قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.
يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب):"لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين)فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُمِصْرَعلى سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض،والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحيفيلسوف العمارة ومهندس الفقراء:هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية،وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول،اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن،ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كوروناغير المتوقعة للبشريةأنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباءفيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض..فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي"رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي(رحمه الله)قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني،وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.
موضوع: الأنوارُ الواضحة في إعراب الفاتحة الثلاثاء 26 يونيو 2012, 5:19 am
الأنوارُ الواضحة في إعراب الفاتحة تأليف محمود بن علام الكردوسي غفر الله له ولوالديه وللمسلمين
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الغر الميامين أما بعد: فهذه رسالة مبسطة في إعراب سورة الفاتحة استللتها من كتابي { التفسير اللغوي الموسوعي لسورة الفاتحة } وقصدت بذلك أن يكون المسلم بعيدا عن اللحن في قراءة هذه السورة التي لا تصح الصلاة إلا بها، أما من ناحية دراية معناها وبلاغتها على وجه التفصيل فإني ذكرته في الكتاب الذي قد أشرت إليه آنفا، وأسأل الله تعالى أن يتقبل مني صالح الأعمال وأن يتجاوز عن سيء الأفعال إنه ولى ذلك والقادر عليه.
إعراب الاستعاذة: ( أعوذ ) فعل مضارع للحال وللاستقبال مرفوع بالتجرد ـ أي: من عوامل النصب أو الجزم ـ وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره ( أنا ).
( بالله ) الباء حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب ، واسم الجلالة ( الله ) اسم مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، والجار والمجرور متعلقان بالفعل ( أعوذ ).
( من الشيطان ) من حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، وإنما حرك للالتقاء الساكنين و بالفتح ؛ لأن الفتح أخف الحركات ، و( الشيطان ) اسم مجرور بمن وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره ، وشبه الجملة من الجار والمجرور متعلقان أيضا بالفعل ( أعوذ ).
( الرجيم ) فيها أربعة أوجه كالآتي: 1) صفة( ) مجرورة وعلامة جرها الكسرة الظاهرة على آخرها ، والموصوف هو ( الشيطان ) .
ويجوز لغة أن يعرب ( الرجيم ) كالآتي: 2) مفعولا به منصوبا بفعل محذوف تقديره ( أذم ) فالنصب على الذم .
3) أو مفعولا به لفعل محذوف تقديره ( أعني أو أخص ) فالنصب على الاختصاص .
4) أو يرفع على القطع وذلك بأن يعرب خبرا لمبتدإ محذوف وجوبا تقديره ( هو ) .
فهذه أربعة أقوال للمعربين وأصحها الأول ؛ لأن الإعراب الظاهر أولى من المقدر ، فالجر على التبعية لا يحتاج إلى تقدير ، وهو الذي عليه العمل عند المقرئين سلفا وخلفا .
وجملة ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) جملة ابتدائية لا محل لها من الإعراب . والله المستعان .
إعراب البسملة ( بسم ) ( الباء ) حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب . و( اسم ) اسم مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره وهو مضاف .
والجار والمجرور ( شبه الجملة ) متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ مقدر والتقدير : ابتدائي ( كائن أو ثابت ) بسم الله .
أو كما قال د: عبد الجواد الطيب في إعرابه :" شبه الجملة المذكور هو نفسه الخبر دون تعلق بمحذوف " ( )
وقدر البصريون المحذوف اسما أي: "ابتدائي بسم الله"، ويكون مع التقديم والتأخير: "بسم الله ابتدائي"، وقدر الكوفيون فعلا، نحو: "أبتدئ بسم الله"، فتكون الجملة فعلية والجار والمجرور متعلقان بالفعل.
وهذان المذهبان لهما وجاهتهما ، قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ : " ومن هاهنا ينكشف لك أن القولين عند النحاة في تقدير المتعلق بالباء في قولك: باسم الله، هل هو اسم أو فعل متقاربان وكل قد ورد به القرآن؛ أما من قدره باسم، تقديره: باسم الله ابتدائي، فلقوله تعالى: { وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم } [هود: 41]، ومن قدره بالفعل [أمرا وخبرا نحو: أبدأ ببسم الله أو ابتدأت ببسم الله]، فلقوله: { اقرأ باسم ربك الذي خلق } [العلق: 1] وكلاهما صحيح، فإن الفعل لا بد له من مصدر، فلك أن تقدر الفعل ومصدره، وذلك بحسب الفعل الذي سميت قبله، إن كان قياما أو قعودا أو أكلا أو شربا أو قراءة أو وضوءا أو صلاة، فالمشروع ذكر [اسم] الله في الشروع في ذلك كله، تبركا وتيمنا واستعانة على الإتمام والتقبل، والله أعلم ." ( )
( الله ) اسم الجلالة مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره .
( الرحمن الرحيم ) فيها عدة أوجه من الإعراب هي: 1) أنهما نعتان لاسم الجلالة مجروران وعلامة جرهما الكسرة الظاهرة ، وهذا هو الراجح .
2) يقول ابن مالك : إن ( الرحمن ) علم لكثرة وقوعه في القرآن متبوعا لا تابعا فيعرب " بدلا " من اسم الجلالة مجرورا وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره و( الرحيم ) نعت له أيضا ، وهذا القول له وجاهته وإعراب هذين الاسمين بالجر هكذا أمثل من غيره .
3) أن كلمة ( الرحمن ) مرفوعة على الـقطع، فتكون خبرا لمبتدإ محذوف وجوبا تقديره ( هو ) ، ومن ثم تكون كلمة ( الرحيم ) نعتا مرفوعا .
4) أن كلمة ( الرحمن ) منصوبة على المدح ، فتكون منصوبة بفعل محذوف تقديره ( أمدح ) أو تكون منصوبة على الاختصاص فيكون الفعل تقديره ( أخص ) ، وعلى هذا الإعراب ، فإن كلمة ( الرحيم ) تعرب نعتا منصوبا .
5) أن كلمة ( الرحمن ) تعرب نعتا مجرورا ، وتعرب كلمة ( الرحيم ) إما على المدح أو الاختصاص فتكون مفعولا به لفعل محذوف تقديره أمدح أو أخص ، وإما على القطع فتكون في محل رفع خبر لمبتدإ محذوف وجوبا تقديره ( هو ) .
كل الوجوه السابقة يجيزها الاستعمال اللغوي ولكن أرجحها الوجه الأول والثاني ؛ لأن هذا نزل القرآن مؤيدا له كما في سورة النمل إذ الله يقول { وإنه بسم الله الرحمنِ الرحيمِ } أجمع القراء على جر الصفتين هنا على التبعية ، وهذا أيضا قد نقله القراء عبر الأعصار متواترا من لدن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى يومنا هذا فهو أولى من غيره ، وأيضا فإن الإعراب الظاهر أولى من التقديري . والله أعلم .
إعراب قوله تعالى { الحمد لله رب العالمين } ( الحمدُ ) أجمع أهل القراءات العشر المتواترة على رفع الحمد على الابتداء، ووردت فيها قراءات أخرى غير متواترة وعلى سبيل المثال: قراءة العتكي ، ورؤبة ، وسفيان بن عيينة.
بنصب «الحمد» على المصدر ( المفعول المطلق ) وذلك بإضمار فعل تقديره ( أحمد ) .
وعلى ذلك يكون إعرابها كالآتي : 1) ( الحمد ُ ) مبتدأ مرفوع بالابتداء ـ وهو عامل معنوي ـ وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وهو الراجح لأسباب نحوية منها: كون الإعراب الظاهر أولى من التقديري مادام الإعراب الظاهر صحيا وفصيحا، والرفع بالابتداء لا يحتاج إلى تقدير، وأيضا الرفع أولى لأسباب بلاغية سيأتي بيانها، في بلاغة هذه الآية .
2) وعلى القراءة الأخرى يكون ( الحمدَ ) مفعولا مطلقا منصوبا بفعل محذوف ، والتقدير ( أحمد الحمدَ ) .
وهو قول مرجوح كما علمت .
( لله ) اللام حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب .
واسم الجلالة اسم مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره ، والجار والمجرور متعلقان بخبر محذوف تقديره ( كائن أو ثابت أو مستقر ) أي : ( الحمد ثابت لله ) ، وقيل : إن شبه الجملة من الجار والمجرور في محل رفع خبر .( )
( رب ) القراءات المتواترة أجمعت على جر هذه الكلمة على التبعية، وقرئ شاذا بالنصب على إضمار فعل، والرفع على القطع، فتكون أوجه الإعراب فيها ستة كالآتي:
أولا : الجر على التبعية فيه وجهان : 1) ( رب ِّ ) نعت لاسم الجلالة مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره .
2) أو بدل مجرور من اسم الجلالة وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، ووجه إعرابها بدلا أن ( رب العالمين ) مختصة بالله سبحانه ، فلا رب للعالمين غيره ، فلما كانت كذلك أعربت بدلا، وهذا الوجه قوي ويماثل إعراب ابن مالك لـ (الرحمن) في البسملة على البدل، لأن هذا الاسم خاص بالله أيضا ويأتي تابعا لا متبوعا كما قد سبق بيانه، وهذان الوجهان هما الأرجح، لإجماع القراء على ذلك، وكونهما لا يحتاجان إلى تقدير.
ثانيا : النصب على إضمار فعل ، فيه وجهان أيضا: 3) يمكن أن يقدر الفعل ( أمدح ) فيكون النصب على المدح ، وتعرب كلمة ( ربَّ ) مفعولا به لفعل محذوف وجوبا تقديره ( أمدح ) .
4) ويمكن أن يقدر الفعل ( أخص أو أعني ) فيكون النصب على الاختصاص ، وتعرب كلمة ( ربَّ ) مفعولا به لفعل محذوف وجوبا تقديره ( أخص أو أعني ) .
قال ابن الجزري ـ رحمه الله ـ :" إن النعوت إذا تتابعت وكثرت جازت المخالفة بينها فينصب بعضها بإضمار فعل ويرفع بعضها بإضمار المبتدأ ولا يجوز أن ترجع إلى الجر بعدما انصرفت عنه إلى الرفع والنصب" .( )
ثالثا : النصب على النداء فيكون إعراب الكلمة : 5) ( ربَّ ) منادي حذفت ياء النداء منه ، وهو منادى مضاف فيكون منصوبا .
رابعا : الرفع على الـقطع ( أي قطع الصفة عن الموصوف بضمير مستتر وجوبا يعرب مبتدأ ) ، وعلى هذا تكون كلمة : 6)( ربُّ ) خبرا لمبتدإ محذوف وجوبا تقديره ( هو ) .
و( رب ) في كلٍّ مضاف .
( العالمين ) مضاف إليه مجرور بالإضافة ـ والإضافة هنا لامية أي على تقدير (لام) وهذا التقدير وهمي لا وجود له ، وفائدته معرفة العلاقة بين المضاف والمضاف إليه ، والمعنى هنا : ربٌ للعالمين ـ وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم أو لأنه ملحق به كما بينا في الجانب الصرفي آنفا .
وجملة ( الحمد لله رب العالمين ) جملة استئنافية على أساس أن البسملة آية من الفاتحة وهو الراجح ، أو هي جملة ابتدائية على أساس أن البسملة ليست منها فيبتدأ بها ، وهناك من لا يفرق بين مصطلح الاستئنافية والابتدائية باعتبار المعنى، ومهما يكن من أمر فالجملة لا محل لها من الإعراب لكونها استئنافية أو ابتدائية.
إعراب قوله تعالى : { الرحمن الرحيم } كلمة ( الرحمن ) فيها أوجه ستة هي : أولا : الجر على التبعية وفيه وجهان : 1) نعت مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره وهو قول الجمهور ، وهو الراجح ، ثم يليه في الصحة الوجه الثاني هذا : 2) بدل مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره ، وهو قول ابن مالك .
ثانيا : النصب على إضمار فعل ، وفي تقديره وجهان : 3) أن يكون تقديره ( أمدح ) فتكون كلمة ( الرحمن ) مفعول به للفعل المحذوف ( أمدح ) فيكون النصب على المدح .
4) أن يكون تقديره ( أخص أو أعني ) فتكون كلمة ( الرحمن ) مفعول به للفعل المحذوف ( أخص أو أعني ) فيكون النصب على التخصيص .
6) مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة ، وخبره ( مالكُ ) على القول برفعه .
وكلمة ( الرحيم ) فيها أوجه هي : 1) نعت مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة ، وهذا هو الراجح .
2) نعت مرفوع لـ ( الرحمن ) على القول برفعه .
3) خبر لمبتدإ محذوف وجوبا تقديره ( هو ) .
4) مفعول به لفعل محذوف تقديره (أمدح أو أخص).
إعراب قوله تعالى : { مالك يوم الدين } ( مالك ) إن إعراب هذه الكلمة تبعا للقراءة التي وردت فيها كالآتي : 1) ( مالك ) بإثبات الألف ، بدل مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره (( .
2) ( ملك ) بحذف الألف ، نعت مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره .
وهاتان القراءتان بإثبات الألف ، وحذفها ، بالجر على التبعية ، كما سبق آنفا وهذا ما ورد في المتواتر ، وهو الراجح .
وهناك قراءات شاذة كقراءة المطوعي عن الأعمش حيث قرأ ( مالك ) بإثبات الألف ونصب الكاف( ) على أنه : 3) نعت مقطوع فهو معمول لفعل محذوف تقديره أمدح فيكون النصب على المدح .
4) أو على الاختصاص وذلك بإضمار فعل محذوف تقديره ( أخص )
5) أو على أنه منادى حذف منه حرف النداء ويكون ذلك تمهيدا لقوله ( إياك نعبد ) .
6) أو على أنه حال منصوب .
ويجوز لغة الرفع على : 7) القطع ، وذلك بإضمار ضمير منفصل تقديره ( هو ) فتكون كلمة ( مالك ) خبر لمبتدإ محذوف وجوبا .
كونه خبرا للمبتدإ ( الرحمن ) على قول من أعربه مبتدأ .
9) أو يعرب نعتا مرفوعا على القول بأن ( الرحمن ) خبر لمبتدإ محذوف تقديره (هو) .
ففي هذه الكلمة تسعة أوجه من الإعراب، وجهان للجر، و أربعة للنصب، وثلاثة للرفع، والراجح الجر على التبعية، وهو المقروء به، وهناك أوجه أخرى شاذة ضعيفة لم نذكرها خشية الإطالة، والله المستعان.
( يوم ) مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره ، وهو ظرف غير مختص متصرف يعامل معاملة أي اسم فيعرب حسب موقعه في الجملة .
وهو ( مضاف )
( الدين ) مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره .
إعراب قوله تعالى :{ إياك نعبد وإياك نستعن } ( إِيَّاكَ ) ضمير منفصل مبني على السكون ، في محل نصب مفعول به مقدم ، وقد تقدم على معموله ، لأن الأصل ( نعبدك ) فلما أراد الله تعالى أن يجعل العبد يخصه بالعبادة قدم الضمير إفادة الحصر وهذا موضوعه في البلاغة ، ولكني أقول لما كان الضمير في أصل الجملة قبل التقديم متصلا ، وعند تقدمه على معموله وجب فصله ، وهو هنا في محل نصب مفعول ، فتعين الإتيان بضمير يلزم المفعولية ، وهو الضمير المنفصل ( إيا ) .
وأود الإشارة إلى اختلاف في بناء هذا الضمير ، فجمهور النحاة ، ومنهم سيبويه يذهب إلى القول بأن الضمير هو ( إيا ) فعلى قولهم يكون الضمير ( إيا ) مبنيا على السكون في محل نصب ، ويلزم البناء على السكون و( الكاف ) ( ) حرف خطاب مبني على الفتح ـ كما في هذه الجملة ـ لا محل له من الإعراب ، بينما يرى الكوفيون أن ( إياك ) كلها ضمير ، وعلى هذا تكون ضميرا منفصلا مبنيا على الفتح كما في هذه الجملة ، أو على الكسر، نحو ( إيَّاكِ )، أو على السكون ، نحو ( إياكمْ) وهذا ضعفه العكبري ، وهو محق .
هذا ما ذكره النحاة ، وإني أرجح قول الجمهور ، لأن ( إيا ) هي الضمير وما بعدها ، ( الكاف ) للخطاب ، ودليل كونها للخطاب ، أنها تشبه ( ذلك ) في إضافة حرف الخطاب لها ، الذي يتشكل حسب المشارإليه ، مثل قول الله تعالى : ( ذلك الكتاب لا ريب فيه ) فالمخاطب هنا هو الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو مفرد ، ومثل قوله تعالى ـ على لسان سيدنا يوسف ـ عليه الصلاة والسلام ـ : ( ذلكما مما علمني ربي ) والمخاطب هنا ، هما الفتيان وهما مثنى ، ومثل قوله تعالى : ( قل أؤنبئكم بخير من ذلكم ) ، والمخاطب هنا المؤمنون، وهم جمع، فقد روعي في كل ما سبق المخاطب.
والذي يدل على أن الكاف حرف خطاب وليست ضميرا في اسم الإشارة السابق ، قوله تعالى لموسى عليه السلام : ( فذانك برهانان من ربك إلى فرعون وملئه إنهم كانوا قوما فاسقين (32) ) سورة القصص ، فلو كانت الكاف ضميرا أضيف إلى اسم الإشارة لسقطت النون ، وهي هنا لم تسقط فدل على أن الكاف بعدها حرف خطاب .
قال الزجاج : وهكذا الكاف في أولئك، وأولئكم، في جميع التنزيل للخطاب، وليس لها محل من الإعراب، لاستحالة معنى الإضافة فيه .
وعلى هذا فإن ( إيا ) هي ضمير منفصل مبني على السكون وما بعدها حرف خطاب مبني ، وهذا ما أرجحه لما قد علمت .
( نعبدُ ) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة عل آخره ، لأنه لم يسبق بناصب ولا جازم ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره نحن ، والجملة الفعلية من الفعل والفاعل ، لا محل لا من الإعراب ، ,ذلك لأنها جملة مستأنفة ، و من قرأ ( مالك ) بالنصب على أنه منادى ، جعل الجملة واقعة بعد النداء وهي لا محل لهامن الإعراب .
وقد وردت قراءة شاذة في هذا الفعل وهي قراءة الحسن البصري ، حيث قرأ ( يُعْبَد ) بالبناء للمفعول ، وهي قراءة مرجوحة .
( وإياك ) الواو حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، و( إياك ) سبق إعرابها ، وهي مثل سابقتها تماما .
( نستعين ) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره ، لأنه لم يسبقه ناصب ولا جازم ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره ( نحن ) ، والجملة الفعلية من الفعل والفاعل ، معطوفة على الجملة السابقة ، فلا محل لها من الإعراب .
وقيل : إن الواو هنا حالية ، وما بعدها يكون في محل نصب حال ، وعلى هذا يكون المعني : ( إياك نعبد مستعينين بك ) ، وإنما سوغ ذلك تقدم المعمول ( إياك ) على العامل ( نعبد ) في الجملة الأولى ، فصح اعتبار الواو حالية غير عاطفة .
ولكن القول الأول هو المشهور لدى أكثر المعربين ، والله أعلم .
إعراب قوله تعالى : { اهدنا الصراط المستقيم } ( اهدنا ) فعل دعاء( ) مبني على حذف حرف العلة وهذا قول البصريين ، أو هو فعل دعاء مجزوم وعلامة جزمه حذف حرفة العلة ، وهذا قول الكوفيين . ولا محل له من الإعراب ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره ( أنت ) يعود على الله تعالى ، و( نا ) المتكلمين ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به .
( الصراط ) فيها وجهان : 1) اسم منصوب على نزع الخافض ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره ، والتقدير : ( اهدنا إلى الصراط المستقيم ) ، فلما حذف حرف الجر نصب الاسم بعده .
وفعل الهداية يتعدى بنفسه تارة ، وبحرف ( إلى ) تارة ، وباللام تارة ، والثلاثة في القرآن ... والفروق لهذه المواضع تدقُّ جداً عن أفهام العلماء " .( )
وجملة ( اهدنا الصراط المستقيم ) استئنافية لا محل لها من الإعراب .
وقرأ الحسن البصري : ( اهدنا صراطا مستقيما )( ) بالتنكير فيهما ، وهي قراءة شاذة ، وإعرابها مثل المتواترة التي سبق الكلام عليها .
إعراب قوله تعالى: { صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين } ( صراط ) بدل كل من كل من الأولى منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وإنما قلنا: بدل من ( الصراط ) الأولى لأن صراط الذين أنعم الله عليهم هو عينه الصراط المستقيم؛ فالكلمتان بمعنى واحد تماما.
وقول الشاعر: إن النجوم نجوم الأفق أصغرها في العين أذهبها في الجو إصعادا
فكلمة: "نجوم" الثانية بدل كل من كل،. من الأولى؛ لأن المراد من نجوم الأفق هو عين المراد من كلمة: "نجوم" الأولى.
ومثل هذا قول الآخر: إن الأسود أسود الغاب همتــها يوم الكريهة في المسلوب لا السلب
( الذين ) اسم موصول مبني على الفتح ، في محل جر مضاف إليه ، وليعلم ، أن في هذا الاسم الموصول خلافا حول علامة بنائه ، فالأكثرون يرون أنه مبني على الفتح ، ويرى البعض ومنهم الدكتور عبد الجواد الطيب ، أنه مبني على الياء( ) ، وإني أرجح كونه مبنيا على الفتح ، لأنه كسائر الأسماء الموصولة ـ عدا المثنى منها ـ فهي مبنية حسب آخرها، ولغة هزيل تعرب هذا الاسم الموصول بالياء نصبا وجرا ، وبالواو رفعا ، فيقولون : ( رحل الذون في الدار ) ، حيث إنهم يعاملونه معاملة جمع المذكر ، فعلى قولهم فـ( الذين ) في الآية التي نحن بصدد إعرابها ، تعرب مضافا إليه مجرور وعلامة جره الياء ، ولا شك أن هذا القول ـ بإعرابه وعدم بنائه ـ قول مرجوح ، والدليل على ذلك ، أن هذا الاسم ، في جميع حالات إعرابه رفعا ونصبا وجرا ، يلزم حالة واحدة ، وهذا ما نزل به القرءان ، ففي حالة الرفع ، كقوله تعالى : ( أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى ) ، الاسم الموصول (الذين) في الآية في محل رفع خبر للمبتدأ ( أولئك ) وهو مبني ، ولم يكن معربا، إذ لو كان معربا لقيل : ( أولئك الذون ) ولم تقرأ الآية هكذا بالإجماع .
( أنعمت ) ( أنعم ) فعل ماض مبني على السكون أو الفتح المقدر ، لاتصاله بضمير رفع متحرك وهو تاء المخاطب ، وتاء المخاطب ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل .
( عليهم ) على حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، وضمير الغائبين ( هم ) ضمير متصل مبني على السكون في محل جر اسم مجرور بحرف الجر ( على ) .
هذا ، وإن كانت (على) للاستعلاء ، فالجار والمجرور متعلقان بالفعل ( أنعمت ) ، وإن كانت ( على ) للتعدية ، فالجار والمجرور في موضع المفعول به .
والجملة الفعلية ( أنعمت عليهم ) صلة الموصول لا محل لها من الإعراب .
( غيرِ ) هي لفظ متوغل في الإبهام ( )، وفيها أربعة أوجه من الإعراب : 1) نعت لـ ( الذين ) مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره .
2) بدل من ( الذين ) مجرور ووعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره .
3) حال من ( الذين ) أو من الضمير في ( عليهم ) والعامل فيه الفعل في ( أنعمت ) ، فالمعنى : أنعمت عليه لا مغضوبا عليهم .
4) مفعول به لفعل محذوف تقديره ( أعني ) ، وهذا محكي عن الخليل .
وقراءة النصبرواها الخليل عن ابن كثير المكي ، وهي قراءة ابن محيصن من المبهج ( )، وهي قراءة شاذة .
قال ابن جرير: (وقد كان بعضُ نحويِّي البصريين يزعم أنّ قراءة مَنْ نصب " غير " في "غير المغضوب عليهم"، على وَجه استثناءِ "غير المغضوب عليهم" من معاني صفة "الذين أنعمت عليهم"، كأنه كان يرى أنّ معنى الذين قرأوا ذلك نصبًا: اهدنا الصراط المستقيم، صراطَ الذين أنعمتَ عليهم، إلا المغضوبَ عَليهم -الذين لم تُنعم عليهم في أديانهم ولم تَهْدهم للحق- فلا تجعلنا منهم. وأما نحِويُّو الكوفيين، فأنكروا هذا التأويل واستخفُّوه ، وزعموا أن ذلك لو كان كما قاله الزاعم من أهل البصرة، لكان خطأ أن يقال: "ولا الضالين".
لأن " لا " نفي وجحد ، ولا يعطف بجحد إلا على جحد.
وقالوا: لم نجد في شيء من كلام العرب استثناءً يُعطف عليه بجحد، وإنما وجدناهم يعطفون على الاستثناء بالاستثناء، وبالجحد على الجحد، فيقولون في الاستثناء: قام القومُ إلا أخاك وإلا أباك.
وفي الجحد: ما قام أخوك ولا أبوك . وأما: قام القومُ إلا أباك ولا أخاك. فلم نجده في كلام العرب. قالوا: فلما كان ذلك معدومًا في كلام العرب، وكان القرآن بأفصح لسان العرب نزولُه، علمنا -إذ كان قولُه"ولا الضالين" معطوفًا على قوله"غير المغضوب عليهم" -أن " غير " بمعنى الجحد لا بمعنى الاستثناء، وأن تأويل من وجَّهها إلى الاستثناء خطأ." ((
( المغضوب ) مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره .
( عليهم ) ( على ) حرف جر للتعدية أو للاستعلاء، مبني على السكون لا محل له من الإعراب، وضمير الغائبين ( هم ) ضمير مبني على السكون في محل جر اسم مجرور بحرف الجر ( على )، والجار والمجرور، في محل رفع نائب فاعل، لأن ( المغضوب ) اسم فاعل ، وهو معرف بالألف واللام ، فهو يعمل فيما بعده عمل الفعل المبني للمفعول، فيرفع نائب فاعل، ولكن الفعل ( غضب ) فعل لازم يتعدى بحرف، فيكون ما بعده من الجار والمجرور في محل رفع نائب فاعل، كما في هذه الجملة.
( ولا ) الواو حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، و(لا) زائدة لتأكيد النفي حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، وهذا قول البصريين ، ويرى الكوفيون أن ( لا ) بمعنى غير .
( الضالين ) معطوف على ( المغضوب عليهم ) مجرور وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم.
( آمين ) دعاء ، وليس من القرآن ، وهو اسم فعل بمعنى اللهم استجب، مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، وبني على الفتح لمناسبة الياء.
تمت الرسالة بحمد الله تعالى.. فالحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات.