من أخلاق النبي: الوقار والصمت والتؤدة والمروءة 1344
من أخلاق النبي: الوقار والصمت والتؤدة والمروءة

وأمَّا وقاره ﷺ وصمته وتؤدته ومروءته وحسن هديه فحدثنا أبو علي الجياني الحافظ إجازة، وعارضت بكتابه، قال: حدثنا أبو العباس الدلائي، أخبرنا أبو ذر الهروي، أخبرنا أبو عبد الله الوراق، حدثنا اللؤلؤي، حدثنا أبو داود، حدثنا عبد الرحمن بن سلام، حدثنا حجاج بن محمد، عن عبد الرحمن ابن أبي الزناد عن عمر بن عبد العزيز بن وهيب: سمعت خارجة بن زيد يقول: كان النبي ﷺ أوقر الناس في مجلسه، لا يكاد يخرج شيئاً من أطرافه.

وروى أبو سعيد الخدري: كان رسول الله ﷺ إذا جلس في المجلس احتبى بيديه، وكذلك كان أكثر جلوسه ﷺ محتبياً.

وعن جابر بن سمرة أنه تربع، وربما جلس القرفصاء، وهو في حديث قيلة، وكان كثير السكوت لا يتكلم في غير حاجة، يعرض عمن تكلم بغير جميل، وكان ضحكه تبسمًا، وكلامه فصلاً لا فضول ولا تقصير، وكان ضحك أصحابه عنده التبسم، توقيرًا له، واقتداء به.

مجلسه مجلس حلم وحياء، وخير وأمانة لا ترفع فيه الأصوات، ولا تؤبن فيه الحرم، إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير.

وفي صفته: يخطو تكفؤاً، ويمشي هوناً كأنما ينحط من صبب.

وفي الحديث الآخر: إذا مشى مشى مجتمعاً، يعرف في مشيته أنه غير غرض ولا وكل، أي غير ضجر ولا كسلان.

وقال عبد الله بن مسعود: إن أحسن الهدى هدي محمد ﷺ.

وعن جابر بن عبد الله (رضي الله عنهما): كان في كلام رسول الله ﷺ ترتيل أو ترسيل.

قال ابن أبي هالة: كان سكوته على أربع: على الحلم، والحذر، والتقدير والتفكر.

قالت عائشة: كان رسول الله ﷺ يحدث حديثاً لو عده العاد أحصاه.

وكان ﷺ يحب الطيب والرائحة الحسنة، ويستعملهما كثيراً، ويحض عليهما، ويقول: حبب إلىَّ من دنياكم النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة.

ومن مروءته ﷺ نهيه عن النفخ في الطعام والشراب، والأمر بالأكل مما يلي، والأمر بالسواك، وإنقاء البراجم والرواجب، واستعمال خصال الفطرة.

من كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى
للعلامة القاضي عياض

الرابط:
https://www.azhar.eg/ProphetMohamed/ArtMID/6111/ArticleID/10501/