منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 إتحاف أهل الإيمان بما يعصم من فتن هذا الزمان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

إتحاف أهل الإيمان بما يعصم من فتن هذا الزمان Empty
مُساهمةموضوع: إتحاف أهل الإيمان بما يعصم من فتن هذا الزمان   إتحاف أهل الإيمان بما يعصم من فتن هذا الزمان Emptyالأربعاء 12 ديسمبر 2012, 7:44 am

إتحاف أهل الإيمان بما يعصم من فتن هذا الزمان Basmma10

إتحاف أهل الإيمان بما يعصم من فتن هذا الزمان 34410

إتحاف أهل الإيمان بما يعصم من فتن هذا الزمان


تأليف الفقير إلى الله تعالى
فضيلة الشيخ

عبد الله بن جار الله الجار الله
غفر الله له ولوالديه وجميع المسلمين

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمـة

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحد لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد: فقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بوقوع الفتن المتنوع في آخر الزمان ومن أخطرها قتال المسلمين بعضهم بعضاً وقد حرم الله دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم، ومن أخطر هذه الفتن وأضرها على المسلمين فتنة النساء بسبب التبرج والسفور والاختلاط بين الرجال والنساء سواء في مجالات الدراسة أو في العمل في مجال الوظيفة أو في مجالات النزهه أو في الأسواق أو غير ذلك من أنواع الاختلاط الذي يثير الفتنة ويسبب الفواحش.

وفتن الشهوات والشبهات التي بسببها افترقت الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة واحدة ناجية وهي المتمسكة بكتاب الله تعالى وبسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- علماً وعملاً واعتقاداً ودعوة مثل ما كان عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين.

وفتنة المال في جمعه وصرفه ومن أواخر الفتن وأضرها فتنة المسيح الدجال حيث يأمر السماء فتمطر بإذن الله ويأمر الأرض فتنبت بإذن الله.

ومما يعصم من الدجال أربعة أشياء كما قال ابن كثير في النهاية:

1- الاستعاذة بالله منه كما شرع ذلك في كل صلاة بعد التشهد قال عليه الصلاة والسلام: «إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع يقول: «أعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال» متفق عليه، وهذا الدعاء يتضمن الاستعاذة بالله من جميع الفتن ما ظهر منها وما بطن.

2- و مما يعصم من الدجَّال حفظ عشر آيات من سورة الكهف وقراءتها عليه.

3- الابتعاد منه وعدم القدوم عليه.

4- و مما يعصم من الدجال السكنى في مكة المقدسه والمدينة النبوية حيث يكون عليهما حرس من الملائكة فلا يدخلهما الدجال.

أيها القارئ الكريم:

والذي أخبر بوقوع الفتن أرشد إلى ما يعصم منها وفي مقدمة ذلك العمل بكتاب الله تعالى وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- كما قال عليه الصلاة والسلام: «وإني تارك فيكم ما إن اعتصمتم به لن تضلوا كتاب الله وسنة نبيه» رواه الحاكم وصححه.

ومما يعصم من الفتن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو سفينة النجاة، ومن ذلك الدعاء بأن يجنبك الله مضلات الفتن فلا يستعاذ من الفتن عموماً لأن منها الأموال والأولاد "أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ" [سورة التغابن آية 5] ولا بد للإنسان منها.

ومما يعصم من الفتن الإيمان الصادق والعمل الصالح الخالص لله الموافق لسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- اللذان وعد من قام بهما بالحياة الطيبة وهي راحة القلب وطمأنينة النفس والقناعة برزق الله وادراك لذة العبادة ويستلزم ذلك الوقاية من الفتن.

ومما يعصم من الفتن التوبة إلى الله تعالى في جميع الأوقات من جميع الذنوب والسيئات والاستغفار – طلب المغفرة من الله تعالى، ومما يعصم من الفتن لزوم تقوى الله تعالى بامتثال أوامره واجتناب نواهيه وذكر الله كثيراً فهو تعالى يذكر من ذكره، والتوكل والاعتماد عليه سبحانه وتعالى في جلب المنافع ودفع المضار "وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ" [سورة الطلاق آية 3] أي من يعتمد على الله وحده فهو كافيه أمور دينه ودنياه وآخرته.

وقد جمت في هذه الرسالة ما تيسر جمعه على طريقة الاختصار مما يتعلق بالفتن وأشراط الساعة، والتعوذ من الفتن ومن إدراك زمانها، وبيان فضل من جنب الفتن وأنه يعتبر سعيداً، وفضل العبادة في زمن الفتن، والتحذير من الفتن عموماً والفتن المعاصرة خصوصاً، والتحذير من فتنة النساء التى ما ترك الرسول -صلى الله عليه وسلم- أضر على الرجال منها.

والخوف من فتنة المال والتحذير منها، وبيان غربة الإسلام حيث إنه بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، وقد عاد غريباً في كثير من الأقطار والدول التى تحكم بغير ما أنزل الله ولا تقيم حدود الله على المجرمين ولا يؤمر فيها بالمعروف ولا ينهى عن المنكر وتعمل فيها الفواحش وتشرب المسكرات من غير نكير فالمتمسك فيها بدينه غريباً فالله المستعان.

كما ذكر في هذه الرسالة شيء من نواقض الإسلام التى من أعظمها الشرك بالله في القول أو الاعتقاد أو العمل كدعاء غير الله والذبح لغيره أو التوكل على غيره في جلب نفع أو دفع ضر أو حصول نصر أو شفاء مريض أو غير ذلك مما لا يقدر عليه إلا الله وحده.

ومن ذلك تكذيب الرسول أو بغضه أو بغض شيء مما جاء به أو الاستهزاء بسنته أو بمن يتمسك بها ومن ذلك السحر والشعوذة والإعراض عن دين الله لا يعلمه ولا يتعلمه ولا يعمل به، ومن ذلك ترك الصلاة والحكم بغير ما أنزل الله، كما ذكر جواز الدعاء بالموت خشية الفتنة في الدين، وقد أشير في هذه المقدمه إلى ما يعصم من الفتن إجمالاً وذُكِرَت في آخر الرسالة بالتفصيل.

كما ذكر فيها ما جاء في الطائفة المنصورة إلى قيام الساعة نسأل الله تعالى أن يجعلنا منهم بمنه وكرمه، وما جاء في المجددين للدين على رأس كل مائة سنة كالأئمة الأربعة وشيخ الإسلام ابن تيمية والشيخ محمد بن عبد الوهاب وأئمة العلم والعمل والدين قبل هؤلاء وبعدهم.

وختمت هذه الرسالة بأدعية جامعة نافعة تعصم من الفتن لا غنى للمسلم عنها، وهذه الرسالة مستفادة من كلام الله تعالى وكلام رسوله -صلى الله عليه وسلم- وكلام المحققين من أهل العلم وقد نسبت كل قول إلى قائله وذكرت المراجع والفهرس في آخرها.

أسأل الله تعالى أن ينفع بها من كتبها أو طبعها أو قرأها أو سمعها فعمل بها وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم ومن أسباب الفوز لديه بجنات النعيم وهو حسبنا ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

المؤلف في 1 / 6 / 1411هـ


معنى الفتنة:


قال أهل العلم:


الفتنة هي المحنة والعذاب والشدة، وكل مكروه، كالكفر والإثم، والفضيحة والفجور والمصيبة، وغيرها من المكاره، فإن كانت من الله فهي على وجه الحكمة، وإن كانت من الإنسان بغير أمره سبحانه وتعالى فهي مذمومة، وقد ذم الله تعالى الإنسان بإيقاع الفتنة، كقوله تعالى: "وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ" وقوله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ"(*).

قال الراغب:

أصل الفتن -بفتح الفاء وتاء ساكنة- إدخال الذهب في النار، لتظهر جودته من رداءته، ويستعمل في إدخال الإنسان النار.

وقال الحافظ:

ويطلق على العذاب، كقوله تعالى: "ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ" وعلى ما يحصل عنه العذاب كقوله تعالى: "أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا" وعلى الاختبار كقوله تعالى: "وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا" وفيما يدفع إليه الإنسان من شدة ورخاء، وفي الشدة أظهر معنى، وأكثر استعمالاً، قال تعالى: "وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً" ومنه قوله تعالى: "وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ" أي يوقعونك في بلية وشدة في صرفك عن العمل بما أوحي إليك.

وقال غيره:


أصل الفتنة:


الاختبار ثم استعملت فيما أخرجته المحنة والاختبار إلى المكروه، ثم أطلقت على كل مكروه، أو آيل إليه، كالكفر والإثم والتحريق والفضيحة والفجور وغير ذلك.

• • • •

كتاب الفتن وأشراط الساعة:


(1) باب اقتراب الفتن وفتح ردم يأجوج ومأجوج:

1- حديث زينب ابنة جحش رضي الله عنها، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل عليها فزعاً يقول: «لا إله إلا الله! ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه» وحلق بإصبعه الإبهام والتى تليها، قالت زينب ابنة جحش فقلت: يا رسول الله! أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: «نعم، إذا كثر الخبث».

أخرجه البخاري في: 60 – كتاب الانبياء: 7 – باب قصة يأجوج ومأجوج.

2- حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: «فتح الله من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا» وعقد بيده تسعين.

أخرجه البخاري في: 60 – كتاب الأنبياء: 7 – باب قصة يأجوج ومأجوج.

(2) باب الخسف بالجيش الذي يؤم البيت:

3- حديث عائشة -رضي الله عنها-، قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يغزو جيش الكعبة، فإذا كانوا ببيداء من الأرض، يُخسف بأولهم وآخرهم» قالت: قلت يا رسول الله! كيف يُخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم؟ قال: «يُخسف بأولهم وآخرهم، ثم يبعثون على نياتهم».

أخرجه البخاري في: 34- كتاب البيوع: 49- باب ما ذكر في الأسواق.

(3) باب نزول الفتن كمواقع القطر:

4- حديث أسامة -رضي الله عنه-، قال: أشرف النبي -صلى الله عليه وسلم- على أُطمٍ من آطام المدينة، فقال: «هل ترون ما أرى؟ إنى لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر».

أخرجه البخاري في: 29 – كتاب فضائل المدينة: 8 – باب آطام المدينة.

5- حديث أبى هريرة -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشى، والماشى فيها خير من الساعى، ومن يشرف لها تستشرفه، ومن وجد ملجأ أو معاذاً فليعذ به».

أخرجه البخاري في: 61 – كتابِ المناقب: 25 – باب علامات النبوة في الإسلام.

(4) باب إذا تواجه المسلمان بسيفيهما:

6- حديث أبي بكرة -رضي الله عنه- عن الأحنف بن قيس، قال: ذهبت لأنصر هذا الرجل، فلقينى أبو بكرة، فقال: أين تريد؟ قلت: أنصر هذا الرجل، قال: ارجع فإنى سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إذا التقى المسلمان بسيفيهما، فالقاتل والمقتول في النار» فقلت: يا رسول الله! هذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: «إنه كان حريصاً على قتل صاحبه».

أخرجه البخاري في: (2) كتاب الإيمان (22) باب المعاصي من أمر الجاهلية.

7- حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تقوم الساعة حتى يقتتل فئتان فيكون بينهما مقتلة عظيمة دعواهما واحدة».

أخرجه البخاري في: 61 – كتاب المناقب: 25 – باب علامات النبوة في الإسلام.

(5) باب إخبار النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما يكون إلى قيام الساعة:

8- حديث حذيفة -رضى الله عنه- قال: لقد خطبنا النبي -صلى الله عليه وسلم- خطبة ما ترك فيها شيئاً إلى قيام الساعة إلا ذكره، علمه من علمه، وجهله من جهله؛ إن كنت لأرى الشيء قد نسيت فأعرف ما يعرف الرجل إذا غاب عنه فرآه فعرفه.

أخرجه البخاري: 82 – كتاب القدر: 4 – باب وكان أمر الله قدراً مقدوراً.

(6) باب في الفتنة التى تموج كموج البحر:

9- حديث حذيفة -رضي الله عنه- قال: كنا جلوساً عند عمر رضي الله عنه، فقال: أيكم يحفظ قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، في الفتنة؟ قلت: أنا، كما قاله، قال: إنك عليه (أو عليها) لجرئ، قلت: فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره تكفرها الصلاة والصوم والصدقة والأمر والنهي، قال: ليس هذا أريد، ولكن الفتنة التى تموج كما يموج البحر، قال: ليس عليك منها بأس، يا أمير المؤمنين! إن بينك وبينها باباً مغلقاً: قال: أيكسر أم يفتح؟ قال: يكسر، قال: إذاً لا يغلق أبداً، قلنا: أكان عمر يعلم الباب؟ قال: نعم. كما أن دون الغد الليلة، إني حدثته بحديث ليس بالأغاليط، فهبْنَا أن نسأل حذيفة، فأمرنا مسروقاً، فسأله، فقال: الباب عمر.

أخرجه البخاري: 9 – كتاب مواقيت الصلاة: 4 – باب الصلاة كفارة.

(7) باب لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من الذهب:

10- حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب، فمن حضره فلا يأخذ منه شيئاً».

أخرجه البخاري في: 92 – كتاب الفتن: 24 – باب خروج النار.

(8) باب لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز:

11- حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز، تضيء أعناق الإبل ببصرى».

أخرجه البخاري في: 92 – كتاب الفتن: 24 – باب خروج النار.

(9) باب الفتنة من المشرق من حيث يطلع قرنا الشيطان:

12- حديث ابن عمر -رضى الله عنهما-، أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهو مستقبل المشرق، يقول: «ألا إن الفتنة ههنا، من حيث يطلع قرن الشيطان».

أخرجه البخاري في: 92 – كتاب الفتن: 16 – باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم- الفتنة من قبل المشرق.

(10) باب لا تقوم الساعة حتى تعبد دوس ذا الخلصة:

13- حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس على ذى الخلصة»، وذو الخلصة طاغية دوس التى كانوا يعبدون في الجاهلية.

أخرجه البخاري في: 92 – كتاب الفتن: 23 – تغيير الزمان حتى يعبدوا الأوثان.

(11) باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء:

14- حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول: يا ليتني مكانه!».

أخرجه البخاري في: 92 – كتاب الفتن: 22 – باب لا تقوم الساعة حتى يُغْبَط أهل القبور.

15- حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «يُخَرِّب الكعبة ذو السُّوَيْقتين من الحبشة».

أخرجه البخاري في: 25 – كتاب الحج. 47 - باب قول الله تعالى – جعل الله الكعبة البيت الحرام.

16- حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه».

أخرجه البخاري في: 61 – كتاب المناقب: 7 – باب ذكر قحطان.

17- حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: «لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً نعالهم الشعر، ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً كأن وجوههم المجان المطرقة». أخرجه البخاري في: 56 - كتاب الجهاد: 96 – باب قتال الذين ينتعلون الشعر.

18- حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يُهْلك الناس هذا الحيُ من قريش» قالوا: فما تأمرنا؟ قال: «لو أن الناس اعتزلوهم».
أخرجه البخاري في 61- كتاب المناقب 25 – باب علامات النبوة في الإسلام.

19- حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا هلك كسرى ثم لا يكون كسرى بعده وقيصر ليهلكن، ثم لا يكون قيصر بعده، ولتقسمن كنوزهما في سبيل الله».

أخرجه البخاري في: 56 – كتاب الجهاد: 157 – باب الحرب خدعة.

20- حديث جابر بن سمرة -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر، فلا قيصر بعده، والذي نفسي بيده! لتنفقن كنوزهما في سبيل الله».

أخرجه البخاري في: 57- كتاب فرض الخمس: 8 – باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم- أحلت لكم الغنائم.

21- حديث عبد الله بن عمر -رضى الله عنهما- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «تقاتلكم اليهود فتسلطون عليهم، ثم يقول الحجر: يا مسلم! هذا يهودي ورائي فأقتله».

أخرجه البخاري في: 61- كتاب المناقب: 25 – باب علامات النبوة في الإسلام.

22- حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تقوم الساعة حتى يبعث الله دجالون كذابون قريباً من ثلاثين، كلهم يزعم أنه رسول الله». أخرجه البخاري في: 61 – كتاب المناقب: 25 – باب علامات النبوة في الإسلام.

(12) باب ذكر ابن صياد:

23- حديث عبد الله بن عمر -رضى الله عنهما- قال: إن عمر انطلق في رهط من أصحاب النبي -رضي الله عنهم-، مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، قِبَل ابن صياد، حتى وجدوه يلعب مع الغلمان، عند أُطم بني مغالة، وقد قارب يؤمئذ ابن صياد يحتلم، فلم يشعر حتى ضرب النبي -صلى الله عليه وسلم-، ظهره بيده، ثم قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أتشهد أني رسول الله؟» فنظر إليه ابن صياد، فقال: أشهد أنك رسول الأميين فقال ابن صياد للنبي -صلى الله عليه وسلم-: أتشهد أنى رسول الله قال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: «آمنت بالله ورسله» قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «ماذا ترى» قال ابن صياد: (يأتيني صادق وكاذب)، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «خُلِطَ عليك الأمر»، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إني قد خبأت لك خبيئاً» قال ابن صياد: هو الدخ، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «اخسأ فلن تعدو قدرك» قال عمر: يا رسول الله! ائذن لي فيه أضرب عنقه قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إن يكنه، فلن تسلط عليه وإن لم يكنه، فلا خير لك في قتله».

أخرجه البخاري في: 56 – كتاب الجهاد: 178 – باب كيف يعرض الإسلام على الصبى.

24- حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: انطلق النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأبي بن كعب، يأتيان النخل الذي فيه ابن صياد، حتى إذا دخل النخل، طفق النبي -صلى الله عليه وسلم- يتقى بجذوع النخل، وهو يختل ابن صياد، أن يسمع من ابن صياد شيئاً قبل أن يراه، وابن صياد مضطجع على فراشه، في قطيفة له، فيها رمزة، فرأت أم صياد النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو يتقي بجذوع النخل، فقالت لابن صياد: أي صاف (وهو اسمه) فثار ابن صياد، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لو تركتهُ بينَّ».

أخرجه البخاريُّ في: 56 – كتاب الجهاد: 178 – باب كيف يعرض الإسلام على الصبى.

25- حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: ثم قام النبي -صلى الله عليه وسلم-، في الناس، فأثنى على الله بما هو أهله، ثم ذكر الدجال، فقال: «إني أنذركموه، وما من نبيٍّ إلا قد أنذره قومه لقد أنذره نوح قومه، ولكن سأقول لكم فيه قولاً لم يقله نبي لقومه تعلمون أنه أعور، وأن الله ليس بأعور».

أخرجه البخاري في: 56 – كتاب الجهاد: 178 – باب كيف يعرض الإسلام على الصبى.

(13) باب ذكر الدجال وصفته وما معه:

26- حديث عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-، قال: ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- يوماً، بين ظهري الناس، المسيح الدجال فقال: «إن الله ليس بأعور، ألا إن المسيح الدجال أعور العين اليمنى، كأن عينه عنبة طافية».

أخرجه البخاري في: 60 – كتاب الأنبياء: 48 – باب واذكر في الكتاب مريم.

27- حديث أنس -رضي الله عنه-، قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «ما بعث نبي إلا أنذر أمته الأعور الكذاب، ألا إنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور، وإن بين عينيه مكتوب كافر».

أخرجه البخاري في: 92 – كتاب الفتن: 26 – باب ذكر الدجال.

28- حديث حذيفة -رضي الله عنه- قال عقبة بن عمرو لحذيفة: ألا تحدثنا ما سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: إني سمعته -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن مع الدجال، إذا خرج، ماء وناراً، فأما الذى يرى الناس أنها النار، فماء بارد، وأما الذي يرى الناس أنه ماء بارد فنار تحرق، فمن أدرك منكم، فليقع في الذي يرى أنها نار، فإنه عذب بارد».

أخرجه البخاري في: 60 – كتاب الأنبياء: 50 – باب ما ذكر عن بنى إسرائيل.

29- حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ألا أحدثكم حديثاً عن الدجال، ما حدَّث به نبى قومه؟ إنه أعور، وإنه يجيء معه بمثال الجنة والنار، فالتى يقول إنها الجنة، هي النار وإني أنذركم كما أنذر به نوح قومه».

أخرجه البخاري في: 60 – كتاب الأنبياء: 3 – باب قول الله عز وجل – ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه.

(14) باب في صفة الدجال وتحريم المدينة عليه وقتله المؤمن وإحيائه:

30- حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-، قال: حدثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حديثاً طويلاً عن الدجال، فكان فيما حدثنا به أن قال: «يأتى الدجال، وهو مُحَرَّم عليه أن يدخل نقاب المدينة، بعض السباخ التى بالمدينة فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس، أو من خير الناس، فيقول: أشهد أنك الدجال الذى حدثنا عنك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حديثه، فيقول الدجال: أرأيت إن قتلت هذا ثم أحييته، هل تَشُكُّون في الأمر؟ فيقولون: لا، فيقتله ثم يحييه، فيقول، حين يحييه: والله! ما كنتُ قط أشدَّ بصيرة منى اليوم، فيقول الدجال أقتله، فلا أسلط عليه».

أخرجه البخاري في: 29 - كتاب فضائل المدينة: 9 - باب لا يدخل الدجال المدينة.

(15) باب في الدجال وهو أهون على الله عز وجل:

31- حديث المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه- قال: ما سأل أحد النبي -صلى الله عليه وسلم-، عن الدجال، ما سألته، وإنه قال لى: «ما يضرك منه؟» قلت: لأنهم يقولون إن معه جبل خبر ونهر ماء، قال: «هو أهون على الله من ذلك».

أخرجه البخاري في: 92 - كتاب الفتن: 26 - باب ذكر الدجال.

(16) باب في خروج الدجال، ومكثه في الأرض:

32- حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: «ليس من بلد إلا سيطؤُهُ الدجال، إلا مكة والمدينة، ليس له من نقابها نقب، إلا عليه الملائكة صافِّين يحرسونها، ثم ترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات، فيخرج الله كل كافر ومنافق».

أخرجه البخاري في: 29 - كتاب فضائل المدينة: 9 – باب لا يدخل الدجال المدينة.

(17) باب قرب الساعة:

33- حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- قال سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم-، يقول: «من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء».

أخرجه البخاري في: 92 – كتاب الفتن: 5 – باب ظهور الفتن.

34- حديث سهل بن سعد -رضي الله عنه-، قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال بإصبعيه هكذا، بالوسطى والتى تلى الإبهام «بعثت والساعة كهاتين».

أخرجه البخاري في: 65 – كتاب التفسير: 79 – باب سورة والنازعات.

35- حديث أنس -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: «بعثت والساعة كهاتين».

أخرجه البخاري في: 81 – كتاب الرقاق: 39 – باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم- بعثت أنا والساعة كهاتين.

(18) باب ما بين النفختين:

36- حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما بين النفختين أربعون» قال: أربعون يوماً؟ قال: أبيت. قال: أربعون شهراً؟ قال: أبيت. قال: أربعون سنة؟ قال: أبيت. قال: «ثم يُنزلُ اللهُ من السماء ماءً، فينبتون كما ينبت البقل، ليس من الإنسان شيء إلا يبلى، إلا عظماً واحداً، وهو عَجْبُ الذنب، ومنه يركب الخلق يوم القيامة» (1).

37- أخرجه البخاري في: 65 – كتاب التفسير: 78 – باب سورة عم يتساءلون.

يتبع إن شاء الله...


إتحاف أهل الإيمان بما يعصم من فتن هذا الزمان 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

إتحاف أهل الإيمان بما يعصم من فتن هذا الزمان Empty
مُساهمةموضوع: رد: إتحاف أهل الإيمان بما يعصم من فتن هذا الزمان   إتحاف أهل الإيمان بما يعصم من فتن هذا الزمان Emptyالأحد 16 ديسمبر 2012, 8:33 am

التعوذ من الفتن ومن إدراك زمانها:

عن زيد بن ثابت رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن» رواه مسلم في حديث طويل.

وعن أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن» رواه ابن أبي شيبة.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يتعوذ في دبر صلاته من أربع يقول: «أعوذ بالله من عذاب القبر وأعوذ بالله من عذاب النار وأعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن وأعوذ بالله من فتنة الأعور الكذاب» رواه الإمام أحمد.

وعن عصمة بن قيس صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يعوذ في صلاته من فتنة المغرب رواه البخاري في التاريخ الكبير والطبراني وابن عبد البر وغيرهم.

وفي رواية للطبراني عنه رضي الله عنه أنه كان يعوذ من فتنة المشرق قيل له فكيف فتنة المغرب قال تلك أعظم وأعظم.

قال الهيثمي رجاله ثقات.

ورواه نعيم بن حماد في الفتن بنحوه وقال في آخره تلك أعظم وأطم، وقد ذكره ابن عبد البر في الإستيعاب بنحوه.

وهذا الأثر له حكم المرفوع لأنه إخبار عن أمر غيبي فلا يقال إلا عن توقيف.

وعن زيد بن عبد الرحمن بن أبي سلامة عن أبي الرباب وصاحب له أنهما سمعا أبا ذر رضي الله عنه يدعو يتعوذ في صلاة صلاها أطال قيامها وركوعها وسجودها قال فسألناه مم تعوذت وفيم دعوت قال: تعوذت بالله من يوم البلاء يدركني ويوم العورة أن أدركه فقلنا: وما ذاك فقال أما يوم البلاء فتلتقي فئتان من المسلمين فيقتل بعضهم بعضاً وأما يوم العورة فإن نساء من المسلمات يسبين فيكشف عن سوقهن فأيتهن كانت أعظم ساقاً اشتريت على عظم ساقها فدعوت الله ألا يدركني هذا الزمان ولعلكما تدركانه قال: فقتل عثمان ثم أرسل معاوية بسر بن أرطاة إلى اليمن فسبى نساء مسلمات فأقمن في السوق. رواه ابن أبي شيبة وابن عبد البر في الإستيعاب من طريقه.

وقد وقع في زماننا من المقلِّدات لنساء الإفرنج والمتشبهات بهن ما هو أعظم وأفحش من يوم العورة الذي كان أبو ذر رضي الله عنه يتعوذ من إدراكه فكان هؤلاء النسوة الضائعات على الحقيقة يمشين في الاسواق ويحضرن في مجامع الرجال ومعارضهم ومؤسساتهم شبه عاريات قد كشفن عن رؤوسهن ووجوههن ورقابهن ونحورهن وأيديهن إلى المناكب أو قريب منها وعن سوقهن وبعض أفخاذهن وقد طلين وجوههن بالمسحوق وصبغن شفاههن بالصبغ الأحمر وتصنعن غاية التصنع للرجال الأجانب ومشين بينهم متبخترات مائلات مميلات يفتن من أراد الله بهم الفتنة.

فهذه هي أيام العورة على الحقيقة فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وهو حسبنا ونعم الوكيل.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «تعوذوا بالله من رأس السبعين ومن إمارة الصبيان» رواه الإمام أحمد والبزار قال الهيثمي ورجال أحمد رجال الصحيح غير كامل بن العلاء وهو ثقة.

وعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «اللهم لا يدركني زمان أو لا تدركوا زماناً لا يتبع فيه العليم ولا يستحيا فيه من الحليم قلوبهم قلوب الأعاجم وألسنتهم ألسنة العرب» رواه الإمام أحمد.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «اللهم لا يدركني زمان أو لا أدرك زمان قوم لا يتبعون العليم ولا يستحيون من الحليم قلوبهم قلوب الأعاجم وألسنتهم ألسنة العرب» رواه الحاكم في مستدركه وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي في تلخيصه.


فضل من جنب الفتن

عن المقداد بن الأسود رضي الله عنه قال ايم الله لقد سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن السعيد لن جنب الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن، ولمن ابتلي فصبر فواها» رواه أبو داود وإسناده صحيح.

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال: «حبذا موتاً على الإسلام قبل الفتن» رواه نعيم بن حماد في الفتن.

قال الخطابي (واها) كلمة معناها التلهف وقد توضع أيضاً موضع الإعجاب بالشيء. وكذا قال ابن الأثير وابن منظور.


فضل العبادة في زمن الفتن

عن معقل بن يسار رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «العبادة في الهرج كهجرة إلي» رواه أبو داود الطيالسي ومسلم والترمذي وابن ماجه وقال الترمذي: هذا حديث صحيح غريب.

ورواه الإمام أحمد ولفظه قال: «العمل في الهرج والفتنة كالهجرة إلي».

قال الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى وسبب ذلك أن الناس في زمن الفتن يتبعون أهواءهم ولا يرجعون إلى دين فيكون حالهم شبيهاً بحال الجاهلية فإذا انفرد من بينهم من يتمسك بدينه ويعبد ربه ويتبع مراضيه ويجتنب مساخطه كان بمنزلة من هاجر من بين أهل الجاهلية إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مؤمناً به متبعاً لإوامره مجتنباً لنواهيه انتهى.


بسم الله الرحمن الرحيم


التحذير من الفتن


الحمد لله رب العالمين، يبتلي عباده بالخير والشر ليتميز الصابر الشاكر من المنافق والكافر.

أحمده وحمدي له من نعمه. وأشكره على جزيل منه وكرمه.

وأشهد أن لا إله إلا الله.

له الخلق والأمر – وإليه المصير يوم الحشر.

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أخبر عن وقوع الفتن وبين أن النجاة منها تكون بالاعتصام بالكتاب والسنة – صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد:

أيها المسلمون اتقوا الله واعلموا أن الدنيا دار ابتلاء وامتحان وميدان جهاد ومصابرة.

وما زال الصراع مستمراً بين الحق والباطل منذ هبط آدم عليه السلام إلى الأرض وسيستمر إلى ما شاء الله – فالباطل يحمله الشيطان وجنوده من شياطين الانس والجن مستخدمين لترويجه كل وسائل الدعاية والمغريات كما قال الله تعالى: "وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلا غُرُورًا" فهو يدعو إلى الباطل بأنواع المكر والحيل والخداع "يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير" يحسِّن القبيح، ويُقَبِّح الحسن.

ويخدع به أكثر الخلق لنيل حظوظ عاجلة.

وشهوة حاضرة مع الغفلة عن المصير والنهاية – أما الحق فيحمله الرسل وأتباعهم من العلماء والمصلحين يوضحونه للناس ويبصرونهم به ويكشفون عنه الشُّبهَ ويجاهدون في سبيله فيهتدي على أيديهم من شاء الله هدايته من ذوي البصائر النافذة والعقول الراجحة، الذين يميزون بين الضار والنافع وينظرون في عواقب الأمور.

ويصبرون على مجاهدة الهوى والنفس والشيطان ومجاهدة الكفار والمنافقين فيتقربون إلى الله بالجهاد في سبيله والثبات على دينه عند تلاطم أمواج الفتن، واشتداد أذى الكفار: "ذَلك وَلَوْ يَشَاءُ اللهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ".

عباد الله: إننا اليوم في معترك فتن عظيمة.

فتن كقطع الليل المظلم فتن متنوعة.

فالمال فتنة وقد فاض اليوم بأيدي الناس.

والأولاد فتنة وقد استعصى أمرهم على كثير من أولياء أمورهم.

ومخالطة الأشرار من الكفار والمنافقين فتنة.

وقد امتلأت بهم بلاد المسلمين، والنساء فتنة وقد عظم خطرهن اليوم واستفحل أمرهن – والدعاية إلى الباطل والتنفير من الحق فتنة.

وقد تعاظم اليوم خطرها وتطاير شررها وتنوعت أساليبها -لقد أصبح العالم كله من أقصاه إلى أقصاه كبلد واحد بسبب تطور وسائل النقل ووسائل الإعلام- فما يقال أو يفعل في أقصى الأرض من كذب وفجور وعتو ونفور يصل إلى أقصاها بواسطة الإذاعة المسموعة في الراديو والإذاعة المرئية في التلفزيون بأسرع وقت وأقرب طريق وأخدع أسلوب – لقد أصبح صوت الباطل في هذه الأجهزة واضحاً وجهورياً.

وصوت الحق فيها خافتاً وخفياً. فغالب الإذاعات العالمية لا يسمع فيها صوت الحق أبداً وإنما ديدنها الهدم والتخريب والتحريش والتشويش وترويج الباطل وتشويه الحق.

والقليل من هذه الإذاعات إذا جعلت في برامجها سهماً ضئيلاً من الحق سلطت عليه الباطل حتى يغطيه ويمحو أثره، فالقرآن والحديث الديني يأتي بعدهما المزمار والأغنية والتمثيليات التي تُسْتَخدَمُ للسخرية بالمسلمين وتَنَقُّص أحكام الدين.

فتسمع فيها التنفير مما أباح الله من تعدد الزوجات.

والتنفير من تزويج كبار السن.

وتنفير الزوجات من أمهات أزواجهن.

وقد تشتمل على ترويج الخلاعة والمجون.

وغالب برامج هذه الإذاعات أغاني خليعة وحكايات فارغة.

ومع الأسف فقد غزت كل بيت إلا ما شاء الله – وأقبل على استماعها الكبار والصغار.

آناء الليل وآناء النهار لا سيما من لا يميزون بين الحق والباطل والنافع من الضار.

وإلى جانب الإعلام بالآلة – الإعلام المكتوب في الجرائد والمجلات التي قل من بينها جريدة أو مجلة توجه توجيهاً سليماً.

بل غالبها إنما يشتمل على صور خليعة ومقالات منحرفة.

وقد التقى الماء علينا منها من الداخل والخارج يومية وأسبوعية وشهرية وأقبل عليها الناس ينظرون فيها ويقرأونها ويلتهمون مضامينها بكل ما فيها من سموم قاتلة.

وأعرضوا عن قراءة كتاب الله ومطالعة الكتب النافعة.

وإلى جانب هذه المجلات والجرائد الكتب المنحرفة التي تقذف بها المطابع وهي تحمل أفكاراً هدامة ونِحَلاً ضالة وعقائد فاسدة وفتاوى خاطئة وقد أصبحت هذه الكتب الفاسدة تصل إلى أيدي الناس بسهولة فيأخذونها بقوة ويقرأونها بلهف وهم لا يميزون بين الحق والباطل والصحيح من الزيف.

بل يزعمون أنها أحسن من كتب السلف الصالح التي ألفها علماء الإسلام وهداة الأنام فيقولون عن هذه الكتب النافعة أنها كتب قديمة ويسمونها الكتب الصفراء للتنفير منها.

أما تلك التي بأيديهم فيقولون: إنها كتب عصرية من إنتاج المفكرين وآراء المثقفين ولو كانوا "لا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلا يَهْتَدُون".

عباد الله: وإذا انتقلنا إلى التعليم وجدناه أسوأ حالاً من الإعلام.

فقد انتقل التعليم من المساجد إلى المدارس النظامية من دور الحضانة إلى المرحلة الجامعية وانتقل من تعليم الدين إلى تعليم الدنيا فقط أو تعليم لا ينفع لا في دين ولا في دنيا حتى نشأ جيل من أولاد المسلمين يجهلون دينهم تماماً.

حتى أنك تجد المتخرج من الجامعة لا يحسن قراءة آية من كتاب الله على الوجه الصحيح. حصص الدروس الدينية قليلة والكتب المقررة غير كافية والمدرسون في الغالب معلوماتهم عن الدين قليلة ولا يحسنون تفهيم الطلاب وفيهم من هو فاسد في أخلاقه لا يبالي بدينه فيكون قدوة سيئة لطلابه، بل بلغ التهاون بالعلوم الدينية أن لا تعطى الأهمية في الامتحانات فينجح فيها الطلاب وهم لا يعرفونها.

حتى اعتادوا عدم الاهتمام بها.

عباد الله: هذه حالة المسلمين اليوم في أقطار الأرض إعلام فاسد وتعليم فارغ من العلوم النافعة.

وأنا لا أعني بذلك بلاداً معينة.

بل أقول أن هذه حالة غالب المسلمين في كل بقاع الأرض اليوم.

وإن كان التنكر للإسلام يشتد في بعض البلاد أشد من البعض الاخر – حتى أصبح الإسلام غريباً بين أهله مجهولاً في أوطانه.

لم يبق منه إلا اسمه ولا من القرآن إلا رسمه.

إنها فتن ولا مخرج منها إلا بالرجوع إلى كتاب الله الذي "لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ".

قال الله تعالى: "قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى * وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى".


بسم الله الرحمن الرحيم


التحذير من الفتن المعاصرة

الحمد لله رب العالمين.

حذرنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يعلم السر والعلن، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أمر عند ظهور الفتن بالاعتصام بالكتاب والسنن صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد: أيها المسلمون اتقوا الله واعلموا أن الإنسان حينما يقع في خطر من الأخطار إما أن يفكر في أسباب النجاة ويأخذ بها فينجو.

وإما أن يستسلم ويترك الأسباب التي بها نجاته فيهلك وإننا يا عباد الله في هذا الزمان قد وقعنا في أخطار كثيرة.

وأحاطت بنا فتن وشرور مستطيرة.

وقد أخبرنا نبينا -صلى الله عليه وسلم- عن وقوع الفتن في آخر الزمان وبين لنا أسباب النجاة منها.

فعن أمير المؤمنين: على بن أبي طالب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ألا إنها ستكون فتن فقلت ما المخرج منها يا رسول الله قال: كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى من غيره أضله الله، هو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم»، رواه الإمام أحمد والترمذي.

وقال -صلى الله عليه وسلم-: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا، كتاب الله وسنتي» ففي كتاب الله وسنة رسول الله النجاة من الفتن والهدى من الضلالة، وفي الإعراض عنهما الهلاك والغواية.

وقد قال الله تعالى: "فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى".

عباد الله لقد أصبحنا في فتن عظيمة فلننتبه لأنفسنا ولنأخذ حذرنا.

ومن هذه الفتن – فتنة المال.

عن كعب بن عياض رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن لكل أمة فتنة وإن فتنة أمتي المال» رواه الإمام أحمد والترمذي وابن حبان في صحيحه.

وقال -صلى الله عليه وسلم-: «فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكني أخشى عليكم أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم» رواه الإمام أحمد والشيخان والترمذي وابن ماجة من حديث المسور بن مخرمة رضي الله عنهما.

فالمال فتنة من أنواع كثيرة. منا الإنشغال بجمعه وتنميته. ومنها المكاثرة فيه بحيث لا يقف الإنسان عند حد فهو يطلب المزيد دائماً.

ومنها قلة التحرز من المكاسب المحرمة التي يحمله عليها حب المال ومجاراة الناس والجهل بما يحل ويحرم من المكاسب.

ومنها منع الحقوق الواجبة في المال من الزكاة وحقوق الأقارب وغيرها.

وقد فاض المال في هذا الزمان مصداقاً لما أخبر به النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله: «(إن من أشراط الساعة أن يفشوا المال ويكثر وتفشو التجارة)» رواه النسائي والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء بما أخذ المال أمن حلال أم من حرام» رواه الإمام أحمد والبخاري...

عباد الله: ومن الفتن التي وقعت في هذا الزمان ما تجلبه إلينا وسائل الإعلام من إذاعات وتلفاز وصحف ومجلات من شرور كثيرة مقالات مزيفة وخطب مضللة.

وصور نساء فاتنات ثابتة ومتحركة.

وأغاني مثيرة.

ومزامير ملهبة، وتمثيليات مغرضة يقصد بها تزيين الفاحشة، وتعليم السرقة والتدريب على الجريمة، كل هذا وأكثر منه يعرض في وسائل الإعلام الداخلية والخارجية ومن الناس من لا يكفيه هذا على كثرته فيذهب يشترى الفيديو بأفلامه المدمرة وينصبه في بيته بين نسائه وأولاده ليكمل به ما نقص من الشر في وسائل الإعلام، ويمتد شره إلى جيرانه فيغري نساءهم وأطفالهم على الاقتداء به.

لقد أصبح كثير من البيوت خالياً من ذكر الله والصلوات.

مسرحاً للفتن والضلالات.

حل فيه الشيطان.

وتجنبته ملائكة الرحمن، وعلاوة على ذلك أخذت بعض الجهات تعلن للشباب تدعوهم لحضور السهرات والمشاركة في المسرحيات والفنون الشعبية والموسيقى..

إنها فتن عظيمة وأخطار مخيفة فاحذروا منها يا عباد الله واحفظوا أولادكم – واستعينوا بالله واصبروا...

ومن الفتن المخيفة في هذا الزمان فتنة النساء التي حذر منها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء» رواه الإمام أحمد والشيخان وابن ماجة.

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني اسرائيل كانت في النساء» رواه الإمام أحمد ومسلم وغيرهما.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر بضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات – رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا»، رواه الإمام أحمد ومسلم...

عباد الله: لقد عظمت الفتنة بالنساء في هذا الزمان.

لقد تبرجن في الأسواق وعرضن أجسامهن أمام الرجال.

لابسات أفخر الثياب ومتطيبات بأذكى الأطياب.

ومشين بملابس ضيقة تبرز أحجام أعضائهن.

ووضعن على وجوههن أغطية شفافة من باب المخادعة.

وكثير منهن يكشفن عن وجوههن وأذرعهن أمام أصحاب معارض القماش والصاغة.

ومنهن من يذهب إلى محلات التجميل ليلة الزفاف.

وربما يتولى تجميلها الرجال.

ومنهن من تذهب إلى دكاكين تفصيل الثياب لتأخذ المقاس الذي يناسبها والتفصيل الذي يلائم ذوقها ويتولى ذلك معها رجل أجنبي.

ومنهن من تركب مع سائق أجنبي في سيارة أجرة أو خصوصية وتذهب معه وحدها.

ومنهن من تذهب إلى الطبيب في العيادة أو المستوصف بدون محرم فيخلوا بها الطبيب – إلى غير ذلك من أنواع الفتن.

وأخريات يكلمن عمال الإذاعة يطلبن أشرطة الأغاني.

ويتبادلن هذه الأشرط فيما بينهن.

والداهية العظمى – ما نقرؤه في بعض الصحف من مطالبة ملحة لعمل المرأة مع الرجل في المكاتب والمتاجر وغيرها أسوة بنساء الدول الكافرة، الدول التي لا تقيم للفضيلة وزناً.

ولا تحسب للأخلاق حساباً – وإلا فماذا يريدون؟

إن المرأة في المجتمع الإسلامي منذ ظهور الإسلام تعمل عملها اللائق بها والذي لا يقوم به غيرها – فهي الأم المربية.

وهي الحامل والمرضع والقائمة بأعمال البيت.

و من الفتن استقدام بعض الناس مربيات أو خادمات أجنبيات وقد لا يكون معهن محارم وفي ذلك مخاطر كثيرة منها خشية الوقوع في الفاحشة فقد تكون امرأة جميلة أو تتجمل وتتبرج فيزينها الشيطان في نظر الرجل وقد تمكن منها في بيته وفي الحديث: (ما خلا رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان)، ومنها أنها قد تكون فاسدة الأخلاق لا تبالي بعرضها أو تكون كافرة فتفسد من تختلط بهن من النساء والأطفال وقد ذكر في هذا قصص يطول شرحها – فالواجب على المسلم أن يتقي الله ويتبعد عن استقدام تلك النساء استبراء لدينه وعرضه ولا يغتر بمن يفعله من ذوي الترف وعدم المبالاة.

عباد الله: إن الفتن كثيرة وإن دعاة الشر يعملون بدون فتور لترويج هذه الفتن فاحذروا يا عباد الله وتمسكوا بكتاب ربكم وسنة نبيكم واصبروا إن الله مع الصابرين.

عباد الله: ومن الفتن العظيمة تقارب الأقطار والديار بواسطة المخترعات العصرية من وسائل الإعلام ووسائل المواصلات التي تقرب البعيد.

وتنقل الأصوات والصور والأشخاص حتى صار العالم بأسره كالبلد الواحد - ما يحدث في طرفه يصل إلى طرفه الآخر بسرعة ووضوح.

فنتج عن ذلك اختلاط المسلم بالكافر والبر بالفاجر.

ونقل الأفكار الهدَّامة والعقائد الزائفة والأخلاق السيئة إلى مجتمع المسلمين حتى أصبح المعروف منكراً والمنكر معروفاً والسنة بدعة.

والبدعة سنة وصار الرواج للشر.

وقل الخير. وأصبح المتمسك بدينه غريباً حتى في بلاد الإسلام.

عباد الله: وإن ما بعد هذه الفتن أشد منها وأخطر.

فهناك فتنة الدجال شر غائب ينتظر.

وهناك الساعة "وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ" فاتقوا الله عباد الله وخذوا حذركم.

وأكثروا من الدعاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: (تكون فتن لا ينجي منها إلا دعاء كدعاء الغرق) رواه ابن أبي شيبة عن حذيفة ورواه الحاكم في مستدركه وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه...

قال الله تعالى: "الـم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ".


بسم الله الرحمن الرحيم


فتنة النسـاء

عن أسامة بن زيد بن حارثة وسعيد بن عمرو رضي الله عنهما أنهما حدثا عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "أنه قال: ما تركت بعدي، فتنة أضر على الرجال من النساء رواه أحمد (5 / 200) والشيخان كما في اللؤلؤ والمرجان (1744) والترمذي (2780).

قال المباركفوري: لأن طباع كثير تميل اليهن، وتقع في الحرام لأجلهن وتسعى للقتال والعداوة بسببهن، وأقل ذلك أن ترغبه في الدنيا، وأي فساد أضر من هذا؟.

وإنما قال: (بعدي) لأن كونهن فتنة أضرّ، ظهر بعده اهـ. قال الحافظ: في الحديث أن الفتنة بالنساء أشد من الفتنة بغيرهن، ويشهد لذلك قوله تعالى: "زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ" الآية، فجعلهن من حب الشهوات، وبدأ بهن بقية الأنواع، إشارة إلى أنهن الأصل في ذلك، وقال: قال بعض الحكماء: النساء شر كلهن، وأشر ما فيهن عدم الاستغناء عنهن، ومع أنها ناقصة العقل والدين، تحمل الرجل على تعاطي ما فيه نقص العقل والدين، كشغله عن طلب أمور الدين، وحمله على التهالك على طلب الدنيا، وذلك أشد الفساد.اهـ (تحفة الأخوذي 3/123) وفتح الباري (9/138).

وقال القسطلاني وتحقيق كون الفتنة بهن أشد، أن الرجل يحب الولد لأجل المرأة، وكذا يحب الولد الذي أمه في عصمته ويرجحه على الولد الذي فارق أمه بطلاق أو وفاة غالباً، وقد قال مجاهد في قوله تعالى: "إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ" قال: تحمل الرجل على قطيعة الرحم، فلا يستطيع مع حبه إلا الطاعة. اهـ. (إرشاد الساري (8/25).

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملون؟ فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء. رواه أحمد (3/22) ومسلم في صحيحه (8/89).

قال النووي رحمه الله: (اتقوا الدنيا واتقوا النساء): اجتنبوا الافتنان بها، وبالنساء، وتدخل في النساء الزوجات وغيرهن، وأكثرهن فتنة الزوجات، لدوام فتنتهن، وابتلاء أكثر الناس بهن، ومعنى (الدنيا خضرة حلوة): يحتمل أن المراد به شيئان: أحدهما حسنها للنفوس ونضارتها، ولذتها، كالفاكهة الخضراء الحلوة، فإن النفوس تطلبها طلباً حثيثاً، فكذا الدنيا، والثاني: سرعة فنائها، كالشيء الأخضر في هذين الوصفين، ومعنى (مستخلفكم فيها): جاعلكم خلفاء من القرون الذين قبلكم، فينظر هل تعملون بطاعته أم بمعصيته وشهواتكم. اهـ.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر، يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا»( ). رواه أحمد (2/355 – 356 – 440) ومسلم (6/168 – 8/155).

قلت: وقد تحققت نبوءة الرسول -صلى الله عليه وسلم- بظهور هذا الصنف من الناس، ألا وهو النساء الكاسيات العاريات، وقد قيل في معنى الحديث معان كثيرة، أقربها إلى الحق هو من قال: بأن (كاسيات عاريات): أنهن يلبسن ثياباً رقيقة تصف لون الجسد، أو ثياباً قصيرة، فهن كاسيات في الأسم، عاريات في الحقيقة، ومعنى (مائلات) أي يمشين مائلات متبخترات، وقيل يمشين مشية البغايا اللواتي يمشين مائلات، لإغواء الرجال بهن، وقيل (مميلات) أي يَدْعُنَّ غيرهن من النساء مقلدات بالمشي كمشيتهن، وقيل: أي يملن الرجال إليهن، بهيئتهن هذه، فيميل إليهن ضعاف النفوس.

ومعنى (على رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة) أي بما يعملن بشعورهن من لفها، وتكويرها إلى أعلى فهي تشبه أسنمة الإبل المائلة، قال ابن دريد: ناقة ميلاء، إذا مال سنامها إلى أحد شقيها.

و أخيراً اعلم رحمك الله أن هذه الفتنة التى أخبر عنها النبي -صلى الله عليه وسلم- موجود في هذا الزمان، وغيرها من الفتن، التي حذر منها الرسول الكريم، عليه أفضل الصلاة والتسليم، فينبغي تعليم هؤلاء النساء، ما لهن وما عليهن من الحقوق التى جاء بها الدين الإسلامي الحنيف لأن دور المرأة في بناء المجتمع مهم جداً.

فهي تساعد على بناء هذا المجتمع، لا على هدمه، بما تظهره من تصرفات، وأفعال تؤدي به إلى الهلاك، والدمار، وعليها القيام بما يلتزم عليها من حقوق تجاه الله، وتجاه الزوج والأولاد والمجتمع، وقد بين الرسول -صلى الله عليه وسلم- ما أدى إلى هلاك بني إسرائيل وزعزعة كيانهم، وأن أول هذا الهلاك بدأ، بفتنة النساء، وسكوت الرجال عليها، ومن أمثلة ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: «إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذ هذه نساؤهم»- أي القصة من الشعر تضعها المرأة على شعرها إضافة عليه، لتبدي زينتها للرجال.

وقال عليه الصلاة والسلام: «إن أول ما أهلك بني إسرائيل أن امرأة الفقير كانت تكلفه من الثياب أو الصيغ ما تكلف امرأة الغني...» الحديث.

فاحذر رحمك الله من ذلك، وأمر نساءك بطاعة الله عز وجل، امتثالاً لأمر الله القائل: "قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ".

يتبع إن شاء الله...


إتحاف أهل الإيمان بما يعصم من فتن هذا الزمان 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

إتحاف أهل الإيمان بما يعصم من فتن هذا الزمان Empty
مُساهمةموضوع: رد: إتحاف أهل الإيمان بما يعصم من فتن هذا الزمان   إتحاف أهل الإيمان بما يعصم من فتن هذا الزمان Emptyالأحد 16 ديسمبر 2012, 9:05 am

بسم الله الرحمن الرحيم

التحذير من فتنة النساء


الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فقد قال الله تعالى: "وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى" سورة الأحزاب، آية 33.

أي الزمن بيوتكن فلا تخرجن لغير حاجة لأنه أسلم وأحفظ لكنَّ.

وعنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «إن المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان» رواه البزار والترمذي (تفسير ابن كثير 3/481) وقوله تعالى: "وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى" أي لا تكثرن الخروج متجملات أو متطيبات كعادة أهل الجاهلية الأولى الذين لا علم عندهم ولا دين.

1- وقال عليه الصلاة والسلام: «ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء» متفق عليه.

2- وقال -صلى الله عليه وسلم-: «اتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء» رواه مسلم. فالنساء فتنة يفتتن بالرجال ويفتتنون بهن.

3- وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريت مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا» رواه مسلم في صحيحه وهذا تحذير شديد من التبرج والسفور ولبس الرقيق والقصير من الثياب وتحذير شديد من ظلم الناس والتعدي عليهم ووعيد لمن فعل ذلك بحرمان الجنة نسأل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة.

وهذه الأدلة الدالة على تحريم التبرج والسفور وإظهار الزينة ووجوب القرار في البيوت تدل على تحريم قيادة السيارة للنساء لأن من لازمها التبرج والسفور وإظهار الزينة والخروج من البيوت بين الحين والآخر ومن لازم ذلك اختلاط الرجال بالنساء والنساء بالرجال ومن لازم ذلك حصول الفواحش والزنا وحصول العقوبات في الدنيا والآخرة نسأل الله العافية والسلامة.

وقد صدر فتوى بتحريم قياد المرأة للسيارة لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز في مجموع فتاوى سماحته 3/351 مؤيدة بالأدلة من الكتاب والسنة.

وقال ابن القيم رحمه الله ولا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال أصل كل بلية وشر وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة كما أنه من أسباب فساد أمور العامة والخاصة واختلاط الرجال بالنساء سبب لكثرة الفواحش والزنا وهو من أسباب الموت العام والطواعين المتصلة.

ولما اختلط البغايا بعسكر موسى وفشت فيهم الفاحشة أرسل الله عليهم الطاعون فمات في يوم واحد سبعون ألفاً والقصة مشهورة في كتب التفاسير.

فمن أعظم أسباب الموت العام كثرة الزنا بسبب تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال والمشي بينهم متبرجات متجملات.

ولو علم أولياء الأمر ما في ذلك من فساد الدنيا والرعية -قبل الدين- لكانوا أشد شيء منعاً لذلك.

قال عبد الله بن مسعود: «إذا ظهر الربا والزنا في قرية أذن الله بهلاكها» رواه أبو يعلى بإسناد جيد. اهـ.

من الطرق الحكمية في السياسية الشرعية لابن القيم رحمه الله ص 280 وإن قيل أن في قيادة النساء للسيارات مصلحة نسبية فإن فيها مفاسد عديدة تفهم مما تقدم.

ودرءُ المفاسد مقدم على جلب المصالح في الشريعة الإسلامية كما في هذه القاعدة المشهورة.

وقد قال الله عز وجل: "الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ"، وقال تعالى: "وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ" وقال تعالى: "وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا" وقال تعالى: "وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا" سورة الطلاق، آية 2 – 5.

فليلزم المسلم والمسلمة تقوى الله تعالى في جميع مجالات الحياة حتى يحصل له ما يريده ويندفع عنه شر ما يكره.

أسأل الله تعالى أن يوفقنا وسائر إخواننا المسلمين وأخواتنا المسلمات لما يحبه ويرضاه وأن يجعلنا واياهم هداة مهتدين آمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


الخوف من فتنة المال


قال ابن رجب في لطائف المعارف:


أخرجا في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن أخوف ما أخاف عليكم ما يخرج الله لكم من بركات الأرض قيل ما بركات الأرض قال: زهرة الدنيا فقال له رجل هل يأتي الخير بالشر فصمت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى ظننت أنه سينزل عليه ثم جعل يمسح عن جبينه قال أين السائل قال: أنا قال: لا يأتي الخير إلا بالخير إن هذا المال خضرة حلوة وإن كل ما أنبت الربيع يقتل حبطاً أو يلم إلا آكلة الخضر أكلت حتى إذا امتدت خاصرتاها استقبلت الشمس فاجترت وثلطت وبالت ثم عادت فأكلت وإن هذا المال خضرة حلوة من أخذه بحقه ووضعه في حقه فنعم المعونة هو وإن أخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع.

كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتخوف على أمته من فتح الدنيا عليهم فيخاف عليهم الإفتتان بها ففي الصحيحين عن عمرو بن عوف أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال للأنصار لما جاءه مال من البحرين (أبشروا وأملوا ما يسركم فو الله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم) وكان آخر خطبة خطبها على المنبر حذر فيها من زهرة الدنيا ففي الصحيحين عن عقبة بن عامر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صعد المنبر فقال: (إني لست أخشى عليكم أن تشركوا بعدى ولكنى أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوا فيها فتقتتلوا فتهلكوا كما هلك من كان قبلكم) قال عقبة: كان آخر ما رأيت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على المنبر.

وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا افتتحت عليكم خزائن فارس والروم» أي قوم أنتم فقال عبد الرحمن بن عوف نقول: كما أمرنا الله عز وجل فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أو غير ذلك تتنافسون ثم تتحاسدون ثم تتدابرون ثم تتباغضون» وفي المسند عن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال (لا تفتح الدنيا على أحد إلا ألقى الله بينهم العدواة والبغضاء إلى يوم القيامة) قال عمر وأنا أشفق من ذلك، وفيه أيضاً عن أبي ذر أن أعرابياً قال: يا رسول الله أكلتنا الضبع يعنى السنة والجدب فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (غير ذلك أخوف منى عليكم حين تصب عليكم الدنيا صباً فليت أمتى لا يلبسون الذهب وفي رواية الديباج).

وفيه أيضاً عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما أخشى عليكم الفقر ولكني أخشى عليكم التكاثر»، ويروى من حديث عوف بن مالك وأبي الدرداء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (الفقر تخافون والذي نفسي بيده لتصبن عليكم الدنيا صباً حتى لا يزيغ قلب أحدكم إن أزاغه إلا هي) وفي رواية عوف (فإن الله فاتح عليكم فارس والروم) وفي المعنى أحاديث أخر، وفي الترمذي أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: «لكل أمة فتنة وإن فتنة أمتي المال».

فقوله -صلى الله عليه وسلم- في حديث أبي سعيد: «إن أخوف ما أخاف عليكم ما يخرج الله لكم من بركات الأرض» ثم فسره بزهرة الدنيا ومراده ما يفتح على أمته منها من ملك فارس والروم وغيرهم من الكفار الذين ورثت هذه الأمة ديارهم وأموالهم وأراضيهم التي تخرج منها زروعهم وثمارهم وأنهارهم ومعادنهم وغير ذلك مما يخرج من بركات الأرض، وهذا من أعظ المعجزات وهو إخباره بظهور أمته على كنوز فارس والروم وأموالهم وديارهم ووقع على ما أخبر به، ولكنه لما سمى ذلك بركات الأرض وأخبر أنه أخوف ما يخافه عليهم أشكل ذلك على بعض من سمعه حيث سماه بركة.

ثم خاف منه أشد الخوف فإن البركة إنما هي خير ورحمة وقد سمى الله تعالى المال خيراً في مواضع كثيرة من القرآن فقال تعالى: "وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ".

وقال: "إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ" وقال تعالى عن سليمان عليه السلام: "إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي" فلما سأله السائل هل يأتي الخير بالشر صمت النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى ظنوا أنه أوحي إليه والظاهر أن الأمر كان كذلك ويدل عليه أنه ورد في رواية لمسلم في هذا الحديث فأفاق يمسح عنه الرُّحَضاء وهو العرق وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا أوحي إليه يتحدر منه مثل الجمَّان من العرق من شدة الوحي وثقله عليه، وفي هذا دليل على أنه -صلى الله عليه وسلم- كان إذا سئل عن شىء لم يكن أوحي إليه فيه شيء انتظر الوحي فيه ولم يتكلم فيه بشيء حتى يوحى إليه فيه فلما نزل عليه جواب ما سئل عنه قال: أين السائل قال ها أنا فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إن الخير لا يأتي إلا بالخير».

وفي رواية لمسلم فقال أو خير هو وفي ذلك دليل على أن المال ليس بخير على الإطلاق، بل منه خير ومنه شر، ثم ضرب مثل المال ومثل من يأخذه بحقه ويصرفه في حقه ومن يأخذه من غير حقه ويصرفه في غير حقه، فالمال في حق الأول خير وفي حق الثاني شر، فتبين بهذا أن المال ليس بخير مطلق بل هو خير مقيد، فإن استعان به المؤمن على ما ينفعه في آخرته كان خيراً له وإلا كان شراً له، فأما المال فقال أنه خضرة حلوة وقد وصف المال والدنيا بهذا الوصف في أحاديث كثيرة ففي الصحيحين عن حكيم بن حزام أنه سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- فأعطاه ثم سأله فأعطاه ثم سأله فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: يا حكيم إن هذا المال خضرة حلوة فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه وكان كالذي يأكل ولا يشبع.

وفي صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال (إن الدنيا خضرة حلوة وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء)، واستخلافهم فيها هو ما أورثهم الله منها مما كان في أيدي الأمم من قبلهم كفارس والروم وحذرهم من فتنة الدنيا وفتنة النساء خصوصاً فإن النساء أول ما ذكره الله من شهوات الدنيا ومتاعها في قوله تعالى: "زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا".

وفي المسند والترمذي عن خولة بنت قيس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن هذا المال خضرة حلوة فمن أصابه بحقه بورك له فيه ورب متخوض فيما شاءت نفسه من مال الله ورسوله ليس له يوم القيامة إلا النار) وفي المسند، أيضاً عن خولة بنت ثامر الأنصارية عن النبي -صلى الله عليه وسلم- (إن الدنيا خضرة حلوة وإن رجالاً سيخوضون في مال الله بغير حق لهم النار يوم القيامة) وخرج البخاري من قوله (إن رجالاً) إلى آخره، وفي المسند أيضاً عن عائشة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال (إن هذه الدنيا خضرة حلوة فمن آتيناه منها شيئاً بطيب نفس أو طيب طعمة ولا إسراف بورك له فيه ومن آتيناه منها شيئاً بغير طيب نفس منا وغير طيب طعمة وإسراف منه لم يبارك له فيه).

وفي المعنى أحاديث أخر، قوله -صلى الله عليه وسلم-: «إن مما ينبت الربيع يقتل حبطاً أو يلم إلا آكلة الخضر» مَثلٌ آخر ضربه -صلى الله عليه وسلم- لزهرة الدنيا وبهجة منظرها وطيب نعيمها وحلاوته في النفوس فمثَلُه كمثل نبات الربيع وهو المرعى الخضر الذي ينبت في زمان الربيع فإنه يعجب الدواب التي ترعى فيه وتستطيبه وتكثر من الأكل منه أكثر من قدر حاجتها لاستحلائها له فإما أن يقتلها فتهلك وتموت حبطاً (والحبط انتفاخ البطن) من كثرة الأكل أو يقارب قتلها ويلمُّ به فتمرض منه مرضاً مخوفاً مقارباً للموت.

فهذا مَثَلٌ من يأخذ من الدنيا بشره وجوع نفس من حيث لاحت له لا بقليل يقنع ولا بكثير يشبع ولا يحلل ولا يحرم بل الحلال عنده ماحل بيده وقدر عليه والحرام عنده ما منع منه وعجز عنه فهذا هو المتخوض في مال الله ورسوله فيما شاءت نفسه وليس له إلا النار يوم القيامة كما في حديث خولة المتقدم، والمراد بمال الله ومال رسوله الأموال التي يجب على ولاة الأمور حفظها وصرفها في طاعة الله ورسوله من أموال الفيء والغنائم ويتبع ذلك مال الخراج والجزية وكذا أموال الصدقات التي تصرف للفقراء والمساكين كمال الزكاة والوقف ونحو ذلك.

وفي هذا تنبيه على أن من تخوض من الدنيا في الأموال المحرم أكلها كمال الربا ومال الأيتام الذي من أكله أكل ناراً والمغصوب والسرقة والغش في البيوع والخداع والمكر وجحد الأمانات والدعاوي الباطلة ونحوها من الحيل المحرمة أولى أن يتخوض صاحبها في نار جهنم غداً فكل هذه الأموال وما أشبهها يتوسع بها أهلها في الدنيا ويتلذذون بها ويتوصلون بها إلى لذات الدنيا وشهواتها ثم ينقلب ذلك بعد موتهم فيصير جمراً من جمر جهنم في بطونهم فما تفى لذتها بتبعتها كما قيل:

تفنى اللذاذة ممن نال لذتهـا

من الحرام ويبقى الإثم والعار

تبقى عواقب سوء من مغبتها
لا خير في لذة من بعدها النار

فلهذا شبه النبي -صلى الله عليه وسلم- من يأخذ الدنيا بغير حقها ويضعها في غير حقها بالبهائم الراعية من خضراء الربيع حتى تنتفخ بطونها من أكله فإما أن يقتلها وإما أن يقارب قتلها فكذلك من أخذ الدنيا من غير حقها ووضعها في غير وجهها إما أن يقتله ذلك فيموت به قلبه ودينه وهو من مات على ذلك من غير توبة منه وإصلاح حال فيستحق النار بعمله قال الله تعالى: "وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ" وهذا هو الميت حقيقة فإن الميت من مات قلبه كما قيل:

ليس من مات فاستراح بميت

إنــما الــميت مــيـــت الأحيــاء

وإما أن يقارب موته ثم يعافى وهو من أفاق من هذه السكرة وتاب قبل موته وقد قال علي رضي الله عنه في كلامه المشهور في أقسام حملة العلم (أو منهوم باللذات سلس القيادة للشهوات، أو مغرى بجمع الأموال والإدخار وليسوا من رعاة الدين أقرب شبها بهم الأنعام السارحة) وفي الأبيات المشهورة التي كان عمر بن عبد العزيز ينشدها كثيراً:

نهارك يا مغــرور سهو وغفـلة

وليلك نــوم والــردى لك لازم

وتتعب فيما سوف تكــره غبـه
كذلك في الدنيــا تعيــش البهائم

و أما استثناؤه -صلى الله عليه وسلم- من ذلك آكلة الخضر فمراده بذلك مثل المقتصد الذي يأخذ من الدنيا بحقها مقدار حاجته فإذا نفذ واحتاج عاد إلى الأخذ منها قدر الحاجة بحقه وآكلة الخضر دويبة تأكل من الخضر بقدر حاجتها إذا احتاجت إلى الأكل ثم تصرفه عنها فتستقبل عين الشمس فتصرف بذلك ما في بطنها وتخرج منه ما يؤذيها من الفضلات.

وقد قيل إن الخضر ليس من نبات الربيع عند العرب إنما هو من كلاء الصيف بعد يبس العشب وهيجه واصفراره والماشية من الإبل لا تستكثر منه بل تأخذ منه قليلاً قليلاً ولا تحبط بطونها منه فهذا مَثَلُ المؤمن المقتصد من الدنيا يأخذ من حلالها وهو قليل بالنسبة إلى حرامها قدر بلغته وحاجته ويجتزي من متاعها بأدونه وأخشنه ثم لا يعود إلى الأخذ ضرراً ولا مرضاً ولا هلاكاً بل يكون ذلك بلاغاً له ويتبلغ به مدة حياته ويعينه على التزود لآخرته، وفي هذا إشارة إلى مدح من أخذ من حلال الدنيا بقدر بلغته وقنع بذلك كما قال -صلى الله عليه وسلم-: «قد أفلح من هداه الله إلى الإسلام وكان عيشه كفافاً فقنع به».

وقال -صلى الله عليه وسلم-: «خير الرزق ما يكفي» وقال: «اللهم اجعل رزق آل محمد قوتاً».

شعر:


خذ من الــرزق ما كفا
ومن العيش مـا صفـا

كل هـذا سينقــضــى
كسراج إذا انــطفـــا

ثم قال -صلى الله عليه وسلم- إن هذا المال خضرة حلوة فإعاده مرة ثانية تحذيراً من الاغترار به فخضرته بهجة منظره وحلاوته طيب طعمه فلذلك تشتهيه النفوس وتسارع إلى طلبه ولكن لو فكرت في عواقبه لهربت منه (*) الدنيا في الحال حلوة خضرة وفي المآل مرة كدرة نعمت المرضعة وبئست الفاطمة والله أعلم وصلى الله على محمد.
* * * *


بسم الله الرحمن الرحيم


التحذير من فتنة المال (*)


الحمد لله الذي خَوَّل عباده من الأموال ما به تقوم مصالح دينهم ودنياهم.

وجعل لتحصيلها وتصريفها طرقاً شرعها لهم وبينها لهم وهداهم.

وأشهد أن لا إلا له إلا الله وحده لا شريك له رب العالمين ومولاهم.

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أكرم الخلق وأزكاهم.

صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداهم وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد: فيا عباد الله اتقوا الله تعالى واعلموا أن هذه الأموال التي بين أيديكم جعلها الله فتنة لكم ليتبين المحسن من المسئ والمفسد من المصلح قال تعالى: "إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ" وقال تعالى: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِيمَا آتَاكُمْ".

ففي هذه الأموال فتنة لكم في تحصيلها وفتنة في تمويلها وفتنة في إنفاقها.

فأما الفتنة في تحصيلها: فإن الله تعالى شرع لتحصيلها طرقاً معينة مبنية على العدل بين الناس بحيث يكسبها الإنسان من وجه طيب ليس فيه ظلم ولا عدوان.

فمن الناس من اتقى الله تعالى وأجمل في طلبها فاكتسبها من طرائق حلال فكانت بركة عليه إذا أنفق.

ومقبولة منه إذا تصدق. وأجراً إذا خلَّفها لورثته.

فهو غانم دنيا وآخرة.

ومن الناس من لم يتق الله ولم يجمل في طلب المال فصار يكتسبه من أي طريق أتيح له من حلال أو حرام. من عدل أو ظلم.

لا يبالي بما اكتسب فالحلال عنده ما حل بيده بأي سبب.

فهذا قد صار ماله وبالا عليه إن أمسكه لم يبارك له فيه وإن تصدق به لم يقبل منه وإن خلَّفه بعده كان زاداً له إلى النار.

لغيره غنمه وعليه إثمه وغرمه فهذه فتنة المال في تحصيله.

وأما فتنته في تمويله: فمن الناس من كان المال أكبر همه وشغل قلبه إن قام فهو يفكر فيه وإن قعد فهو يفكر فيه.

وإن نام كانت أحلامه فيه فالمال هم قلبه وبصر عينه وسمع أذنه.

وشغل فكره يقظة ومناماً وحتى في العبادة فهو يفكر في ماله في صلاته وفي قراءته وفي ذكره كأنما خلق للمال وحده.

فهو النهم الذي لا يشبع. والمفتون الذي لا يقلع.

ومع هذا الحرص الشديد والتعب الشاق فلن يأتيه من الرزق إلا ما كتب له.

ولن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها. ومن الناس من عرف للمال حقه.

ونزله منزلته فلم يكن أكبر همه.

ولا مبلغ علمه.

وجعل المال في يده لا في قلبه.

فلم يشغله عن ذكر الله ولا عن الصلاة والقيام بشرائع الدين وفروضه فهو من الذين "لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ" وجعل المال وسيلة يتوسل بها إلى فعل الخيرات ونفع القرابات.

وإعانة ذوي الحاجات.

فهو قد استخدام المال ولم يستخدمه المال.

وعبد ربه ولم يعبد المال.

قد اكتسب المال من حله وأنفقه في وجوهه وسلم من أذاه.


وأما الفتنة في إنفاق المال:

فإن أصحاب الأموال منهم البخيل الذي منع حق الله وحق عباده في ماله فلم يؤد الزكاة ولم ينفق على من يلزمه الإنفاق عليه من الأهل والمماليك والقرابات.

ومن أصحاب الأموال من هو مسرف مفرط يبذر ماله وينفقه في غير وجهه وفيما لا يحمد عليه شرعاً ولا عرفاً فكان من اخوان الشياطين ومن "وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ" ومن الذين يتخوضون في مال الله بغير حق فتكون لهم النار يوم القيامة، كما في الحديث الصحيح.

فلا ينجو من شر المال إلا من اتقى الله فى طلبه واتقى الله فى انفاقه؛ الذين كسبوه من حله وإذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا.
قد بذلوا الواجبات وكملوها بالمستحبات.

وتحلوا بالكرم والسخاء والجود قد أحبهم الله وأحبهم الناس. فهؤلاء من عباد الرحمن "وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا".

أيها المسلمون:

إنكم لن تبقوا للمال ولن يبقى لكم إنما هو عارية بين أيديكم وأنتم سائرون فى طريقكم إلى الآخرة.

فقد خرجتم إلى الدنيا بلا مال وستخرجون منها بلا مال وإنما تبقى لكم أعمالكم.

فلا تشتغلوا بما يفنى عما يبقى. ولا تغرنكم الحياة الدنيا.

أيها المسلمون:

قد لعب الشيطان بأفكار كثير من الناس فتجرؤا على أخذ المال من وجوه محرمة وطرق خبيثة – فأخذوا الرشوة فى وظائفهم.

وخانوا أمانتهم بشتى الوسائل وغلَّوا الأموال العامة.

وغشوا فى بيعتهم وشرائهم وكذبوا فى معاملتهم ودنسوا البيع والشراء وشوهوا التجارة وجعلوا كثيراً من أسواق المسلمين مجالاً للاعتداء والمخادعات والاحتيال واصطياد إخوانهم المسلمين الآمنين الذين يحسنون بهم الظن ويعاملونهم باسم الإسلام وفى حكم الدين الذى جعل "كل المسلم على المسلم حراماً ماله ودمه وعرضه".

أيها المسلمون لقد تبرأ النبي -صلى الله عليه وسلم- ممن يغش المسلمين حيث قال: "من غش فليس منا" إن من غش فليس من المسلمين لأن المسلم حقيقة من يعامل إخوانه بصدق وصراحة كما يجب أن يعاملوه بالصدق والصراحة.

فالمؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه.

فإذا كان أحد لا يرضى أن يخدعه أحد فكيف يخدع إخوانه.

أيها المسلمون:

إن الظلم ظلمات يوم القيامة وأنتم تعلمون مصير الظلمة.

والظلم فى الأموال ليس مقصوراً على الاغتصاب والسرقة وقطع الطريق والنهب والسلب.

بل إن من أشد الظلم ما أخذ بطريق المعاملات المحرمة وتحت شعار البيع والشراء مما تشوبه الخديعة والكذب والغش والتدليس والأيمان الفاجرة.

يقول -صلى الله عليه وسلم-: "البيعان بالخيار ما لم يتفرقا فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما وإن كذبا وكتما محقت بركة بيعهما".

إن بيع المسلم لأخيه المسلم يجب أن يكون على مستوى عال من الصدق والصراحة والنزاهة لا وكس فيه ولا شطط ولا كذب ولا خديعة بيع المسلم للمسلم على ما جاء به الإسلام.

وأخيراً اسمعوا يا أصحاب الأ موال هذه القصة العظيمة لعلكم تتعظون بها.. روى البخارى ومسلم عن أبى هريرة أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن ثلاثة من بني اسرائيل أبرص وأقرع وأعمى فإراد الله أن يبتليهم.

فبعث إليهم ملكاً فأتى الأبرص فقال أى شيء أحب إليك قال لون حسن وجلد حسن ويذهب عني الذي قد قذرني الناس به.

قال: فمسحه فذهب عنه قذره فأعطي لوناً حسناً وجلداً حسناً قال: أى المال أحب إليك قال الإبل أو البقر – فأعطي ناقة عُشَراء وقال: بارك الله لك فيها – قال فأتى الأقرع، فقال أي شيء أحب إليك قال شعر حسن ويذهب عني الذي قد قذرني الناس به فمسحه فذهب عنه وأعطي شعراً حسناً فقال أي المال أحب إليك قال البقر أو الإبل فأعطي بقرة حاملاً – قال بارك الله لك فيها فأتى الأعمى فقال أي شيء أحب إليك – قال أن يرد الله علي بصري فأبصر به الناس فمسحه فرد الله عليه بصره.

قال فأي المال أحب إليك. قال الغنم فأعطي شاة والداً.

فانتج هذان. وولَّد هذا – فكان لهذا واد من الإبل ولهذا واد من البقر ولهذا واد من الغنم قال ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته فقال رجل مسكين قد انقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال بعيراً أتبلغ به في سفري. فقال: الحقوق كثيرة فقال: كأني أعرفك. ألم تكن أبرص يقذرك الناس فقيراً فأعطاك الله عز وجل المال. فقال: إنما ورثت هذا المال كابراً عن كابر.
فقال: ان كنت كاذباً فصيرك الله إلى ما كنت – وأتى الأقرع في صورته فقال له مثل ما قال لهذا. ورد عليه ما رد عليه هذا. فقال: إن كنت كاذباً فصيرك الله إلى ما كنت قال وأتى الأعمي في صورته. فقال رجل مسكين وابن سبيل قد انقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك.

أسألك بالذي رد عليك بصرك شاة أتبلغ بها في سفري – فقال قد كنت أعمى فرد الله إلي بصري فخذ ما شئت ودع ما شئت فو الله لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله. فقال أمسك عليك مالك. فإنما ابتليتم فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك».

فتأملوا يا عباد الله ما حصل لهؤلاء الثلاثة من الابتلاء وما انتهت به قصتهم من حسن عاقبة من اعترف بنعمة الله عليه وشكرها وبذل ماله في طاعة الله.

وعقوبة من جحد نعمة الله عليه وكفرها ومنع الحق الواجب... قال الله تعالى: "إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ * فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"... ألخ السورة.

1 – غربـة الإسـلام:

الحمد لله رب العالمين حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى وكما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

خرَّج مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء» وخرجه الإمام أحمد وابن ماجه من حديث ابن مسعود بزيادة في آخره وهي – قيل يا رسول الله: ومن الغرباء؟ قال: النُّزَّاع من القبائل.

وخرجه أبو بكر الآجُريِّ وعنده – قيل ومن هم يا رسول الله؟ قال: «الذين يصلحون إذا فسد الناس»، وخرجه غيره وعنده قال «الذين يفرون بدينهم من الفتن».

وخرجه الترمذي من حديث كثير بن عبد الله المزني عن أبيه عن جده عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إن الدين بدأ غريباً وسيرجع غريباً فطوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي» وخرجه الطبراني من حديث جابر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وفي حديثه قيل ومن هم يا رسول الله؟ قال: «الذين يصلحون حين فساد الناس» وخرجه أيضاً من حديث شريك بن سعد بنحوه.

وخرجه الإمام أحمد من حديث سعد بن أبي وقاص عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وفي حديثه «فطوبى يومئذ للغرباء إذا فسد الناس» وخرج الإمام أحمد والطبراني من حديث عبد الله بن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «طوبى للغرباء» قلنا: ومن الغرباء؟ قال «قوم قليل في ناس سوء كثير من يعصيهم أكثر ممن يعطيهم» وروي عن عبد الله بن عمر مرفوعاً وموقوفاً في الحديث قيل ومن الغرباء؟ قال: «الفرَّارون بدينهم يبعثهم الله تعالى مع عيسى ابن مريم عليه السلام».

(شرح) قوله: «بدأ الإسلام غريباً» يريد به أن الناس كانوا قبل مبعثه على ضلالة عامة كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث عياض بن حمار الذي خرجه مسلم: «إن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب فلما بُعِثَ النبي -صلى الله عليه وسلم- ودعا إلى الإسلام لم يستجب له في أول الأمر إلا الواحد بعد الواحد من كل قبيلة وكان المستجيب له خائفاً من عشيرته وقبيلته يؤذي غاية الأذى وينال منه وهو صابر على ذلك في الله عز وجل.

و كان المسلمون إذ ذاك مستضعفين يشردون كل مشرد ويهربون بدينهم إلى البلاد النائية كما هاجروا إلى الحبشة مرتين ثم هاجروا إلى المدينة، وكان منهم من يعذب في الله ومنهم من يقتل.

فكان الداخلون في الإسلام حينئذٍ غرباء، ثم ظهر الإسلام بعد الهجرة إلى المدينة وعزَّ، وصار أهله ظاهرين كل الظهور، ودخل الناس بعد ذلك في دين الله أفواجاً، وأكمل الله لهم الدين وأتم عليهم النعمة، وتوفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والأمر على ذلك.

وأهل الإسلام على غاية من الإستقامة في دينهم، وهم متعاضدون متناصرون وكانوا على ذلك في زمن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.

ثم عمل الشيطان مكائده على المسلمين وألقى بأسهم بينهم وأفشى فيهم (فتنة الشبهات والشهوات) ولم تزل هاتان الفتنتان تتزايدان شيئاً فشيئاً حتى استحكمت مكيدة الشيطان، وأطاعه أكثر الخلق، فمنهم من دخل في طاعته في فتنة الشبهات، ومنهم من دخل في فتنة الشهوات، ومنهم من جمع بينهما وكل ذلك مما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بوقوعه.

فأما فتنة الشبهات فقد روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من غير وجه أن أمته ستفترق على أزيد من سبعين فرقة على اختلاف الروايات في عدد الزيادات على السبعين وأن جميع تلك الفرق في النار إلا فرقة واحدة وهي ما كانت على ما هو عليه وأصحابه -صلى الله عليه وسلم-.

وأما فتنة الشهوات ففي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «كيف أنتم إذا فتحت عليكم خزائن فارس والروم أي قوم أنتم؟» قال عبد الرحمن بن عوف نقول كما أمرنا الله قال: «أو غير ذلك تتنافسون ثم تتحاسدون ثم تتدابرون».

وفي صحيح البخاري عن عمرو بن عوف عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «والله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم ان تُبْسط عليكم الدنيا كما بُسَطَتْ على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم» وفي الصحيحين من حديث عقبة بن عامر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- معناه أيضاً.

ولما فتحت كنوز كسرى على عمر بن الخطاب رضي الله عنه بكى فقال: إن هذا لم يفتح على قوم قط إلا جعل الله بأسهم بينهم أو كما قال.

وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يخشى على أمته هاتين الفتنتين كما في مسند الإمام أحمد عن أبي برزة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إنما أخشى عليكم الشهوات التي في بطونكم وفروجكم ومضلات الفتن – وفي رواية – ومضلات الهوى».

فلما دخل أكثر الناس في هاتين الفتنتين أو إحداهما أصبحوا متقاطعين متباغضين بعد أن كانوا إخواناً متحابين متواصلين.

فإن فتنة الشهوات عمت غالب الخلق ففتنوا بالدنيا وزهوتها وصارت غاية قصدهم، لها يطلبون، وبها يرضون ولها يغضبون، ولها يوالون، وعليها يعادون، فقطعوا لذلك أرحامهم وسفكوا دماءهم وارتكبوا معاصي الله بسبب ذلك.

وأما فتنة الشبهات والأهواء المضلة فبسببها تفرق أهل القبلة وصاروا شيعاً وكَفَّر بعضهم بعضاً، وأصبحوا أعداء وفرقاً وأحزاباً بعد أن كانوا إخواناً قلوبهم على قلب رجل واحد فلم ينج من هذه الفرق كلها إلا الفرقة الواحدة الناجية وهم المذكورون في قوله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك» رواه البخاري ومسلم.

وهم في آخر الزمان الغرباء المذكورون في هذه الأحاديث الذين يصلحون إذا فسد الناس، وهم الذين يصلحون ما أفسد الناس من السنة، وهم الذين يفرون بدينهم من الفتن، وهم النُّزَّاع من القبائل لأنهم قَلَّوا فلا يوجد في كل قبيلة منهم إلا الواحد والاثنان وقد لا يوجد في بعض القبائل منهم أحد كما كان الداخلون في الإسلام في أول الأمر كذلك، وبهذا فسر الأئمة هذا الحديث.

ولهذا جاء في أحاديث متعددة مدح المتمسك بدينه في آخر الزمان وأنه كالقابض على الجمر وأن للعامل منهم أجر خمسين ممن قبلهم لأنهم لا يجدون أعواناً في الخير.

وهؤلاء الغرباء قسمان:

أحدهما من يصلح نفسه عند فساد الناس والثاني من يصلح ما أفسد الناس من السنة وهو أعلى القسمين وهو أفضلهما.

والله الهادي إلى سواء السبيل وصلى الله على محمد. اهـ كتاب (كشف الكربة في وصف حال أهل الغربة)
للشيخ عبد الرحمن بن رجب


2 – غربـة الإسـلام:

لا إشكال في أن الإسلام اليوم غريب في أكثر الأقطار التي تنتسب للإسلام ويكاد أن يكون غريباً في البقية الباقية من بلاد المسلمين، وليس من قلة في عدد المنتسبين للإسلام، ولكن ذلك من قلة الذين يصدق عليهم أن يسموا مسلمين حقيقة، ويوضح ذلك: أن كثيراً ممن ينتسبون للإسلام يشركون بالله في كثير من أنواع العبادة مثل: الدعاء والذبح والنذر.

فهم يدعون الأموات ويطلبون منهم حوائجهم أو رد غائبهم أو شفاء مرضاهم ويجعلونهم وسائط بينهم وبين الله، ويذبحون لغير الله كذبحهم للقبور وللجن، وينذرون لغير الله إلى غير ذلك من أنواع الشرك الأكبر وقد قال الله تعالى: "إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ" سورة النساء، آية (48 و116).

ومن المنتسبين للإسلام من استهزؤوا بكثير مما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأمر به وسخروا بمن يتأسى به ويطيع أمره والله سبحانه وتعالى يقول في حق المستهزئين "قُلْ أَبِاللهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ" سورة التوبة، آية (65 – 66).

ومن ذلك استهزاؤهم بالدعاة إلى الله وبالمتمسكين بدينه واحتقارهم لهم ووصفهم إياهم بالرجعية والتخلف، ومنه استهزاؤهم بعمود الدين (الصلاة) وبالمصلين -عياذاً بالله-.

ومنه: استهزاؤهم باللحى وبمن يعفيها من المؤمنين، وبالحجاب والمتحجبات.. إلى غير ذلك بل ربما تجرأ البعض فسب الدين،
نعوذ بالله من ذلك كله.

ومنهم من أعرض عن دين الله.. فلم يتعلمه ولم يعمل به ولم يُعَلْمه أهله وأبناءه ولم يرد لهم العمل به وقد قال الله تعالى في حق المعرضين عن دينه: "وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ" سورة السجدة، آية 22.

وقال تعالى: "وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى" سورة طه آية (124 – 126).

وتحاكم بعضهم إلى القوانين الوضعية المخالفة للكتاب والسنة واعتقدوا أنها أكمل من هدي محمد -صلى الله عليه وسلم- والله سبحانه وتعالى يقول: "وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ" سورة المائدة، آية 44.

ويقول عز وجل: "أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ" سورة المائدة، آية 50.

وقال تعالى: "فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا" سورة النساء آية 65.

والكراهة والغضب يظهران على وجوه كثير من أولئك المنتسبين للإسلام عندما يُدْعون إلى الله وعندما تتلى عليهم آياته والله سبحانه وتعالى يقول: "وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ" سورة الحج، آية 72.

وترك كثيرون عمداً العمل بما دلت عليه آيات الله وأحاديث رسوله -صلى الله عليه وسلم- بل جادلوا في ذلك وقد قال الله تعالى: "مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللهِ إِلا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ" سورة غافر، آية 4.

وكره كثير من أولئك المنتسبين للإسلام إقامة الدين والاجتماع عليه، وأبغضوا أهله العاملين به الداعين إليه وآذوهم.

ومن المعلوم أنه لا يكره إقامة الدين والاجتماع عليه إلا مشرك كافر كما قال الله تعالى: "شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ" سورة الشورى، آية 13.

وركن كثير من أولئك المنتسبين للإسلام إلى الكفار وتولوهم وتشبهوا بهم في كثير من أفعالهم وأقوالهم وقد قال الله تعالى: "وَمَنْ يَتَوَلهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ" سورة المائدة، آية 51.

وقال سبحانه: "فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا" سورة هود، آية 113.

وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من تشبه بقوم فهو منهم».

وترك كثير من أولئك المنتسبين للإسلام الصلاة وضيعوها عمداً وعناداً.

وقد قال الله تعالى: "وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ" سورة مريم، آية 59.

وأخبر سبحانه عن المجرمين حينما يقول لهم المؤمنون: «ما سلككم في سقر»؟ بأنهم يقولون: «لم نك من المصلين» وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي رواه مسلم وغيره «بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة».

وفي الحديث الذي رواه الإمام أحمد وأهل السنن «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر» هذه بعض من نواقض الإسلام التي ارتكبها كثير من أولئك المنتسبين للإسلام ومع هذا: فقد تفشت بينهم الفواحش، وأمعن الكثيرون في الشر والانحلال من دين الله باسم الحرية والتقدم، ووصفوا بالرجعية والجمود كل مؤمن يناديهم إلى ما فيه نجاتهم من عذاب الله.

هذه من فعال تلك الكثرة التي تدَّعي الإسلام وتظهر الغضب لو وصفت بالكفر، أما من جاهروا بالكفر وانسلخوا من الإسلام علناً والعياذ بالله كمن اعتنق المبادئ الإلحادية الهدامة كالشيوعية وغيرها من مذاهب الإلحاد والكفر..

هؤلاء المنحرفون الضالون وكل من ظهرت ردته عن دين الله جزاؤهم في الدنيا: ما قاله النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من بدل دينه فاقتلوه».

أما في الآخرة فقد أعد الله لهم من العذاب المهين ما تقشعر لذكره جلود الذين يخشون ربهم فان تابوا ورجعوا إلى ربهم وندموا على ردتهم واستغفروا الله وأدوا فرائضه واجتنبوا محارمه ورضوا بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبياً رسولاً وآمنوا بجميع الرسل والكتب السماوية وكفروا بمذاهب الكفر كلها فعسى الله أن يقبل توبتهم ويغفر لهم. وإلا فسيجدون عاقبة مكرهم وتكبرهم وجحودهم.

نسأل الله مقلب القلوب أن يثبت قلوبنا على دينه.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. ا هـ. من كتاب (الإرشاد إلى طريق النجاة)
للشيخ عبد الرحمن بن حماد العمر

يتبع إن شاء الله...


إتحاف أهل الإيمان بما يعصم من فتن هذا الزمان 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
إتحاف أهل الإيمان بما يعصم من فتن هذا الزمان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» إتحاف الورى بما جاء في فصلي الصيف والشتاء
» إتحاف السَّادات بصحيح أذكار الصَّلوات
» إتحاف الطلاب بتسهيل شرح الأصول الثلاثة في سؤال وجواب
» الحج بين الزمان والمكان
» صبراً لصرف الزمان (شعر)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـثـقــافـــــــــة والإعـــــــــلام :: الكتابات الإسلامية والعامة-
انتقل الى: