أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: مقدمة الأحد 13 أكتوبر 2024, 9:04 pm | |
| مقدمة الحمد لله الذي هدانا إليه صراطاً مستقيماً، وما كنّا لنتهدي لولا أن هدانا الله، وأصلي وأسلم على المصطفى المختار خاتم أنبياء الله ورسله، وعلى آله الأطهار، وصحبه الأخيار. وبعد: فقد حُبِّبَ إلِيَّ منذ سنوات كثيرة أن أدوّن ما يمرُّ بي من قصص وحكايات في أثناء قراءتي ومدارستي في كتب أهل العلم، فكنت أدون عنوان القصة، وأدون اسم الكتاب الذي وردت فيه، ورقم الصفحة من ذلك الكتاب. وجاء وقت أصبح لدي المئات من القصص معزوة إلى الكتب التي وردت فيها، فرجعت إلى هذه القصص واخترت منها ما حواه هذا الكتاب، وهو أفضلها وأحسنها فيما أظنّه وأقدّره. وقصص الصالحين الأخيار كنز لا ينفد من العلم والمعرفة، فإنه وإن لم يوجد كتاب رباني ولا أحاديث نبوية تحكي هذه القصص عن هذه الأمة، فإن العلماء الأعلام ذكروها في مدوناتهم التي سطروها، فلا يكاد كتاب في التفسير وشروح الحديث، أو الفقه، أو التاريخ أو تقويم البلدان إلا ويذكر صاحبها هنا أو هناك شيئًا من هذه القصص، وتوجد هذه القصص بكثرة في كتب تراجم الرجال وسِيَرهم. وهذه القصص كثيرة متنوعة، بعضها يتحدث عن العلماء الأعلام، وبعضها عن الخلفاء والملوك وأصحاب السلطان، وبعضها يروي أخبار القضاة العادلين. ومن هذه القصص قصص العشق، وقصص الفراسة، ومنها في التفاؤل والتشاؤم، ومنها في الفرج بعد الضيق، وغير ذلك. والقصص مطلوبة لدى الأغنياء والفقراء، والحكماء والمحكومين، والقادة والجند، وهؤلاء جميعًا يروِّحون على نفوسهم بمطالعة هذه القصص، ويأخذون منها العظة والعبرة، وكثير من القصص موضع أسوة وقدوة، لذا فإنها تهذب الأخلاق، وتلين الطباع، وتهدي للتي هي أقوم، وما ورد في هذه القصص من قصص الأشرار، فهو ليتعظ به الصالحون، ويحذر منه الطالحون. وهذا النمط من القصص المنثور في كتب أهل العلم يخالف ما يدعى بالأسطورة، فهو قصص واقع حادث ، بينما الأسطورة قصة متخيلة، بعيدة عن الواقع المعاش، وأصحاب العقول يفرقون بين هذين النمطين من القصص، وهما وإن كانا فيهما حلاوة، وعليهما طلاوة، إلا أن الذي تكثر فيه الفائدة والعبرة هو الذي حدثت وقائعه، ووجد أشخاصه في مكان ما وفي زمان ما على اختلاف المكان والزمان، وهذا النمط هو الذي تحدث عنه القرآن، وتحدثت عنه الأحاديث النبوية، ورصدنا طائفة منه في قصص الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه في بعض ما ألفنا. وقد جعلت كل زمرة من القصص في موضوع واحد أو في باقة على حدة، فباقة للعلماء الأعلام، وباقة للخلفاء والحكام، وباقة للقضاء العادلين، وهكذا وختمت هذه الزمر بباقة لا تدخل تحت زمرة من الزمر السابقة، ولا يجمعها فيما بينها جامع أو رابط. وبعض هذه القصص يجمعها فيما بينها أنها قصص رجل واحد، كقصص الحجاج، أو قصص معن بن زائدة، أو قصص علّامة الأندلس وقاضيها المنذر ابن سعيد البلوطي وبعض القصص يتحدث عن الحيوان، وبعض آخر يتحدث عن الجماد كالكنوز. وسيجد القارئ الكريم أنني عزوت كل قصة إلى المصدر المأخوذة منه ، وسيجد ثبتًا بالكتب التي رجع إليها مدوّن هذا الكتاب في تأليفه له، وقد قدمت لكل زمرة من زمر هذا الكتاب مقدمة لتكون بمثابة الفاتحة للزمرة التي أقدم لها. أسأل الله تعالى أن ينفع بهذا الكتاب عباده، ويرزقني أجره وثوابه، إنه نعم المولى، ونعم المعين، والحمد لله رب العالمين. عمر سليمان عبد الله الأشقر عمان – الأردن يوم الاثنين الثالث عشر من شهر ذي القعدة 1427هـ الرابع من كانون الأول (ديسمبر) 2006م *** |
|