الناظم:

وَإِنَّ جِهَادَ الكُفْرِ فَرْضُ كِفَايَةٍ
        وَيَفْضُلُ بَعْدَ الفَرْضِ كُلَّ تَعَبُّدِ

لأَنَّ بِهِ تَحْصِيْنَ مِلَّةِ أَحْمَدٍ
        وَفَضْلَ عُمُومِ النَّفْعِ فَوْقَ المُقَيَّدِ

فَللهِ مَنْ قَدْ بَاعَ للهِ نَفْسَهُ
        وجُوْدُ الفَتَى فِي النَّفْسِ أَقْصَى التَّجَوُّدِ

وَمَنْ يَعْزُ إِنْ يَسْلَمْ فأَجْرٌ ومَغْنَمٌ
        وإِنْ يرْدَ يَظْفَرْ بالنَّعِيْمِ المُخَلَّدِ

وَمَا مُحْسِنٌ يَبْغِيْ إِذَا مَاتَ رَجْعَةً
        سِوَى الشُّهَدَا كَيْ يَجْهَدُوْا فِي التَّزَوُدِ

لِفَضْلِ الّذِي أُعْطُوا وَنَالُوا مِنَ الرِّضَا
        يَفُوقُ الأَمَانِيْ فِي النَّعِيْمِ المُسَرْمَدِي

كَفَى أَنَّهُمْ أَحْيَا لَدَى اللهِ رُوْحُهُمْ
        تَرُوْحُ بِجَنَّاتِ النَّعِيْمِ وَتَعْتَدِي

وغُدْوَةُ غَازٍ أَوْ رَواحُ مُجَاهِدٍ
        فَخَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا بِقَوْلِ مُحَمَّدِ

يُكَفَّرُ عَنْ مُسْتَشْهَدِ البَرِّ مَا عَدَا
        حُقُوقَ الوَرَى والكُلُّ فِي البَحْرِ فَاجْهَدِ

وَقَدْ سُئِلَ المْخُتَارُ عَنْ حَرِّ قَتْلِهِمْ
        فَقَالَ يَرَاهُ مِثْلَ قَرْصَةِ مُفْرَدِ

كُلُوْمُ غُزَاةِ اللهِ ألوَانُ نزْفِهَا
        دَمٌ وكَمِسْكِ عَرْفُهَا فَاحَ في غَدِ

ولَمْ يَجْتَمِعْ فِي مَنْخِرِ المَرْءِ يَا فَتَى
        غُبَارُ جِهَادٍ مَعْ دُخَانٍ لَظَى اشْهَدِ

كَمَنْ صَامَ لَمْ يُفْطِرْ وقَامَ فَلَمْ يَنَمْ
        جِهَادُ الفَتَى في الفَضْلِ عِنْدَ التَّعَدُّدِ

لَشَتَانَ مَا بَيْنَ الضَّجِيْعِ بِفُرْشِهِ
        وسَاهِرِ طَرْفٍ لَيْلَةً تَحْتَ أَجْرَدِ

يُدَافِعُ عَنْ أَهْلِ الهُدَى وحَرِيْمِهِمْ
        وأَمْوَالِهِم بالنفس والمَالِ واليَدِ

وَمَن قَاتَلَ الأَعْدَا  لإِعْلاَءِ دِيْنِنَا
        فَذَا فِيْ سَبِيْلِ اللهِ لاَ غَيْرُ قَيِّدِ

وَيَحْسنُ تَشْيِيْعُ الغُزَاةِ لِرَاجِلٍ
        وَحَلَّ بلاَ كُرْهٍ تَلَقِِّيهُمُ اشْهَدِ

وأَهْلُ الكِتَابِ والمجُوسُ إِنْ تَشَا اغُزُهُمْ
        بِغَيْرِ دُعَاءٍ إذْ بإِبْلاغِهِمْ بُدِي

ويُغْزَوْنَ حَتَّى يُسْلِمُوْا أَوْ يُسَلِّمُوْا
        صَغَارًا إِلَيْنَا جِزْيَةَ الذل عَنْ يَدِ

وَغَيْرُ أُلَى فَلْيُدْعَ قَبْلَ قِتَالِهِ
        إِلى أَشْرَفِ الأدّيَانِ دِيْنِ مُحَمَّدِ

وَعَرِّفْهُ بالبُرْهَانِ حَتْمَ اِّبَاعِهِ
        ولا تَقْبَلَنْ مِنْه سِوَاهُ بأَوْطَدِ

وإنَّ رِبَاطَ المَرْءِ أَجْرٌ مُعَظَّمٌ
        مُلازِمُ ثَغْرٍ لِلِّقَا بالتَّعَدُّدِ

ويَجْرِيْ عَلى مَيْتٍ بِهِ أَجْرُ فِعْلِهِ
        كَحَي وَيُؤْمَنْ بافْتِتَانِ بمُلْحَدِ

ولا حَدَّ في أَدْنَاهُ بَلْ أرْبَعُوْنَ في التَّـ
        ـمَامِ ويُعْطَى أَجْرَ كُلِّ مُزَيَّدِ

وأَفْضَلُهُ مَا كَانَ أخْوَفَ مَرْكَزًا
        وأَقْرَبَ مِن أرضِ العَدُوِّ المُنَكِدِ

وذَلِكَ أَثْنَى مِن مُقَامٍ بمَكَةٍ
        وفي مَكَةٍ فَضْلُ الصَّلاةِ فَزَيِّدِ

ومَنْ لَمْ يُطِقْ في أرْضِ كُلِّ ضَلاَلةٍ
        قِيَامًا وَإِظهَارًا لِدِيْنِ مُحَمَّدِ

فَحَتْمٌ عَلَيْهِ هِجْرَةٌ مَعَ أَمْنِهِ الْـ
        هَلاَكَ ولَوْ فَرْدًا وَذَاتَ تَعَدُّدِ

بِلاَ مَحْرَمٍ مَشْيًا وَلَوْ بَعُدُ المَدَى
        لِفِعْلِ الصَّحَابِيَاتِ مَعْ كُلِّ مُهْتَدِ

انْتَهَى
**********************************************************
آخر:


نَرْضَى بما قَدَّرَ الرحمنُ مَوْلاَنَا
        وما يَكُونُ ومَا مِنْ أمْرِهِ كَانَا

وَالحْمَدُ للهِ حَمْدَ الحِامِدِينَ لَهُ
        حَمْدًا كَثِيْرًا كَمَا يُرِضْيهِ رِضْوانَا

أَلاَ فإنَّا  لَهُ مَاضٍ تَصَرُفُهُ
        فَيْنَا لَعْمرِي أَلاَ إلَيْهِ رُجْعَانَا

قَضَى وَقَدَّرَ أنَّ المَوْتَ دَائِرَةٌ
        كُؤوسُهُ في الوَرَى لَمْ تُبْقِ إنْسَانَا

فَأْيْنَ عَادٌ وكِسْرَى وابنُ ذِي يَزَنٍ
        ومَن يُوَازِرْهُمْ ومَن لَهُمْ عَانَا

لَمْ يَمْنَعِ الموتَ عَنهم حَاجِبُونَ وَلَمْ
        يُبْقِ البِلةَ لَهُمُ صَرْحًا وإيْوَانَا

بَلْ أيْنَ صَفْوَةٌ خَلْقِ الله قاطِبَةً
        وأرْجَحَ الناسِ عِند اللهِ مِيْزانَا

تَجَرَّعَ الكُلُّ كَأْسَ المْوَتِ وانْتَقلُوا
        عن هَذِهَ الدَّارِ شِيبَانًا وشُبَّانَا

فَتِلْكَ مَوْعِظَةٌ لإنْفُسٌ فُجِعَتْ
        أضْحَتْ وقَدْ لَقِيْتَ هَمَّأ وَأحْزَانَا

انْتَهَى