منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
الحــواس فـي القـــرآن الكـــريــم أحكـام صـلاة المـريض وطهـارته إلــــــــى كــــــــــل زوجـيــــــــــن مـــن أقـــــوال شيـــــخ الإســــلام لا عـلـيـك مـا فـاتـك مـن الـدنـيــا رؤية الخاطب مخطوبته قبل العقد شــاعر العـاميــة بيــرم التـونسي أحْلامٌ مِنْ أبِي باراك أوباما كُــــتُـبٌ غَــــــيُّـرَتْ الـعَـالَــــــمْ مــصـــــر التي فـي خــاطـــــري الزعيـم الثــائر أحـمـــد عـــرابي مـحـاسـن العقيـــدة الإسـلامـيـــة الرحـالة: أبي الحسن المسعـودي رضـــي الله عـنـهـــم أجـمـعـــين الأسئلة والأجــوبــة في العقيــدة النـهـضــة اليـابـانـيــة الـحـديثــة الحجاج بـن يــوســف الـثـقـفــي قـصــة حـيـاة ألـبرت أيـنـشـتــاين الأمثـــال لأبـي عبيــد ابن ســلام الإسـلام بيـن الـعـلـم والـمــدنـيــة
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 (11) هِجْرَةُ الصَّحَابَةِ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51206
العمر : 72

(11) هِجْرَةُ الصَّحَابَةِ Empty
مُساهمةموضوع: (11) هِجْرَةُ الصَّحَابَةِ   (11) هِجْرَةُ الصَّحَابَةِ Emptyالجمعة 14 يونيو 2024, 6:03 pm

هِجْرَةُ الصَّحَابَةِ – إِسْلَامُ عُمَرَ
(١) هِجْرَةُ الصَّحَابَةِ

(١-١) مِنَ الْخُلُقِ الْفَاضِلِ: الْوَفَاءُ بِالْوَعْدِ:
– مَرْحَبًا بِكَ، يَا «رَشَادُ».

– مَا أَعْجَبَ وَفَاءَكَ بِمَوْعِدِكَ!

– لَمْ يَتَقَدَّمْ عَنْ مَوْعِدِهِ لَحْظَةً.

– وَلَا تَأَخَّرَ!

– لَسْتُ بِبِدْعٍ فِي هَذَا، يَا صَدِيقَيَّ؛ فَقَدْ أَجْمَعَتْ أَدْيَانُ الْعَالَمِ عَامَّةً، وَدِينُنَا خَاصَّةً، عَلَى التَّرْغِيبِ فِي الْفَضَائِلِ، وَجَعَلَتْ عَلَى رَأَسِ الْفَضَائِلِ صِدْقَ الْوَعْدِ، وَالْوَفَاءَ بِالْعَهْدِ.

– صَدَقْتَ يَا «رَشَادُ»، فَإِنَّ مَنْ لَا وَفَاءَ لَهُ لَا دِينَ لَهُ.

(١-٢) آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ:

– أَلَمْ يَقُلِ الرَّسُولُ ﷺ: «آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ:
– إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ.
– وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ.
– وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ».


– فَكَيْفَ نَتَهَاوَنُ فِي ضَبْطِ مَوْعِدِنَا، وَقَدْ أَوْجَبَهُ دِينُنَا عَلَيْنَا أَوَّلَ مَا أَوْجَبَ؟

(١-٣) وَاشِنْجِطُنُ وَالْوَفَاءُ بِالْوَعْدِ:
– لَقَدْ ذَكَّرَنِي حَدِيثُكَ بِطُرْفَةٍ سَمِعْتُهَا عَنْ «وَاشِنْجِطُنَ»: مُحَرِّرِ «أَمْرِيكَا».

– لَعَلَّكَ تَعْنِي قِصَّتَهُ مَعَ كَاتِبِهِ.

– لَسْتُ أَعْنِي غَيْرَهَا.

– قُصَّهَا عَلَيْنَا، يَا «صَلَاحُ».

– لَكَ مَا تُرِيدُ، يَا «سَعِيدُ»:
تَأَخَّرَ كَاتِبُ «وَاشِنْجِطُنَ» خَمْسَ دَقَائِقَ عَنْ مَوْعِدِهِ، فَلَمَّا سَأَلَهُ عَنْ سَبَبِ تَأَخُّرِهِ، تَعَلَّلَ بِاخْتِلَالِ سَاعَتِهِ.


أَتَعْرِفُ مَاذَا صَنَعَ، يَا «سَعِيدُ»؟

– نَهَاهُ عَنِ الْعَوْدَةِ إِلَى مِثْلِهَا.

– وَلَكِنْ بِأَيِّ أُسْلُوبٍ؟

– مَاذَا قَالَ؟

– الْتَفَتَ إِلَى كَاتِبِهِ عَابِسًا، وَقَالَ لَهُ مُنْذِرًا:
«إِمَّا أَنْ تُغَيِّرَ سَاعَتَكَ، وَإِمَّا أَنْ نُغَيِّرَكَ».

– لَيْتَ رِفَاقَنَا جَمِيعًا يَحْفَظُونَ هَذَا الدَّرْسَ الْبَلِيغَ!

– لَمْ نَنْسَ حَدِيثَكَ، يَا «رَشَادُ»، فِي الْأُسْبُوعِ الْمَاضِي.

– وَقَدْ خَرَجْنَا مِنْهُ بِفَوَائِدَ لَا تُحْصَى.

– إِنَّ تَبَادُلَ الرَّأْيِ خَيْرُ مِعْوَانٍ عَلَى جَلَاءِ الْحَقَائِقِ التَّارِيخِيَّةِ.

– وَغَيْرِ التَّارِيخِيَّةِ.

– عَلَى جَلَاءِ الْحَقَائِقِ كُلِّهَا، أَيًّا كَانَ لَوْنُهَا.

– كُنَّا قَبْلَ حُضُورِكَ نَتَنَاقَشُ فِي الْهِجْرَةِ.

(١-٤) عَدَدُ الْهِجْرَاتِ:
– أَيَّ الْهِجْرَتَيْنِ تَعْنِيَانِ؟

– أَهُنَاكَ هِجْرَتَانِ؟

– هِجْرَتَانِ، إِنْ شِئْتُمَا، أَوْ ثَلَاثٌ.

– أَيُّ مَشِيئَةٍ لَنَا فِيمَا سَلَفَ مِنْ حَوَادِثِ التَّارِيخِ؟

– وَهَلْ تَتَغَيَّرُ وَقَائِعُ التَّارِيخِ وَفْقَ مَشِيئَاتِنَا وَأَهْوَائِنَا؟

– كَلَّا، وَلَكِنْ تَخْتَلِفُ وِجْهَاتُ النَّظَرِ إِلَيْهَا.

– أَتَعْنِي أَنَّ هُنَاكَ أَكْثَرَ مِنْ هِجْرَتَيْنِ؟

– لَا ضَيْرَ إِذَا قُلْنَا: إِنَّهَا ثَلَاثُ هِجْرَاتٍ.

– أَلْغَازٌ لَا تُفْهَمُ!

– بَلْ حَقَائِقُ تَارِيخِيَّةٌ غَايَةٌ فِي الْوُضُوحِ!

– إِمَّا أَنَّ هُنَاكَ هِجْرَتَيْنِ، وَإِمَّا ثَلَاثًا!

– هُمَا هِجْرَتَانِ إِذَا أَوْجَزْنَا الْقَوْلَ وَاخْتَصَرْنَاهُ، أَوْ ثَلَاثٌ إِذَا تَوَخَّيْنَا الدِّقَّةَ فِي الْقَوْلِ وَفَصَّلْنَاهُ.

– أَتَعْنِي أَنَّ الرَّسُولَ قَدْ هَاجَرَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ؟

– لَمْ يَخْطُرْ لِي ذَلِكَ عَلَى بَالٍ!

– إِنَّهُمَا هِجْرَتَانِ إِلَى «الْحَبَشَةِ»، وَهِجْرَةٌ إِلَى «الْمَدِينَةِ».

– أَتَعْنِي أَنَّ الرَّسُولَ قَدْ هَاجَرَ إِلَى «الْحَبَشَةِ» مَرَّتَيْنِ، قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ إِلَى «الْمَدِينَةِ»؟

– مَنْ قَالَ إِنَّنِي أَعْنِي ذَلِكَ؟

– أَلَسْتَ تَقُولُ: إِنَّهُمَا هِجْرَتَانِ إِلَى «الْحَبَشَةِ»، وَهِجْرَةٌ إِلَى «الْمَدِينَةِ»!

– بَلَى؛ فَقَدْ هَاجَرَ الصَّحَابَةُ إِلَى «الْحَبَشَةِ» مَرَّتَيْنِ، قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ الرَّسُولُ إِلَى «الْمَدِينَةِ».

– وَلَمْ يُهَاجِرِ الرَّسُولُ ﷺ مَعَهُمْ إِلَى «الْحَبَشَةِ»؟

(١-٥) لِمَاذَا هَاجَرَ الْمُسْلِمُونَ إِلَى الْحَبَشَةِ؟
– بَلْ نَصَحَ لَهُمْ بِالْهِجْرَةِ إِلَيْهَا، حِينَ اشْتَدَّتْ عَلَيْهِمْ أَذِيَّةُ «قُرَيْشٍ».

– نَصَحَ لِكُلِّ مَنْ مَعَهُ مِنَ الصَّحَابَةِ؟

– نَصَحَ لِأَكْثَرِهِمْ، بَعْدَ أَنِ اشْتَدَّ عَلَيْهِمْ ظُلْمُ «قُرَيْشٍ»؛ لِيَنْجُوا مِنْ إِيذَائِهِمْ وَاضْطِهَادِهِمْ.

(١-٦) لِمَاذَا اخْتَارُوا الْحَبَشَةَ؟
– وَلِمَاذَا اخْتَارَ لَهُمُ «الْحَبَشَةَ»؟

– كَانَ مَلِكُهَا مَعْرُوفًا بِالْعَدْلِ.

– أَتَعْنِي «النَّجَاشِيَّ»؟

– صَدَقْتَ، وَكَانَ الْمُضْطَهَدُونَ يَجِدُونَ فِي عَدْلِهِ مَأْمَنًا لَهُمْ مِنْ بَطْشِ الظَّالِمِينَ.

– الْآنَ ذَكَرْتُ، يَا «رَشَادُ»، مَا قَالَهُ أُسْتَاذُ التَّارِيخِ.

– مَاذَا قَالَ، يَا «سَعِيدُ»؟

– إِنَّ أَحَدَ عَشَرَ مُسْلِمًا وَأَرْبَعَ مُسْلِمَاتٍ هَاجَرُوا مِنْ «مَكَّةَ» إِلَى «الْحَبَشَةِ»، فِرَارًا مِنْ عَسْفِ «قُرَيْشٍ» وَطُغْيَانِهَا.

– أَذَلِكَ مَا تَعْنِيهِ بِالْهِجْرَةِ الْأُولَى؟

– لَسْتُ أَعْنِي سِوَاهُ.

– فَكَمْ لَبِثُوا فِيهَا؟

– ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ.

– وَإِلَى أَيْنَ ذَهَبُوا بَعْدَ ذَلِكَ؟

– عَادُوا مِنْ حَيْثُ جَاءُوا.

– عَادُوا إِلَى «مَكَّةَ»؟

– نَعَمْ، إِلَى «مَكَّةَ».

– فَكَيْفَ عَادُوا؟

– غَلَبَهُمُ الْحَنِينُ إِلَى وَطَنِهِمْ، وَشَجَّعَهُمْ عَلَى ذَلِكَ مَا نَمَا إِلَيْهِمْ مِنْ أَنْبَاءٍ سَارَّةٍ.

– أَيُّ أَنْبَاءٍ؟

– سَمِعُوا أَنَّ «قُرَيْشًا» كَفَّتْ أَذَاهَا عَنِ الرَّسُولِ وَأَصْحَابِهِ، بَعْدَ أَنْ أَسْلَمَ «عُمَرُ»؛ فَعَادُوا إِلَى وَطَنِهِمْ مُسْتَبْشِرِينَ.

– كَيْفَ جَازَتْ عَلَيْهِمْ هَذِهِ الْحِيلَةُ؟

– أَتَذْكُرَانِ قَوْلَ الشَّاعِرِ:
وَمَنْ يَغْتَرِبْ يَحْسَبْ عَدُوًّا صَدِيقَهُ!

– فَهَلِ اسْتَرَاحُوا فِي وَطَنِهِمْ؟

– بَلْ زَادَ شَقَاؤُهُمْ فِيهِ.

– فَعَادُوا إِلَى «الْحَبَشَةِ» مَرَّةً أُخْرَى؟

(١-٧) الْهِجْرَةُ الثَّانِيَةُ إِلَى الْحَبَشَةِ:
– وَصَحِبُوا مَعَهُمْ جَمَاعَةً آخَرِينَ.

– زَادَ عَدَدُهُمْ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ؟

– كَانُوا زُهَاءَ مِائَتَيْنِ.

– وَاتَّخَذُوا «الْحَبَشَةَ» دَارًا لَهُمْ؟

– تَرَكُوهَا بَعْدَ أَنِ اسْتَقَرَّتِ الْأَحْوَالُ.

– عَادُوا إِلَى «مَكَّةَ» مَرَّةً أُخْرَى؟

– هَاجَرُوا إِلَى «الْمَدِينَةِ».

– بَعْدَ أَنْ هَاجَرَ إِلَيْهَا الرَّسُولُ ﷺ.

– لَسْتُ أَدْرِي: كَيْفَ غَفَلَتْ «قُرَيْشٌ» عَنْهُمْ؟ كَيْفَ تَرَكَتْهُمْ يَفِرُّونَ إِلَى «الْحَبَشَةِ»؟

– أَلَمْ تَخْشَ «قُرَيْشٌ» أَنْ يَنْشُرُوا الْإِسْلَامَ فِيهَا، إِذَا أَمْكَنَتْهُمْ مِنَ الْهِجْرَةِ؟

– أَلَمْ تَخْشَ أَنْ تَزْدَادَ قُوَّتُهُمْ، وَيَسْتَفْحِلَ أَمْرُهُمْ إِذَا خَلَا لَهُمُ الْجَوُّ؟

– لَمْ تَغْفُلْ «قُرَيْشٌ» عَنْ هَذَا.

– فَمَا بَالُهَا يَسَّرَتْ لَهُمْ أَسْبَابَ الْهِجْرَةِ؟

– بَلْ كَانَتْ، عَلَى الْعَكْسِ، تَبُثُّ حَوْلَهُمُ الْعُيُونَ وَالْأَرْصَادَ.

– فَكَيْفَ هَاجَرُوا؟

– تَسَلَّلُوا خُلْسَةً.

– وَأَصْبَحُوا بَعِيدًا عَنْ مُتَنَاوَلِ الْأَذَى؟

– لَمْ تَكُفَّ «قُرَيْشٌ» عَنْ مُطَارَدَتِهِمْ.

– حَتَّى بَعْدَ هِجْرَتِهِمْ؟

– نَعَمْ.

– فِي «الْحَبَشَةِ»؟

– كَيْفَ طَارَدَتْهُمْ فِيهَا؟

(١-٨) مُلَاحَقَةُ قُرَيْشٍ لِلْمُهَاجِرِينَ:
– أَرْسَلَتْ إِلَى «النَّجَاشِيِّ» رَسُولَيْنِ، وَمَعَهُمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّفَائِسِ وَالْهَدَايَا.

– لِمَاذَا أَرْسَلَتْهُمَا؟

– لِيُعِيدَا إِلَيْهَا السُّفَهَاءَ الْمَارِقِينَ!

– تَعْنِي الْأَبْرَارَ الْمُتَّقِينَ؟

– نَعَمْ!

– فَكَيْفَ تَقُولُ: «السُّفَهَاءَ الْمَارِقِينَ»؟

– أَسْتَغْفِرُ اللهَ! بَلْ أَحْكِي لَكُمَا تَعْبِيرَهُمُ الْآثِمَ!

– أَكَذَلِكَ كَانَ سُفَهَاءُ «قُرَيْشٍ» يُسَمُّونَ أُولَئِكَ الْأَصْفِيَاءَ الْمُجَاهِدِينَ؟!

– تِلْكَ سُنَّةُ اللهِ فِي خَلْقِهِ: أَنْ يَرْمِيَ السُّفَهَاءُ فِي كُلِّ عَصْرٍ أَعْدَاءَهُمْ مِنَ الْأَخْيَارِ، بِمَا رَكَّبَهُ اللهُ فِي طِبَاعِهِمُ الْمُعْوَجَّةِ مِنْ قَبِيحِ النُّعُوتِ وَمَرْذُولِ الصِّفَاتِ!

(١-٩) رَسُولَا قُرَيْشٍ:
– أَتَذْكُرُ اسْمَيْ هَذَيْنِ الرَّسُولَيْنِ؟

– أَوَّلُهُمَا «عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ».

– دَاهِيَةُ الْعَرَبِ؟!

– وَسِيَاسِيُّهُمُ الْبَارِعُ الذَّكِيُّ.

– وَقَائِدُهُمُ الْعَظِيمُ.

– وَكَيْفَ رَضِيَ ذَلِكَ الْمُسْلِمُ أَنْ يُطَارِدَ إِخْوَانَهُ فِي الدِّينِ؟

– لَمْ يَكُنْ، حِينَئِذٍ، مُسْلِمًا.

– لَمْ يَعْمُرِ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ بَعْدُ.

– وَمَا اسْمُ الرَّسُولِ الثَّانِي؟

– «عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ».

– أَيُّ رَسُولَيْنِ بَارِعَيْنِ؟!

– فَهَلِ اسْتَجَابَ «النَّجَاشِيُّ» لِمَا سَمِعَهُ مِنْ وِشَايَاتٍ؟

– إِنَّ مَا عُرِفَ عَنِ «النَّجَاشِيِّ» مِنَ الذَّكَاءِ وَالْعَدْلِ قَدْ عَصَمَهُ مِنَ التَّوَرُّطِ فِي طَرْدِ الْأَبْرِيَاءِ اللَّاجِئِينَ.

– فَمَاذَا صَنَعَ «النَّجَاشِيُّ»؟

– دَعَا إِلَيْهِ الْمُسْلِمِينَ، وَاسْتَمَعَ إِلَى شَكْوَاهُمْ.

– فَأَتَاحَ لَهُمْ بِذَلِكَ فُرْصَةً نَادِرَةً لِتَفْنِيدِ مَزَاعِمِ أَعْدَائِهِمْ وَوِشَايَاتِهِمْ.

– إِنَّ نُورَ الْحَقِّ كَفِيلٌ بِتَبْدِيدِ ظُلُمَاتِ الْبَاطِلِ.

– إِذَا وُجِدَ الْكُفْءُ الْقَدِيرُ.

– الْجَدِيرُ بِحَمْلِ الْمِصْبَاحِ!

– أَتَذْكُرُ شَيْئًا مِمَّا قَالَهُ الْمُسْلِمُونَ ﻟ «النَّجَاشِيِّ»؟

(١-١٠) دِفَاعُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ:
– حَسْبُكُمَا مَا أَبْدَعَهُ «جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ».

– مَالِكُ نَاصِيَةِ الْبَلَاغَةِ!

– وَالشَّجَاعَةِ.

– وَرَمْزُ الْجِهَادِ وَالْإِخْلَاصِ.

– أَتَذْكُرُ مَا قَالَهُ ﻟ «النَّجَاشِيِّ»؟

– مَا كُنْتُ أَنْسَاهُ لِأَذْكُرَهُ!

(١-١١) صِفَاتُ الْعَرَبِ قَبْلَ الْإِسْلَامِ:
– مَاذَا قَالَ؟
– «أَيُّهَا الْمَلِكُ، كُنَّا قَوْمًا أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ: نَعْبُدُ الْأَصْنَامَ، وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ، وَنَقْطَعُ الْأَرْحَامَ، وَنُسِيءُ الْجِوَارَ، ويَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيفَ…»

– لَقَدْ أَبْدَعَ إِجْمَالَ مَا كَانَتْ عَلَيْهِ الْعَرَبُ فِي جَاهِلِيَّتِهَا، فِي أَوْجَزِ أُسْلُوبٍ!

– لَيْسَ هَذَا بِمُسْتَكْثَرٍ عَلَى مَنْ كَانَ فِي مِثْلِ بَلَاغَتِهِ.

– وَلَا بِمُسْتَغْرَبٍ مِنْهُ.

– أَتْمِمْ حَدِيثَكَ، يَا «رَشَادُ».

(١-١٢) صِفَاتُ الْعَرَبِ بَعْدَ الْإِسْلَامِ:
– مَاذَا قَالَ «جَعْفَرٌ» أَيْضًا؟
– «… فَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ، حَتَّى بَعَثَ اللهُ إِلَيْنَا رَسُولًا مِنَّا، نَعْرِفُ نَسَبَهُ وَصِدْقَهُ، وَأَمَانَتَهُ وَعَفَافَهُ، فَدَعَانَا إِلَى اللهِ لِنُوَحِّدَهُ وَنَعْبُدَهُ، وَنَخْلَعَ مَا كُنَّا نَعْبُدُ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ دُونِهِ، مِنَ الْحِجَارَةِ وَالْأَوْثَانِ…»

– أَيُّ إِيجَازٍ؟!

– رَائِعٍ أَخَّاذٍ!

– ثُمَّ مَاذَا؟

– أَتْمِمْ حَدِيثَكَ، «يَا رَشَادُ».

– «… وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الْحَدِيثِ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ، وَصِلَةِ الرَّحِمِ، وَحُسْنِ الْجِوَارِ، وَنَهَانَا عَنْ سَفْكِ الدِّمَاءِ، وَقَوْلِ الزُّورِ، وَأَكْلِ مَالِ الْيَتِيمِ، فَصَدَّقْنَاهُ، وَآمَنَّا بِهِ وَاتَّبَعْنَاهُ…»

(١-١٣) أَسْبَابُ هِجْرَةِ الْمُسْلِمِينَ:
– مَا زَالَ يَرْقَى فِي الْبَلَاغَةِ حَتَّى بَلَغَ الذِّرْوَةَ!

– انْظُرَا: كَيْفَ أَجْمَلَ شَكْوَاهُ مِنْ قَوْمِهِ.

– مَاذَا قَالَ؟

– «… فَعَدَا عَلَيْنَا قَوْمُنَا فَعَذَّبُونَا، لِيَرُدُّونَا إِلَى عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ، فَلَمَّا قَهَرُونَا وَظَلَمُونَا وَضَيَّقُوا عَلَيْنَا، خَرَجْنَا إِلَى بِلَادِكَ، وَاخْتَرْنَاكَ عَلَى غَيْرِكَ، وَرَغِبْنَا فِي جِوَارِكَ، وَرَجَوْنَا أَلَّا نُظْلَمَ عِنْدَكَ».

– أَيُّ كَرِيمٍ لَا يَسْحَرُهُ ذَلِكَ الْبَيَانُ الْعَالِي؟!

– أَيُّ إِنْسَانٍ لَا يَهْتَزُّ لِهَذِهِ الْبَلَاغَةِ السَّاحِرَةِ؟!

– وَهَكَذَا اسْتَوْلَى عَلَى «النَّجَاشِيِّ» الْإِعْجَابُ بِمَا سَمِعَ مِنْ صَادِقِ حُجَّتِهِمْ، وَرَائِعِ بَيَانِهِمْ.

– فَهَشَّ لَهُمْ وَبَشَّ؟

– وَأَصَمَّ أُذُنَيْهِ عَمَّا سَمِعَهُ مِنْ وِشَايَاتٍ؟

– صَدَقْتُمَا، وَلَمْ تَعْدُوَا الصَّوَابَ فِيمَا قُلْتُمَا؛ فَقَدْ أُعْجِبَ «النَّجَاشِيُّ» بِبَلَاغَةِ حِوَارِهِمْ، وَصِدْقِ إِيمَانِهِمْ، كَمَا نَفَرَتْ نَفْسُهُ مِنْ بَغْيِ خُصُومِهِمْ!

– فَنَصَرَ الْأَوَّلِينَ!

– وَصَدَّ عَنِ الْآخَرِينَ.

– لَقَدْ تَخَيَّرَتْ «قُرَيْشٌ» أَقْوَى سِهَامِهَا لِتُحَارِبَ صَفْوَةَ الْمُهَاجِرِينَ.

– حِينَ اخْتَارَتِ «ابْنَ الْعَاصِ» وَ«ابْنَ أَبِي رَبِيعَةَ».

– وَلَكِنَّ اللهَ رَدَّ سِهَامَ الْبَاغِينَ إِلَى صُدُورِهِمْ.

– وَنَجَّى الْمُسْلِمِينَ مِنْ كَيْدِ أَعْدَائِهِمْ.

– إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ.

– صَدَقَ اللهُ الْعَظِيمُ.

– هَكَذَا كَانَ الْمُسْلِمُونَ الْأَوَّلُونَ يُحَاوِلُونَ النَّجَاةَ بِدِينِهِمْ مِنْ أَعْدَاءِ الدِّينِ.

– وَهَكَذَا يَسَّرَ اللهُ لَهُمْ طَرِيقَهُمْ، وَجَعَلَ لَهُمْ مِنْ أَمْرِهِمْ مَخْرَجًا.

– لَقَدْ عَرَفْنَا هَاتَيْنِ الْهِجْرَتَيْنِ اللَّتَيْنِ قَامَ بِهَمَا بَعْضُ الصَّحَابَةِ إِلَى «الْحَبَشَةِ». فَمَاذَا كَانَ مِنْ بَعْدُ؟

(١-١٤) الْهِجْرَةُ الْكُبْرَى:
– لَقَدْ سَبَقَتْ كِلْتَاهُمَا الْهِجْرَةَ الْكُبْرَى: هِجْرَةَ الرَّسُولِ ﷺ مِنْ «مَكَّةَ» إِلَى «الْمَدِينَةِ»… ذَلِكَ الْحَادِثُ الَّذِي وَجَّهَ الدَّعْوَةَ الْإِسْلَامِيَّةَ وِجْهَةَ الْبَقَاءِ وَالِاسْتِقْرَارِ.

– لَقَدْ خَشِيَ النَّبِيُّ، صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَسَلَامُهُ —أَوَّلَ الْأَمْرِ— عَلَى أَصْحَابِهِ، فَزَيَّنَ لَهُمُ الرَّحِيلَ عَنِ الْبَلَدِ الَّذِي تَعَرَّضُوا فِيهِ لِلْأَذَى، وَأَرَادَ بِذَلِكَ أَنْ تَتَحَقَّقَ لَهُمُ النَّجَاةُ مِنَ الْبَغْيِ وَالْعُدْوَانِ.

– وَرَأَيْنَا كَيْفَ كَانَتِ الْخُطَّةُ مُوَفَّقَةً، وَكَيْفَ كَانَ التَّدْبِيرُ نَاجِحًا.

– نَعَمْ، لَقَدْ أُحْسِنَ اخْتِيَارُ الْبَلَدِ الَّذِي يُهَاجِرُ إِلَيْهِ الصَّحَابَةُ الْمُضْطَهَدُونَ، فَكَانَتِ «الْحَبَشَةُ» لَهُمْ مَأْمَنًا، أَيَّ مَأْمَنٍ.

– إِنَّهَا لَمَأْثُرَةٌ «لِلْحَبَشَةِ» يَبْقَى ذِكْرُهَا عَلَى وَجْهِ التَّارِيخِ!

– كَانَ مِنَ الطَّبِيعِيِّ، أَيُّهَا الصَّدِيقَانِ، أَنْ يُهَاجِرَ الْقَائِدُ إِلَى مَيْدَانٍ أَمِينٍ، بَعْدَ أَنِ اطْمَأَنَّ عَلَى سَلَامَةِ أَصْحَابِهِ الْمُخْلِصِينَ، وَأَمِنَ عَلَيْهِمْ كَيْدَ الْكَائِدِينَ، وَبَطْشَ الْأَقْوِيَاءِ الْبَاغِينَ.

(١-١٥) سَلَامَةُ الْقَائِدِ وَسَلَامَةُ الرَّعِيَّةِ:
– أَلَمْ تَكُنْ سَلَامَةُ الْقَائِدِ أَوْلَى بِالرِّعَايَةِ مِنْ سَلَامَةِ الْأَتْبَاعِ؟

– كَانَ ذَلِكَ أَوْلَى وَأَجْدَرَ، وَلَكِنَّ الْقَائِدَ، فِي هَذِهِ الْمَرَّةِ، كَانَ لَا يَعْنِيهِ مِنْ أَمْرِ نَفْسِهِ شَيْءٌ، إِنَّمَا يَعْنِيهِ شَأْنُ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ أَتْبَاعِهِ، قَبْلَ أَنْ يَعْنِيَهُ شَأْنُ الْأَقْوِيَاءِ مِنْهُمْ.

– كَيْفَ تَقُولُ؟

– أَلَا تَعْلَمُ أَنَّ سَلَامَةَ الْمُسْلِمِينَ فِي سَلَامَةِ نَبِيِّهِمْ؟

– كَمَا أَنَّ سَلَامَةَ الْجَيْشِ فِي سَلَامَةِ قَائِدِهِ!

– وَسَلَامَةَ السَّفِينَةِ فِي سَلَامَةِ رُبَّانِهَا.
– إِنَّ السَّفِينَ، إِذَا نَجَا
رُبَّانُهَا، نَجَتِ السَّفِينْ!


– لَمْ تَعْدُوَا الصَّوَابَ، أَيُّهَا الصَّدِيقَانِ، فِي كُلِّ مَا تَقُولَانِ.

– فَكَيْفَ خَاطَرَ الرَّسُولُ ﷺ بِنَفْسِهِ، وَعَرَّضَهَا لِلتَّلَفِ فِي سَبِيلِ نَجَاةِ أَصْحَابِهِ؟

– هَذَا مِثَالٌ مِمَّا تَمَيَّزَ بِهِ الرَّسُولُ ﷺ مِنَ الْإِيثَارِ وَنِسْيَانِ النَّفْسِ.

– وَلَكِنَّ نَجَاحَ الدَّعْوَةِ مُقَدَّمٌ، يَا «رَشَادُ»، عَلَى نَجَاةِ أَنْصَارِهَا!

– وَلَوْ نَجَحَ أَعْدَاءُ الرَّسُولِ فِي كَيْدِهِمْ، لَقُضِيَ عَلَى هَذَا الدِّينِ إِلَى الْأَبَدِ!

(١-١٦) لِلدِّينِ رَبٌّ يَحْمِيهِ:
– إِنَّكُمَا عَلَى حَقٍّ فِيمَا تُقَرِّرَانِ.

وَلَكِنْ لَا تَنْسَيَا أَنَّ لِلدِّينِ رَبًّا يَحْمِيهِ.

وَقَدْ وَعَدَ رَسُولَهُ لَيَنْصُرَنَّهُ مَهْمَا يَلْقَ مِنْ عَنَتِ الْحَاقِدِينَ، وَكَيْدِ الْحَاسِدِينَ؛ فَلَا عَجَبَ إِذَا انْصَرَفَتْ جُهُودُ الرَّسُولِ ﷺ إِلَى حِمَايَةِ أَصْحَابِهِ، وَإِعْدَادِهِمْ لِيَكُونُوا نَوَاةً صَالِحَةً لِمَا يَسْتَقْبِلُهُ مِنْ جِهَادٍ.

– لَقَدْ كَانَ ﷺ أَعْظَمَ مَثَلٍ فِي إِنْكَارِ النَّفْسِ.

– كَانَ أَكْمَلَ إِنْسَانٍ فِي كُلِّ الصِّفَاتِ!

– إِنَّ حَيَاةَ الرَّسُولِ ﷺ سِلْسِلَةٌ مُتَّصِلَةُ الْحَلَقَاتِ مِنَ الْجِهَادِ الَّذِي تَنُوءُ بِهِ الْجِبَالُ.

– كَمَا أَنَّهَا سِلْسِلَةٌ مُتَّصِلَةُ الْحَلَقَاتِ مِنَ النَّجَاحِ الَّذِي لَا يَخْطُرُ لِأَحَدٍ عَلَى بَالٍ.

– أَيُّ إِعْنَاتٍ لَقِيَهُ لِبَثِّ عَقِيدَتِهِ؟!

– وَأَيُّ إِرْهَاقٍ احْتَمَلَهُ فِي سَبِيلِ دَعْوَتِهِ؟!

– إِنَّ مَا أَلْحَقَهُ بِهِ «أَبُو جَهْلٍ» وَحْدَهُ لَيَكْفِي لِإِدْخَالِ الْيَأَسِ عَلَى قَلْبِ أَشْجَعِ النَّاسِ جَنَانًا، وَأَثْبَتِهِمْ إِيمَانًا.

– لَسْتُ أَدْرِي، أَكَانَ هَذَا الرَّجُلُ إِنْسَانًا، أَمْ كَانَ شَيْطَانًا؟!

– كَانَ «أَبُو جَهْلٍ» مِثْلَ «أَبِي لَهَبٍ»، مِنْ أَلَدِّ أَعْدَاءِ الرَّسُولِ!

– كَانَ كِلَاهُمَا جَبَّارًا عَنِيدًا، وَشَيْطَانًا مَرِيدًا.

(١-١٧) «أَبُو جَهْلٍ»: الشَّيْطَانُ:
– وَلَكِنَّ «أَبَا جَهْلٍ» كَانَ يَجْمَعُ بَيْنَ قُبْحِ السِّيرَةِ، وَدَمَامَةِ الْخِلْقَةِ، وَلُؤْمِ السَّرِيرَةِ.

– وَسُوءِ الْقَصْدِ وَعَمَى الْبَصِيرَةِ.

– كَانَ الْعَرَبُ يُلَقِّبُونَهُ: الشَّيْطَانَ؛ لِدَمَامَةِ صُورَتِهِ، وَتَشْوِيهِ خِلْقَتِهِ.

– كَانَ أَحْمَرَ الشَّعْرِ، أَسْمَرَ اللِّحْيَةِ.

– لَكَأَنَّمَا عَنَاهُ الشَّاعِرُ حِينَ قَالَ:
يُشْبِهُ الْقِرْدَ أَوِ الشَّيْـ
ـطَانَ، إِنْ كُنْتَ رَأَيْتَهْ!


– بَلْ هُوَ شَرٌّ مِنَ الْقِرْدِ وَالشَّيْطَانِ جَمِيعًا!

(١-١٨) حِقْدُ «أَبِي جَهْلٍ» يُعَجِّلُ بِالنَّصْرِ:
– عَلَى أَنَّ أَحْقَادَهُ عَجَّلَتْ بِالنَّصْرِ، عَلَى كُلِّ حَالٍ.

– وَكَانَتْ كُلُّ مَكِيدَةٍ يُدَبِّرُهَا تَنْتَهِي بِفَوْزٍ يَتَكَافَأُ مَعَ خَطَرِهَا.

– وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ.

– كَانَ إِنْذَارُهُ ﻟ «أَبِي طَالِبٍ» سَبَبًا فِي مُجَاهَرَةِ «أَبِي طَالِبٍ» بِنُصْرَةِ ابْنِ أَخِيهِ!

– وَكَانَ إِيذَاؤُهُ لِلْمُسْلِمِينَ سَبَبًا فِي هِجْرَتِهِمْ إِلَى «الْحَبَشَةِ»!

– فَكَانَ فِيهَا الْخَيْرُ كُلُّهُ.

– مَا أَكْثَرَ مَا تَفَتَّقَ عَنْهُ ذِهْنُ هَذَا الْحَاسِدِ الْأَفَّاكِ!

– وَكَانَتْ إِهَانَتُهُ لِلرَّسُولِ سَبَبًا فِي غَضَبِ «حَمْزَةَ» عَلَيْهِ، وَشَجِّ رَأْسِهِ بِالْقَوْسِ، وَإِعْلَانِ إِسْلَامِهِ.

– وَكَيْفَ كَانَ ذَلِكَ؟

– لَمَّا ضَاقَ صَدْرُ «أَبِي جَهْلٍ» بِنَجَاحِ الرَّسُولِ ﷺ وَبَلَغَ بِهِ الْغَيْظُ، انْدَفَعَ إِلَيْهِ —ذَاتَ يَوْمٍ— وَانْهَالَ عَلَيْهِ شَتْمًا وَسِبَابًا، وَتَمَادَى فِي سَفَاهَتِهِ، فَامْتَدَّتْ إِلَيْهِ يَدُهُ بِتَحْقِيرِهِ وَإِهَانَتِهِ.

(١-١٩) مَوْقِفُ حَمْزَةَ:
فَلَمْ يَكَدْ «حَمْزَةُ» عَمُّ الرَّسُولِ يَعُودُ إِلَى دَارِهِ، حَتَّى عَلِمَ بِاعْتِدَائِهِ وَبَغْيهِ عَلَى ابْنِ أَخِيهِ. فَتَمَلَّكَهُ الْغَضَبُ، وَأَسْرَعَ إِلَى «الْكَعْبَةِ» فَوَجَدَهُ جَالِسًا فِي رُفْقَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَهُوَ يُحَدِّثُهُمْ بِمَا اقْتَرَفَهُ مِنْ إِسَاءَةٍ، حَدِيثَ الْمُفَاخِرِ الْمَزْهُوِّ.

– أَتَدْرِيَانِ مَا صَنَعَ؟

– ضَرَبَهُ بِقَوْسِهِ، فَشَجَّهُ، وَأَسَالَ دَمَهُ.

– ثُمَّ أَعْلَنَ إِسْلَامَهُ أَمَامَ أُولَئِكَ الْحَاقِدِينَ.

– كَانَ سَيِّدُنَا «حَمْزَةُ» مِثَالَ الشَّجَاعَةِ وَالْقُوَّةِ.

– كَانَ مُحَارِبًا لَا يُغْلَبُ.

– كَانَتْ جَهَالَةُ هَذَا الْحَاقِدِ سَبَبًا فِي كَسْبِ هَذَا الرُّكْنِ الْعَظِيمِ!

– كَانَ كُلُّ مَا يُدَبِّرُهُ مِنْ كَيْدٍ لَا يَلْبَثُ أَنْ يَعُودَ عَلَى الرَّسُولِ ﷺ بِأَجْزَلِ الْفَوَائِدِ!

– وَكَانَ كُلَّمَا غَلَا فِي إِسَاءَتِهِ، قَرُبَ الرَّسُولُ مِنْ غَايَتِهِ.

– أَلَا تَرَيَانِ كَيْفَ أَغْرَى ابْنَ أُخْتِهِ بِقَتْلِ النَّبِيِّ ﷺ لِيَسْتَرِيحَ مِنْهُ إِلَى الْأَبَدِ؟



(11) هِجْرَةُ الصَّحَابَةِ 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
(11) هِجْرَةُ الصَّحَابَةِ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» هِجْرَةُ الصَّحَابَةِ – إِسْلَامُ عُمَرَ‎‎: مِنْ حَيَاةِ الرَّسُولِ (٣)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الثقـافـــة الإسلاميــة للأطفــال :: تعــريف برســول الله-
انتقل الى: