منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) Empty
مُساهمةموضوع: تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية)   تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) Emptyالثلاثاء 18 ديسمبر 2012, 9:34 pm

تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) Pic-4310

تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء
تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 013610

الأربعون الطبية


تأليف/ د. وسيم فتح الله


بسم الله الرحمن الرحيم
تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 013610

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، أنزل عليه خيرَ كتبه، وأرسله بأكمل شرائعه، أنقذ به البشرية من الشقاء، وأقام الله تعالى به الملة العوجاء، بأن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وفتح الله تعالى بدعوته أعيناً عُمياً وآذاناً صُمّاً وقلوباً غُلفاً، وجعل طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم من طاعته، وجعل الذل والصَغار على من خالف أمره، من أقام سنته أقام الدين، ومن رغب عنها كان من الخاسرين، ومن خالف شرعه فهو الذميم السقيم، ومن اتبعه جاء ربه يوم القيامة بقلب سليم.


فقد جاءت شريعته أكمل الشرائع السماوية، فلم تغادر شيئاً من مصالح العباد في العاجل والآجل إلا اشتملت عليه، ولم تترك شيئاً من مفاسد العباد إلا نهت عنه ونبهت عليه، فمن وافق شرعه فهو المؤمن السعيد، ومن خالف سنته فهو المنافق الطريد، فسنة النبي صلى الله عليه وسلم شقيقة القرآن ومثيلته في الحجية والاعتبار، من أنكرها أنكر القرآن، ومن عمل بها حقق القرآن، ومن رام الهدى هاجراً لها ضل وغوى، ومن زعم اقتصاره على القرآن دونها كان متبع الهوى..


وبعد..
تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 013610

فلقد عمل جمعٌ من سلف هذه الأمة الصالحين من العلماء الأبرار على جمع أحاديث في أبواب شتى من الدين، تقريباً لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم من عامة المسلمين، فمنهم من جمع في الجهاد أربعين حديثاً ومنهم من فعل في الزهد والأدب وفي أصول الدين وكلياته كأربعين الإمام النووي وغيره رحمة الله على الجميع، ولقد رأيت باب الطب اليوم من أبواب العلم المادي التي افتتن بها كثيرٌ من الخلق؛ فبين مفرِطٍ في الروحانيات تاركٍ لما سخره الله تعالى من أسباب علاج البدن ورفع السقم، وبين مفرِّطٍ بما جاء في الهدي النبوي اغتراراً بما يراه من تطورٍ في العلم، ووجدت الدافع في قوله تعالى: "وأُوحي إليَّ هذا القرآن لأنذركم به ومَن بلغ"، وقوله صلى الله عليه وسلم: "نضَّر الله أمرأً سمع منا حديثاً فحفظه حتى يبلغه غيره، فرُب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورُب حامل فقه ليس بفقيه".


فعزمت على جمع نحواً من أربعين حديثاً من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم امتثالاً لأمر الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في البلاغ، واقتداءً بثلة العلماء الذين سبقونا إلى مثل هذا الجمع في أبواب أخرى من الدين، واخترت هذه الأحاديث مما يتعلق بأصول وكليات الطب وبوبت لها بترجمة تبين مقصود الباب، ثم ذكرت من آيات الكتاب الحكيم ما يناسب موضوعها وموضع الشاهد منها، ثم ذكرت الحديث الشريف المتعلق بالباب، وذيلت كل باب بتلخيص أهم الفوائد المستخلصة منه، ليُعلم بذلك كله تكامل القرآن والسنة من جهة، وكمال الشريعة من جهة أخرى، حيث دلت على أصول كل ما يحتاج العباد في معاشهم وآخرتهم، وفصَّلَت فيما بابه التوقيف.


وأجملت فيما بابه التوفيق وأطلقَت العنان للعبد المسلم يبحث فيه لا سيما ما يتعلق بأمور الدنيا الكونية، فتكامل بذلك الأمر الشرعي مع الأمر الكوني، كما قال الله تعالى:"وتمَّت كلمة ربك صدقاً وعدلاً لا مُبَدِّلَ لكلماته"، وليعلم أن الشريعة المحمدية صالحة لكل زمان ومكان، وأن من يعارضون هذا هم من أولياء الشيطان، وأن من ينافحون عن سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم هم أولياء الرحمن، نسأل الله تعالى أن يجعلنا منهم، آمين.


ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا، وربنا ولا تحمِّلنا ما لا طاقة لنا به، واعف عنا واغفر لنا وارحمنا، أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين.


باب: إنما الأعمال بالنيات:
تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 013610

وقوله تعالى: "قل إنَّ صلاتي ونُسُكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين".

تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 13225610

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه" (رواه البخاري ومسلم).


وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "في كل كبدٍ رطبةٍ أجر" (صحيح البخاري.(


ويؤخذ من الأحاديث ما يلي:
تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 013610

شرطا قبول الأعمال عند الله تعالى إخلاص النية لله تعالى، وتجريد المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.


الإحسان إلى كل حيوان محترم بحفظ حياته والإنسان من باب أولى، ويخرج من هذا العموم الحيوان والإنسان المأمور بقتله كالكلب العقور والكافر الحربي والمرتد.


باب: الصحة نعمةٌ وابتلاء:
تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 013610

وقوله تعالى: " أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا تُرجعون"، وقوله تعالى: "أيحسب الإنسان أن يُترك سدى".


عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "نعمتان مغبونٌ فيهما كثير من الناس؛ الصحة والفراغ" (صحيح البخاري).


ويؤخذ من الحديث ما يلي:
تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 013610

الصحة نعمة متجددة من الله تعالى، والعبد محاسب على هذه النعمة من حيث شكرها واستعمالها في طاعة الله وعدم استعمالها في معصية الله عز وجل.


شكر نعمة الصحة يكون بالقلب واللسان والجوارح؛ فشكر القلب باعتقاد أن الله تعالى هو وحده مانح الصحة، وشكر اللسان يكون بالإقرار بذلك والتلفظ به، وشكر الجوارح يكون بتسخير الصحة في الطاعة وصرفها عن المعصية.


باب: العقوبة بالمرض الذي لم يكن فيمن سلف:
تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 013610

وقوله تعالى: "إن الله لا يغيِّر ما بقومٍ حتى يغيِّروا ما بأنفسهم".


عن أسامة بن زيد رضي الله عنه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "إن هذا الوجع أو السقم رجز عذب به بعض الأمم قبلكم، ثم بقي بعد بالأرض فيذهب المرة ويأتي الأخرى، فمن سمع به بأرض فلا يقدمن عليه، ومن وقع بأرض وهو بها فلا يخرجنه الفرار منه" (صحيح مسلم).


ويؤخذ من الحديث ما يلي:
تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 013610

إن تغير حال الصحة إلى حال المرض قد يجري مجرى العقوبة على الإعلان بالفاحشة.


إن الشريعة جاءت بمصالح العباد الدينية والدنيوية حيث نبهت على الوسائل الشرعية والكونية للوقاية من الأمراض الوبائية؛ فأما الشرعية فبترك المعاصي وأما الكونية فبالحجر الصحي.


فالشريعة الإسلامية هي الكاملة في حين أن الشرائع الوضعية لا تعتني إلا بالأسباب الكونية، ولهذا تبقى الشرائع الوضعية قاصرة عن تلبية حاجات الإنسان كاملة وتعجز عن تحقيق مصالحه الكلية.


لن تتحقق حماية المجتمع من أمراض الرجز بمجرد البحث عن أسباب العلاج المادية كاللقاحات والأدوية، بل لا بد من الإنابة إلى الله عز وجل وإنكار الفواحش الظاهرة التي أورثت هذه الأسقام والأوجاع.


من الصور المعاصرة التي تندرج تحت هذا الحديث مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) وظهر هذا المرض بعد استشراء فاحشة اللواط والإعلان بها وسن القوانين لحمايتها، ومن صورها تغير أنماط بعض الجراثيم المعروفة بحيث أصبحت معتادة على الأدوية المتداولة كما هو الحال في جرثومة السل، فعلى المجتمع أن يعتبر وينيب إلى الله تعالى.


التنبيه على أن ما أصاب الأمم السابقة من الأسقام والأوجاع عقوبة على إعلانها بالفاحشة قد يصيبنا مثله إن سرنا على نهجهم في الإعلان بها.


إن إنكار المنكر هو صمام الأمان للمجتمع، فبه ينجو المجتمع وبتركه يهلك المجتمع.


باب: حفظ الروح والبدن:
تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 013610

وقوله تعالى: "والذي هو يُطعمني ويسقين * وإذا مرضت فهو يشفين"


عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما، فقرأ فيهما (قل هو الله أحد) و (قل أعوذ برب الفلق) و (قل أعوذ برب الناس)، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات (صحيح البخاري).


عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "مَن تصبَّح سبع تمراتٍ عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر" (صحيح البخاري).


ويؤخذ من الأحاديث ما يلي:
تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 013610

نبهت الآيات على توحيد الربوبية والألوهية في حال الصحة والمرض؛ فالله تعالى هو وحده الرزاق الذي يطعم ويسقي العبد حفظاً لصحته وعافيته وهذا من آثار الربوبية، والله تعالى هو وحده الذي يشفي المريض فلا يتوجه العبد باعتقاد أو طلب الشفاء من غير الله تعالى وهذا هو مقتضى توحيد الألوهية.


شرع الإسلام حفظ صحة الروح والبدن معاً ولم يغفل أحدهما لحساب الآخر، فدلت الشريعة على أسباب حفظ صحة الروح بالرقى والأذكار الشرعية، وأسباب حفظ البدن بتعاطي الأسباب المادية الكونية.


حديث سعد أصلٌ في جواز التداوي قبل وقوع المرض وهو المعروف بالطب الوقائي في زماننا المعاصر، ويندرج تحت هذا الباب اليوم ما يعرف بالتطعيمات التي تعطى قبل وقوع المرض للوقاية، وكذلك إعطاء المضادات الحيوية وقائياً قبل الإجراءات الجراحية في حالات الخطورة العالية.


باب: الإرشاد إلى التداوي بالمباح:
تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 013610

وقوله تعالى: "ونزَّلنا عليك الكتاب تِبياناً لكل شيء".


عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاءً" (رواه البخاري).


عن وائل الحضرمي أن طارق بن سويد الجعفي سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الخمر فنهاه أو كره أن يصنعها فقال: إنما أصنعها للدواء. فقال: " إنه ليس بدواء ولكنه داء" (صحيح مسلم).


ويؤخذ من الأحاديث ما يلي:
تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 013610

الشريعة الإسلامية حثت على التداوي حفظاً للأنفس، ونبهت على أن الله تعالى قد خلق لكل داء دواءً، وحثت بذلك على البحث والكشف عن هذه الأسباب الكونية التي سخرها الله تعالى لنا.


التداوي تتناوله الأحكام الشرعية الخمسة الواجب والمندوب والمباح والمكروه والحرام؛ وعلى المكلَّف الذي يتعاطى الطب أن يتعلم أحكام التطبيب حتى لا يقع في الحرام ولا يضيق عن المباح، ولا يفوت الواجب والمندوب.


التنزيل المذكور في الآية من التنزيل الشرعي، أما التنزيل المذكور في حديث أبي هريرة هو التنزيل الكوني بمعنى الخلق؛ وهذا إرشاد للعباد كي يسعوا ويبحثوا عن هذه الأسباب استصلاحاً لأبدانهم في دار معاشهم كي يعملوا بذلك في طاعة الله عز وجل.


حديث طارق بن سويد أصلٌ في تحريم التداوي بالمحرم، وهذا خارجٌ عن أحوال الضرورة، إذ الحديث فيمن يصنع الحرام للتداوي به ابتداءً.


إن المصالح المعتبرة شرعاً هي المصالح التي جاء بها الشرع أو أقرها، وما سوى ذلك فليس بمصلحة معتبرة شرعاً ولا يؤخذ به.


باب: كمال التوكل بالصبر وترك أسباب العلاج:
تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 013610

وقوله تعالى: " وقالوا حسبنا الله ونِعْمَ الوكيل"


عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:" يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً بغير حساب، هم الذين لا يَستَرقُون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون" (صحيح البخاري).


عن عطاء بن أبي رباح قال: قال لي ابن عباس: "ألا أريك امرأةً من أهل الجنة.. قلت: بلى.. قال: هذه المرأة السوداء، أتت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالت: إني أُصرع وإني أتكشف، فادع الله لي.. قال: إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك.. فقالت: أصبر.. فقالت: إني أتكشف فادع الله أن لا أتكشف، فدعا لها" (صحيح البخاري).


قالت عائشة: لددناه في مرضه فجعل يشير إلينا أن لا تَلُدُّوني، فقلنا كراهية المريض للدواء، فلما أفاق قال: ألم أنهكم أن تلدوني؟ قلنا: كراهية المريض للدواء.. فقال: لا يبقى أحد في البيت إلا لُد، وأنا أنظر إلا العباس فإنه لم يشهدكم (صحيح البخاري).


ويؤخذ من أحاديث الباب ما يلي:
تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 013610

الاكتفاء بالله تعالى وطرح الأسباب الكونية المشهودة هو أعلى مراتب التوكل.


إن الله تعالى يكافئ المحسن بجنس إحسانه؛ فمن توكل على الله تاركاً الأسباب أدخله الله تعالى الجنة بغير حساب.


العبد مخيَّر في تعاطي أو ترك العلاج، والتداوي ليس واجباً بل تتناوله الأحكام التكليفية الخمسة كما تقدم.


من واجب الطبيب أن يعرض على المريض كل الخيارات المتعلقة بتعامله مع مرضه، بما في ذلك العلاج المحافظ.


حرص الصحابيات على الستر، وواجب المريض والطبيب في السعي نحو ستر المريض في جميع أحوال مرضه.


الصبر على البلاء بالمرض من أعظم أبواب الأجر.


التمييز بين صرع الأخلاط وصرع الأرواح.


جواز الشهادة للمعيَّن بالجنة إذا نص الوحي على ذلك.


جواز استعمال الشواهد من أحوال المرضى لغرض التعليم.


جواز اللجوء إلى أهل الدين والصلاح الأحياء وطلب الدعاء منهم للمريض.


حق المريض في رفض العلاج.


حديث عائشة رضي الله عنها أصلٌ في مسائل الإذن الطبي.


عدم جواز علاج المريض بدون إذن، فإن فعل فعليه الضمان أو التعزير أو كليهما.


باب: حرمة مباشرة قتل النفس:
تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 013610

وقوله تعالى: "ولا تقتلوا أنفسكم" وحرمة اليأس من رحمة الله، وقوله تعالى: "إنه لا ييأس من رَوح الله إلا القوم الكافرون".


عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كان فيمن كان قبلكم رجلٌ به جرح فجزع فأخذ سكيناً فحزَّ بها يده فما رقأ الدم حتى مات، قال الله تعالى: "بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة" (صحيح البخاري).


وفي رواية مسلم: "إن رجلاً ممن كان قبلكم خرجت به قرحة، فلما آذته انتزع سهماً من كنانته فنكأها، فلم يرقأ الدم حتى مات، قال ربكم: "قد حرمت عليه الجنة" (صحيح مسلم).


ويؤخذ من الحديث ما يلي:
تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 013610

1. حفظ النفس من المقاصد الشرعية الكلية الخمسة التي قصدت الشريعة المحافظة عليها.


2. تحريم تعجيل الموت ولو في مرض شديد عضال أشرف به على الموت.


3. ويدخل في هذا تحريم ما يسمى زوراً "بالقتل الرحيم".


4. وما يسمى "المساعدة على الانتحار" وهو كاسمه.


5. وما يسمى: "الموت القلبي المُحَدَّد" حيث تُرفع أجهزة التنفس عن المريض المعتمد -بعد الله تعالى- على جهاز التنفس عمداً بجوار غرفة العمليات الجراحية بحيث يموت نتيجة توقف التنفس ثم توقف القلب.


6. وبمجرد حدوث ذلك يهرع به إلى غرفة العمليات لتقطيع أعضائه بغرض زراعتها عند آخرين.


7. تحريم مباشرة السبب المفضي إلى الموت.


8. ويتخرج عليه عدم جواز رفع أجهزة التنفس عن المريض المشرف على الموت أو المريض الذي تعتبر حياته غير مستقرة لأن رفعها يؤدي إلى مباشرة الموت وتسريعه.


9. وهذا لا يعارض ما تقدم من جواز ترك التداوي لأن ترك التداوي ليس فيه مباشرة لسبب الموت وهو من تمام التوكل على الله.


10. بخلاف رفع جهاز التنفس أو تعاطي ما يسرع الموت فإن فيه مباشرة القتل وهو من تمام اليأس والقنوط من رحمة الله.

يتبع إن شاء الله...


تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) Empty
مُساهمةموضوع: رد: تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية)   تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) Emptyالثلاثاء 18 ديسمبر 2012, 10:42 pm

تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 13394211

باب: التحذير من الوقوع في الشرك عند التداوي:
تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 20777910

وقوله تعالى: "لئن أشركت لَيَحْبَطَنَّ عملُك"


عن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال: كنا نرقي في الجاهلية، فقلنا: يا رسول الله كيف ترى في ذلك؟ فقال: " اعرضوا علي رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك" (صحيح مسلم).


ويؤخذ من الحديث ما يلي:
تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 20777910

11. الشرك أخطر داء على العقيدة.


12. وهو الذنب الوحيد الذي لا يغفره الله تعالى لمن مات عليه.


13. جواز التداوي بالرقية الشرعية.


14. وحرمة التداوي بالرقية الشركية.


15. الحث على سؤال العلماء في أمور الدين والدنيا.


16. الإنكار على من يتعاطى الشركيات بحجة العلاج ونحوه.


17. وكذلك كل من يتعاطى المحرمات بحجة العلاج.


باب: إرشاد الوحي إلى أنواع التداوي:
تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 20777910

وقوله تعالى: "يَخرج من بطونها شرابٌ مختلفٌ ألوانه فيه شفاءٌ للناس"، وقوله تعالى: "وننزِّل من القرآن ما هو شفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خساراً".


عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الشفاء في ثلاثة؛ في شرطة محجم، أو شربة عسل، أو كية بنار، وأنهى أمتي عن الكي" (رواه البخاري).


عن جابر بن عبد الله قال: رُمي أُبَي يوم الأحزاب على أكحله فكواه رسول الله صلى الله عليه وسلم (رواه مسلم)، وأبي هو أبي بن كعب رضي الله عنه.


عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه كله ثم ليطرحه، فإن في إحدى جناحيه داءً وفي الآخر شفاء" (صحيح البخاري).


عن عثمان بن أبي العاص قال: " لما استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف، جعل يعرض لي شيء في صلاتي حتى ما أدري ما أصلي، فلما رأيت ذلك رحلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ابن أبي العاص؟ قلت: نعم يا رسول الله.. قال: ما جاء بك؟ قلت: يا رسول الله عرض لي شيء في صلواتي، حتى ما أدري ما أصلي. قال: ذاك الشيطان؛ ادنُه، فدنوت منه، فجلست على صدور قدمي، قال: فضرب صدري بيده وتفل في فمي وقال: "اخرج عدو الله"، ففعل ذلك ثلاث مرات ثم قال: الحق بعملك.. قال: فقال عثمان: فلعمري ما أحسبه خالطني بعد. (سنن ابن ماجة، وصحح البوصيري إسناده).


عن يعلى بن مرة عن أبيه أن امرأة جاءت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- معها صبي لها به لمم، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: " اخرج عدو الله، أنا رسول الله"، قال: فبرأ، فأهدت إليه كبشين وشيئاً من أقط وشيئاً من سمن، قال: فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "خذ الأقط والسمن وأحد الكبشين ورد عليها الآخر" (رواه الإمام أحمد، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: رجاله رجال الصحيح).


وفي رواية الطبراني:" وجاءت امرأة بصبي فقالت: يا رسول الله إن هذا يصرع في الشهر سبع مرات.. قال: أدنيه مني، فتفل في فيه وقال: اخرج عدو الله أنا رسول الله.. ثم قال لها: إذا رجعت فأعلميني ما صنع.. فلما رجع استقبلته بكبشين وشيء من سمن وأقط فقال لي: خذ منها أحد الكبشين وما معها، قالت: يا رسول الله ما رأيت منه ذاك" (المعجم الكبير).


ويؤخذ من هذه الأحاديث ما يلي:
تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 20777910

18. حديث ابن عباس فيه دلالة على أقسام التداوي حيث نبه بشرطة المحجم على استفراغ الأذى.


19. وبشربة العسل على تعديل الأخلاط الضارة.


20. وبالنهي عن الكي على اجتناب الضرر.


21. وبكية النار على حسم الجراحات.


وهذه الأقسام لا تزال هي الممارسة في الطب اليوم؛ فاستفراغ الأذى بالفصد وغسل الكلى وتفجير القيح ونحوه كثير.
تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 20777910

22. ومعادلة الأخلاط الضارة بإعطاء مضادات الالتهاب والمضادات الحيوية والترياقات ونحوها.


23. وأما النهي عن الكي فحيث لا يفيد لأن فيه أذى وضرراً.


24. أما إذا احتيج إليه لغلبة نفعه على ضرره فمأذون به.


25. وأنواع الكي الجراحي اليوم لا تخلو منه غرفة جراحية حيث يستعمل في كل الجراحات ونحوها.


26. فكان هذا الحديث من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم.


27. النهي عن الكي في حديث ابن عباس ليس نهي تحريم بل نهي كراهة سواء أكان كراهة شرعية أم كراهة جِبلِّية.


28. والدليل حديث جابر وفيه أن الرسول صلى الله عليه وسلم كوى غيره.


29. وفي رواية أنه أرسل أُبي إلى من يكويه.


ولعل هذا تنبيه على أن لا يلجأ للكي إلا عند الحاجة والضرورة وأنه ليس لكل داء.
تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 20777910

30. والله أعلم.


31. النهي والإذن بالكي يشير إلى أصل علاجي مهم وهو الموازنة بين المفاسد والفوائد المرجوة من أي علاج؛ فمتى غلب الضرر لم يجز تعاطي العلاج ومتى غلبت الفائدة جازت.


32. والله أعلم.


33. حديث أبي هريرة من معجزات النبوة.


34. وفيه من الطب أصلٌ في العلاج بالترياق.


35. تكلم بعض من لا خلاق له من المستشرقين وأذنابهم من بني جلدتنا على حديث الذباب.


36. ولكن الله تعالى كشف من العلوم الكونية ما يؤيد به المعجزة النبوية والحجة الشرعية؛ حيث تبين في علم الأحياء الدقيقة أن بعض الأبواغ الفطرية الملتصقة ببطن الذباب تحتوي على مضادات حيوية قاتلة للجراثيم العالقة بالذباب


37. ولكن هذه المضادات لا تخرج إلا بانفجار هذه الأبواغ.


38. وهذه الأبواغ لا تنفجر حتى تنغمس في وسط سائل يؤدي إلى تشربها بالماء وانتفاخها وانفجارها فإذا انفجرت تحرر المضاد الحيوي وقتل الجراثيم.


39. وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً والحمد لله رب العالمين.


40. تعدد أقسام العلاج الواردة في الحديث ينبه على أن ما يرد في السنة من أسباب علاجية ليست عامة في كل الأمراض.


41. بل كل علاج بحسب فائدته في دفع مرض ما.


42. وما يرد في السنة من ذكر أنواع معينة من العلاج هو في الغالب من باب الدلالة والإرشاد إلى ما سخر الله تعالى لنا في هذا الكون.


43. ومنه ما يرد بصيغة العموم ولكنه مخصص بالحس والتجربة والبيئة.


44. فعلى المكلفين البحث والنظر في كيفية تطبيق هذه العلاجات في الأمراض الموافقة لها ليجمع بذلك بين الأسباب الشرعية والكونية.


45. والله تعالى أعلم.


46. يشير الحديثان الأخيران إلى أن الأمراض الجسدية قد تسببها عوارض روحانية بسبب تسلط الجن والشياطين على الإنسان.


47. ومن الأعراض الجسدية الناجمة عن ذلك حالات الصرع والمس والتخييل الكاذب والضعف والحبس عن الشيء.


48. وهذا كله من أنواع اعتداء الجن على الإنس وهو عدوان محرم.
تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 20777910

49. يستفاد من حديث يعلى وحديث ابن عباس أن الصرع نوعان اصطلح عليهما أهل العلم باسم صرع الأخلاط وصرع الأرواح؛ ويراد بالأول ما نجم عن اضطراب في أخلاط الجسد ويمكن أن نسميه اليوم بالصرع عضوي المنشأ.


50. ويراد بالثاني ما كان بتسلط الجن على الإنس ودخوله فيه كما أشار إلى ذلك القرآن الكريم.


51. ويمكن أن نسميه اليوم بالصرع النفساني.


52. علاج أعراض تسلط الجن على الإنس بالرقية الشرعية وقد يحتاج إلى شيء من تعنيف الجسد يُقصد منه التضييق على الجني.


53. وينبغي عدم المبالغة في هذا التعنيف.


54. إن علاج مس الجن يجتمع فيه معنيان هما العلاج والحسبة؛ فالعلاج متوجه للمريض والحسبة متوجهة للجني الفاسق أو الكافر ويدل على هذا قوله صلى الله عليه وسلم (اخرج عدو الله إني رسول الله).


55. ويتجه على هذا المعنى أن يُفعل خالصاً لوجه الله ولا يمنع من قبول الهدية ولا يشترطها.


56. جواز الطلب من الصالحين والعلماء الأحياء الرقية الشرعية لدفع عوارض المرض وتسلط الجن بالمس وأثر العين ونحو ذلك.


57. وهذا يُقصد منه أمران أولهما التحقق من التزام الرقية الشرعية والبعد عن الرقية البدعية والشركية.


58. وثانيهما التوسل بدعاء الصالحين الأحياء.


59. على المسلم ألا يبالغ في نسبة كل مرض وعارض إلى الشياطين والجن ولا يبالغ في نفي ذلك فينكره فيقع في تكذيب نصوص الشرع.


60. ومما يعين المسلم على عدم الوقوع فريسة الوهم الشيطاني أن يلتزم بالأوراد والأذكار الشرعية التي تحميه من الجن وأذاهم.


61. على المسلم أن يحرص على تعاطي أسباب الخشوع في صلاته والعمل على طرد ما يصرفه عن ذلك.


باب: تقدير الله للأسباب:
تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 20777910

وقوله تعالى :" إنَّا كلَّ شيءٍ خلقناهُ بقَدَر"


عن جابر رضي الله عنه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "لكل داءٍ دواء، فإذا أُصيب دواءُ الداءِ برأ بإذن الله عز وجل" (رواه مسلم).


عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أخي استطلق بطنه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اسقه عسلاً"، فسقاه، ثم جاءه فقال: إني سقيته عسلاً فلم يزده إلا استطلاقاً، فقال له ثلاث مرات، ثم جاء الرابعة فقال:" اسقه عسلاً"، فقال:" لقد سقيته فلم يزده إلا استطلاقاً" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" صدق الله وكذب بطن أخيك" فسقاه فبرأ. (البخاري ومسلم واللفظ لمسلم).


ويؤخذ من هذه الأحاديث ما يلي:
تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 20777910

62. القدر قدرة الله تعالى.


63. ويشمل الإيمان بالقدر الإيمان بعلم الله السابق لكل شيء وكتابة ذلك في اللوح المحفوظ.


64. وأن الله تعالى خالق كل شيء.


65. وأنه لا يقع شيء في ملك الله إلا بعلمه وإذنه.


66. وأن كل ما يقع فيه يقع موافقاً لعلم الله تعالى السابق.


67. إن الله تعالى خلق الأسباب والمسببات وفق مقادير ونواميس كونية.


68. فإذا حصل السبب الكوني حصل مسبَّبُه بإذن الله.


69. حديث أبي سعيد فيه تنبيه على ضرورة مراعاة مقادير الأدوية والعلاج من حيث الجرعات والتكرار والمواظبة وإكمال الشوط العلاجي كله.


70. يستفاد من حديث أبي سعيد أهمية العامل النفسي في تقبل المريض للعلاج وحصول أثره.


71. وهذا مستفيض في عالم الطب.


72. أهمية معرفة الطبيب بما يصفه من علاج كي يتمكن من تثبيت المريض على العلاج.


73. يقين المؤمن بعلم الله تعالى وعدم تردده في ذلك ولو تأخرت النتائج.


باب: الإيمان بالقدَر لا ينافي الأخذ بالأسباب:
تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 20777910

وقوله تعالى: "الله خالقُ كلِّ شيء"، وقوله تعالى: "ثم أَتْبَعَ سبباً".


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا عدوى ولا صَفَر ولا هامَة" فقال أعرابي: يا رسول الله، فما بال إبلي تكون في الرمل كأنها الظباء، فيأتي البعير الأجرب فيدخل بينها فيُجْرِبها؟ فقال: "فمن أعدى الأول" (صحيح البخاري).


عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا توردوا الممرض على المصح" (صحيح البخاري).


وقال صلى الله عليه وسلم: "فر من المجذوم كما تفر من الأسد" (صحيح البخاري معلقاً بالجزم).


ويؤخذ من هذه الأحاديث ما يلي:
تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 20777910

74. إثبات العدوى من وجه ونفيها من وجه؛ فالعدوى بمعنى إمكان انتقال السبب الممرض من مخلوق إلى آخر أمرٌ ثابت بالشرع والحس.


75. وأما العدوى بمعنى أن يملك مخلوقٌ لمخلوقٍ ضراً بذاته فهذا ما نفاه الشرع وهو الذي كان يعتقده أهل الجاهلية أن أحداً من المخلوقين يملك الضرر للغير فنفاه رسول الله صلى الله عليه وسلم تجريداً لعقيدة التوحيد.


76. إثبات الأسباب ونفي استقلالها بالتأثير.


77. فسبب الصَفَر -على قول- نوع من الحيات أو الديدان.


78. وسبب التسمم ذيفانات الهوام.


79. ولكن حقيقة التأثير لا يستقل به السبب وإنما يقع بإذن الله.


80. فالله تعالى خالق السبب والمسبَّب.


81. وإن شاء الله لم يقع المسبَّب مع وجود السبب كما في تعطيل إحراق النار إبراهيم عليه السلام.


82. بطلان التسلسل أي امتداد حوادث لا أول لها.


83. وهذا صريح بقوله صلى الله عليه وسلم (فمن أعدى الأول).


84. وفيه الرد على الملاحدة القائلين بِقِدَم العالم.


85. حثُّ الشريعة على اجتناب مخالطة المرضى أخذاً بأسباب الوقاية من سراية المرض دون أن يقدح ذلك في أصل التوكل.


86. وأما ما تقدم من ترك أسباب العلاج بالكلية فذلك من تمام التوكل.


87. والمكلف مخيَّرٌ ما بين هاتين الدرجتين ما لم يؤد إلى ضررٍ عام.

يتبع إن شاء الله...


تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) Empty
مُساهمةموضوع: رد: تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية)   تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) Emptyالأربعاء 19 ديسمبر 2012, 11:17 pm

تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) Atz18810

باب: الأخذ بالأسباب لا يغيِّر القدر بل هي من القدر:
تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 17234410

وقوله تعالى: "ألم تَرَ إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوفٌ حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم"، وقوله تعالى: "قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا".


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم حَبِّب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد، وصحِّحها وبارك لنا في صاعها ومُدِّها وانقل حُمَّاها فاجعلها بالجُحفة" (البخاري).


عن كعب بن مالك أنه قال: "يا رسول الله، أرأيت دواءً نتدواى به، ورقى نسترقي بها، وأشياء نفعلها، هل ترد من قدر الله؟ قال: يا كعب بل هي من قدر الله" (صحيح ابن حبان، وأخرج مثله ابن ماجة والترمذي عن أبي خزامة).


ولما سمع عمر بالطاعون وهو خارج إلى الشام واستشار الصحابة في ذلك، "فنادى عمر في الناس: إني مصبح على ظهر فأصبحوا عليه، قال أبو عبيدة بن الجراح: أفراراً من قدر الله؟! فقال عمر: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة، نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله؛ أرأيت لو كان لك إبل هبطت وادياً له عدوتان، إحداهما خصبة والأخرى جدبة، أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله؟" (صحيح البخاري).


ويؤخذ من هذه الأحاديث ما يلي:
تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 17234410

88. إثبات الشريعة للأسباب الكونية ومنها ما يعرف بالأمراض المستوطنة.


89. جواز العمل على استئصال الأمراض المستوطنة.


90. وأن ذلك يكون بالأسباب الكونية والشرعية.


91. إن ما سخره الله تعالى لنا من أسباب نتقي بها المرض والأذى هي من قدر الله تعالى.


92. وليس في تعاطيها مراغمة لقدر الله تعالى.


93. إن ما نأخذ به من أسباب لا يغير من الغيب المطلق والقدر السابق في علم الله تعالى.


94. نصوص الشريعة وسط بين نفاة القدر ونفاة الأسباب.


95. فعقيدة الإسلام على إثبات القدر لله تعالى وعلى إثبات الأسباب الكونية التي خلقها تعالى لتحصيل مسبباتها.


96. فمن أنكر القدر فما قدر الله حق قدره.


97. ومن أنكر الأسباب أنكر خلق الله تعالى وحكمته فيما خلق.


باب: ضمان المتطبب الجاهل:
تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 17234410

وقوله تعالى: "ولا تقفُ ما ليس لك به علم".


عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من تطبب ولم يُعلم منه طب فهو ضامن" (سنن أبي داود والنسائي وابن ماجة).


ويؤخذ من الحديث ما يلي:
تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 17234410

98. حرمة ممارسة الطب للجاهل؛ وهذا يشمل الجاهل بالطب عموماً والجاهل بفروع الاختصاص الذي يتقحم ما لا علم له ولا خبرة له به.


99. الإسلام قرر الضمان الطبي وهو تعويض المريض المتضرر نتيجة سوء الممارسة الطبية سواء أكان عن جهل أو خطأ.


100. قوله صلى الله عليه وسلم (ولم يُعلم منه طب) فيه دلالة إلى اعتبار قول أهل الخبرة والفن في تحديد كفاءة الطبيب.


101. وهذا من كمال الشريعة وعدلها.


102. ويندرج تحت القاعدة الفقهية الكلية: العادة محكَّمة.


باب: جواز الإجارة والجعالة في الطب:
تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 17234410

وقوله تعالى: "إن خير من استأجرت القويُّ الأمين".


عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن ناساً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أتوا على حي من أحياء العرب فلم يُقروهم، فبينما هم كذلك إذ لدغ سيد أولئك فقالوا: هل معكم من دواء أو راق؟ فقالوا: إنكم لم تقرونا ولا نفعل حتى تجعلوا لنا جعلاً، فجعلوا لهم قطيعاً من الشاء، فجعل يقرأ بأم القرآن ويجمع بزاقه ويتفل، فبرأ فأتوا بالشاء فقالوا: لا نأخذه حتى نسأل النبي صلى الله عليه وسلم، فسألوه فضحك وقال: "وما أدراك أنها رقية خذوها واضربوا لي بسهم" (صحيح البخاري)


ويؤخذ من الحديث ما يلي:
تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 17234410

103. جواز الرقية بالقرآن الكريم.


104. عرض النوازل على العالم للتثبت من الحكم الشرعي فيها.


105. جواز أخذ الأجر على الرقية بالقرآن الكريم.


106. الظاهر من الحديث أن العلاج بالرقية يكون على سبيل الجعل فلا يستحق المعالج العوض إلا إذا تحقق الشفاء بإذن الله.


باب: حرمة المسلم حياً وميتاً:
تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 17234410

وقوله تعالى: "والسن بالسن والجروحَ قصاص".


عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم- بمنى: "أتدرون أي يوم هذا؟" قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "فإن هذا يومٌ حرام. أفتدرون أي بلد هذا؟" قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "بلدٌ حرام. أتدرون أي شهر هذا؟" قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "شهرٌ حرام" قال: "فإن الله حرم عليكم دماءكم وأموالكم وأعراضكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا" (صحيح البخاري).


عن أبي هريرة رضي الله عنه أن امرأتين من هذيل رمت إحداهما الأخرى فطرحت جنينها، فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها بغرة عبد أو أمة (صحيح البخاري).


وعن المغيرة بن شعبة عن عمر رضي الله عنه أنه استشارهم في إملاص المرأة فقال المغيرة: قضى النبي صلى الله عليه وسلم بالغرة عبد أو أمة، فشهد محمد بن مسلمة أنه شهد النبي صلى الله عليه وسلم قضى به (صحيح البخاري).


عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كَسْرُ عظم الميت ككسره حياً" (أخرجه أبو داود وابن ماجة والدارقطني وابن حبان في صحيحه، واللفظ لأبي داود، وصححه الألباني).


وفي لفظ حديث ابن ماجة عن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كسر عظم الميت ككسر عظم الحي في الإثم".


ويؤخذ من هذه الأحاديث ما يلي:
تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 17234410

107. حرمة انتهاك دم المسلم وبدنه وماله إلا بحق الإسلام.


108. حياة الجنين حياة محترمة في كل مراحلها بلا قيد.


109. الجراحة الطبية فيها هتك لحرمة دم المسلم فلا تجوز إلا في حال غلبة الظن بتحصيل مصلحة أكبر من الضرر الحاصل بالجراحة.


110. حرمة إسقاط الجنين لأنه عدوان على حياةٍ محترمة.


111. إلا إذا أُجري لاتقاء ضرر أكبر على الأم.


112. لأن الجنين تابع للأم فلا يعود عليها بالضرر.


113. ظاهر النصوص لا يفرق بين عمر الجنين وكون حرمته متعلقة بنفخ الروح.


114. والأصل إبقاء العام على عمومه.


115. حرمة المسلم وهو ميت كحرمته وهو حي.


116. وهذا يشمل حرمة جسده كله وبعضه كأعضائه.


117. يتخرج على أحاديث الباب حرمة اقتطاع عضو من المسلم سواء أكان حياً أم ميتاً.


118. ولو لغرض نفع الغير لأن القاعدة أن الاضطرار لا يبطل حق الغير.


أما إن كان اقتطاع العضو لضرورة متعلقة بنفس المريض كأن يكون عضواً منتناً يضر بقاؤه بباقي الجسد ويهدد حياته أو أن يقتطع العضو أو النسيج من مكان في الجسم ليزرع في مكان آخر في نفس المريض فهنا يجوز اقتطاع العضو إذا غلب الظن بتفويت الضرر الأكبر أو تحقيق المصلحة الأكبر لنفس المريض.


باب: وجوب حفظ العورات:
تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 17234410

وقوله تعالى: "قل للمؤمنين يغُضُّوا من أبصارهم ويحفظوا فُرُوجَهم" وقوله تعالى: "وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فُرُوجهن".


عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا المرأة إلى عورة المرأة، ولا يفضي الرجل إلى الرجل في ثوبٍ واحد، ولا تفضي المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد" (صحيح مسلم).


عن ربيع بنت معوذ بن عفراء رضي الله عنها قالت: "كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نسقي القوم ونخدمهم ونرد القتلى والجرحى إلى المدينة"، وعنها رضي الله عنها قالت: "كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم نسقي ونداوي الجرحى ونرد القتلى" (صحيح البخاري).


ويؤخذ من الأحاديث ما يلي:
تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 17234410

119. حرمة النظر إلى عورة الأجنبي (أي غير المحرم) سواء أكان ذكراً أم أنثى.


120. حرص الشريعة على سد ذرائع الفتنة والفاحشة.


121. الشريعة تبنه بالأدنى على الأعلى فنبهت بحرمة إطلاع أفراد الجنس الواحد على عوراتهما فمن باب أولى إذا اختلف الجنس.


122. التدرج في الكشف عن العورات عند الضرورة فيراعى في كشف عورة المرأة للعلاج الطبيبة المسلمة فإن عدمت فالطبيبة غير المسلمة فإن عدمت فالطبيب المسلم فإن عدم فالطبيب غير المسلم.


123. والعكس بالنسبة للرجل المريض.


124. ويراعى ألا يفضي ذلك إلى تفويت مصلحة المريض بتفويت الكفاءة المعتبرة.


125. يمكن أن يؤخذ من الحديث جواز تمريض النساء للرجال عند أمن الفتنة ووجود الحاجة وسد ذرائع الفتنة.


126. جواز كشف العورة للتطبيب المباح.


127. وما أبيح لضرورة أو حاجة يقدر بقدرها.


باب: احتمال المفسدة الأقل درءاً للمفسدة الأكبر:
تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 17234410

وقوله تعالى: "إن الله لا يحب المعتدين"، وقوله تعالى: "فمن اضطُر غير باغٍ ولا عادٍ فلا إثم عليه".


عن جابر قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمَّر علينا أبا عبيدة نتلقى عيراً لقريش، وزودنا جراباً من تمر لم يجد لنا غيره، فكان أبو عبيدة يعطينا تمرة تمرة، قال: فقلت: كيف كنتم تصنعون بها؟ قال: نمصها كما يمص الصبي، ثم نشرب عليها من الماء، فتكفينا يومنا إلى الليل، وكنا نضرب بعصينا الخبط ثم نبله بالماء فنأكله، قال: وانطلقنا على ساحل البحر فرفع لنا على ساحل البحر كهيئة الكثيب الضخم، فأتيناه فإذا هي دابة تدعى العنبر، قال: قال أبو عبيدة: ميتة، ثم قال: لا بل نحن رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي سبيل الله، وقد اضطررتم فكلوا، قال: فأقمنا عليه شهراً ونحن ثلاث مائة حتى سمِنَّا، قال: ولقد رأيتنا نغترف من وقب عينه بالقلال الدهن ونقتطع منه الفدر كالثور أو كقدر الثور، فلقد أخذ منا أبو عبيدة ثلاثة عشر رجلاً فأقعدهم في وقب عينه، وأخذ ضلعاً من أضلاعه فأقامها، ثم رحل أعظم بعير معنا فمر من تحتها وتزودنا من لحمه وشائق، فلما قدمنا المدينة أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا ذلك له فقال: " هو رزق أخرجه الله لكم فهل معكم من لحمه شيء فتطعمونا؟ قال: فأرسلنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منه فأكله" (صحيح مسلم).


عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا سمعتم بالطاعون بأرضٍ فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها" (البخاري).


عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الطاعون شهادة لكل مسلم" (صحيح البخاري)


ويؤخذ من الأحاديث ما يلي:
تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 17234410

128. الشريعة مبنية على مراعاة المصالح والمفاسد في العاجل والآجل.


129. إذا اجتمعت مفسدتان احتمل أقلهما درءاً لأكبرهما.


130. آيات الباب أصلٌ في تحريم الاعتداء على حرمات الله عز وجل وفي جواز تعاطي بعض المحرمات في حال الاضطرار في غير معصية.


131. يمكن تخريج مسائل نقل الدم على مسألة إباحة الاغتذاء بالمحرم النجس كالميتة والدم بضوابطه.


132. سفر المعصية لا يبيح المحرمات والرخص للمضطر.


133. وعليه فإن إباحة المحرمات كالمخدرات من أجل العلاج أو التدخل الجراحي يستلزم مشروعية التدخل الجراحي .


134. فلا تباح هذه المحرمات لأجل جراحةٍ محرَّمة كتغيير خَلق الله عز وجل.


135. رحمة الشريعة بالعباد بتشريع مبدأ الحجر الصحي تغليباً لمصلحة الجماعة على مصلحة الفرد.


136. الإيمان بأن الأخذ بالأسباب لا يغير من القدر.


137. بل هو من القدر.


138. الإسلام أقر احتمال الضرر الخاص اتقاءً للضرر العام.


139. وعوض الأفراد عما يصيبهم من ضرر خاص لمصلحة الجماعة.


140. وهو النظام الوحيد الذي عوَّض المسلمين المتضررين بالموت نتيجة هذا الحجر وذلك بدرجة الشهادة.


باب: حفظ السر:
تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 17234410

وقوله تعالى: "والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون".


عن أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: أسرَّ إليَّ النبي صلى الله عليه وسلم سراً فما أخبرت به أحداً بعده، ولقد سألتني أم سُليم فما أخبرتها به" (صحيح البخاري).


ويؤخذ من الحديث ما يلي:
تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 17234410

141. السر أمانة.


142. والمسلم محاسب على تضييعها.


143. يتأكد وجوب حفظ السر عندما يكون اطلاع المسلم عليه من قبل مهنته وعمله الذي يُطلعه على ما لا يطلع عليه عادةً.


144. الحديث أصل في مسائل السر المهني الطبي.

يتبع إن شاء الله...


تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) Empty
مُساهمةموضوع: رد: تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية)   تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) Emptyالأربعاء 19 ديسمبر 2012, 11:32 pm

تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 47972410

باب: النصيحة للمريض:
تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 24763610

وقوله تعالى :"يأيها الذين آمنوا شهادةُ بينكم إذا حضر أحدَكم الموتُ حين الوصية اثنان".


عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: "مرضت مرضاً فأتاني النبي صلى الله عليه وسلم يعودني وأبو بكر وهما ماشيان فوجداني أُغمي علي، فتوضأ النبي صلى الله عليه وسلم ثم صب وَضوءه علي، فأفقت فإذا النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله كيف أصنع في مالي؟ كيف أقضي في مالي؟ فلم يجبني بشيء حتى نزلت آية الميراث" (صحيح البخاري).


ويؤخذ من الحديث ما يلي:
تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 24763610

145. على المسلم أن يستعد للموت ومن ذلك إعداد الوصية بما فيه صلاح دينه وصلاح أمور ورثته.


146. واجب الطبيب في النصح للمريض والإخلاص له وذلك بإطلاعه على حقيقة مرضه وما يتوقع له حتى يتمكن من إصلاح أمور دينه ودنياه.


147. مشروعية عيادة المغمى عليه.


148. يستفاد من الحديث أن ما يسمى بموت الدماغ لا يعتبر موتاً شرعاً ووجه ذلك أن ميت الدماغ يدخل تحت عموم وصف المغمى عليه.


149. وقد دل الحديث على مشروعية عيادة المغمى عليه بلا استثناء.


150. والميت ليست له عيادة.


151. فدل على أن ميت الدماغ لا تسري عليه أحكام الموت شرعاً حتى يتحقق موته قطعاً.


152. مشروعية صب ماء الوضوء على المغمى عليه.


153. ونفعه يكون بإذن الله تعالى.


154. ويدخل في هذا قراءة القرآن على الماء وصبه أو سقيه للمريض والله أعلم.


155. التوقف عن الفتيا بدون علم.


156. استحباب سؤال العلماء والصالحين عن أحكام الشريعة في أحوال المكلف لا سيما مع دنو الأجل.


157. مشروعية الوصية في مرض الموت.


158. ولا يُتجاوز فيها الثلث إلا أن يأذن الورثة.


باب: طهارة أهل الأعذار:
تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 24763610

وقوله تعالى: "وينزِّل عليكم من السماء ماءً ليُطهِّركم به ويُذهب عنكم رِجز الشيطان".


عن عائشة رضي الله عنها قالت: قالت فاطمة بنت أبي حبيش لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا رسول الله إني لا أطهُر، أفأدع الصلاة؟" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما ذلِكِ عِرقٌ وليس بالحيضة، فإذا أقبلت الحيضة فاتركي الصلاة، فإذا ذهب قدرها فاغسلي عنكِ الدم وصلي" (صحيح البخاري).


عن حمنة بنت جحش رضي الله عنها قالت: كنت أستحاض حيضة كبيرة شديدة، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم أستفتيه وأخبره، فوجدته في بيت أختي زينب بنت جحش فقلت: يا رسول الله إني أُستحاض حيضة كبيرة شديدة فما تأمرني فيها قد منعتني الصيام والصلاة؟ قال: أنعت لك الكرسف، فإنه يُذهب الدم. قالت: هو أكثر من ذلك. قال: فتلجمي. قالت: هو أكثر من ذلك. قال: فاتخذي ثوباً. قالت هو أكثر من ذلك إنما أثج ثجاً. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" سآمرك بأمرين أيهما صنعت أجزأ عنك، فإن قويت عليهما فأنت أعلم فقال: إنما هي ركضة من الشيطان، فتحيضي ستة أيام أو سبعة أيام في علم الله ثم اغتسلي، فإذا رأيت أنك قد طهرت واستنقأت فصلي أربعاً وعشرين ليلة أو ثلاثاً وعشرين ليلة وأيامها وصومي وصلي فإن ذلك يجزئك، وكذلك فافعلي كما تحيض النساء وكما يطهرن لميقات حيضهن وطهرهن، فإن قويت على أن تؤخري الظهر وتعجلي العصر ثم تغتسلين حين تطهرين وتصلين الظهر والعصر جميعاً، ثم تؤخرين المغرب وتعجلين العشاء ثم تغتسلين وتجمعين بين الصلاتين فافعلي، وتغتسلين مع الصبح وتصلين، وكذلك فافعلي وصومي إن قويت على ذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وهو أعجب الأمرين إليَّ". قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.


عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتكف معه بعض نسائه وهي مستحاضة ترى الدم، فربما وضعت الطست تحتها من الدم (صحيح البخاري).


ويؤخذ من هذه الأحاديث ما يلي:
تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 24763610

159. وجوب تفقه المسلم في شؤون دينه لا سيما فيما يطرأ عليه من أحوال خاصة.


160. الحياء المحمود لا يمنع من طلب العلم اللازم.


161. والحياء المذموم ما منع من ذلك أو من قول الحق.


162. على العالم الذي يفتي الناس أن يكون ملماً بأحوالهم مطلعاً على ما يتعلق بالفتيا من أمور الدنيا كالطب والتجارة والزراعة وإن احتاج سؤال أهل الخبرة وجب ذلك لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.


163. دأب إبليس التلبيس على عبادة المسلم بالوسواس تارة وبالشك تارة وبالأذى البدني تارة.


164. فوجب الاحتراز من هذه العدو.


165. دل الشرع على مراغمة إبليس بعكس مقصوده من صرف المسلم عن العبادة فالمستحاضة تصلي رغم جريان الدم.


166. والمصلي لا ينصرف بالشك في طهارته وهكذا.


167. نجاسة الدم.


168. وأن الصلاة مع جريان الدم من جرح ونحوه هو من جنس صلاة أهل الأعذار.


169. جواز تعاطي أسباب منع دم الاستحاضة ويدخل في هذا علاج الاضطرابات النزفية ونحوها.


170. جواز الجمع الصوري بين الصلوات في حالات المشقة والمرض.


171. صفة طهارة المستحاضة.


172. يتخرج على حكم المستحاضة أحكام طهارة أهل الأعذار كمن به سلس بول أو غائط ومنه ما يوضع للمريض اليوم من قثاطر بولية أو فتحات صناعية في الأمعاء بحيث يوجد سلس الخارج النجس ونحوه وكذلك من به جرح نازف.


173. يسر الشريعة وقاعدة المشقة تجلب التيسير.


174. أهمية الصلاة وعدم سقوطها بتعذر الطهارة على الوجه الكامل.


175. التنبيه على أن ما يدخل اللبس والتشويش على المرأة في حيضها وعادتها هو من جنس عمل الشيطان وهذا مثل ما يوضع في الرحم لمنع الحمل كاللولب ونحوه وكذلك ما يسمى حبوب منع الحمل فهذه كلها تحدث اضطراباً في العادة تنقلب معه المميزة والمعتادة محيَّرةً محيِّرةً.


176. والله المستعان.


177. جواز الصلاة في المسجد إذا كان يحمل النجاسة بصورة يأمن معها تلويث المسجد وهذا كمن يحمل كيس البول أو الفضلات المتصل بالقثاطر أو الفتحات الصناعية.


178. ويستفاد هذا من وضع الطست لجمع الدم وهي معتكفة في المسجد.


باب: عبادات أهل الرخص:
تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 24763610

وقوله تعالى: "فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبكم فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابـاً موقوتاً"، وقوله تعالى: "فعدةٌ من أيام أُخر"وقولـه تعالى: "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر".


عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: كانت بي بواسير، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة فقال: "صلِّ قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب" (صحيح البخاري).


ويؤخذ من الحديث ما يلي:
تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 24763610

179. عدم سقوط الصلاة بالمرض طالما بقي مناط التكليف بها وهو العقل.


180. لا يكلف الله نفساً إلا وسعها.


181. فما جاز تأخيره من العبادات كالصوم أفطر وقضاه.


182. وما لم يجز تأخيره كالصلاة أداه على حاله على أفضل ما يطيق.


183. حرمة تأخير الصلاة عن وقتها ووجهه أنه لو كان جائزاً لأمر الشرع بالانتظار حتى البرء من المرض ثم يؤدي الصلوات كاملة.


184. المريض يصلي على أفضل حال يطيقها ويتدرج حتى في أثناء الصلاة فإن ضعف راعى ذلك وإن قوي راعى ذلك.


185. وجوب سؤال المكلف عما يحتاجه في أمور دينه.


باب: في مرض الموت:
تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 24763610

وقوله تعالى: "فإذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون".


عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا يتمنَّينَّ أحدكم الموت لضرٍ أصابه، فإن كان لا بد فاعلاً فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي" (صحيح البخاري).


عن أم سلمة قالت: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة وقد شق بصره، فأغمضه ثم قال: "إن الروح إذا قبض تبعه البصر" (صحيح مسلم).


ويؤخذ من هذه الأحاديث ما يلي:
تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 24763610

186. تسليم المسلم لقضاء الله تعالى وعدم التقدم بين يدي الله تعالى باعتراض أو تسخط.


187. عدم تمني الموت بل الدعاء إلى الله تعالى بتيسير ما هو أصلح للعبد.


188. حرمة اليأس من رحمة الله لا سيما في الأمراض المزمنة المعضلة التي لا تبرأ.


189. الموت مخلوق من مخلوقات الله وهو خاضع لقضاء الله تعالى وعلمه السابق ولا يقع إلا موافقاً لقدر الله تعالى.


190. حقيقة الموت مفارقة الروح البدن.


191. وعلامته تعطل الوظائف الحيوية في الجسد تعطلاً دائماً.


192. يستفاد من حديث أم سلمة بطلان القول بأن من مات دماغه فقد مات شرعاً وحقيقةً بل لا يحكم بالموت إلا بتعطل كافة الوظائف الحيوية تعطلاً دائماً لأن هذه هي علامة قبض الروح.


193. إغماض عيني الميت وإكرامه.


194. وعلى العاملين في المشافي مراعاة حقوق الميت من التقبيل والتلقين وإغماض العينين والإسراع في تدبير غسله وتكفينه ودفنه.


195. ويجوز تأخير ذلك أو بعضه أو تركه لضرورة كما في الأمراض السارية التي تستلزم العزل الطبي ونحوه.


باب: الاسترجاع والصبر والاحتساب عند مصيبة الموت:
تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 24763610

وقوله تعالى: "الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون . أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة".


عن أسامة بن زيد قال: كنا عند النبي -صلى الله عليه وسلم- فأرسلت إليه إحدى بناته تدعوه وتخبره أن صبياً لها أو ابناً لها في الموت، فقال الرسول: ارجع إليها فأخبرها أن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى، فمرها فلتصبر ولتحتسب.. فعاد الرسول فقال: إنها قد أقسمت لتأتينها.. قال: فقام النبي -صلى الله عليه وسلم- وقام معه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل وانطلقت معهم، فرفع إليه الصبي ونفسه تقعقع كأنها في شنة، ففاضت عيناه فقال له سعد: ما هذا يا رسول الله؟ قال: هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء" (صحيح مسلم).


عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: مر النبي -صلى الله عليه وسلم- بامرأة تبكي عند قبر فقال: "اتقي الله واصبري.. قالت: إليك عني فإنك لم تُصب بمصيبتي -ولم تعرفه- فقيل لها: إنه النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأتت باب النبي -صلى الله عليه وسلم- فلم تجد عنده بوابين، فقالت: لم أعرفك.. فقال: إنما الصبر عند الصدمة الأولى" (صحيح البخاري).


عن أبي سعيد الخدري: قالت النساء للنبي -صلى الله عليه وسلم-: "غلبنا عليك الرجال فاجعل لنا يوماً من نفسك" فوعدهن يوماً لقيهن فيه فوعظهن وأمرهن، فكان فيما قال لهن: "ما منكن امرأة تقدم ثلاثة من ولدها إلا كان لها حجاباً من النار.. فقالت امرأة: واثنين؟ فقال: واثنين" (صحيح البخاري)


وعن أبي هريرة قال: ثلاثة لم يبلغوا الحنث (صحيح البخاري).


ويؤخذ من هذه الأحاديث ما يلي:
تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 24763610

196. مشروعية طلب وحضور الصالحين عند الميت.


197. هذه الأحاديث أصل في العنايه الروحية للميت وأهله وهذا جزء مهم مما يسمى اليوم بالعناية التلطيفية في الأمراض المعضلة المفضية للموت.


198. جواز إظهار الحزن والدمع ضمن الضوابط الشرعية مع مراعاة تحريم التسخط والنوح واللطم ونحوه من أعمال الجاهلية.


199. التلطف في إنكار المنكر.


200. وتركه خشية وقوع المخالف في منكر أكبر.


201. توقع وذكر الموت يعين على الصبر وعدم الوقوع في المحظور عند وقوعه.


202. وعلى هذا قد يشرع تنبيه المريض أو أهله إلى قوة احتمال موته من مرضه الذي هو فيه مع التلطف في ذلك.


203. يمكن إلحاق حالات موت الأطفال المتكرر بسبب بعض الأمراض الوراثية بحديث أبي سعيد وذلك من قبيل المشورة الوراثية حيث يُعلم الأبوين بعظم أجر من تحتسبت موت أطفالها وهذا مما يعين على طلب الولد ولو مع احتمال تكرار الأمراض الوراثية.


204. والله أعلم.


هذا بفضل الله تعالى تمام ما قصدنا جمعه من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في أصول الطب، وهي شافية كافية بفضل الله تعالى، لا تكاد تجد أمراً من أمور الطب إلا ويندرج تحتها إما على الإجمال أو على التفصيل، واعلم أيها المسلم المتابع للنبي صلى الله عليه وسلم أن ما تركناه من الأحاديث أكثر بكثير مما ذكرناه، وإنما اقتصرنا على الأحاديث والسنن التي تؤصل للمبادئ العامة للطب، واقتصرنا على هذه الأحاديث ليسهل ضبطها وفهمها والعمل بها، وأما تفاصيل الهدي النبوي في الطب فمبسوطة في مظانها من كتب الصحيح والسنن وأمثال مؤلفات ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى، فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا، ونسأله سبحانه وتعالى كما وفقنا للعلم أن يوفقنا للعمل، إنه خير مأمول وأكرم مسؤول، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


وكتب أفقر خلق الله:

وسيم فتح الله
غفر الله له ولوالديه وللمسلمين

تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 24763610

3 من ذي الحجة 1427 للهجرة
23 كانون الأول 2006م.


وانتهت مراجعته في:
25 صفر 1428 للهجرة
14 آذار 2007م.

تم بحمد الله.


تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية) 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (الأربعون الطبية)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تحفة الأطباء من كلام خير الأنبياء (صلى الله عليه وسلم)
» رمضان بين الأطباء والشعراء
» الأطباء العرب القدماء
» خط الأطباء.. القاتل غير المُتَعَمَّدْ
» الاستعمالات الطبية لليزر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـحــــديث الـنبــوي الـشـريف :: تـحـفـــة الأطبــــــاء-
انتقل الى: