منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 الزمرة الثانية عشرة قصص أصحاب الفراسة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الزمرة الثانية عشرة قصص أصحاب الفراسة Empty
مُساهمةموضوع: الزمرة الثانية عشرة قصص أصحاب الفراسة   الزمرة الثانية عشرة قصص أصحاب الفراسة Emptyالجمعة 18 أكتوبر 2024, 10:19 pm

الزمرة الثانية عشرة
قصص أصحاب الفراسة

تقديم:
الفراسة: «المهارة في تعرُّف بواطن الأمور من ظواهرها، والفراسة: الرأي المبني على التفرس، يقال: فراستي في فلان: الصلاح»؛ [المعجم الوسيط: 2/681].
ومَنْ تأمَّل فيما أوردته من قصص في الفراسة يجد أصحابها أقوامًا يُحسنون التدقيق والنظر، حتى يعرفوا حقائق الأمور ببصيرة نافذة ورأي صحيح.
***

الزمرة الثانية عشرة قصص أصحاب الفراسة 2198
القصة السابعة والتسعون
فراسة الإمام الشافعي رحمه الله
ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى «أن الشافعي رحمه الله تعالى من أفرس الناس، وكان قد قرأ كتب الفراسة، وكانت له فيها اليد الطولى»؛ [مفتاح دار السعادة: 3/250].
وقد أكذب ابن القيم من ادَّعى أن الشافعي كان عالماً بالنجوم التي تنسب إلى المنجمين الكذابين المفترين، وقد ذكر ابن القيم بعض ما نسب من ذلك إلى الشافعي، ثم قال: «هذا كذب مختلق، وإفك مفترى على الشافعي»؛ [مفتاح دار السعادة: 3/247].
وقد أورد ابن القيم رحمه الله تعالى قصة حيَّرت الشافعي في فراسته في أول أمرها، ولكن خاتمة القصة جلبت له الطمأنينة والراحة، قال ابن القيم في كتابه: [مفتاح دار السعادة: 3/251].
«ذكر عبد الرحمن بن أبي حاتم والحاكم وغيرهما عن الحميدي، قال: قال الشافعي: خرجت إلى اليمن في طلب كتب الفراسة، حتى كتبتها وجمعتها، ثم لَمَّا كان انصرافي مررت في طريقي برجل، وهو محتبٍ بفناء داره، أزرق العين، ناتئ الجبهة سناط، فقلت له: هل من منزل؟
قال: نعم، قال الشافعي: وهذا النعت أخبث ما يكون في الفراسة، فأنزلني، فرأيت أكرم رجل؛ بعث إليّ بعشاء، وطيب، وعلف لدوابي، وفراش، ولحاف، وجعلت أتقلب الليل أجمع، ما أصنع بهذه الكتب؟
فلما أصبحت، قلت للغلام: أسرج، فأسرج، فركبت، مررت عليه، وقلت له: إذا قدمت مكة، ومررت بذي طُوى، فاسأل عن منزل محمد بن إدريس الشافعي.
فقال لي الرجل: أمولى لأبيك أنا؟
قلت: لا.
قال: فهل كانت لك عندي نعمة؟
قلت: لا.
قال: فأين ما تكلّفت لك البارحة؟
قلت: وما هو؟
قال: اشتريت لك طعامًا بدرهمين، وأدمًا بكذا، وعطرًا بثلاثة دراهم، وعلفًا لدوابك بدرهمين، وكرى الفراش واللحاف درهمان.
قال: قلت يا غلام! فهل بقي شيء؟
قال: كرى المنزل، فإني وسّعت عليك، وضيقت على نفسي!
فغبطت نفسي بتلك الكتب، فقلت له بعد ذلك: هل بقي شيء؟
قال: امضِ أخزاك الله، فما رأيت شرًّا منك».
وأورد ابن القيم رحمه الله في كتابه السابق [3/252] بعضًا مما كان عليه الشافعي من الفراسة، فقال: «قال الربيع: اشتريت للشافعي طيبًا بدينار، فقال لي: ممَّن اشتريته؟ فقلت: من ذلك الأشقر الأزرق، فقال: أشقر أزرق! اذهب فردّه.
وقال الربيع: مَرَّ أخي في صحن الجامع، فدعاني الشافعي، فقال لي: يا ربيع، انظر إلى الذي يمشي، هذا أخوك؟ قلت: نعم، أصلحك الله، قال: اذهب، ولم يكن رآه قبل ذلك.
قال قتيبة بن سعيد: رأيت محمد بن الحسن والشافعي قاعدين بفناء الكعبة، فمرّ رجل، فقال أحدهما لصاحبه: تعال نُزْكِنُ (أي نتفرس) على هذا المار، أي: حِرفة معه؟ فقال أحدهما: هذا خياط، وقال الآخر: هذا نجار، فبعثا إليه فسألاه، فقال: كنت خياطًا واليوم أنجر، أو: كنت نجارًا واليوم أخيط.
وقال الربيع: سمعت الشافعي وقدم عليه رجل من أهل صنعاء، فلمَّا رآه قال له: من أهل صنعاء؟ قال: نعم، قال: فحدادٌ أنت؟ قال: نعم.
وقال: كنت عند الشافعي، إذ أتاه رجل، فقال له الشافعي: أنسّاج أنت؟ قال: عندي أُجراء.
وقال: كنا عند الشافعي إذ مر به رجل، فقال الشافعي: لا يخلو هذا أن يكون حائكًا أو نجّارًا!
قال: فدعوناه، فقال، فقال: ما صنعتك؟ فقال: نجار، فقلنا: أو غير ذلك؟ قال: عندي غلمان يعملون الثياب».
* * *



الزمرة الثانية عشرة قصص أصحاب الفراسة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الزمرة الثانية عشرة قصص أصحاب الفراسة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الزمرة الثانية عشرة قصص أصحاب الفراسة   الزمرة الثانية عشرة قصص أصحاب الفراسة Emptyالجمعة 18 أكتوبر 2024, 10:20 pm

الزمرة الثانية عشرة قصص أصحاب الفراسة 2198
القصة الثامنة والتسعون
فراسة كعب بن سور
ومن أهل الفراسة كعب بن سور، فقد تنبه إلى ما لم يتنبه إليه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، ذكر ابن القيم في «الطرق الحكمية: ص 24» «أنه جاءت عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- امرأةٌ، فشكرت عنده زوجها وقالت: «هو من خير أهل الدنيا، يقوم الليل حتى الصباح، ويصوم النهار حتى يُمسي، ثم أدركها الحياء، فقال: جزاكِ الله خيرًا، فقد أحسنتِ الثناء».
فلما ولّت، قال كعب بن سور: «يا أمير المؤمنين، لقد أبلغت في الشكوى إليك، فقال: وما اشتكت؟ قال: زوجها قال: عليّ بهما، فقال لكعب: اقض بينهما، قال: أقضي وأنت شاهد؟ قال: إنك قد فطنت إلى ما ألم أفطن له، قال: إن الله تعالى يقول: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} [النساء: 3] صم ثلاثة أيام، وأفطر عندها يومًا، وقم ثلاث ليال، وبت عندها ليلة، فقال عمر: هذا أعجب إليّ من الأول»، فبعثه قاضيًا لأهل البصرة، فكان يقع له في الحكومة من الفراسة أمور عجيبة، وكذلك شريح في فراسته وفطنته. [الطرق الحكمية: ص 24].
* * *



الزمرة الثانية عشرة قصص أصحاب الفراسة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الزمرة الثانية عشرة قصص أصحاب الفراسة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الزمرة الثانية عشرة قصص أصحاب الفراسة   الزمرة الثانية عشرة قصص أصحاب الفراسة Emptyالجمعة 18 أكتوبر 2024, 10:20 pm

الزمرة الثانية عشرة قصص أصحاب الفراسة 2198
القصة التاسعة والتسعون
فراسة القاضي إياس
كان القاضي إياس بن معاوية بن قرة المزني اللسن البليغ، والألمعي المطيب، والمعدوم مثلًا في الذكاء والفطنة، ورأسًا لأهل البيان والفصاحة، كان صادق الظن، لطيفًا في الأمور، مشهورًا بفرط الذكاء، وإياه عنى الحريري بقوله في المقامة السابعة: فإذا ألمعيتي ألمعية ابن عباس، وفراستي فراسة إياس، أحد من يضرب به المثل في الذكاء.

وهو المشار إليه في قول أبي تمام:
إقدام عمرو في سماحة حاتم
        في حلم أحنف في ذكاء إياس


وَلِيَ قضاء البصرة في خلافة عمر بن عبد العزيز -رضي الله عنه-، وقيل لوالده معاوية بن قرة: كيف ابنك لك؟ قال: نعم الابن كفاني أمر دنياي، وفرغني لآخرتي، وكان إياس المذكور أحد العقلاء الفضلاء الدهاة.
1- ويحكى من فطنته أنه كان في موضع، فحدث فيه ما يقتضي الخوف، وهناك ثلاث نسوة لا يعرفهن، فقال: ينبغي أن يكون هذه حاملًا، وهذه مرضعًا، وهذه عذراء، فكشف عن ذلك، فكان كما تفرَّس.
فقيل له: من أين لك هذا؟
فقال: عند الخوف لا يضع الإنسان يده إلا على أعز ما له، ويخاف عليه، فرأيت الحامل وضعت يدها على جوفها، فاستدللت بذلك على حملها، والمرضع وضعت يديها على ثديها، فعلمت أنها مرضع، والعذراء وضعت يدها بين رجليها -أو كما قال- فعلمت أنها بكر.

2- وسمع يهوديًّا يقول: ما أحمق المسلمين يزعمون أن أهل الجنة يأكلون ولا يُحدثون، فقال له: أفكلما تأكله تحدثه؟ قال: لا؛ لأن الله تعالى يجعله غذاء، قال: فلم تنكر أن الله تعالى يجعل كل ما يأكله أهل الجنة غذاء.

3- ونظر يومًا إلى آجرة بالرحبة، وهو بمدينة واسط، فقال: تحت هذه الآجرة دابة، فرفعوا الآجرة، فإذا تحتها حية منطوية، فسألوه عن ذلك، فقال: إني رأيت ما بين الآجرتين نديًّا من بين تلك الرحبة، فعلمت أن تحتها شيئًا يتنفس.

4- وقال رأيت في المنام كأني وأبي على فرسين، فجريا معًا، فلم أسبقه ولم يسبقني، وعاش أبي ستًّا وسبعين سنة، وها أنا فيها، فلما كانت آخر لياليه، قال: هذه ليلة استكمل فيها عمر أبي، ونام، فأصبح ميتًا رحمه الله تعالى.

5- وله من ذا غرائب وعجائب يعجز عن حصرها الكاتب، وكتب عمر ابن عبد العزيز إلى نائبه بالعراق عدي بن أرطأة أن اجمع بين إياس بن معاوية والقاسم بن ربيعة الجرشي، فولّ قضاء البصرة أنفذهما، فجمع بينهما، فقال إياس: أيها الأمير سل، عني وعنه فقيهي المصر الحسن وابن سيرين، وكان القاسم يأتيهما وإياس لا يأتيهما، فعلم القاسم أنه إن سألهما أشارا به، فقال: لا تسأل عنه ولا عني، فوالله الذي لا إله إلا هو إنه أفقه وأعلم بالقضاء مني، فإن كنت كاذبًا فما يحل لك أن توليني وأنا كاذب، وإن كنت صادقًا فينبغي لك أن تقبل قولي، فقال له إياس: إنك جئت برجل أوقفته على شفير جهنم، فنحى نفسه عنها بيمينٍ كاذبة، يستغفر الله تعالى منها، وينجو مما يخاف، فقال عدي بن أرطاة: أما إذ فهمّتنا فأنت لها، فاستقضاه.

6- وروي عن إياس أنه قال: ما غلبني أحد قط سوى رجل واحد، وذلك أني كنت في مجلس القضاء، فدخل علي رجل شهد عندي أن البستان الفلاني -وذكر حدوده- هو ملك فلان، فقلت له: كم عدد شجره؟ فسكت، ثم قال لي: منذ كم يحكم سيدنا القاضي في هذا المجلس؟
فقلت: منذ كذا.
فقال: كم عدد خشب سقفه؟
فقلت: الحق معك، وأجزت شهادته.

7- وكان يومًا في برية، فأعوزهم الماء، وسمع نباح كلب، فقال: هذا على رأس بير، فاستقرؤوا النباح، فوجدوه كما قال، فقيل له في ذلك فقال: لأني سمعت الصوت كالذي يخرج من بير، أو قال: كأنه يخرج من بير. [مرآة الجنان: 1/ 202].

8- وقال المدائني عن روح: استودع رجل من أبناء الناس مالًا، ثم رجع فطلبه فجحده، فأتى إياسًا فأخبره، فقال له إياس: انصرف واكتم أمرك، ولا تعلمه أنك أتيتني، ثم عُدْ إلِيَّ بعد يومين، فدعا إياس المُودع، فقال: قد حضر مال كثير، وأريد أن أسلمه إليك، أفحصينٌ منزلك؟
قال: نعم، قال: فأعد له موضعًا وحمالين، وعاد الرجل إلى إياس، فقال: انطلق إلى صاحبك، فاطلب المال، فإن أعطاك فذاك، وإن جحدك فقل له: إني أخبر القاضي، فأتى الرجل صاحبه، فقال: مالي، وإلا أتيت القاضي، وشكوت إليه، وأخبرته بأمري، فدفع إليه ماله، فرجع الرجل إلى إياس، فقال: قد أعطاني المال، وجاء الأمين إلى إياس لموعده، فزجره وانتهره، وقال لا تقربني يا خائن.

9- وأورد ابن القيم قصة شبيهة بهذه القصة، قال: قال يزيد بن هارون رحمه الله: تقلد بواسط رجل ثقة، فأودع رجل بعض شهوده كيسًا مختومًا، وذكر أن فيه ألف دينار، فلما طالت غيبة الرجل، فتق الشاهد الكيس من أسفله، وأخذ الدنانير، وجعل مكانها دراهم، وأعاد الخياطة كما كانت، وجاء صاحبه، فطلب وديعته، فدفع إليه الكيس بختمه لم يتغيَّر، فلمَّا فتحه وشاهد الحال رجع إليه، فقال: إني أودعتك دنانير، والذي دفعت إليّ دراهم، فقال: هو كيسك بخاتمك، فاستعدى عليه القاضي، فأمر بإحضار المودع، فلمَّا صارا بين يديه قال له القاضي: منذ كم أودعك هذا الكيس؟ فقال: منذ خمس عشرة سنة، فأخذ القاضي تلك الدراهم وقرأ سكتها، فإذا فيها ما قد ضرب من سنتين أو ثلاث، فأمره بدفع الدنانير إليه، وأسقطه، ونادى عليه».
واستودع رجلٌ لغيره مالًا، فجحده، فرفعه إلى إياس، فسأله، فأنكر، فقال للمدعي: أين دفعت إليه؟
فقال: في مكان في البرية.
فقال: وما كان هناك.
قال: شجرة، قال: اذهب إليها، فلعلك دفنت المال عندها ونسيت، فتذكر إذا رأيت الشجرة؛ فمضى، وقال للخصم: اجلس حتى يرجع صاحبك، وإياس يقضي، وينظر إليه ساعة بعد ساعة، ثم قال له: يا هذا، أترى صاحبك قد بلغ مكان الشجرة؟
قال: لا، قال: يا عدو الله، إنك خائن.
قال: أقلني، قال: لا أقالك الله، وأمر أن يحتفظ به حتى جاء الرجل.
فقال له إياس: اذهب معه فخذ حقك.
قال ابن القيم: «جرى نظير هذه القضية لغيره من القضاة، ادعى عنده رجل أنه سلم غريمًا له مالًا وديعة فأنكره، فقال له القاضي: أين سلمته إياه؟ قال: بمسجد ناءٍ عن البلد، قال: اذهب فجئني منه بمصحف أحلفه عليه، واعتقل القاضي الغريم، ثم قال له: أتراه بلغ المسجد؟ قال: لا، فألزمه بالمال»؛ [الطرق الحكمية: ص25].

10- وقال إبراهيم بن مرزوق البصري: جاء رجلان إلى إياس بن معاوية يختصمان في قطيفتين: إحداهما حمراء، والأخرى خضراء، فقال أحدهما: دخلت الحوض لأغتسل ووضعت قطيفتي، ثم جاء هذا، فوضع قطيفته تحت قطيفتي، ثم دخل فاغتسل، فخرج قبلي، وأخذ قطيفتي فمضى بها، ثم خرجت فتبعته، فزعم أنها قطيفته؛ فقال: ألك بينة؟ قال: لا، قال: ائتوني بمشط؛ فأتي بمشط، فسرح رأس هذا، ورأس هذا فخرج من رأس أحدهما صوف أحمر، ومن رأس الآخر صوف أخضر؛ فقضى بالحمراء للذي خرج من رأسه الصوف الأحمر، وبالخضراء للذي خرج من رأسه الصوف الأخضر.

11- وقال معتمر بن سليمان، عن زيد أبي علاء: شهدت إياس بن معاوية اختصم إليه رجلان؛ فقال أحدهما: إنه باعني جارية رعناء؛ فقال إياس: وما عسى أن تكون هذه الرعونة؟ قال: شبه الجنون، فقال إياس: يا جارية، أتذكرين متى ولدت؟ قالت: نعم، قال: فأي رجليك أطول؟ قالت: هذه، فقال إياس: ردها؛ فإنها مجنونة.

12- وقال أبو الحسن المدائني، عن عبد الله بن مصعب: أن معاوية بن قُرّة شهد عند ابنه إياس بن معاوية -مع رجال عدّلهم- على رجل بأربعة آلاف ردهم، فقال المشهود عليه: يا أبا وائلة، تثبّت في أمري، فو الله ما أشهدتهم إلا على ألفين، فسأل إياس أباه والشهود: أكان في الصحيفة التي شهدوا عليها فضل؟ قالوا: نعم، كان الكتاب في أولها والطيّة في وسطها، وباقي الصحيفة أبيض قال: أفكان المشهود له يلقاكم أحيانًا، فيذكركم شهادتكم بأربعة آلاف درهم؟ قالوا: نعم، كان لا يزال يلقانا، فيقول: اذكروا شهادتكم على فلان بأربعة آلاف درهم، فصرفهم، ودعا المشهود له فقال: يا عدو الله، تغفلت قوماً بياضاً في أسفلها، فلما ختموا الطية قطعت الكتاب الذي فيه حقك ألفا درهم، وكتبت في البياض أربعة آلاف فصارت الطية في آخر الكتاب، ثم كنت تلقاهم فتلقنهم، وتذكرهم أنها أربعة آلاف، فأقر بذلك، وسأله الستر عليه، فحكم له بألفين، وستر عليه.

13- وقال نعيم بن حماد عن إبراهيم بن مرزوق البصري: كنا عند إياس بن معاوية قبل أن يُستقضى، وكنا نكتب عنه الفراسة، كما نكتب عن المحدث الحديث؛ إذ جاء رجل، فجلس على دكان مرتفع بالمِربد، فجعل يترصد الطريق، فبينما هو كذلك إذ نزل فاستقبل رجلًا، فنظر في وجهه، ثم رجع إلى موضعه، فقال إياس: قولوا في هذا الرجل، قالوا: ما نقول؟ رجل طالب حاجة، فقال: هو معلم صبيان، قد أبق له غلام أعور، فقام إليه بعضنا فسأله عن حاجته؟ فقال: هو غلام لي آبق قالوا: وما صفته؟ قال: كذا وكذا وإحدى عينيه ذاهبة، قلنا: وما صنعتك؟ قال: أعلم الصبيان.
قلنا لإياس: كيف علمت ذلك؟ قال: رأيته جاء، فجعل يطلب موضعًا يجلس فيه، فنظر إلى أرفع شيء يقدر عليه، فجلس عليه، فنظرت في قَدْره، فإذا ليس قدره قدر الملوك، فنظرت فيمن اعتاد في جلوسه جلوس الملوك، فلم أجدهم إلا المعلمين، فعلمت أنه معلم صبيان، فقلنا: كيف علمت أنه أبق له غلام؟ قال: إني رأيته يترصد الطريق، ينظر في وجوه الناس، قلنا: كيف علمت أنه أعور؟ قال: قال: بينما هو كذلك إذ نزل، فاستقبل رجلًا قد ذهب إحدى عينيه، فعلمت أنه اشتبه عليه بغلامه.

14- وقال الحارث بن مرة: نظر إياس بن معاوية إلى رجل، فقال: هذا غريب، وهو من أهل واسط، وهو معلم، وهو يطلب عبدًا له أبق، فوجدوا الأمر كما قال، فسألوه؟ فقال: رأيته يمشي ويلتفت، فعلمت أنه غريب، ورأيته وعلى ثوبه حمرة تربة واسط، فعلمت أنه من أهلها، ورأيته يمر بالصبيان فيسلم عليهم، ولا يسلم على الرجال، فعلمت أنه معلم، ورأيته إذا مر بذي هيئة لم يلتفت إليه، وإذا مر بذي أسمال تأمله، فعلمت أنه يطلب آبقًا؛ [الطرق الحكمية: ص 31].
* * *



الزمرة الثانية عشرة قصص أصحاب الفراسة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الزمرة الثانية عشرة قصص أصحاب الفراسة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الزمرة الثانية عشرة قصص أصحاب الفراسة   الزمرة الثانية عشرة قصص أصحاب الفراسة Emptyالجمعة 18 أكتوبر 2024, 10:21 pm

الزمرة الثانية عشرة قصص أصحاب الفراسة 2198
القصة المتممة للمائة
فراسة الخليفة المنصور
ومن دقيق الفراسة: أن المنصور جاءه رجل، فأخبره أنه خرج في تجارة فكسب مالًا، فدفعه إلى امرأته، ثم طلبه منها، فذكرت أنه سرق من البيت، ولم ير نقبًا ولا أمارة، فقال المنصور: منذ كم تزوجتها؟ قال: منذ سنة، قال: بكرًا أو ثيبًا؟ قال: ثيبًا، قال: فلها ولد من غيرك؟ قال: لا، قال: فدعا له المنصور بقارورة طيب كان يتخذ له حاد الرائحة، غريب النوع، فدفعها إليه، وقال له: تطيب من هذا الطيب، فإنه يُذهب غمك، فلما خرج الرجل من عنده قال المنصور لأربعة من ثقاته: ليقعد على كل باب من أبواب المدينة واحد منكم، فمن شم منكم رائحة هذا الطيب من أحد فليأت به، وخرج الرجل بالطيب فدفعه إلى امرأته، فلما شمته بعثت به إلى رجل كانت تحبه، وقد كانت دفعت إليه المال، فتطيب منه، ومر مجتازًا ببعض أبواب المدينة، فشم الموكل بالباب رائحته عليه؛ فأتى به المنصور، فسأله: من أين لك هذا الطيب؟ فلجلج في كلامه فدفعه إلى والي الشرطة، فقال: إن أحضر لك كذا وكذا من المال فخل عنه، وإلا اضربه ألف سوط، فلما جرد للضرب أحضر المال على هيئته، فدعى المنصور صاحب المال، فقال: أرأيت إن رددت عليك المال تحكمني في امرأتك؟ قال: نعم قال: هذا مالك، وقد طلقت المرأة منك. [الطرق الحكمية: ص38].
* * *



الزمرة الثانية عشرة قصص أصحاب الفراسة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الزمرة الثانية عشرة قصص أصحاب الفراسة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الزمرة الثانية عشرة قصص أصحاب الفراسة   الزمرة الثانية عشرة قصص أصحاب الفراسة Emptyالجمعة 18 أكتوبر 2024, 10:21 pm

الزمرة الثانية عشرة قصص أصحاب الفراسة 2198
القصة الواحدة ومائة
فراسة الخليفة المعتضد بالله
1- كان المعتضد بالله جالسًا يشاهد الصناع، فرأى فيهم أسود منكر الخلقة، شديد المرح، يعمل ضعف ما يعمل الصناع، ويصعد مرقاتين مرقاتين، فأنكر أمره، فأحضره وسأله عن أمره؟ فلجلج، فقال لبعض جلسائه: أي شيء يقع لكم في أمره؟ قالوا: ومن هذا حتى تصرف فكرك إليه؟ لعله لا عيال له، وهو خالي القلب، فقال: قد خمّنت في أمره تخمينًا، ما أحسبه باطلًا: إما أن يكون معه دنانير، قد ظفر بها دفعة، أو يكون لصًّا يتستر بالعمل، فدعا به، واستدعى بالضرّاب فضربه، وحلف له إن لم يصدقه أن يضرب عنقه، فقال: لي الأمان، قال: نعم، إلا فيما يجب عليك بالشرع.
فظن أنه قد أمنه، فقال: قد كنت أعمل في الآجر، فاجتاز رجل في وسطه هِمْيان، فجاء إلى مكان فجلس، وهو لا يعلم مكاني، فحل الهميان وأخرج منه دنانير فتأملته، وإذا كله دنانير، فساورته وكتفته وشددت فاه، وأخذت الهميان، وحملته على كتفي وطرحته في الأتون وطينته، فلما كان بعد ذلك أخرجت عظامه فطرحتها في دجلة، فأنفذ المعتضد من أحضر الدنانير من منزله، وإذا على الهميان مكتوب: فلان ابن فلان، فنادى في البلد باسمه، فجاءت امرأة، فقالت: هذا زوجي، ولي منه هذا الطفل، خرج وقت كذا وكذا، ومعه ألف دينار: فغاب إلى الآن، فسلم الدنانير إليها، وأمرها أن تعتد، وأمر بضرب عنق الأسود، وحمل جثته إلى ذلك الأتون.

2- قام المعتضد ليلة، فإذا غلام قد وثب على ظهر غلام، فاندس بين الغلمان فلم يعرفه، فجاء فجعل يضع يده على فؤاد واحد بعد واحد، فيجده ساكنًا، حتى وضع يده على فؤاد ذلك الغلام، فإذا به يخفق خفقًا شديدًا، فركضه برجله، واستقره، فأقر، فقتله.

3- رفع إلى المعتضد أن صيادًا ألقى شبكته في دجلة، فوقع فيها جراب فيه كف مخضوبة بحناء، وأحضر بين يديه، فهاله ذلك، وأمر الصياد أن يعاود طرح الشبكة هنالك ففعل، فأخرج جرابًا آخر فيه رجل، فاغتم المعتضد، وقال: معي في البلد من يفعل هذا ولا أعرفه؟ ثم أحضر ثقة له وأعطاه الجراب، وقال: طف به على كل من يعمل الجُرُب ببغداد، فإن عرفه أحد منهم فاسأله عمن باعه منه، فإذا دلك عليه، فاسأل المشتري عن ذلك ونقِّر عن خبره، فغاب الرجل ثلاثة أيام، ثم عاد، فقال: ما زلت أسأل عن خبره حتى انتهى إلى فلان الهاشمي، اشتراه مع عشرة جُرُب، وشكا البائع شره وفساده، ومن جملة ما قال: إنه كان يعشق فلانة المغنية وأنه غيبها، فلا يعرف لها خبر، وادعى أنها هربت، والجيران يقولون: إنه قتلها، فبعث المعتضد من كبس منزل الهاشمي وأحضره، وأحضر اليد والرجل، وأراه إياهما، فلما رآهما امتقع لونه، وأيقن بالهلاك واعترف، فأمر المعتضد بدفع ثمن الجارية إلى مولاها، وحبس الهاشمي حتى مات في الحبس. [الطرق الحكمية: ص 39].
* * *



الزمرة الثانية عشرة قصص أصحاب الفراسة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الزمرة الثانية عشرة قصص أصحاب الفراسة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الزمرة الثانية عشرة قصص أصحاب الفراسة   الزمرة الثانية عشرة قصص أصحاب الفراسة Emptyالجمعة 18 أكتوبر 2024, 10:22 pm

الزمرة الثانية عشرة قصص أصحاب الفراسة 2198
القصة الثانية ومائة
فراسة ابن طولون
1- من عجيب الفراسة ما ذكر عن أحمد بن طولون: أنه بينما هو في مجلس له يتنزه فيه، إذ رأى سائلًا في ثوب خلق، فوضع دجاجة في رغيف وحلوى، وأمر بعض الغلمان بدفعه إليه، فلما وقع في يده لم يهش، ولم يعبأ به، فقال للغلام: جئني به، فلما وقف قدامه استنطقه، فأحسن الجواب، ولم يضطرب من هيبته، فقال: هات الكتب التي معك، واصدقني من بعثك، فقد صح عندي أنك صاحب خبر، وأحضر السياط، فاعترف، فقال بعض جلسائه: هذا والله السحر، قال: ما هو بسحر، ولكن فراسة صادقة، رأيت سوء حاله، فوجهت إليه بطعام يشره على أكله الشبعان، فما هش له، ولا مد يده إليه، فأحضرته فتلقاني بقوة جأش، فلما رأيت رثاثة حاله، وقوة جأشه، علمت أنه صاحب خبر، فكان كذلك.

2- ورأى يومًا حمالًا يحمل صنًا - سلَّة - وهو يضطرب تحته، فقال: لو كان هذا الاضطراب من ثقل المحمول لغاصت عنق الحمال، وأنا أرى عنقه بارزة، وما أرى هذا الأمر إلا من خوف، فأمر بحط الصن، فإذا فيه جارية قد قُتلت، وقطِّعت، فقال: اصدقني عن حالها، فقال: أربعة نفر في الدار الفلانية أعطوني هذه الدنانير، وأمروني بحمل هذه المقتولة، فضربه وقتل الأربعة.

3- وكان يتنكر ويطوف بالبلد يسمع قراءة الأئمة، فدعا ثقته، قال: خذ هذه الدنانير، وأعطها إمام مسجد كذا، فإنه فقير مشغول القلب، ففعل، وجلس معه وباسطه، فوجد زوجته قد ضربها الطلق، وليس معه ما يحتاج إليه، فقال: صدق، عرفت شغل قلبه في كثرة غلطه في القراءة؛ [الطرق الحكمية: ص 41].
* * *



الزمرة الثانية عشرة قصص أصحاب الفراسة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الزمرة الثانية عشرة قصص أصحاب الفراسة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الزمرة الثانية عشرة قصص أصحاب الفراسة   الزمرة الثانية عشرة قصص أصحاب الفراسة Emptyالجمعة 18 أكتوبر 2024, 10:22 pm

الزمرة الثانية عشرة قصص أصحاب الفراسة 2198
القصة الثالثة ومائة
فراسة صاحب شرطة الخليفة المكتفي
ومن ذلك أن اللصوص أخذوا في زمن المكتفي مالًا عظيمًا، فألزم المكتفي صاحب الشرطة بإخراج اللصوص، أو غرامة المال؛ فكان يركب وحده، ويطوف ليلًا ونهارًا، إلى أن اجتاز يومًا في زقاق خالٍ في بعض أطراف البلد، فدخله، فوجده منكرًا، ووجده لا ينفذ، فرأى على بعض أبوابه شوك سمك كثير، وعظام الصلب، فقال لشخص: كم يكون تقدير ثمن هذا السمك الذي هذه عظامه؟ قال: دينار، قال: أهل الزقاق لا تحتمل أحوالهم مشترى مثل هذا؛ لأنه زقاق بين الاختلال إلى جانب الصحراء، لا ينزله من معه شيء يخاف عليه، أو له مال ينفق منه هذه النفقة، وما هي إلا بلية، ينبغي أن يكشف عنها، فاستبعد الرجل هذا؟
وقال: هذا فكر بعيد، فقال: اطلبوا لي امرأة من الدرب أكلمها، فدق بابًا غير الذي عليه الشوك، واستسقى ماء، فخرجت عجوز ضعيفة فما زال يطلب شربه بعد شربة، وهي تسقيه، وهو في خلال ذلك يسأل عن الدرب وأهله، وهي تخبره غير عارفة بعواقب ذلك، على أن قال لها: وهذه الدار من يسكنها؟ وأومأ إلى التي عليها عظام السمك.
فقالت: فيها خمسة شباب أعفار، كأنهم تجار، وقد نزلوا منذ شهر لا نراهم نهارًا إلا في كل مدة طويلة، ونرى الواحد منهم يخرج في الحاجة ويعود سريعًا، وهم في طول النهار يجتمعون، فيأكلون ويشربون، ويلعبون بالشطرنج والنرد، ولهم صبي يخدمهم، فإذا كان الليل انصرفوا إلى دار لهم بالكرخ، ويدعون الصبي في الدار يحفظها، فإذا كان سحرًا جاؤوا، ونحن نيام لا نشعر بهم، فقالت للرجل: هذه صفة لصوص أم لا؟ قال: بلى، فأنفذ في الحال، فاستدعى عشرة من الشرط، وأدخلهم إلى أسطحة الجيران، ودق هو الباب، فجاء الصبي ففتح، فدخل الشرط معه، فما فاته من القوم أحد، فكانوا هم أصحاب الجناية بعينهم. [الطرق الحكيمة: ص 42].
* * *



الزمرة الثانية عشرة قصص أصحاب الفراسة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الزمرة الثانية عشرة قصص أصحاب الفراسة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الزمرة الثانية عشرة قصص أصحاب الفراسة   الزمرة الثانية عشرة قصص أصحاب الفراسة Emptyالجمعة 18 أكتوبر 2024, 10:23 pm

الزمرة الثانية عشرة قصص أصحاب الفراسة 2198
القصة الرابعة ومائة
فراسة مكرم بن أحمد
قال مُكرِّم بن أحمد: كنت في مجلس القاضي أبي حازم، فتقدم رجل شيخ، ومعه غلام حدث، فادعى الشيخ عليه ألف دينار دَينًا، فقال: ما تقول؟ قال: نعم، فقال القاضي للشيخ ما تريد؟ قال : حبسه؟ قال: لا، فقال الشيخ: إن رأى القاضي أن يحبسه فهو أرجى لحصول مالي، فتفرس أبو حازم فيهما ساعة، ثم قال: تلازما حتى أنظر في أمركما في مجلس آخر، فقلت له: لم أخرت حبسه؟ فقال: ويحك، إني أعرف في أكثر الأحوال في وجوه الخصوم وجه المحق من المبطل، وقد صارت لي بذلك دراية لا تكاد تخطئ، وقد وقع إليّ أن سماحة هذا بالإقرار عين كذبه، ولعله ينكشف لي من أمرهما ما أكون معه على بصيرة، أما رأيت قلّة تقصيهما في الناكرة، وقلة اختلافهما، وسكون طباعهما مع عظم المال؟ وما جرت عادة الأحداث بفرط التورع حتى يقرّ مثل هذا طوعًا عجلًا، منشرح الصدر على هذا المال.
قال: فنحن كذلك نتحدث؛ إذ أتى الآذن يستأذن على القاضي لبعض التجار، فأذن له، فلما دخل قال: أصلح الله القاضي، إني بليت بولد لي حدث يتلف كل مال يظفر به من مالي في القيان عند فلان، فإذا منعته احتال بحيل تضطرني إلى التزام الغرم عنه، وقد نصب اليوم صاحب القيان يطالب بألف دينار حالًا، وبلغني أنه تقدم إلى القاضي ليقرّ له فيحبسه، وأقع مع أمه فيما ينكد عيشنا إلى أن أقضي عنه، فلما سمعت بذلك بادرت إلى القاضي، لأشرح له أمره، فتبسم القاضي، وقال لي: كيف رأيت؟ فقلت: هذا من فضل الله على القاضي، فقال: علي بالغلام والشيخ، فأرهب أبو حازم الشيخ، ووعظ الغلام، فأقرا، فأخذ الرجل ابنه وانصرفا؛ [الطرق الحكمية: ص 26].
* * *



الزمرة الثانية عشرة قصص أصحاب الفراسة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الزمرة الثانية عشرة قصص أصحاب الفراسة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: جــديـد المـوضـوعـــات بالمنتـدى :: روائــع الـقــصــص الإســـلامي-
انتقل الى: