أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: مقدمة الطبعة الرابعة الأربعاء 08 فبراير 2012, 9:19 pm | |
| مقدمة الطبعة الرابعة: الحمد لله ، وسلام على عباده الذين اصطفى . أما بعد ، فقد ظهرت الطبعة الأولى لكتاب ((ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين)) سنة 1950م فكان الإقبال عليه عظيماً تخطى قياس المؤلف ورجاءه، فقد كان كتاباً لا يسترعي اهتمام القراء إلا موضوعه -الذي يكاد يكون طريفاً- وما يحتوي عليه من مادة ومعنى، ولم يكن من ورائه شخصية المؤلف وشهرته، فلم يكن قد ظهر لمؤلفه كتاب آخر قبل هذا الكتاب في العالم العربي، ولم يعرفه الناس في هذه الأقطار. فكانت العناية بهذا الكتاب عناية خالصة مجردة للكتاب وللموضوع، ليس فيها نصيب لشخصية المؤلف وشهرته. ولا يُعلَّل هذا الإقبال النادر الذي حظي به الكتاب إلا بفضل الله تعالى ولطفه، وبعد ذلك بأنّ هذا الكتاب قد جاء في أوانه، وصادف رغبة غامضة واتجاهاً مبهماً في النفوس، وبأنه يتجاوب مع شعور كثير من المفكرين والمثقفين في العالم لعربي، ويلتقي مع أفكارهم وآرائهم ودراستهم. وعلى كُلٍّ فقد كان الكتاب واسع الانتشار في العواصم العربية والأوساط العلمية، وتناولته طبقات الأمة وبعض قادة الفكر بالدراسة والبحث، وأشار المربون والمعلمون على الشباب بمطالعة هذا الكتاب، والحمد لله الذي بعزّته وجلاله تتم الصالحات. وقد قامت لجنة التأليف والترجمة والنشر في القاهرة بالطبعة، وكان لها- ولاشك- فضل في ظهور هذا الكتاب في مظهر جميل لائق، وفي نفوذه في الأوساط العلمية والأدبية، وحرصت جماعة الأزهر للنشر والتأليف -وفيها أصدقاء المؤلف- على إعادة طبع الكتاب، فصرّحت لها بذلك، ووافق عليه المرحوم الأستاذ الكبير الدكتور أحمد أمين (بك) رئيس اللجنة فظهرت الطبعة الثانية سنة 1951م، وفيها مقدمات للدكتور محمد يوسف موسى، والكاتب الإسلامي الأستاذ سيد قطب، وصديق المؤلف الشيخ أحمد الشرباصي، زادت في قيمة الكتاب. ظهرت الطبعة الثانية، وأنا في جولتي في الشرق الأوسط، فلم أتمكن من أن أضيف إليها زيادات كنت أفكر فيها وأشعر بالحاجة إليها، وهيأ الله أسباب الطبعة الثالثة، ووقعت إليّ مصادر جديدة، وجدّ عندي بعض الآراء ونواح جديدة فألحقتها بالكتاب، وتأخرت هذه الطبعة لبعض الأسباب إلى سنة 1959م، ونفدت في مدة قريبة ، وها هي الطبعة الرابعة مزيدة منقحة. وأسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفع بهذه الطبعة -وما يليها من طبعات إن شاء الله- كما نفع بالطبعات الأولى (1)، وأن يجعل هذا الكتاب وسيلة للوعي الجديد، والإيمان الجديد الذي تشتد حاجة العالم الإسلامي إليه ، إنه على كل شيء قدير. أبو الحسن علي الحسني الندوي لكهنؤ (الهند) |
|