو بشاعر، لقد عرفنا الشعر كله رَجَزَه وهَزَجَه وقَرِيضَه ومَقْبُوضه ومَبْسُوطه، فما هو بالشعر.
قالوا: فنقول: ساحر.
قال: ما هو بساحر، لقد رأينا السحار وسحرهم، فما هو بنَفْثِهِم ولا عقْدِهِم.
قالوا: فما نقول؟
قال: والله إن لقوله لحلاوة، [وإن عليه لطلاوة] وإن أصله لعَذَق، وإن فَرْعَه لجَنَاة، وما أنتم بقائلين من هذا شيئًا إلا عرف أنه باطل، وإن أقرب القول فيه لأن تقولوا: ساحر.
جاء بقول هو سحر، يفرق به بين المرء وأبيه، وبين المرء وأخيه، وبين المرء وزوجته، وبين المرء وعشيرته، فتفرقوا عنه بذلك.
وبعد أن اتفق المجلس على هذا القرار أخذوا في تنفيذه علي الفور..
فجلسوا بسبل الناس حين قدموا للموسم، لا يمر بهم أحد إلا حذروه من النبي -صلى الله عليه وسلم- وذكروا لهم أمره.
أما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فخرج يتبع الناس في أسواقهم ومنازلهم يدعوهم إلى الله..
وأبو لهب كلما رآه يمشي خلفه ويقول: لا تطيعوه فإنه صابئ كذاب...
ولكن كل هذا لم يمنع العرب من الإنصات لكلامه وانتشر ذكره في بلاد العرب كلها.
**موقف المشركين تجاه المسلمين:
بعد انتهاء الحج وانصراف ضيوف الرحمن أجتمع المشركين من سادات وزعماء قريش وقرروا القيام بتعذيب المسلمين وفتنتهم عن دينهم.
وأن يتعاملوا مع كل من يتبع محمداً -صلى الله عليه وسلم- ودينه بطريقة مختلفة ووحشية منقطعة النظير, ليردوهم عن دينهم إن استطاعوا..
فكان عم عثمان بن عفان يلفه في حصير من ورق النخيل ثم يدخنه من تحته...
- ولما علمت أم مصعب بن عمير بإسلامه منعته الطعام والشراب، وأخرجته من بيته...
- وكان صهيب بن سنان الرومي يُعذَّب حتى يفقد وعيه ولا يدرى ما يقول...
- وكان بلال بن رباح مولى لأمية بن خلف، فكان أمية يضع في عنقه حبلًا، ثم يسلمه إلى الصبيان، يطوفون به في جبال مكة، ويجرونه حتى كان الحبل يؤثر في عنقه، وهو يقول: أحَدٌ أحَدٌ...
- وكان أمية يـشده شـدًا ثم يضربه بالعصا، ويلجئه إلى الجلوس في حر الشمس، كما كان يكرهه على الجوع.
ومر به أبو بكر يوماً وهم يصنعون ذلك به فاشتراه بغلام أسود.. وقيل: بسبع أواق أو بخمس من الفضة، وأعتقه.
- وكان عمار بن ياسر رضي الله عنه مولى لبني مخزوم، أسلم هو وأبوه وأمه، فكان المشركون -وعلى رأسهم أبو جهل- يخرجونهم إلى الأبطح إذا حميت الرمضاء فيعذبونهم بحرها...
ومر بهم النبي -صلى الله عليه وسلم- وهم يعذبون فقال: (صبرًا آل ياسر، فإن موعدكم الجنة)، فمات ياسر في العذاب، وطعن أبو جهل سمية ـأم عمارـ في قبلها بحربة فماتت، وهي أول شهيدة في الإسلام، وكانت عجوزًا كبيرة ضعيفة.
ثم شددوا العذاب على عمار بالحر تارة، وبوضع الصخر الأحمر على صدره تارة أخرى.
وقالوا له: لا نتركك حتى تسب محمدًا، أو تقول في اللات والعزى خيرًا...
فوافقهم على ذلك مكرهًا بسبب شدة العذاب..
وجاء باكيًا معتذرًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فطيب خاطره وقال له: وكيف تجد قلبك, قال مطمئن يارسول الله..
فقال: أن عادوا فعد -أي لو عادوا إلي تعذيبك فقل ما يرضيهم لتصرف عنك العذاب مادامت مكرهاً علي ذلك, وقلبك مطمئن ومؤمن بالله تعالي..
وأنزل الله تعالي فيه هذه الآية : {مَن كَفَرَ بِالله مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ} الآية [النحل: 106 ].
وما ذكرناه هنا علي سبيل المثال لا الحصر..
ولم يسلم النبي -صلى الله عليه وسلم- من تعرض المشركين له علي الرغم من حماية عمه له تارة بالترغيب وتارة أخري بالترهيب.
وهاهي أمثلة من كيدهم:
- ذهب رجال من أشراف قريش إلى أبي طالب، فقالوا: يا أبا طالب، إن ابن أخيك قد سب آلهتنا، وعاب ديننا، وسَفَّه أحلامنا، وضلل آباءنا، فإما أن تكفه عنا، وإما أن تخلى بيننا وبينه، فإنك على مثل ما نحن عليه من خلافه، فنكفيكه، فقال لهم أبو طالب قولًا رقيقًا وردهم ردًا جميلًا..
فانصرفوا عنه علي أمل أن يقنع النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يكف عن دعوته.. ولكن هيهات.. هيهات.
لقد ظل الرسول الله -صلى الله عليه وسلم- على ما هو عليه، يظهر دين الله ويدعو إلي عبادته وتوحيده غير خائف إلا منه سبحانه وتعالي.
وهنا قررت قريش تحذير أبي طالب بأسلوب عنيف فيه ترهيب وتحذير..
**قريش يهددون أبي طالب:
جاء سادات قريش إلى أبي طالب فقالوا له: يا أبا طالب، إن لك سنًا وشرفًا ومنزلة فينا، وإنا قد استنهيناك من ابن أخيك فلم تنهه عنا...
وإنا والله لا نصبر على هذا من شتم آبائنا، وتسفيه أحلامنا، وعيب آلهتنا، حتى تكفه عنا، أو ننازله وإياك في ذلك، حتى يهلك أحد الفريقين.
عَظُم على أبي طالب هذا الوعيد والتهديد الشديد...
فبعث إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال له: يا بن أخي، إن قومك قد جاءونى فقالوا لي كذا وكذا، فابق عليَّ وعلى نفسك، ولا تحملنى من الأمر ما لا أطيق..
فظن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن عمه خاذله، وأنه ضعُف عن نصرته، فقال: (يا عم، والله لو وضعوا الشمس في يمينى والقمر في يسارى على أن أترك هذا الأمر -حتى يظهره الله أو أهلك فيه- ما تركته)، ثم استعبر وبكى، وقام، فلما ولَّى ناداه أبو طالب، فلما أقبل قال له: اذهب يابن أخي، فقل ما أحببت، فو الله لا أُسْلِمُك لشىء أبدًا.
وظل النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو لدين الله بلا كلل أو ملل..
ولما رأت قريش أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ماضٍ في عمله وأن أبا طالب قد أبي خذلان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
قررت أن تختار وسيلة أشد وأخبث وهي الاعتداء على الرسول -صلى الله عليه وسلم- نفسه.
**اعتداءات المشركين على النبي -صلى الله عليه وسلم-:
بعد فشل أسلوب الترغيب والترهيب للمشركين لم يصبروا كثيراً وقرروا الاعتداء علي النبي -صلى الله عليه وسلم- بصرف النظر عن حماية عمه له.
وكان أبو لهب أشد المشركين عداوة للنبي -صلى الله عليه وسلم- وللإسلام وأهله, واعتدى علي النبي -صلى الله عليه وسلم- كما ذكرنا في قصة إسلام حمزة -رضي الله عنه-.
وزاد عتداءه عليه في كل مناسبة..
- ولما مات عبد الله -الابن الثاني لرسول الله صلى الله عليه وسلم- استبشر أبو لهب وذهب إلى المشركين يبشرهم بأن محمدًا صار أبتراً.
وكان أبو لهب يفعل كل ذلك وهو عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجاره، كان بيته ملصقا ببيته.
-وكانت امرأة أبي لهب -أم جميل- لا تقل عن زوجها في عداوة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد كانت تحمل الشوك، وتضعه في طريقه -صلى الله عليه وسلم- وعلى بابه ليلًا..
وكانت امرأة سليطة تبسط فيه لسانها، وتطيل عليه الافتراء والدس، وتؤجج نار الفتنة، وتثير حربًا شعواء على النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ ولذلك وصفها القرآن بحمالة الحطب.
- وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصلى عند البيت، وأبو جهل وأصحاب له جلوس؛ إذ قال بعضهم لبعض: أيكم يجىء بسَلاَ جَزُور بني فلان فيضعه على ظهر محمدٍ إذا سجد، فانبعث أشقى القوم: [وهو عقبة بن أبي معيط] فجاء به فنظر، حتى إذا سجد النبي -صلى الله عليه وسلم- وضع الجزور على ظهره بين كتفيه -صلى الله عليه وسلم-، وأنا أنظر، لا أغنى شيئًا، لو كانت لي منعة، قال: فجعلوا يضحكون، ويحيل بعضهم على بعضهم: [أي يتمايل بعضهم على بعض مرحًا وبطرًا]..
ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- ساجد، لا يرفع رأسه، حتى جاءته فاطمة، فطرحته عن ظهره، فرفع رأسه، ثم قال: [اللهم عليك بقريش] ثلاث مرات، فشق ذلك عليهم إذ دعا عليهم، قال: وكانوا يرون أن الدعوة في ذلك البلد مستجابة, ثم سمى: (اللهم عليك بأبي جهل، وعليك بعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، وأمية بن خلف، وعقبة بن أبي معيط) -وعد السابع فلم نحفظه- فوالذي نفسى بيده لقد رأيت الذين عدّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صرعى في القَلِيب، قليب بدر.
- وكان أبو جهل يجىء أحيانًا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع منه القرآن، ثم يذهب عنه فلا يؤمن ولا يطيع، ولا يتأدب ولا يخشى، ويؤذى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالقول، ويصد عن سبيل الله، ثم يذهب مختالًا بما فعل، فخورًا بما ارتكب من الشر، وكأنه ما فعل شيئًا يذكر..
وفيه نزل: {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى} [القيامة:31]، وكان يمنع النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الصلاة منذ أول يوم رآه يصلى في الحرم، ومرة مر به وهو يصلى عند المقام فقال: يا محمد، ألم أنهك عن هذا، وتوعده، فأغلظ لــه رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- وانتـهره، فقال: يا محمد، بأي شىء تهددنى؟
أما والله إني لأكثر هذا الوادى ناديًا.
فأنزل الله: {فَلْيَدْعُ نَادِيَه سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ} [العلق:17، 18].
وفي رواية أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخذ بخناقه وهزه، وهو يقول له: {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى} [القيامة:34، 35]
فقال عدو الله: أتوعدني يا محمد؟ والله لا تستطيع أنت ولا ربك شيئًا، وإني لأعز من مشى بين جبليها.
وكل هذه أمثلة علي سبيل المثال لا الحصر لما كان يتلقاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والمسلمون من الظلم والخسف والجور على أيدى طغاة المشركين.
وبسبب هذا البطش قرر النبي -صلى الله عليه وسلم- السماح لمن استطاع من المسلمين الفرار بدينه بالهجرة!!
ولكن إلي أين؟ ثم لماذا؟ وغير ذلك من الأسئلة نجيب عليها في الجزء الخامس أن شاء الله تعالي.
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي الرسول الأمين وعلي آله وصحبه أجمعين.
يتبع إن شاء الله... |
|