الخاتمة
الخاتمة 3125
مِمَّا سبق يتضح لنا محاسن العقيدة الإسلامية في جميع النواحي التي تكتنف حياة الإنسان، ابتداءً من تساؤلاته عن الوجود والحياة والمصير، مرورًا بصلته بربه، ومعاملاته مع بني جلدته من المسلمين وغيرهم، وانتهاءً بتفصيل الحياة الأبدية في الآخرة.

كما اتضح لنا مدى موائمة هذه العقيدة لفطرة الإنسان، وتلبيتها لحاجاته البشرية، وتميُّزها عن غيرها من العقائد المنحرفة بالوسطية والاعتدال، والبُعد عن الغلو والتطرُّف، ودعوتها للسلام من خلال الربط الوثيق بين الإيمان والأخلاق الفاضلة، ورعاية أهل المِلَلِ الأخرى في ظل دولة الإسلام، وحرصها على العلم ورعاية العلماء، وإيمانها العميق بضرورة التسليم فيما يقوم عليه دليل من الكتاب وصحيح السُّنَّة.

وهكذا تتجلّى حقائق هذا الدّين ببيان بعض محاسنه على المستوى العقدي، والتشريعي والخُلُقي فيما يكفل للإنسان الحياة السعيدة، ويُحقق له ما تصبو إليه نفسه من الراحة والطمأنينة، ويبعده عن المخاوف والهواجس التي يموج بها عالم اليوم في ظل حضارة مادية قاتلة خمدت فيها روح الإيمان وأصابها الجفاف.

فما أحوج البشرية اليوم إلى الرجوع إلى هذا الدين عقيدةً وشريعةً وخُلُقًا مُستمدَّة حقائقه من مصدريه الصافيين: كتاب الله، وسُنَّةِ رسوله الكريم.

وصلى اللهُ على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
* * *