منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 تفسير سورة فاطر (35)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52683
العمر : 72

تفسير سورة فاطر (35) Empty
مُساهمةموضوع: تفسير سورة فاطر (35)   تفسير سورة فاطر (35) Emptyالخميس 12 يوليو 2012, 5:51 pm

سورة فاطر
تفسير سورة فاطر (35) Graaam12
شرح الكلمات:

{ الحمد لله } : أي قولوا الحمد لله فإنه واجب الحمد ومقتضى الحمد ما ذكر بعد.

{ فاطر السموات والأرض } : أي خالقهما على غير مثال سابق.

{ جاعل الملائكة رسلا } : أي جعل منهم رسلا إلى الأنبياء كجبريل عليه السلام.

{ أولى أجنحة } : أي ذوى أجنحة جمع جناح كجناح الطائر.

{ يزيد في الخلق ما يشاء } : أي يزيد على الثلاثة ما يشاء فإن لجبريل ستمائة جناح.

{ وما يمسك } : أي الله من الرحمة فلا أحد يرسلها غيره سبحانه وتعالى.

{ وهو العزيز الحكيم } : أي الغالب على أمره الحكيم في تدبيره وصنعه.

{ اذكروا نعمة الله عليكم } : أي اذكروا نعمه تعالى عليكم في خلقكم ورزقكم وتأمينكم في حرمكم.

{ هل من خالق غير الله يرزقكم } : أي لا خالق لكم غير الله ولا رازق لكم يرزقكم.

{ من السماء والأرض؟ } : أي بإِنزال المطر من السماء وإنبات الزروع في الأرض.

{ لا إله إلا هو } : أي لا معبود بحق إلا هو إذاً فاعبدوه ووحدوه.

{ فأنى تؤفكون } : أي كيف تصرفون عن توحيده مع اعترافكم بأنه وحده الخالق الرازق.

معنى الآيات:
قوله تعالى { الحمد لله فاطر السموات والأرض } أي الشكر الكامل والحمد التام لله استحقاقاً، والكلام خَرَجَ مَخْرج الخبر ومعناه الإِنشاء أي قولوا الحمد لله.

واشكروه كما هو أيضاً إخبار منه تعالى بأن الحمد له ولا مستحقه غيره ومقتضى حمده.

فطره السموات والأرض أي خلقه لهما على غير مثال سابق ولا نموذج حاكاه في خلقهما.

وجعله الملائكة رسلاً إلى الأنبياء وإلى من يشاء من عباده بالإِلهام والرؤيا الصالحة.

وقوله { أولي أجنحة } صفة للملائكة أي اصحاب أجنحة مثنى أي اثنين اثنين، وثلاث أي ثلاثة ثلاثة ورباع اي أربعة أربعة.

وقوله { يزيد في الخلق } اي خلق الأجنحة ما يشاء فقد خلق لجبريل عليه السلام ستمائة جناح كما أخبر ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحاح ويزيد في خلق ما يشاء من مخلوقاته وهو على كل شيء قدير.

وقوله تعالى { ما يفتح الله لناس من رحمة فلا ممسك لها } يخبر تعالى أن مفاتيح كل شيء بيده فما يفتحُ للنا سمن ارزاق وخيرات وبركات لا يمكن لأحد من خلقه أن يمسكها دونه وما يمسك من ذلك فلا يستطيع أحد من خلقه أن يرسله، وهو وحده العزيز الغالب على أمره ومراده فلا مانع لما أعطى ولا راد لما قضى الحكيم في صنعه وتدبير خلقه.

وقوله تعالى: { يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم } هذا نداؤه تعالى لأهل مكة من قريش يأمرهم بعده بأن يذكروا نعمه تعالى عليهم حيث خلقهم ووسع أرزاقهم وجعل لهم حرماً آمناً والناس يتخطفون من حولهم خائفون يأمرهم بذكر نعمه لأنهم إذا ذكروها شكروها بالإِيمان به وتوحيده.

وقوله { هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض؟ } والجواب لا أحد إذ لا خالق إلا هو ولا رازق سواه فهو الذي خلقهم ومن السماء والأرض رزقهم.

السماء تُمطر والأرض تنبت بأمره. إذاً فلا إله إلا هو اي لا معبود بحق إلا هو فكيف إذاً تصرفون عن الحق بعد معرفته إن حالكم لعجب.

هذا ما دل علي قوله تعالى { هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا هو فأنى تؤفكون }.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:

1- وجوب حمد الله تعالى وشكره على إنعامه.

2- تقرير الرسالة والنبوة لمحمد صلى الله عليه وسلم بإخباره أنه جاعل الملائكة رسلاً.

3- وجوب اللجوء إلى الله تعالى في طلب الخير ودفع الضر فإنه بيده خزائن كل شيء.

4- وجوب ذكر النعم ليكون ذلك حافزاً على شكرها بطاعة الله ورسوله.

5- تقرير التوحيد بالأدلة العقلية التي لا ترد.

6- العجب من حال المشركين يقرون بانفراد الله تعالى بخلقهم ورزقهم ويعبدون معه غيره.

{ وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلأُمُورُ } * { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا وَلاَ يَغُرَّنَّكُمْ بِٱللَّهِ ٱلْغَرُورُ } * { إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَٱتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُواْ حِزْبَهُ لِيَكُونُواْ مِنْ أَصْحَابِ ٱلسَّعِيرِ } * { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ }

شرح الكلمات:
{ وإن يكذبوك } : أي يا رسولنا فيما جئت به من التوحيد وعقيدة البعث والجزاء ولم يؤمنوا بك.

{ فقد كذبت رسل من قبلك } : أي فلست وحدك كذبت إذاً فلا تأس ولا تحزن واصبر كما صبر من قبلك.

{ وإلى الله ترجع الأمور } : وسوف يجزى المكذبين بتكذيبهم والصابرين بصبرهم.

{ ولا يغرنكم بالله الغرور } : أي ولا يغرنكم بالله اي حلمه وإمهاله الغرور أي الشيطان.

{ فاتخذوه عدواً } : أي فلا تطيعوه ولا تقبلوا ما يغركم به وأطيعوا ربكم عز وجل.

{ إنما يدعو حزبه } : أي أتباعه في الباطل والكفر والشر والفساد.

{ ليكونوا من اصحاب السعير } : أي ليؤول أمرهم إلى أن يكونوا من أصحاب النار المستعرة.

{ لهم مغفرة وأجر كبير } : أي لهم مغفرة لذنوبهم وأجر كبير في الجنة وذلك إِيمانهم وعملهم الصالحات.

معنى الآيات:
لما أقام تعالى الحجة على المشركين في الآيات السابقة قال لرسوله صلى الله عليه وسلم { وإن يكذبوك } بعدما أقمت عليهم الحجة فلست وحدك المكذِّب فقد كذبت قبلك رسل كثيرون جاءوا أقوامهم بالبينات والزبر وصبروا إذاً فاصبر كما صبروا { وإلى الله ترجع الأمور } وسوف يقضى بينك وبينهم بالحق فينصرك في الدنيا ويخذلهم، ويرحمك في الآخرة ويعذبهم.

وقوله { يا ايها الناس إن وعد الله حق } أي يا أهل مكة وكل مغرور من الناس بالحياة الدنيا إعملوا أن وعد الله بالبعث والجزاء حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا بطول أعماركم وصحة أبدانكم وسعة ارزاقكم، فإن ذلك زائل عنكم لا محالة { ولا يغرنكم بالله } اي حلمه وإمهاله { الغرور } وهو الشيطان حيث يتخذ من حلم الله تعالى عليكم وامهاله لكم طريقاً غلى إغوائكم وإفسادكم بما يحملكم عليه من تأخير التوبة والإِصرار على المعاصى، والاستمرار عليها { إن الشيطان لكم عدو } بالغ العداوة ظاهرها فاتخذوه أنتم عدواً كذلك فلا تطيعوه ولا تستجيبوا لندائه، { إنما يدعو حزبه } اي أتباعه { ليكونوا من أصحاب السعير } أي النار المستعرة، إنه يريد أن تكونوا معه في الجحيم. إذ هو محكوم عليه بها أزلاً وقوله تعالى: { الذين كفروا لهم عذاب شديد } اي في الآخرة، والذين آمنوا وعملوا الصالحات { لهم مغفرة } أي لذنوبهم { وأجر كبير } هو الجنة وما فيها من النعيم المقيم.

هذا حكم الله في عباده وقراره فيهم: وهم فريقان مؤمن صالح وكافر فاسد ولكل جزاء عادل.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:

1- تسلية الرسول صلى الله عليه وسلم ويدخل فيها كل دعاة الحق إذا كُذِّبوا وأُوذوا فعليهم أن يصبروا.

2- تقرير البعث والجزاء المتضمن له وعد الله الحق.

3- التحذير من الاغترار بالدنيا أي من طول العمر وسعة الرزق وسلامة البدن.

4- التحذير من الشيطان ووجوب الاعتراف بعداوته ومعاملته معاملة العدو فلا يقبل كلامه ولا يستجاب لندائه ولا يخدع بتزيينه للقبيح والشر.

5- بيان جزاء أولياء الرحمن أعداء الشيطان، وجزاء أعداء الرحمن أولياء الشيطان.

{ أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوۤءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ } * { وَٱللَّهُ ٱلَّذِيۤ أَرْسَلَ ٱلرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ إِلَىٰ بَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ ٱلنُّشُورُ } * { مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلْعِزَّةَ فَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ ٱلْكَلِمُ ٱلطَّيِّبُ وَٱلْعَمَلُ ٱلصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَٱلَّذِينَ يَمْكُرُونَ ٱلسَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ } * { وَٱللَّهُ خَلَقَكُمْ مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجاً وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَىٰ وَلاَ تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلاَ يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ }

شرح الكلمات:
{ أفمن زين له سوء عمله } : أي قبيح عمله من الشر والمعاصى.

{ فرآه حسناً } : أي رآه حسناً زيناً لا قبح فيه.

{ فلا تذهب نفسك عليهم } : أي على أولئك الذين زين لهم الشيطان قبيح أعمالهم.

{ حسرات } : أي لا تُهلِك نفسك بالتحسر عليهم لكفرهم.

{ إن الله عليم بما يصنعون } : وسيجزيهم بصنيعهم الباطل.

{ فتثير سحاباً } : أي تزعجه وتحركه بشدة فيجتمع ويسير.

{ فسقناه إلى بلد ميت } : أي لا نبات به.

{ فأحيينا به الأرض } : أي بالنبات والعشب والكلأ والزرع.

{ كذلك النشور } : أي البعث والحياة الثانية.

{ فلله العزة جميعاً } : أي فليطلب العزة بطاعة الله فإنها لا تنال إلا بذلك.

{ إليه يصعد الكلم الطيب } : أي إلى الله تعالى يصعد الكلم الطيب وهو سبحان الله والحمد لله والله أكبر.

{ والعمل الصالح يرفعه } : أي أداء الفرائض وفعل النوافل يرفع إلى الله الكلم الطيب.

{ يمكرون السيئات } : أي يعملونها ويكسبونها.

{ ومكر أولئك هو يبور } : أي عملهم هو الذي يفسد ويبطل.

{ خلقكم من تراب } : أي أصلكم وهو آدم.

{ ثم من نطفة } : أي من ماء الرجل وماء المرأة وذلك كل ذُريِّة آدم.

{ ثم جعلكم أزواجاً } : أي ذكراً وأنثى.

{ وما تحمل من أُنثى } : أي ما تحمل من جنين ولا تضعه إلا بإذنه.

{ وما يعمر من معمر } : أي وما يطول من عُمر ذي عُمر طويل إلا في كتاب.

{ ولا ينقص من عمره } : أي بأن يجعل أقل وأقصر من العمر الطويل إلا في كتاب.

معنى الآيات:
ما زال السياق الكريم في تقوية روح الرسول صلى الله عليه وسلم والشد من عزمه أمام تقلبات المشركين وعنادهم ومكرهم فقال تعالى: { افمن زيِّن له سوءُ عمله فرآه حسناً } أي افمن زين له الشيطان ونفسه وهو قبيح عمله وهو الشرك والمعاصى فرآه حسناً كمن هداه الله فهو على نور من ربّه يرى الحسنة حسنة والسيئة سيئة والجواب: لا، لا.

وقوله تعالى: { فإن الله يضل من يشاء ويهدى من يشاء } يضل بعدله وحسب سننه في الإِضلال من يشاء من عباده، ويهدى بفضله من يشاء هدايته إذاً فلا تذهب نفسك أيها الرسول على عدم هدايتهم حسرات فتهلك نفسك تحسُّراً على عدم هدايتهم. وقوله { إن الله عليم بما يصنعون } فلذا لا داعى غلى الحزن والغمّ ما دام الله تعالى وهو ربهم قد أحصى أعمالهم وسيجزيهم بها وقوله تعالى { والله الذي ارسل الرياح فتثير سحاباً } اي تزعجه وتحركه.

{ فسقناه إلى بلد ميّت } اي لا نبات ولا زرع به { فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور } أي كما أن الله تعالى ينزل من السماء ماء فيحيي به الأرض بعد موتها كذلك يحي الموتى إذ بعد فناء العالم ينزل الله تعالى من تحت العرش ماء فينبت الإِنسان من عظم يقال له عَجُبُ فيتم خلقه، ثم يرسل الله تعالى الأرواح فتدخل كل روح في جسدها فلا تخطئ روح جسدها.

وهكذا كما تتم عملية إحياء الأرض بالنبات تتم عملية إحياء الأموات ويساقون إلى المحشر ويجزى كل نفس بما كسبت والله سريع الحساب.

وقوله تعالى { من كان يريد العزة فلله العزة جميعاً } فلْيَطلُبْها من الله تعالى بطاعته وطاعة رسوله فإن العزة لله جميعاً فالعزيز من أعزه الله والذليل من أَذَله الله، إنهم كانوا يطلبون العزة بالأصنام فاعلموا أن من يريد العزة فليطلبها من مالكها أما الذي لا يملك العزة فكيف يعطيها لغيره إن فاقد الشيء لا يعطيه.

وقوله { إليه يصعد الكلم الطيب } أي غلى الله يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه إلى الله تعالى فإذا كان قول بدون عمل فإنه لا يرفع إلى الله تعالى ولا يثيب عليه، وقد ندد الله تعالى بالذين يقولون ولا يعملون فقال { كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون }.

وقوله { والذين يمكرون السيئات } اي يعملونها وهي الشرك والمعاصى { لهم عذاب شديد } هذا جزاؤهم، { ومكر أولئك هو يبور } أي ومكر الذين يعملون السيئيات { هو يبور } اي يفسد ويبطل.

وقوله تعالى { والله خلقكم من تراب } اي خلق أصلنا من تراب وهو آدم، ثم خلقنا نحن ذريته من نطفة وهي ماء الرجل وماء المرأة، { ثم جعلكم أزواجاً } اي ذكراً وأنثى.

هذه مظاهر القدرة الإِلهية الموجبة لعبادته وتوحيده والمقتضية للبعث والجزاء، وقوله { وما تحمل من أُنثى ولا تضع إلا بعلمه وما يعمر من معمر } اي يزداد في عمره، ولا ينقص من عمره فلا يزاد فيه إلا في كتاب وهو كتاب المقادير.

هذا مظهر من مظاهر العلم، وبالعلم والقدرة هو قادر على إحياء الموتى وبعث الناس للحساب والجزاء.

ولذا قال تعالى { إن ذلك } اي المذكور من الخلق والتدبير ووجوده في كتاب المقادير على الله يسير أي سهل لا صعوبة فيه.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:

1- التحذير من اتباع الهوى والاستجابة للشيطان فان ذلك يؤدى بالعبد إلى أن يصبح يرى الأعمال القبيحة حسنة ويومها يحرم هداية الله فلا يهتدى أبداً وهذا ينتج عن الإِدمان على المعاصى والذنوب.

2- عملية إحياء الأرض بعد موتها دليل واضح على بعث الناس أحياءً بعد موتهم.

3- مطلب العزة مطلب غال، وهو طاعة الله ورسوله ولا يعز أحد عزاً حقيقياً بدون طاعة الله ورسوله.

4- علم الله المتجلى في الخلق والتدبير يُضاف إليه قدرته تعالى التي لا يعجزها شيء بهما يتم الخلق والبعث والجزاء.

5- تقرير البعث والجزاء وتقرير كتاب المقادير وهو اللوح المحفوظ.

{ وَمَا يَسْتَوِي ٱلْبَحْرَانِ هَـٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَآئِغٌ شَرَابُهُ وَهَـٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى ٱلْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } * { يُولِجُ ٱلْلَّيْلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلْلَّيْلِ وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى ذَلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ ٱلْمُلْكُ وَٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ } * { إِن تَدْعُوهُمْ لاَ يَسْمَعُواْ دُعَآءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُواْ مَا ٱسْتَجَابُواْ لَكُمْ وَيَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِـكُمْ وَلاَ يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ }

شرح الكلمات:
{ عذب فرات } : أي شديد العذوبة.

{ وهذا ملح أجاج } : أي شديد الملوحة.

{ ومن كل تأكلون } : أي ومن كل منهما.

{ لحماً طريا } : أي السمك.

{ حلية تلبسونها } : أي اللؤلؤ والمرجان.

{ مواخر } : أي تمخر الماء وتشقه عند جريانها في البحر.

{ لتبتغوا من فضله } : أي لتطلبوا الرزق بالتجارة من فضل الله تعالى.

{ ولعلكم تشكرون } : أي رجاء أن تشكروا الله تعالى على ما رزقكم.

{ يولج الليل في النهار } : أي يدخل الليل في النهار فيزيد.

{ ويولج النهار في الليل } : أي يدخل النهار في الليل فيزيد.

{ وسخر الشمس والقمر } : أي ذللهما.

{ كل يجري لأجل مسمى } : أي في فلكه إلى يوم القيامة.

{ والذين تدعون } : أي تعبدون بالدعاء وغيره من العبادات وهم الصنام.

{ ما يملكون من قطمير } : أي من لفافة النواة التي تكون عليه وهي بيضاء رقيقة.

{ ولو سمعوا } : أي فرضاً ما استجابوا لكم.

{ يكفرون بشرككم } : أي يتبرأون منكم ومن عبادتكم إياهم.

{ ولا يُنبئك مثل خبير } : اي لا ينبئك اي بأحوال الدارين مثلى فإني خبير بذلك عليم.

معنى الآيات:
ما زال السياق الكريم في ذكر مظاهر قدرة الله وعلمه وحكمة تدبيره لخلقه وهي مظاهر موجبة لله العبادة وحده دون غيره، ومقتضيه للبعث الذي أنكره المشركون قال تعالى { وما يستوى البحران } اي لا يتعادلان.

{ هذا عذب فرات سائغ شرابه } اي ماؤه عذب شديد العذوبة { وهذا ملح أجاج } اي ماؤه شديد الملوحة لمرارته مع ملوحته، فهل يستوي الحق والباطل هل تستوي عبادة الأصنام مع عبادة الرحمن؟ والجواب لا.

وقوله: { ومن كل تأكلون } أي ومن كل من البحرين العذب والملح تأكلون لحماً طرياً وهو السمك { وتستخرجون حلية تلبسونها } اي اللؤلؤ والمرجان.

وهي حلية يتحلى بها النساء للرجال، وقوله { وترى الفلك فيه مواخر } اي وترى ايها السامع لهذا الخطاب { الفلك } أي السفن مواخر في البحر تمخر عباب البحر وتشق ماءه غادية رائحة تحمل الرجال والأموال، سخرها وسخر البحر { لتبتغوا من فضله } اي الرزق بالتجارة، { ولعلكم تشكرون } أي سخر لكم البحر لتبتغوا من فضله ورجاء أَن تشكروا.

لم يقل لتشكروا كما قال لتبتغوا لأن الابتغاء حاصل من كل راكب، وأما الشكر فليس كذلك بل من الناس من يشكر ومنهم من لا يشكر، ولذا جاء بأداة الرجاء وهي لعل وقوله { يولج الليل في النهار } أي يدخل جزءاً من الليل في النهار فيطول، ويقصر الليل { ويولج النهار في الليل } أي يدخل جزءاً منه في الليل فيطول كما أنه يدخل النهار في الليل، والليل في النهار بالكلية فإنه إذا جاء أحدهما ذهب الآخر ويشهد له قوله تعالى
{ وآية لهم الليل نسلخ منه النهار } ولازمه نسلخ منه الليل، فإذا الليل ليل والنهار نهار.

وقوله { سخر الشمس والقمر } اي ذللهما فما يسيران الدهر كله بلا كلل ولا ملل لصالح العباد إذ بهما كان الليل والنهار، وبهما تعرف السنون والحساب وقوله { كل يجرى } أي كل منهما يجرى { إلى أجل مسمى } أي إلى وقت محدد وهو يوم القيامة.

ولما عرف تعالى نفسه بمظاهر القدرة قدرته وعلمه وحكمته ولطفه ورحمته قال للناس { ذلكم الله ربكم له الملك } اي بعد أن أقام الحجة وأظهر الدليل لم يبق إلا الإِعلان عن الحقيقة التي يتنكر لها الكافرون فأعلنها بقوله { ذلكم } ذو الصفات العظام والجلال والإِكرام هو الله ربكم الذي لا رب لكم سواه له الملك، وليس لغيره فلا يصح طلب شيء من غيره، إذ الملك كله لله وحده، وأما الذين تدعون من دونه أي تعبدونهم من دونه وهي الأصنام والأوثان وغيرها من الملائكة والأنبياء والأولياء فإنهم لا يملكون من قطمير فضلا عن غيره تمرة فما فوقها لأن الذي لا يملك قطميراً -وهو القشرة الرقيقة على النواة- لا يملك بعيراً.

وقوله { إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم } نعم لا يسمعون لأنهم جمادات وأصنام من حجارة فكيف يسمعون وعلى فرض لو أنهم سمعوا ما استجابوا لداعيهم لعدم قدرتهم على الاستجابة وقوله تعالى { ويوم القيامة يكفرون بشرككم } فهم إذاً محنة لكم في الدنيا تنحتونهم وتحمونهم وتعبدونهم ويوم القيامة يكونون أعداء لكم وخُصُوماً فيتبرءون من شرككم إياهم في عبادة الله، فتقوم عليكم الحجة بسببهم فما الحاجة إذاً إلى الإِصرار على عبادتهم وحمايتهم والدفاع عنهم وقوله تعالى { ولا ينبئك } ايها السامع { مثل خبير } وهو الله تعالى فالخبير أصدق من ينبئ واصح من يقول فالله هو العليم الخبير وما أخبر به عن الآلهة في الدنيا والآخرة في الدنيا عن عجزها وعدم غناها وفي الآخرة عن براءتها وكفرها بعبادة عابديها. فهو الحق الذي لا مرية فيه.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:

1- تقرير ربوبية الله المستلزمة لأُلوهيته.

2- بيان مظاهر القدرة والعلم والحكمة وبها تقرر ربوبيته تعالى وألوهيته لعباده.

3- تقرير عقيدة البعث والجزاء بذكر يوم القيامة وبراءة الآلهة من عابديها.

4- بيان عجز الآلهة عن نفع عابديها في الدنيا وفي الآخرة.

5- تقرير صفات الكمال لله تعالى من الملك والقدرة والعلم، والخبرة التامة الكاملة وبكل شيء.

{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ أَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱللَّهُ هُوَ ٱلْغَنِيُّ ٱلْحَمِيدُ } * { إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُـمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ } * { وَمَا ذَلِكَ عَلَى ٱللَّهِ بِعَزِيزٍ } * { وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَىٰ حِمْلِهَا لاَ يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ إِنَّمَا تُنذِرُ ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِٱلْغَيْبِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفْسِهِ وَإِلَى ٱللَّهِ ٱلْمَصِيرُ }

شرح الكلمات:
{ أنتم الفقراء إلى الله } : أي المحتاجين إليه في كل حال.

{ والله هو الغني الحميد } : أي الغني عنكم أيها الناس وعن سائر خلقه، المحمود بأفعاله وأقواله وحسن تدبيره فكل الخلائق تحمده لحاجتها إليه وغناه عنها.

{ ويأت بخلق جديد } : أي بدلا عنكم.

{ وما ذلك على الله بعزيز } : أي بشديد ممتنع بل هو سهل جائز الوقوع.

{ ولا تزر وازرة وزر أخرى } : أي في حكم الله وقضائه بين عباده أنّ النفس المذنبة الحاملة لذنبها لا تحمل وزر أي ذنب نفس أخرى بل كل وازرة تحمل وزرها وحدها.

{ ولا تدع مثقلة } : أي بأوزارها حتى لمم تقدر على المشي أو الحركة.

{ لا يحمل منه شيء } : أي لا تجد من يستجيب لها ويحمل عنها بعض ذنبها حتى لو دعت ابنها أو أباها أو أمها فضلا عن غيرهم، وبهذا حكم الله سبحانه وتعالى.

{ يخشون ربهم بالغيب } : أي لأنهم ما رأواه بأعينهم.

{ ومن تزكى } : أي طهَّر نفسه من الشرك والمعاصي.

{ فإنما يتزكَّى لنفسه } : أي صلاحه واستقامته على دين ثمرتها عائدة عليه.

معنى الآيات:
بعد تلك الأدلة والحجج التي سبقت في الآيات السابقة وكلها مقررة ربوبية الله تعالى وألوهيته وموجبة توحيده وعبادته نادى تعالى الناس بقوله { يا أيها الناس } ليعلمهم بأنه وان خلقهم لعبادته وأمرهم بها وتوعد باليم العذاب لمن تركها ولم يكن ذلك لفقر منه إليها ولا لحاجة به غليهم فقال { يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله، والله هو الغني الحميد } إن عبادة الناس لربهم تعود عليهم فيكملون عليها في أخلاقهم وأرواحهم ويسعدون عليها في دنياهم وآخرتهم أما الله جل جلاله فلا تنفعه طاعة ولا تضره معصية.

وهو الغنى عن كل ما سواه { الحميد } أي المحمود بنعمه فكل نعمة بالعباد موجبة له الحمد والشكر.

وقوله { إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد } وهذا دليل غناه؛ وافتقارهم كما هو دليل قدرته وعلمه، وقوله: { وما ذلك على الله بعزيز } اي اذهابهم والإِتيان بخلق جديد غيرهم ليس بالأمر العزيز الممتنع ولا بالصعب المتعذر بل هو اليسير السهل عليه تعالى.

وقوله تعالى { ولا تزر وازرة وزر أخرى } هذا مظهر عدالته تعالى فهو مع قجرته وقهره لعباده ذو عدل فيهم فلا يؤاخذ بغير جرم، ولا يحمل وزر نفس نفساً أخرى لم تذنب ولم تزر بل كل نفس تؤخذ بذنبها إن كانت مذنبة هذه عدالته تتجلى لعباده يوم يعرضون عليه في يوم كله هول وفزع يدل عليه قوله { وان تدع مثقلة } اي بذنوبها { إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان } من تدعوه { ذا قربى } كالولد والبنت.

وقوله تعالى: { إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب وأقاموا الصلاة } اي انما تنذر يا رسولنا ويقبل إنذارك وينتفع به من يخشون ربهم ويخافون عذابه بالغيب وأقاموا الصلاة، أما غيرهم من أهل الكفر والعناد والجحود فإنهم لا يقبلون إنذارك ولا ينتفعون به لظلمة جهلهم وكفرهم وقساوة قلوبهم، ومع هذا فأ،ذر ولا عليك في ذلك شيء فإن من تزكَّى بالإِيمان والعمل الصالح مع ترك الشرك والمعاصي فإنما يتزكَّى لنفسه لا لك ولا لنا، ومن ابى فعليه إباؤه، وإلينا مصير الكل وسنجزى كلاً بما سكب من خير وشر.

هذا ما دل عليه قوله تعالى: { إنما تنذر الذين يخشون ربهم وأقاموا الصلاة، ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه وإلى الله المصير }

هداية الآيات:

من هداية الآيات:

1- بيان فقر العباد إلى ربهم وحاجتهم إليه وإِزالة فقرهم وسد حاجتهم يكون باللجوء إليه والاطراح بين يديه يعبدونه ويسألونه.

2- بيان عدالة الله تعالى يوم القيامة.

3- بيان صعوبة الموقف في عرصات القيامة لا سيما عند وضع الميزان ووزن الأعمال.

4- بيان أن الإِنذار والتخويف من عذاب الله لا ينتفع به غير المؤمنين الصالحين.

5- تقرير عقيدة البعث والجزاء يوم القيامة.

6- تقرير حقيقة وهي أن من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها.
يتبع إن شاء الله...



تفسير سورة فاطر (35) 2013_110


عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الأربعاء 09 يونيو 2021, 10:33 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52683
العمر : 72

تفسير سورة فاطر (35) Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة فاطر (35)   تفسير سورة فاطر (35) Emptyالخميس 12 يوليو 2012, 6:07 pm

تفسير سورة فاطر (35) 18089110
{ وَمَا يَسْتَوِي ٱلأَعْمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ } * { وَلاَ ٱلظُّلُمَاتُ وَلاَ ٱلنُّورُ } * { وَلاَ ٱلظِّلُّ وَلاَ ٱلْحَرُورُ } * { وَمَا يَسْتَوِي ٱلأَحْيَآءُ وَلاَ ٱلأَمْوَاتُ إِنَّ ٱللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَآءُ وَمَآ أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي ٱلْقُبُورِ } * { إِنْ أَنتَ إِلاَّ نَذِيرٌ } * { إِنَّآ أَرْسَلْنَاكَ بِٱلْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ } * { وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ وَبِٱلزُّبُرِ وَبِٱلْكِتَابِ ٱلْمُنِيرِ } * { ثُمَّ أَخَذْتُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ } * { أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنَ ٱلْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ }


شرح الكلمات:
{ وما يستوى الأعمى والبصير } : أي لا يستويان فكذلك الكافر والمؤمن لا يستويان.

{ ولا الظلمات ولا النور } : أي لا يستويان فكذلك الكفر والإِيمان لا يستويان.

{ ولا الظل ولا الحرور } : أي لا يستويان فكذلك الجنة والنار لا يستويان.

{ وما يستوى الأحياء ولا الأموات }: فكذلك لا يستوى المؤمنون والكافرون.

{ وما أنت بمسمع من في القبور }: أي فكذلك لا تسمع الكافر فإنهم كالأموات.

{ إن أنت إلا نذير } : ما أنت إلا منذر فلا تملك أكثر من الإِنذار.

{ إنا أرسلناك بالحق } : أي بالدين الحق والهدى والكتاب.

{ وإن من أمة إلا خلا فيها نذير } : أي سلف فيها نبيُّ ينذرها.

{ جاءتهم رسلهم بالبينات } : أي بالحجج والأدلة الواضحة.

{ وبالزبر وبالكتاب المنير } : أي وبالصحف كصحف إبراهيم وبالكتاب المنير كالتوراة والإِنجيل.

{ فكيف كان نكير } : أي فكيف كان إنكارى عليهم بالعقوبة والإِهلاك والجواب هو واقع موقعه والحمد لله.

معنى الآيات:
لمّا تقدم في السياق الكريم أن إنذار الرسول صلى الله عليه وسلم لا ينتفع به غلا المؤمن المقيم للصلاة وإن الكافر المكذب الجاحد لا ينتفع به ذكر تعالى هنا مثلا للكافر والمؤمن وانهما لا يستويان فقال { وما يستوى الأعمى والبصير } فالأعمى الكافر والبصير المؤمن وهما لا يستويان في عقل ولا شرع { ولا الظلمات ولا النور } أي ولا تستوى الظلمات ولا النور كما لا يستوى الكفر والإِيمان ولا الظل ولا الحرور، فبرودة الجو، لا تستوى مع حرارته فكذلك الجنّة لا تستوى مع النار، وقوله { وما يستوى الأحياء ولا الأموات } أي ولا المؤمنون مع الكافرين كذلك وقوله تعالى { إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور } هذا شروع في تسلية الرسول صلى الله عليه سولم من أجل ما يجد في نفسه من إعراض قومه وعدم استجابتهم لدعوته، فأخبره ربه بأنه تعالى قادر على أن يسمع من يشاء إسماعه وذلك لقدرته علىخلقه أما أنت أيها الرسول فإنك لا تسمع الأموات وإنما تسمع الأحياء، والكفار شأ،هم شأن الأموات في القبور فلا تقدر على اسماعهم.

ولا يحزنك ذلك فإنك ما أنت إلا نذير، والنذير ينذر ولا يُسأل عمن أجابه ومن لم يجبه.

وقوله تعالى { إنا ارسلناك بالحق بشيراً ونذيراً } بهذا الخبر يقرر تعالى رسالة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وأنه أرسله بالهدى ودين الحق بشيراً لمن آمن به واتبع هداه بالجنة، ونذيراً لمن كفر به وعصاه بالنار.

وقوله { وإن من أُمة إلا خلا فيها نذير }، يخبر تعالى أن رسوله محمداً ليس الرسول الوحيد الذي ارسل في أمة بل إنه ما من أمة من الأمم إلا مضى فيها نذير، فلا يكون غرساله عجباً لكفار قريش إذ هذه سنة الله تعالى في عباده يرسل إليهم من يهديهم غلى نجاتهم وسعادتهم ثم قال لرسوله صلى الله عليه وسلم معزياً له مسلياً { وإن يكذبوك } فلم يكونوا أول من كذب فقد كذب الذين من قبلهم { جاءتهم رسلهم بالبينات والزبر والكتاب المنير } أي جاءتهم رسلهم بالحجج القواطع والبراهين السواطع، والمعجزات الخوارق، وبالصحف والكتب المنيرة لسبيل الهداية وطريق النجاة والفلاح.

ومنهم من آمن ومنهم من كذب وكفر وبعد إمهال وإنظار دَلَّ عليه العطف بثم أخذ الذين كفروا بعذاب ملائم لكفر الكافرين.

{ فكيف كان نكير } اي فكيف كان إنكارى عليهم بالعقوبة الشديدة والإِهلاك التام إنه كان واقعاً موقعه، موافيا لطالبه بكفره وعناده.

هداية الآيات

من هداية الآيات:

1- استحسان ضرب الأمثال للكشف عن الحال وزيادة البيان.

2- الكفار عمى لا بصيرة لهم، وأموات لا حياة فيهم، والدليل عدم انتفاعهم بحياتهم ولا بأسماعهم ولا أبصارهم.

3- تقرير نُبوَّة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وتأكيد رسالته.

4- تسلية الدعاة ليتدرّعوا بالصبر ويلتزموا الثبات.

5- بيان سنة الله في المكذبين الكافرين وهي أخذهم عند حلول أجلهم.
تفسير سورة فاطر (35) 18089110
{ وَمِنَ ٱلنَّاسِ وَٱلدَّوَآبِّ وَٱلأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى ٱللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ ٱلْعُلَمَاءُ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ ٱللَّهِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ } * { لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ }

شرح الكلمات:
{ ثمرات مختلفا ألوانها } : أي كأحمر وأخضر وأصفر وأزرق وغيره.

{ ومن الجبال جدد } : أي طرق في الجبال إذ الجدة الطريق ومنه جادة الطريق.

{ بيض وحمر مختلف ألوانه } : أي طرق وخطط في الجبال ذوات ألوان كالجبال أيضا.

{ وغرابيب سود } : منها الأبيص والأصفر والأسود الغربيب.

{ ومن الناس والدواب والأنعام } : فمنها أبيض وهذا أحمر وهذا أسود.

{ مختلف ألوانه كذلك } : أي كاختلاف الثمار والجبال والطرق فيها.

{ إنما يخشى الله من عباده : أي العالمين بجلاله وكماله، إذ الخشية متوقفة على معرفة العلماء } : المخشيّ.

{ يتلون كتاب الله } : أي يقرأونه تعبداً به.

{ تجارة لن تبور } : أي لن تهلك لون تضيع بدون ثواب عليها.

{ غفور شكور } : أي غفور لذنوب عباده التائبين شكور لأعمالهم الصالحة.

معنى الآيات:
هذا السياق الكريم { الم تر أن الله أنزل من السماء ماء } في بيان تفاوت المخلوقات واختلافاتها فمن مؤمن إلى كافر، ومن صالح إلى فاسد ومن ابيض إلى أحمر أو اسود وابتدأه تعالى بخطاب رسوله مقرراً له بقوله { الم تر } أي الم تبصر بعينك أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ما بين تمر أصفر وآخر أحمر، وآخر اسود وهذا واضح في التمر والعنب والفواكه والخضر، ومن الجبال كذلك.

فإن فيها جدد اي خطط حمراء وصفراء وبيضاء وسوداء والجبال نفسها كذلك، ومن الناس والدواب والأنعام ففي جميعها الأبيض والأسود والأحمر والأصفر كما في جدد الجبال نفسها وكما في الثمار.

ولما كان هذا لا يدركه إلا المفكرون ولا يجنى منه العبرة إلا العالمون قال تعالى { إنما يخشى الله من عباده العلماء } وأهل مكة جهال لا يفكرون ولا يهتدون فلا غرابة إذا لم يشخوا الله تعالى ولم يوحدوه وذلك لجهلهم وعدم تفكيرهم.

وقوله تعالى في ختام السياق: { إن الله عزيز غفور } كشف عن حقيقة ينبغى أن يعرفها أهل مكة المصرون على الكفر والتكذيب وهي أن الله قادر على أخذهم والبطش بهم فإنه عزيز لا يمانع فيما يريده وغفور لذنوب التائبين من عباده ومهما كانت ذنوبهم إلا فليتب أهل مكة فإن توبتهم خير لهم من إصرارهم على الشرك والكفر والتكذيب إذ في التوبة نجاة، وفي الإِصرار هلاك.

وقوله تعالى: { إن الذين يتلون كتاب الله } وهم المؤمنون { وأقاموا الصلاة } أدوها أداء وافيا لا نقص فيه { وانفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية } الزكاة والصدقات بحسب الأحوال والظروف سراً أحياناً ولاعنية أحياناً أخرى.

يُخبر تعالى عنهم بعدما وصفهم بما شرفهم به من صفات أنهم يرجون تجارة لن تبور أي لن تهلك ولن تخسر وذلك يوم القيامة وقوله { ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور } أيْ هداهم لذلك ووفقهم غليه تعالى ليوفيهم أُجورهم ويزيدهم من فضله.

وعلة ذلك أنه غفور لعباده المؤمنين التائبين فيغفر ذنوبهم ويدخلهم جنته شكور لطاعاتهم وصالح أعمالهم فلذا يضاعف لهم أجورهم ويزيدهم من فضله وله الحمد والمنة.

هداية الآيات

من هداية الآيات:

1- بيان مظاهر القدرة والعلم الإِلهي في اختلاف الألوان والطباع والذوات.

2- العلم سبيل الخشية فمن لا علم له بالله فلا خشية له إنما يخشى الله من عباده العلماء.

3- فضل تلاوة القرآن الكريم وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والصدقات.

4- في وصف الله تعالى بالغفور والشكور ترغيب للمذنبين أن يتوبوا، وللعاملين أن يزيدوا.
تفسير سورة فاطر (35) 18089110
{ وَٱلَّذِيۤ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ مِنَ ٱلْكِتَابِ هُوَ ٱلْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ ٱللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ } * { ثُمَّ أَوْرَثْنَا ٱلْكِتَابَ ٱلَّذِينَ ٱصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِٱلْخَيْرَاتِ بِإِذُنِ ٱللَّهِ ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَضْلُ ٱلْكَبِيرُ } * { جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ } * { وَقَالُواْ ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِيۤ أَذْهَبَ عَنَّا ٱلْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ } * { ٱلَّذِيۤ أَحَلَّنَا دَارَ ٱلْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لاَ يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلاَ يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ }

شرح الكلمات:

{ من الكتاب } : أي القرآن الكريم.

{ مصدقا لما بين يديه } : أي من الكتب السابقة كالتوراة والإِنجيل.

{ ثم أورثنا الكتاب } : أي الكتب التي سبقت القرآن إذ محصلها في القرآن الكريم.

{ الذين اصطفينا } : أي اخترنا المؤمنين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

{ فمنهم ظالم لنفسه } : بارتكاب الذنوب.

{ ومنهم مقتصد } : مؤدٍ للفرائض مجتنب للكبائر.

{ ومنهم سابق بالخيرات } : مؤدٍ للفرائض والنوافل مجتنب للكبائر والصغائر.

{ بإذن الله } : أي بتوفيقه وهدايته.

{ ذلك } : أي إيرائهم الكتاب هو الفضل الكبير.

{ ولؤلؤاً } : أي أساور من لؤلؤ مرصع بالذهب.

{ أحلنا دار المقامة } : أي الإِقامة وهي جنات عدن.

{ لا يمسنا فيها نصب } : أي تعب.

{ ولا يمسنا فيها لغوب } : أي إعياء من التعب، وذلك لعدم التكليف فيها.

معنى الآيات:
قوله تعالى { والذي أوحينا إليك من الكتاب } اي القرآن الكريم هو { الحق } اي الواجب عليك وعلى أمتك العمل به لا ما سبقه من الكتب كالتوراة والإِنجيل، { مصدقاً لما بين يديه } اي أمامه من الكتب السابقة، وقوله { إن الله بعباده لخبير بصير } فهو تعالى يعلم أن الكتب السابقة لم تصبح تحمل هداية الله لعباده لما داخلها من التحريف والتغيير فلذا مع علمه بحاجة البشرية إلى وحي سليم يقدم غليها فتكمل وتسعد عليه متى آمنت به وأخذته نوراً تمشى به في حياتها المادية هذه أرسلك وأوحى إليك هذا الكتاب الكريم وأوجب عليك وعلى أمتك العمل به.

وقوله تعالى: { ثم أوحينا الذين اصطفينا من عبادنا } يخبر تعالى أنه أورث أمة الإِسلام الكتاب السابق إذ كل ما في التوراة والإِنجيل من حق وهدى قد حواه القرآن الكريم فأُمه القرآن قد ورَّثها الله تعالى كل الكتاب الأول.

وقوله تعالى: { فمنهم ظالم لنفسه } بالتقصير في العمل وارتكاب بعض الكبائر، { ومنهم مقتصد } وهو المؤدى للفرائض المجتنب للكبائر، { ومنهم سابق للخيرات بإذن الله } وهو المؤدى للفرائض والنوافل المجتنب للكبائر والصغائر.

وقوله: { ذلك } اي الإِيراث للكتاب هو الفضل الإِلهي الكبير وهو { جنات عدن يدخلونها يوم القيامة يحلون فيها من اساور } جمع سوار ما يجعل في اليد { من ذهب ولؤلؤا } أي أساور من لؤلؤ، ولباسهم فيها حرير.

وقوله: { وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن } اي كل الحزن فلا حزن يصيبهم إذ لا موت في الجنة ولا فراق ولا خوف ولا هَمَّ ولا كرب فمِنْ أين يأتي الحزن.

وقولهم { إن ربنا لغفور شكور } قالوا هذا لأنه تعالى غفر للظالم وشكر للمقتصد عمله فأدخل الجميع الجنة فهو الغفور الشكور حقاً حقاً.

وقولهم: { الذي أحلَّنا دار المقامة } اي الإِقامة من فضله هذا ثناء منهم على الله تعالى بإفضاله عليهم، وقولهم { لا يمسنا فيها نصب } اي تعب { ولا يمسنا فيها لغوب } أي إعياء من التعب وصف لدار السلام وهي الجنة الخالية من النصب واللغوب جعلنا الله من أهلها.

هداية الآيات

من هداية الآيات:

1- وجوب العمل بالقرآن الكريم عقائد وعبادات وآداباً وأخلاقاً وقضاء وحكماً.

2- بيان شرف هذه الأمة، وأنها الأمة المرحومة فكل من دخل الإِسلام بصدق وأدى الفرائض واجتنب المحارم فهو ناج فائز ومن قصر وظلم نفسه بارتكاب الكبائر ومات ولم يشرك بالله شيئاً فهو آثيل إلى دخول الجنة راجع إليها بإذن الله.

3- بيان نعيم أهل الجنة وحلية أهلها وهي الأساور من الذهب واللؤلؤ.
تفسير سورة فاطر (35) 18089110
{ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لاَ يُقْضَىٰ عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُواْ وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ } * { وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ ٱلَّذِي كُـنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَآءَكُمُ ٱلنَّذِيرُ فَذُوقُواْ فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ } * { إِنَّ ٱللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } * { هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ فِي ٱلأَرْضِ فَمَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلاَ يَزِيدُ ٱلْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِلاَّ مَقْتاً وَلاَ يَزِيدُ ٱلْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلاَّ خَسَاراً }


شرح الكلمات:

{ لا يقضى عليهم } : أي بالموت فيموتوا ويستريحوا.

{ كذلك نجزى كل كفور } : أي كذلك الجزاء نجزى كل كفور بنا وبآياتنا ولقاءنا.

{ وهم يصطرخون فيها } : أي يصبحون بأعلى اصواتهم يطلبون الخروج منها.

{ يقولون } : أي فرض عويلهم وصراخهم ربنا أخرجنا أي منها نعمل صالحاً.

{ أو لم نعمركم ما يتذكر فيه } : أي وقتا يتذكر فيه من تذكر.

{ وجاءكم النذير } : أي الرسول فلم تجيبوا وأصررتم على الشرك والمعاصى.

{ إنه عليم بذات الصدور } : أي بما في القلوب من إصرار على الكفر ولو عاش الكافر طوال الحياة.

{ خلائف في الأرض } : يخلف بعضكم بعضاً. والخلائف جمع خليفة وهو من يخلف غيره.

{ فعليه كفره } : أي وبال كفره.

{ إلا مقتاً } : أي إلا غضباً شديداً عليه من الله عز وجل.

{ إلا خساراً } : أي في الآخرة إذ يخسرون أنفسهم وأهليهم يوم القيامة.

معنى الآيات:
بعدما ذكر تعالى جزاء أهل الإِيمان والعمل الصالح ذكر جزاء أهل الكفر والمعاصى فقال: { والذين كفروا } اي بالله وآياته ولقائه { لهم نار جهنم } اي جزاء لهم { لا يقضى عليهم } أي بالموت فيموتوا حتى يستريحوا ولا يخفف عنهم من عذابها ولا طرفة عين. وقوله تعالى { كذلك } اي الجزاء { نجزى كل كفور } اي مبالغ في الكفر مكثر منه.

وقوله: { وهم يصطرخون فيها } أي في جهنم اي يصرخون بأعلى أصواتهم في بكاء وعويل يقولون: { بنا أخرجنا } أي من النار ورُدنا إلى الحياة الدنيا { نعمل صالحاً غير الذي كنا نعمل } أي من الشرك والمعاصى.

فيقال لهم: { أو لم نعمركم } اي أتطلبون الخروج من النار لتعملوا صالحاً ولم نعمركم اي نطل أعماركم بحيث يتذكر فيها من يريد أن يتذكر وجاءكم النذير فلم تجيبوه واصررتم على الشرك والمعاصى، إذاً فذوقوا عذاب النار { فما للظالمين } اي الذين ظلموا أنفسهم بالشرك والمعاصى فمن نصير ينصرهم فيخرجهم من النار.

وقوله تعالى: { إن الله عالم الغيب السموات والأرض } اي كل ما غاب في السموات والأرض { إنه عليم بذات الصدور } ومن ذلك أنه عليم بما في قلوبكم وما كنتم مصرين عليه من الشرك والشر والفساد ولو عشتم الدهر كله.

وقوله تعالى: { هو الذي جعلكم خلائف الأرض } اي يخلف بعضكم بعضاً وفي ذلك ما يمكّن من العظة والاعتبار إذ العاقل من اعتبر بغيره فقد هلكت قبلكم أمم بذنوبهم فلم لا تتعظون بهم وقد خلفتموهم وجئتم بعدهم إذاً فلا عذر لكم ابداً.

وبعد هذا البيان فمن كفر فعليه كفره هو الذي يتحمل جزاءه، ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم { الا مقتاً } اي بعداً عن الرحمة وبغضاً شديداً، { ولا يزيد الكافرين } اي المصرين على الكفر كفرهم { إلا خساراً } اي هلاكاً في الآخرة.

هداية الآيات

من هداية الآيات:

1- بيان مُرّ العذاب وأليمه الذي هو جزاء الكافرين.

2- الإِعذار لمن بلّغه الله من العمر أربعين سنة.

3- الكافر يعذب أبداً لعلم الله تعالى به وأ،ه لو عاش آلاف السنين ما أقلع عن كفره ولا حاول أن يتوب منه فلذا يعذب أبداً.

4- في كون البشرية أجيالاً يذهب وآخر يأتي مجال للعظة والعبرة والعاقل من اعتبر بغيره.

5- الاستمرار على الكفر لا يزيد صاحبه إلا بعداً عن الرحمة ومقتاً عند الله تعالى والمقت اشد الغضب.
تفسير سورة فاطر (35) 18089110
{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَآءَكُمُ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ ٱلأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَاباً فَهُمْ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّنْهُ بَلْ إِن يَعِدُ ٱلظَّالِمُونَ بَعْضُهُم بَعْضاً إِلاَّ غُرُوراً } * { إِنَّ ٱللَّهَ يُمْسِكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ أَن تَزُولاَ وَلَئِن زَالَتَآ إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً } * { وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَآءَهُمْ نَذِيرٌ لَّيَكُونُنَّ أَهْدَىٰ مِنْ إِحْدَى ٱلأُمَمِ فَلَمَّا جَآءَهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلاَّ نُفُوراً } * { ٱسْتِكْبَاراً فِي ٱلأَرْضِ وَمَكْرَ ٱلسَّيِّىءِ وَلاَ يَحِيقُ ٱلْمَكْرُ ٱلسَّيِّىءُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ سُنَّتَ آلأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللَّهِ تَحْوِيلاً }


شرح الكلمات:

{ قل ارأيتم } : أي أخبروني.

{ تدعون من دون الله } : أي تعبدون من غير الله وهى الأصنام.

{ أرونى ماذا خلقوا } : أي اخبروني ماذا خلقوا من الأرض أي أيّ جزء منها خلقوه.

{ أم لهم شرك } : أي أم لهم شركة في خلق السموات.

{ إلا غروراً } : أي باطلاً إذْ قالوا إنها آلهتنا تشفع لنا عند الله يوم القيامة وتقربنا إلى الله زلفى.

{ يمسك السموات والأرض أن تزولا }: أي يمنعها من الزوال.

{ إن أمسكهما من أحد من بعده } : أي ولو زالتا ما أمسكهما أحد من بعده لعجزه عن ذلك.

{ إنه كان حليما غفوراً } : أي حليماً لا يعجل بالعقوبة غفوراً لمن ندم واستغفر.

{ لئن جاءهم نذير } : أى رسول.

{ من احدى الأمم } : أي اليهود والنصارى.

{ فلما جاءهم نذير } : أي محمد صلى الله عليه وسلم.

{ ما زادهم إلا نفوراً } : أي مجيئه إلا تباعاداً عن الهدى ونفرة منه.

{ ومكر السيئ } : أي الشرك والمعاصى.

{ ولا يحيق المكر السيئ } : أي ولا يحيط إلا بأهله العاملين له.

{ سنة الأولين } : أي سنة الله فيهم وهي تعذيبهم بكفرهم وإصرارهم عليه.

{ ولن تجد لسنة الله تبديلا } : أي فلا يبدل العذاب بغيره.

{ ولن تجد لسنة الله تحويلا } : أي تحويل العذاب عن مستحقه إلى غير مستحقه.

معنى الآيات:
ما زال السياق الكريم في تقرير التوحيد وإبطال التنديد فقال تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم قل للمشركين من قومك: { أرأيتم شركاءكم الذين تدعون } أي تعبدون من دون الله أخبروني: ماذا خلقوا من الأرض حتى استحقوا العبادة مع الله فعبدتموهم معه؟ أم لهم شرك في السموات بأن خلقوا جزءاً وملكوه بالشركة.

والجواب قطعاً لم يخلقوا شيئاً من الأرض وليس لهم في خلق السموات شركة ايضاً إذاً فكيف عبدتموهم مع الله؟ وقوله تعالى: { أم آتيناهم } اى أم آتينا هؤلاء المشركين كتاباً يبيح لهم الشرك ويأذن لهم فيه فهم لذلك على بينة بصحة الشرك.

والجواب ومن اين لهم هذا الكتاب الذي يبيح الشرك؟ بل إن يعد الظالمون بعضهم بعضاً { إلا غروراً } أي باطلاً إذْ الحقيقة أن المشركين لم يكن لهم كتاب يحتجون به على صحة الشرك، وإنما هو أن الظالمين وهم المشركون ما يعد بعضهم بعضا وهو أن الآلهة ستشفع لنا وتقربنا إلى الله زلفى غلا غروراً وباطلاً فالرؤساء غرَّروا بالمرء وسين وكذبوا عليهم بأن الآلهة تشفع لهم عند الله وتقربهم منه زلفى فلهذا عبدوها من دون الله.

وقوله تعالى: { إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا } يخبر تعالى عن عظيم قدرته ولطفه بعباده، ورحمته بهم وهي أنه تعالى يمسك السموات السبع والأرض أن تزولا أي تتحول عن أماكنهما، إذْ لو زالتا لخرب العالم في لحظات، وقوله: { ولئن زالتا } اي ولو زالتا { إن أمسكهما من أحد من بعده } اي لا يقدر على ذلك إلا هو سبحانه وتعالى، وقوله إنه كان حليماً غفوراً إذ حلمه هو الذي غرَّ الناس فعصوه، ولم يطيعوه، واشركوا به ولم يوحدوه ومغفرته هي التي دعت الناس إلى التوبة غليه، والإِنابة إلى توحيده وعبادته.

وقوله تعالى في الآية الثالثة من هذا السياق (42) { وأقسموا بالله جهد ايمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن اهدى من إحدى الأمم } يخبر تعالى عن المشركين العرب بأنهم في يوم من الأيام كانوا يحلفون بالله جهد ايمانهم أي غاية اجتهادهم فيها لئن جاءهم رسول يرشدهم ويعلمهم لكانوا أهدى اي أعظم هداية من إحدى الطائفتين اليهود والنصارى.

هكذا كانوا يحلفون ولما جاءهم نذير اي الرسول وهو محمد صلى الله عليه وسلم ما زادهم مجيئه { إلا نفوراً } اي بعداً عن الدين ونفرة منه، واستكباراً في الأرض، ومكر السيئ الذي هو عمل الشرك والظلم والمعاصى.

وقوله تعالى { ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله } إخبار منه تعالى بحقية يجهلها الناس وهي أن عاقبة المكر السيئ تعود على الماكرين بأسْوأ العقاب واشد العذاب وقوله تعالى: { فهل ينظرون } اي ينتظرون وهم مصرون على المكر السيئ وهو الشرك ومحاربة الرسول وأذية المؤمنين.

إلا سنة الأولين وهي إهلاك الماكرين الظالمين { ولن تجد لسنة الله } أيها الرسول { تبديلا } بأن يتبدل العذاب بغيره بالرحمة مثلا { ولن تجد لسنة الله تحويلا } بأن يتحول العذاب عن مستحقه غلى غير مستحقه إذاً فليعاجل قومك الوقت بالتوبة وإلا فهُم عرضة لأن تمضى فيهم سنة الله بعذابهم.

هداية الآيات

من هداية الآيات:

1- تقرير التوحيد وإبطال الشرك والتنديد.

2- بيان أن المشركين لا دليل لهم على صحة الشرك لا من عقل ولا من كتاب.

3- بيان قدرة الله ولطفه بعباده ورحمته بهم في إمساك السموات والأرض عن الزوال.

4- بيان كذب المشركين، ورجوعهم عما كانوا يتقاولونه بينهم من أنه لو أُرسل غليهم رسولاً لكانوا أهدى من اليهود أو النصارى.

5- تقرير حقيقة وهي أن المكر السيئ عائد على أهله لا على غيرهم وفي هذا يُرى أن ثلاثة على أهلها رواجع، وهي المكر السيئ، والبغْي، والنَّكث لقوله تعالى
{ إنما بغيكم على أنفسكم }

وقوله { ومن نكث فإنما ينكث على نفسه }
وقوله { ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله }.
تفسير سورة فاطر (35) 18089110
{ أَوَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوۤاْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي ٱلأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً } * { وَلَوْ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِمَا كَسَبُواْ مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَآبَّةٍ وَلَـٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً }

شرح الكلمات:
{ وكانوا أشد منهم قوة } : أي وأهلكهم الله تعالى بتكذيبهم رسلهم.

{ وما كان الله ليعجزه من شيء } : أي ليسبقه ويفوته فلم يتمكن منه.

{ إنه كان عليماً قديرا } : أي عليماً بالأشياء كلها قديراً عليها كلها.

{ بما كسبوا } : أي من الذنوب والمعاصى.

{ ما ترك على ظهرها } : أي ظهر الأرض من دابة أي نسمة تدب على الأرض وهي كل ذي روح.

{ إلى أجل مسمى } : أي يوم القيامة.

{ فإن الله كان بعباده بصيراً } : فيحاسبهم ويجزيهم بحسب كسبهم خيراً كان أو شراً.

معنى الآيات:
لما هدد الله تعالى المشركين بإمضاء سنته فيهم وهي تعذيب وإهلاك المكذبين إذا أصروا على التكذيب ولم يتوبوا.

قال { أو لم يسيروا } أي المشركون المكذبون لرسولنا { في الأرض } شمالاً أو جنوباً { فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم } كقوم صالح وقوم هود، إنها كانت دماراً وخساراً { وكانوا أشد منهم قوة } اي من هؤلاء المشركين اليوم قوة.

وقوله تعالى { وما كان الله ليعجزه من شيء في السموات ولا في الأرض } أي لم يكن يعجز الله شيء فيفوت الله ويهرب منه ولا يقدر عليه بل إنه غالب لكل شيء وقاهر له وقوله: { إنه كان عليماً قديراً } تقرير لقدرته وعجز كل شيء أمامه، فإن العليم القدير لا يعجزه شيء بالاختفاء والتستر، ولا بالمقاومة والهرب.

وقوله تعالى { ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة } وهي الآية الأخيرة من هذا السياق (45) أي ولو كان الله يؤاخذ الناس بذنوبهم فكلُّ من أذنب ذنباً انتقم منه فأهلكه ما ترك على ظهر الأرض من نسمة ذات روح تدب على وجه الأرض، ولكنه يؤخر الظالمين { إلى أجل مسمى } أي معين الوقت محدده إن كان في الدنيا ففي الدنيا، وإن كان يوم القيامة ففي القيامة.

وقوله { فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيراً } يخبر بأنه إذا جاء أجل الظالمين فإنه تعالى بصير بهم لا يخفى عليه منهم أحد فيهلكم ولا يبقى منهم أحداً لكامل علمه وعظيم قدرته، الا فليتق الله الظالمون.

هداية الآيات

من هداية الآيات:

1- مشروعية السير في الأرض للعبرة لا للتنزه واللهو واللعب.

2- بيان أن الله لا يعجزه شيء وذلك لعلمه وقدرته وهي حال توجب الترهيب منه تعالى والإِنابة إليه.

3- حرمة استعجال العذاب فإِن لكل شيء أجلا ووقتاً معيناً لايتم قبله فلا معنى للاستعجال بحال.



تفسير سورة فاطر (35) 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
تفسير سورة فاطر (35)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة فاطر
» سورة فاطر
» سورة فاطر
» سورة فاطر
» (35) سورة فاطر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: مجمـــوعــة تفاســـــير :: أيســـر التفاســــير-
انتقل الى: