| قَصِيْدةٌ في الحَثِّ على طَلَبِ العِلْمِ | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: قَصِيْدةٌ في الحَثِّ على طَلَبِ العِلْمِ السبت 12 أكتوبر 2024, 11:11 pm | |
| قَصِيْدةٌ في الحَثِّ على طَلَبِ العِلْمِ:
يا تارِكًا لِمَرَاضِي اللهِ أَوطَانًا
وسالِكًا في طَرِيقِ العِلمِ أَحْزَانَا
كُنْ باذِلَ الجدِّ في عِلْم الحديثِ تَنَلْ
كَلَّ العُلومِ وَكُنْ بالأصْلِ مُشْتَاقًا
فالعِلْمُ أَفْضَلُ مَطْلُوبٍ وطالبُهُ
مِن أَكَمْلِ الناسِ مِيزانًا وَرُجْحانَا
والعِلمُ نُورٌ فكُنْ بالعلمِ مُعْتَصِمًا
إنْ رُمْتَ فَوْزًا لَدَى الرحمن مَولانَا
وهو النَّجَاةُ وفيهِ الخيرُ أُجْعمُهُ
والجَاهلُون أَخَفُّ الناسِ مِيزانَا
والعِلمُ يَرفَعُ بَيتًا كان مُنْخَفِضًا
والجهلُ يَخْفِضُهُ لو كان ما كانَا
وأرفعُ الناسِ أهلُ العِلْمِ مَنْزِلةً
وأوضعُ النَاسِ مَنْ قد كان حَيْرانَا
لا يَهْتدي لِطَريقِ الحقِّ مِنْ عَمَهٍ
بل كانَ بالجهلِ مِمَّن نال خُسرانَا
تلقاهُ بينَ الوَرَى بالجَهلِ مُنْكسِرًا
لا يَدْري مَا زانَهُ في الناسِ أو شَانَا
والعِلمُ يَرْفَعُهُ فوقَ الوَرَى دَرَجَاً
والناسُ تَعْرفُهُ بالفَضْلِ إذْ عانَا
وطالبُ العِلمِ إِنْ يَظْفَر بِبُغْيَتِهِ
يَنل بالعلمِ غُفْرانًا وَرِضْوانَا
فاطلبْهُ مُجْتَهِدًا ما عِشْتَ مُحْتَسِبًا
لا تَبْتغِي بَدَلاً إنْ كُنْتَ يَقْطَانَا
مَنْ نَالَهُ نالَ في الدَّارينَ مَنْزِلةً
أَوْ فَاتَهُ نَالَ خُسرانًا وَنُقْصانَا
وباذِلُ الجِدِّ في تَحْصِيْلِهِ زَمَنًا
ولَمْ يكنْ نالَ بعدَ الجِدِّ عِرْفانَا
فلنْ يَضِيعَ لهُ سَعْيٌ ولا عَمَلُ
عنْدَ الإِلَهِ ولا يُولِيهِ خُسْرانَا
فطالبُ العِلمِ إِنْ أصْفَى سَريرَتَهُ
يَنَالُ مِنْ رَبِّنا عَفْوَاً وَرِضْوانَا
فالعِلمُ يَرْفعُهُ في الخُلْدِ مَنْزِلَةً
والجَهَلُ يُصْليهِ يومَ الحَشْرِ نِيرانَا
والجَهَلُ في هذهِ الدُنيا يُنَقِّصْهُ
والعِلمُ يكْسُوهُ تاجَ العِزِ إِعْلانَا
وإنْ تُرِدْ نَهْجَ هذا العِلْمِ تَسْلُكُهُ
أو رُمْتَ يومًا لِمَا قَدْ قُلْتُ بُرْهانَا
فَأَلْقِ سَمْعًا لِمَا أُبْدِي وكُنْ يَقِظًا
ولا تَكُنْ غَافِلًا عن ذاكَ كَسْلانَا
قد أَلَّفَ الشيخُ في التوحيد مُخْتصَرًا
يَكْفِي أَخَا اللُبِّ إيضَاحًا وَتِبْيانَا
فيهِ البيانُ لِتَوْحِيدِ الإِلهِ بما
قد يَفعلُ العبدُ للطاعاتِ إيمانَا
حُبًّا وَخَوفًا وَتَعْظِيمًا لهُ وَرَجَا
وَخَشْيةً منهُ لِلرَّحْمنِ إذْعانَا
كَذَاكَ نَذْرًا وَذَبْحًا واسْتِغاثَتُنَا
والاستعانةُ بالمعبودِ مَوْلانَا
وغيرُ ذلكَ ممَّا كان يَفْعَلُهُ
للهِ مِنْ طاعةٍ سِرًّا وإعْلانَا
وفيهِ تَوْحيدُنَا رَبَّ العِبادِ بما
قد يَفعلُ اللهُ إحْكامًا وإتْقانَا
خَلْقًا وَرِزْقًا وإِحْياءً وَمَقْدرةً
بالاخْتِرَاعِ لِمَا قد شاءَ أو كانَا
وَيَخْرُجُ الأمرُ عنْ طَوْقِ العبادِ لهُ
وذاك مِن شأنِهِ أَعْظِمْ بهِ شانَا
وفيهِ توحيدنا الرحمنَ أنَّ لَهُ
صِفاتِ مَجْدٍ وأسْماءً لِمَوْلاَنا
تِسْعٌ وَتِسعُونَ اسْمًا غَيرَ ما خَفِيَتْ
لا يَسْتَطِيْعُ لها الإنسانُ حُسْبانَا
مِمَّا بهِ اسْتأثَرَ الرحمنُ خالقُنا
أو كان علَّمَهُ الرحْمنُ إنسانَا
نُمِرُّها كَيْفَ جَآءت لا نُكَيِّفها
بَلْ لا نُؤَوِّلها تأوِيْلَ مَنْ مَانَا
وَفِيهِ تِبْيانُ إِشْراكٍ يُناقُضُهُ
بل مَا يُنَافِيهِ مِن كُفْرانِ مَنْ خانَا
أَوْ كَانَ يَقْدَحُ في التَّوحْيْدِ مِنْ بِدَعٍ
شَنْعاءَ أحْدَثَهَا مَنْ كان فَتَّانَا
أَوِ المَعَاصِي الَّتِي تُزْرِي بِفَاعِلِها
ممَّا يُنَقِّصُ تَوْحِيْدًا وإيمانَا
فَسَاقَ أَنْواعَ تَوْحيْدِ الإِلهِ كَمَا
قد كانَ يَعْرفُهُ مَنْ كانَ يَقْظَانَا
وَسَاقَ فيهِ الذي قد كان يَنْقُضُهُ
لِتَعْرِفَ الحقَّ بالأضْدَادِ إمْعَانَا
مُضَمِّنًا كُلَّ بابٍ مِنْ تَرَاجِمِهِ
مِنَ النُصوصِ أحَادِيثًا وَقُرآنَا
فالشيخ ضَمَّنَهُ ما يَطْمَئِنُّ لهُ
قَلْبُ المُوحِّدِ إِيْضَاحًا وَتِبْيانَا
فاشْدُدُ يَدَيْكَ بهِ في الأصْلِ مُعْتَصِمًا
يُورِثْكَ فِيْمَا سِوَاهُ اللهُ عِرْفانَا
وانْظُرْ بِقَلْبِكَ في مَبْنَى تَرَاجمِهِ
تَلقَى هُنالِكَ لِلتّحْقِيْقِ عُنْوانَا
ولِلْمُسَائِلِ فانْظُرْ تلقها حِكمَاً
يَزْدَادُ مِنهنَّ أَهْلُ العِلْمِ إِتْقانَا
وَقُلْ جَزَى اللهُ شِيخُ المُسلمينَ كَما
قَدْ شَادَ لِلْمِلَّةِ السَّمْحَاءِ أَرْكَانَا
فقامَ للهِ يَدْعُو الناسَ مُجْتهدًا
حتى استجابُوا لَهُ مَثْنَى وَوحْدانَا
وَوَحَّدُوْا اللهَ حَقًّا لا شَرِيْكَ لهُ
مِنْ بَعْدِ مَا انْهَمَكُوا في الكُفْرِ أَزْمَانَا
وأَصْبحَ الناسُ بعدَ الجهلِ قدْ عَلِمُوا
وطالَ ما هَدَمُوا لِلدِّين بُنْيانَا
وأَظْهَرَ اللهُ هَذا الدِينَ وانْتَشَرَتْ
أَحْكامُهُ في الوَرَى مِنْ بَعْدِ أنْ كَانَا
بالْجَهْلِ والكُفْرِ قَدْ أَرْسَتْ مَعَالمهُ
لا يَعْرِفُ الناسُ إِلَّا الكُفْرَ أَزْمَانَا
يَدْعُونَ غيرَ الإِلهِ الحقِّ مِنْ سَفَهٍ
وَيَطْلُبُوْن مِنَ الأَمَواتِ غُفَرانَا
وَيَنْسِكُونَ لِغَيْرِ اللهِ ما ذَبَحُوا
وَيَنْذِرِونَ لِغَير اللهِ قُرْبَانَا
وَيَسْتغِيُثُونَ بالأَمْواتِ إنْ عَظُمَتْ
وأَعْضَلَتْ شِدَّةٌ مِنْ حادِثٍ كانَا
وَيَنْدِبُونَ لَهَا زيدًا لِيَكْشِفَها
بَلْ يَنْدِبُونَ لَهَا تَاجَاً وَشُمْسَانَا
فَزالَ ثَمَّ بِهَذَا الشيخِ حِينَ دَعَا
مَنْ صَدَّ أَوْ نَدَّ عَنْ تَوْحِيْدِ مَوْلانا
فَلَيْسَ مِنْ أَحَدٍ يَدْعُو وَليجَتَهُ
يَومًا بنجْدٍ ولا يَدْعُونَ أَوْثانا
بَلِ الدُّعا كلُّهُ والدِّينُ أجْمعُهُ للهِ لا لِسِوَى الرَّحْمنِ إيْمَانًا
فاللهُ يُعْلِيهِ في الفِرْدَوسِ مَنْزِلةً
فَضْلاً وَجُودًا وتَكْريمًا وإحْسَانا
واللهُ يُوْلِيهِ أَلْطَافًا وَمَغْفِرَةً
ورحْمةً مِنْهُ إحسَانا وَرِضْوَانَا
ثم الصلاةُ على المَعْصُومِ سيّدِنا
أزْكَى البرِيةِ إيمانًا وعِرْفانا
ما نَاضَ بَرْقٌ وما هبَّ النّسِيْمُ وَمَا
مسَّ الحَجيْجُ لِبَيْتِ اللهِ أرْكانا
أَوْ قَهْقَه الرَّعْدُ في هَدْباءَ مُدْجِنَةٍ
أوْ ناحَ طيرٌ عَلى الأغصانِ أَزْمانا
والآلِ والصَّحْبِ ثُمَّ التابعينَ لهُمْ
على المُحَجَّةِ إيْمانًا وإحْسَانا
انْتَهَى
|
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: قَصِيْدةٌ في الحَثِّ على طَلَبِ العِلْمِ السبت 12 أكتوبر 2024, 11:12 pm | |
| آخر:
دعونِيْ على نَفْسِي أَنُوحُ وأنْدُبُ بدَمْعٍ غَزيْرٍ واكفٍ يَتَصبَّب
دعونِيْ على نَفْسِي أنوحُ فإنَني أخَافُ على نَفْسِي الضَّعِيْفةِ تَعْطَبُ
وَإنِيْ حَقيقٌ بالتّضرُّع والبُكَا إذا ما هَدَا النُّوَّامُ والليلُ غَيْهَبُ
وَجَالَتْ دَوَاعي الحُزِنِ مِنْ كُل جانبٍ وغارتْ نُجُومُ الليلِ وانْقضَّ كَوْكبُ
كََفَى أَنَّ عَيْنِي بالدُمُوع بَخِيْلَةٌ وأَنِّيْ بآفاتِ الذّنوبِ مُعَذَّبُ
فَمَنْ لي إذا نادَى المُنادِي بِمَنْ عَصَى إِلىَ أَيْنَ إلْجَائِي إِلىَ أَيْنَ أهْرُبُ
وقد ظَهَرتْ تِلكَ الفضائحُ كُلها وَقَدْ قُرّبَ المِيزانُ والنارُ تَلْهَبُ
فَيَا طُولَ حُزْني ثم يا طُولَ حَسْرَتي لئنْ كُنتُ في قَعْرِ الجحِيم أُعَذَّبُ
فقد فازَ بالمُلْكِ العَظيمِ عِصَابةٌ تَبيتُ قِيامًا في دُجَى الليلِ تَرْهَبُ
إذا أشْرَفَ الْجَبَّارُ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ وقد زُيِنّتْ حورُ الجِنانِ الكَواعِبُ
فَنادَاهُمُ أَهلاً وسهلاً ومَرْحَبًا أبَحْتُ لُكْم دارِي وما شِئْتُمُ اطْلُبُوا
انْتَهَى |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: قَصِيْدةٌ في الحَثِّ على طَلَبِ العِلْمِ السبت 12 أكتوبر 2024, 11:14 pm | |
| آخر:
تَفُتُّ فُؤادَكَ الأيَّامُ فَتًّا وتَنْحَتُ جِسْمَكُ الساعاتُ نَحْتًا
وَتُدعُوكَ المَنُونُ دُعَاءَ صِدْقٍ أَلاَ يَا صَاحِ أنتَ أُريدَ أَنْتَا
أَرَاكَ تُحِبُّ عِرْسَاً ذاتَ غَدْرٍ أَبَتَّ طلاقَها الأكْيَاسُ بَتًّا
تَنَامُ الدَّهرَ، وَيَحَكَ، في غَطِيْطٍ بِهَا حَتَّى إذا مِتَّ انتَبَهْتَا
فَكَمْ ذَا أَنْتَ مَخْدُوْعٌ فَحَتَّى مَتَى لاَ تَرْعَوِي عنها وَحَتَّى؟!
أَبَا بَكْرٍ دَعَوْتُك لَوْ أَجبتَ إلى ما فِيهِ حَظُّكَ لو عَقِلْتَا
إلى عِلْمٍ تكونُ بهِ إمامًا مُطاعًا إنْ نَهَيْتَ وإنْ أَمَرْتَا
وَيَجْلو ما بِعَيْنِكَ مِنْ غِشَاءٍ وَيَهْدِيْكَ الصِراطَ إذا ضَلَلْتَا
وَتَحْمِلُ منهُ في نادِيكَ تَاجًا وَيَكْسُوكَ الجَمَالَ إذا اغْتَرَبْتَا
يَنَالُكَ نَفعُهُ ما دُمْتَ حيَّاً وَيَبْقَى ذِكْرُهُ لَكَ إنْ ذَهَبْتَا
هُوَ العَضْبُ المُهنَّدُ لَيْسَ يَكْبُو تَنَالُ بِهِ مَقَاتِلَ مَنْ ضَرَبْتَا
وكنزٌ لا تخافُ عليهِ لِصَّاً خفيفُ الحَمْلِ يُوجَدُ حيثُ كُنْتَا
يَزِيدُ بِكَثْرةِ الإِنفاقِ مِنْهُ وَيَنْقُصُ إنْ بِهِ كفًّا شَدَدْتَا
فلو قدْ ذُقْتَ مِنْ حَلْواهُ طَعْمَاً لآثرْتَ التَعَلُّمَ واجتهدْتَا
ولم يَشْغَلْكَ عنهُ هَوَىً مُطاعٌ ولا دُنْيَا بِزُخْرُفِهَا فُتِنْتَا
وَلا يُلْهيكَ عنْهُ أنيقُ رَوْضٍ ولا خَوْدٌ بزينَتِهَا كُلِفْتَا
فَقُوْتُ الرُّوحِ أرْواحُ المَعَالي وَليس بأنْ طَعِمْتَ وأنْ شَرِبْتَا
فَوَاظِبْهُ، وَخُذْ بالجِدِّ فيهِ فإنْ أعطاكَهُ البارِي أَخَذْتَا
وإنْ أُوتِيْتَ فِيهِ بِطُولِ بَاعٍ وقال الناسُ: إنكَ قدْ سَبَقْتَا
فلا تأَمَنْ سُؤالَ اللهِ فيهِ بتَوْبِيْخٍ عَلِمْتَ فهلْ عَمِلْتَا؟!
فرأسُ العِلْمِ تَقْوَى اللهِ حَقّاً وَلَيْسَ بأنَ تَعَالَى أوْ رَئِسْتَا
وَضَافِي ثَوْبِكَ الإِحسانُ لاَ أنْ تُرَى ثوبَ الإِساءةِ قد لَبِسْتَا
وإنْ أَلْقَاكَ فَهْمُكَ في مَهَاوٍ فَلَيْتَكَ ثم لَيْتَكَ ما فَهِمْتَا
إذا ما لمْ يُفِدْكَ العلمُ خَيْرًا فَخيرٌ مِنْهُ أنْ لَوْ قَدْ جَهِلْتَا
سَتَجْنِي مِنْ ثِمارِ اللَّهْوِ جَهْلاً وَتَصْغُرُ في العُيُونِ إذا كَبرْتَا
وَتُفْقَدُ إنْ جَهِلْتَ، وأنتَ باقٍ وَتُوجَدُ إنْ عَلِمْتَ إذا فُقِدْتَا
سَتَذْكُرُ لِلنَّصِيْحَةِ بَعْدَ حِينٍ وَتَطْلُبُها إذا عَنْهَا شُغِلْتَا
وَسَوْفَ تَعَضُّ مِنْ نَدَمٍ عليها وَمَا تُغْني النَّدَامَةُ إنْ نَدِمْتَا
إذا أَبْصَرْتَ صَحْبَكَ في سَماءٍ وقَدْ رُفِعُوا عليكَ، وَقَدْ سُفِلْتَا
فراجعها وَدَعْ عنكَ الهُوَيْنا فَمَا بالبُطْءِ تُدْرِكُ ما طَلَبْتَا
وَلاَ تَحْفِلْ بِمَالِكَ، وَالْهُ عنهُ فَليسَ المَالُ إلا مَا عَلِمْتَا
وليسَ لِجَاهِلٍ في الناس مَغْنى وَلَوْ مُلْكُ الأنَامِ لَهُ تَأَتَّى
سَيَنْطِقُ عنْكَ مالُكَ في نَدِّيٍّ وَيَكْتُبُ عنكَ يَومَاً إنْ كَتَبْتَا
وما يُغْنِيْكَ تَشْييدُ الْمَبَانِي إذا بالجَهْلِ دِينَك قد هَدَمْتَا
جَعَلْتَ المالَ فوقَ العِلْمِ جَهْلاً لَعَمْرُكَ في القَضِيَّةِ مَا عَدَلْتَا
وَبَيْنُهُمَا بِنَصِّ الوَحْيِ فرْقٌ سَتَعْلمُهُ إذا «طَهَ» قَرَأْتَا
لَئِنْ رَفَعَ الغَنِيُّ لِوَاءَ مَالٍ فَأَنْتَ لِوَاءَ عِلمِكَ قَدْ رَفَعْتَا
وإنْ جَلَسَ الغَنِيُّ على الحَشَايَا فأنتَ على الكواكِبِ قدْ جَلَسْتَا
وإنْ رَكِبَ الجِيادَ مُسَوَّماتٍ فأنتَ مَنَاهِجَ التقْوَى رَكِبْتَا
وَمَهْمَا افتَضَّ أَبكَار الغَوَاني فكَمْ بِكْرٍ مِنَ الحِكَمِ افْتضَضْتَا
وَلَيْسَ يَضُرُّكَ الإقْتِارُ شَيْئًا إذا مَا أنْتَ رَبَّكَ قدْ عَرَفْتَا
فيا مَن عِنَدَهُ لكَ مِنْ جَزْيْلٍ إذا بِفِنَاءِ طاعتِهِ أَنَخْتَا
فَقَابِلْ بالقَبُولِ صَحيْحَ نُصْحِي وإنْ أعْرَضْتَ عنهُ فقَدْ خَسِرْتَا
وإنْ راعَيْتَهُ قَوْلاً وَفِعْلاً وَعامَلْتَ الإِلهَ بِهِ رَبِحْتَا
فَلَيْسَتْ هذه الدنيا بشيءٍ تَسُوْؤكَ حِقْبَةً، وَتَسُرُّ وَقْتَا
وَغَايَتُهَا إذا فَكّرْتَ فِيها كَفَيْئِكَ، أو كَحُلْمِكَ إنْ رَقَدْتَا
سُجِنْتَ بِهَا وأنتَ لَهَا مُحِبٌ فكيفَ تُحبُّ مَنْ فِيها سُجِنْتَا؟!
وَتُطْعِمُكَ الطَّعَامَ وَعَنْ قَلِيْلٍ سَتُطْعَمُ مِنْكَ ما مِنْهَا طَعِمْتَا
وَتَعْرَى إنْ لِبسْتَ بِهَا ثِيابًا وَتُكْسَى إنْ مَلاَبِسَهَا خَلَعْتَا
وَتَشْهَدُ كُلَ يومٍ دَفْنَ خِلٍّ كأنك لا تُرادُ بِمَا شَهِدْتَا
ولمْ تُخْلَقْ لِتَعْمُرَهَا وَلَكِنْ لِتَعْبُرَها فَجِدَّ لِمَا خُلقْتَا
وإنْ هُدِمَتْ فَزِدْهَا أنْتَ هَدْمًا وَحَصِّنْ أمرَ دِينِكَ مَا اسْتَطَعْتَا
ولا تَحْزَنْ لِمَا قدْ فاتَ مِنْها إذا مَا أَنْتَ في أُخْرَاكَ فُزْتَا
فَلَيسَ بِنَافِعٍ ما نِلْتَ منها من الفاني إذا الباقي حُرِمْتَا
وَلاَ تَضْحَكْ مَعَ السُفهاءِ جَهْلاً فإنَّكَ سَوف تَبْكِيْ إنْ ضَحِكْتا
وَكَيفَ بِكَ السُرورُ وأنتَ رَهْنٌ ولا تَدْرِي غَدًا أنْ لَوْ غُلِبْتَا؟!
وسَلْ مِنْ رَبِّكَ التوفيقَ فيها وأَخْلِصْ في الدُعاءِ إذا سَأَلْتَا
ونادِ إذا سُجِنْتَ بِهِ اعْتِرافًا كَمَا نَادَاهُ ذُو النُّونِ ابنُ مَتَّى
ولازِمْ بابَهُ قَرْعًا عَسَاهُ سَيَفْتَحُ بابَهُ لَكَ إنْ قَرَعْتَا
وأكْثِرْ ذِكْرَهُ في الأرِضِ دَأبًا لِتُذْكَرَ في السماء إذَا ذَكَرْتَا
وَلاَ تَقُلِ الصِّبَا فيه امْتِهالٌ وَفَكِّرْ كَمْ صَغِيْرٍ قدْ دَفَنْتَا
وَقُلْ لِيْ يا نَصِيْحِيْ لأَنْتَ أَوْلَى بنُصْحِكَ، إذْ بِعَقْلِكَ قَدْ عُرِفْتَا
فَتَعْذِلني عن التَّفْرِيطِ يَوْمًا وبالتفرِيْطِ دَهْرَك قد قَطَعْتَا
وفي صِغَرِيْ تُخَوِّفُني المَنَايَا وَمَا تَجْرِيْ بِبَالِكَ حِيْنَ شِخْتَا
وَكُنْتَ مَعَ الصّبَا أهْدَى سَبيلا فَمَا لَكَ بَعْدَ شَيْبِكَ قَدْ نُكِسْتا
وَهَا أَنَا لَمْ أَخُض بَحْرَ الخَطايا كما قد خُضْتَهُ حَتَّى غَرِقْتَا
وَلَمْ أَشْرَبْ حُمَيا أمّ دَفْرٍ وأَنْتَ شَرِبْتَها حَتَّى سَكِرْتَا
ولم أحْلِلْ بِوَادٍ فيهِ ظُلْمٌ وأنْتَ حَللتَ فيهِ، وانْتَهَكْتا
ولمْ أَنْشَأْ بعَصْرٍ فيهِ نَفْعٌ وأنتَ نشأْتَ فيه، فما انْتَفعْتَا
وناداكَ الكِتابُ فلمْ تُجِبْهُ وَنَبَّهَكَ المشيبُ فما انتَبهْتَا
وقد صاحبْتَ أعْلاَمًا كثيرًا فلم أَرَكَ انْتَفَعْتَ بِمَنْ صَحِبْتَا
ويَقْبُحُ بالفَتَى فِعْلُ التَّصَابِي وأقْبَحُ منه شيخٌ قدْ تَفَتَّى
فأَنْتَ أَحَقُّ بالتَفنِيدِ مِنّي ولو سَكَتَ المُسيءُ لَمَا نَطَقْتَا
فَنَفْسَكَ ذُمَّ لا تَذْمُمْ سِوَاها بِعَيْبٍ فهي أجْدرُ إنْ ذَمَمْتَا
ولو بَكَتِ الدِّمَا عَيْنَاكِ خَوْفًا لِذَنْبِكَ لم أقُلْ لكَ قدْ أَمِنْتَا
فَمَنْ لكَ بالأَمانِ وأَنْتَ عبدٌ أُمِرْتَ، فما ائتَمَرْتَ، ولا أَطَعْتَا
فسِرْتَ القَهْقَرَى، وَخَبَطْتَ عَشْوًا لَعَمْرُكَ لَوْ وَصلْتَ لَمَا رَجَعْتَا
ثَقُلْتَ مِنَ الذُنُوبِ، وَلَسْتَ تَخْشَى لِجَهْلِكَ أَنْ تَخِفَّ إذا وُزِنْتَا
وَلَوْ وَافَيْتَ رَبَّكَ دُونَ ذَنْبٍ وناقَشَكَ الحسابَ إذًا هَلَكْتَا
ولم يظْلمْكَ في عَمَل ولكنْ عَسِيرٌ أنْ تقُومَ بما حَمَلْتَا
تَوَجَّعُ لِلْمُصِرِّ على الخَطَايَا وَتَرْحَمُهُ، وَنَفْسَكَ مَا رَحِمْتَا
ولو قد جِئْتَ يومَ الفصْلِ فَرْدًا وأَبْصَرْتَ المَنازِلَ فيهِ شَتَّى
لأَعَظَمْتَ النَدَامَةَ فيهِ لَهْفًا على ما في حَيَاتِكَ قَدْ أَضَعْتَا
تَفِرُّ مِنَ الهَجِيْرِ وَتَتَّقِيْهِ فَهَلَّا مِن جَهَنَّمَ قدْ فَرَرْتَا!!
وَلَسْتَ تُطيقُ أَهْوَنَها عَذابًا ولو كُنْتَ الحَدِيْدَ بِها لَذُبْتَا
ولا تكْذِبْ، فإنَّ الأَمْرَ جِدٌّ وَلَيسَ كَمَا حَسِبْتَ، وَمَا ظَنَنْتَا
أَبَا بَكْرٍ، كَشَفْتَ أقَلَّ عَيْبي وما اسْتَعْظَمْتَهُ منهَا سَتَرْتَا
فَقُلْ مَا شِئْتَ فِيَّ مِن المَخازِي وضاعِفْهَا، فإنَّكَ قَدْ صَدَقْتَا
وَمَهْمَا عِبْتَنِي فَلِفَرْطِ عِلْمي بباطِنَتِي كأنك قد مَدَحْتَا
ولا تَرْضَى المعائبَ فهي عارٌ عظيمٌ، يُورِثُ الإِنْسَانَ مَقْتَا
وَتَهْوَى بالوَجِيْهِ مِنَ الثُّرَيَّا وَتُبدِلُهُ مَكانَ الفَوْقِ تَحْتَا
كَذَا الطَّاعَاتُ تُبلِغُكَ الدَّرَارِي وَتَجْعَلُكَ القَرِيْبَ، وإنْ بَعُدْتَا
وَتَنْشُرُ عَنْكَ في الدُنْيَا جَمِيْلاً فَتَلْقَى البِرَّ فيها حَيْثُ شِئْتَا
وتُمسِي في مَسَاكِنِهَا عَزِيْزًا وَتَجْنِي الحَمْدَ مِمَّا قد غَرَسْتَا
وأَنْتَ اليومَ لمْ تُعْرَفْ بِعَيْبٍ وَلاَ دَنَّسْتَ ثوبَك مُذْ نَشَأْتا
ولا سابَقْتَ في مَيْدانِ زُورٍ ولا أوْضَعْتَ فيه، ولا خَبَبْتَا
فإنْ لمْ تَنْأَ عنهُ نَشَبْتَ فيهِ فَمَنْ لكَ بالخَلاصِ إذا نَشَبْتَا؟!
وَدُنِّسَ مِنْكَ ما طَهَّرْتَ حَتَّى
كأنك قَبْلَ ذلك ما طَهُرْتَا
وصِرْتَ أَسِيرَ ذنبك في وثاقٍ وكيف لك الفكاك وقد أسرتا
وخف أبناء جنسك واخْشَ مِنْهُمْ
كما تَخْشَى الضَّراغِمَ والسِّبِنْتَا
فَخالِطْهُم، وَزَايِلْهُمْ حذارًا
وكُنْ كالسّامِرِيّ إذَا لُمستَا
وإن جَهِلُوا عليكَ فقُلْ: سلامٌ
لَعَلَّكَ سَوْفَ تَسْلَمُ إنْ سَلِمْتَا
وَمَنْ لَكَ بالسَّلامَةِ في زَمَانٍ
يُزِلُّ العُصْمَ إلاَّ إِنْ عُصِمْتَا
ولا تَلْبثْ بِحَيٍّ فيهِ ضَيْمٌ
يُميتُ القَلْبَ إلاَّ إنْ كُبِلْتَا
فَغَرِّبْ، فالتَّغَرُّبُ فيه خَيْرٌ
وَشَرِّقْ إنْ بِرِيْقِكَ قدْ شَرِقْتَا
فَلَيسَ الزُّهْدُ في الدنيا خُمُولاً
فأنْتَ بها الأميرُ إذا زَهِدْتَا
فَلَو فَوقَ الأمِيرِ يكُونُ عَالٍ
عُلُوًّا وارْتِفَاعًا كُنْتَ أَنْتَا
فإنْ فارَقْتَهَا، وَخَرجْتَ منها
إلى دارِ السَّلامِ، فقد سَلِمَتَا
وإنْ أكرْمتَها، وَنَظَرْتَ فيها بإجْلالٍ، فنفسَكَ قدْ أهَنْتَا
جَمَعْتُ لكَ النَّصَائحَ فامتَثِلْها حَيَاتَكَ، فَهْيَ أفضَلُ ما امتَثَلْتَا
وَطَوَّلْتُ العِتابَ، وَزِدْتُ فيهِ لأنكَ في البَطَالةِ قدْ أَطَلْتَا
فلا تأخُذْ بتَقْصِيرِي، وَسَهْوي وَخُذْ بِوَصِيَّتي لَكَ إنْ رُشِدْتَا
وقد أرَفْتُهَا سِتًّا حِسَانا فكانا قَبْلَ ذا مِائةً وَسِتّا
وصلى اللهُ ما أَوْرَقَ نِضَارٌ على المختارِ في شَجَرٍ وَحَتّا
انْتَهَى
|
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: قَصِيْدةٌ في الحَثِّ على طَلَبِ العِلْمِ السبت 12 أكتوبر 2024, 11:14 pm | |
| آخر:
يَقُولُونَ لِي فِيْكَ انْقِباضٌ وإنَّمَا
رَأَوْا رجُلاً عن مَوْقِفِ الذُّلِّ أَحْجما
وما زِلْتُ مُنْحَازًا بِعِرْضِيَ جانِبًا
عَن الذَمِّ أعْتَدُّ الصِّيانَةَ مَغْنَمَا
أَرَى الناسَ مَنْ دَانَاهُمُ هَانَ عندَهُمْ
وَمَنْ أكْرَمَتْهُ عِزَّةُ النَّفْسِ أُكْرِمَا
إذا قَيْلَ هذا مَوْردٌ قُلْتُ قدْ أَرَى
ولكنَّ نفسَ الحُرِّ تَحْتَمِلُ الظَّمَا
أَنهينهُا عنْ بَعْضِ ما قد يَشِينُهَا
مَخافةَ أَقوَالِ العِدا فِيمَ أو لِمَا
فَأُصبِحُ عن عَيبِ اللئيم مُسَلَّما
وقدَ رَحْتُ في نَفْسِ الكريم مُعَظَّما
فإنْ قُلْتَ زَنْدَ العِلْمِ كَابٍ فإنَّمَا
كَبَا حَيثُ لم تحْمَي حِمَاهُ وأظْلَمَا
وَلَوْ أنَّ أَهل العِلمِ صانُوهُ صانَهُمْ
وَلَوْ عَظَّمُوهُ في النُّفُوسِ لَعُظِّما
وَلَكن أَهَانُوهُ فَهَانُوا وَدَنَّسُوا
مُحَيَّاهُ بالأطماعِ حَتَّى تَجَهَّمَا
وَلَمْ أقضِ حَقَّ العِلْمِ إنْ كانَ كُلمَّا
بَدَا طَمَعٌ صَيَّرْتُهُ لِيَ سُلَّمَا
وكَمْ طَلَلب رِقي بنُعْماهُ لم يَصِلْ
إليه وإنْ كانَ الرِّئِيْسَ المعُظَّما
وكَمْ نِعْمَةٍ كانتْ على الحُرِّ نِقمَةً
وكمْ مَغْنَمٍ يَعْتَدُّهُ الحُرُّ مَغْرمَا
ولكن إذا ما اضْطَرني الضُرُّ لَمْ أبِتْ
أَقلّبُ فِكْرِي مُنْجدًا ثم مُتْهِماَ
إلى أن أرَى مَالا أغُصُّ بِذِكِرْهِ
إذَا قْلْتُ قَدْ أسْدى إليَّ وأنْعَمَا
وَلَمْ أبْتَذِلْ في خِدْمةِ العلمِ مُهْجتِي
لأِخْدِمَ مَنْ لاَقيْتُ لَكِنْ لأِخْدَمَا
أأشْقَى بِهِ غَرْسًا وأجْنِيهِ ذِلَّةً
إذًا فاتّباعُ الجهلِ قَدْ كَانَ أحْزَمَا
انْتَهَى
|
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: قَصِيْدةٌ في الحَثِّ على طَلَبِ العِلْمِ السبت 12 أكتوبر 2024, 11:15 pm | |
| آخر
مَعَ العِلْمِ فاسْلُكُ حيثُ مَا سَلَك العِلْمُ
وَعَنْهُ فَكَاشِفْ كُلَّ مَنْ عِنْدَهُ فَهْمُ
فَفِيهِ جَلاءٌ لِلْقُلوبِ مِنَ العَمَى
وَعَوْنٌ على الدِّينِ الذي أَمْرُهُ حَتْمُ
فإني رأيتُ الْجَهْلَ يُزْرِي بأَهْلِهِ
وذو العِلْمِ في الأَقْوامِ يَرْفَعُه العِلْمُ
يُعَدُّ كَبيرَ القَوْمِ وهو صغيرُهُمْ
ويَنْفذُ منهُ فيهِمْ القولُ والحُكْمُ
وأيُّ رَجاءٍ في امرئٍ شابَ رأَسُهُ
وَأَفْنَى سِنِيهِ وَهُوَ مُسْتَعْجِمٌ فَدْمُ
يَرُوْحُ وَيَغْدُو الدّهْرَ صاحِبُ بِطْنَةٍ
تَرَكَّبَ في أَحْضانِهَا اللّحْمُ والشَّحْمُ
إذا سُئِلَ المِسْكِينُ عَنْ أمْرِ دِيْنِهِ
بَدَتْ رُخَضَاءُ العَيِّ في وَجْهِهِ تَسْمُو
وَهْلْ أَبصَرَتْ عَيْنَاك أقْبَحَ مَنْظَرًا
مِنْ أشْيَب لا عِلْمٌ لَدَيْهِ وَلاَ حُكْمُ
هِيَ السَّوْأةُ السَّوْءَاءُ فاحذرْ شَمَاتَها
فأوَّلُهَا خِزْيٌ وآخِرُهَا ذَمُّ
فَخَالِطْ رُوَاةَ العِلْمِ واصْحَبْ خِيارَهُمْ
فَصُحْبَتُهُمْ زَيْنٌ وَخِلْطَتُهُمْ غُنْمُ
وَلاَ تَعْدُوَنَّ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ فَإنَهُمْ
نُجُومٌ إذا مَا غابَ نَجْمٌ بَدَا نَجْمُ
فَواللهِ لَوْلاَ العِلْمُ مَا اتَّضَحَ الْهُدَى
وَلاَ لاَحَ مِنْ غَيْبِ الأُّموْرِ لَنَا رَسْمُ
انْتَهَى
|
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: قَصِيْدةٌ في الحَثِّ على طَلَبِ العِلْمِ السبت 12 أكتوبر 2024, 11:16 pm | |
| آخر:
لَقَدْ عَفَتْ مِنْ دِيَارِ العِلْمِ آثَارٌ فَأَصْبَحَ العِلْمُ لا أَهْلٌ وَلا دَارُ
يَا زَائِرِيْنَ دِيَارَ العِلْمِ لا تَفِدُوا فَمَا بِذَاكَ الحِمَى وَالدَّارِ دَيَّارُ
تَرَحَّلَ القَوْمُ عنهَا واسْتَمَرَّ بِهِم مُشَمِّرٌ مِنْ حُدَاةِ البَيْنِ سَيَّارُ
قَدْ أَوْرَدَ القَوْمَ حَادِيْهم حِياضَ رَدَى فَمَا لَهُم بَعْدَ ذَاكَ الوِرْدِ إصْدَارُ
لَهَفِيْ عَلَى سُرُجِ الدُّنْيَا الَّتِي طَفِئَتْ وَلا يَزَالُ لَهَا في النَّاسِ أَنْوَارُ
لَهَفِيْ عَلِيْهِم رِجَالاً طَالَمَا صَبَرُوا
وَهَكَذَا طَالِبُ العَلْيَاءِ صَبَّارُ
لَهَفِيْ عَلَيْهِم رِجَالاً طَالَمَا عَدَلُوا
بَيْنَ الأَنَامِ وَمَا حَابَوْا وَلا جَارُوْا
مَالوُا يَمِيْنًا عَنِ الدُّنْيَا وَزَهْرَتِهَا
لأَنْهَا في عُيُونِ القَوْمِ أَقْذَارُ
هُمُ الذِيْنَ رَعَوا لِلْعِلْمِ حُرْمَتَهُ
لِلْعِلْمِ بَيْنَهُم شَأَنٌ وَمِقْدَارُ
صَانُوْهُ طَاقَتَهُم عَنْ مَا يُدَنِّسُهُ
كَمَا يَصُونُ نَفِيْسَ المَالِ تُجَّارُ
وَأَحْسَنُوا فِيْهِ تَصْرِيفًا لأَنَّهُم
لَهُم مِنَ اللهِ تَوْفِيْقٌ وَإِقْدَارُ
رَأوهُ كَالنَّجْمِ بُعْدًا لَيْسَ يُدْرِكُهُ
بَاعٌ قَصِيْرٌ وَفَهْم فيْهِ إِقْصَارُ
فَدَوَّنُوْهَا فُرُوْعًا منهُ دَانِيَةً
لِكُلِّ جَانٍ تَدَلَّتْ مَنْهُ أثْمَارُ
يَا صَاحِ فَالْزَمْ طَرِيْقَ القَوْمِ مُتَّبِعًا
فَرِيْقَهُم لَيْسَ بَعْدَ اليَوْمِ إنْظَارُ
وَوَاجِبٌ قَصْرُكَ المَمْدُوْدَ مِنْ أَملٍ
مَسَافَةُ العُمْرِ في دُنْيَاكَ أشْبَارُ
انْتَهَى
|
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: قَصِيْدةٌ في الحَثِّ على طَلَبِ العِلْمِ السبت 12 أكتوبر 2024, 11:17 pm | |
| آخر:
ذَوو العِلْمِ في الدنيا نُجومُ هِدايةٍ إذا غَابَ نَجْمٌ لاحَ بَعْدُ جَدِيدُ
بِهمْ عَزَّ دِينُ اللهِ طرًّا وهُمْ لَهُ مَعَاقِلُ مِنْ أعْدَائِهِ وَجُنُودُ انتهى |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: قَصِيْدةٌ في الحَثِّ على طَلَبِ العِلْمِ السبت 12 أكتوبر 2024, 11:18 pm | |
| آخر:
أَرى العلمَ أَعْلىَ رُتْبَةً في المَراتِبِ ومِنْ دُونِهِ عِزٌّ العُلَى في المَوَاكِبِ
فَذُوْ العِلمِ يَبْقَى عِزُّه مُتضَاعِفًا وذُو الجَهْلِ بَعدَ الموتِ تَحْتَ الترائب
فَهَيْهَاتَ لا يَرجوُ مَدَاهُ مَن ارْتَقَى رُقِيَّ ولي الَمُلْكِ وَاِلي الكَتَائِبِ
سأمْلي عَليكم بَعضَ ما فيِهِ فاسْمَعُوا فِبْي حَصَرٌ عن ذِكْرِ كُلِّ المَنَاقِبِ
هُوَ النُورُ كُلُّ النُور يَهْدِي عن العَمَى وَذُو الجَهْلِ مَرَّ الَدهر بينَ الغَيَاهِب
هُوَ الذِّروةُ الشَمَّاءُ تَحْمِي مَن الْتَجَا إليها ويَمْشِي آمناً في النّوائِبِ
به يَنْتَجِي والناسُ في غَفَلاَتِهِمْ به يَرتَجِي والرُّوْحُ بَين التَرائِبِ
بِه يِشفَعُ الإنسانُ مَن رَاحَ عاصيًا إلى دَرَكِ النِيرانِ شَرِّ العَواقِبِ
فمَنَ رَامَهُ رَام الْمَآرِبَ كُلَّها ومَن حَازَهُ قدْ حَازَ كُلَّ المَطَالِبِ
هو المَنْصبُ العالي فيا صَاحبَ الحِجَا إذَا نِلْتَهُ هَوِّنْ بِفوْتِ المَنَاصِبِ
فإن فَاتَتِ الدُّنيا وطِيْبُ نَعيْمِها [فَغَمَّضْ] فإنٌّ العلِمَ خَيْرُ المواهبِ
انْتَهَى
|
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: قَصِيْدةٌ في الحَثِّ على طَلَبِ العِلْمِ السبت 12 أكتوبر 2024, 11:18 pm | |
| آخر:
تَعَلَّمْ فإنَّ العِلْمَ زينٌ لأهْلِهِ وَفَضْلٌ وَعنوانٌ لِكُلِّ المَحَامِدِ
وكُنْ مُستَفِيْدًا كُلَّ يومٍ زِيَادَةً من العِلْمِ واسْبِحْ في بُحُورِ الفَوَائِدِ
تَفَقَّهْ فإِنَّ الفِقْهَ أَفْضَلُ قائِدٍ إلى البِرِّ والتقوَى وأَعْدَلُ قاصِدِ
هُوَ العَلَمُ الهَادِي إلى سُنَنِ الهُدَى هُوَ الحِصْنُ يُنْجِي مِنْ جَميْعِ الشِّدائِدِ
فإنَّ فَقِيْهًا وَاحِدًا مُتَورّعًا أَشَدُّ على الشَّيْطانِ مِن أَلْفِ عَابِدِ
انْتَهَى
|
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: قَصِيْدةٌ في الحَثِّ على طَلَبِ العِلْمِ السبت 12 أكتوبر 2024, 11:19 pm | |
| آخر:
واعْلمْ بأنَّ العِلمَ أرفعُ رُتْبَةً وأَجَلُّ مكتسبًا وأسْنَى مَفْخَرِ
فاسْلُكْ سبيلَ المْقْتفينَ لهُ تَسُدْ إنَّ السيادَةَ تُقْتَنَى بالدَّفْتَر
والعالِمُ المدعُوُّ حَبْرًا إنَّما سَمَّاه باسم الحَبْرِ حَمْل المَحْبَرِ
تَسْمُو إلى ذِي العِلْمِ أبْصَارُ الوَرَى وَتَغُضُّ عن ذِي الجَهْلِ لاَ بَلْ تَزْدَرِي
وَمُضَمَّرُ الأقلامِ يَبْلغُ أهلُها ما ليسَ يُبْلغُ بالعِتَاقِ الضُّمَّرِ
والعلمُ ليس بنافعٍٍ أربابَهُ ما لْم يُفِدْ عَمَلاً وَحُسْنَ تَبَصُّرِ
فاعْمَلْ بعلْمِكَ تُوفِ نَفَسَكَ وَزنها لا تَرْضَى بالتَّضْيِيْعِ وَزْنَ المَخْسَرِ
انْتَهَى
|
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: قَصِيْدةٌ في الحَثِّ على طَلَبِ العِلْمِ السبت 12 أكتوبر 2024, 11:19 pm | |
| آخر:
جَزَى الله أَصْحَابَ الحَدِيثِ مَثْوبَةً ويَوأَهُم في الخُلْدِ أعْلَى المَنازِلِ
فلولا اعْتنَاهُم بالحديث وحفْظه ونَفْيُهُم عَنه ضرُوبَ الأبَاطِل
وإِنْفِاقُهم أعْمَارَهُم في طِلاَبِهِ ويَحْثِهُمُ عنه بجدٍ مُوَاصِلِ
لَمَأ كَانَ يَدْرِيْ مَنْ غَدَا مُتَفَقِّهاً صحيحَ حَدِيْثٍ مَنْ سَقِيْم وَبَاطِلِ
ولم يَسْتَبنْ ما كان في الذّكْرِ مُجْمَلًا ولم ندَري فَرْضًا مِنْ عُمُوم النَّوافِلِ
لقدْ بَذَلوُا فِيهِ نُفُوسًا نفيسَةً وَبَاعُوا بحَظٍّ آجِل كُلَّ عَاجلِ
فحُبُهمُ فَرْضٌ على كُلِّ مُسْلمٍ ولَيْسَ يُعَادِيْهِم سِوَى كل جَاهِلِ
انْتَهَى
|
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: قَصِيْدةٌ في الحَثِّ على طَلَبِ العِلْمِ السبت 12 أكتوبر 2024, 11:20 pm | |
| آخر:
سَلاَمِي على أهل الحديث فإِنني نشأْتُ على حُب الأَحَادِيث من مَهْدِي
هُمُوا بَذَلُوا في حِفْظِ سُنَّةِ أَحْمَدٍ وتنقيحِهَا من جُهْدِهِمْ غايةَ الجُهْدِ
وأعْني به أسْلافَ أمَّةِ أحمدٍ أُولئكَ في بَيْتِ القَصِيْد هُمُو قَصْدِي
أُولئكَ أَمْثَال البخاري ومسلمٍ وأحمدَ أَهْلُ الجِدِّ في العِلم والجَدِّ
بُحُورٌ وحَاشَاهُم عن الجَزْر إنَّمَاً لَهُم مَدَدٌ يأتِي مِن اللهِ بالمَدِّ
رَوَوْا وارْتَوَوْا مِن بَحْر عِلْمِ مُحمدٍ ولَيْسَتْ لهَم تِلْكَ المذَاهبِ مِن ورْدِ
كَفَاهُم كتابُ اللهِ والسُّنَةُ التي كَفَتْ قَبْلَهم صَحْبَ الرَّسُوَل ذِوي المَجْد
فمُقْتَدِيًا بالحق كُنْ لا مُقَلِّدًا وخلِّ أخَا التَّقْلِيدِ في الأَسْرِ بالقدِّ
فَشَتَّانَ مَا بَيْنَ المقَلِّدِ في الهُدى ومن يَقْتَدِي والضِدُّ يُعْرَفُ بالضِّدِّ
فَمَنْ يَقْتَدِي أضْحَى إِمَام مَعَارِفٍ وكانَ أُوَيْسًا في العِبَادَةِ والزُهْدِ انْتَهَى
|
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: قَصِيْدةٌ في الحَثِّ على طَلَبِ العِلْمِ السبت 12 أكتوبر 2024, 11:21 pm | |
| قال ابنُ القيمِ رَحَمِهُ الله:
وَاليْ أُوْلى العِرْفَانِ مِنْ أهْلِ الحديْـ ـثِ خُلاَصَةُ الإِنْسَانِ والأَكْوَانِ
فَوْمٌ أقامهمو الإِلَهُ لِحِفْظِ هَـ ـذا الدِّيْنِ مِنْ ذِيْ بِدْعَةٍ شَيْطَانِ
وَأَقَامَهُمْ حَرَسًا مِنَ التّبْدِيْلِ وَالتَّـ ـحْرِيْفِ والتَتْمِيْمِ وَالنُّقْصَانِ
يَزَكٌ عَلَى الإِسْلامِ بَلْ حِصْنٌ لَهُ يَأْوِي إلْيْهِ عَسَاكِرُ الفُرْقَانِ
فَهُمُ المحَكُّ فَمَنْ يُرَى مُتَنَقِصاً لَهُمُوْ فَزِنْدِيْقٌ خَبِيْثُ جَنَانِ
قَوْمٌ هُمُوْ بِاللهِ ثُمِّ رَسُولِهِ أوْلَى وَأقْرَبُ مِنْكَ لِلإِيْمَانِ
شَتَّانَ بَيْنَ التَّارِكِيْنَ نُصَوْصَهُ حَقًّا لأجْلِ زُبَالَةِ الأذْهَانِ
وَالتَّارِكِيْنَ لأجْلِهَا آرَاءَ مَنْ آراؤهُمْ ضَرْبٌ مِن الهَذَيَانِ
لَمَّا فَسَا الشَّيْطَانُ في آذَانِهِمْ ثَقُلَتْ رؤسُهُمُو عَن القُرْآنِ
فَلِذَاكَ نَامُوْا عَنْهُ حَتَّى أصْبَحُوْا يَتَلاَعَبُوْنَ تَلاَعُبَ الصِّبْيَانِ
والرَّكْبُ قَدْ وَصَلُوا العُلاَ وَتَيَمَّمُوا مِنْ أَرْضِ طَيْبَةَ مَطْلَعِ الأيْمَانِ
وَأتَوا إلى رَوْضَاتِهَا وَتَيَمَّمُوا مِنْ أرْضِ مَكَّةَ مَطْلَعِ القُرْآنِ
قَوْمٌ إذَا مَا نَاجِذُ النَّصِّ بَدَا طَارُوْا لَهُ بِالجَمْعِ وَالوِجْدَانِ
وَذَا هُمُوْ سَمِعُوا بِمُبْتَدِعٍ هَذَى ذ صَاحُوا بِهِ طُرًّا بِكُلِّ مَكَانِ
وَرِثُوْا رَسُولَ اللهِ لَكِنْ غَيْرُهُمْ قَدْ رَاحَ بِالنُّقْصَانِ وَالحِرْمَانِ
وَإذا اسْتَهَانَ سِوَاهُمُ بالنَّصِّ لَمْ يَرْفَعْ بِهِ رَأْسًا مِنْ الخُسْرَانِ
عَضُّوْا عَلَيْهِ بِالنَّوَاجِذِ رَغْبَةً فِيْهِ وَلَيْسَ لَدَيْهِمُ بَمُهَانِ
لَيْسُوْا كَمَنْ نَبَذَ الكِتَابَ حَقِيْقَةً وَتِلاَوْةً قَصْدًا لِتَرْكِ فُلاَنِ
عَزَلُوْهُ في المغْنى وَوَلَّوْا غَيْرَهُ كَأَبِي الرَّبِيْعِ خَلِيْفَةِ السُّلْطَانِ
ذَكَرُوْهُ فَوْقَ مَنَابِرٍ وَبِسِكَّةٍ رَقَمُوْا اسْمَهُ في ظَاهِرِ الأثْمَانِ
وَالأمْرُ وَالنَّهْيُ المطَاعُ لِغَيْرِهِ وَلِمُهْتَدٍ ضُرِبت بِذَا مَثَلاَنِ
يَا لَلْعُقُوْلِ أيَسْتَوِيْ مَنْ قَالَ بَالـ ـقْرْآنِ وَالآَثَارِ وَالبُرْهَانِ
وَمُخَالِفُ هَذَا وَفِطْرَةَ َرَبِّهِ اللهُ أكْبَرُ كَيْفَ يَسْتَويَانِ
وَالوَحْيُ جَاءَ مُصَدِّقًا لَهُمَا فَلاَ تَلْقَى العَدَاوَةَ مَا هُمَا حَرْبَانِ
سِلْمَانِ عِنْدَ مُوَفَّقٍ وَمُصَدِّقٍ وَاللهُ يَشْهَدُ إنْ هُمَا سِلْمَانِ
فَإذَا تَعَارَضَ نَصُّ لَفْظٍ وَارِدٍ والعَقْلُ حَتَّى لَيْسَ يَلْتَقِيَانِ
فَالعَقْلُ إمَّا فَاسِدٌ وَيَظُنُّهُ الـ ـرَأْيُ صَحِيْحَاً وَهُوَ ذُوْ بُطْلاَنِ
أوْ أنَّ ذَاكَ النّصَّ لَيْسَ بِثَابِتٍ مَا قَالَهُ المَعْصُوْمُ بِالبُرْهَانِ
وَنُصُوْصُهُ لَيْسَتْ يُعَارِضُ بَعْضُهَا بَعْضًا فَسَلْ عَنْهَا عَلِيْمَ زَمَانِ
وَإذَا ظَنَتْتَ تَعَارُضًا فِيْهَا فَذَا مِنْ آفَةِ الأفْهَامِ وَالأذْهَانِ
أوْ أنْ يَكُوْنَ البَعْضُ لَيْسَ بِثَابِتٍ مَا قَالَهُ المَبْعُوْثُ بِالقُرْآنِ
انتهى
|
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: قَصِيْدةٌ في الحَثِّ على طَلَبِ العِلْمِ السبت 12 أكتوبر 2024, 11:22 pm | |
| آخر:
أُوْصِيْكُمُ يَا مَعْشَرَ الإِخْوَانِ
عَلَيْكُمُ بِطَاعَةِ الدَّيَّانِ
إِيَّاكُمُ أَنْ تُهْمِلُوا أَوْقَاتَكُم
فَتَنْدَمُوا يَومًا عَلَى مَا فَاتَكُمْ
وَإِنَّمَا غَنِيْمَةُ الإِنْسَانِ
شَبَابُهُ وَالخُسْرُ فِي التَّوَانِي
مَا أَحْسَنَ الطَّاعَةَ لِلشُّبَّانِ
فَاسْعَوا لِتَقْوَى اللهِ يَا إِخْوانِي
وَأَعْمِرُوا أَوْقَاتَكُمْ بالطَّاعَة
وَالذِّكْر كُلَّ لَحظَةٍ وسَاعَةْ
وَمَنْ تَفُتْهُ سَاعَة في عُمْرِهِ
تَكُنْ عَلَيهِ حَسْرَةٌ فِي قَبْرِهِ
وَمَنْ يَكُنْ فَرَّطَ فِي شَبَابِهِ
حَتَّى مَضَى عَجِبْتُ مِن تَبَابهِ
وَيَا سَعَادَةَ امْرِئٍ قَضاهُ
فِي عَمَلٍ يَرضَى بِه مَوْلاهُ
أَحَبَّ رَبِي طَاعَةِ الشَّبَابِ
يَا فَوزَهُمْ بجَنَّةِ الرِّضْوانِ
فَتُبْ إلى مَولاكَ يَا إِنْسَانُ
مِن قَبْلِ أَنْ يَفُوتكَ الأَوَانُ
وَمَن يَقُلْ إِنِّي صَغِيْرٌ أَصْبِرُ
ثُمَّ أُطِيْعُ الله حِيْنَ أَكْبُرَ
فِإِنَّ ذَاكَ غَرَّهُ إِبْلِيْسُ
وَقَلْبُهُ مُغَلَّقٌ مَطْمُوْسُ
لا خَيْرَ فِيْمَنْ لَم يَتُبْ صَغِيْرا
وَلَمْ يَكُنْ بِعَيْبِهِ بَصِيْرَا
مُجانِبًا لِلإثْمِ والعِصْيَانِ
مُخَالفًا لِلنَّفْسِ والشَّيْطَانِ
مُلازِمَا تِلاوَةَ القُرْآنِ
مُسْتَعْصِمًا بِالذِكْرِ مِن نِسْيَانِ
مُرَاقِبًا لله فِي الشُّؤونِ
مُحَاذِرًا مِنْ سَائِرِ الفُتُونِ
مُجَانبًا رَذَائِلَ الأَخْلاقِ
مُجَافِيًا كُلاًّ عَدَا الخَلاقِ
مُحَارِبًا لِنزْعَةِ الضَّلالِ
وَصَوْلَةِ الأَهْوَاءِ وَسوْءِ الحَالِ
فَإِنْ أَرَدْتَ الفَوزَ بِالنَّجَاةِ
فَاسْلُكْ سَبيْلَ الحَقِ والهُدَاة
يَا مَنْ يَرُوْمُ الفَوزَ في الجَنَّاتِ
بِالمُشْتَهَى وَسَائِرِ اللَّذَاتِ
انْهَضْ إِلى السَّجْدَاتِ فِي الأَسْحَارِ
وَاحْرِصْ على الأَوْرَادِ وَالأَذْكَارِ
وَاحْذَرْ رِياءَ النَّاسِ فِي الطَّاعاتِ
فِي سَائِرِ الأَحْوَالِ وَالأَوْقَاتِ
وَاخْتَرْ مِن الأَصْحَابِ كلَّ مُرْشِدِ
إِنَّ القَرِيْنَ بِالقَرِيْنَ يَقْتَدِي
وَصُحْبَةُ الأَشْرَارِ دَاءٌ وَعَمَى
تَزِيْدُ في القَلْبِ السَّقِيْم السَّقَمَا
فَإِن تَبِعْت سُنَّةَ النَّبِي
فَاحْذَرْ قَرِيْنَ السُوءِ والدَّنِيَّ
وَاخْتَرْ مِن الزَّوْجَاتِ ذَاتَ الدِّيْنِ
وَكُنْ شُجَاعًا فِي حِمَى العَرِيْنِ
وَزَوِّد الأَوْلادَ بالآدابِ
تَحْفَظْ قُلُوبَهُم مِن الأَوْصَابِ
وَهَذِّبِ النُفُوسَ بالقُرْآنِ
وَلا تَدَعْهَا نُهْبَةَ الشَّيْطَانِ
وَاحْرِصْ عَلَى مَا سَنَّه الرَّسُولُ
فَهَو الهُدَى وَالحَقُّ إِذْ يَقُولُ
دَعْ عَنْكَ ما يَقُولُه الضُّلاَّلُ
فَفِيْهِ كُلُّ الخُسْرِ وَالوَبَالُ
وَأَصْدَقُ الحَدِيْثِ قَولُ رَبِّنَا
وَخَيْرُ هَدْي اللهِ عَن نَبِيِّنَا
يَا أَيُّهَا الغَفْلانُ عَن مَوْلاهُ
انْظُرْ بِأَي سَيئ تَلْقَاهُ
أَمَا عَلِمْتَ المَوتَ يَأْتِي مُسْرِعًا
وَلَيْسَ لِلإنْسَانِ إِلا مَا سَعَى
وَلَيْسَ لِلإنْسَانِ مِن بَعْدِ الأَجَلْ
إِلا الذِي قَدَّمَهُ مِن العَمَلْ
فَبَادِرِ التَّوبةَ فِي إِمْكَانِهَا
مِن قَبْلِ أَنْ تُصَدَّ عن إِتْيَانِهَا
يَا أَيُّها المَغْرُورُ مَا هَذَا العَمَلْ
إِلى مَتَى هَذَا التَّرَاخِي وَالكَسَلْ
لَوْ يَعْلمُ الإِنْسَانُ قَدْرَ مَوْتِهِ
مَا ذَاقَ طُولَ الدَّهْرِ طَعْمَ قُوتِهِ
مَالِي أَرَاكَ لَمْ تُفِدْ فِيكَ العِبَرْ
وَيْحَكَ هذا القَلْبُ أَقْسَى مِن حَجَرْ
وَأَفْلَسُ النَّاسِ طَوِيْلُ الأمَلِ
مُضَيِّعُ العُمْرِ كَثِيْرُ الخَطَلِ
نَهَارُهُ مُمْضِيهِ فِي البَطَالَةْ
وَلَيْلهُ في النَّومِ بِئْسَ الحَالَةْ
ادْعُ لَنَا يَا سَامِعا وَصيِّتِي
بَالعَفْوِ والصَّفْحِ مَعَ العَطِيَّةِ
وَالسِتْرِ فَضْلاً مِنْهُ لِلْعُيُوبِ
وَالمَحْوِ في الكِتَابِ لِلْذُنُوبِ
يَا رَبِّ جُدْ بِالفَضْلِ والإِحْسَانِ
وَالرّوْحِ والريْحَانِ والجِنانِ
وَلا تُؤَاخِذْنَا عَلى النِّسيَانِ
وَلا عَلَى الإِخْطَاءِ وَلا العِصْيَانِ
يَا رَبِّ وَاحْفَظْنَا مِن الفَتَّانِ
وَلا تُذِقْنَا حُرْقَةَ النِّيْرَانِ
يَا رَبِّ وانْصُرنَا عَلَى الأَعْدَاءِ
وَاحْمِ الحِمَى مِن هِيْشَةِ الغَوْغَاءِ
وَدِيْنَكَ احْفَظْهُ مَع الأَمَانِ
لِلأَهْلِ في الأَقْطَارِ وَالأَوْطَانِ
وَالحَمْد لله على الخِتَامِ
وَالشكرِ لله عَلَى الإِنْعَامِ
مَا أَعْظَم الإنعامَ مِن مَولانا
وَأجْزَلَ الإِفْضَالَ إِذْ هَدَانَا
لِنِعْمَةِ الإِيْمَانِ وَالإِسْلامِ
وَالاقتِدَاءِ بِسَيِّدِ الأَنَامِ
ثُمَّ صَلاةُ اللهِ وَالسَّلامُ
مَا نَاحَ طَيْرُ الأيْكِ والحَمَامِ
عَلى النبِي المُصطفى البشير
الهَاشِمِي المجتبَي النَذِيرِ
وَآلِهِ مَا انْبَلَجَ الصَّبَاحُ
وَصَحْبه ما هَبَّتِ الرِّيَاحُ
انْتَهَى
|
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: قَصِيْدةٌ في الحَثِّ على طَلَبِ العِلْمِ السبت 12 أكتوبر 2024, 11:23 pm | |
| آخر:
يُشَارِكُكَ المُغْتَابُ في حَسَنَاتِهِ وَيُعْطِيْكَ أَجْرَيْ صَوْمِهِ وَصَلاتِهِ
وَيَحْمِلُ وِزْرًا عَنْكَ ظَنَّ بِحَملِهِ عَنْ النُّجْبِ مِنْ أبْنَائِهِ وَبَنَاتِهِ
فَكَافِيْهِ بِالحُسْنَى وَقُلْ رَبِّ جَازِهِ بِخَيْرٍ وَكَفِّرْ عَنْهُ مِنْ سَيِّئَاتِهِ
فَيَا أَيُّهَا المُغْتَابُ زِدْنِي فَإِنْ بَقِيْ ثَوَابُ صَلاةٍ أَوْ زَكَاةٍ فَهَاتِهِ
فَغَيْرُ شَقِيٍّ مَنْ يَبِيْتُ عَدُوُّهُ يُغَامِلُ عَنْهُ الله في غَفَلاَتِهِِ
فَلا تَعْجَبُوا مِنْ جَاهِل ضَرَّ نَفْسَهُ بإمْعَانِهِ في نَفْعٍ بَعْضِ عُدَاتِهِ
وَأَعْجَبُ مِنْهُ عَاقِلٌ بَاتِ سَاخِطًا عَلى رَجُلٍ يُهْدِي لَهُ حَسَنَاتِهِ
وَيَحْمِلُ مِنْ أوْزَارِهِ وَذُنُوبِهِ وَيَهْلَكُ في تَخْلِيْصِهِ وَنَجَاتِهِ
فَمَنْ يَحْتَمِلْ يَسْتَوْجِبِ الأجْرَ وَالثَّنَا وَيُحْمَدُ في الدُّنْيَا وَبَعْدَ وَفَاتِهِ
وَمَنْ يَنْتَصِفْ يَنْفَخْ ضِرَاًمًا قَدْ انْطَفَى وَيَجْمعُ أَسْبَابَ المَسَاوِيْ لِذَاتِهِ
فَلاَ صَالِحٌ يُجزى بهِ بَعْدَ مَوْتِهِ وَلا حَسَنٌ يُثْنَى بِهِ في حَيَاتِهِ
يَظَلَّ أَخُو الإنْسَانِ يأْكُلُ لَحْمَهُ كَمَا في كِتَابِ اللهِ حَالَ مَمَاتِهِ
وَلاَ يَسْتَحِي مِمَّنْ يَرَاهُ وَيَدَّعِي بأنَّ صِفَاتِ الكَلبِ دُوْنَ صِفَاتِهِ
وَقَدْ أَكَلاَ مِنْ لحْمِ مَيْتٍ كِلاَهُمَا وَلَكَنْ دَعَا الكَلْبَ اضْطِرَارُ اقْتِيَاتِهِ
تَسَاوَيْتُمَا أَكْلاً فَأَشْقَاكُمَا بِهِ غَدًا مَنْ عَلَيْهِ الخَوْفُ مِنْ تَبعاَتِهِ
وَمَا لِكَلامٍ مَرَّ كَالرِّيْحِ مَوْقِعٌ فَيَبْقَى على الإنْسَانِ بَعْضُ سِمَاتِهِ
انْتَهَى
|
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: قَصِيْدةٌ في الحَثِّ على طَلَبِ العِلْمِ السبت 12 أكتوبر 2024, 11:24 pm | |
| آخر:
تَفِيْضُ عُيُوْنِيْ بالدُّمُوعِ السَّواكِبِ
وَمَا لِيَ لا أَبكِي عَلى خَيْرِ ذَاهِبِ
عَلى العُمْرِ إذْ ولَّى وَحَانَ انْقِضَاؤُهُ
بآمَالِ مَغْرُوْرٍ وَأَعْمَالِ نَاكِبِ
عَلى غُرَرِ الأيامِ لَمَّا تَصَرَّمَتْ
وَأَصْبَحْتُ مِنْهَا رَهْنَ شُؤْمِ المَكَاسِبِ
عَلى زَهَرَاتِ العَيْشِ لَمَّا تَسَاقَطَتْ
بِرِيْحِ الأمانيْ وَالظُّنوْنِ الكَوَاذِبِ
عَلى أَشْرَفِ الأوْقاتِ لَمَّا غُبِنْتُهَا
بأَسْوَاقِ غَبْنٍ بَيْنَ لاَهٍ وَلاَعِبِ
عَلى أَنْفَسِ الساعَاتِ لَما أَضَعْتُهَا
وَقَضيْتُهَا في غَفلٍَة وَمَعَاطِبِ
عَلى صَرْفِيَ الأيامَ في غَيْرِ طَائِلٍ
وَلاَ نَافِعٍ مِنْ فِعْلِ فَضْلٍ وَوَاجِبِ
عَلى مَا تَوَلى مِنْ زَمَاٍن قَضَيْتُهُ
وَرَجَّيْتُهُ في غَيْرِ حَق وَصَائِبِ
عَلى فُرَصٍ كَانَتْ لَوْ أَنَّي انْتَهَزْتُهَا
لَقَدْ نِلْتُ فِيْهَا مِنْ شَرِيْفِ المَطَالِبِ
وَأَحْيَانَ آناءٍ مِنْ الدَّهْرِ قَدْ مَضَتْ
ضيَاعًا وَكَانَتْ مَوْسِمًا لِلرَّغَائِبِ
عَلى صُحٍف مَشْحُوْنَةٍ بِمَآثِمٍ
وَجُرْمٍ وَأَوْزَارٍ وكَمْ مِنْ مَثَالِبِ
عَلى كَمْ ذُنُوبٍ كَمْ عُيُوْب وَزَلَّةٍ
وَسَيِّئٍة مَخْشِيَّةٍ فِيْ العَوَاقبِ
عَلى شَهَواٍت كَانَتِ النَّفسُ أَقْدَمَتْ
عَلَيْهَا بِطَبْعٍ مُسْتَحَثّ وَغَالِبِ
عَلَى أَنَّنِي آثَرْتُ دُنْيَا دَنِيَّةً
مُنَغِّصَةً مَشْحُونَةً بِالْمَعَائِبِ
عَلَى عَمَلٍ لِلْعِلْمِ غَيْرِ مُوَافِقٍ
وَمَا فَضْلُ عِلْمٍ دُونَ فِعْلٍ مُنَاسِبِ
عَلَى فِعْلِ طَاعَاتٍ بِسَهْوٍ وَغَفْلَةٍ
وَمِنْ غَيْرِ إِحْضَارٍ وَقَلْبٍِ مُرَاقِبِ
أُصَلِّي الصَّلاَةَ الْخَمْسَ وَالْقَلْبُ جَائِلُ
بِأَوْدِيَةِ الْأَفْكَارِ مِنْ كُلِّ جَانِبِ
عَلَى أَنَّنِي أَتْلُو الْقُرْآنَ كِتَابَهُ
تَعَالَى بِقَلْبٍ ذَاهِلٍ غَيْرِ رَاهِبِ
عَلَى طُولِ آمَالٍ كَثِيرٍ غُرُورُهَا
وَنِسْيَانِ مَوْتٍ وَهْوَ أَقْرَبُ غَائِبِ
عَلَى أَنَّنِي قَدْ أَذْكُرُ اللَّهَ خَالِقِي
بِغَيْرِ حُضُورٍ لَازِمٍ وَمُصَاحِبِ
عَلَى أَنَّنِي لَا أَذْكُرُ الْقَبْرَ وَالْبِلَى
كَثِيرًا وَسَفرًا ذَاهِبًا غَيْرَ آيِبِ
عَلَى أَنَّنِي عَنْ يَوْمِ بَعْثِي وَمَحْشَرِي
وَعَرْضِي وَمِيزَانِي وَتِلْكَ الْمَصَاعِبِ
مَوَاقِفُ مِنْ أَهْوَالِهَا وَخُطُوبِهَا
يَشِيبُ مِنَ الْوِلْدَانِ شَعْرُ الذَّوَائِبِ
تَغَافَلْتُ حَتَّى صِرْتُ مِنْ فَرْطِ غَفْلَتِي
كَأَنِّي لَا أَدْرِي بِتِلْكَ الْمَرَاهِبِ
عَلَى النَّارِ أَنِّي مَا هَجَرْتُ سَبِيلَهَا
وَلَا خِفْتُ مِنْ حَيَاتِهَا وَالْعَقَارِبِ
عَلَى السَّعْيِ لِلْجَنَّاتِ دَارِ النَّعِيمِ وَالْـ
ـكَرَامَةِ وَالزُّلْفَى وَنَيْلِ الْمَآرِبِ
مِنَ الْعِزِّ وَالْمُلْكِ الْمُخَلَّدِ وَالْبَقَا
وَمَا تَشْتَهِيهِ النَّفْسُ مِنْ كُلِّ طَالِبِ
وَأَكْبَرُ مِنْ هَذَا رِضَا الرَّبِّ عَنْهُم
وَرُؤْيَتُهُمْ إِيَّاهُ مِنْ غَيْرِ حَاجِبِ
فَآهًا عَلَى عَيْشِ الْأَحِبَّةِ نَاعِمًا
هَنِيئًا مُصَفًّى مِنْ جَمِيعِ الشَّوَائِبِ
وَآهًا عَلَيْنَا فِي غُرُورٍ وَغَفْلَةٍ
عَنِ الْمَلَأ الْأَعْلَى وَقُرْبِ الْحَبَائِبِ
وَآهًا عَلَى مَا فَاتَ مِنْ هَدْيِ سَادَةٍ
وَمِنْ سِيرَةٍ مَحْمُودَةٍ وَمَذَاهِبِ
عَلَى مَا لَهُمْ مِنْ هِمَّةٍ وَعَزِيمَةٍ
وَجِدٍّ وَتَشْمِيرٍ لِنَيْلِ الْمَرَاتِبِ
عَلَى مَا لَهُمْ مِنْ عِفَّةٍ وَفُتُوَّةٍ
وَزُهْدٍ وَتَجْرِيدٍ وَقَطْعِ الْجَوَاذِبِ
عَلَى مَا لَهُمْ مِنْ صَوْمِ كُلِّ هَجِيرَةٍ
وَمِنْ خَلْوَةٍ بِاللَّهِ تَحْتَ الْغَيَاهِبِ
عَلَى الصَّبْرِ وَالشُّكْرِ اللَّذَيْنِ تَحَقَّقَا
وَصِدْقٍ وَإِخْلَاصٍ وَكَمْ مِنْ مَنَاقِبِ
عَلَى مَا صَفَا مِنْ قُرْبِهِمْ وَشُهُودِهِمْ
وَمَا طَابَ مِنْ أَذْوَاقِهِمْ وَالْمَشَارِبِ
وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ جَلَالُهُ
وَقُدْرَتُهُ فِي شَرْقِهَا وَالْمَغارِبِ
إِلَيْهِ مَآبِي وَهْوَ حَسْبِي وَمَلْجَئِي
وَلِي أَمَلٌ فِي عَطْفِهِ غَيْرِ خَائِبِ
وَأَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ فِيمَا بَقِي لِمَا
يُحِبُّ وَيَرْضَى فَهْوَ أَسْنَى الْمَطَالِبِ
وَأَنْ يَتَغَشَّانَا بِعَفْوٍ وَرَحْمَةٍ
وَفَضْلٍ وَإِحْسَانٍ وَسَتْرِ الْمَعَائِبِ
وَأَنْ يَتَوَلَّانَا بِلُطْفٍ وَرَأْفَةٍ
وَحِفْظٍ يَقِينَا شَرَّ كُلِّ الْمَعَاطِبِ
وَأَنْ يَتَوَفَّانَا عَلَى خَيْرِ مِلَّةٍ
عَلَى مِلَّةِ الْإِسْلَامِ خَيْرِ الْمَوَاهِبِ
مُقِيمِينَ لِلْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ الَّتِي
أَتَانَا بِهَا عَالِي الذُّرَى وَالْمَرَاتِبِ
مُحَمَّدٌ الْهَادِي الْبَشِيرُ نَبِيُّنَا
وَسَيِّدُنَا بَحْرُ الْهُدَى وَالْمَنَاقِبِ
عَلَيْهِ صَلَاةُ اللَّهِ ثُمَّ سَلَامُهُ
وَآل وَأَصْحَاب لَهُ كَالْكَوَاكِبِ
انْتَهَى
|
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: قَصِيْدةٌ في الحَثِّ على طَلَبِ العِلْمِ السبت 12 أكتوبر 2024, 11:25 pm | |
| قال ابن القيم رحمه الله:
إذا طَلَعتْ شمسُ النَّهارِ فإنِّها أمارةُ تَسلِيمِي عليكُم فَسلِّمُوا
سلامٌ من الرَّحمنِ في كلِّ سَاعةٍ وروحٌ وريحانٌ، وفَضلٌ وأَنْعُمُ
عَلى الصَّحْبِ والإِخْوَانِ وَالوِلْدِ والأَولى رَعَاهُمُ بِإحسانٍ فَجَادُوا وأَنْعمُوا
وَسَائرِ مَنْ لِلسُّنَّةِ المَحضةِ اقْتَفَى وما زَاغَ عنها فهو حقٌّ مُقوَّمُ
أُولئكَ أَتباعُ النَّبيِّ وحِزْبهِ ولولاهُم ما كان في الأرْضِ مُسلِمُ
وَلولاهُم كَادت تَمِيْدُ بأهلِهَا ولكنْ رَوَاسيهَا وأَوتَادهَا هُمُ
وَلَولاهُم كانتْ ظَلامًا بأهْلِهَا ولكنهم فيها بُدورٌ وأَنجُمُ
أولئكَ أَصحَابِي فَحيهَلا بِهِم وحيهلا بِالطَّيبينَ وأَنعُمُ
لكلِّ امرئٍ منْهُم سَلامٌ يخُصُّهُ يُبلِّغُه الأَدْنَى إليهِ ويَنعَمُ
فيا مُحسنًا، بَلِّغْ سَلامِي وقل لَهُم: مُحبُّكُم يَدعُو لكُمْ، وَيُسلِّمُ
ويا لائمِي في حُبِّهِم وَوَلائِهِم تَأمَّلْ، هَدَاكَ الله، من هو أَلوَمُ
بأي دَليلٍ أم بأيَّةِ حُجَّةٍ تَرَى حُبَّهُم عارًا عليَّ، وَتَنقِمُ
وَمَا العارُ إلا بُغْضُهُم واجْتِنَابُهُم
وحبُّ عِدَاهُم ذَاكَ عارٌ ومَأثَمُ
أَمَا والذِي شقَّ القُلوبَ، وأودَعَ الْـ المحبَّةَ فِيهَا حَيثُ لا تَتَصَرَّمُ
وَحَمَّلها قَلْبَ المُحِبِّ، وإنَّهُ
لَيضعُفُ عن حَملِ القَمِيصِ ويَألَمُ
وَذَلَّلهَا حتى اسْتَكَانَتْ لِصَولَةِ الْـ
مَحَبَّةِ لا تَلْوِي ولا تَتَلَعْثَمُ
وذَلَّلَ فيهَا أنفسًا دونَ ذُلِّهَا حِيَاضُ المَنَايَا فوقَهَا، وهي حُوَّمُ
لأنتمْ عَلَى قُربِ الدِّيارِ وبُعْدِهَا أَحبَّتُنَا إنْ غِبْتُمُ أو حَضرتُمُ
سَلُوا نَسَماتِ الرِّيحِ كم قد تَحمَّلَتْ محبَّةَ صبٍّ شَوقُهُ ليس يُكتَمُ!!
وَشَاهِدُ هذا أنَّهَا في هبُوبِهَا
تكادُ تَبثُّ الوِجدَ لو تَتكلَّمُ
وكنتُ إذا ما اشْتدَّ بي الشَّوقُ والجَوَى وكادَتْ عَرَى الصَّبرِ الجميلِ تَفصَّمُ
أُعلِّلُ نَفْسِي بِالتَّلاقِي وَقُربِهِ وَأوهِمُهَا لَكِنَّهَا تَتوهَّمُ
وَأتبِعُ طَرفِي وِجهَةً أنتم بها فلِي بِحماهَا مَربَعٌ وَمُخيَّمُ
وأَذْكُرُ بيْتًا قالهُ بعضُ من خَلا
وقد ضَلَّ عنهُ صَبرُهُ فهو مُغرَمُ
«أَسَائِلُ عنكُم كلَّ غادٍ ورَائِحٍ
وَأُومِي إلى أَوطَانِكُم وَأُسَلِّمُ»
وَكَمْ يَصْبِرِ المُشْتَاقُ عَمَّنْ يُحِبُّهُ وَفِي قَلْبِهِ نَارُ الأَسَى تَتَضَرَّمُ
أَمَا والذِي حَجَّ المُحِبُّونَ بَيْتَهُ
وَلَبَّوا لَهُ عندَ المَهَلِّ، وَأَحْرَمُوا
وَقَدْ كَشَفُوا تِلكَ الرُؤوسِ تَواضُعًا
لِعِزَّةِ من تَعْنُو الوُجوهُ وَتُسلِمُ
يُهلُّونَ بالبَيْدَاءِ: لَبَّيكَ رَبَّنَا
لك المُلْكُ والحَمْدُ الذِي أَنْتَ تَعلَمُ
دَعَاهُم فَلَبَّوهُ رِضىً وَمَحبَّةً
فلما دَعَوْهُ كانَ أَقْرَبَ مِنْهُمُ
تَراهُم على الإِنْضَاءِ شعثًا رُؤوسُهُم
وغبرًا وهم فيها أَسَرُّ وأَنْعَمُ
وَقَدْ فَارَقُوا الأَوْطَانَ والأَهْلَ رَغْبَةً
ولم يَثْنِهِم لِذَاتُهُم والتَّنعُّمُ
يَسِيرُونَ من أَقْطَارِهَا وَفِجَاجِهَا
رِجالاً وَرُكبانًا، ولله أَسْلَمُوا
ولما رَأَتْ أَبصَارُهُم بَيْتَهُ الذِي
قُلُوبُ الوَرَى شَوقًا إليه تَضَرَّمُ
كأنَّهُم لم يَنْصِبُوا قطُّ قَبْلَهُ
لأن شَقاهُم قد تَرحَّلَ عنهُمُ
فللهِ كمْ من عِبرةٍ مُهَرَاقَةٍ
وأخرَى على آثَارِهَا تَتقدَّمُ
وَقَدْ شَرِقَتْ عَينُ المُحِبِّ بِدَمْعِهَا
فينظرُ من بَيْنِ الدُّمُوعِ، وَيُسْجِمُ
إذا عَايَنَتْهُ العَينُ زَالَ ظَلامُهَا
وَزَالَ عن القَلبِ الكَئِيْبِ التَّألُّمُ
ولا يَعرِفُ الطَّرفُ المُعاينُ حُسنَهُ
إلى أن يَعُودَ الطَّرفُ والشَّوقُ أعظَمُ
ولا عَجبٌ من ذَا فَحِيْنَ أَضَافَه
إلى نفسهِ الرَّحمنُ، فهو المُعظَّمُ
كَساهُ من الإِجلالِ أعظمَ حُلَّةٍ
عليها طِرازٌ بالمَلاحَةِ مُعلَمُ
فَمِنْ أَجْلِ ذَا كلُّ القُلُوبِ تُحِبُّهُ
وَتَخْضَعْ إِجْلالاً له وَتُعَظِّمُ
ورَاحُوا إلى التَّعريفِ يَرجُونَ رَحْمَةً
وَمَغفرةً ممنْ يَجُودُ ويُكْرِمُ
فَللهِ ذاكَ المَوقفُ الأعظمُ الذِي
كَموقِفِ يوم العَرضِ بَلْ ذَاكَ أَعْظَمُ
وَيَدنُو بِهِ الجَبَّارُ جلَّ جَلالُهُ
يُباهِي بهم أَمْلاكَهُ فهو أَكْرَمُ
يقولُ: عِبادِي قد أَتَونِي مَحَبَّةً
وإنِّي بهم بَرٌّ أَجودُ، وَأَرحمُ
فَأُشهِدُكُم أنِّي غَفَرتُ ذُنُوبَهُم
وَأَعْطَيْتُهُم مَا أَملُوهُ وأَنْعَمُ
فَبُشرَاكُم يا أَهلَ ذَا المَوقفِ الذِي
بهِ يَغفرُ اللهَ الذُّنُوبَ، وَيرحمُ
ومَا رُؤي الشَّيطانُ أغْيَظَ في الوَرَى
وأحقرَ منهُ عندهَا، وهو الأَمُ
وَذَاكَ لأمْرٍ قد رآهُ فَغَاظَهُ
فأقبل يَحثُو التُّربَ غَيظًا، وَيلطِمُ
وَمَا عَاينَتْ عَينَاهُ من رَحْمَةٍ أَتَتْ
وَمغفرةٍ من عند ذِي العَرشِ تُقسَمُ
بَنَى ما بَنَى، حتى إذَا ظَنَّ أنَّهُ
تَمَكَّنَ مِن بُنْيَانِهِ، فهوَ مُحْكَمُ
أَتَى اللهُ بُنيَانًا له مِنْ أَسَاسِهِ
فَخَرَّ عَلِيهِ سَاقطًا يَتَهَدَّمُ
وَكَمْ قَدْرَ مَا يَعْلُو البِنَاءُ وَيَنْتَهِي
إذا كَانَ يَبْنِيْهِ وذُو العَرشِ يَهدِمُ
وَرَاحُوا إلى جَمعٍ فَبَاتُوا بِمَشْعَرِ الْـ
حَرَامِ وَصَلُّوا الفَجْرَ، ثم تَقدَّمُوا
إلى الجَمْرَةِ الكُبرى يُريدُونَ رَميهَا
لِوْقْتِ صَلاةِ العِيْدِ، ثُمَّ تَيَمَّمُوْا
مَنَازِلهُمْ للنَّحرِ يَبغُونَ فضلَهُ
وَإحْيَاءَ نُسكٍ من أَبِيْهِم يُعَظَّمُ
فلو كان يُرضَي اللهُ نحرُ نُفُوسِهِم
لَدَانُوا به طَوعًا، وللأمرِ سلَّمُوا
كَمَا بَذَلُوا عِندَ الجِهَادِ نُحُورَهُم
لأَعدَائِهِ حَتَّى جَرَى مِنْهُمُ الدَّمُ
وَلكنَّهُم دَانُوا بوضعِ رُؤوْسِهِمْ
وذَلِكَ ذُلٌّ لِلْعَبِيْدِ ومِيْسَمُ
ولَمَّا تقضَّوا ذلكَ التَّفَثَ الّذِي
عَلَيْهِمْ، وأَوْفُوْا نَذْرَهُم، ثُمَّ تَمَّمُوْا
دَعَاهُم إلى البَيْتِ العَتِيْقِ زِيَارَةً
فَيَا مَرْحَبًا بِالزَّائِرِيْنَ وأَكْرِمُ
فَللَّهِ مَا أَبْهَى زِيَارَتَهُمْ لَهُ!!
وَقَدْ حُصِّلَت تِلْكَ الجَوَائِزُ تُقْسَمُ
ولله إِفْضَالٌ هُنَاكَ ونَعْمَةٌ
وبِرٌّ وإحْسَانٌ، وَجُوْدٌ ومَرْحَمُ
وَعَادُوْا إلَى تِلْكَ المَنَازِلِ منْ مِنَى
وَنَالُوا مُناهُم عندها، وتَنعَّمُوا
أقامُوا بها يومًا ويومًا وثالثًا
وأُذِّنَ فيهم بالرَّحيلِ وأعلِمُوا
ورَاحُوْا إلى رَمْي الجَمارِ عَشِيَّةً
شِعَارُهُمُ التَّكْبِيْرُ وَاللهُ مَعهُمُ
فَلَوْ أَبْصَرَتْ عَيْنَاكَ مَوْقِفَهُم بها
وقد بَسطُوا تلكَ الأكُفَّ لِيُرحَمُوْا
يُنَادُونَهُ: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ، إِنَّنَا
عَبيْدُكَ لا نَدْعُو سوَاكَ، وتَعلَمُ
وَهَا نَحْنُ نَرْجُوْ مِنْكَ مَا أَنْتَ أَهْلُه
فَأنْتَ الّذِي تُعْطِيْ الجَزيْلَ وتُنْعِمُ
وَلَمَّا تَقَضَّوْا من مِنَى كُلَّ حَاجَةٍ
وَسَالَتْ بهمْ تلْكَ البِطَاحُ تَقَدَّمُوْا
إِلى الكَعْبَةِ البَيْت الَحَرامِ عَشيَّةً
وَطَافُوْا بهَا سبْعًا، وصَلُّوْا وَسَلَّمُوْا
ولما دَنَا التَّوْديْعُ مِنْهُمْ وأيْقَنُوْا
بأنَّ التَّدانِي حَبلهُ مُتصرِّمُ
وَلَمْ يَبْقَ إِلاَّ وَقْفَةٌ لِمُوَدِّعٍ
فَلِلَّهِ أَجْفَانٌ هُنَالِكَ تَسْجُمُ!!
وللهِ أَكْبَادٌ هُنَالِكَ أُوْدِعَ الْـ
غَرَامُ بِهَا!! فالنَّارُ فِيْهَا تَضَرَّمُ
وللهِ أنْفَاسٌ يَكَادُ بِحَرِّهَا
يَذُوْبُ المُحِبُّ المُسْتَهَامُ المُتَيَّمُ
فَلَمْ تَرَ إلاَّ بَاهِتًا مُتحيِّرًا
وآخَرَ يُبْدِيْ شَجْوَهُ يَتَرَنَّمُ
رَحَلْتُ، وأَشْواقِي إِلَيْكُمْ مُقِيْمَةٌ
ونارُ الأَسَى مِنِّي تُشَبُّ وتُضرمُ
أُوَدِّعُكُمْ وَالشَّوْقُ يَثْنِي أَعِنَّتِيْ
وَقَلْبِيَ أَمْسَى في حِمَاكَمْ مُخَيِّمُ
هُنَالِكَ لا تَثْرِيْبَ يَوْمًا عَلَى امْرئ
إذَا مَا بَدَا مِنْهُ الّذِيْ كَانَ يَكْتُمُ
فَيَا سَائِقِيْنَ العِيْسَ، بالله رَبِّكُمْ
قِفُوْا ليْ عَلَى تِلْكَ الرُّبُوْعِ وسَلِّمُوْا
وَقُوْلُوا مُحِبٌّ قَادَهُ الشَّوقُ نَحْوَكُمْ
قَضَى نَحْبَهُ فِيكُم تَعِيشُوْا وتَسْلَمُوْا
قَضَى الله رَبُّ العَرْشِ فِيْمَا قَضَى بِهِ
بأنَّ الهَوَى يُعْمِي القُلُوْبَ ويُبْكِمُ
وحُبُّكُمْ أَصْلُ الهُدَى، ومَدَارُهُ
عَلَيْهِ، وَفَوْزٌ لِلْمُحِبِّ، ومَغْنَمُ
وَتَفْنَى عِظَامُ الصَّبِّ بَعْدَ مَمَاتِهِ
وَأَشوَاقُهُ وقْفٌ عَلَيْهِ مُحَرَّمُ
فَيَا أَيُّهَا القَلْبُ الذِي مَلَكَ الهَوَى
أَزِمَّتَهُ، حَتَّى مَتَى ذَا التَّلوُّمُ؟!
وَحَتَّامَ لا تَصْحُو وَقَدْ قَرُبَ المَدَى
وَدنَت كُؤُوْسُ السَّيْرِ والنَّاسُ نُوَّمُ
بَلَى، سَوْفَ تَصْحُو حِيْنَ يَنْكَشِفُ الغِطَا
وَيَبْدُو لكَ الأَمْرُ الّذِي أَنْتَ تَكْتُمُ
وَيَا مُوْقِدًا نَارًا لِغَيْركَ ضَوْؤُهَا
وَحَرُّ لَظَاهَا بَيْنَ جَنْبَيْكَ يُضْرَمُ
أَهَذَا جَنَي العِلْمِ الذي قَدْ رَضِيْتَهُ
لِنَفْسِكَ في الدَّارِينْ: جَاهٌ وَدِرْهَمُ؟!
وَهَذا هُوَ الرِّبحُ الذي قَدْ كَسَبْتَهُ؟!
لَعمْرُكَ لا ربْحٌ، وَلاَ الأصْلُ يَسْلَمُ!!
بَخِلْتَ بِشَيْءٍ لاَ يَضُرُّكَ بِذْلُهِ
وجُدْتَ بِشَيْءٍ مِثْلُهُ لاَ يُقَوَّمُ
بَخِلْتَ بذَا الحَظِّ الخَسِيْسِ دناءَةً
وجُدْتَ بِدَارِ الخُلْدِ لَوْ كُنْتَ تَفْهَمُ
وَبِعْتَ نَعِيْمًا لاَ انْقِضَاءَ لَهُ وَلاَ
نَظيْرَ بِبَخْسٍ عَن قَلِيلٍ سَيُعْدَمُ
فَهلَّا عَكَسْتَ الأمْرَ إنْ كُنْتَ حَازمًا
ولَكِنْ أَضَعْتَ الحَزْمَ لَوْ كُنْتَ تَعْلَمُ
وَتَهْدِمُ مَا تَبْنِيْ بِكَفِّكَ جَاهِدًا
فأَنْتَ مَدَى الأيّامِ تَبْنِي وَتَهْدِمُ
وعِنْدَ مُرَادِ الله تَفْنَى كَمَيِّتٍ
وعِنْدَ مُرادِ النَّفْس تُسْدِيْ وتُلْحِمُ
وعنْدَ خِلاَفِ الأمْرِ تَحْتَجُّ بالقَضَا
ظَهِيْرًا عَلَى الرَّحْمنِ، للْجَبْرِ تَزْعُمُ
تُنَزِّهُ مِنْكَ النَّفْسَ عنْ سُوْءِ فِعْلِهَا
وَتَعْتِبُ أقْدَارَ الإِلهِ وَتَظْلِمُ
تَحُلُّ أُمُوْرًا أَحْكَمَ الشَّرْعُ عَقْدَهَا
وَتقْصُدُ مَا قَدْ حَلَّهُ الشَّرْعُ تُبْرِمُ وتَفْهَمُ مِنْ قَوْلِ الرَّسُولِ خِلاَفَ مَا
أَرَادَ لأَنَّ الْقَلْبَ مِنْكَ مُعَجَّمُ
مُطيْعٌ لدَاعِي الغَيِّ عَاصٍ لرُشْدِهِ
إِلى ربِّه يَوْمًا يُرَدُّ ويَعْلَمُ
مُضِيِّعٌ لأمْرِ الله قد غَشَّ نَفْسَهُ
مُهيْنٌ لَهَا أنَّى يُحبُّ ويُكْرَمُ
بَطيءٌ عَنْ الطَّاعَاتِ أَسْرَعُ للْخَنَا مِنَ السَّيْلِ في مَجْرَاهُ لا يَتَقَسَّمُ
وَتَزْعُمُ مَعْ هَذَا بأنَّكَ عَارِفٌ
كَذَبْتَ يَقِيْنًا بِالّذِي أَنْتَ تَزْعُمُ
وَمَا أَنْتَ إِلا جَاهِلٌ ثُمَّ ظَالِمٌ
وأَنَّكَ بَيْنَ الجَاهِليْنَ مُقَدَّمُ
إذَا كَانَ هَذَا نُصْحُ عَبْدٍ لِنَفْسِهِ
فَمَنْ ذَا الّذِي مِنْهُ الهُدَى يُتَعَلَّمُ؟!
وفِي مِثْلِ هَذَا الحَالِ قَدْ قَالَ مَنْ مَضَى
وأَحْسَنَ فِيْمَا قَالَهُ المُتَكَلِّمُ
«فَإنْ كُنْتَ لاَ تَدْرِيْ فَتلْكَ مُصيْبَةٌ
وإنْ كُنْتَ تَدْرِي فَالمُصِيْبَةُ أَعْظَمُ»
وَلَو تُبْصِرُ الدُّنْيَا وَرَاءَ سُتُورِها
رَأَيْتَ خَيالاً فِي مَنَامٍ سَيُصْرَمُ
كَحُلْمٍ بِطَيْفٍ زَارَ فِي النَّوْمِ وانْقَضَى الْـ
مَنَامُ وَرَاحَ الطَّيْفُ، والصَّبُّ مُغْرَمُ
وَظِلٍّ أَرَتْهُ الشَّمْسُ عِنْدَ طُلُوعِهَا
سَيَقْلُصُ فِي وَقْتِ الزَّوَالِ، ويَفْصِمُ
وَمُزْنَةِ صَيْفٍ طَابَ مِنْهَا مَقيْلُهَا
فَوَلَّتْ سَريْعًا، والحُرُوْرُ تَضَرَّمُ
ومَطْعَمُِ ضَيْفٍ لَذَّ مِنْهُ مَسَاغُهُ
وَبَعْدَ قَلِيْلٍ حَالُهُ تِلْكَ تُعْلَمُ
كَذَا هَذِهِ الدُّنْيَا كأَحْلاَمِ نَائمٍ
وَمِنْ بَعْدهَا دَارُ البَقَاءِ سَتَقْدَمُ
فَجُزْهَا مَمَرًّا لاَ مَقَرًا وَكُنْ بِهَا
غَرِيْبًا تَعِشْ فِيْهَا حَمِيْدًا، وتَسْلَمُ
أو ابْن سَبِيْلٍ قَالَ في ظِلِّ دَوْحَةٍ
وَرَاحَ، وَخَلَّى ظِلَّهَا يَتَقَسَّمُ
أَخَا سَفَرٍ لا يَسْتَقِرُّ قَرَارُهُ
إلَى أَنْ يَرَى أَوْطَانَهُ ويُسَلِّمُ
فَيَا عَجَبًا!! كَمْ مَصْرَعٌ وعَظَتْ به
بَنِيْهَا!! ولَكِنْ عَنْ مَصَارِعِهَا عَمُوْا
سَقَتْهُمْ كُؤُوْسَ الحُبِّ حَتَّى إذا نَشَوْا
سَقَتَهُمْ كُؤُوْسَ السُّمِّ والقَوْمُ نُوَّمُ
وأعْجَبُ مَا في العَبْدِ رُؤْيَةُ هَذِهِ الْـ
عَظَائمِ والمَغْرُوْرُ فيْهَا مُتيَّمُ
وَمَا ذَاكَ إِلاَّ أَنَّ خَمْرَةَ حُبِّهَا
لَتَسْلبُ عَقْلَ المَرْءِ مِنْهُ وتَصْلِمُ
وأَعْجَبُ من ذَا أنَّ أحبَابَهَا الأُلى
تُهينُ وللأعْدَا تُرَاعِي وتُكْرمُ
وَذلكَ بُرْهَانٌ عَلَى أنَّ قَدْرَهَا
جَنَاحُ بَعُوضٍ أَوْ أَدَقُّ وأَلأَمُ
وحَسْبُكَ مَا قَالَ الرَّسُولُ مُمَثِّلاً
لَهَا، وَلِدَارِ الخُلْدِ والحَقُّ يُفْهَمُ
كَمَا يُدْلِي الإِنْسَانُ في اليَمِّ أَصْبُعًا
ويَنْزعُهَا مِنْهُ فَمَا ذَاكَ يَغْنَمُ
أَلاَ لَيْتَ شعْرِيْ هَلْ أَبِيْتَنَّ لَيْلَةً
عَلَى حَذَرٍ مِنْهَا، وأَمْرِي مُبْرَمُ
وَهَلْ أَرِدَنَّ مَاءَ الحَيَاةِ وَأَرْتَوِيْ
عَلَى ظَمَأٍ من حَوْضهِ، وَهْوَ مُفْعَمُ
وَهَلْ تَبدُوَنْ أعْلاَمُهَا بَعْدَمَا سَفَتْ
عَلَى رَبْعِهَا تلْكَ السَّوافِي فَتُعْلَمُ
وَهَلْ أَفْرِشَنْ خَدِّي ثَرَى عَتَبَاتِهِم
خُضُوعًا لهُم كيمَا يَرقُّوْا ويَرحَمُوْا
وَهَلْ أَرْمِيَنْ نَفْسِيْ طَريْحًا ببَابِهِمْ
وَطَيْرُ مَنَايَا الحُبِّ فَوْقِيَ تُحَوِّمُ
فَيَا أَسَفِيْ، تَفْنَى الحَيَاةُ وتَنْقَضِيْ
وذَا العُتْبُ بَاقٍ مَا بَقِيْتُمْ وعِشْتُمُ
فَمَا منْكُمُ بُدٌّ وَلاَ عَنْكُمُ غِنَى
وَمَا ليْ منْ صَبْرٍ فَأَسْلُوَا عَنْكُمُ
وَمَنْ شَاءَ فَلْيَغْضَبْ سِوَاكُم فَلاَ إذًا
إذا كُنْتُمُ عَنْ عَبْدِكُمْ قَدْ رَضيْتُمُ
وَعُقْبَى اصْطِبَارِيْ في هَواكُمْ حَمِيْدَةٌ
وَلكنَّهَا عَنْكُمْ عِقَابٌ ومَأثَمُ
وَمَا أَنَا بالشَّاكِي لِمِا تَرْتَضُوْنَهُ
وَلكنَّنيْ أَرْضَى به وَأُسَلِّمُ
وحَسْبيْ انْتِسَابِيْ منْ بَعيْدٍ إليْكُمُ
أَلاَ إنَّهُ حَظٌّ عَظيْمٌ مَفَخَّمُ
إذَا قِيْلَ: هَذَا عَبْدُهُم وَمُحبُّهُم
تَهَلَّلَ بشْرًا وَجْهُهُ يَتَبَسَّمُ
وَهَا هُوَ قَدْ أَبْدَى الضَّرَاعَةَ سَائلاً
لكُمْ بلسَانِ الحَالِ والقَالِ مُعْلِمُ
أحبَّتَهُ عَطْفًا عَلَيْه فَإنَّهُ
لِمُظْمى وإنَّ المَوْردَ العَذْبَ أَنْتُمُ
فَيَا سَاهيًا في غَمْرَةِ الجَهْلِ والهَوَى
صَريْع الأمَانيْ عَنْ قَريْبٍ سَتَنْدَمُ
أَفِقْ قَدْ دَنَا الوَقْتُ الذي لَيْسَ بَعْدَهُ
سِوَى جَنَّةٍ، أو حَرِّ نَارٍ تَضَرَّمُ
وبالسُّنَّةِ الغَرَّاءِ كُنْ متَمَسِّكًا
هي العُرْوَةُ الوُثْقَى الَّتي لَيْسَ تُفْصَمُ
تَمَسَّكْ بِهَا مَسْكَ البَخِيْلِ بِمَالِهِ
وعُضَّ عَلَيْهَا بالنَّوَاجذِ تَسْلَمُ
وَدَعْ عَنْكَ مَا قَدْ أَحْدَثَ النَّاسُ بَعْدَهَا
فَمَرْتَعُ هَاتيْكَ الحَوَادثِ أَوْخَمُ
وهَيِئ جَوَابًا عنْدَمَا تَسْمَعُ النِّدَا
منَ اللهِ يَوْمَ العَرْضِ مَاذَا أَجَبْتُمُ
بِهِ رُسُلِي لَمَّا أَتَوْكُمْ فَمَنْ يَكُنْ
أَجَابَ سِوَاهُمْ سَوْفَ يُخْزَى ويَنْدَمُ
وخُذْ مِنْ تُقَى الرَّحْمنِ أعْظَمَ جُنَّةٍ
ليَوْمٍ به تَبْدُوْ عيَانًا جَهَنَّمُ
وَيُنْصَبُ ذَاكَ الجِسْرُ مِنْ فَوْقِ مَتْنِهَا
فَهَاوٍ، ومَخْدُوْشٌ، ونَاجٍ مُسَلَّمُ
وَيأْتِي إلهُ العَالميْنَ لِوَعْدِه
فَيَفْصِلُ مَا بَيْنَ العِبَادِ ويَحْكُمُ
وَيَأخُذُ لِلمَظْلُومِ ربُّكَ حَقَّهُ
فَيَا بُؤْسَ عَبْدٍ للْخَلائقِ يَظْلِمُ!!
وَيُنْشَرُ دِيْوَانُ الحِسَابِ وتُوْضَعُ الْـ
مَوَازِيْنُ بالقِسْطِ الّذِي لَيْسَ يَظْلِمُ
فَلاَ مُجْرمٌ يَخْشَى ظَلامَةَ ذَرَّةٍ
ولا مُحْسنٌ مِنْ أجْرهِ ذَاكَ يُهْضَمُ
وتَشْهَدُ أعْضَاءُ الْمُسِيءِ بِمَا جَنَى
كَذَاكَ عَلَى فيْهِ المُهَيْمنُ يَخْتمُ
فَيَا لَيْتَ شِعْرِيْ!! كَيْفَ حَالُكَ عنْدَمَا
تَطَايَرُ كُتْبُ العَالَمِيْنَ وَتُقْسَمُ؟!
أَتَأْخُذُ بِاليُمْنَى كِتَابَكَ أَمْ تَكُنْ
بِالأُخْرَى وَرَاءَ الظَّهْرِ منْكَ تَسَلَّمُ
وَتَقْرَأ فِيْهَ كُلَّ شَيْءٍ عَمِلْتَهُ
فَيُشْرقُ منْكَ الوَجْهُ، أَوْ هُوَ يُظْلِمُ
تَقُولُ: كِتَابِي فَاقْرؤوهُ فَإنَّهُ
يُبَشِّرُ بِالفَوْزِ العَظيْمِ، ويُعْلِمُ
وَإنْ تَكُن الأُخْرَى فَإنَّكَ قَائِلٌ:
أَلا لَيْتَنِي لَمْ أُوْتَهُ فَهْوَ مُغْرَمُ
فَبَادِرْ إِذًا مَا دَامَ في العُمْرِ فُسْحَةٌ
وَعَدْلُكَ مقبُوْلٌ، وصَرْفُكَ قَيِّمُ
وجُد، وَسَارِعْ، واغْتَنِمْ زَمَنَ الصِّبَا
فَفِيْ زَمَنِ الإمْكَانِ تَسْعَى، وَتَغْنَمُ
وَسِرْ مُسْرِعًا، فالسَّيْلُ خَلْفَكَ مُسْرِعٌ
وَهَيْهَاتَ مَا مِنْهُ مَفَرٌّ وَمَهْزَمُ
«فَهُنَّ المَنَايَا أَيُّ وَادٍ نَزَلْتَهُ
عَلَيْهَا القُدُومُ أَوْ عَلَيْكَ سَتَقْدَمُ»
وَمَا ذَاكَ إلا غَيْرةٌ أن يَنَالَهَا
سِوَى كُفْئهَا والرَّبُّ بالخَلْقِ أَعْلَمُ
وإنْ حُجبَتْ عَنَّا بكُلِّ كَريْهَةٍ
وَحُفَّتْ بِمَا يُؤْذِي النُّفُوسَ ويَؤْلمُ
فلله مَا فِي حَشْوِهَا من مَسَرَّةٍ
وأصْنَافِ لَذَّاتِ بِهَا يُتَنَعَّمُ!!
وللهِ بَرْدُ العَيْشِ بَيْنَ خِيَامِهَا
وَرَوْضَاتِهَا والثَّغْرُ فِي الرَّوْضِ يَبْسِمُ
فلله وَادِيْهَا الّذي هُوَ مَوْعدُ الْـ
مَزيْدِ لوَفْدِ الحُبِّ لَوْ كُنْتَ منْهُمُ
بِذَيَّالِكَ الوَاديْ يَهيْمُ صَبَابةً
مُحبٌّ يَرَى أَنَّ الصَّبَابَةَ مَغْنَمُ!
ولله أفْرَاحُ المُحبِّيْنَ عنْدَمَا
يُخَاطبُهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ويُسَلِّمُ
وللهِ أَبْصَارٌ تَرَى اللهَ جَهْرةً
فَلاَ الضَّيْمُ يَغْشَاهَا وَلاَ هيَ تَسْأَمُ
فَيَا نَظْرَةً أَهْدَتْ إلَى الوَجْهِ نَضْرَةً
أَمِنْ بَعْدهَا يَسْلُو المُحبُّ المُتَيَّمُ؟
ولله كَمْ مِنْ خِيْرةٍ لَوْ تَبَسَّمَتْ
أَضَاءَ لَهَا نُوْرٌ مِنْ الفَجْرِ أَعْظَمُ
فَيَا لَذَّةَ الأبْصَارِ إن هيَ أَقْبَلَتْ
ويا لَذَّةَ الأَسْمَاعِ حِيْنَ تَكَلَّمُ
وَيَا خَجْلةَ الغُصْنِ الرَّطيْبِ إذا انثَنَت
وَيَا خَجْلَةَ البَحْرَينِ حينَ تَبسَّمُ
فإِنْ كُنْتَ ذَا قَلْبٍ عَلِيْلٍ بحُبِّها
فَلَمْ يَبْقَ إلاَّ وَصْلُهَا لَكَ مَرْهَمُ
وَلاَ سِيَّمَا فِي لَثْمِهَا عنْدَ ضَمِّهَا
وَقَدْ صَارَ مِنْهَا تَحْتَ جِيْدِكَ مِعْصَمُ
يَرَاهَا إِذَا أَبْدَتْ لَهُ حُسْنَ وَجْهِهَا
يَلَذُّ بِهَا قَبْلَ الوصَالِ ويَنْعَمُ
تَفَكَّهُ مِنْهَا العَيْنُ عِنْدَ اجْتِلائِهَا
فَوَاكِهَ شَتَّى طَلْعُهَا لَيْسَ يُعْدِمُ
عَناقِدُ مِنْ كَرْمٍ وَتُفَّاحُ جَنَّةٍ
وَرُمانُ أغْصَانٍ بِهَا القَلْبُ مُغْرَمُ
ولِلْوَرْدِ مَا قَدْ أُلْبِسَتْهُ خُدُوْدُهَا
وللْخَمْرِ مَا قَدْ ضَمَّهُ الرِّيْقُ والْفَمُ
تَقَسَّمَ مِنْهَا الحُسْنُ في جَمْعِ وَاحِدٍ
فَيَا عَجَبًا مِنْ وَاحدٍ يَتَقَسَّمُ
تُذَكِّرُ بالرَّحْمنِ مَنْ هُوَ نَاظِرٌ
فَيَنْطِقُ بالتَّسْبيْحِ لاَ يَتَلَعْثَمُ
لَهَا فِرَقٌ شَتَّى مِنَ الحُسْنِ أجْمَعَتْ
بجُمْلْتِهَا أن السُلُوَّ مَحَرَّمُ
إذَا قَابَلَتْ جَيْشَ الهُمُوْمِ بوَجْهِهَا
تَوَلَّى عَلَى أعْقَابهِ الَجْيشُ يُهْزَمُ
فَيَا خَاطبَ الحَسْنَاءِ إنْ كُنْتَ رَاغبًا
فَهَذا زَمَانُ المَهْرِ فَهْوَ المُقَدَّمُ
وَلَمَّا جَرَى مَاءُ الشَّبَابِ بغُصْنِهَا
تَيَقَّنَ حَقًّا أنَّهُ لَيْسَ يَهْرَمُ
وَكُنْ مُبغضًا للْخَائنَاتِ لحُبِّهَا
لتَحْظَى بِهَا مِنْ دُوْنِهِنَّ وتَنْعَمُ
وكُنْ أيِّمًا مِمَّا سِوَاهَا فَإنَّهَا
لِمِثْلِكَ فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ تَأَيَّمُ
وَصُمْ يَوْمَكَ الأدْنَى لَعَلَّكَ فِي غَدٍ
تَفُوْزُ بِعيْدِ الفِطْرِ والنَّاسُ صُوَّمُ
وأَقْدَمْ وَلاَ تقْنَعْ بعَيْشٍ مُنَغَّصٍ
فَمَا فَازَ بِاللَّذَاتِ مَنْ لَيْسَ يُقْدِمُ
وإنْ ضَاقَتْ الدُّنْيَا عَلَيْكَ بأسْرِهَا
وَلَمْ يَكُ فِيْهَا مَنْزلٌ لَكَ يُعْلَمُ
فَحَيَّ عَلَى جَنَّاتِ عَدْنٍ فَإنَّهَا
مَنَازلُكَ الأُوْلَى، وفِيْهَا المُخَيَّمُ
ولَكنَّنَا سَبْيُ العَدُو فَهَلْ تَرَى
نُرَدُّ إلى أَوطَانِنَا ونُسَلِّمُ
وَقَدْ زَعَمُوْا أنَّ الغَريْبَ إذا نأى
وَشَطَّتْ به أَوْطَانُهُ فَهْوَ مُغْرَمُ
وَأَيُّ اغْترَابٍ فَوْقَ غُرْبَتِنَا الَّتِي
لَهَا أَضْحَتْ الأَعْدَاءُ فِيْنَا تَحكَّمُ
وَحَيِّ عَلَى رَوْضَاتِهَا وخِيَامِهَا
وَحَيِّ عَلَى عَيْشٍ بِهَا لَيْسَ يُسْأَمُ
وَحَيِّ عَلَى السُّوْقِ الذِي يَلْتَقي بهِ الْـ
مُحبُّونَ، ذَاكَ السُّوقُ للقَوْمِ يُعْلَمُ
فَمَا شِئْتَ خُذْ مِنْهُ بِلا ثَمَنٍ لَهُ
فَقَدْ أَسْلَفَ الُّتجارُ فِيْهِ وأَسْلَمُوا
وَحَيِّ عَلَى يَوْمِ المَزيْدِ فإنَّهُ
لِمَوْعِدِ أَهْلِ الحُبِّ حيْنَ يُكَرَّمُوْا
وَحَيِّ عَلَى وَادٍ هُنَالكَ أَفْيَحٍ
وَتُرْبَتُهُ من أَذْفَرِ المِسْكِ أَعْظَمُ
مَنَابرُ مِنْ نُوْرٍ هُنَاكَ وَفِضَّةٍ
ومِنْ خَالصِ العقْيَانِ لا تَتفَصَّمُ
وَمِنْ حَوْلِهَا كُثْبَانُ مِسْكٍ مَقَاعِدُ
لِمَنْ دُوْنَهُم هَذَا العَطَاءُ المُفَخَّمُ
يَرُوْنَ بهِ الرَّحْمنَ جَلَّ جَلالُهُ
كَرُؤْيَةِ بَدْر التِّم لا يُتَوَهَّمُ
كَذَا الشَّمْسُ صَحْوًا لَيْسَ مِنْ دُوْنِ أُفْقِهَا
سِحَابٌ ولا غَيْمٌ هُنَاك يُغَيِّمُ
فَبَيْنَا هُمُ في عَيْشهِمْ وسُرُوْرِهِمْ
وَأَرْزَاقِهُمْ تَجْرِي عَلَيْهِمْ وَتُقْسَمُ
إِذَا هُمْ بِنُوْرٍ سَاطِعٍ قَدْ بَدَا لَهُمْ
وَقَدْ رَفَعُوا أَبْصَارَهُمْ فإذَا هُمُ
بِرَبِّهِمْ مِنْ فَوْقِهِمْ قَائِلٌ لَهُمْ:
سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ، طِبْتُمُ ونَعِمْتُمُ
سَلامٌ عَلَيْكُمْ، يَسْمَعُونَ جَمِيْعُهُمْ
بِآذَانِهِم تَسْلِيْمَهُ إِذْ يُسَلِّمُ
يَقُولُ: سَلُوْنِي مَا اشْتَهَيْتُمْ فَكُلُّ ما
تُرِيْدُوْنَ عِنْدِي، إِنِّنِي أَنَا أَرْحَمُ
فَقَالُوا جَمِيْعًا: نَحْنُ نَسْأَلُكَ الرِّضَى
فَأَنْتَ الذِي تُوْلِيْ الجَمِيْلَ وَتَرْحَمُ
فَيُعْطيْهمُ هَذَا، وَيُشْهِدُ جَمْعَهُمْ
عَلَيْهِ تَعَالَى الله، فَاللهُ أَكرَمُ
فَبِاللهِ مَا عُذْرُ امْرئٍ هُوَ مُؤمنٌ
بِهَذَا، وَلاَ يَسعَى لَهُ وَيُقَدِّمُ؟!
وَلكنَّمَا التَّوفِيْقُ بالله إنَّهُ
يخُصُّ به مَنْ شَاءَ فَضْلاً وَيُنْعِمُ
فَيَا بَائِعًا غَالٍ ببَخْسٍ مُعَجَّلٍ
كَأنَّكَ لا تَدرِيْ، بَلَى سَوْفَ تَعْلَمُ
فَقَدِّمْ، فَدَتْكَ النَّفْسُ نَفْسَكَ إنَّها
هِيَ الثَّمَنُ المَبْذُوْلُ حِيْنَ تُسَلَّمُ
وَخُضْ غَمَراتِ المَوْتِ وَارْقَ مَعَارجَ الْـ
مَحَبَّةٍ في مَرْضَاتِهمْ تَتسَنَّمُ
وَسَلِّمْ لَهُمْ مَا عَاقَدُوْكَ عَلَيْهِ إِنْ
تُرِدْ مِنْهُمُ أَنْ يَبْذِلُوا وَيُسَلِّمُوا
فَمَا ظَفِرَتْ بالوَصْلِ نَفْسٌ مَهِيْنَةٌ وَلا فَازَ عَبْدٌ بِالبَطَالَةِ يَنْعَمُ
وَإِنْ تَكُ قد عَاقَتْكَ سُعْدَى فَقَلبُكَ ال
مُعنى رَهِيْنٌ في يَدَيْهَا مُسَلَّمُ
وَقد سَاعَدَتْ بالْوَصْلِ غَيْرَكَ فالهَوَى
لَهَا مِنْكَ، والواشِيْ بِهَا يَتَنَعَّمُ
فَدَعْهَا، وَسَل النَّفْسَ عَنْهَا بجَنَّةٍ
مِنَ العِلْمِ في رَوْضَاتِهَا الحَقُّ يَبْسمُ
وَقَدْ ذُلِّلَت مِنْهَا القُطُوفُ فَمَن يُردْ
جَنَاهَا ينلهُ كَيْفَ شَاءَ ويَطْعَمُ
وَقَدْ فُتحَتْ أبوابُهَا وَتزَيَّنَتْ
لِخُطَّابِهَا، فالحُسْنُ فِيْهَا مُقَسَّمُ
وَقَدْ طَابَ مِنْهَا نَزْلُهَا وَنَزِيْلُهَا
فَطُوبِى لِمَنْ حلُّوْا بِهَا وَتَنعَّمُوْا
أَقَامَ عَلَى أَبْوَابِِهَا دَاعِي الهُدى
هَلمُّوْا إلى دَارِ السَّعَادَةِ تَغْنَمُوْا
وَقَدْ غَرَسَ الرَّحْمنُ فِيْهَا غرَاسَةً
من النَّاسِ، والرَّحْمنُ بالخَلْقِ أَعْلَمُ
وَمَنْ يَغْرِسِ الرَّحْمنُ فيْهَا فِإِنَّهُ
سَعِيْدٌ وَإلاَّ فالشَّقاءُ مُحَتَّمُ
انَتَهى
|
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: قَصِيْدةٌ في الحَثِّ على طَلَبِ العِلْمِ السبت 12 أكتوبر 2024, 11:27 pm | |
| آخر:
نَمْضِي عَلَى سُبُلٍ كَانُوا لَهَا سَلَكُوا
أَسْلافُنَا وَهُمْ لِلْدِّيْن قَدْ شَادُوْا
لَنا بِهِمْ أُسْوَةٌ إِذْ هُمْ أَئِمَّتُنَا
وَنَحْنُ لِلْقَوْمِ أَبْنَاءٌ وَأَحْفَادُ
وَالصَّبْرُ يَا نَفْسُ خَيْرٌ كَلُّهُ وَلَهُ
عَوَاقِبٌ كُلُّهَا نُجْح وَإِمْدَادُ
فَاصْبِرْ هُدِيْتَ فَإنَّ المَوْتَ مُشْتَرَكٌ
بَينَ الأَنَامِ وإنْ طَاوَلْنَ آمَاد
وَالنَّاسُ في غَفَلاتٍ عَنْ مَصَارِعِهِمْ
كَأَنَهُمْ وَهُمْ الأَيْقَاظُ رُقَّادُ
دُنْيا تَغُرُّ وَعَيْشٌ كُلُّهُ كَدَرٌ
لَوْلا النُّفُوسُ التِي لِلْوَهْمِ تَنْقَادُ
كُنَّا عَدَدنَا لِهَذَا المَوْتِ عُدّتَهُ
قَبْلَ الوَفَاةِ وَأَنْ تُحْفَرْنَ أَلْحَادُ
فَالدَّارُ مِنْ بَعْدِ هَذِي الدَّارِ آخِرَةٌ
تَبْقَى دَوَامًا بِهَا حَشْرٌ وَمِيْعَادُ
وَجَنَّةٌ أُزْلِفَتْ لِلْمُتَّقِيْنَ وَأهْـ
ـلُ الحَقِّ وَالصَّبْرِ أَبْدَالٌ وَأَوْتَادُ
فَاعْمَلْ لنَفْسُكَ مِنْ قَبْلِ المَمَاتِ وَلا
تَعْجَلْ وَتَكْسَلْ فَإِنَّ المَرْءَ جَهَّادُ
لا يَنْفَعُ العَبْدَ إِلا مَا يُقَدِّمُهُ
فَبَادِرِ الفَواتَ وَاصْطَدْ قَبْلَ تُصْطَادُ
وَالمَوْتُ لِلْمُؤْمِنِ الأَوَّابِ تُحْفَتُهُ
وَفِيْهِ كُلُّ الذِي يَبْغِي وَيَرْتَادُ
لِقَا الكَرِيمِ تَعَالَى مَجْدُهُ وَسَمَا
مَعَ النَّعِيم الذيْ مَا فِيْهِ أَنْكَادُ
فَضْلٌ مِنَ اللهِ إِحْسَانٌ وَمَرْحَمَةٌ
فَالفَضْلُ لله كَالآزَالِ آبَادُ
فَالظَّنُ بالله مَوْلانَا وَسَيِّدنَا
ظنٌّ جَمِيْلٌ مَعَ الأَنفَاسِ يَزْدَادُ
نَرْجُوْهُ يَرْحمُنَا نَرجُوْهُ يَسْتُرُنَا
فَمِنْه لِلْكُلِّ إمْدَادٌ وَإيْجَادُ
نَدْعُوْهُ نَسْألُهُ عَفْوًا وَمَغْفرَةً
مَعْ حُسْنِ خَاتِمَةٍ فَالعُمْرُ نَفَّادُ
وَقَدْ رَضِيْنَا قَضَاءَ الله كَيْفَ قَضَى
وَاللُّطْفَ نَرْجُو وحُسْنُ الصَّبْرِ إِرْشَادُ
انْتَهى
|
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: قَصِيْدةٌ في الحَثِّ على طَلَبِ العِلْمِ السبت 12 أكتوبر 2024, 11:27 pm | |
| آخَرُ:
وَمَا النَّاسُ إلاَ رَاحِلُوْنَ وَبَيْنَهُمْ
رِجَالٌ ثَوَت آثَارُهُمْ كَالمَعَالِمِ
بِعِزَّةِ بَأْسٍ وَاطِّلاعِ بَصِيْرَةٍ
وَهِزَّة نَفْسٍ واتّسَاعِ مَرَاحِمِ
خُظُوْظُ كَمَالٍ أَظْهَرَتْ مِنْ عَجَائِبٍ
بِمِرْآةِ شَخْصٍ مَا اخْتَفَى في العَوَالمِ
وَمَا يَسْتَطِيْعُ الْمَرْءُ يَخْتَصُّ نَفْسَهُ
أَلاَ إِنَّمَا التَّخْصِيْصُ قِسْمَةُ رَاحِمِ
وَقَدْ يُفْسِدُ الحُرَّ الكَريْمَ جَلِيْسُهُ
وَتَضْعُفُ بالإِيْهَامِ قُوَّةُ حَازِمِ
وَلَيْسَ بِحَيٍّ سَالِكٌ في خَسَائِسٍ
وَلَيْسَ بِمَيْتٍ هَالِكٌ فِيْ مَكَارِمِ
إذَا لَجَّ لُؤْمٌ مِنْ سَفِيْهٍ لِرَاشِدٍ
تَوَهّمّ رَشْدًا في سَفَاهَة لاَئِمٍ
عَجِبْتُ مِنْ الإِنْسَانِ يَعْجَبُ وَهُوَ فيْ
نَقَائِصِ أَحْوَالٍ قَسِيْمَ السَّوَائِمِ
يَرى جَوْهَرَ النَّفْسِ الطَّلِيْقَ فَيَزْدَهِي
وَيَذْهَلُ عَنْ أعْرَاضِ جِسْمٍ لَوَازِمِ
دُيُونُ اظْطِرَارٍ تُقْضى كُلَّ سَاعَةٍ
فَتُقْتَرَضُ الأعْمَارُ بَيْنَ المَغَارِمِ
وَكُلُّ فَمَغْرُوْرٌ بِحُبّ حَيَاته
وَيُغْزيْهِ بالأَدْنَى خَفَاءُ الخَوَاتِمِ
وَجَمَّاعُ مَالٍ لاَ انْتِفَاعَ لَهُ بِهِ
كَمَا مَصَّ مَشْرُوْطَاً زُجَاج الْمَحَاجِمِ
فَلِلّهِ سَاعٍ في مَنَاهِجِ طَاعَةٍ
لإِيْلاَفِ عَدْلٍ أوْ لإِيْلاَفِ ظَالِمِ
انَتْهَى
|
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: قَصِيْدةٌ في الحَثِّ على طَلَبِ العِلْمِ السبت 12 أكتوبر 2024, 11:29 pm | |
| آخَرُ:
يَا طَالِبًا رَاحَةً مِنْ دَهْرِهِ عَبَثًا
أَقْصِرْ فَمَا الدَّهْرُ إِلَّا بِالْهُمُومِ مُلِي
كَمْ مَنْظَرٍ زَائِقٍ أَفْنَتْ جَمَالَتُهُ
يَدُ الْمَنُونِ وَأَعْيَتْهُ عَنِ الْحِيَلِ
وَكَمْ هُمَامٍ وَكَمْ قَرْمٍ وَكَمْ مَلِكٍ
تَحْتَ التُّرَابِ وَكَمْ شَهْمٍ وَكَمْ بَطَلِ
وَكَمْ إِمَامٍ إِلَيْهِ تَنْتَهِي دُوَلٌ
قَدْ صَارَ بِالْمَوْتِ مَعْزُولًا عَنِ الدُّوَلِ
وَكَمْ عَزِيزٍ أَذَلَّتْهُ الْمَنُونُ وَمَا
أَنْ صَدَّهَا عَنْهُ مِنْ مَالٍ وَلَا خَوَلِ
يَا عَارِفًا دَهْرَهُ يَكْفِيكَ مَعْرِفَةً
وَإِنْ جَهِلْتَ تَصَارِيفَ الزَّمَانِ سَلِ
هَلْ فِي زَمَانِكَ أَوْ مَنْ قَبْلَهُ سَمِعَتْ
أُذُنَاكَ أَنْ ابْنَ أُنْثَى غَيْرُ مُنْتَقِلِ
وَهَلْ رَأَيْتَ أُنَاسًا قَدْ عَلَوْا وَغَلَوْا
فِي الْفَضْلِ زَادُوا بِمَا نَالُوا عَنِ الْأَجَلِ
أَوْ هَلْ نَسِيتَ "لِدُوا لِلْمَوتِ" أَوْ عَمِيَتْ
عَيْنَاكَ عَنْ وَاضِعٍ نَعْشًا وَمُحْتَمِلِ
وَهَلْ رَعَى الْمَوْتُ ذَا عِزٍّ لِعِزَّتِهِ
أَوْ هَلْ خَلَا أَحَدٌ دَهْرًا بِلَا خَلَلِ
الْمَوْتُ بَابٌ وَكُلُّ النَّاسِ دَاخِلُهُ
لَكِنَّ ذَا الْفَضْلِ مَحْمُولٌ عَلَى عَجَلِ
وَلَيْسَ فَقْدُ إِمَامٍ عَالِمٍ عَلَمٍ
كَفَقْدِ مَنْ لَيْسَ ذَا عِلْمٍ وَلَا عَمَلِ
وَلَيْسَ مَوْتُ الَّذِي مَاتَتْ لَهُ أُمَمٌ
كَمَوْتِ شَخْصٍ مِنَ الْأَوْغَادِ وَالسّفَلِ
انْتَهَى
|
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: قَصِيْدةٌ في الحَثِّ على طَلَبِ العِلْمِ السبت 12 أكتوبر 2024, 11:30 pm | |
| آخَرُ:
اكْدَحْ لِنَفْسكَ قَبْلَ المَوْتَ في مَهلٍ
وَلا تَكُنْ جَاهِلاً في الحَقِ مُرْتابًا
إِنْ المَنِيَّة مَورُودٌ مَنَاهِلُها
لاَبُدَّ مِنْهَا وَلَو عُمِّرتَ أَحْقابًا
وَفي اللَّيَالِي وفي الأَيَّامِ تَجْربةٌ
يَزْدادُ فِيْهَا أَولُوا الأَلبَابِ أَلبابًا
بَعْدَ الشَّبَابِ يَصِير الصّلْبُ مُنْحَنيًا
وَالشَّعرُ بَعْدَ سَوادٍ كَانَ قَدْ شَابَا
يُفْنِي النُفُوسَ وَلا يُبْقِي عَلَى أَحَدٍ
لَيلٌ سَريعٌ وَشَمْسٌ كَرُّها دَابَا
لِمُسْتَقرٍ وَمِيقَاتٍ مُقَدَّرِةٍ
حَتَّى يَعُودَ شُهودُ النَّاسِ غُِيَّابَا
وَمَن تعَاقِرهُ الأَيَّامُ تُبْدِلُهُ
بالجارِ جَارًا وَبِالأَصْحَابِ أَصْحَابَا
خَلَّوا بُروَجًا وَأَوْطَانًا مُشَيَّدةً
وَمُؤْنِسِينَ وَأَصْهَارًا وَأَنْسَابَا
فَيَالَهُ سَفَرًا بُعْدًا وَمُغْتَربَا
كُسِيْتَ مِنْهُ لِطُولِ النَّأْي أَثْوَابَا
بِمُوحِشٍ ضَيِّقٍ نَاءٍ مَحَلّتُهُ
وَلَيْسَ مَن حَلَّهُ مِن غَيْبَةٍ آبَا
كَمْ مِن مَهِيْبٍ عَظِيْمِ المُلْكِ مُتَّخِذٍ
دُونَ السُّرادِقِ حُرَّاسًا وَحُجَّابَا
وأَضْحَى ذَليلاً صَغِيرَ الشَّأنِ مُنْفَرِدا
وَمَا يُرَى عِنْدَهُ في القَبْرِ بَوَّابَا
وَقَبْلكَ النَّاسُ قَدْ عَاشُوا وَقَدْ هَلَكوا
أصْبَحْتَ مِمَّا ستَلْقَى النَفْسُ هرَّابَا
اكدَحْ لنَفْسِكَ مِن دارِ تُزَايِلُهَا
ولا تَكُنْ لِلَّذِيْ يُؤْذِيكَ طَلاَّبَا
انْتَهَى
|
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: قَصِيْدةٌ في الحَثِّ على طَلَبِ العِلْمِ السبت 12 أكتوبر 2024, 11:30 pm | |
| آخَرُ:
أَيَا لِلْمَنَايَا وَيْحَهَا مَا أَجَدَّهَا
كَأَنَّك يَوْمًا قَدْ توردت وردها
ويا لِلْمَنَايَا مَالَهَا مِن إِقَالَةٍ
إِذَا بَلَغَتْ مِنْ مُدَّةٍ الْحَيِّ حَدَّهَا
أَلاَ يَا أَخَانَا إِنْ لِلمَوتِ طَلْعَةً
وَإِنَّكَ مُذْ صَوِّرْتَ تَقْصُدُ قَصْدَهَا
وَلِلمَرء عِنْدَ الْمَوْتِ كَرْبٌ وَغُصَّةٌ
إِذَا مَرَّتِ السَّاعَاتُ قَرَّبْنَ بُعْدَهَا
سَتُسلِمُكَ السَّاعَاتُ فِي بَعْضِ مَرِّهَا
إِلَى سَاعَةٍ لاَ سَاعَةٌ لَكْ بَعْدَهَا
وَتَحْتَ الثَّرَى مِنِّيْ وَمِنْكَ وَدَائِعٌ
قَرِيْبَةُ عَهْدٍ إِنْ تَذَكَّرْتَ عَهْدَهَا
مَدَدْتَ الْمُنَى طُوْلا وَعَرْضًا وَإنَّهَا
لتَدْعُوكَ أَنْ تَهْدَأ وَأنْ لاَ تَمدَّهَا
وَمَالَتْ بِكَ الدُّنْيَا إِلَى اللَّهْوِ وَالصِّبَا
وَمَنْ مَالَتْ الدُّنْيَا بِهِ كَانَ عَبْدَهَا
إِذَا مَا صَدَقْتَ النَّفْسَ أَكْثَرْتَ ذَمَّهَا
وَأَكْثَرْتَ شَكْوَاهَا وَأَقْلَلْتَ حَمدَهَا
بِنَفْسِكَ قَبْلَ النَّاسِ فَاَعِن فَإِنَّهَا
تَمُوتُ إِذَا مَاتَتْ وَتُبْعَثُ وَحْدَهَا
وَمَا كُلُّ مَا خُوِّلْتَ إِلاَ وَدِيْعَةٌ
وَلَنْ تَذْهَبِ الأَيَّامُ حَتَّى تَرُدَّهَا
إِذَا أَذْكَرَتْكَ النَّفْسُ دُنْيَا دَنِيَةً
فَلا تَنْسَ رَوْضَاتِ الْجِنَانِ وَخُلْدَهَا
أَلَسْتَ تَرَى الدُّنْيَا وَتَنْغَيِص عَيْشِهَا
وَإِتْعَابِهَا لِلمُكْثِرِين وَكَدَّهَا
وَأَدْنَى بَنِي الدُّنْيَا إِلَى الغَيِّ وَالعَمَى
لِمَنْ يَبْتَغِيْ مِنْهَا سَنَاهَا وَمَجْدَهَا
هَوَى النَّفْسِ فِي الدُّنْيَا إِلَى أَنْ تَغُوْلُهَا
كَمَا غَالَتِ الدُّنْيَا أَبَاهَا وَجَدَّهَا
انْتَهَى
|
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: قَصِيْدةٌ في الحَثِّ على طَلَبِ العِلْمِ السبت 12 أكتوبر 2024, 11:31 pm | |
| آخَرُ:
أَلَمْ تَر أنَّ المرءَ يحْبسُ مَالَهُ
وَوارثُه فِيْهِ غَدًا يَتَمَتَّعُ
كَأَنَّ الحُمَاة المُشْفِقْينَ عَلَيْكَ قَدْ
غَدَوا بكَ أَوْ رَاحُوا رَوَاحًا فَأَسْرَعُوا
وما هُوَ إِلا النَّعْشُ لَوْ أَتَوا بِهِ
تقَلَّ فَتُلْقَى فوْقَهُ ثُم تُرْفَعُ
وَمَا هُوَ إلا حَادِث بَعْدَ حَادثٍ
عَلَيْكَ فَمِنْ أَيِّ الحَوَادِثِ تَجْزِعُ
وَمَا هُوَ إِلا المَوْتُ يَأتِي لِوَقْتِهِ
فَمَالكَ في تَأخِيْرهِ عَنْكَ مَدْفَعُ
أَلا وإذا وُدِّعْتَ تَوْدِيْعَ هَالِكٍ
فَآخِرُ يَوْمٍ مِنْكَ يَوْمٌ تُوَدَّعُ
أَلا وَكَمَا شَيَّعْتَ يَوْمًا جَنَائِز
فَأَنْتَ كَمَا شَيَّعْتَهُم سَتُشَيَّعُ
رَأَيْتُكَ في الدُنْيَا عَلَى ثِقَةٍ بِهَا
وَإِنَّكَ في الدُنْيَا لأَنْتَ المُرَوَّعُ
وَصَفْتَ التُّقَى وَصْفًا كَأَنَّكَ ذُو تُقَى
وَرِيْحُ الخَطَايَا مِنْ ثِيَابِكَ تَسْطَعُ
وَلَمْ تُعْنَ بِالأَمْرِ الذي هُوَ وَاقِعُ
وَكُلُّ امْرئٍ يَعْنَى بِمَا يَتَوَقَّعُ
وَإِنَّكَ للْمَنْقُوصِ في كُلِّ حَالةٍ
وَكلُّ بَني الدُّنْيَا عَلَى النَّقْصِ يُطْبَعُ
وَمَا زِلْتُ أَرْمي كُلَّ يَوْمٍ بِعْبِرَةٍ
تَكادُ لَهَا صُمُّ الجِبَالِ تَصَدَّعُ
فَمَا بَالُ عَيْنِي لا تَجُوْدُ بِمَائِهَا
وَمَا بَالُ قَلْبِي لا يَرِقُّ وَيَخْشَعُ
تَبَارَكَ مَنْ لا يَمْلِكُ المُلْكَ غَيْرُهُ
مَتَى تَنْقَضي حَاجَاتُ مَنْ لَيْسَ يَقْنَعُ
وَأَيُّ امْرِءٍ في غَايَةٍ لَيْسَ نَفْسُهُ
إِلى غَايَةٍ أُخْرَى سِوَاهَا تَطَلَّعُ
وَبَعْض بَنِي الدُّنْيَا لِبَعْضٍ ذَرِيْعَةٌ
وَكُلٌّ بِكُل قَلَّمَا يَتَمَتَّعُ
يُحِبُّ السَّعِيْدُ العَدْلَ عِنْدَ احْتِجَاجِهِ
وَيَبْغِي الشَّقِيُّ البَغْيَ والبَغْيُ يَصْرَعُ
انْتَهَى
|
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: قَصِيْدةٌ في الحَثِّ على طَلَبِ العِلْمِ السبت 12 أكتوبر 2024, 11:32 pm | |
| آخر:
خَفِّضْ هُمُومَكَ فَالحَيَاةُ غَرُوْرُ
وَرَحَي المَنُونِ عَلَى الأَنَامِ تَدُورُ
وَالمَرْءُ في دَارِ الفَنَاءِ مُكَلَّفٌ
لا مُهْمَلٌ فيها وَلا مَعْذُورُ
والنَّاسُ في الدُّنْيَا كَظِلٍ زَائلٍ
كُلٌّ إِلَى حُكمِ الفَنَاءِ يَصِيْرُ
فَالنَّكْسُ وَالمَلِكُ المُتَوَّجُ وَاحدٌ
لا آمرٌ يَبْقَى وَلا مَأمُورُ
عَجَبًا لِمَنْ تَرَكَ التَّذكُّرَ وَانْثَنَى
في الأَمْرِ وَهُوَ بِعَيْشِهِ مَغْرُوْرُ
وإِذَا القَضَاءُ جَرَى بَأَمْرٍ نَافذٍ
غَلِطَ الطَّبِيْبُ وَأخْطَأَ التَّدبِيْرُ
إِنْ لُمْتُ صَرفَ الدَّهْرِ فِيهِ أَجَابَنِيْ
أَبَتِ النُّهَى أن يُعْتَبَ المَقْدُورُ أو قُلْتُ لهُ أينَ المُؤَيَّدُ قَالَ لِيْ
أينَ المُظفَّرُ قَبْلُ وَالمنْصُورُ
أم أين كِسْرَى أَزْدَشِيْرُ وَقَيْصَرٌ
والهُرْمُزَانُ وَقَبْلَهُم سَابُوْرُ
أَيْنَ ابْنُ دَاوُدَ سُلَيْمَانُ الذِيْ
كَانَتْ بِجَحْفَلِهِ الجِبَالُ تَمُوْرُ
والرِّيْحُ تَجْرِي حَيْثُ شَاءَ بِأَمْرِه
مُنْقَادَةً وَبه البِسَاطُ يَسِيْرُ
فَتَكَتْ بِهِمْ أَيْدِيْ المَنُونِ وَلَمْ تَزَلْ
خَيْلُ المنُونِ عَلى الأَنامِ تُغِيْرُ
لَوْ كَانَ يَخْلُدُ بِالفَضَائِل مَاجدٌ
مَا ضَمَّتِ الرُّسُلَ الكِرَامِ قُبُوْرُ
كُلٌّ يَصِيْرُ إِلَى البِلَى فَأَجَبْتُهُ
إِنَي لأَعْلَمُ وَاللَّبِيْبُ خَبِيْرُ
أَنَّ الحَيَاةَ وَإِنْ حَرِصْتَ غَرُوْرُ وَرَأيْتُ كُلاًّ ما يُعَلِّلُ نَفْسَهُ
بِتَعِلَّةٍ وَإِلى الفَنَاءِ يَصِيْرُ
انْتَهَى
|
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: قَصِيْدةٌ في الحَثِّ على طَلَبِ العِلْمِ السبت 12 أكتوبر 2024, 11:33 pm | |
| آخر:
نَادَتْ بِوَشْك رَحْيْلكَ الأيَّامُ
أَفَلَسْتَ تَسْمَعُ أَمْ بِكَ اسْتِصْمَامُ
وَمَضَى أَمَامَك مَنْ رَأَيْتَ وَأنْتَ لِلْـ
بَاقِيْنَ حَتَّى يَلْحَقُوكَ إِمَامُ
مَالِيْ أَرَاكَ كَأَنَّ عَيْنَكَ لا تَرَى
عبرًا تَمُرُّ كَأنَّهنَّ سِهَامُ
تَأْتِي الخُطُوبُ وَأَنْتَ مُنْتَبِهُ لَهَا
فَإِذَا مَضَتْ فَكَأنَّهَا أَحْلامُ
قَدْ وَدَّعَتْكَ مِنَ الصِّبَا نَزَوَاتُهُ
فَاجْهَدْ فَمَالَكَ بَعدَهُنَّ مَقَامُ
وَارْضَ المَشِيْبَ من الشَّبابِ خَلِيْفَةً
فَكِلاهُمَا لكَ خِلْفَةٌ وَنِظَامُ
وَكِلاهُما حُجَجٌ عَلَيْكَ قَوِيَّةٌ
وَكِلاهُمَا نِعَمٌ عَلَيْكَ جِسَامُ
وَلَقَدْ غَنيْتَ مِن الشَّبابِ بِغِبْطَةٍ
وَلَقَدْ كَسَاكَ وَقَارهُ الإسْلامُ
أَهلاً وَسهلاً بِالمَشِيْبِ مُؤَدِبًا
وَعَلَى الشَّبابِ تَحِيَّةٌ وَسلامُ
مَا زُخْرُفُ الدُّنْيَا وَزُبْرُجُ أَهْلِهَا
إِلا غُرُورٌ كُلُّهُ وَحُطَامُ
وَلَرُبَّ ذِي فُرُشٍ مُمَهَّدَةٍ لَهُ
أَمْسَى عَلَيهِ مِن التُرابِ رُكَامُ
وَلَكَمْ رَأَيْتُ مَحَلَّةٍ أَقْوت وَكَمْ
جَدَثٍ رَأَيْتُ تَلُوحُ فِيهِ عِظَامُ
والموتُ يَعْمَلُ وَالعُيونُ قَرِيْرَةٌ
تَلْهُو وَتَعْبَثُ بِالمُنَى وَتَنَامُ
فَالحَمدُ لله الذي هُو دَائمٌ
أَبدًا وَليسَ لِمَا سِوَاهُ دَوَامُ
وَالحَمدُ لله الذِي لِجَلالِهِ
وَلِحِلْمِهِ تَتَصَاغَرُ الأَْحلامُ
والحَمدُ لله الذِي هوَ لَمْ يَزَلْ
لا تَسْتَقْلُّ بِعِلْمِهِ الأَوْهَامُ
سُبحانَهُ مَلِكٌ تَعَالَى جَدُّهُ
وَلِوَجْهِهِ الإِجْلالُ وَالإكرامُ
انْتَهَى |
|
| |
| قَصِيْدةٌ في الحَثِّ على طَلَبِ العِلْمِ | |
|