منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)


IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 شارلمان والرشيد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52115
العمر : 72

شارلمان والرشيد Empty
مُساهمةموضوع: شارلمان والرشيد   شارلمان والرشيد Emptyالإثنين 08 يوليو 2024, 11:57 pm

هارون الرشيد

شارلمان والرشيد 1_aaca11
شارلمان والرشيد
تجاوز الدين وأوامره
وكان الخلفاء من عهد معاوية ومن بعده قد تعدوا الإسلام وأوامره إلى رغباتهم وميولهم، ولم يشِذَّ عن هذا إلا عمر بن عبد العزيز؛ حيث أحاط نفْسه بعشَرة من كبار التابعين والفقهاء العالِمين بأصول الإسلام، حتى لا يَفْعَلَ فعلًا إلا استشارهم وعَمِلَ برأيهم، أما مَنْ عداه مِنْ عَهْد معاوية فكانوا يعملون برأيهم هُمْ، وافَقَ رُوح الإسلام أو خَالَفَه.

فليس الرشيد بِدْعًا مِنَ الخلفاء، وإنما هو نتاج كُلِّ مَنْ قَبْلَه، يسير سيرتهم، ويتبع ما تمليه عليه بيئته… فلو أن خليفة في العصر الحاضر أمر بقتل رجل من رَعِيَّتِه لكان جُرمًا شنيعًا يحِزُّ في صدور الناس ولا ينسَوْنَه.

نعم، يجب أن تُقَاس الأخلاق في كل زمان ومكان بِحَسَبِهَا؛ فلو خَرَجَتِ امرأة سَافِرَة في عَصْرِنَا ما عُدَّ هذا جريمة، بل لو خرجت مُحَجَّبَةً لَعُدَّ حجابها جريمة، والأمر على العكس منذ خمسين عامًا؛ فلو خرجت امرأة حُرَّة سافرة لانتقدها الناس، وَعَدُّوا ما تأتي به مُنكرًا كبيرًا، وهكذا تتطور الأخلاق بتطور الزمان.

وكان الرجل يُعَيَّرُ بأنه لَمْ يُعْرَف أبوه… كم لاقى زياد من العناء لمثل هذا، وهو اليوم في بعض بلدان أوروبا يعامَل كمعاملة مَن عُرِفَتْ آباؤهم.

كل هذا يخفف من الحملة على الرشيد وأمثاله في زلاتهم، كسفكه دماء البرامكة من غير محاكمة ولا معرفة بجُرْم، ومثل مصادرته للأموال وبعثرته مما صادر ونحو ذلك، والله لا يؤاخذ الناس إلا حسب ظروفهم وبيئاتهم ومقدار عقولهم.

علاقة الرشيد بشارلمان
ومما زاد في شهرة الرشيد علاقته بالدول الغربية، وتوارد الوفود عليه وإرسالها؛ فقد تحالف —مثلًا— مع شارلمان إمبراطور فرنسا وألمانيا وإيطاليا، وسفرت بينهما سفارات طويلة الأمد مرتين: الأولى استغرقت ما بين عامي ٧٩٨ و٨٠١م، وكانت السفارة في المرة الأولى مؤلفةً من سفيرين إفرنجيين، ومعهما مترجم يهودي يعرف العربية يقال له إسحاق، وكانت السفارة تتضمن أشياء ثلاثة: أنْ يَعْهد الرشيد إلى شارلمان بالقيام بمصالح العباسيين فيما يفتحه شارلمان من بلاد الأندلس، وأن يثير شارلمان الحزب القائم بالدعوة العباسية في الأندلس؛ وذلك لاشتراك الطرفين في عداء الأندلس؛ الرشيد لخروج بني أمية عليه، وشارلمان لأن الأندلس اقتطعها المسلمون من دولته؛ ذلك أن السفاح لما شدد النكير على الأمويين وَقَتَلَهُمْ فَرَّ عبد الرحمن —الملقَّب فيما بعْد بالداخل— هائمًا على وجهه هو وأخوه، واختفى في بعض البلاد، فلما أحس عبد الرحمن وأخوه بالعباسيين يُقْدِمُون فَرَّا وَعَبَرا النهر، فوعدهما العباسيون بالنجاة، وَصَدَّق أخوه، ورَجَعَ فَذُبِحَ.

ولم يُصَدِّق عبْد الرحمن، وسار إلى فلسطين، ومنها إلى إفريقيَّة، ثم إلى الأندلس، وأَمْكَنَهُ أنْ يُخْضِعها لأمره مُنْتَهزًا فرصة وجود الخلاف في البلاد والنزاع القبلي بين اليمنيين والمُضَريين.

وأخيرًا استولى على قرطبة، ثم بقية الأندلس، ونشر الأمن في أرجائها، وغاظ ذلك المنصور، ثم الرشيد مِنْ بَعْدِه؛ إذ كانت الأندلس قد خرجت من أيدي العباسيين.

وفي سنة ٧٧٧م، ائتمر زعماء العرب في الشمال الشرقي من الأندلس، وَأَلَّفوا كتلة قوية، وانتقضوا على عبد الرحمن، وتعاقدوا مع شارلمان الذي كان مُهادنًا للرشيد، ومناصرًا له، فرحب الرشيد بهذه الفكرة.

ولكن زَحْفَ شارلمان، سنة ٧٧٨م، باء بالفشل عندما أغلقت مدينة سراقوسطة في وجهه، وهجم على جيشه سكان الجبال، حتى فقد كثيرًا من أتباعه ومتاعه، واستعان عبد الرحمن على الانتصار على شارلمان بجيشٍ مُنَظَّم أَحْسَن تنظيمٍ، ومدرَّبٍ أَحْسَن تدريبٍ، وكان يبلغ نحو أربعين ألف مقاتل من البرابرة الذين استجلبهم من أفريقيا، فلما خُذِلَ شارلمان يئس الرشيد منه ومن الاستيلاء على الأندلس.

وكان الرشيد كأبيه وجده شديد العداوة للأمويين، ومنهم بنو أمية في الأندلس، وشارلمان لحبه في الفتح وأمنيته في رد الأندلس إلى مملكته بعد أن اغْتُصِبَت من المملكة المسيحية.

والأمر الثاني أن يسهل الرشيد لزوار بيت المقدس من المسيحيين الكاثوليكيين، ويُعْفِيهم من القيود والتكاليف التي وضعها الرشيد إذ ذاك على أهْل الذمة.

أمَّا السفارة الثانية فقد أوفدها شارلمان إلى الرشيد، ولقد أُحصيت التحف والهدايا التي بَعَثَ بها الرشيد إلى شارلمان، فكانت بوقًا من العاج، وهو محفوظ للآن في مدينة آج، وسيفا وصينية من الذهب محلاة بقطع من الزجاج المختلفة الألوان، وعليها صورة لكسرى الأول مصنوعة من البللور محفوظة في دير «سنتدفيس»، وقطعة من قطع شطرنج شرقي محفوظة في الدير نفسه، وإبريقًا من الذهب محفوظًا في دير كنتون فللس، وثماني شوكات من التاج الذي يقال: إنهم ألبسوه رأس المسيح عليه السلام عند صلبه.

كما يحدثوننا أن الرشيد أرسل إلى شارلمان في السفارة الأولى هدية فيها فيل يسمى أبا العباس، وهدايا أخرى، وقد أخذ هذا الفيل شهرةً واسعةً؛ لأن الفرنج لم يكونوا رأوا فيلًا قَطُّ.

وكان الرشيد قد أتى به من الهند، وبعد ذلك أرسل شارلمان وفدًا إلى بلاط الخليفة هارون الرشيد، وقد قالوا: إنه مر في طريقه بالأراضي المقدسة، ثم سار إلى بلاط الخليفة في بغداد.

وقد أرسل الرشيد وفدًا آخر إلى شارلمان يحمل هدايا ثمينةً منها رخام ملون بألوان متنوعة جميلة، ومنسوجات من الحرير والكتان، وروائح عطرية وبلسم، وساعة مائية، وأوان نحاسية، وقد أقام السفراء عند الإمبراطور مدةً، ثم أُرسلوا إلى إيطاليا حيث أَبحروا من هناك إلى المَشرق.

وقد أَنْكر بعض الباحثين من الفرنج حكاية هذه الوفود بدعوى أن مؤرخي العرب لم يذكروها في كتبهم، ولكن هذه الحجة لا تُقْنع؛ لأن كثيرًا من الحوادث حدثت في أوروبا ولم يَذْكُرها مؤرخو العرب لجهلهم بها، خصوصًا وأن بقايا هذه الهدايا محفوظة إلى اليوم، ومن المؤكَّد أنها مصنوعة في الشرق، وليس من المعقول أن يشتريها إسحاق اليهودي من ماله وينسبها إلى الرشيد… فإسحاق أعجز وأحزم مِن أنْ يَفْعَل هذا.

وأحيانًا كانت تصفو العلاقات بين الرشيد والبيزنطيين؛ فقد روى سفيرٌ بيزنطيٌّ أنَّ إمبراطور القسطنطينية أوفد إلى الرشيد وفدًا فاستُقبل على بضعة فراسخ من بغداد، ومَرَّ الوفد أمام جيش مؤلف من مائة وثمانين ألفًا مدججين بالسلاح، وقُدِّمَ للوفد أفخم الهدايا من الخليفة الرشيد، منها مائة جواد أصيل مجهزة، وثياب فاخرة، وفُرِشَ له في الطريق ثمانية وعشرون ألف طنفسة تُغَطِّي أرض الطريق، وزُيِّن عدد كبير من السفن كانت تمخر عباب نهر الدجلة، وأنه سُمِعَ بداخل القصر زئير الأسود، ورُئِيَ معها حراسها الأفريقيين مما أدهش الوفد.

وكانت هذه الوفود سواء في القسطنطينية، أو عند شارلمان، تنشر الأحاديث العجيبة عما شاهدوه… فيعظم في عينيهم شأن الرشيد وشأن الشرق.

وكانت عقلية الرشيد إذ ذاك أنضج وأوعى من عقلية الغرب، وكانت صناعتهم أدق وأجمل، حتى ليحدثونا أن الغربيين عَجِبوا عجبًا شديدًا عند رؤيتهم البوصلة، والساعة الدقاقة، وظنوا مِنْ عَجَبِهم أن فيهما شيطانين يحركانهما، ويأتيان بهذه الأعاجيب.

وكان من مقتضى هذه الحضارة التي شاهدناها في القصور والعمارات والأسواق والهدايا أن تصل إلينا آثارها مما يدلنا عليها، ولكن غزوة التتار التي جاءت في آخر الدولة العباسية، وقضت عليها أذهبت آثارها، وأضاعت كنوزها.
شارلمان والرشيد 6_ia_i10
الإمبراطور شارلمان يستقبل وفد هارون الرشيد الذي جاءه بالهدايا.

فقد كانت غزوةً عنيفةً جامحةً لم يَسْبِق لها في التاريخ مثيل…

قال السيد أمير علي:
إن هولاكو أصْدَرَ عنْد زحفه على بغداد أَمْرَه بنهب المدينة وذبْح أهلها، حتى خرج الشيوخ والأطفال والنساء من المنازل حاملين المصاحف على أَكُفِّهِم وهم يتَوَسَّلون ويتضَرَّعون إلى الجنود بشكل يُفَتِّت الأكباد، ولكن الغزاة لم يعبأوا باستغاثتهم، ووطئوا أجسامهم بحوافر خيولهم، وهجموا على نساء الأشراف والنبلاء.

أمَّا الكنوز الأدبية والفنية ومخلفات المدنية الإسلامية فقد دُمِّرت تدميرًا في خلال بضع ساعات، وطفقت شوارع المدينة تجري فيها الدماء ثلاثة أيام، حتى اصطبغ ماء دجلة بالدم لعدة أميال، وظل التخريب والذبح وانتهاك الحرمات ستة أسابيع، وتقوضت القصور والجوامع إما بالنار أو بالمعاول؛ لأنه كان يغيظهم ما فيها من قبابها الذهبية، وأشعلوا النار في نتائج قرائح العلماء والأدباء، وألقيت الكتب بعضها في النار وبعضها في نهر دجلة.

وهكذا فُقِدَت كنوز خمسة قرون، وفنيت زهرة الأمة فناءً تامًّا…



شارلمان والرشيد 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52115
العمر : 72

شارلمان والرشيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: شارلمان والرشيد   شارلمان والرشيد Emptyالإثنين 08 يوليو 2024, 11:57 pm

عهد الرشيد لولديه
واهتدى الرشيد أخيرًا إلى أن يعهد بالخلافة للأمين والمأمون، ويقسم البلاد بينهما، وبعدهما إلى المعتصم، وَفَاتَهُ أنَّ المُلْك لا يحتمل الاشتراك… فلا بد أن يتخاصم الشريكان أو الشركاء، ويتغلب أحدهم، وهذا ما كان بعده.

ففي سنة ١٨٦ هجرية حج الرشيد، ومعه المرشحان للخلافة الأمين والمأمون وقُوَّاده ووزراؤه وقُضاته، فبعد أن قضى مناسك الحج كتب كتابين، أَجْهَدَ الفقهاء والقضاة أنفُسَهُم فيهما لِيَزِيدُوا الكتابة توثيقًا؛ أحدهما على محمد الأمين يَشْتَرِط عليه الوفاء بأن يولي المأمون خراسان وما إليها، ويوصي للمأمون فيه بأموال وضياع وغلات وأدوات الحرب.

والثاني يحوي صورة البيعة لهما، وهي التي أخذها من الخاصة والعامة، وجعل الكتابين في البيت الحرام تأكيدًا لهما، وعليهما توقيع الوزراء والقادة والأمراء ووجوه بني هاشم والقضاة والفقهاء، بعد أن أمر الرشيد بقراءة الكتابين، ووقَّع عليهما، واعترضت زبيدة يومًا أم الأمين بإعطاء أدوات الحرب للمأمون فقال لها: «إني أخاف على المأمون من الأمين، ولا أخاف على الأمين من المأمون».

واطمأنت نفس الرشيد بعض الشيء.

كتاب المأمون للرشيد
وهذا نص الكتاب الذي كتبه المأمون لأبيه الرشيد؛ يتعهد فيه بتنفيذ العهود التي أُعطيت له ما نفَّذ الأمين العهود عليه:
بسم الله الرحمن الرحيم… هذا كتابٌ كتبه عبد الله ابن هارون —أمير المؤمنين— في صحَّة مِنْ عَقْلِه، وجوازٍ مِنْ أَمْرِه، وصِدْق نِيَّتِهِ فيما كَتَب في كتابه هذا، ومعرفته بما فيه من الفضل والصلاح له ولأهل بيته وجماعة المسلمين.

إن أمير المؤمنين وَلَّاني العهد والخلافة، وجميع أمور المسلمين في سلطانه، بعد أخي محمد بن هارون —أمير المؤمنين— وَوَلَّاني في حياته وبعد موته ثغور خراسان وكورها وجميع أعمالها، من الصدقات والعشر والبريد والطرز وغير ذلك.

واشترط لي على محمد بن هارون —أمير المؤمنين— الوفاء بما عَقَدَ لي من الخلافة والولاية للبلاد والعباد بعده، وولاية خراسان وجميع أعمالها، لا يعرض لي في شيء مما أقطعني أمير المؤمنين، أو ابتاع لي من الضياع والعقد والدور والرباع، أو ابتعت لنفسي من ذلك، وما أعطاني أمير المؤمنين هارون من الأموال والجوهر والكساء والمتاع والدواب لا يحاسبني في شيء، ولا يدخل علي، ولا على أحد كان معي ومني، ولا عمالي ولا كُتَّابي، ومَن اسْتَعَنْتُ به من جميع الناس مكروهًا في نفس ولا دم ولا شعر ولا بشر ولا مال ولا صغير ولا كبير، وكتب بذلك كتابًا وكتبه على نفسه.

وشرطت لعبد الله هارون أمير المؤمنين، وجعلت له على نفسي أن أسمع لمحمد بن أمير المؤمنين وأطيعه ولا أعصيه، وأنصحه ولا أغشه، وأوفي ببيعته وولايته، ولا أغدر ولا أنكث، وَأُنَفِّذُ كتبه وأموره، وأحسن مؤازرته وَمُكَاتفته.

وأجاهد عدُوَّه في ناحيتي ما وفى لي بما شرط لي، ولعبد الله هارون أمير المؤمنين، ورضي له به وقبلته، وإن احتاج محمد بن أمير المؤمنين إلى جُنْد وكَتَبَ إليَّ يأمرني بإشخاصهم إليه أو إلى ناحية من النواحي، أو عدوٍ من أعدائه خالفه وأراد نقص شيء من سلطانه الذي أسنده هارون أمير المؤمنين إلينا وَوَلَّانَاه؛ أن أنفذ ولا أخالفه، ولا أُقَصِّر في شيء كتب به إلي.

وإن أراد محمد بن أمير المؤمنين أن يولِّيَ رجلًا من ولده العهد من بعدي؛ فذلك له ما وفى بما جعل لي أمير المؤمنين هارون، واشترط لي عليه، وشَرَطَه على نَفْسِه في أمري، وعليَّ إنفاذ ذلك والوفاء به، ولا أنقض ذلك ولا أغَيِّرُه ولا أُبَدِّلُه، ولا أُقَدِّم قَبْلَه أحدًا من ولدي، ولا قريبًا ولا بعيدًا من الناس أجمعين، إلا أن يولي هارون أمير المؤمنين أحدًا من ولده العهد بعدي، فيلزمني ومحمدًا الوفاء بذلك.

وجعلْتُ لأمير المؤمنين هارون —ولمحمد بن أمير المؤمنين— جميع ما اشترط لي هارون أمير المؤمنين في نفسي، وما أعطاني أمير المؤمنين من جميع الأشياء المسماة في الكتاب الذي كتبه لي، وعليَّ عهد الله، وميثاقه، وذمة أمير المؤمنين، وذمتي، وذمم آبائي، وذمم المؤمنين، وأشد ما أخذ الله على النبيِّين والمرسَلِين وخَلْقِه أجمعين مِنْ عُهُودِه ومواثيقه، والأيمان المؤكدة التي أمَر الله بالوفاء بها؛ فإن أنا نقضت شيئًا مما شَرَطْت، وسَمَّيْت في كتابي هذا أو غيَّرْت أو بدَّلْت أو نَكَثْتُ أو غَدَرْت؛ فبَرِئت مِن الله ومِن ولايته ومِن دِينِهِ ومِنْ محمد رسول الله، ولقيتُ الله يوم القيامة كافرًا به مشركًا، وكل امرأة هي اليوم لي أو أتزوجها إلى ثلاثين سنةً طالق ثلاثًا البتة… طلاق الحرج، وكل مملوك لي اليوم أو أملكه إلى ثلاثين سنةً أحرار لوجه الله، وعليَّ المشي إلى بيت الله الحرام الذي بمكة ثلاثين حجةً نَذْرًا واجبًا علي، وفي عنقي، حافيًا راجلًا لا يقبل الله مني إلا الوفاء به، وكل مال هو لي اليوم أو أملكه إلى ثلاثين سنةً هدي بالغ الكعبة، وكل ما عليَّ لعبد الله أمير المؤمنين ما في هذا الكتاب لا أضمر غيره ولا أنوي سواه…

وشهد الشهود الذين شهدوا على أخيه محمد ابن أمير المؤمنين، وقد كانت هذه غلطة كبرى لم يُسْبق إليها؛ فلم يعهد أحد قبل الرشيد لاثنين يتوليان في وقت واحد؛ لأنه كان من البداهة أن الخليفة لا يمكن أن يتسع صدره لمنافس له، وتلك حال طبيعية، ولكنه كان تحت ضغط عقله وعاطفته؛ فهو يحب الأمين، وتطن في آذانه نغمة زبيدة والفضل بن الربيع باستمرار ليعهد إلى الأمين.

وعقل الرشيد يدعوه لأن يبايع أكفأ أولاده، وكان المأمون من غير شك أكفأهم، فسمع لعقله ببيعة المأمون، وسمع لعاطفته ببيعة الأمين، ولو خضع لعقله الأعلى لبايع المأمون وحده، واعتمد على الكفاية وحدها، وعلم أن المُلْك لا يتسع لرجلين كالألوهية، والله تعالى يقول: لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتَا.

ولم يعتبر هارون الرشيد بتجارب الأمم وأحداث الزمان؛ فكان من أشهر الحوادث التي فيها عبرةٌ ما حدث للإسكندر؛ فَقَدْ كان مُلْكُه أكبر مِنْ مُلْك الرشيد، ولما مات اقتسم قوادٌ أربعة مُلْكَه، فَمَلَكَ بطليموس مصر، وجزءًا من سوريا، ومَلَكَ آخر مقدونيا وبلاد اليونان، ومَلَكَ الثالث بَعْض أجزاء آسيا الصغرى، ومَلَكَ الرابع من البحر الأسود إلى نهر السند، ومع ذلك ظلوا يتنافسون ويتقاتلون، حتى انحطت مقدونيا لهذه الفتن الداخلية، وانتهت هذه المأساة باستيلاء الرومانيين على بلاد اليونان، وضمها إلى أملاكها… حتى أصبحَت اليونان جزءًا من مملكة الرومان تفقد استقلالها، وتعيش تحت حكمها، وهكذا أحداث التاريخ.
•••
وشيء آخر جَرَّه هذا التصرف، وهو أن أبناءه هؤلاء لما طمعوا في الملك استثقلوا حياته، وتمنوا موته، حتى شكا الرشيد لبعض خاصته من أولاده وقال: «إنهم يُحْصون عليَّ أنفاسي، إنني الساعة أدعو ببرذون فيجيئوني به أعجف؛ ليزيدوا في علتي».

ومما زاد الطين بلة أمران: أولاهما:
أنه أحيا العصبية البغيضة إلى أقصى حد؛ فتعصب العرب للأمين، وتعصب الفرس للمأمون، وتقاتل قتالًا عنيفًا شديدًا تذكيه هذه العصبية، حتى إذا انتهت الحرب العنيفة لم يَعُد العنصران نافعَيْن كما ذَكَرْنا.

    وثانيهما:
أنه وضع القوة الحربية كلها في يد المأمون، وكانت القوة الحربية التي في يد الأمين مصطنعة؛ لا تمدها إلا العصبية العربية؛ ولذلك انتصر المأمون، يضاف إلى ذلك أن العرب قد غلبهم الفُرْس وأخضعوهم وأذلوهم من أول بدء الخلافة العباسية إلى عهد المأمون، فلم تكُنْ فيهم بقية صالحة.

ويروون أنَّ الكِتَاب لَمَّا رُفِعَ ليُعَلَّق، وَقَعَ… فقيل: إن هذا الأمر سريع الانفضاض، وكذلك كان، فلم تنفع المواثيق والأيمان بجانب ما في النفس البشرية مِنْ طَمَع وحِرْص وكراهية للمشاركة في المُلْك والسلطان، وقد حَدَّثَت الرشيدَ نفْسُهُ بهذا، وتوقَّع الشر بينهما عِلْمًا بالطبيعة البشرية فروى الكسائي قال:

دخلْتُ على الرشيد، فلما قَضَيْتُ حَقَّ التسليم والدعاء، وَثَبتُّ للقيام، فقال: «اقعد»! فلم أزَلْ عنده حتى خَفَّ عامة مَن كان في مجلسه، ولم يَبْقَ إلا الخاصة، فقال لي: «يا علي، ألا تُحِبُّ أن ترى محمدًا وعبد الله»؟ قلتُ: «ما أشوقني إليهما يا أمير المؤمنين، وأسرني بمعاينة نعمة الله على أمير المؤمنين فيهما»، فأمر بإحضارهما، فلم أَلْبَثْ أن أقبلا ككوكبي أُفُقٍ يزينهما هدوء ووقار، قد غضا أبصارهما، وقاربا خطوهما، حتى وقفا على باب المجلس فسلما على أبيهما بالخلافة، ودعوا له بأحسن الدعاء، فأمرهما بالدنو منه، فَصيَّر محمدًا عن يمينه، وعبد الله عن يساره، ثم أمرني أنْ أستقرِئهما، وأسألهما، فَفَعَلْتُ، فما سألْتُ عن شيء إلا أحسنا الجواب فيه، والخروج منه، فَسُرَّ بذلك الرشيد حتى تَبَيَّنتُه فيه، ثم قال لي: «يا علي! كيف ترى مذهبهما وجوابهما»...

فقلتُ: يا أمير المؤمنين هما كما قال الشاعر:
أرى قمرَيْ مجد وفرعَيْ خلافة
يَزِينُهُمَا عرف كريم ومحتد


يا أمير المؤمنين! هُمَا فرعٌ زَكَا أَصْلُه وطابَ مَغْرِسُهُ، وَتَمَكَّنَت في الثرى عروقه، وعذبَتْ مَشَارِبُه، أبوهما أَغَرُّ، نافِذ الأمر، واسِع العلم، عظيم الحِلْم، وسيحكمان بحكمه، ويستضيئان بنوره، وينطقان بلسانه، ويتقلبان في سعادته.

فما رأيت أحدًا من أولاد الخلفاء وأعضاء هذه الشجرة المباركة؛ أعذب ألْسُنًا، ولا أحسن ألفاظًا، ولا أشد اقتدارًا على تأدية ما حفظ منهما، ودعوت لهما دعاءً كثيرًا، وأَمَّنَ الرشيد على دعائي، ثم ضمهما إليه، وجمع يديه عليهما، فلم يبسطهما حتى رأيت الدموع تنحدر على صدره، ثم أمرهما بالخروج.

فلما خرجا أقبل عليَّ فقال: «كأنك بهما، وقد حم القضاء، ونزلت مقادير السماء، وبلغ الكتاب أجله، قد تشتتت كلمتهما، واختلف أمرهما، ثم لم يبرح ذلك حتى تُسفَك الدماء، وتقتل القتلى، وتهتك ستور النساء، وَيَتَمَنَّى كثير من الأحياء أنهم في عداد الموتى»، قلت: «أيكون ذلك يا أمير المؤمنين لأمرٍ رُئيَ في أصل مولدهما، أو لأمرٍ وقع لأمير المؤمنين في مولدهما»، فقال: «لا والله، إنما بأثرٍ حَمَلَه العلماء عن الأوصياء عن الأنبياء».

ومرة أخرى قال لمروان الخادم: «عليَّ بحيى»، فما لبث أن أتاه، فقال: «يا أبا الفضل! إن رسول الله مات في غير وصية، والإسلام جذعة، والإيمان جديد، وكلمة العرب مجتمعة؛ فقد آمنها الله تعالى بعد الخوف، وأعزها بعد الذل، فما لبث أن ارتد عامة العرب على أبي بكر، وكان مِنْ خَبَرِه ما قد عَلِمْتَ، وإن أبا بكر صَيَّرَ الأمر إلى عمر، فسَلَّمَت الأمة له، ورَضِيَت بخلافته، ثم صيَّرها عمر شورى، فكان بعده ما قد بلغك من الفتن، حتى صارت إلى غير أهلها، وقد عَنيت بتصحيح هذا العهد، وتصييره إلى من أرضى سيرته، وأحمَد طَرِيقَتَه، وأَثِقُ بِحُسْن سياسته، وآمن ضعفه ووهنه، وهو عبد الله «المأمون»، وبنو هاشم مائلون إلى محمد «الأمين» بأهوائهم، وفيه ما فيه من الانقياد لهواه، والتصرف مع طويته، والتبذير لما حوت يده، ومشاركة النساء والإماء في رأيه، فإنْ ملْتُ إلى عبْد الله أَسْخَطْتُ بني هاشم، وإن أَفْرَدْتُ محمدًا بالأمر لمْ آمن تخليطه على الرعية، فأشِرْ عليَّ في هذا الأمر برأيك، فلك مشورة يعم فضلها ونفعها، فإنك بحمد الله مبارك الرأي لطيف النظر».

فقال: «يا أمير المؤمنين! إنَّ كل زلة مستقالة، وكل رأي يُتَلافى خلا هذا العهد، فإنَّ الخطأ فيه غير مأمون، والزلة فيه لا تستدرك، وللنظر فيه مجلسٌ غير هذا، فعلم الرشيد أنه يريد الخلوة، قال الأصمعي: «فأمرني بالتنحي… فقمت، وقعدت في ناحية بحيث أسمع كلامهما، فما زالا في مناجاة ومناظرة طويلتين حتى مضى الليل وافترقا على أن عقد الرشيد الأمر لعبد الله مع محمد».

وهكذا كان الرشيد كأنه يقرأ حُجُبَ الغيب، وكان يتخوف من النتائج التي قد تنجم من هذا العهد، ويفكر ويطيل التفكير، ويستشير ويكثر الاستشارة.

فما مات الرشيد حتى نقض الأمين العهد، وأراد أن يخلع المأمون، وينفرد بالسلطان، فكان بينهما من الحروب ما لا نتعرض له الآن.

وعلى كل حال، كانت هذه عقدة نفسية عند الرشيد… حلَّها بهذا الشكل الذي لم ينجح.
==============================



شارلمان والرشيد 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52115
العمر : 72

شارلمان والرشيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: شارلمان والرشيد   شارلمان والرشيد Emptyالإثنين 08 يوليو 2024, 11:58 pm

هارون الرشيد

شارلمان والرشيد 1_aaca11
نهاية الرشيد
مرض الرشيد وموته
وفجأة أحس الرشيد مرضًا… فبال في قارورة، ودس قارورته في قوارير المرضى بعد أن أعلمها، ثم عُرِضَتِ القوارير على الطبيب، وكان فحْص البول معروفًا في عصر الرشيد، فلما نظر الطبيب إلى قارورة الرشيد، قال: «عَرِّفُوا صاحب هذا الماء أنه هالك… فليوصِ، فإنه لا بُرء له من هذه العلة»… 

فبكى الرشيد، وجعل يردد هذين البيتين:
إنَّ الطبيب بِطِبِّه ودوائه
لا يستطيع دفاع محذور أتى
ما للطبيب يموت بالداء الذي
قد كان يبري مثلَهُ فيما مضى


واشتد ضعفه وأُرْجِف الناس بموته… فدعا بحمار ليركبه، فهدلت فخذاه، فلم يَثْبُتْ على السرج، فقال: «أنزلوني، صدق المرجفون».

وأثَّرت في نفسه هذه النبوءة، حتى كان يحلم بها.

يحدثنا جبريل بن بختيشوع، فيقول: «كنت مع الرشيد في قصره في الرقة، وكنت أول من يدخل عليه في كل غداة، ويتعرَّف حاله… فإن كان أنكر شيئًا وصفه، ثم يتبسَّط فيحدّثني بحديث جواريه، وما عمله في مجلسه، ومقدار شربه، وساعات جلوسه، ثم يسألني عن أخبار العامَّة وأحوالهم، فدخلتُ عليه في هذا اليوم، فلم يكَدْ يرفع طرفه، ورأيته مُفَكِّرًا مهمومًا، فوقَفْت بيْن يديه مليًّا، فلمَّا طال ذلك أقدمتُ عليه، فقلتُ: «يا سيدي! جعلني اللهُ فداك، ما حالك هكذا؟ أَعِلَّةٌ فأخبرني بها؛ فلعله يكون عندي دواؤها، أو حادثة في بعض مَنْ تُحِبُّ، فذلك ما لا يُدفع، ولا حيلة فيه إلا التسليم، والغم لا درك فيه، أو فتق ورد عليك في مُلْكِكَ فلم تخْل الملوك من ذلك، وأنا أولى من أفضيتَ إليه بهذا الخبر».

فقال الرشيد: «ليس غمي وكربي بشيء كما ذكرت، ولكن لرؤيا رأيتها في هذه الليلة وقد أفزعتني».

فقلتُ: «أذلك الغم كله لرؤيا؛ وهي إمَّا تكون من خاطر، أو من بخارات رديئة، أو من تهاويل السوداء، وإنما هي أضغاث أحلام؛ فما هي إذًا»؟

قال: «رأيتُ كأني جالس على سريري هذا؛ إذ بدَتْ من تحتي ذِرَاعٍ أعرفها وكَفٍّ أعرفها، وفي الكَفِّ تربة حمراء، قال لي قائل أسمعه ولا أرى شخصه: «هذه هي التربة التي تُدفنُ فيها».

فقلتُ: «وأين هذه التربة»؟

قال: «في طوس».

وغابت اليد، وانقطع الكلام».

فقلتُ: «يا سيدي هذه —والله— رؤيا بعيدة… أحسبك أخذت مضجعك ففكرت في خراسان وحروبها، وما قد ورد عليك من انتقاض بعضها».

قال: «لقد كان ذلك»…

قلت: «فلذلك الفكر خالطك في منامك فَوَلَّدَ هذه الرؤيا، فلا تحفل بها، وأتْبِع هذا الغمَّ سرورًا يخرجه من قلبك».

فَسُرِّيَ عنه، وأمر بإعداد ما يشتهيه، ويزيد في لهوه، ونسينا تلك الرؤيا، وما خطرت لنا بعدُ على بال، ثم سار إلى خراسان، فلمَّا كان في بعض الطريق ابتدأت به العِلَّة، فلم تَزَلْ تتزايد حتى دخلنا طوس.

فذكر الرشيد تلك الرؤيا فوثب متحملًا؛ يقوم ويسقط، فاجتمعنا إليه كلٌّ يقول: «يا سيدي… ما حالك؟ وما دهاك»؟

فقال: «يا جبريل أتذكر رؤياي بالرقة»؟

ثم رفع رأسه إلى مسرور، وقال: «جئني من تربة هذا المكان».

فمضى مسرور فأتى بتربة حمراء، فقال الرشيد: «هذه —والله— هي التربة التي رأيتها في منامي»، وأقبل على البكاء والنحيب، ثم مات بها...

وذَكَرَ وهو يَجُود بنفسه قَوْل الشاعر:
وإني من قوم كرام يزيدهم
شماسًا وصبرًا شدَّة الحَدَثَانِ


ومات وهو ابنُ خمسٍ وأربعين سنة، ويحدثنا المؤرخون أنه كان جميلًا، وسيمًا، أبيض، جعد الشعر، وقد وخطه الشيب في آخر أيامه.
==============================



شارلمان والرشيد 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52115
العمر : 72

شارلمان والرشيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: شارلمان والرشيد   شارلمان والرشيد Emptyالإثنين 08 يوليو 2024, 11:59 pm

هارون الرشيد

شارلمان والرشيد 1_aaca11
خاتمة
ونحن إذا أحصينا عمر الخلفاء الأمويين والعباسيين، وجدنا متوسط حياتهم بين الخمسة والأربعين والخمسين، وبعبارة أدق حول ٤٨ سنة، وإنما قَصُرَ عمرهم لشدة مشاغلهم، وإفراط أكثرهم في الشهوات، وتحملهم أكبر المسئوليات، وتناسلهم من أصل قَصُرَ عمره.

وذكر المسعودي عن محمد بن علي العبدي العباسي الخراساني الأخباري أن الخليفة القاهر —وكان شديدًا متقلِّبًا متلوِّنًا يهابه الناس، ويخشون صَوْلَتَهُ— قال للعبدي هذا: «أخبِرْني عن بني العباس أخلاقِهِم وشيَعِهِم مِن أبي العباس إلى مَن دُونَه» فقال العبدي: «على أنَّ لي الأمان يا أمير المؤمنين» قال: «ذلك لك»، قلتُ: «أما أبو العباس عبد الله فكان سريعًا إلى سفْك الدماء، واتَّبَعه عُمَّاله في الشرق والغرب، واستنُّوا بسيرته، أما المنصور فكان —واللهِ— أوَّل من أوقع الفُرقة بيْن ولدِ العباس بن عبد المطلب، وبيْن آل أبي طالب، وقد كان أمرهم قبل ذلك واحدًا، وكان أوَّلَ خليفة قَرَّب المُنَجِّمِين، وعمِل بأحكام النجوم، وكان معه نوبخت المجوسي المُنَجِّم، وأسلَم على يديه، وإبراهيم الفزاري المُنَجِّم، وعلي بن عيس الإسطرلابي المُنَجِّم، وهو أوَّل خليفة تُرجمت له الكتب من اللغات الأعجمية إلى العربية؛ منها كتاب كليلة ودمنة، وكتاب السند هند، وتُرجمت له كتب أرسططاليس من المنطقيات وغيْرها، وتُرجم له كتاب المجسطي لبطليموس، وكتاب الأرثماطيقي، وكتاب إقليدس، وسائر الكتب القديمة من اليونانية والرومية والفهلوية والفارسية والسريانية، وخَرَجَت إلى الناس فَنَظَرُوا منها، وتَطَلَّعوا إلى عِلْمِها، وفي أيامه وضَع محمد بن اسحاق كتاب المغازي والسِّيَر وأخبار المبتدأ، ولم تكُنْ قَبْل ذلك مجموعة ولا معروفة ولا مصَنَّفة، وكان أول خليفة استعمل مواليه وغلمانه وصرفهم في مهماته، وقدمهم على العرب، فاتخذ ذلك الخلفاء مِنْ بَعْدِه من ولده، فسقط العرب وزال بأسهم، وذهبت مراتبهم.

ولَمَّا أَفْضَت الخلافة إلى المنصور نظر في العلوم، وقرأ المذاهب، وارتاض في الآراء، ووقف على النِّحَل، فكَثُرت في أيامه روايات الناس، واتَّسعت عليهم علومهم، وجاء بعده المهدي فكان سمحًا سخيًّا كريمًا جوادًا، فسَلَك الناس في عصره سبيله، وذهبوا في أَمْرِهم مَذْهَبه، واتَّبعوه في مساعيهم.

وكان مِنْ فِعْله في ركوبه أَنْ يَحْمِلَ معه بِدرِّ الدراهم والدنانير، فلا يسأله أحَدٌ إلا أعطاه، وأَمْعَن في قتل المُلحدين والمُداهنين لظهورهم في أيامه، وإعلانهم اعتقاداتهم في خلافته؛ لِمَا انتشر من كتب ماني وديصان، مما نقله عبد الله بن المقفع وغيره.

وتُرجمت في أيامه كتب من الفارسية والفهلوية إلى العربية، فَكَثُرَ بذلك الزنادقة، وظهرت آراؤهم في الناس، وكان المهدي أوَّل مَن أمَرَ الجدليِّين مِنْ أَهْل البحث من المتكلمِين بتصنيف الكتب للرد على الملحدين وإقامة البراهين على المعاندين، وشَرَعَ في بناء المسجد الحرام، ومسجد النبي —عليه السلام— وَبَنَى بيت المقدس، وقد كانت هدمته الزلازل.

وجاء بعده الهادي، فكان جبارًا عظيمًا، وكان أول مَن مشَت الرجال بين يديه بالسيوف المرهفة، والأعمدة المشهورة، والقسي الموتورة، فسلكت عماله طريقته، وَيَمَّمُوا منهجه، وكثر السلاح في عصْره.

وجاء بعده الرشيد، فكان مواظبًا على الغزو والحج، واتخاذ المصانع والآبار والبرك والقصور في طريق مكة، ومنها عرفات ومدينة النبي ﷺ فَعَمَّ الناسَ إحسانه مع ما قلده به مَن حوله، ثم بنى الثغور، ومدَّن المُدن، وحصَّن الحصون مثل طرسوس وأذنة، وعمَّرَ المصيصة ومرعش، وأَحْكَم بناء الحرمين وغيْر ذلك من دور السبيل، والمواضع للمرابطين، واتَّبَعه عماله، وسلكوا طريقته، وَقَفَتْهُ رَعِيَّته مقتديةً بعمله مسْتَنَّةً بإمامته، فغَمَطَ الباطل، وأظْهَرَ الحق، وأنار الإسلام، وبرَزَ على سائر الأمم، وكان أحْسَنَ الناس في أيَّامه أم جعفر زبيدة بنت المنصور؛ لِمَا أحدثَتْه مِن دُور السبيل بمكة، واتخاذ المصانع والبرك والآبار بها، وطريقها المعروف إلى هذه الغاية، وما أحدثته من الدور للتسبيل بالثغر الشامي وطرسوس، وما وَقَفَتْ على ذلك من الوقوف، وما ظَهَرَ في أيامها مِن فِعْل البرامكة وَجودهم، وأفضالهم، وما اشتهر عنهم من اتصالهم.

وكان الرشيد أول خليفة لعب بالصولجان في الميدان، ورمى بالنشاب في البرجاس، ولعب بالكرة والقبقاب، وقرَّب الحُذَّاق في ذلك، فعمَّ النَّاس ذلك، وقلَّدوه في فِعْله، وكان أول من لعب بالشطرنج والنرد من خلفاء بني العباس، وقدم اللعاب، وأجرى عليهم الرزق، فسمَّى الناس أيامه لنضارتها وكثرة خيرها وخصبها أيام العروس، إلى كثير مما يجاوز النعت، ويفاوت الوصف».

قال القاهر: «أراك قد قصرت في تفصيل أعمال زبيدة أم جعفر»، قلتُ: «يا أمير المؤمنين مَيْلًا إلى الاختصار، وطلبًا للإيجاز» قال: «زدني فيها»، قُلتُ: «نَعَم يا أمير المؤمنين، كان من فعلها وحُسْن سِيرتها في الجدِّ والهزل ما برزت فيه على غيرها، فأما الجدُّ: فالآثار الجميلة التي لم يكُن في الإسلام مثلها، مثل حفْر العَين المعروفة بِعَين المشاش بالحجاز، وإنفاقها الألوف على ذلك عدا ما كان في وقتها من البذل، وما عمَّ أهل الفاقة من المعروف والخصب، وأما الوجه الثاني: فمما تتباهى به الملوك في أعمالها، وينعمون به في أيامهم، فهي أنها أول مَن اتخَذَ الآلات من الذهب والفضة المكللة بالجواهر، وصُنِع لها الرفيع من الوشي، حتى بلغ الثوب الذي اتُّخِذ لها خمسين ألف دينار، وهي أول مَن اتخَذَ الشاكرية من الخدم والجواري يختلفون على الدواب في جهاتها ويذهبون في حوائجها برسائلها وكُتُبها، وأول مَن اتخَذَ القباب من الفضة والأبنوس والصندل وكلاليبها من الذهب والفضة، ملبسة بالوشي والسمور والديباج، وأنواع الحرير من الأحمر والأصفر والأخضر، واتَّخَذَت الخفاف المرصعة بالجوهر وشمع العنبر، ولَمَّا أفضى الأمر إلى ولدها الأمين، ورأت شِدَّة شَغَفِهِ بالخدم واشتغاله بهم، اتخذت الجواري المقدودات الحسان الوجوه، وعمَّمَت رؤوسهن، وجعلت لهن الطرر والأصداغ والأقفية، وألبستْهُنَّ الأقبية والقراطق والمناطق فبانت خدودهن وبرزت أردافهن، وبعثت بهن إليه، فاختلفن في يديه، واستحْسَنَهُنَّ واجْتَذَبْن قلبه إليهن، وأبْرَزَهُنَّ للناس، واتَّخَذَ الناس من الخاصة والعامة الجواري المطمومات، وألبسوهن الأقبية والمناطق وسموهن الغلاميات».



شارلمان والرشيد 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52115
العمر : 72

شارلمان والرشيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: شارلمان والرشيد   شارلمان والرشيد Emptyالثلاثاء 09 يوليو 2024, 12:00 am

الخلاصة
ونحن إذا لخصنا أوصاف الرشيد مِن كل ما رأينا، عَرَفْنَا أنه كان في جسمه: أبيض جميلًا، جعد الشَّعر، قد وخطه الشيب، وفي عقله: مثقفًا، واسع الثقافة في العربية والفارسية، وفي أخلاقه: حاد العاطفة؛ قد يَغْضب لأتفه سبب، ويَقْتُل لأتفه سبب، ويعفو لأتفه سبب، يَجِدُّ لأبعد حد؛ فيحارب حروب الأبطال، ويتغلب على كل الثورات، ويصلي ويحج، ويقود الصائفة أحيانًا، والشاتية أحيانًا، ويتباهى فيأتي بالعَجَب العجاب أمام الوفود والزائرين، ويتخاشع فيبكي بكاءً مُرًّا، ويلهو فتكون له المجالس الرائعة في الغناء والرقص، وما إلى ذلك…

وهذه كلها نتيجة العاطفة الحادة، وله إلى جانب ذلك ضمير حي؛ يقتل البرامكة أحيانًا، ثم يَحْزَن لفقدهم، ويقتل الطالبي ويحْزَن لِقَتْله، ويَحْبِس ثم يندم فيُطْلِق، ويقول فيُحْسن القول، ويشرف على أولاده فيُحْسن تربيتهم، ويَسْمع الشِّعر فيتذوقه.

ويظهر أنه كان متدينًا شديد التدين، ولكن ليس واسع الصدر في دينه سعة ابنه المأمون؛ بَلَغَه مَرة أنَّ بشرًا المريسي يقول بخلق القرآن، فقال: «والله لئن وجدته لأقتلنه»، فإيمان الرشيد كإيمان العجائز، وكان وديعًا حتى ليصب الماء على يد ضيفه إذا كان من العلماء، وقد روى أبو معاوية قال: أكلْتُ مع الرشيد يومًا، ثم صَبَّ على يَدَيْ رجل لا أعرفه، ثم قال الرشيد: أتدري مَن يصب على يديك؟ قال: لا، قال الرشيد: أنا؛ إجلالًا للعلم!

وكان قريب الدمع مما يدل على شدة عاطفته، حتى قال منصور بن عمار: «ما رأيت أغزر دمعًا عند الذكر من ثلاثة: الفضيل بن عياض، والرشيد، وآخر».

وكان كريمًا؛ فكم روى من عطائه مئات الألوف؛ إما لمُغَنٍّ يجيد الغناء، أو لواعظ يحسن الوعظ فيبكيه، أو لشاعر يمدحه فيعرف كيف يمدحه، أو غير ذلك.

وقد قالوا: إنه كان يقتفي أثر جده المنصور في حزمه وشدته وإحساسه بالتبعة إلا البخل… فقد عَرَف المنصور رَبَّه، وعُرِف الرشيد بالكرم، وزاد الرشيدَ قوةً وعظمةً كثرةُ النابغين حوْله في مختلف العلوم والفنون؛ فالأصمعي في اللغة، وأبو يوسف في الفقه، وإسحاق الموصلي في الغناء، والبرامكة للوزارة، مما جَعَل قصْره كعبةً يُحَجُّ إليها، وعروسًا تتباهى بجمالها.

ولم نَجِدْ له نظيرًا في الخلفاء؛ يَجِدُّ فيُحْسن الجدَّ، ويلهو فيجيد اللهو، بل هو في الأغلب الأعم إما جاد لا يلهو كجده المنصور، أو لا يجد كابنه الأمين.

والمظنون من جميع الأوصاف التي ذكروها أنه مات بالسرطان، وقد قالوا: إنه لما حضرته الوفاة غُشيَ عليه، ففتح عينيه فرأى الفضل بن الربيع فقال: يا فضْل:
أحِين دنا ما كُنْتُ أخشى دُنُوَّهُ
رمتْنِي عُيُونُ الناس مِنْ كُلِّ جانبِ
فأصبَحْتُ مرحومًا، وكُنْتُ مُحَسَّدًا
فصبرًا على مكروه أَمْنِ العَوَاقِبِ
أحِين دنا ما كُنْتُ أخشى دُنُوَّهُ
رمتْنِي عُيُونُ الناس مِنْ كُلِّ جانبِ
فأصبَحْتُ مرحومًا، وكُنْتُ مُحَسَّدًا
فصبرًا على مكروه أَمْنِ العَوَاقِبِ


فرحمة الله عليه.



شارلمان والرشيد 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52115
العمر : 72

شارلمان والرشيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: شارلمان والرشيد   شارلمان والرشيد Emptyالثلاثاء 09 يوليو 2024, 12:00 am

جدول بأهم الأحداث التي وقعت في عهد الرشيد من سنة ١٧٣، إلى سنة ١٩٣ الهجرية.
السنة     الحدث
١٧٣     موت الخيزران
١٧٥     موت الليث بن سعد
١٧٥     عهد الرشيد لابنه محمد بولاية العهد
١٧٦     هاجت الفتنة بدمشق بين اليمنية والمضرية
١٧٧     ولاية هرثمة بن أعين بلاد إفريقية
١٧٨     فتنة أهل الحوف بمصر
١٧٩     موت الإمام مالك
١٧٩     سَيرُ جعفر بن يحيى البرمكي إلى الشام لإخماد العصبية بين اليمنية والمضرية فسكنها
١٨٤     موت يزيد بن مزيد الشيباني أحد قواد الرشيد
١٨٦     حج الرشيد ومعه وليا عهده الأمين والمأمون
١٨٧     مبايعة الرشيد لابنه القاسم بولاية العهد بعد المأمون
١٨٧     نقض نقفور العهد للرشيد
١٨٧     عودة الفتنة بين المضرية واليمنية في الشام
١٨٧     نكبة البرامكة
١٨٩     سير الرشيد إلى الري لعدم اطمئنانه إلى أهل خراسان
١٩٣     موت الفضل بن يحيى
١٩٣     خروج الرشيد إلى طوس
١٩٣     موت الرشيد



شارلمان والرشيد 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
شارلمان والرشيد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـثـقــافـــــــــة والإعـــــــــلام :: هارون الرشيد-
انتقل الى: