|
| الزمرة الثامنة: قصص الفرج بعد الضيق | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| | | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| | | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| | | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: الزمرة الثامنة: قصص الفرج بعد الضيق الإثنين 14 أكتوبر 2024, 9:47 pm | |
| القصة الخامسة والسبعونما أحب أن ازداد عليَّ عطاء رسول الله شيئًا يروى أن عطارًا من أهل الكرخ, كان مشهورًا بالستر والأمانة, فركبه دَيْن, وقام من دكانه, ولزم بيته مستترًا, وأقبل على الدعاء والصلاة, إلى أن صلّى ليلة الجمعة صلاة كثيرة, ودعا, ونام, فرأى النبي -صلى الله عليه وسلم- في منامه, وهو يقول له: اقصد علي بن عيسى, وكان إذ ذاك وزيرًا, فقد أمرته أن يدفع إليك أربعمائة دينار, فخذها وأصلح بها أمرك. قال الرجل: وكان عليّ ستمائة دينار دَينًا, فلما كان من الغد, قلت: قد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من رآني في منامه فقد رآني, فإن الشيطان لا يتمثل بي», فلم لا أقصد الوزير. فلما صرت ببابه, منعت من الوصول إليه, فجلست إلى أن ضاق صدري, وهممت بالانصراف, فخرج الشافعي صاحبه, كان يعرفني معرفة ضعيفة, فأخبرته الخبر. فقال: يا هذا, الوزير والله في طلبك منذ السّحر إلى الآن, وقد سألني عنك فأنسيتك, وما عرفك أحد, والرسل مبثوثة في طلبك, فكن بمكانك, ثم رجع فدخل, فلم يكن بأسرع من أن دعي بي, فدخلت إلى علي بن عيسى. فقال لي: ما اسمك؟ قلت: فلان بن فلان العطار. قال: من أهل الكرخ؟ قلت: نعم. قال: أحسن الله إليك في قصدك إياي, فوالله ما تهنأت بعيش منذ البارحة, فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-, جاءني البارحة في منامي, قال: أعط فلان بن فلان العطار من أهل الكرخ أربعمائة دينار يصلح بها شأنه, فكنت اليوم في طلبك, وما عرفك أحد. فقلت: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جاءني البارحة, فقال لي: كيت وكيت, ثم قال: هاتوا ألف دينار, فجاؤوه بها عينًا. فقال: خذ منها أربعمائة دينار, امتثالًا لأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-, وستمائة دينار هبة مني لك, فقلت: أيها الوزير ما أحب أن أزداد على عطاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيئًا, فإني أرجو البركة فيه, لا فيما عداه. فبكى عليّ بن عيسى, وقال: هذا هو اليقين, خذ ما بدا لك. فأخذت أربعمائة دينار, وانصرفت, فقصصت قصتي على صديق لي, وأريته الدنانير, وسألته أن يقصد غرمائي, ويتوسط بيني وبينهم, ففعل. وقالوا: نمهله بالمال ثلاث سنين, فقلت: لا, ولكن يأخذون مني الثلث عاجلًا, والثلثين في سنتين في كل سنة ثلثًا, فرضوا بذلك, وأعطيتهم مائتي دينار, وفتحت دكاني بالمائتي دينار الباقية, فما حال الحول إلا ومعي ألف دينار, فقضيت ديني, وما زال مالي يزيد, وحالي يصلح, والحمد لله؛ ]الفرج بعد الشدة نقل عن نشوار المحاضرة للتنوخي: 2/127[. ***
|
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: الزمرة الثامنة: قصص الفرج بعد الضيق الإثنين 14 أكتوبر 2024, 9:54 pm | |
| القصة السادسة والسبعون يا يحيى بشر نور الدين برحيل الفرنج عن دمياط قال سبط ابن الجوزي: حكى لي نجم الدين سلام, عن والده: أن الفرنج لما نزلت على دمياط, ما زال نور الدين عشرين يومًا يصوم ولا يفطر إلا على الماء, فضعف وكاد يتلف, وكان مهيبًا ما يجسر أحد يخاطبه في ذلك. فقال إمامه يحيى: إنه رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- في النوم يقول: يا يحيى, بشر نور الدين برحيل الفرنج عن دمياط. فقلت: يا رسول الله, ربما لا يصدِّقني. فقال: قل له: بعلامة يوم حارم, وانتبه يحيى. فلما صلّى نور الدين الصبح, وشرع يدعو, هابه يحيى. فقال نور الدين له: يا يحيى تحدِّثني أو أحدِّثك؟ فارتعد يحيى وخرس. فقال نور الدين: أنا أحدِّثك, رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- هذه الليلة، وقال لك كذا وكذا. قال: نعم, فبالله يا مولانا ما معنى قوله: بعلامة يوم حارم؟ فقال: لما القينا العدو خفت على الإسلام, فانفردت ونزلت ومرغت وجهي على التراب, وقلت: يا سيدي من محمودٌ في البَيْن, الدِّين دينُك, والجند جندك. وهذا اليوم افعل ما يليق بكرمك. قال: فنصرنا الله عليهم. ]سير أعلام النبلاء: 20/538[. *** |
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: الزمرة الثامنة: قصص الفرج بعد الضيق الإثنين 14 أكتوبر 2024, 10:04 pm | |
| القصة السابعة والسبعونفرأيت فيها كتابًا إليّ وعليه اسم منزلي وكنيتي عن أبي سعيد الحسين القطربّلي, قال: كان في جيراني رجل من أهل البيوتات, وكانت له نعمة, فزالت عنه, وساءت حاله جدا, وكانت له زوجة وأربع بنات, فحبلت زوجته, وأخذها المخاض في الليل. قال: ولم تكن لي حيلة في الدنيا, فخرجت ليلًا, هاربًا على وجهي, أمشي, حتى أتيت جسر النهروان, وأمّلت أن ألقى عاملها, وكان يعرفني, وأسأله تصريفي في شيء, وتعجيل رزق شهر, لأنفذه إلى زوجتي. فوصلت إلى الموضع, وقد ارتفع النهار, فقعدت أستريح بالقرب من بقّال. فإذا فيج- وهو الساعي- قد جاء, فوضع مخلاته, وعصاه, ثم قال للبقّال: أعطني كذا وكذا, من خبز, وتمر, وإدام, فأعطاه, فأكل, ووزن له الثمن. ثم فتح مخلاته, فميز ما فيها من الكتب, فرأيت فيها كتابًا إليّ, وعليه اسم منزلي, واسمي, وكنيتي, ولا أعرف كاتبه. فقلت للفيج: هذا الكتاب إليّ, فقال: أتدري ما تقول؟ فقلت له: قد قلت الصحيح, فإن مضيت إلى بغداد, لم تجد صاحب الكتاب. فقال: أهاهنا إنسان يعرفك؟ قلت: نعم, العامل. قال: قم بنا إليه. فجئت, فلما دخلت على العامل, قال: ما أقدمك علينا يا فلان؟ فقلت له: قبل كل شيء, أعزك الله من أنا؟ وأين منزلي ببغداد؟ فقال: أنت فلان بن فلان, ومنزلك بمدينة السلام, في مدينة المنصور منها, في سكة كذا وكذا. فقلت للفيج: عرفت صدقي؟ قال: نعم. قال: فحدثت العامل بحديثي, وأخذت الكتاب من الفيج, فإذا هو من بعض المستورين بالدينور, يذكر أن ابن عم كان لي قد توفي, بعد أن أوصى إليه أني وارثه, وسمّاني له, ووصف منزلي ببغداد. قال: وقد كتب الرجل يذكر أن ابن عمي أوصى بالثلث من ماله في وجوه من أبواب القرب, وأن يسلّم باقي ثلثيه إليّ, وأنه باع من أثاثه ومنقوله, ما خاف فساده من تركته, وصرف الثلث منه في بعض ما كان أوصى به, وأنفذ إليّ سفتجة بالثلثين من ذلك, مبلغها سبعمائة دينار وكذا وكذا دينارًا, تحل بعد أربعين يومًا, على تاجر في دار القطن بالكرخ. وقال: الوجه أن تبادر إلى الدينور, وتبيع العقار والضياع, أو أبيع الثلث منها ليصرف في وجوهه, وتتمسك بالثلثين إذا شئت. قال: فورد عليّ من السرور ما لا عهد لي بمثله, وحمدت الله عز وجل. فقلت للفيج: قد وجب حقّك, وسأحسن إليك, وشرحت له قصتي, وأنه لا حبة معي فضة فما فوقها. فجاء إلى البقال, فقال: زن لأستاذي بكذا وكذا خبزاً, وبكذا وكذا إداماً, وما يريد غيرهما. فتغدّيت, ووزن الفيج ثمن ذلك من عنده, واستأجر حمارين, فأركبني أحدهما, وركب هو الآخر, ووزن الأجرة من عنده. وجئنا في بقية يومنا إلى بغداد, وقصدنا دار القطن, وفي النهار بقية صالحة, فأوصلت السفتجة إلى التاجر, فنظرها, وقال: صحيحة, إذا حل الأجل, فاحضر للقبض. فقلت له: خُذْ حديثي, وافعل بعد ذلك ما يوفّقك الله تعالى له, وقصصت عليه قصّتي. فقال لي: والله الذي لا إله إلا هو, إنك صادق؟ فحلفت. فأخرج كيسا كان بقربه, فوزن لي منه مال السفتجة. وصرت من وقتي إلى السوق, فاشتريت سويقًا, وسكرًا, وعسلًا, وشيرجًا (الشيرج: زيت السمسم), وخبزًا عظيمًا, وخروفًا مشويًّا, وحلوى, مما يصلح للنساء في النفاس, ومهدًا, وفرشًا حسنًا, وعطرًا صالحًا, وشيئًا من ثياب. وصرت إلى منزلي, وقد قرب العشاء الآخرة, فوجدت كل من فيه من النساء يلعنني, ويدعون عليّ. فقدّمت الحمالين, ودخلت وراءهم, فانقلبت الدار بالدعاء لي, وصار الغم سرورًا, ووجدت زوجتي قد ولدت غلامًا. فعرّفت الصبيان خبر السفتجة (السفتجة: الحوالة التجارية), والميراث, والفيج, وأعطيت الزوجة, والقابلة من الدنانير شيئًا. وأقمت الفيج عندي أياماً, حتى أصلحت من أمري وأمر عيالي, ما وجب صلاحه, وخلّفت لهم نفقة, وأخذت من الدنانير نفقة, وأعطيت الفيج منها, فأجزلت له, واكتريت حمارين لي وله, واستصحبته إلى الدينور. فوجدت فيها ما تحصّل لي ما خلفه ابن عمي نحو عشرة آلاف دينار, فبعت ذلك كله, وأخذت بحصّتي سفاتج إلى بغداد. وعدت وقد فرج الله عني, وقد صلح حالي, وأنا أعيش في بقية تلك الحال إلى الآن؛ ]الفرج بعد الشدة: 2/237[. ***
|
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: الزمرة الثامنة: قصص الفرج بعد الضيق الإثنين 14 أكتوبر 2024, 10:05 pm | |
| القصة الثامنة والسبعونردّوا عليه عطاءه وأعطوه مائة ألف درهم روي أن مصعب بن الزبير, أخذ رجلاً من أصحاب المختار بن أبي عبيد, فأمر بضرب عنقه. فقال: أيها الأمير, ما أقبح بك أن أقوم يوم القيامة إلى صورتك هذه الحسنة, ووجهك هذا الجميل الذي يستضاء به, فأتعلق بك, ثم أقول: يا رب, سل مصعبًا فيم قتلني؟ فعفا عنه, وأطلقه. فقال: أيها الأمير، اجعل ما وهبت لي من حياتي في خفض عيش, فإنه لا عيش لفقير. فقال: ردّوا عليه عطاءه, وأعطوه مائة ألف درهم. قال: أشهد الله, أني قد جعلت نصفها لابن قيس الرقيّات. قال: لم؟ قال لقوله: إنما مصعب شهاب من الله تجلّت عن وجهه الظلماء ملكه ملك رحمة ليس فيه جبروت منه ولا كبرياء يتقي الله في الأمور وقد أفلح من كان همّه الاتقاء
فضحك مصعب, وقال: أرى فيك للصنيعة موضعًا, وجعله من ندمائه وحسن صلته. ]الفرج بعد الشدة: 2/378[. ***
|
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: الزمرة الثامنة: قصص الفرج بعد الضيق الإثنين 14 أكتوبر 2024, 10:05 pm | |
| القصة التاسعة والسبعونإن رؤياك ليست رؤيا نبي الله يوسف بن يعقوب وحكى الحسن بن قحطبة, قال: استؤذن لشريك بن عبد الله القاضي على المهدي, وأنا حاضر, فقال: عليّ بالسيف, فأحضر. قال الحسن: فاستقبلتني رعدة لم أملكها, ودخل شريك, فسلّم, فانتضى المهدي السيف, وقال: لا سلّم الله عليك يا فاسق. فقال شريك: يا أمير المؤمنين, إن للفاسق علامات يُعرف بها, شرب الخمور, وسماع المعازف, وارتكاب المحظورات, فعلى أي ذلك وجدتني؟ قال: قتلني الله إن لم أقتلك. قال: ولِمَ ذلك يا أمير المؤمنين, ودمي حرام عليك؟ قال: لأني رأيت في المنام, كأني مقبل عليك أكلّمك, وأنت تكلمني من قفاك, فأرسلت إلى المعبر, فسألته عنها, فقال: هذا رجل يطأ بساطك, وهو يسرّ خلافك. فقال شريك: يا أمير المؤمنين, إن رؤياك ليست رؤيا يوسف بن يعقوب- عليهما السلام- وإن دماء المسلمين لا تُسفك بالأحلام. فنكس المهدي رأسه, وأشار إليه بيده: أن اخرج, فانصرف. قال الحسن: فقمت فلحقته, فقال: أما رأيت صاحبك, وما أراد أن يصنع؟ قال: اسكت- لله أبوك- ما ظننت أني أعيش حتى أرى مثلك. ]الفرج بعد الشدة: 2/294[. ***
|
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: الزمرة الثامنة: قصص الفرج بعد الضيق الإثنين 14 أكتوبر 2024, 10:06 pm | |
| القصة المتممة للثمانيناذهب فقد غفرت لك الهفوة وتركتك للصبية حكى الحسن بن محمد, قال: قال أحمد بن أبي دؤاد: ما رأيت رجلًا قط نزل به الموت, وعاينه, فما أدهشه, ولا أذهله, ولا أشغله عما كان أراده, وأحبّ أن يفعله, حتى بلغه, وخلّصه الله تعالى من القتل, إلا تميم بن جميل الخارجي, فإنه كان تغلب على شاطئ الفرات, فأخذ, وأُتي به إلى المعتصم بالله. فرأيته بين يديه, وقد بسط له النطع والسيف, فجعل تميم ينظر إليهما, وجعل المعتصم يصعّد النظر فيه, ويصوّبه. وكان تميم رجلًا جميلًا, وسيمًا, جسيمًا, فأراد المعتصم أن يستنطقه, لينظر أين جنانه ولسانه, من منظره ومخبره. فقال له المعتصم: يا تميم, تكلَّم, إن كان لك حجة أو عذر فأبده. فقال: أما إذ أَذِن أمير المؤمنين بالكلام, فأقول: الحمد لله الذي أحسن كل شيء خلقه, وقد خلق الإنسان من طين, ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين, يا أمير المؤمنين, جبر الله بك صدع الدين, ولَمَّ شعث المسلمين, وأخمد بك شهاب الباطل, وأوضح نهج الحق, إن الذنوب تخرس الألسنة, وتعمي الأفئدة, وايم الله, لقد عظمت الجريرة, وانقطعت الحجة, وكبر الجرم, وساء الظن, ولم يبق إلا عفوك, أو انتقامك, وأرجو أن يكون أقربهما مني وأسرعهما إليّ, أولاهما بإمامتك, وأشبههما بخلافتك, وأنت إلى العفو أقرب, وهو بك أشبه وأليق, ثم تمثل بهذه الأبيات:
أرى الموت بين السيف والنطع كامنا يلاحظني من حيثما أتلفّت واكبر ظنّي أنك اليوم قاتلي وأيُّ امرئ مما قضى الله يفلت ومن ذا الذي يدلي بعذرٍ وحجّةٍ وسيف المنايا بين عينيه مُصلت يعز على الأوس بن تغلب موقفٌ يهزّ عليّ السيف فيه وأسكت وما جزعي من أن أموت وإننّي لأعلم أن الموت شيءٌ موقّت ولكن خلفي صبيةً قد تركتهم وأكبادهم من حسرةٍ تتفتّت كأني أراهم حين أنعى إليهم وقد خمشوا حرّ الوجوه وصوّتوا فإن عشت عاشوا سالمين بغبطة أذود الأذى عنهم وإن متّ موّتوا فكم قائلٍ لا يبعد الله داره وآخر جذلانٌ يسرّ ويشمت
قال: فتبسَّم المعتصم, ثم قال: أقول كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن من البيان لسحراً». ثم قال: يا تميم، كاد والله أن يسبق السيف العذل, اذهب, فقد غفرت لك الهفوة, وتركتك للصبية, ووهبتك لله ولصبيتك. ثم أمر بفك قيوده وخلع عليه, وعقد له على ولاية على شاطئ الفرات, وأعطاه خمسين ألف دينار؛ ]مرآة الجنان, نقلًا عن المستجاد للتنوخي: ص117[. ***
|
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: الزمرة الثامنة: قصص الفرج بعد الضيق الإثنين 14 أكتوبر 2024, 10:06 pm | |
| القصة الحادية والثمانونامتنعت عن الطعام بغير إذن الله فأطعمنيه بإذنه تعالى ذكر المؤرخ محمد راغب الطباخ -يرحمه الله- أن الشيخ إبراهيم الهلالي الحلبي العالم الصالح الجليل, ذهب إلى الجامع الأزهر يطلب العلم, وأثناء طلبه للعلم أملق, وافتقر إلى النفقة, ومضى عليه أكثر من يوم وهو لا يجد ما يأكل, وجاع جوعًا شديدًا, فخرج من غرفته في الأزهر ليسأل اللقمة والطعام, فشاهد بابًا مفتوحًا, وشمّ منه رائحة الطعام الزكية. فدخل الباب إلى المطبخ فلم يجد أحداً, ووجد طعامًا شهيًّا, فأخذ الملعقة وغمسها فيه, ثم لما رفعه إلى فمه انقبضت نفسه عن تناولها؛ إذ لم يؤذن له بتناوله, فتركها! وخرج بجوعه وسغبه إلى غرفته في رواق الأزهر. ولم يمض عليه نحو ساعة إلا وأحد شيوخه ومعه رجل يدخلان عليه غرفته, ويقول له الشيخ: هذا الرجل الفاضل, جاءني يريد طالب علم صالح, أختاره لابنته زوجًا, وقد اخترتك له, فقم بنا إلى بيته ليتم العقد بينكما, وتكون من أهل بيته, فتحامل الشيخ إبراهيم على نفسه ممتثلًا أمر شيخه, وقام معهما, وإذا هما يذهبان به إلى البيت الذي دخله وغمس الملعقة في طعامه! ولَمَّا جلس عقد له والدها عليها وبادر الطعام, فكان الطعام الذي غمس الملعقة فيه ثم تركها, فأكل منه قائلًا في نفسه: امتنعت عنه بغير إذن الله, فأطعمنيه الله بإذنه مكرمًا معززًا زوجًا. ثم قدمت معه تلك المرأة الصالحة إلى حلب بعد انتهائه من التحصيل, وكانت أم أبنائه الصالحين. فسبحان مَنْ أغنى بالحلال عن الحرام, وقسم لكل مخلوق رزقه وطعامه وشرابه, فلا بد أنه آكله ونائله, وصدق القائل: ما قدِّر لماضغيك أن يمضغاك, لا بد أن يمضغاه, فويحك كله بعز ولا تأكله بذل. ]فرج بعد الشدة: 1/22, نقلًا عن أعلام النبلاء بتاريخ حلب: 7/231[. ***
|
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: الزمرة الثامنة: قصص الفرج بعد الضيق الإثنين 14 أكتوبر 2024, 10:06 pm | |
| القصة الثانية والثمانونشلت يداه وعميت عيناه وجفت رجلاه سنة كاملة عن أبي الحسن أحمد بن يوسف بن يعقوب بن البهلول التنوخي, قال: كان ينزل بباب الشام من الجانب الغربي من بغداد رجل مشهور بالزهد والعبادة, يقال له: لبيب العابد, لا يُعرف إلا بهذا. وكان الناس ينتابونه, وكان صديقًا لأبي, فحدّثني لبيب, قال: كنت مملوكًا روميًّا لبعض الجند, فربّاني, وعلّمني العمل بالسلاح, حتى صرت رجلًا, ومات مولاي بعد أن أعتقني. فتوصلت إلى أن حصلت رزقه لي, وتزوجت بامرأته, وقد علم الله أنني لم أرد بذلك إلا صيانتها, فأقمت معها مدة. ثم اتفق أني رأيت يومًا حية داخلة في جحرها, فأمسكت ذنبها, فانثنت عليّ, فنهشت يدي, فشُلّت. ومضى على ذلك زمان طويل, فشلّت يدي الأخرى, لغير سبب أعرفه, ثم جفّت رجلاي, ثم عميت, ثم خرست. وكنت على ذلك الحال -ملقى- سنة كاملة, لم تبق لي جارحة صحيحة, إلا سمعي أسمع به ما أكره, وأنا طريح على ظهري, لا أقدر على الكلام, ولا على الحركة, وكنت أسقى وأنا ريّان, وأترك وأنا عطشان, وأهمل وأنا جائع, وأطعم وأنا شبعان. فلما كان بعد سنة, دخلت امرأة إلى زوجتي, فقالت: كيف أبو علي, لبيب؟ فقالت لها زوجتي: لا حيّ فيُرجى, ولا ميت فيُسَلَّى. فأقلقني ذلك, وآلمني ألمًا شديدًا, وبكيت, ورغبت إلى الله -عز وجل- في سري بالدعاء. وكنت في جميع تلك العلل لا أجد ألمًا في جسمي, فلمَّا كان في بقية ذلك اليوم, ضرب على جسمي ضربانًا عظيمًا كاد يتلفني, ولم أزل على ذلك الحال إلى أن دخل الليل وانتصف, فسكن الألم قليلًا, فنمت. فما أحسست إلا وقد انتبهت وقت السحر, وإحدى يديّ على صدري, وقد كانت طول هذه السنة مطروحة على الفراش لا تنشال أو تشال. ثم وقع في قلبي أن أتعاطى تحريكها, فحركتها, فتحركت, ففرحت بذلك فرحًا شديدًا, وقوي طمعي في تفضّل الله -عز وجل- عليّ بالعافية. فحركت الأخرى فتحركت, فقبضت إحدى رجليّ فانقبضت, فرددتها فرجعت, ففعلت مثل ذلك مرارًا. ثم رمت الانقلاب من غير أن يقلبني أحد, كما كان يفعل بي أولًا, فانقلبت بنفسي, وجلست. ورمت القيام فأمكنني, فقمت ونزلت عن السرير الذي كنت مطروحاً عليه, وكان في بيت من الدار. فمشيت ألتمس الحائط في الظلمة؛ لأنه لم يكن هناك سراج, إلى أن وقعت على الباب, وأنا لا أطمع في بصري. فخرجت من البيت إلى صحن الدار, فرأيت السماء والكواكب تزهر, فكدت أموت فرحًا. وانطلق لساني بأن قلت: يا قديم الإحسان, لك الحمد. ثم صحت بزوجتي, فقالت: أبو علي؟ فقلت: الساعة صرت أبو علي؟ أسرجي, فأسرجت. فقلت: جيئيني بمقراض, فجاءت به, فقصصت شاربًا لي كان بزيّ الجند. فقالت زوجتي: ما تصنع؟ الساعة يعيبك رفقاؤك. فقلت: بعد هذا لا أخدم أحدًا غير ربي. فانقطعت إلى الله -عز وجل- وخرجت من الدار, وطلقت الزوجة, ولزمت عبادة ربي. وقال أبو الحسن, وخبر هذا الرجل معروف مشهور, وكانت هذه الكلمة: يا قديم الإحسان لك الحمد, صارت عادته, يقولها في حشو كلامه. وكان يقال: إنه مجاب الدعوة, فقلت له يومًا: إن الناس يقولون: إنك رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- في منام, فمسح يده عليك, فبرئت. فقال: ما كان لعافيتي سبب غير ما عرّفتك؛ ]الفرج بعد الشدة: 1/823 نقلاً عن نشوار المحاضرة: 2/287[. ***
|
| | | | الزمرة الثامنة: قصص الفرج بعد الضيق | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |