أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: القاعدة الحادية والثلاثون: ربوبية الله في القرآن على نوعين, عامة, وخاصة. الثلاثاء 20 مارس 2012, 2:38 pm | |
| القاعدة الحادية والثلاثون
ربوبية الله في القرآن على نوعين:
عامة, وخاصة.
كثر في القرآن ذكر ربوبية الرب لعباده ومتعلقاتها ولوازمها.
وهي على نوعين:
ربوبية عامة:
يدخل فيها جميع المخلوقات:
برها وفاجرها بل مكلفوها وغير المكلفين، حتى الجمادات.
وهي أنه تعالى المنفرد بخلقها ورزقها وتدبيرها، وإعطائها ما تحتاجه أو تضطر إليه في بقائها، وحصول منافعها ومقاصدها فهذه التربية لا يخرج عنها أحد.
والنوع الثاني:
في تربيته لأصفيائه وأوليائه، فيربيهم بالإيمان الكامل، ويوفقهم لتكميله ويُكملهم بالأخلاق الجميلة، ويدفع عنهم الأخلاقَ الرذيلة، وييسرهم لليسرى ويجنبهم العسرى.
وحقيقتها:
التوفيق لكل خير، والحفظ من كل شر، وإنالة المحبوبات العاجلة والآجلة، وصرف المكروهات العاجلة والآجلة.
فحيث أُطلقت ربوبيته تعالى فإن المراد بها المعنى الأول، مثل قوله تعالى:
{ رَبِّ الْعَالَمِينَ } [الفاتحة: 2] { وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ } [الأنعام: 164] ونحو ذلك.
وحيث قُيدت بما يحبه ويرضاه، أو وقع السؤال بها من الأنبياء وأتباعهم، فإن المراد بها النوع الثاني.
وهو متضمن للمعنى الأول وزيادة؛ ولهذا تجد أسئلة الأنبياء وأتباعهم في القرآن بلفظ الربوبية غالباً فإن مطالبهم كلها داخلة تحت ربوبيته الخاصة.
فملاحظة هذا المعنى نافعة أعظم النفع للعبد.
ونظير هذا المعنى الجليل: أن الله أخبر في عدة آيات أن الخلق كلهم عباده وعبيده: { إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً } [مريم:93] فكلهم مماليكه، وليس لهم من الملك والأمر شيء.
ويخبر في بعض الآيات أن عباده بعض خلقه كقوله:
{ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً } [الفرقان: 63] ثم ذكر صفاتهم الجليلة.
وكقوله: { أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ } [الزمر: 36] وفي قراءة { عبدِهِ }.
وقوله: { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ } [الإسراء: 1].
وقوله: { وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا } [البقرة: 23].
فالمراد بهذا النوع من قاموا بعبودية الله، وأخلصوا له الدين على اختلاف طبقاتهم.
فالعبودية الأولى:
يدخل فيها البر والفاجر.
والعبودية الثانية: صفة الأبرار.
ولكنَّ الفرق بين الربوبية والعبودية:
أن الربوبية وصف الرب وفعله، والعبودية وصف العبيد وفعلهم.
|
|