منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين Empty
مُساهمةموضوع: الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين   الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين Emptyالإثنين 14 أكتوبر 2024, 2:18 pm

الزمرة الثالثة
قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين

تقديم:
كان الناس ولا يزالون محتاجين إلى من تلقى إليهم أزمة الأمور، كي يلوا أمور الناس، ويحفظوا شؤونهم، والمطلوب منهم أن يقوموا على أمر الرعية، ويحكموا بينهم بالسوية.
ومن هؤلاء من يقوم بالواجب على خير وجه، ومنهم الذي يقصر في ذلك تقصيرًا كبيرًا أو صغيرًا، وهذه باقة من القصص تحكي طرفًا من أخبار الخلفاء والولاة والسلاطين.
الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين 3420
القصة المتممة للعشرين
والله ما سفكت دمًا حرامًا منذ وليت الخلافة
يظن بعض طلبة العلم أن الصفحات المشرقة في تاريخنا الإسلامي قليلة، وسبب ذلك قلة دراسة هذا التاريخ بعناية، فإذا ذكر الخلفاء يظن بعضهم أن الصالحين منهم عدد قليل لا يزيد على ثلاثة أو أربعة أو خمسة، وسأورد هنا طرفًا من سيرة الخليفة المعتضد العباسي، ليعلم مدى كثرة الصفحات المشرقة في تاريخنا.
أورد ابن كثير في [البداية النهاية: 11/86] شيئًا من سيرته، فقال: هو أحمد بن محمد بن جعفر بن المعتصم بن هارون الرشيد، أبو العباس المعتضد بالله، ولد سنة ثنتين أو ثلاث وأربعين ومائتين، وكان أسمر نحيف الجسم، معتدل القامة، بويع له بالخلافة صبيحة يوم الاثنين إحدى عشرة بقيت من رجب، سنة تسع وسبعين ومائتين، وكان أمر الخلافة قد ضعف في أيام عمّه المعتمد، فلما ولي المعتضد أقام شعارها ورفع منارها، وكان شجاعًا فاضلًا من رجالات قريش حزمًا وجرأةً وإقدامًا وحرمةً، وكذلك كان أبوه.
وقد أورد ابن الجوزي بإسناده أن المعتضد اجتاز في بعض أسفاره بقرية فيها مقثاة فوقف صاحبها صائحًا، مستصرخًا بالخليفة، فاستدعى به، فسألة عن أمره، فقال: إن بعض الجيش أخذوا لي شيئًا من القثاء، وهم من غلمانك، فقال: أتعرفهم؟ فقال: نعم، فعرضهم عليه فعرف منهم ثلاثة، فأمر الخليفة بتقييدهم وحبسهم، فلما كان الصبح نظر الناس ثلاثة أنفس مصلوبين على حافة الطريق، فاستعظم الناس ذلك واستنكروه، وعابوا ذلك على الخليفة، وقالوا: قتل ثلاثة بسبب قثاء أخذوه؟
فلما كان بعد قليل أمر الخواص – وهو مسامره – أن ينكر عليه ذلك، ويتلطف في مخاطبته في ذلك والأمراء حضور، فدخل عليه ليلة وقد عزم على ذلك، ففهم الخليفة ما في نفسه من كلام يريد أن يبديه، فقال له: إني أعرف أن في نفسك كلامًا فما هو؟ فقال: يا أمير المؤمنين، وأنا آمن؟ قال: نعم.
قلت له: فإن الناس ينكرون عليك تسرعك في سفك الدماء، فقال: والله ما سفكت دمًا حرامًا منذ ولِّيت الخلافة إلا بحقه، فقلت له: فعلام قتلت أحمد بن الطيب، وقد كان خادمك، ولم يظهر له خيانة؟ فقال: ويحك إنه دعاني إلى الإلحاد والكفر بالله فيما بيني وبينه، فلما دعاني إلى ذلك، قلت له: يا هذا أنا ابن عم صاحب الشريعة، وأنا منتصب في منصبه، فأكفر حتى أكون من غير قبيلته، فقتلته على الكفر والزندقة.
فقلت له: فما بال الثلاثة الذين قتلتهم على القثاء؟ فقال: والله ما كان هؤلاء الذين أخذوا الثقاء، وإنما كانوا لصوصًا قد قتلوا، وأخذوا المال فوجب قتلهم، فبعثت فجئت بهم من السجن فقتلتهم، وأريت الناس أنهم الذين أخذوا القثاء، وأردت بذلك أن أرهب الجيش لئلا يفسدوا في الأرض، ويتعدوا على الناس، ويكفوا عن الأذى، ثم أمر بإخراج أولئك الذين أخذوا القثاء، فأطلقهم بعد ما استتابهم وخلع عليهم، وردّهم إلى أرزاقهم.
قال ابن الجوزي: خرج المعتضد يومًا، فعسكر بباب الشماسية، ونهى أن يأخذ أحد من بستان أحد شيئًا، فأُتي بأسود قد أخذ عذقًا من بسرٍ، فتأمله طويلًا، ثم أمر بضرب عنقه، ثم التفت إلى الأمراء فقال: العامة ينكرون هذا، ويقولون: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا قطع في ثمر ولا كثر». ولم يكفه أن يقطع يده حتى قتله، وإني لم أقتل هذا على سرقته، وإنما هذا الأسود رجل من الزنج، كان قد استأمن في حياة أبي، وإنه تقاتل هو ورجل من المسلمين، فضرب المسلم فقطع يده فمات المسلم، فأهدر أبي دم الرجل المقتول تأليفًا للزنج، فآليت على نفسي لئن أنا قدرت عليه لأقتلنه، فما قدرت عليه إلا هذه الساعة، فقتلته بذلك الرجل. [البداية والنهاية: 11/86].
***



الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين Empty
مُساهمةموضوع: رد: الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين   الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين Emptyالإثنين 14 أكتوبر 2024, 2:18 pm

الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين 3420
القصة الحادية والعشرون
والله لولا النار والعار لقتلت هذا الغلام
قال أبو بكر الخطيب: أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن نعيم الضبي، سمعت أبا الوليد حسان بن محمد الفقيه يقول: سمعت أبا العباس ابن سريج، يقول: سمعت إسماعيل بن إسحاق القاضي، يقول: دخلت على المعتضد وعلى رأسه أحداث روم صباح الوجوه، فنظرت إليهم فرآني المعتضد وأنا أتأملهم، فلما أردت القيام أشار إليّ، فجلست ساعة، فلما خلا قال لي: أيها القاضي، والله ما حللت سراويلي على حرام قط.
وروى البيهقي عن الحاكم عن حسان بن محمد عن ابن سريج القاضي إسماعيل بن إسحاق قال: دخلت يومًا على المعتضد، فدفع إليّ كتابًا فقرأته، فإذا فيه الرخص من زلل العلماء، قد جمعها له بعض الناس، فقلت: يا أمير المؤمنين إنما جمع هذا زنديق، فقال: كيف؟ فقلت: إن من أباح المتعة لم يُبِح الغناء، ومن أباح الغناء لم يبح إضافته إلى آلات اللهو، ومن جمع زلل العلماء، ثم أخذ بها ذهب دينه، فأمر بتحريق ذلك الكتاب.
وروى الخطيب بسنده عن صافي الجرمي الخادم قال: انتهى المعتضد وأنا بين يديه إلى منزل شعث، وابنه المقتدر جعفر جالس فيه، وحوله نحو من عشرة من الوصائف، والصبيان من أصحابه في سنِّه عنده، وبين يديه طبق من فضة فيه عنقود عنب، وكان العنب إذ ذاك عزيزًا، وهو يأكل عنبة واحدة، ثم يفرق على أصحابه من الصبيان كل واحد عنبة، فتركه المعتضد، وجلس ناحية في بيت مهمومًا.
فقلت له: ما لك يا أمير المؤمنين؟ فقال: ويحك والله لولا النار والعار لأقتلن هذا الغلام، فإنَّ في قتله صلاحًا للأمة، فقلت: أعيذك بالله يا أمير المؤمنين من ذلك، فقال: ويحك يا صافي، هذا الغلام في غاية السخاء لما أراه يفعل مع الصبيان، فإن طباع الصبيان تأبى الكرم، وهذا في غاية الكرم، وإن الناس من بعدي لا يولون عليهم إلا من هو من ولدي، فسيلي عليهم المكتفي ثم لا تطول أيامه لعلته التي به، وهي داء الخنازير، ثم يموت فيولي الناس جعفرًا هذا الغلام، فيذهب جميع أموال بيت المال إلى الحظايا لشغفه بهن، وقرب عهده من تشببه بهن، فتضيع أمور المسلمين، وتعطل الثغور، وتكثر الفتن والهرج والخوارج والشرور، قال صافي: والله لقد شاهدت ما قاله سواء بسواء؛ [البداية والنهاية: 11/87].
***



الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين Empty
مُساهمةموضوع: رد: الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين   الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين Emptyالإثنين 14 أكتوبر 2024, 2:19 pm

الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين 3420
القصة الثانية والعشرون
ويحك يا ملعون أصدقني بقصتك مع المرأة
روى ابن الجوزي عن بعض خدم المعتضد قال: كان المعتصد يومًا نائمًا وقت القائلة ونحن حول سريره، فاستيقظ مذعورًا، ثم صرخ بنا فجئنا إليه، فقال: ويحكم اذهبوا إلى دجلة، فأول سفينة تجدوها فارغة منحدرة فأتوني بملاحها، واحتفظوا بالسفينة، فذهبنا سراعًا فوجدنا ملاحًا في سميريَّةٍ فارغة منحدرًا، فأتينا به الخليفة، فلما رأى الملاح الخليفة كاد أن يتلف، فصاح به الخليفة صيحة عظيمة، فكادت روح الملاح تخرج، فقال له الخليفة: ويحك يا ملعون، أصدقني عن قصتك مع المرأة التي قتلتها اليوم، وإلا ضربت عنقك.
قال: فتلعثم، ثم قال: نعم يا أمير المؤمنين كنت اليوم سحرًا في مشرعتي الفلانية، فنزلت امرأة لم أر مثلها، وعليها ثياب فاخرة، وحلي كثير وجوهر، فطمعت فيها، واحتلت عليها فشددت فاهاً وغرقتها، وأخذت جميع ما كان عليها من الحلي والقماش، وخشيت أن أرجع به إلى منزلي، فيشتهر خبرها، فأردت الذهاب به إلى واسط، فلقيني هؤلاء الخدم فأخذوني.
فقال: وأين حليها؟ فقال: في صدر السفينة تحت البواري، فأمر الخليفة عند ذلك بإحضار الحلي فجيء به، فإذا هو حلي كثير يساوي أموالًا كثيرة، فأمر الخليفة بتغريق الملاح في المكان الذي غرّق فيه المرأة، وأمر أن ينادي على أهل المرأة ليحضروا حتى يتسلموا مال المرأة، فنادى بذلك ثلاثة أيام في أسواق بغداد وأزقتها، فحضروا بعد ثلاثة أيام، فدفع إليهم ما كان من الحلي وغيره مما كان للمرأة، ولم يذهب منه شيء.
فقال له خدمه: يا أمير المؤمنين من أين عملت هذا؟ قال: رأيت في نومي تلك الساعة شيخًا أبيض الرأس واللحية والثياب، وهو ينادي: يا أحمد يا أحمد، خذ أول ملاح ينحدر الساعة، فاقبض عليه وقرره عن خبر المرأة التي قتلها اليوم وسلبها، فأقم عليه الحد، وكان ما شاهدتم.
وقال جعيف السمرقندي الحاجب: نمت مع مولاي المعتضد في بعض متصيداته، وقد انقطع عن العسكر، وليس معه غيري؛ إذ خرج علينا أسد فقصد قصدنا، فقال لي المعتضد: يا جعيف، أفيك خير اليوم؟ قلت: لا والله، قال: ولا أن تمسك فرسي وأنزل أنا؟ فقلت: بلى، قال: فنزل عن فرسه وغرز أطراف ثيابه في منطقته، واستل سيفه، ورمى بقرابه إليّ، ثم تقدم إلى الأسد فوثب الأسد عليه، فضربه بالسيف فأطار يده، فاشتغل الأسد بيده، فضربه ثانية على هامته ففلقها، فخر الأسد صريعًا، فدنا منه فمسح سيفه في صوفه، ثم أقبل إلي فأغمد سيفه في قرابه، ثم ركب فرسه فذهبنا إلى العسكر.
قال: وصحبته إلى أن مات فما سمعته ذكر ذلك لأحد، فما أدري من أي شيء أعجب؟ من شجاعته أم من عدم احتفاله بذلك حيث لم يذكره لأحد؟ أم من عدم عتبه عليّ حيث ضننت بنفسي عنه؟ والله ما عاتبني في ذلك قط؛ [البداية والنهاية: 11/88].
***



الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين Empty
مُساهمةموضوع: رد: الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين   الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين Emptyالإثنين 14 أكتوبر 2024, 2:19 pm

الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين 3420
القصة الثالثة والعشرون
ادفع إلى هذا حقّه وإلا أذّنت
ذكر القاضي أبو الحسن محمد بن عبد الواحد الهاشمي عن شيخ من التجار قال: كان لي على بعض الأمراء مال كثير فماطلني، ومنعني حقي، وجعل كلما جئت أطالبه حجبني عنه، ويأمر غلمانه يؤذونني، فاشتكيت عليه إلى الوزير، فلم يفد ذلك شيئًا، وإلى أولياء الأمر من الدولة، فلم يقطعوا منه شيئًا، وما زاده ذلك إلا منعًا وجحودًا، فآيست من المال الذي عليه، ودخلني هم من جهته، فبينما أنا كذلك وأنا حائر إلى من أشتكي؛ إذ قال لي رجل: ألا تأتي فلانًا الخياط – إمام مسجد هناك – فقلت وما عسى أن يصنع خياط مع هذا الظالم، وأعيان الدولة لم يقطعوا فيه؟
فقال لي: هو أقطع وأخوف عنده من جميع من اشتكيت إليه، فاذهب إليه لعلك أن تجد عنده فرجًا، قال: فقصدته غير محتفل في أمره، فذكرت له حاجتي ومالي، وما لقيت من هذا الظالم، فقام معي، فحين عاينه الأمير قام إليه، وأكرمه، واحترمه، وبادر إلى قضاء حقي الذي عليه، فأعطانيه كاملًا من غير أن يكون منه إلى الأمير كبير أمر، غير أنه قال له: ادفع إلى هذا الرجل حقه، وإلا أذنت، فتغير لون الأمير ودفع إليّ حقي.
قال التاجر: فعجبت من ذلك الخياط مع رثاثة حاله وضعف بنيته كيف انصاع ذلك الأمير له، ثم إني عرضت عليه شيئًا من المال فلم يقبل مني شيئًا، وقال: لو أردت هذا لكان لي من الأموال ما لا يحصى.
فسألته عن خبره، وذكرت له تعجبي منه، وألححت عليه، فقال: إن سبب ذلك أنه كان عندنا في جوارنا أمير تركي من أعالي الدولة، وهو شاب حسن، فمر به ذات يوم امرأة حسناء قد خرجت من الحمام، وعليها ثياب مرتفعة ذات قيمة، فقام إليها وهو سكران، فتعلق بها يريدها على نفسها ليدخلها منزله، وهي تأبى عليه، وتصيح بأعلى صوتها: يا مسلمون، أنا امرأة ذات زوج، وهذا رجل يريدني على نفسي، ويدخلني منزله، وقد حلف زوجي بالطلاق أن لا  أبيت في غير منزله، ومتى بت هاهنا طلقت منه، ولحقني بسبب ذلك عار لا تدحضه الأيام، ولا تغسله المدامع.
قال الخياط: فقمت إليه، فأنكرت عليه، وأردت خلاص المرأة من يديه، فضربني بدبوس في يده فشج رأسي، وغلب المرأة على نفسها، وأدخلها منزله قهرًا، فرجعت أنا فغسلت الدم عني، وعصبت رأسي، وصليت بالناس العشاء، ثم قلت للجماعة: إن هذا قد فعل ما قد علمتم، فقوموا معي إليه لننكر عليه، ونخلص المرأة منه، فقام الناس معي، فهجمنا عليه داره، فثار إلينا في جماعة من غلمانه، بأيديهم العصى والدبابيس يضربون الناس، وقصدني هو من بينهم فضربني ضربًا شديدًا مبرحًا حتى أدماني، وأخرجنا من منزله، ونحن في غاية الإهانة.
فرجعت إلى منزلي، وأنا لا أهتدي إلى الطريق من شدة الوجع وكثرة الدماء، فنمت على فراشي، فلم يأخذني نوم، وتحيرت ماذا أصنع حتى أنقذ المرأة من يده في الليل، لترجع فتبيت في منزلها حتى لا يقع على زوجها الطلاق، فألهمت أن أؤذن الصبح في أثناء الليل، لكي يظن أن الصبح قد طلع، فيخرجها من منزله، فتذهب إلى منزل زوجها، فصعدت المنارة، وجعلت أنظر إلى باب داره، وأنا أتكلم على عادتي قبل الأذان، هل أرى المرأة قد خرجت، ثم أذنت فلم تخرج، ثم صممت على أنه إن لم تخرج أقمت الصلاة حتى يتحقق الصباح.
فبينا أنا أنظر هل تخرج المرأة أم لا، إذ امتلأت الطريق فرسانًا ورجالة وهم يقولون: أين الذي أذن هذه الساعة؟ فقلت: ها أنا ذا، وأنا أريد أن يعينوني عليه، فقالوا: انزل، فنزلت، فقالوا: أجب أمير المؤمنين، فأخذوني، وذهبوا بي لا أملك من نفسي شيئًا، حتى أدخلوني عليه، فلما رأيته جالسًا في مقام الخلافة ارتعدت من الخوف، وفزعت فزعًا شديدًا، فقال: ادن، فدنوت، فقال لي: ليسكن روعك، وليهدأ قلبك، وما زال يلاطفني حتى اطمأننت، وذهب خوفي.
فقال: أنت الذي أذنت هذه الساعة؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين، فقال: ما حملك على أن أذنت هذه الساعة، وقد بقى من الليل أكثر مما مضى منه؟ فتغرَّ بذلك الصائم والمسافر والمصلي وغيرهم؟ فقلت: يؤمنني أمير المؤمنين حتى أقص عليه خبري؟ فقال: أنت آمن، فذكرت له القصة، قال: فغضب غضبًا شديدًا، وأمر بإحضار ذلك الأمير والمرأة من ساعته على أي حالة كانا، فاحضرا سريعًا، فبعث بالمرأة إلى زوجها مع نسوة من جهته ثقات، ومعهن ثقة من جهته أيضًا، وأمره أن يأمر زوجها بالعفو والصفح عنها والإحسان إليها، فإنها مكرهة ومعذورة.
ثم أقبل على ذلك الشاب الأمير، فقال له: كم لك من الرزق؟ وكم عندك من المال؟ وكم عندك من الجواري والزوجات؟ فذكر له شيئًا كثيرًا. فقال له: ويحك أما كفاك ما أنعم الله به عليك، حتى انتهكت حرمة الله، وتعديت حدوده، وتجرأت على السلطان، وما كفاك ذلك أيضًا حتى عمدت إلى رجل أمرك بالمعروف ونهاك عن المنكر، فضربته وأهنته وأدميته؟ فلم يكن له جواب.
فأمر به فجعل في رجله قيد، وفي عنقه غل، ثم أمر به فأدخل في جوالق، ثم أمر به، فضرب بالدبابيس ضربًا شديدًا، حتى خفت، ثم أمر به فألقي في دجلة، فكان ذلك آخر العهد به، ثم أمر بدرًا صاحب الشرطة أن يحتاط على ما في داره من الحواصل والأموال التي كان يتناولها من بيت المال، ثم قال لذلك الرجل الصالح الخياط: كلما رأيت منكرًا صغيرًا كان أو كبيرًا، ولو على هذا –وأشار إلى صاحب الشرطة– فأعلمني، فإن اتفق اجتماعك بي، وإلا فعلى ما بيني وبينك الأذان، فأذن في أي وقت كان أو في مثل وقتك هذا، قال: فلهذا لا آمر أحدًا من هؤلاء الدولة بشيء إلا امتثلوه، ولا أنهاهم عن شيء إلا تركوه خوفًا من المعتضد، وما احتجت أن أؤذن في مثل تلك الساعة إلى الآن؛ [البداية والنهاية: 11/89].
***



الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين Empty
مُساهمةموضوع: رد: الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين   الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين Emptyالإثنين 14 أكتوبر 2024, 3:31 pm

الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين 3420
القصة الرابعة والعشرون
الخليفة المثمن
الخليفة المثمن هو المعتصم محمد بن هارون الرشيد بن المهدي بن منصور العباسي، عهد إليه بالخلافة المأمون، وكان شجاعًا شهمًا مهيبًا، لكنه كثير اللهو مسرف على نفسه، وهو الذي افتتح عمورية من أرض الروم.
ويقال له المثمن؛ لأنه ولد سنة ثمانين ومائة، في ثامن عشر منها، وهو ثامن الخلفاء من بني العباس، وفتح ثماني فتوحات، وقف في خدمته ثمانية ملوك من العجم، ثم قتل ستة منهم، واستخلف ثماني سنين وثمانية أشهر وثمانية أيام، وخلف ثمانية بنين وثماني بنات، وخلّف من الذهب ثمانية آلاف دينار، ومن الدراهم ثمانية عشرة ألف ألف درهم، ومن الخيل ثمانية ألف فرس، ومن الجمال والبغال مثل ذلك، ومن المماليك ثمانية آلاف مملوك وثمانية آلاف جارية، وبني ثمانية قصور، هكذا قيل في التواريخ، فإن صحّ هذا فهو من جملة العجائب، قالوا: وكانت له نفس سبعية، إذا غضب لم يبال بمن قتل ولا بما فعل، وعمره سبع وأربعون سنة، وأقام بعده ابنه الواثق؛ [مرآة الجنان: 2/71].
***



الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين Empty
مُساهمةموضوع: رد: الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين   الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين Emptyالإثنين 14 أكتوبر 2024, 3:31 pm

الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين 3420
القصة الخامسة والعشرون
قد صرت إلى ما صرت إليه وليس لك حامد
كان ابن الزيات قد اتخذ تنّورًا من حديد، وأطراف مساميره المحددة إلى داخل، يعذب به المصادرين وأرباب الدواوين، فكلما تحرك واحد منهم من حرارة العقوبة تدخل المسامير في جسمه، فيجد لذلك أشد الألم، ولم يسبقه أحد إلى مثل ذلك، وكان إذا قال له أحد منهم: أيها الوزير؛ ارحمني، يقول: الرحمة خور في الطبيعة، فلما اعتقله المتوكّل أمر بإدخاله في التنور، وقيده بخمسة عشر رطلًا من الحديد.
فقال: يا أمير المؤمنين ارحمني؛ فقال: الرحمة خور في الطبيعة، كما كان هو يقول للناس، فطلب دواة وبطاقة فأحضرتا إليه، فكتب:

هي السبيل فمن يوم إلى يوم
        كأنه ما تريك العين في النوم
لا تجزعنّ رويدًا إنها دولٌ
        دنيا تنقل من قوم إلى قوم


 وسيّرها إلى المتوكل واشتغل عنها، ولم يقف عليها إلا في الغد، فلما قرأها أمر بإخراجه، فجاؤوا إليه فوجدوه ميتًا، وكانت مدة إقامته في ذلك التنور أربعين يومًا.
ولما جعل في التنور قالت له خادمته: يا سيدي؛ قد صرتَ إلى ما صرتَ إليه، وليس لك حامد، فقال: وما نفع البرامكة صنيعهم؟ فقالت له: ذكراهم هذه الساعة. قال: ثمَّ. [مرآة الجنان: 2/84].
***



الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين Empty
مُساهمةموضوع: رد: الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين   الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين Emptyالإثنين 14 أكتوبر 2024, 3:32 pm

الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين 3420
القصة السادسة والعشرون
كان أبو مسلم يجد نفسه في الملاحم أنه مميت دولة ومحيي دولة
وثب في سنة اثنتين وثلاثين ومائة أبو مسلم الخراساني على مقدم خراسان فقتله، وقعد في الدّست( ) (صدر المجلس)، وسلّم عليه بالإمرة وخطب، ودعا للسفاح، وانقطعت ولاية بني أمية عن خراسان.
ولما مات السفاح، وتولى أخوه أبو جعفر المنصور، صدرت عن أبي مسلم الخراساني إساءات وقضايا غيّرت قلب المنصور عليه، فعزم على قتله.
وقيل إن المنصور قال لسالم بن قتيبة بن مسلم الباهلي: ما ترى في أبي مسلم؟ فقال: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} [الأنبياء: 22] فقال: حسبك يا بن قتيبة، لقد أودعتها أذنًا واعية، وكان أبو مسلم ينظر في كتب الملاحم، ويجد خبره فيها، وأنه مميت دولة ومحيي دولة، وأنه يقتل ببلاد الروم.
وكان المنصور يومئذٍ برومية المدائن التي بناها كسرى، ولم يخطر لأبي مسلم أنها موضع قتله، بل راح وهمه إلى بلاد الروم، وكانت رومية المذكورة قد بناها الإسكندر ذو القرنين لما أقام بالمدائن، وكان قد طاف الأرض شرقًا وغربًا، ولم يختر منها منزلًا سوى المدائن، فنزلها، وبنى رومية المذكور على ما ذكروا، والله أعلم.
فلما عاد أبو مسلم من سفر حجه دخل على المنصور، فرحب به، ثم أمره بالانصراف إلى مخيمه، وانتظر المنصور فيه الغرض والغوائل، ثم إن أبا مسلم ركب إليه مرارًا فأظهر له التحني، ثم جاءه يومًا فقيل له: إنه يتوضأ للصلاة، فقعد تحت الرواق، ورتب له المنصور جماعة يقفون وراء السرير، فإذا عاتبه وضرب يدًا على يد ظهروا، وضربوا عنقه، ثم جلس المنصور وأذن له، فدخل وسلم فردّ، وأمره بالجلوس، وحادثه ثم عاتبه، وقال: فعلتَ وفعلتَ، فقال: أبو مسلم: ما يقال هذا بعد بيعتي واجتهادي، وما كان مني، فقال له: يا ابن الخبيثة، إنما فعلت ذلك تحريًا وحفظًا، ولو كان مكانك أمة سوداء لعملت عملك، ألست الكاتب إلي تبدأ بنفسك قبلي؟ ألست الكاتب يخطب عني آسية، وتزعم أنك من ولد سليط بن عبد الله بن عباس، لقد ارتقيت لا أم لك مرتقى صعبًا.
فأخذ أبو مسلم بيده يعركها ويقبلها ويعتذر إليه، فقال له المنصور: -وهو آخر كلامه- قتلني الله إن لم أقتلك، ثم صفق بإحدى يديه على الأخرى، فخرج إليه القوم، وخبطوه بسيوفهم، والمنصور يصيح: اضربوا قطع الله أيديكم، وكان أبو مسلم قد قال عند أول ضربة: استبقني يا أمير المؤمنين لعدوك، فقال لا أبقاني الله أبدًا، وأي عدو أعدى منك؟ ولما قتله أدرجه في بساط، فدخل عليه جعفر بن حنظلة، فقال له المنصور: ما تقول في أمر أبي مسلم؟
فقال: يا أمير المؤمنين إن كنت أخذت من رأسه شعرة، فاقتل، ثم اقتل، ثم اقتل، فقال له المنصور وفقك الله، ها هو في البساط، فلما نظر إليه قتيلًا قال: يا أمير المؤمنين عدّ هذا اليوم أول خلافتك، ثم أقبل المنصور على من حضر وأبو مسلم طريح بين يديه، وأنشد.

زعمت أنَّ الدَّين لا يقتضي
        فاستوفِ بالكيل أبا مخرم
اشرب بكأسٍ كنت تسقي
        بها أمرُّ في الحلق من العلقم

واختلف في نسب أبي مسلم: فقيل من العرب، وقيل من العجم، وقيل من الأكراد، وفي ذلك يقول أبو دلامة:

أبا مخرم ما غيَّر الله نعمةً
        على عبده حتى يغيِّرها العبد
أفي دولة المنصور حاولت غدرةً
        ألا إن أهل الغدر آباؤك الكردُ
أبا مخرم خوَّفت بالقتل فاتحًا
        عليك بما خوفتني الأسد الورد

ووصف المدائني أبا مسلم، فقال: كان قصيرًا أسمر، جميلًا حلوًا، أنقى البشرة، أحور العين، عريض الجبهة، حسن اللحية، وافرها، طويل الشعر، قصير الساق والفخذ، خافض الصوت، فصيحًا بالعربية والفارسية، حلو المنطق، راوية للشعر عالماً بالأمور، ولم يُرى ضاحكًا ولا مازحًا إلا في وقته، ولا يكاد يطلب في شيء من أحواله، تأتيه الفتوحات العظام، فلا يظهر عليه أثر السرور، وتنزل به الحوادث الفادحة فلا يرى مكتئبًا، وإذا غضب لم يستفزه الغضب، ولا يأتي النساء في السنة إلا مرة، وكان من أشد الناس غيرةً، وقيل له: بم بلغت ما بلغت؟ فقال: ما أخرت أمر يومي إلى غدٍ قط؛ [مرآة الجنان: 1/226].
***



الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين Empty
مُساهمةموضوع: رد: الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين   الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين Emptyالإثنين 14 أكتوبر 2024, 3:33 pm

الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين 3420
القصة السابعة والعشرون
يا غلام احشُ فاه درًّا وجوهرًا
مما يحكى عن الخليفة هشام بن عبد الملك أنه خرج ذات يوم إلى الصيد، فنظر إلى ظبي فتبعه، فأحالته الكلاب إلى أن وصل به إلى صبي يرعى غنمًا، فقال له: يا صبي دونك الظبي ائتني به، فقال له الصبي: فقدت الحياة لو نظرت إليّ باستصغار، وعاشرتني باحتقار، وكلامك كلام جبار، وفعلك فعل حمار.
قال: يا غلام، أو لم تعرفني؟ قال: بلى، قد عرفني بك سوء أدبك؛ إذ بدأتني بكلامك قبل سلامك، قال له: وأنا هشام بن عبد الملك، قال: لا قرب الله دارك، ولا حيا قرارك، قال: فوالله، ما استتم كلامه حتى أحدقت به الخيول والجيوش من كل جانب ومكان، كل له يقول: السلام عليك يا أمير المؤمنين، السلام عليك يا أمير المؤمنين، فقال: أقصروا من السلام، واحفظوا بالغلام، وألحقوني به، قال: ثم ركب مغضبًا إلى داره، فلما وصل إلى داره، وركب على سرير ملكه، أقبلت إليه الحرفاء والوزراء والأمراء والكتاب، كل يقول: السلام عليك يا أمير المؤمنين، السلام عليك يا أمير المؤمنين، وذلك الصبي ساكت، قد أرسل ذقنه على صدره، وقرن عينيه، وسكت عن الكلام، وامتنع عن السلام، فقال له بعض الوزراء: يا كلب العرب، ما منعك أن تسلم على أمير المؤمنين؟ قال: يا بردعة الحمار، منعني من ذلك طول الطريق.
فقال له بعض الحرفاء: يا جحش العرب، بلغ من فضولك أن تخاطب أمير المؤمنين كلمة بكلمة، فقال: رمتك الجندل، ولأمك الهبل، أو ما سمعت قول الله عز وجل في كتابه المنزل على نبيه المُرسل: {يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا} [النحل: 111]، فإذا كان الله تعالى يجادل جدالًا، فمن هشام حتى لا يخاطب خطابًا، فعند ذلك اغتاظ الملك من كلامه، وقال: عليّ برأس الغلام فقد أكثر الكلام، فوضع ذلك الصبي في نطع الدم، وجرِّد سيف النقمة ليضرب عنقه، فقال له الضراب: يا سيدي، عبدك المذل بنفسه، المنقلب إلى رمسه، أضرب عنقه، وأنا بريء من دمه؟ قال: اضرب عنقه: فاستأذنه ثانية فأذن له، ثم استأذنه ثالثة فأذن له، فضحك ذلك الصبي وهو في نطع الدم، فقال أقيموه، ثم قال له: يا غلام أنت تضحك في الممات، وتجادل في الحياة، أتستهزئ بنا أم بنفسك؟ قال: يا أمير المؤمنين، اسمع مني كلمتين، وأفعل ما بدا لك، قال: قل.
قال: فوالله إن هذا أول أوقاتي من الآخرة، وآخر أوقاتي من الدنيا، فوالله لئن كان من المدة تقصير، وفي الأجل تأجيل لا يضرني من كلامك هذا لا قليل ولا كثير، ولكن يا أمير المؤمنين أبيات من الشعر حضرتني اسمعها مني، قل: قال: فقال:

نبئت أن الباز خلَّف مرةً
        عصفور برٍّ ساقه المقدور
فتكلم العصفور في أظفاره
        والباز منهمك عليه يطير
ما فيّ ما يغني لمثلك شبعة
        ولئن أكلت فإنني لحقير
فتعجب الباز المدلُّ بنفسه
        عجبًا وأفلت ذلك العصفور

قال فخر هشام بن عبد الملك على وجهه ضاحكًا، وقال: والله لو تلفظ بهذا الكلام في وقت من أول أوقاته، وطلب ما دون الخلافة لأعطيته إياه، يا غلام احشُ فاه درًّا وجوهرًا، قال: فحشي فاه درًّا وجوهرًا، وأعطاه الجائزة والكسوة، وراح إلى أهله مسرورًا؛ [مرآة الجنان: 1/205].
***



الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين Empty
مُساهمةموضوع: رد: الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين   الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين Emptyالإثنين 14 أكتوبر 2024, 3:33 pm

الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين 3420
القصة الثامنة والعشرون
حتى يعشعش في أرجائك البوم
أشرف المأمون يومًا من قصره، فرأى رجلًا وفي يده فحمة، وهو يكتب بها على حائط القصر، فقال المأمون لأحد غلمانه: انزل إلى ذلك الرجل، فأمسك بيده، واقرأ ما كتب، وائتني به.
فنزل الغلام فأدركه، وقبض على يده، وقرأ ما كتب فإذا هو:

يا قصر جمع فيك الشؤم واللوم
        حتى يعشِّش في أرجائك البوم
يوم يعشش فيك البوم من فرحي
        أكون أول من ينعاك مرغوم


فقال له: أجب أمير المؤمنين، قال: سألتك بالله، لا تذهب بي إليه، قال: إنه يراك.
فلما مَثُل بين يديه، قال الغلام: وجدته قد كتب كذا وكذا، وذكر البيتين.
فقال المأمون: ويلك!! ما حملك على هذا؟
فقال الرجل: يا أمير المؤمنين، إنه لم يخف عنك ما حواه هذا القصر من خزائن الأموال، والحلي، والحلل، والطعام، والشراب، والفرش، والجواري والخدم، فمررت عليه وأنا في غاية من سوء الحال من الجوع والعطش، ولي يومان ما أستطعم فيهما بطعام ولا شراب، فوقفت ساعة، وفكّرت في نفسي، وقلت: هذا القصر عامر، وأنا جائع، فلا فائدة له، فلو كان خرابًا ومررت به على تلك الحالة لم أعدم رخامةً، أو خشبة، أو مسمارًا أبيعه وأتقوّت بثمنه، أو ما علم أمير المؤمنين –أعزه الله تعالى– أنه قيل:

إذا لم يكن للمرء في دولة امرئٍ
        نصيبٌ ولا حظٌّ تمنى زوالها
وما ذاك عن بغض ولا عن كراهة
        ولكن يرى نفعه بانتقالها


فقال المأمون: يا غلام، أعطه ألف دينار، وأطعمه، واسقه، وقال له: يا هذا، هي لك في كل سنة ما دام قصرنا عامرًا بنا؛ [المختار من نوادر الأخبار: ص74].
***



الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين Empty
مُساهمةموضوع: رد: الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين   الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين Emptyالإثنين 14 أكتوبر 2024, 3:34 pm

الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين 3420
القصة التاسعة والعشرون
وصلت فأجزلت ومننت فأعظمت المنة
قال جمال الدين أبو الفرج ابن الجوزي: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد قال: بلغني أن المهدي لما فرغ من (عيسا باذ) ركب في جماعة يسيرة لينظر، فدخل مفاجأة، فأخرج كل من كان هناك من الناس، وبقي رجلان خفيا عن أبصار الأعوان، فرأى المهدي أحدهما وهو دهش لا يعقل، فقال: من أنت؟ قال: أنا أنا أنا، قال: ويلك من أنت؟ قال: لا أدري، قال: ألك حاجة؟ قال: لا، لا، قال: أخرجوه، أخرج الله نفسه، فدفع في قفاه، فلما خرج قال لغلامه: اتبعه من حيث لا يعلم، فسل عن أمره ومهنته، فإني أخاله حائكًا، فخرج الغلام يقفوه.
ثم رأى الآخر فاستنطقه، فأجابه بقلب قوي ولسان جريء، فقال: من أنت؟ فقال رجل من أبناء رجال دعوتك، قال: فما جاء بك إلى هنا؟ قال: جئت لأنظر هذا البناء الحسن، وأتمتع بالنظر، وأكثر من الدعاء لأمير المؤمنين بطول المدة، وتمام النعمة، ونماء العز والسلامة.
قال: ألك حاجة؟ قال: نعم، خطبت ابنة عم لي فردني أبوها، وقال: لا مال لك، والناس يرغبون في المال، وأنا بها مشغوف، قال: قد أمرت لك بخمسين ألف درهم، قال: جعلني الله فداك يا أمير المؤمنين، قد وصلت فأجزلت الصلة، ومننت فأعظمت المنة، فجعل الله باقي عمرك أكثر من ماضيه، وآخر أيامك خيرًا من أولها، ومتعك بما أنعم به، وأمتع رعيتك بك.
فأمر أن تجزل صلته ووجَّه بعض خاصته معه، وقال: سَلْ عن مهنته، فإني أخاله كاتبًا، فجاء الرسول الأول، فقال: وجدته حائكًا، وأخبر الآخر قال: وجدته كاتباً،. فقال المهدي: لم يخف علي مخاطبة الحائك والكاتب؛ [أخبار الحمقى والمغفلين: ص22].
***



الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين Empty
مُساهمةموضوع: رد: الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين   الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين Emptyالإثنين 14 أكتوبر 2024, 3:34 pm

الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين 3420
القصة المتممة للثلاثين
الخليفة المنصور يخضع لحكم القضاء
«كان الخليفة المدعو بالمنصور، من بني العباس بن عبد المطلب، بالمثابة التي كان عليها من شموخ أنفه وسموّ سلطانه، فما زاده التذلل للحكم الشرعي إلا رفعةً إلى رفعته، وعزّةً إلى عزته، فقد جرى حتى الآن المثل بما حدث له مع محمد ابن عمران، قاضي المدينة في وقته، وذلك أنه لما وصل إليها حاجًّا، تظلّم منه الجمَّالون، وصاحوا على القاضي.
قال الشيباني: «فكنت كاتبه؛ فأمرني أن أكتب إلى المنصور رقعةً في الحضور مع من تظلم منه، فقالت: «تعفيني من هذا، فإنه يعرف خطي!». فقال: «إذاً لا يحملها غيرك!»، فكتب، ثمَّ ختم الكتاب، ومضيت، ودفعته إلى الربيع، واعتذرت.
قال: «لا عليك!» ودخل بالكتاب، ثم خرج؛ فقال: «أيها الناس، إن أمير المؤمنين يقرأ عليكم السلام، ويقول لكم: قد دعيت إلى مجلس الحكم الشرعي؛ فلا يتبعني أحد منكم، ولا يكلمني، ولا يقم إليَّ إذا خرجت».
قال: «ثم برز، وبعض وزرائه بين يديه، وأنا خلفه، وهو في مئزر ورداء؛ فلم يقم إليه أحد، فلما دخل المسجد، بدأ بالقبر؛ فسلّم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم قال للربيع: «أخشى أن تدخل ابن عمران منّي هيبة، فيتحول عن مجلسه، ولئن فعل، لا ولي لي ولايةً أبدًا!».
ثم سار إلى القاضي، فلما رآه، وكان متكيًا، أطلق رداءه على عاتقه، ثم احتبى ودعا بالخصوم، ثم قضى لهم بحقهم، وانفصل الخليفة إلى محلّه، فلما وصل، أمر الربيع بإحضار القاضي، فلما دخل عليه، قال له: «جزاك الله عن دينك، وعن نفسك، وعن خليفتك، أحسن جزائه!»، وأمر له بعشرة آلاف درهم، فبقى هذا الفعل من المنصور عبد الله العباسي معدودًا على مرّ الأيام في مناقبه، معروفًا من فضائله، مرسومًا في كتاب حسناته»؛ [تاريخ قضاة الأندلس: ص51].
***



الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين Empty
مُساهمةموضوع: رد: الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين   الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين Emptyالإثنين 14 أكتوبر 2024, 3:35 pm

الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين 3420
القصة الحادية والثلاثون
إنا معشر بني مروان لا تأخذنا في الله لومة لائم
أمر الأمير عبد الرحمن بحبس ابن أخي محظية أبيه الحكم؛ لأنه شهِد عليه بلفظ نطق به عابثًا في يوم غيث، وطلب الشهادة عليه، وأبرمته عمته في إطلاقه، وكانت مدلة عليه لمكانها من أبيه، فقال لها: «مهلًا يا أمّاه، فلا بد والله من أن يكشف أهل العلم عما يجب عليه في لفظه ذلك الذي شهد به عليه، ثم يكون الفصل بعد في أمره، فإنا معشر بني مروان لا تأخذنا في الله لومة لائم، وما نرى أن الله رفع ملكنا، وجمع بهذه الجزيرة فلّنا، وأعلى فيها ذكرنا، حتى صرنا شجى في حلق عدونا، إلا بإقامة حدوده، وإعزاز دينه، وجهاد عدوه، مع مجانبة الأهواء المضلة، والبدع المردية».
ثم أمر الحاجب أن يحضر القضاة بين يديه، فشاورهم في أمر ابن أخي عجب، وأخبرهم بما كان من لفظه، فتوقف القاضي محمد بن زياد على القول بسفك دمه، وتبعه في ذلك من الفقهاء أبو زيد وعبد الأعلى وأبان.
وأفتى بقتله عبد الملك بن حبيب، وأصبغ بن خليل معًا، فأمرهم محمد بن السليم أن ينصّوا فتواهم على وجوهها في صكّ، ليرفعها إلى الأمير، ليرى فيها رأيه، وفعلوا، فلما تصفّح الأمير أقوالهم، استحسن قول ابن حبيب وأصبغ، ورأى ما رأيا من قتله.
وأمر الفتى حسّانًا؛ فخرج إليهم؛ فقال لابن السليم: «قد فهم الأمير ما أفتى به القوم من أمر هذا الفاسق، وهو يقول لك: أيها القاضي! اذهب؛ فقد عزلناك، وأما أنت، يا عبد الأعلى! فقد كان يحيى بن يحيى يشهد عليك بالزندقة؛ ومن كانت هذه حاله، فحري ألا تسمع فتواه، وأما أنت، يا أبان بن عيسى! إنا أردنا أن نوليك قضاء جيّان؛ فزعمت أنك لا تحسن القضاء، فإن كنت صادقًا فعليك أن تتعلم؛ وإن كنت كاذبًا، فالكاذب لا يكون أمينًا مفتيًا!».
ثم قال حسان لصاحب المدينة: «يأمرك الأمير أن تخرج الآن مع هذين الشخصين عبد الملك وأصبغ؛ فتأمر لهما بأربعين من الغلمان ينفذون لهما في هذا الفاسق ما رأياه!»، ثم أخرج المحبوس، ووقفا معًا حتى رُفع فوق خشبة، وهو يقول لعبد الملك: «يا أبا مروان! اتقوا الله – عز وجل – في دمي! فإني أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله!»، وعبد الملك يقول: «الآن! وقد عصيت!» حتى طُعن. وانصرفا؛ [تاريخ قضاة الأندلس: ص55].
***



الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين Empty
مُساهمةموضوع: رد: الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين   الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين Emptyالإثنين 14 أكتوبر 2024, 3:36 pm

الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين 3420
القصة الثانية والثلاثون
الملك فاروق والإنكليز
كان إحدى القضايا الرئيسة التي توصل إليها الحاكم الفرنسي لويس التاسع بعد خلاصه من أمر المسلمين هي عدم حكم الصليبيين بأنفسهم المسلمين، وأوصى لويس قومه بالسيطرة على حكام المسلمين، وحكم المسلمين بواسطتهم، وهذا ما فعله الصليبيون في فترة الاستعمار البغيض.
وهذا ما فعلته بريطانيا عندما حكمت أكبر الدول العربية وهي مصر، وقد كشفت الوثائق البريطانية التي كشف عنها بعد خمسين عامًا على وقوع أحداثها، وسأعرض لواقعة واحدة كشف عنها في (28/ 9 /1986م) ونشرت ترجمتها جريدة القبس الكويتية، ففي عام (1942م) اهتز عرش الملك فاروق بعنف؛ لأن السفير البريطاني شعر أن الملك يريد أن يتمرد على أسياده الإنجليز، فاصطحب السفير البريطاني جيشه المدجج بالسلاح، وأحاط بقصر عابدين، وكاد يسقط الملك عن كرسيه، لولا أن الملك سارع إلى القبول بكل ما طلبه السفير البريطاني منه، وقد أرسل السفير البريطاني في مصر عدة برقيات إلى وزارة الخارجية البريطانية دوَّن فيها وقائع تلك الحادثة بدقة.
لقد تضمنت البرقية التي أرسلها السفير البريطاني بتاريخ 5 فبراير 1942م، إلى وزارة الخارجية نص البيان الشفوي الذي تلاه على الملك فاروق، ويظهر نص البرقية بوضوح الصلف الإنجليزي الذي عامل به السفير الملك، كما يظهر مدى قوة الإنجليز وسيطرتهم، حتى إن السفير أنذر الملك بالطرد والعزل، وتستطيع أن تقرأ عبر البرقية الكلمات المهينة التي خاطب بها ذلك السفير الملك، وسأنقل البرقية التي أرسلها السفير البريطاني بأرقامها وتاريخها وساعة إرسالها.
(لهذه البرقية طابع سري خاص، وعلى المفوض بتسلمها أن يحتفظ بها، ولا يعمل على تمريرها).
التوزيع: وزارة الحرب.
من: مصر.
من القاهرة إلى وزارة الخارجية.
السير م. لامبسون
رقم 492 في 5 شباط (فبراير) 1942م. أرسلت الساعة 1:32 مساء يوم 5 شباط (فبراير) 1942م. تسلمت الساعة 4:50 مساء يوم 5 شباط (فبراير) 1942م.
وإيماءً إلى برقيتي رقم 491.
وفيما يلي نص البيان الشفوي الذي تلوته على الملك فاروق:
«لقد وضح في الماضي الطويل أن جلالتكم تخضعون لتأثير مستشارين لا يقتصر أمرهم على من حولهم غير مخلصين للتحالف مع بريطانيا العظمى وحسب، بل إنهم يعملون في الواقع ضده، وبهذا يساعدون العدو، إن مسلك جلالتكم وشركائكم يمثل إخلالًا بالمادة (5) من معاهدة التحالف، وبمقتضاها يتعهد كل طرف سام متعاقد بألا يتخذ بالنسبة للبلدان الأجنبية موقفًا لا يتفق مع التحالف.
وفضلًا عن ذلك، فإن جلالتكم قد قمتم باستهتار، وبلا ضرورة بإثارة أزمة حول قرار اتخذته الحكومة المصرية بمقتضى التحالف، وهو ما تبرره المادة 5 من المعاهدة تبريرًا تمامًا.
وأخيرًا، فإن جلالتكم، وقد عجزتم عن إقامة حكومة ائتلافية، رفضتم إسناد الحكم إلى الحزب السياسي المتزعم الذي له وحده، بحكم حصوله على التأييد العام للبلاد وضع يطوع له تأمين تنفيذ المعاهدة تنفيذًا مستمرًّا بروح الصداقة التي استلهمتها.
إن مثل هذا التهور وعدم المسؤولية من جانب العاهل إنما يعرض أمن مصر والقوات المتحالفة للخطر، ويوضح أن جلالتكم لم تعودوا أهلًا للبقاء على العرش».
نص التبليغ الشفوي الذي وجهه السفير البريطاني (السير مايلز لامبسون) إلى الملك فاروق أثناء مقابلته في الحصار.
وفي برقية أخرى أرسل بها السفير إلى أنتني إيدن وزير الخارجية البريطاني في اليوم نفسه (5 /2 /1942م)، شرح فيها الأسباب التي جعلته يعطي فرصة للملك فاروق، ويظهر من خلال سطور البرقية القليلة فلسفة الاحتلال البريطاني في إدارة شؤون مصر، فهم يعتمدون على وجود القوى المتناقضة، (السفارة البريطانية، القصر الملكي، القوى السياسية المصرية الممثلة في الأحزاب).
يقول لامبسون السفير البريطاني في برقيته: «لقد اتفقت مع وجهات نظر أوليفر ليتلتون متزايدة القوة بأن حجتنا قد تكون ضعيفة جدًّا لو أننا طردنا هذا الولد بسبب تأخره ثلاث ساعات، ولو أن ذلك لم يكن هو السبب الحقيقي، وعلاوة على ذلك، كان يدور في خاطري أنه من المحتمل جدًّا أن يأتي اليوم الذي نجد فيه أن القصر مفيد ككابح للوفد! إن الكرسي ذا الأرجل الثلاثة لا يمكن أبدًا أن يكون مستقرًّا تمامًا إذا ما انكسرت واحدة من الأرجل».
وقد وصف لامبسون في برقية أخرى وقائع الأحداث التي أذل بها ملك مصر ورجالاتها، وإليك هذه الوقائع كما دوّنها السفير بنفسه: (لهذه البرقية طابع سري خاص، وعلى المفوض بتسلمها أن يحتفظ بها، ولا يعمل على تمريرها).
(بالشفرة).
التوزيع: وزارة الحرب.
من: مصر.
من القاهرة إلى وزارة الخارجية.
السير م. لامبسون.
رقم 491 في 5 شباط (فبراير) 1942م.
أرسلت الساعة 7:00 مساءً يوم 5 شباط/ (فبراير) 1942م. تسلمت الساعة 1:40 صباح اليوم 6 شباط (فبراير) 1942م.
عاجل:
1- إيماء إلى برقيتي رقم 489 G/33/ 579 J ربما يهمكم الحصول على تقرير أوفى عن أحداث هذه الليلة، وهي في حد ذاتها تستحق التسجيل.
2- في الساعة التاسعة مساءً وصلت إلى القصر، وفي صحبتي الجنرال ستون ورهط مهيب من ضباط عسكريين أشداء تم انتقاؤهم خصيصاً، وهم مدججون بالسلاح إلى أسنانهم، وفي الطريق اجتزنا عبر صفوف من وسائل النقل العسكرية الممتدة إلى الأفق، وهي متجهة عبر الشوارع مطفأة الأنوار لاحتلال مواقعها حول القصر.
وكان في وسعي أن ألاحظ من إمارات الدهشة التي ارتسمت على وجه تشريفاتي البلاط الذي استقبلني عند مدخل القصر، إن هذا الوصول المهيب قد سجل أثرًا مبدئيًّا مباشرًا، وبينما كنا ننتظر في الطابق العلوي، كنت أسمع أصوات عجيج الدبابات والعربات المصفحة، وهي تتخذ مواقعها حول القصر، استنادًا إلى أن ياورانات القصر كانوا يذرعون المكان جيئةً وذهابًا، فإن هذا الأمر لم يسبب قلقًا قليلًا، وزاد من تصاعد التوقعات بشأن الأحداث المقبلة.
3- ترتب على ذلك تأخير لمدة تقرب من خمس دقائق في استدعائي إلى حجرة الملك، وكنت لدى دعوتي لدخولها أهم بإبداء عدم استعدادي للبقاء منتظرًا، وحاول كبير التشريفاتية اعتراض الجنرال ستون المرافق لي، ولكنني نحيته جانبًا، ودخلنا إلى الحضرة الملكية دون مشكلة أخرى.
4- واضح أن الملك أخذ على غرة، فأشار ببقاء حسنين باشا في الاجتماع، وهو ما وافقت عليه.
5- مضيت إلى العمل رأسًا، فقد كنت انتظر ردًّا بنعم أو لا قبل الساعة السادسة مساءً على رسالتي في الصباح وعوضًا عن ذلك، جاءني حسنين باشا في الساعة 6:15 مساءً برسالة لا يسعني إلا أن اعتبرها «لا»، ولابد أن يقال هنا الآن دون أي مواربة أخرى هل (الرد) هو لا؟
حاول الملك فاروق التدخل، ولكنني قطعت عليه الطريق قائلًا في سخط متزايد: إن الأمور شديدة الخطورة، وإنني اعتبرت الرد بلا، وإنني سأمضي بناءً على ذلك في أداء عملي، وأتلو عليه بتأكيد تام وغضب متزايد البيان الوارد في برقيتي التالية مباشرة، وفي النهاية سلمته نص الخطاب للتنازل عن العرش قائلًا إنه يتعين التوقيع عليه حالًا أو إنني سأجابهه بما هو أشد كرهًا.
6- تردد الملك فاروق لحظة، واعتقادي أنه كان مزمعًا على توقيع الخطاب لولا أن حسنين تدخل باللغة العربية، بعد فترة توتر، كان الرعب قد استولى تمامًا على الملك فاروق، تطلع إلى أعلى، وتساءل بما يكاد يورث ما لا يطاق دون شيء من عنجهيته السابقة، عما إذا كنت أمنحه فرصة أخرى؟ فرددت قائلًا: إنني أريد أن أعرف على القطع ما هو اقتراحه؟ فرد على سؤالي المكرر بأن اقتراحه يتحصل في أنه سيستدعي النحاس على الفور في حضوري إن شئت، ويطلب منه تشكيل حكومته، وبعد التأكد صراحة من أنه يعني حكومة يختارها النحاس بنفسه، تعمدت التردد لحظة، وقلت في النهاية إنني إذ تحدوني رغبة في الحيلولة دون حدوث تعقيدات محتملة في البلاد، أميل إلى إعطائه هذه الفرصة الأخرى، ولكن عليه أن يتصرف فورًا، وقال الملك بكثير من الانفعال إنه حرصًا على شرفه الخاص ومصلحة بلاده يستدعي النحاس فورًا.
7- فقلت: إنني موافق.
8- بعد ذلك أجهد الملك نفسه لكي يجعل من نفسه شخصًا مقبولًا، بل لطيف المعشر حتى لقد شكرني شخصيًا، لأنني حاولت مساعدته دائمًا.
9- ثم تركناه واجتزنا عبر ممرات احتشد فيها الضباط البريطانيون وتشريفاتية البلاط، وكان الأخيرون مجموعة من الدجاجات المذعورة. والشيء نفسه كان في مدخل القائمة السفلى حيث تراءى عند المدخل صفان من الجنود البريطانيين المسلحين الصارمين بخوذاتهم الفولاذية وبنادقهم ومدافع تومي الجاهزة للانطلاق، ولم يخفف خروجنا من تأهبهم وتحفزهم.
وإذ كنا نخرج بالسيارة إلى خارج الفناء، مررنا بالأشكال المعتمة للدبابات والعربات المصفحة المصطفة على استعداد للعمل.
وكان منظرها مثيرًا إثارة عميقة.
ويهمني هنا أن أسجل تقديري لكفاءة الترتيبات العسكرية التي ما كان يستطاع لها أن تكون أفضل من هذا أو أكثر جدوى من الناحية العملية، لقد تصرفوا دون أن يهتزوا.
10- بالوصول عائدين إلى السفارة، كانت (تنتظرنا) راحة نفسية هزلية تتمثل في رسالة تلفونية قلقة من حسنين عما إذا كان مستطاعًا الآن سحب القوات؛ لأن جميع منافذ دخول القصر مسدودة حتى أمام النحاس، فوعدت بأن أنظر في هذا الأمر، وبعد ذلك بنصف ساعة وصل النحاس إلى السفارة بعدما استقبله الملك فاروق الذي تصرف بلا إبطاء حسب وعده.
والواقع أن الملك فاروق كلف النحاس بمقابلتي وبأن يقدم (مجموعة كلمات لم تحل شفرتها).
وكانت المقابلة باعثة على الرضا، وكان وزير الدولة حاضرًا فيها، وقد رتبت بأن أرتد إلى خلفية القضية مرة أخرى حتى تأليف النحاس لحكومته، ومن ثم يتعين علينا إجراء حديث عملي، فوافق من كل قلبه على أن العناصر الشريرة في كل من القصر والخارج ينبغي التخلص منها فورًا، وأكدت أن رغبتي، كما هو شأني دائمًا، منصرفة إلى البقاء قدر الإمكان وراء المسرح، وتركه يتخذ بنفسه التدابير اللازمة.
11- يكفي هذا بالنسبة لأحداث المساء، وأعترف بأنني ما كان يمكنني أن أستمتع بأكثر منها، ولقد كان هناك إغراء مؤلم بأن أصر على تنازل الملك فاروق عن العرش، وأعتقد أنني كنت قادرًا على استخلاصه، غير أن سبيل الحكمة بدا (وهو ما أعترف به بتردد شديد) في كفة الميزان الداعية إلى السماح له باستدعاء النحاس، فضلًا عن أنه لو وافق في الساعة السادسة مساءً، لكان يسعدنا قبول هذا الحل: أما أن موافقته جاءت بعد ثلاث ساعات، فهل كان هذا يبرر بالكاد اتخاذ عقوبة مختلفة عن عقوبة الطرد، مهما يكن إغراؤها؟ أو أنه يعزز دعوانا أمام الرأي العام المصري والأجنبي كليهما لعلاج الأمر بصورة أكفأ؟ يضاف إلى هذا أنني كنت أضع نصب العينين (وهي نقطة أبداها وزير الدولة قبل توجهي إلى القصر مباشرة) بأن علينا نحن الجانب المدني أن نتجنب أي إحراج شديد لقادتنا العسكريين، (وأكرر أنهم قد أدوا دورهم طوال الوقت بكل نبل).
غير أن مما يؤسف له أن الذي بدا مع مراعاة جميع الاعتبارات، هو أن المسلك الصائب هو قبول الإذعان المذل من جانب الملك فاروق المتمثل في موافقته دون شرط على طلبنا الأصلي، والأهم في هذا أننا قد حققنا في الواقع انتصارًا تامًا.
لقد كان القرار قرارًا صعبًا، ولكنني آمل أن تعتقدوا بأن كل ما حدث كان صائبًا.
وهل لي في الختام أن أسجل تقديري شديد الحرارة لما تفضلتم بمنحي من تفويض واسع، وأسجل شعوري بالامتنان لوزير الدولة على تأييده ومشورته دون كلل.
بقي أن تعلم أن هذه الإجراءات تمت برضا ومباركة وزير الخارجية، ففي 11/ 2 /1942م، تلقت السفارة البريطانية في مصر برقية تقول:
«سري.
سيدي.
1- تلقيت وطالعت باهتمام برقية سعادتكم رقم 491 بتاريخ 5 شباط (فبراير) التي تسجل ظروف لقائكم بالملك فاروق مساء ذلك اليوم بصحبة القائد العام للقوات البريطانية في مصر.
2- أوافق موافقة تامة على قرار سعادتكم بقبول الإذعان غير المشروط للملك فاروق، واقتراحه جلالته باستدعاء النحاس باشا لتأليف حكومة يختارها بنفسه.
وإني بكل الصدق والاحترام الخادم المطيع لسعادتكم.
ويحسن بنا أن نذكر الألقاب التي صدرت بها البرقية الموجهة للأمة لنعلم نوعية الرجال الذين كانوا يحكمون ديارنا وحكامنا، جاء في ديباجة البرقية «إلى حضرة السعادة الرايت أنرابل السفير مايلز لامبسون، الحامل لنيشان الصليب الأكبر للقديس ميخائيل وجورج من طبقة ونيشان الحمام....».
إنه كان من أحفاد الصليبيين الحاقدين على الإسلام وأهله.
***



الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين Empty
مُساهمةموضوع: رد: الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين   الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين Emptyالإثنين 14 أكتوبر 2024, 3:37 pm

الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين 3420
القصة الثالثة والثلاثون
لم أحببتِ عليًّا وأبغضتني
حج معاوية، فسأل عن امرأة من بني كنانة كانت مقيمة بأرض الحجاز، يقال لها: «دارميَّة الحجونيَّة» فأخبروه بسلامتها، وأنها موجودة، فأمر بإحضارها، وكانت سوداء.
فلما حضرت قال: كيف أنت يا ابنة حام؟ قالت: لست بابنة حام؛ إنما أنا امرأة من «كنانة».
قال: أتدرين لم أرسلت إليك! وفيم استدعيتك؟ قالت: لا يعلم الغيب إلا الله تعالى.
قال: أردت أن أسألك: لِمَ أحببتِ عليًا، وأبغضتني، وواليتهِ، وعاديتني؟
قالت: أو تعفيني من ذلك؟
قال: لابد أن تقولي لي، قالت: أحببتُ عليًا لعدله في الرعية، وقسمه بالسوية، وأبغضتك؛ على قتالك لمن هو أولى بالخلاف منك، وطلبك ما ليس لك بحق، وواليت عليًا على ما عقد له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الولاية، وحبّه للمساكين، وإعظامه لأهل الدين، وأعاديك على سفك الدماء، وجورك في القضاء، وحكمك بالهوى.
قال لها معاوية: هل رأيتِ عليًا؟
قالت: نعم!.
قال: كيف رأيتهِ؟
قالت: رأيتهُ ما فتنه المُلك الذي فتنك، ولا شغلته النعمة التي شغلتك.
قال: فهل سمعت من كلامه شيئًا؟
قالت: نعم! كان كلامه يجلي القلوب من العمى، كما يجلي الزيت الصدا.
قال: فهل لكِ من حاجة؟
قالت: نعم! أعطني مائة ناقة حمراء، فيها فحولها، ورعاتها.
قال: فما تصنعين بها؟
قالت: أغذو بلبنها الصغار، واستحيي بها الكبار، واكتسب بها المكارم، وأصلح بها بين العشائر.
قال: فإذا دفعتها لكِ، أأكون عندك بمنزلة عليّ؟ قالت: لا والله.
فقال معاوية متمثلًا:

إذا لم أجد بالحلم مني عليكم
        فمن ذا الذي بعدي يؤمَّل للحلم
خذيها هنيئًا واذكري فعل ما جدٍ
        جزاك على حرب العداوة بالسِّلم


ثم قال لها: والله؛ لو كان علي حيًا ما أعطاك منها ناقة، فقالت: والله، ولا وبرةً، لأنها من مال المسلمين.
فقال لها: خذيها وانصرفي. [المختار من نوادر الأخبار: ص84].
***



الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الزمرة الثالثة: قصص الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: جــديـد المـوضـوعـــات بالمنتـدى :: روائــع الـقــصــص الإســـلامي-
انتقل الى: