أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: لِكُلّ شَيءٍ إذا مَا تَمَّ نُقْصَانُ السبت 19 أكتوبر 2024, 1:57 pm | |
| لِكُلّ شَيءٍ إذا مَا تَمَّ نُقْصَانُ فلا يُغَرَّ بطِيْبِ العيش إنسانُ
هي الأمورُ كَما شَاهَدْتُها دُوَلُ مَن سَرَّهُ زمنُ ساءتْه أزْمَان
وعَالَم الكَوْنِ لا تَبقَى محاسِنُه ولا يَدُوْمُ على حالٍ لَهَا شَانُ
يُمزّقُ الدهرُ حَتْمًا كُلُّ سَابِغَةٍ إِذا نَبَتْ مشرفيات وخِرْصَان
ويُنْتَضَى كُلُّ سَيْفٍ لِلفَنَاءِ ولو كان ابنَ ذِي يَزَنٍ والغِمْدُ غِمدانُ
أين الملوكُ ذَوو التّيْجانِ مِنَ يَمنِ وأين منهم أكاليل وتِيْجانُ
وأينَ ما شَادَهُ شَدَّادُ مَن إِرَمٍ وأين ما سَاسَه في الفُرس ساسان
وأينَ ما حَازَهُ قَارونُ مِن ذَهبٍ وأينَ عاد وشدادٌ وقَحْطانُ
أتىَ على الكُلّ أَمْرٌ لا مَردَّ لَهُ حتى قَضَوا فَكَانَّ الكلَّ ما كانوا
وصَارَ مَا كَانَ مِن مُلْكٍ ومِن مَلِكٍ كَما حَكَى عن خَيَالِ الطَيْف وَسْنَانُ
دَارَ الزمانُ على دارَا وقَاتِلِهِ وأمَّ كِسْرى فما آواهُ إِيْوَانُ
كأنما الصَّعْب لم يَسْهُلْ لَه سَبَبُ يومًا ولم يِمْلِكِ الدُنْيَا سُلَيْمانُ
فَجَائعُ الدهرِ أنواعٌ مُنِوَّعَةٌ وللزمانِ مَسَرِّاتٌ وأحزَانُ
ولِلْمَصَائِبِ سُلْوانُ يُهَّوِنُها وَما لِمَا حَلَّ بالإسلامِ سُلْوَانُ
دَهىَ الجزيرةَ أمر لا عَزَاءَ لهُ هَوىَ لَهُ أحْدٌ وانْهَدَّ ثَهْلاَنُ
أصَابَها العينُ في الإسلامِ فارْتَزأتْ حتى خَلَتْ منه أقطار وبلدانُ
فاسأل بلنسيةً ما شأنُ مُرْسيةٍ وأينَ قُرطبةٌ أَمْ أَيْنَ جَيَّانُ
وأَيْنَ حِمْصٌ وما تَحوِيهِ مِن نُزَهٍ ونَهْرُها العِذْبُ فَيَّاضٌ وَمْلآنُ
كَذا طُلَيْطلةٌ دَارُ العُلُومِ فَكَمْ مِن عَالمٍ قَدْ سَمَا فِيهَا لَه شَانُ
وَأيْنَ غرْنَاطةٌ دِارُ الجهادِ وكَمْ أسْدٍ بها وهُمُ في الحَرْبِ عُقْبِانُ
وأيْنَ حَمْراؤُها العَلْيَا وزُخْرُفُها كَأنها مِن جِنانِ الخُلْدِ عَدْنانُ
قَوَاعِدٌ كُنَّ أَرَكانَ البلادِ فَما عَسَى البقاءُ إذا لم تَبْقَ أركانُ
وَالماءُ يَجْرِي بسَاحَاتِ القُصُور بها قَدْ حَفَّ جَدوَلَهَا زَهْرٌ وَرَيْحَانُ
وَنهْرُها العَذْبُ يَحْكِي في تَسَلْسُلِهِ سُيُوفَ هِنْدٍ لَها في الجوِّ لَمْعانُ
وأينْ جَامِعُها المشْهُوْرُ كَمْ تُلُيَتْ فِي كُلِّ وَقُتٍ بِه آي وَفُرْقَانُ
وعَالِمٌ كان فَيه لِلْجَهُولِ هُدَى مُدَرِّسٌ ولَه في العِلْمِ تِبْيَانُ
وعابِدٌ خاضعٌ لله مُبْتَهِلٌ والدَمْعُ منه عَلَى الخَدَّين طُوفَانُ
وأيْنَ مَالِقَةٌ مَرْسَى المراكب كَمْ أرْسَتْ بِسَاحَتِهَا فُلْك وغُرْبانُ
وكَم بداخِلِهَا مِن شَاعِرِ فَطِنٍ وذِي فُنُونٍ لَهُ حذْقٌ وتِبْيَانُ
وكَمْ بِخَارِجها مِن مَنْزَهٍ فَرِجٍ وَجَنَّةٍ حَوْلَهَا نَهْرٌ وبُسْتانُ
وأينَ جَارَتُها الزَّهْرَا وقُبَتَّهُا وأينَ يا قَومُ أَبْطَالُ وفُرْسَانُ
وأيْنَ بَسْطةُ دَار الزَّعْفَرِانِ فَهَلْ رَآى شَبِيْهَاً لَها في الحُسْنِ إِنسَانُ
وكَمْ شُجَاع زَعِيْمٍ في الوَغَى بَطلٍ تَبْكِيْه مِن أَرْضِهِ أهلَّ وَوِلْدَانُ
وَوَادِيَاً مَن غَدَتْ بالكُفْرِ عَامِرةً وَرَدَّ تَوْحِيْدَهَا شِرْكٌ وطُغْيَانُ
كذا المَريَّةُ دَارُ الصَّالحِينَ فَكَمْ قُطْبٌ بِهَا عَلَمٌ بَحْرٌ له شَانُ
تَبْكِيْ الحَنيفيةُ الَبْيضَاءُ مِن أَسَفٍ كما بَكَى لِفِرَاقِ الإِلفِ هَيْمَانُ
حتَّى المحَارِيْب تِبْكِي وهي جَامِدَة حتَّى المَنَابرَ تَبْكِيْ وهي عِيْدَانُ
على دِيارٍ مِن الإسلامِ خَالِيةٍ قَدْ أقْفَرَتْ ولهَا بالكُفْرِ عُمْرَانُ
حَيْثُ المساجِدَ قَدْ أَمْسَتْ كَنَائِسَ ما فيْهِنَّ إِلا نَوِاقِيْس وصُلْبَانُ
يا غافلاً ولَهُ في الدهرِ مَوْعِظَةٌ إن كُنْتَ في سِنَةٍ فالدهرُ يَقْظَانُ
وماشيًا مَرحَاً يُلْهِيْهُ مَوْطَنُهُ أبَعْدَ حِمْصٍ تَغُرُ المرء أوْطَانُ
تِلْكَ المصُيْبَةُ أنْسَتْ مَا تَقَدَّمَهَا ومَالَهَا مَعْ طَوِيْل الدهرِ نِسْيَانُ
يا رِاَكَبِيْنَ عِتَاقَ الخَيْلَ ضَامِرةً كَأَنَّهَا في مَجَالِ السَّبْقِ عقْبَانُ
وحِامِلَيْنَ سُيُوفَ الهِنْدِ مُرْهَفَةً كَأَنَّها في ظَلامِ الليلِ نِيْرَانُ
ورَاتِعِينَ وَرَاءَ النَّهْرِ في دَعَةٍ لَهُمْ بِأوطَانِهِم عِزٌ وسُلْطَان
أَعِنْدَكُمْ نَبَأ مِن أمرِ أندَلُسِ فَقَدْ سَرَى بِحَدِيْثِ القَوْمِ رُكْبَانُ
كَم يَسْتَغِيْثُ صَنَادِيدُ الرِجَالِ وهُمْ أسْرَى وقَتْلَى فلا يَهْتَزُ إِنسانُ
ماذا التقاطعُ في الإسلامِ بَيْنَكُمُ وأنتُمُ يا عِبَادَ الله إخوانُ
ألا نُفُوسٌ أبِيَّاتٌ لها هِمَمٌ أمَا عَلَى الخَيْرِ أنْصَارٌ وأعْوَانُ
يَا مَن لِنُصْرَةِ قَوْمٍ قُسِمّوُا فِرَقَاً سَطَا عَلَيْهْم بها كُفْرٌ وطُغْيَانُ
بِالأمْس كانُوا مُلْوكَاً في مَنَازِلهِمْ واليومَ هُمْ في قُيُودِ الكُفِر عُبْدَانُ
فَلَو تَرَاهُم حَيَارى لا دلِيْلَ لَهُمْ عَلَيْهِمُ مِن ثِيَابِ الذُلٍ ألْوَانُ
ولو رَأَيْتَ بُكَاهُم عِنْدَ بَيْعِهِمُ لهَالَكَ الأَمْرُ واسْتَهْوتْكَ أحْزَانُ
يارُبَّ طِفْلٍ وأُمٍ حِيلَ بَينَهُمَا كَمَا تُفَرّقُ أرْوَاحٌ وَأَبْدَانُ
وَطِفْلَةٍ مِثْلَ حُسْنُ الشَمِس إذ طَلَعَتْ كَأنَمَا هِيَ يِاقُوْتٌ ومَرْجَانُ
يَقُودُهَا العِلْجُ لِلْمَكْرُوهِ مُكْرَهَةً والعَيْنُ بَاكَيِةٌ والقَلْبُ حَيْرَانُ
لِمثْلِ هَذَا يَذُوْبُ القَلْبُ مِن كَمدٍ إنْ كَانَ في الْقَلْب إسْلاَم وإيمانُ
هَلْ لِلجَهادِ بها مِن طَالب فَلَقَدْ تَزَخْرَفَتْ جَنَّةُ الْمأْوَى لَها شَانُ
وأشْرَف الحُوْرُ والوِلدَانُ مِن غُرَفٍ فَازَتْ ورَبِّ بهذا الخَيْرِ شُجْعَانُ
ثم الصلاةُ على المختارِ مِن مُضَرٍ مَاهَبَّ رِيحُ الصَّبَا واهْتَزَّ أغْصَانُ
انْتَهَى
|
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: لِكُلّ شَيءٍ إذا مَا تَمَّ نُقْصَانُ السبت 19 أكتوبر 2024, 1:58 pm | |
| آخر:
ألاَ إِنّما الدٌّنيا مَطِيَّةُ راكِبِ تَسِيرُ بِهِ في مَهْمَهٍ وسَباسِبِ
فإمَّا إلى خَيْر يًسُرُّ نَوالُهُ وإمّا إلى شَرٍّ وسُوءِ مَعاطِبِ
فَلوْلاَ ثَلاَثٌ هُنَّ أَفْضَلُ مَقْصِدٍ لمَا كُنْتُ في طُول الحياةِ براغَبِ
مُلازَمَةُ خَيْرِ اعتقِادٍ مُنزَّهًا عَن النَّقْصِ والتَّشِبيهِ رَبَّ المَواهِبِ
ونَشْرُ عُلُومٍ للشَّرِيعةِ ناظِمًا عُقُودَ مَعانِيهَا لِتَفْهيمِ طَالِبِ
وصَوْنيَ نَفْسِي عَن مُزاحَمَةٍ عَلَى دَنِىِّ حُطامٍ أَوْ عَلِيِّ مَنَاصِبِ
ففِي ذَاكَ عِزٌّ بالقُنُوعِ وَرَاحَةٌ مُعَجَّلةٌ مِن خَوْفِ ضِدٍّ مُغالِبِ
وحَسبُكَ في ذا قَوْلُ عالِمِ عَصْرِهِ مَقالُ مُحِقٍّ صادِقٍ غَيْرِ كاذِبَ
كَمالُ الفَتَى بالعِلْمِ لا بالمناصِبِ ورُتْبةُ أهْلِ العِلْمِ أسْنَى المَرَاتِبِ
انْتَهَى
|
|