داء السكري
منظمة الصحة العالمية (who)
داء السكري Ocia2133
حقائق رئيسية
زاد عدد الأشخاص المصابين بداء السكري من 108 ملايين في عام 1980م، إلى 422 مليون في عام 2014م.

ويزداد انتشار داء السكري في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل بوتيرة أسرع من وتيرة انتشاره في البلدان المرتفعة الدخل.

يُعد داء السكري أحد الأسباب الرئيسية للعمى والفشل الكلوي والنوبات القلبية والسكتات الدماغية وبتر الأطراف السفلى.

ارتفعت معدلات الوفيات المبكرة الناجمة عن داء السكري بنسبة 3% في الفترة بين عامي 2000م، و2019م.

تشير التقديرات إلى أن داء السكري ومرض الكلى الناجم عنه تسببا في عام 2019م، في حدوث نحو مليوني حالة وفاة.

يُعد اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة النشاط البدني بانتظام، والحفاظ على الوزن الطبيعي للجسم، وتجنّب تعاطي التبغ، من سبل الوقاية الإصابة بداء السكري من النمط 2 أو تأخير ظهوره.

يمكن علاج داء السكري وتجنب عواقبه أو تأخير ظهورها باتباع نظام غذائي صحي وممارسة النشاط البدني وتناول الدواء الموصوف له وإجراء فحوصات منتظمة وعلاج المضاعفات.

لمحة عامة:
داء السكري مرض مزمن يحدث عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج الإنسولين بكمية كافية، أو عندما يعجز الجسم عن الاستخدام الفعال للإنسولين الذي ينتجه.

والإنسولين هو هرمون يضبط مستوى الغلوكوز في الدم.

ويُعد فرط السكر في الدم، الذي يعرف أيضا بارتفاع مستوى الغلوكوز في الدم، من النتائج الشائعة الدالة على خلل في ضبط مستوى السكر في الدم، ويؤدي مع مرور الوقت إلى الإضرار الخطير بالعديد من أجهزة الجسم، ولاسيما الأعصاب والأوعية الدموية.

وفي عام 2014م، مثل المصابون بداء السكري نسبة 8.5% من مجموع البالغين في الفئة العمرية من 18 عاماً فما فوق.

وفي عام 2019م، كان داء السكري السبب المباشر في حدوث 1.6 مليون حالة وفاة، منها 48% قبل بلوغ سن 70 سنة من العمر.

وسبب مرض الكلى الناجم عن داء السكري وفاة 000 460 شخص إضافي، وتسبب ارتفاع مستوى مستوى الغلوكوز في الدم في حدوث نحو 20% من الوفيات الناجمة عن الأمراض القلبية الوعائية (1).

وفي الفترة بين عامي 2000م - و2019م، ارتفعت معدلات وفيات داء السكري الموحدة حسب السن بنسبة 3%. وارتفع معدل الوفيات الناجمة عن داء السكري في البلدان المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا بنسبة 13%.

وفي المقابل، انخفض احتمال الوفاة بسبب أي من الأمراض غير السارية الرئيسية الأربعة (الأمراض القلبية الوعائية أو السرطان أو أمراض الجهاز التنفسي المزمنة أو داء السكري) بين سن 30 و70 عاماً بنسبة 22% على الصعيد العالمي بين عامي 2000م - و2019م.

الأعراض:
قد تحدث أعراض داء السكري فجأة.

وفي داء السكري من النمط 2، قد تكون الأعراض خفيفة وقد تمر سنوات عديدة قبل أن تُلاحظ.

وقد تشمل أعراض داء السكري ما يلي:
   - الشعور بالعطش الشديد.
   - زيادة الحاجة إلى التبول على المعتاد.
   - عدم وضوح الرؤية.
   - الشعور بالتعب.
   - فقدان الوزن عن غير قصد.

ممكن أن يتسبّب داء السكري مع مرور الوقت، في إلحاق الضرر بالأوعية الدموية في القلب والعينين والكلى وفي الأعصاب.

ويشتد تعرض المصابين بداء السكري للمشكلات الصحية بما في ذلك النوبات القلبية والسكتة الدماغية والفشل الكلوي.

ويمكن أن يتسبب داء السكري في الفقدان الدائم للبصر نتيجة لتلف الأوعية الدموية في العينين.

ويصاب العديد من مرضى السكري بمشكلات في أقدامهم بسبب تلف الأعصاب وضعف تدفق الدم.

وقد يسبب ذلك قرحاً في القدم وقد يؤدي إلى البتر.

داء السكري من النمط 1:
يتسم داء السكري من النمط 1 (الذي كان يُعرف سابقاً باسم داء السكري المعتمد على الإنسولين أو داء السكري الذي يظهر في مرحلة الشباب أو الطفولة) بنقص في إنتاج الإنسولين، ويقتضي تعاطي الإنسولين يومياً.

وفي عام 2017م، بلغ مجموع المصابين بداء السكري من النمط 1، 9 ملايين شخص؛ ويعيش معظم هؤلاء في البلدان المرتفعة الدخل.

وتُجهل العوامل المسببة لداء السكري من النمط 1، كما تُجهل وسائل الوقاية منه.

داء السكري من النمط 2:
يؤثر داء السكري من النمط 2 على كيفية استخدام جسمك للسكر (الغلوكوز) للحصول على الطاقة.

ويمنع الجسم من استخدام الإنسولين استخداماً صحيحاً، ما قد يؤدي إلى ارتفاع السكر في الدم إلى مستويات عالية إذا لم يُعالج.

وبمرور الوقت، يمكن أن يسبب داء السكري من النمط 2 ضرراً خطيراً للجسم، ولاسيما الأعصاب والأوعية الدموية.

وعادة ما يمكن الوقاية من داء السكري من النمط 2.

وتشمل العوامل التي تسهم في الإصابة بداء السكري من النمط 2، زيادة الوزن، وعدم ممارسة الرياضة بالقدر الكافي، والعوامل الوراثية.

ويُعد التشخيص المبكر مهماً لمنع أسوأ آثار داء السكري من النمط 2.

وتتمثل أفضل طريقة للكشف المبكر عن داء السكري في إجراء الفحوصات الدورية واختبارات الدم لدى مقدم الرعاية الصحية.

وقد تكون أعراض داء السكري من النمط 2 خفيفة.

وقد تمر عدة سنوات قبل ان تُلاحظ.

وقد تكون أعراض هذا النمط مماثلة لأعراض النمط 1، ولكنها لا تظهر بشكل جليّ في كثير من الأحيان.

ولذا فقد يُشخّص الداء بعد مرور عدة أعوام على بدء الأعراض، أي بعد حدوث المضاعفات.

ويعاني أكثر من 95% من مرضى السكري من داء السكري من النمط 2.

وكان داء السكري من النمط 2 يُسَمَّى في السابق داء السكري "غير المعتمد على الأنسولين" أو "الذي ينشأ بعد البلوغ".

وحتى وقت قريب، كان هذا النمط من داء السكري لا يُلاحظ إلا في البالغين، ولكنه صار الآن يصيب الأطفال أيضاً على نحو متزايد.

سكري الحمل:
سكري الحمل هو فرط الغلوكوز في الدم بحيث تزيد قيم غلوكوز الدم عن المستوى الطبيعي ولكنها لا تصل إلى المستوى اللازم لتشخيص داء السكري.

ويحدث هذا النمط أثناء الحمل.

ويزداد احتمال حدوث المضاعفات أثناء الحمل وعند الولادة لدى النساء المصابات بسكري الحمل.

ويزداد احتمال الإصابة بداء السكري من النمط 2 في المستقبل لدى هؤلاء النساء وربما لدى أطفالهم.

ويُشخّص سكري الحمل عن طريق عمليات الفحص قبل الولادة، وليس عن طريق الأعراض المبلغ عنها.

اختلال تحمّل الغلوكوز واختلال الغلوكوز مع الصيام:
يمثّل اختلال تحمّل الغلوكوز واختلال الغلوكوز مع الصيام حالتين وسيطتين في الانتقال من الحالة الطبيعية إلى الإصابة بداء السكري.

والأشخاص المصابون بإحدى هاتين الحالتين معرّضون بشدة للإصابة بداء السكري من النمط 2، رغم أن حدوثه ليس حتمياً.

الوقاية:
يُعد تغيير أنماط الحياة أفضل طريقة للوقاية من داء السكري من النمط 2 أو تأخير ظهوره.

وللمساعدة على الوقاية من داء السكري من النمط 2 ومضاعفاته ينبغي للأشخاص ما يلي:
   - الوصول إلى وزن الجسم الصحي والحفاظ عليه.
   - الإبقاء على النشاط البدني بممارسة النشاط المعتدل لمدة 30 دقيقة على الأقل يومياً.
   - اتباع نظام غذائي صحي مع الحد من المواد السكرية والدهون المشبّعة.
   - عدم التدخين.

التشخيص والعلاج:
يمكن تشخيص داء السكري في مراحل مبكّرة بفحص مستوى الغلوكوز في الدم، وهو فحص زهيد التكلفة نسبياً.

ويحتاج الأشخاص المصابون بداء السكري من النمط الأول إلى الحقن بالإنسولين للبقاء على قيد الحياة.

وتتمثل إحدى أهم الطرق لعلاج داء السكري في الحفاظ على نمط الحياة الصحي.

ويحتاج بعض الأشخاص المصابين بداء السكري من النمط 2 إلى تناول الأدوية التي تساعد على التحكم في مستويات السكر في الدم.

وقد تشمل هذه الأدوية حقن الأنسولين أو أدوية أخرى.

وتتمثل بعض الأمثلة فيما يلي:
   - الميتفورمين.
   - السولفونيلوريا.
   - مثبطات الناقلات المشتركة للصوديوم والغلوكوز من النمط 2.

وفضلاً عن الأدوية اللازمة لخفض مستوى السكر في الدم، عادة ما يحتاج مرضى السكري إلى الأدوية اللازمة لخفض ضغط الدم والستاتينات للحد من مخاطر المضاعفات.

وقد تنشأ الحاجة إلى مزيد من الرعاية الطبية لمعالجة آثار داء السكري، مثل ما يلي:
   - العناية بالقدم لعلاج القرح.
   - الفحص لتحري مرض الكلى وعلاجه.
   - الفحص لتحري اعتلال الشبكية السكري (الذي يسبّب العمى) وعلاجه.

استجابة المنظمة:
تهدف منظمة الصحة العالمية إلى التشجيع على اعتماد تدابير فعّالة ودعمها، لترصد داء السكري ومضاعفاته والوقاية منه ومكافحته، ولاسيما في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.

ولتحقيق ذلك تعمل المنظمة على ما يلي:
   - وضع المبادئ التوجيهية العلمية بشأن الوقاية من الأمراض غير السارية، بما في ذلك داء السكري.
   - وضع القواعد والمعايير الخاصة بتشخيص داء السكري ورعاية المرضى المصابين به.
   - إذكاء الوعي بشأن وباء السكري العالمي؛ وإحياء اليوم العالمي لداء السكري (14 تشرين الثاني/ نوفمبر).
   - إجراء عمليات ترصد داء السكري وعوامل الخطر المتعلقة به.

وقد أعلنت المنظمة في نيسان/ أبريل 2021م، عن الميثاق العالمي بشأن داء السكري، وهو مبادرة عالمية تهدف إلى إدخال تحسينات مستدامة على الوقاية من داء السكري وتقديم الرعاية للمصابين به، مع التركيز بوجه خاص على دعم البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.

وفي أيار/ مايو 2021م، وافقت جمعية الصحة العالمية على قرار بشأن تعزيز الوقاية من داء السكري ومكافحته.

وأقرَّت جمعية الصحة العالمية في أيار/ مايو 2022م، خمس غايات عالمية لتغطية داء السكري وعلاجه يتوخى تحقيقها بحلول عام 2030م.
------------------------------------------------------------------
المراجع:
1- Global Burden of Disease Collaborative Network. Global Burden of Disease Study 2019. Results. Institute for Health Metrics and Evaluation. 2020 (بالإنكليزية)
2- Diabetes mellitus, fasting blood glucose concentration, and risk of vascular disease: a collaborative meta-analysis of 102 prospective studies. Emerging Risk Factors Collaboration. Sarwar N, Gao P, Seshasai SR, Gobin R, Kaptoge S, Di Angelantonio et al. Lancet. 2010; 26;375:2215-2222 (بالإنكليزية)
3- Causes of blindness and vision impairment in 2020 and trends over 30 years, and prevalence of avoidable blindness in relation to VISION 2020: the Right to Sight: an analysis for the Global Burden of Disease Study GBD 2019 Blindness and Vision Impairment Collaborators* on behalf of the Vision Loss Expert Group of the Global Burden of Disease Study† Lancet Global Health 2021;9:e141-e160 (بالإنكليزية)
4- 2014 USRDS annual data report: Epidemiology of kidney disease in the United States. United States Renal Data System. National Institutes of Health, National Institute of Diabetes and Digestive and Kidney Diseases, Bethesda, MD, 2014:188–210 (بالإنكليزية)

المصدر:
موقع منظمة الصحة العالمية (who)
الرابط:
https://www.who.int/ar/news-room/fact-sheets/detail/diabetes