|
| قصص مؤثرة للفتيات | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52575 العمر : 72
| موضوع: قصص مؤثرة للفتيات الأربعاء 14 ديسمبر 2011, 8:20 pm | |
| المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلاة والسلام على نبينا محمد سيد ولد آدم وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
وبعد :
فإن الله سبحانه وتعالى يقول : ? لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى ? وكثيراً ما نسمع أو نقرأ عن الأديب فلان أنه كاتب واقعي ، ولم يكن المقصود بهذا اللقب المبهرج الزائف إلا ان هذا الأديب يختار من الواقع الصور الشاذة والنماذج الخارجة على العرف ، ويصوغ من خياله لها واقعاً مخالفاً للواقع ، ومناقضاً للحقيقة . إنه كاتب يصور الواقع من منظوره هو ، أو كما يريده منطلقا من أهوائه ورغباته .
ونحن ـ أخي القارئ وأختي القارئة ـ لسنا الوحيدين في هذا العالم ، فمن فوقنا قدرة فوق قدرتنا اسمها القدر ، وسلطة تقضي بيننا ولنا اسمها القضاء ، وهذان أمران بيد الله سبحانه الذي يبتعد الكاتب الواقعي عن ذكره ويجتنب بيان سطوته وتحكمه في أحداث الواقع المزيف . فمثل هذا الكاتب يتلاعب بالأحداث ويبادل بين الشخصيات وصفاتها .
إن واقع الإنسان المعيش كله قصص ، وكل قصصه عبر ، ولكن لمن ؟ للذين يتابعون أحداث الحياة مع أبطال قصصها ، ويرى الخواتيم بأم عينه لا تخرج عن قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( كما تدين تدان )) أو قول الله سبحانه : ? كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ? .
وفي هذا الكتاب عمدنا إلى الاختيار والانتقاء ، فخرجنا بمجموعة من القصص الواقعية بشخصياتها وبأحداثها ونهايتها السعيدة أو الشقية ، دون تلاعب هوى الكاتب ، ودون تعاطف منه . ولا فضل للخيال فيها ، الفضل فقط لله وللموهبة التي منحها للقلم الذي نقل هذا الواقع بأمانة بما يسر له من بلاغة أو فصاحة أو بيان .
وقد وضعنا هذه القصص بيد يدي أخواتنا المسلمات لينظرن إلى الواقع الذي لا ينفصل بين الدين والحياة ، بين السماء والأرض .
ولكي ترى الأخت المسلمة الحقيقة المائلة في كل نموذج فلا تنخدع بزيف المتعة التي تعقب ندماً واللذة التي تورث حسرة ، فلا تجتذبها المظاهر الجوفاء والشعارات البراقة فتنظر ببصيرتها لا ببصرها ، فترى الحقائق واضحة جلية وتربط النتائج بالمقدمات ، وكما جاء في إحدى هذه القصص ( السعيد من اتعظ بغيره ) وأسأل الله ان يجعل لنا فيها عبرة وفائدة والله ولي التوفيق . المؤلف
الفهرس
الموضوع الصفحة المقدمة---------------------------------2 فهرس الموضوعات---------------------- 5 كما تدين تدان-----------------------------8 ما أجمله من رحيل؟!----------------------13 امرأة صالحة تقية تحب الخير؟!------------20 " البصر " يعود لفتاة بجوار الكعبة المشرفة--24 امرأة في اللحظات الأخيرة-------------------26 ذات الكلية الواحدة--------------------------32 وتحسبونه هيناً-----------------------------40 لا أدري من أطيع---------------------------47 قصة حب تبكي----------------------------51 قصة ولا في الخيال-------------------------57 أكره أمي--------------------------------61 قصة حقيقية حدثت لفتاة في مدينة الضباب-------64 زينب الغزالي من القبعة إلى الحجاب------------68 " مريم جميلة " من ضيق اليهودية إلى سعة الإسلام--83 نهاية الغش-------------------------------90 تجربتي مع ابنتي-----------------------------93 الزوج الغضبان-----------------------------96 موت صاحبة العباءة-----------------------100 أمينة----------------------------------102 التمست لها عذراً------------------------110 عاهدت نفسي----------------------------113 قصة الفتاه وهي ترقص في العرس-----------117
كما تدين تدان
لطالما كانت ليالي الزفاف حلم الفتيات المراهقات , ولطالما كان الزواج الغاية التي يسعى الى تحقيقها الشباب , بل بعض الشباب والمراهقات يسعى إليه بكل السبل , جرياً على مبدأ الغاية تبرر الوسيلة , حتى ولو كانت هذه الوسيلة منافية لقواعد الدين الإسلامي , فإما أن ينشد المتعة المحرمة بالمكالمات الهاتفية واللقاءات العاطفية , أو عبر الإنترنت .
وقد تعتقد الفتاة العفيفة التي لا ترى الرجال طوال حياتها إلا محارمها ، هي فتاة لا يمكن أن تتزوج في هذا العصر مع أن تأخر سن الزواج قد يكون نعمة فربما يرزقها الله برجل صالح تسعد معه طوال حياتها .
إلا أن بطلة هذه القصة ..
فتاة مسلمة عفت واحتشمت فغطت وجهها والتزمت بدينها وارتقت بأخلاقها ، فرزقها الله برجل مسلم بتدبيره وقدرته دون أن تضطر إلى كشف وجهها ويديها وأجزاء من بدنها كما تفعل بعض الفتيات اليوم اللواتي يدعين التطور ويتحدثن بصوت مرتفع ويبتسمن أو يضحكن أمام الرجال دون اكتراث ..
وحانت ساعة الزفاف على الطريقة الإسلامية البسيطة ودخل العروسان إلى منزلهما , وقدمت الزوجة العشاء لزوجها واجتمعا على المائدة ..
وفجأة سمع الاثنان صوت دق الباب , فانزعج الزوج وقال غاضباً : من ذا الذي يأتي في هذه الساعة ؟ .
فقامت الزوجة لتفتح الباب , وقفت خلف الباب وسألت : من بالباب ؟ .
فأجابها الصوت من خلف الباب : سائل يريد بعض الطعام .. فعادت إلى زوجها ، فبادر يسألها : من بالباب ؟ .
فقالت له : سائل يريد بعض الطعام .. فغضب الزوج وقال :أهذا الذي يزعج راحتنا ونحن في ليلة زفافنا الأولى ؟.. فخرج إلى الرجل فضربه ضرباً مبرحاً , ثم طرده شر طردة.. فخرج الرجل وهو ما يزال على جوعه والجروح تملأ روحه وجسده وكرامته .. ثم عاد الزوج إلى عروسه وهو متضايق من ذاك الذي قطع عليه متعة الجلوس مع زوجته .. وفجأة أصابه شيء يشبه المس وضاقت عليه الدنيا بما رحبت , فخرج من منزله وهو يصرخ , وترك زوجته التي أصابها الرعب من منظر زوجها الذي فارقها في ليلة زفافها ولكنها مشيئة الله ..
صبرت الزوجة واحتسبت الأجر عند الله تعالى , وبقيت على حالها لمدة خمسة عشر سنة .. وبعد خمسة عشر سنة من تلك الحادثة تقدم شخص مسلم لخطبة تلك المرأة , فوافقت عليه وتم الزواج ..
وفي ليلة الزفاف الأولى اجتمع الزوجان على مائدة العشاء .. وفجأة سمع الاثنان صوت الباب يقرع , فقال الزوج لزوجته : اذهبي فافتحي الباب .. فقامت الزوجة ووقفت خلف الباب ، ثم سألت : من بالباب ؟ . فجاءها الصوت من خلف الباب : سائل يريد بعض الطعام .. فرجعت إلى زوجها فسألها من بالباب ؟ فقالت له سائل يريد بعض الطعام ..
فرفع الزوج المائدة بيديه وقال لزوجته : خذي له كل الطعام ودعيه يأكل إلى أن يشبع وما بقي من طعام فسنأكله نحن ..
فذهبت الزوجة وقدمت الطعام للرجل ثم عادت إلى زوجها وهي تبكي فسألها : ماذا بك ؟ لم تبكين ؟ ماذا حصل ؟ هل شتمك ؟ .
فأجابته والدموع تفيض من عينيها : لا . فقال لها : فهل عابك ؟ . فقالت : لا . فقال : فهل آذاك ؟ . قالت : لا .
إذن ففيم بكاؤك ؟ . قالت : هذا الرجل الذي يجلس على بابك ويأكل من طعامك , كان زوجاً لي من قبل خمسة عشر عاماً , وفي ليلة زفافي منه , طرق سائل بابنا فخرج زوجي وضرب الرجل ضرباً موجعاً ثم طرده ثم عاد إليَّ متجهماً ضائق الصدر , ثم أظنه جن أو أصابه مس من الجن والشياطين فخرج هائماً لا يدري أين يذهب , ولم أره بعدها إلا اليوم ، وهو يسأل الناس ..
فانفجر زوجها باكياً .. فقالت له : ما يبكيك ؟ . فقال لها : أتعرفين من هو ذاك الرجل الذي ضربه زوجك ؟ . فقالت : من ؟!.
فقال لها : إنه أنا .. فسبحان الله العزيز المنتقم , الذي انتقم لعبده الفقير المسكين الذي جاء مطأطأ الرأس يسأل الناس والألم يعصره من شدة الجوع ، فزاد عليه ذلك الزوج ألمه , وجعله يخرج وقلبه يعتصر لما أصابه من إهانة جرحت كرامته وبدنه ..
إلا أن الله لا يرضى بالظلم , فأنزل عقابه على من احتقر إنساناً وظلمه ، وكافأ عبداً صابراً على صبره , فدارت بهما الدنيا ورزق الله عبده المسكين فأغناه عن الناس . وأرسل بلاءه على الرجل الظالم ففقد عقله وفقد ماله , ثم صار يسأل الناس . وسبحان الله الكريم الذي رزق أمة مؤمنة صبرت على ابتلاء الله خمسة عشر سنة , فعوضها الله بخير من زوجها السابق
ما أجمله من رحيل ؟!
بدت أختي شاحبه الوجه نحيله الجسم .ولكنها كعادتها تقرأ القرآن الكريم .تبحث عنها فتجدها في مصلاها .راكعة ساجدة رافعه يديها إلى السماء .هكذا في الصباح وفي المساء وفي جوف الليل لا تفتر ولا تمل .كنت أحرص على قراءة المجلات الفنية والكتب ذات الطابع القصصي .أشاهد الدش بكثرة لدرجة أنني عُرفت به ..ومَنْ أكثر من شيء عُرف به .لا أؤدي واجباتي كاملة ولست منضبطة في صلواتي .بعد أن أغلقت الدش وقد شاهدت أفلاماً متنوعة لمدة ثلاث ساعات متواصلة .
ها هو الأذان يرتفع من المسجد المجاور .عدت إلى فراشي .تناديني من مصلاها .نعم ماذا تريدين يا نورا ؟ قالت لي بنبرة حادة : لا تنامي قبل أن تصلي الفجر .أوه ..بقي ساعة على صلاة الفجر وما سمعته كان الأذان الأول .بنبرتها الحنونة..هكذا هي حتى قبل أن يصيبها المرض الخبيث وتسقط طريحة الفراش .نادتني ..تعالي يا هناء بجانبي .لا أستطيع إطلاقاً رد طلبها .تشعر بصفائها وصدقها .لا شك طائعاً ستلبي .ماذا تريدين ؟ اجلسي ..ها قد جلست ماذا لديك ؟
بصوت عذب رخيم قالت : ? كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ? . سكتت هنيهة . ثم سألتني ..ألم تؤمني بالموت ؟بلى مؤمنة !.ألم تؤمني بأنك ستحاسبين على كل صغيرة وكبيرة ؟.بلى ..ولكن الله غفور رحيم ..والعمر طويل ..يا أختي .ألا تخافين من الموت وبغتته ؟. انظري هند أصغر منك و توفيت في حادث سيارة .. وفلانة .. وفلانة ..الموت لا يعرف العمر .. وليس مقياساً له ..أجبتها بصوت الخائف حيث مصلاها ذو ضوء خافت :إنني أخاف من الظلام وزدت خوفي بذكر الموت ..كيف أنام الآن ؟.كنت أظن أنك وافقت على السفر معنا هذه الإجازة .
فجأة .. تحشرج صوتها و اهتزَّ قلبي ..لعلي هذه السنة أسافر سفراً بعيداً ..إلى مكان آخر ..ربما يا هناء ..الأعمار بيد الله .
وانفجرت بالبكاء ..تفكرت في مرضها الخبيث وأنَّ الأطباء أخبروا أبي سراً أنَّ المرض ربما لن يمهلها طويلاً .
ولكن من أخبرها بذلك ؟ أم أنها تتوقع هذا الشيء .ما لك تفكرين . جاءني صوتها القوي هذه المرة : هل تعتقدين أنني أقول هذا لأنني مريضه .كلا ..ربما أكون أطول عمراً من الأصحاء .وأنت إلى متى ستعيشين .ربما عشرين سنة . ربما أربعين ..ثم ماذا ؟.لمعت يدها في الظلام وهزتها بقوة .لا فرق بيننا كلنا سنرحل وسنغادر هذه الدنيا إما إلى جنة وإما إلى نار .ألم تسمعي قول الله ? فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ? .تصبحين على خير .هرولت مسرعه وصوتها يطرق أذني .
هداك الله .لا تنسي الصلاة .الثامنة صباحاً .أسمع طرقاً على الباب .هذا ليس موعد استيقاظي .بكاء ..وأصوات ..يا إلهي ماذا جرى .لقد تردت حالة نورة وذهب بها أبي إلى المستشفى .إنا لله وإنا إليه راجعون .لا سفر هذه السنة .مكتوب علي البقاء هذه السنة في بيتنا .بعد انتظار طويل .عند السعة الواحدة ظهراً .هاتفنا أبي من المستشفى تستطيعون زيارتها الآن هيا بسرعه .أخبرتني أمي أن حديث أبي غير مطمئن وأن صوته متغير .
عباءتي في يدي .أين السائق .ركبنا على عجل .. أين الطريق الذي كنت أذهب لأتمشى مع السائق فيه وكان يبدو قصيراً .ماله اليوم طويلاً .. وطويلاً جداً. أين ذلك الزحام المحبب إلى نفسي كي ألتفت يمنة ويسرة .زحام أصبح قاتلاً ومملاً.أمي بجواري تدعو لها .إنها بنت صالحة مطيعة . لم أرها تضيع وقتها أبداً .دلفنا من الباب الخارجي للمستشفى .هذا مريض يتأوه .وهذا مصاب بحادث سيارة .وثالث عيناه غائرتان .
لا تدري هل هو من أهل الدنيا أم من أهل الآخره .منظر عجيب لم أره من قبل .صعدنا درجات السلم بسرعة . إنها في غرفة العناية المركزة .وسآخذكم إليها .ثم واصلت الممرضة : إنها بخير وطمأنت أمي أنها في تحسن بعد الغيبوبة التي حصلت لها .ممنوع الدخول لأكثر من شخص واحد .هذه غرفة العناية المركزة .وسط زحام الأطباء وعبر النافذة الصغيرة التي في باب الغرفة أرى عيني أختي نورة تنظر إليَّ وأمي واقفة بجوارها . بعد دقيقتين خرجت أمي التي لم تستطع إخفاء دموعها ..سمحوا لي بالدخول والسلام عليها على أن لا أتحدث معها كثيراً .دقيقتان كافية لك .كيف حالك يا نورة .
لقد كنت بخير مساء البارحة .ماذا جرى لك ؟!.أجابتني بعد أن ضغطت على يدي : وأنا الآن ولله الحمد بخير . الحمد لله لكن يدك بارده .كنت جالسه على حافة السرير ولامست يدي ساقها .أبعدتها عني ..آسفه إذا ضايقتك .
كلا ولكني تفكرت في قوله تعالى : ? وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ ، إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ ? عليك يا هناء بالدعاء لي فربما أستقبل عن قريب أول أيام الآخرة .سفري بعيد وزادي قليل ..سقطت دمعه من عيني بعد أن سمعت ما قالت وبكيت .
لم أع أين أنا .استمرت عيناي في البكاء .أصبح أبي خائفاً علي أكثر من نورة .لم يتعودوا مني هذا البكاء والانطواء في غرفتي .مع غروب شمس ذلك اليوم الحزين .ساد صمت طويل في بيتنا .دخلت عليَّ ابنة خالتي .ثم ابنة عمتي .أحداث سريعة ..كثر القادمون ..اختلطت الأصوات ..شيء واحد عرفته ..( نورة ماتت) لم أعد أميز من جاء .ولا أعرف ماذا قالوا .
يالله ..أين أنا وماذا يجري ؟عجزت حتى عن البكاء .فيما بعد أخبروني أن أبي أخذ بيدي لوداع أختي الوداع الأخير .
وأني قبّلتها .لم أعد أتذكر إلا شيئاً واحداً .حين نظرت إليها مسجاة على فراش الموت . تذكرت قولها ? وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ ? عرفت حقيقة أن ? إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ ? لم أعرف أنني عدت إلى مصلاها إلا تلك الليلة..وحينها تذكرت من قاسمتني رحم أمي فنحن توأمان .تذكرت من شاركتني همومي .تذكرت من نفَّست عني كربتي. .من دعت لي بالهداية .من ذرفت دموعها ليالي طويلة وهي تحدثني عن الموت ، والحساب .الله المستعان.
هذه أول ليلة لها في قبرها .اللهم ارحمها ونوّر لها قبرها .هذا هو مصحفها .وهذه سجادتها ..وهذا .. وهذا ..بل هذا هو الفستان الوردي الذي قالت لي سأخبئه لزواجي .تذكرتها وبكيت ، وبكيت على أيامي الضائعة .بكيت بكاءً متواصلاً .
ودعوت الله أن يرحمني ويتوب علي ويعفو عني .دعوت الله أن يثبتها في قبرها كما كانت تحب أن تدعو .فجأة سألت نفسي ماذا لو كنت أنا الميتة ؟ما مصيري ؟لم أبحث عن الإجابة من الخوف الذي أصابني .بكيت بحرقة ..الله أكبر ..الله أكبر
ها هو أذان الفجر قد ارتفع .ولكن ما أعذبه هذه المرة أحسست بطمأنينة وراحة وأنا أردد ما يقوله المؤذن .لففت ردائي وقمت واقفه أصلي صلاة الفجر .صليت صلاة مودع .كما صلتها أختي من قبل وكانت آخر صلاة لها .( إذا أصبحت لا أنتظر المساء . وإذا أمسيت لا أنتظر الصباح )? .
?????
امرأة صالحة تقية تحب الخير؟!
إنها امرأة صالحة تقيّة تحب الخير ولا تفتر عن ذكر الله ، لا تسمح لكلمة نابية أن تخرج من فمها . إذا ذكرت النار خافت وفزعت ورفعت أكف الضراعة إلى الله طالبة الوقاية منها . وإذا ذكرت الجنة شهقت رغبة فيها ومدّت يديها بالدعاء والابتهال إلى الله أن يجعلها من أهلها . تحب الناس ويحبونها وتألفهم ويألفونها .
وفجأة . تشعر بألم في الفخذ وتسارع إلى الدهون والكمادات ولكن الألم يزداد شدة . وبعد رحلة في مستشفيات كثيرة ولدى عدد من الأطباء سافر بها زوجها إلى لندن وهناك وفي مستشفى فخم وبعد تحليلات دقيقة يكتشف الأطباء أن هناك تعفناً في الدم ويبحثون عن مصدره فإذا هو موضع الألم في الفخذ . ويقرر الأطباء أن المرأة تعاني من سرطان في الفخذ هو مبعث الألم ومصدر العفن .
وينتهي تقريرهم إلى ضرورة الإسراع ببتر رجل المرأة من أعلى الفخذ حتى لا تتسع رقعة المرض . وفي غرفة العمليات كانت المرأة ممددة مستسلمة لقضاء الله وقدره.
ولكن لسانها لم ينقطع عن ذكر الله ، وصدق اللجوء والتضرع إليه .ويحضر جمع من الأطباء فعملية البتر عملية كبيرة ويوضع الموس في المقص وتدنى المرأة ويحدد بدقة موضع البتر وبدقة متناهية ووسط وجل شديد ورهبة عميقة يوصل التيار الكهربائي وما يكاد المقص يتحرك حتى ينكسر الموس وسط دهشة الجميع. وتعاد العملية بوضع موس جديد وتتكرر الصورة نفسها وينكسر الموس .
وما يكاد الموس ينكسر للمرة الثالثة لأول مرة في تاريخ عمليات البتر التي أجريت من خلاله حتى ارتسمت علامات حيرة شديدة على وجوه الأطباء الذين راحوا يتبادلون النظرات ! انعزل كبير الأطباء بهم جانباً وبعد مشاورات سريعة قرر الأطباء إجراء جراحة للفخذ التي يزمعون بترها . ويا لشدة الدهشة !!
ما كاد المشرط يصل إلى وسط أحشاء الفخذ حتى رأى الأطباء بأم أعينهم قطناً متعفناً بصورة كريهة . وبعد عملية يسيرة نظف الأطباء المكان وعقموه . صحت المرأة وقد زالت الآلام بشكل نهائي حتى لم يبق لها أثر . نظرت المرأة فوجدت المرأة رجلها لم تمس بأذى .
ووجدت زوجها يحادث الأطباء الذين لم تغادر الدهشة وجوههم فراحوا يسألون زوجها هل حدث وأن أجرت المرأة عملية جراحية في فخذها ؟لقد عرف الأطباء من المرأة وزوجها أن حادثاً مرورياً تعرضا له قبل فترة طويلة كانت المرأة قد جرحت جرحاً بالغاً في ذلك الموضع وقال الأطباء بلسان واحد إنها العناية الإلهية . وكم كانت فرحة المرأة وكابوس الخطر ينجلي وهي تستشعر أنها لن تمشي برجل واحدة كما كان يؤرقها . فراحت تلهج بالحمد والثناء على الله الذي كانت تستشعر قربه منها ولطفه بها ورحمته لها .
إخوتي
هذه القصة نموذج من نماذج لا حصر لها من أولياء الله الذين التزموا أمره وآثروا رضاه على رضا غيره . وملأت محبته قلوبهم فراحوا يلهجون بذكره لا يفترون عنه حتى أصبح ذكر الله نشيد عذب لا تمل ألسنتهم من ترديده بل تجد فيه الحلاوة واللذة وهؤلاء يقبلون على أوامر الله بشوق ويمتثلون أحكامه بحب . والله سبحانه وتعالى لا يتخلى عنهم بل يمدهم بقوته ويساعدهم ويمنعهم بعزته. وبعد ذلك يمنحهم رضاه ويحلهم جنته ?. ?????
(( البصر)) يعود لفتاة بجوار الكعبة المشرفة؟!
عاد البصر مرة أخرى لامرأة عمرها ( سبعة وعشرون عاماً ) بجوار الكعبة المشرّفة بعد أن فقدته لعدة أشهر إثر سقوطها في المنزل بعد إصابتها بدوار ، وقد راجعت خلال تلك الأشهر التي فقدت فيها بصرها أكثر من مستشفى داخل المملكة إلا أن جميع الأطباء أكدوا بأن الأمر يحتاج إلى صبر وإرادة ، كما أن العلاج قد يكون نفسياً وفيما كانت أسرتها تتابع الحالة هنا وهناك وتنتقل بين أكثر من مستشفى أشار عليهم بعض المقربين بأن يذهبو بها إلى مكة المكرمة لأداء العمرة والدعاء إلى الله بأن يعيد إليها بصرها .
وفي أحد الأيام وحسب رواية شقيقها الذي كان سعيداً جداً وهو يتحدث قال : إن شقيقته عندما كانت تؤدي مناسك العمرة بصحبة أسرتها شعرت بدوار وهي حول الكعبة ومن ثم سقطت وعندما أفاقت داخل الحرم المكي أبصرت أسرتها والحرم في وقت غمرت فيها السعادة الجميع الذين رفعو أيديهم إلى الله شاكرين بينما أصرت الفتاة على البقاء داخل الحرم عدة أيام للصلاة والدعاء وشكر الله ?.
?????
امرأة في اللحظات الأخيرة !!
هذه قصة أشبه بالخيال منها بالحقيقة .. ولو حدثني بها أحد لأكثرت عليه وأكثرت الاستيثاق منه . فقد كنت أجلس في مكتبي بعد أن فرغت من صلاة العشاء الآخرة في إحدى الليالي الطويلة من شتاء ( يوجين ) الطويل في شمال غربي القارة الأمريكية بالولايات المتحدة في شهر شوال من عام 1419هـ .
وفي مدينة ( يوجين ) حيث كنت طالباً في جامعة ( أوريجن ) أمسيت مستغرقاً للدرس ، وبينا أنا كذلك والهدوء مخيم والصمت مطبق لا يقطعه إلا صوت ابنتي الصغيرة وهي تلعب .. وإلا صوت زخات المطر المتقطع وإن كنت أستأنس بذلك كله ويبعث فِيَّ روحاً من النشاط جديدة .
وبينما أنا كذلك إذا برنين الهاتف يتسلل بين تلك اللحظات الساكنة ؛ وها هو أخ لي في الله جزائري اسمه ( شكيب ) .
وبعد التحية والسلام .. أخبرني بحادثة جد غريبة .. وسعيدة في آن واحد !! فقد كان لزوجته الأمريكية المسلمة ( كريمة ) خالة على ديانة الصليب والتثليث ، وقد أُخذت الخالة تلك إلى مستشفى سيكرت هارت ـ الذي يبعد عن منزلي مسير ثلاث دقائق ـ وبعد تشخيص حالتها لم يستطع الأطباء إخفاء الحقيقة .. فالمرأة ميئوس من حياتها .. وإنها مفارقة لا محالة .. والأمر ساعة أو ساعتان أو أكثر أو أقل ـ والعلم عند الله وحده .
ثم ذكر لي ما جرى له ولزوجته وأنا في ذهول تام أستمع إلى نبرات صوته يتهدج وكأني أحس بنبضات قلبه وحشرجته تعتري صوته بين الحين والآخر ، وقد قال لي بالحرف الواحد .
تحدثت مع زوجتي في حال خالتها ، وتشاورنا في إجراء محاولة أخيرة ندعوها فيها إلى الإسلام ولو بقي في عمرها ساعة ما دامت لم تغرغر الروح .
قال صاحبي : فاستعنت بالله ، وصليت ركعتين ، ودعوت الله ـ عز وجل ـ لها بالهداية وأنا في السجود ، وأن يشرح صدرها لدين الهدى والحق .. وذلك لعلمي أن العبد أقرب ما يكون إلى ربه وهو ساجد .
ثم اتجهت كريمة إليها في المستشفى وعرضت عليها الإسلام وأخبرتها أن الإسلام يجبُّ ما قبله ، وأن الله يغفر لها ما قد سلف من عمرها إن هي قالت : ( أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله ) خالصةً من قلبها . غير أن تلك المرأة المريضة قد فقدت القدرة على الكلام ، فطلبت زوجة صاحبي بفطانة وحسن تصرف من خالتها المريضة أن تنطق بالشهادتين في نفسها إذ كانت عاجزة عن النطق بلسانها ، وأنها إن فعلت ترفع يدها إشارة لذلك .
وبعد أن أوضحت لها معناها بالإنجليزية قالت لها : قولي بقلبك : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً رسول الله . ثم كانت لحظات حرجة على كريمة ؛ فكم تتمنى لخالتها النجاة من نار وقودها الناس والحجارة ، ومع دقات قلب متسارعة مرت ثوان بطيئة متثاقلة لا يشبه تثاقلها إلا حركة يد المرأة المريضة التي بدأت ترفع يدها بعد أن سمعت تلقين الشهادة أكثر مما كانت تستطيع أن ترفعها من قبل ، وتبسمت معلنة رضاها واختيارها وقبولها دين الإسلام .
فما كان من ( كريمة ) وهي في قمة الفرحة والسرور إلا أن بدأت تبشرها وتقرأ عليها سورة يس .. بينما ظلت ترتسم على محيا تلك المرأة ابتسامة سرور بسماع القرآن إعلاناً منها برضاها التام بما تسمع من آيات الذكر الحكيم .
وإذا بالممرضة الأمريكية التي كانت تتابع ما يحدث دون أن يشعر بها أحد تتقدم لتعرض تبرعها بأن تكون شاهداً رسمياً على إسلام خالة كريمة إن احتيج إلى ذلك .
أنطقها الله الذي أنطق كل شيء . لا إله إلا الله ! ! وها هو صديقي شكيب يسألني عما يجب علينا تجاه هذه المرأة التي ما زال لها عرق ينبض ونفس يجري .
أجبته : إنها أخت لنا في الإسلام لما ظهر لنا من شأنها ، ونَكِلُ سريرتها إلى الله عز وجل . قلت له ذلك وأنا في غاية الذهول ، وقلبي يخفق فرحاً لإسلام هذه المرأة وهي في مراحل متقدمة من المرض وقد أيس الأطباء من شفائها .
وذكَّرت أخي قول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه الذي رواه ابن مسعود رضي الله عنه ، قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ وهو الصادق المصدوق ـ :
(( إن أحدكم يُجمَع خلقه في بطن أمه في أربعين يوماً ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يرسل الله إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع : يكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد ؛ فو الله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ثم يسبق عليه الكتاب فيختم له بعمل أهل النار فيدخلها ، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ثم يسبق عليه الكتاب فيختم له بعمل أهل الجنة فيدخلها )).
ثم وضعت سماعة الهاتف .. أطرقت لحظة ، وضعت كفي على خدي ؛ فما شعرت بنفسي إلا وأنا أجهش بالبكاء تأثراً واستبشاراً ، وكذلك كان حال من حولي عندما رويت لهم القصة تلك الليلة وكانت لحظات معطرات بالخشوع والدموع حامدين فيها لله تعالى ، مهللين له ومسبحين لما تفضل به على هذه المرأة من الهداية .. أما صاحبي فقد أخبرني عندما التقيت به في المسجد فيما بعد أنه كلما ارتسمت في خياله صورة هذا الموقف ، غلب عليه شعور غريب من الدهشة وأحس في جسده بقُشَعْرِيرة ، ثم لا يجد في نفسه إلا مزيداً من الرغبة في الصلاة وطول السجود والمكث في المسجد .
مهلاً ؛ فالحكاية لم تنته بعد .. ففي الليلة نفسها التي أسلمت فيها هذه المرأة ـ وما مضت ساعات على محادثتي معه ـ وعندما هاتفت صاحبي لأخبره بأن عليها أن تصلي المغرب والعشاء على ما يتيسر لها ولو إيماءً ؛ وإذا به يخبرني بأن الأجل المحتوم قد سبق الجميع إليها ، أسلمت روحها لباريها مسلمة هكذا نحسبها والله حسيبها راضية بالله رباً ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمد نبياً ورسولاً ؛ وما صلت لله صلاة واحدة . فاللهم بحق الإسلام وأُخُوَّته نسألك أن ترحمها وأن تتقبلها بأحسن القبول . اللهم إنا نسألك حسن الخاتمة .. يا أرحم الراحمين ?.
|
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52575 العمر : 72
| موضوع: رد: قصص مؤثرة للفتيات الأربعاء 14 ديسمبر 2011, 8:25 pm | |
| ذات الكلية الواحدة
اقتربت الساعة من الرابعة صباحاً.. كل شيء حولها ساكن لا شيء يتحرك سوى أوراق الشجر عندما يداعبها نسيم السَّحر.. أغصان الشجرة تتدلى بالقرب من النافذة تكاد أن تعانقها.. الهدوء والسكينة يعمان كل شيء.. فجأة انطلق صوت المنبه.. تررررن.. تررررن.. تررر.. أسكتت خديجة هذا الصوت المزعج في سرعة فائقة وهبت من الفراش., توجهت متثاقلة إلى المغسلة .. مشيتها الثقيلة صارت معتادة بالنسبة لها؛ فهي في نهاية الشهر الثامن من الحمل.. بطنها كبير وأرجلها متورمة.. أصبحت تتعب بسهولة.. وحتى تنفسها تجد فيه صعوبة.. وجهها شاحب.. جفونها متدلية من كثرة البكاء.. ولكنها لا بد أن تقوم في ذلك الوقت.. فلم يبقَ على آذان الفجر سوى ساعة واحدة!!
خديجة من أقرب صديقاتي.. كان قد مر على زواجها حوالي ثلاث سنوات فبالطبع كانت فرحتها وفرحة زوجها غامرة عندما عرفا أنها حامل ، ولكن في أحدى زيارتها للطبيبة المتخصصة وبعد إجراء الاختبارات اللازمة أخبرتها الطبيبة أن الابنه التي تحملها في أحشائها عندها كلية واحدة فقط!! .
سبحان الله! الأطباء هنا في الغرب بالرغم من تفوقهم العلمي إلا أنهم يفتقدون المشاعر الإنسانية؛ فها هي خديجة في صدمة رهيبة مما سمعت والطبيبة تخبرها في منتهى البرود أنه لا يوجد حل فوري ولكن بعد الولادة من الممكن أن تجرى فحوصات على المولودة لتحدد صلاحية الكلية الواحدة, وإن لم تكن صالحة فعمليات زراعة الكلى أصبحت مثل عمليات الّلوز!! . خرجت خديجة من عند الطبيبة وهي في حالة ذهول.. لا تدري كيف وصلت إلى بيتها!! . أول مولودة لها و بكلية واحدة!! ما العمل؟ هل من الممكن أن تكون الطبيبة مخطئة؟
بحثت خديجة وزوجها عن أحسن الأطباء في هذا المجال ولكن كل طبيب كان يأتي بالتشخيص نفسه .. كلية واحدة! ومع كل زيارة لكل طبيب منهم كان أملها يقل ويضعف وفي النهاية سلمت للأمر الواقع. وآخر طبيب قال لها ألا تتعب نفسها فالوضع لن يتغيير.. وأدركت خديجة في تلك اللحظة أنه ليس بيدها شيء سوى التوجه إلى الله بالدعاء.. ومنذ ذلك اليوم قررت أن تقوم في الثلث الأخير من الليل للصلاة والدعاء لابنتها التي لم تولد بعد؛ فقد أخبر سبحانه وتعالى في محكم التنزيل: ? وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ? (البقرة:186) .
? وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ? (الأنعام:17) . ? وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ? (يونس:107) .
? وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ? (غافر:60) . وأيضاً ورد في الحديث الشريف, عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا, حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له, من يسألني فأعطيه, من يستغفرني فأغفر له )) (رواه البخاري ومسلم) .
أيقنت خديجة أنه لا ملجأ إلا إليه فلم تتردد في القيام يومياً قبل الفجر بساعة أو أكثر بالرغم من التعب الذي كانت تعانيه من الحمل ومن قلة النوم.. يومياً تتجه في الثلث الأخير من الليل إلى سجادتها في مصلاها وتسجد في خشوع وتسأله سبحانه وتعالى أن يرزقها ابنة بصحة جيدة وكليتين! كانت تلح في دعائها وتبكي إلى أن تبتل سجادتها ، لم تكل يوماً أو تمل.. جسدها أصبح منهكاً.. الركوع والسجود أصبحا في غاية الصعوبة ولكنها لم تتراجع أو تشكو ولو مرة واحدة. وكلما أخبرتها الطبيبة بنفس النتيجة مع كل زيارة ومع كل فحص ازداد عزم خديجة على القيام في الثلث الأخير من الليل.
أشفق عليها زوجها من كثرة القيام وخشي عليها من الصدمة عند مولد الابنة ذات كلية واحدة وكان دائماً يذكرها بأن الله سبحانه وتعالى قد يؤخر الاستجابة ؛ فقد روى أبو سعيد رضي الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته, وإما أن يدخرها له في الآخرة, وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها )) رواه أحمد في المسند.
وكانت هي تذكر زوجها بأن لا حيلة لها إلا أن تسأل الله؛ فإن لم تسأله هو سبحانه وتعالى فمن تسأل؟!
لا تطلبنَّ بني آدم حاجـــة *** وسل الذي أبوابه لا تحـــجب الله يغضب إن تركـت سؤاله *** وبني آدم حـين يُسأل يغضــب
وكيف لا تسأله وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي الذي رواه عن ربه تبارك وتعالى: (( يا عبادي لو أن أوَّلكم وآخركم وإنسكم وجنَّكم قاموا في صعيد واحد فسألوني, فأعطيت كلَّ إنسان مسألته, ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقُص المخيط إذا أُدخل البحر )) (رواه مسلم) .
قبل الموعد المتوقع للولادة بحوالي أسبوعين حضرت خديجة لزيارتي، ودخل وقت صلاة الظهر فصلينا وقبل أن نقوم من جلستنا امتدت يد خديجة إلي وأمسكت بذراعي وأخبرتني أنها تحس بإحساس غريب. سألتها إن كانت تحس بأي ألم فأجابت بالنفي ولكن للزيادة في الاطمئنان قررنا الاتصال بالطبيبة فطلبت منا مقابلتها في المستشفى.
حاولنا الاتصال بزوج خديجة لكن بدون جدوى؛ فهو في صلاة الجمعة. فتوكلنا على الله وذهبنا إلى المستشفى وتعجبنا أنهم أخبرونا أنها في حالة ولادة!! فجلست بجانبها أشد من أزرها وأربت على كتفها... وكانت والحمد لله كثيرة الدعاء، وبالرغم من الآلام إلا إنها كانت تسأل الله أن يرزقها ابنة بصحة جيدة وكليتين ، وولدت فاطمة.. صغيرة الحجم.. دقيقة الملامح.. وجهها يميل إلى الزرقة، وفي ظهرها نقرة (نقزة) صغيرة قرب موقع الكلية، كأن جسدها الصغير امتص فراغ الكلية الناقصة..
بكيت وبكت خديجة ووسط دموعها كانت تتسأل عن حالة ابنتها.. بماذا أرد؟! ماذا أقول لأم أعياها السهر وتهدلت جفونها من البكاء وما زالت تتألم؟!! ( ما شاء الله حلوة ) حاولت أن أقول شيئاً أخراً ولكن الكلمات انحبست!! وسبحان الله ما كانت إلا دقائق معدودة وتحول اللون الأزرق إلى لون وردي، ودققت في وجه فاطمة.. سبحان الخالق.. وجهها جميل، ولكن كل ما نظرت اليها تذكرت المشاكل التي قد تواجهها بسبب الكلية الواحدة. لم أتكلم ولم تتكلم خديجة فكل واحدة منا كانت تفكر.. ماذا سيكون مصير الطفلة ذات الكلية الواحدة؟.
حضر أطباء الأطفال وأجروا الفحص المبدئي وأبلغونا أنها فيما يبدو طبيعية ولكن لا بد من إجراء فحوصات مكثفة لمعرفة صلاحية الكلية وهذا لن يتم إلا بعد أسبوعين من ميلادها. ترددت خديجة كثيراً في أخذ فاطمة لإجراء الفحص الشامل. قالت لي في يوم من الأيام ( قدر الله وما شاء فعل.. لا داعي لأن أرهق جسدها الضيئل بتلك الفحوصات ) . ولكنها أخذت بالأسباب وقررت إجراء تلك الفحوصات. وجاء اليوم الموعود وجلسنا في غرفة الانتظار نترقب خروج الطبيبة لتخبرنا عن حالة الكلية الواحدة.. هل ستحتاج فاطمة إلى كلية (جديدة ) أم أن كليتها الواحدة ستقوم بعمل الكليتين؟!.
وخرجت الطبيبة وعلى وجهها ابتسامة باهتة.. توجهت إلينا وقالت : ( لا أدري ماذا أقول ولا اعرف ماذا حدث!! لكن ابنتك بصحة جيدة وبكليتين!!) .
أتهزأ بالدعاء وتزدريه *** وما تدري بما صنع الدعاء!! ما أجمل أثر الدعــاء وما أرحـــــم الله بخلقه!!. فاطمة تبلغ الآن الخامسة من عمرها.. حفظها الله وجعلها قرة لعين والديها?.
?????
وتحسبونه هينا ً
كانت زهية تتوقد شباباً وتتألق حيوية ، مزهوة بشعرها المنسدل على كتفيها والذي يأبى إلا أن يندس تحت حزامها الضاغط . تتمتع برشاقة الغزال وخفة الفراشة ، وتعتقد أنها يجب أن تعيش حياتها وتستمتع بكل ماهو متاح لها. ولما دعيت يوماً لحفل إحدى صاحباتها ودارت الأحاديث الشائقة بين الحضور ودار الحوار المتأرجح من البارد الثلجي إلى الحار البركاني ، وكان مما أثار حفيظتها حقاً حوار حول الحجاب .
إنها تذكر تلك الجميلة الفاتنة سناء ، وهي تتحدث عن طمأنينة قلبها وسكون نفسها يوم أن ارتدت الحجاب ، وذهبت إلى أبعد من ذلك ، وهي تؤكد أن الحجاب كان الخطوة الأولى في مشوارها الطويل عبر دروب الحق والنور ، إذ عليها أن تضيء قلبها بحفظ آيات الله وتنير بصيرتها بتدبر معاني تلك الآيات العظيمة،كما عليها أن تقرأ في الفقه والسيرة . ثم قررت سناء أن العبارات أكثر من الأوقات .
تفاوت تفاعل الحضور مع كلام سناء ، فمن مؤيد ومعارض ومستغرب ومؤكد ، عدا صاحبتنا فقد غلب على تعليقاتها السخرية والاستهزاء. خاصة لحظة محاولة إحداهن ربط الحجاب حول عنق زهية من باب الاستدراج بالإطراء بجمالها لو كانت محجبة، فما كان من زهية إلا أن ثارت وانتفضت كمارد ناهض من قمقم وقالت بانفعال : أرجوك أميطي عني هذا الـ... ثم مسحت عنقها وشعرها وهي ترتجف وتهذي بعبارات أذهلت الجميع ، فقد تطاولت على الشرع الحنيف الذي ربط عنق المرأة بحبل المشنقة ثم رماها بكيس أسود!!
انبرت لزهية واحدة من الحضور وبدأت بالرد عليها لكن زهية تمادت في جحود ونكران الأدلة الشرعية ، ولم تجد أمامها سوى قاموس السباب والشتائم فنهلت منه . أما سناء فقد أدركت أن زهية اخرجت ما بقلبها من ضغينة على الإسلام وأهله ، وخشيت أن يهلك الله جميعهن بفعل واحدة من السفيهات ، فطلبت من الجميع الاستغفار ثم اللجوء للصمت، فالوضع ليس وضع نقاش ولا حوار ولا إقناع . وتفرق جمع الحفل على أتعس حال من التوقع . وعادت كل واحدة ولحظات الحوار والانفعال شاخصة في خيالها.
بعد ذلك الحفل التعس ، أحست زهية أن شيئاً غامضاً سكن قلبها وزرع فيه الكآبة . حاولت أن تهرب من ذاتها بالتفتيش عن علاقات لاهية طائشة ، لكن كآبتها تحولت إلى صداع مؤلم وشرود دائم . في البداية جربت الحبوب المسكنة والمهدئة فلم يهدأ صداعها ، كان كبرياؤها يمنعها من إظهار التألم أمام أفراد عائلتها خاصة زوجة أبيها . التي كانت تختصر معاناة زهية بعبارة ( دلع بنات) ، ولم تكن تلك السيدة لتصدق حقيقة مافيه زهية إلا ساعة أن رأت رأسها قد ارتطم بأرض الغرفة فخرجت مسرعة تخبر الوالد الذي صحبها إلى المستشفى .
هناك طلب الطبيب عدة تحليلات، وبدأت الشكوك تراود الطبيب وتسرق النوم من عيني الوالد ، ثم طلب الطبيب صورة طبقية للدماغ فجاءته الصورة تحمل اليقين في ثناياها .
أخفى الطبيب تأثره وطمأن والد زهية وحمد الله أنه أدرك المرض قبل فوات الأوان . قفز قلب والد زهية من بين أضلعه وجمع أطرافه مخفياً ارتجاف مفاصله وهو يسمع التقرير: بداية سرطان دماغ، وعلاجه ممكن إن شاء الله . عليك احضار زهية غداً صباحاً لبدء العلاج .
أمسك الطبيب بإبرة الدواء ، وأعطى زهية التعليمات ، وشرح لها المضاعفات المتوقعة ، كل شيء يمكن أن تتوقعه زهية عدا تساقط شعرها !!
قامت الممرضة بإعطاء زهية حقناً خاصة لمنع التقيؤ الذي يصحب العلاج الكيماوي، وفي اليوم التالي تم تثبيت إبرة غليظة تستعمل لزرق المحاليل والعلاجات الكيماوية طوال أربع و عشرين ساعة .
مرت على زهية الأربع والعشرون ساعة الأولى بمرارة علقمية ، فمنذ ساعات ألمها الأولى نسيت زهية سعادة حياتها كلها ، ولو سألها أحد كما سألها والدها : كيف حالك يا بنية ؟
أجابت : في أتعس حال ، الموت أرحم مرات من هذه الحياة !! أطرق والد زهية رأسه ، وكفكف دموعه ، وود لو يفتديها بروحه ، لكن هيهات ، فما أصاب زهية يعجز أهل الأرض عن تغيير مساره وتصويبه نحو أي حبيب أو عدو .
وكانت مشاعر زوجة أبيها متأرجحة بين الإستنكار والرثاء ، وفي اليوم الثالث بعد إعطائها الحقن والحبوب بحوالي ساعة ، بدأت زهية بالتقيؤ الشديد المتكرر المصحوب بالآلام الحادة في المعدة ، وبدأت معنوياتها بالإنهيار مما أثر أبلغ الأثر على زوجة أبيها التي هرعت إلى الطبيب طالبة النجدة والمعونة ، فتوجه الطبيب إلى حيث ترقد زهية وحاول تهدئة روعها بإعلامها أن هذه أعراض مؤقتة وسوف تذهب بذهاب المرض بإذن الله .
توالت المصائب والآلام على زهية ، ومرت أيام ذاقت فيها مرارة انتظار الجرعات ، ولا تسل عن حالتها يوم أخذها للجرعة ، لقد كادت أن ترفض العلاج الذي هو أشد صعوبة من المرض نفسه لولا تثبيت ذويها لها والطاقم الطبي حولها.
و ما هي إلا أسابيع قليلة حتى رأت زهية هالات من السواد حول عينيها ، أرادت أن تهرب من هذه الحقيقة فوضعت شيئاً- من الزينة حول عينيها ، ارتدت أضيق ملابسها فوجدتها فضفاضة ، وقفت أمام مرآتها وأمسكت خصلة من شعرها فتساقطت بين أناملها ، وسقطت زهية منهارة تبكي إنها لا تقوى على استقبال سناء التي أصرت على زيارتها ، فأجلت زيارتها علها تزورها بعد أن يثمر العلاج الذي وصفه الأطباء بأنه فعال .
كانت كلما شعرت بالآلام في رأسها تصرخ وتمسك رأسها فيتساقط شعرها، وغدا بكثافة أشجار صحراء قاحلة بعد أن كان بكثافة أشجار الأمازون .
أخبرت زوجة أبي زهية سناء قائلة : الحقيقة يا بنيتي أن حالة زهية تتدهور بسرعة ، و حبذا لو قمت بزيارتها علها تسعد بوجودك إلى جوارها . طارت سناء من الفرح ، وحملت أجمل الهدايا وأطيب المأكولات لزميلتها زهية ، وعندما دخلت عليها تعرفت عليها بصعوبة وصافحتها ، كفكفت دموعها وقاومت انفعالاتها ، وأظهرت تماسكا أجوف أمام زهية ، حاولت مخاطبة الروح فيها قائلة :
قد يكون المرض كفارة ورفع درجات ، هنيئا لك إنك تقضين وقتك الطويل في التسبيح والذكر والاستغفار ، صوبت زهية نحوها نظرات زائفة وأشاحت بوجهها عنها وعن أصناف الأطعمة الملقاة أمامها . تأملت سناء حجاب زهية الذي تغطي به رأسها .. فرأته قذراً ملوثاً ، تماماً كما وصفت زهية الحجاب أول مرة !! ازدحمت المعاني والعبر في عقل سناء ، وأطرقت رأسها .. وهي تسمع وجيب قلبها وهي تذكر الآية الكريمة : ? وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ ? ?.
لا أدري من أطيع
عادت الفتاة الصغيرة من المدرسة ، وبعد وصولها إلى البيت لاحظت الأم أن ابنتها قد انتابها الحزن، فاستوضحت من الفتاة عن سبب ذلك الحزن . قالت الفتاة : أماه إن مدرّستي هددتني بالطرد من المدرسة بسبب هذه الملابس الطويلة التي ألبسها . الأم : ولكنها الملابس التي يريدها الله يا ابنتي . الفتاة : نعم يا أماه .. ولكن المدرّسة لا تريد . الأم : حسناً يا ابنتي ، المدرسة لا تريد ، والله يريد فمن تطيعين ؟ أتطعين الله الذي أوجدك وصورك، وأنعم عليك ؟ أم تطيعين مخلوقة لا تملك لنفسها نفعاً ولا ضراً . فقالت الفتاة : بل أطيع الله .
فقالت الأم : أحسنت يا ابنتي و أصبت .
وفي اليوم التالي .. ذهبت تلك الفتاة بالثياب الطويلة .. وعند ما رأتها معلمتها أخذت تؤنبها بقسوة ..فلم تستطيع تلك الصغيرة أن تتحمل ذلك التأنيب مصحوباً بنظرات صديقاتها إليها فما كان منها إلا أن انفجرت بالبكاء ..ثم هتفت تلك الصغيرة بكلمات كبيرة في معناها .. قليلة في عددها : والله لا أدري من أطيع ؟ أنت أم هو !. فتساءلت المدرسة : ومن هو ؟ .فقالت الفتاة : الله ، أطيعك أنت فألبس ما تريدين وأعصيه هو . أم أطيعه وأعصيك ، سأطيعه سبحانه وليكن ما يكون . يا لها من كلمات خرجت من ذلك الفم الصغير . كلمات أظهرت الولاء المطلق لله تعالى .
أكدت تلك الصغيرة الالتزام والطاعة لأوامر الله الواحد القهار . هل سكتت عنها المعلمة ؟ . لقد طلبت المعلمة استدعاء أمِ تلك الطفلة ..فماذا تريد منها ؟ وجاءت الأم . فقالت المعلمة للأم : لقد وعظتني ابنتك أعظم موعظة سمعتها في حياتي . نعم لقد اتعظت المعلمة من تلميذتها الصغيرة .
المعلمة التي درست التربية وأخذت قسطاً من العلم . المعلمة التي لم يمنعها علمها أن تأخذ " الموعظة " من صغيرة قد تكون في سن إحدى بناتها . فتحية لتلك المعلمة .وتحية لتلك الفتاة الصغيرة التي تلقت التربية الإسلامية وتمسكت بها .
وتحية للأم التي زرعت في ابنتها حب الله ورسوله . الأم التي علمت ابنتها حب الله ورسوله . فيا أيتها الأمهات المسلمات : بين أيديكن أطفالكن وهم كالعجين تستطعن تشكيلهم كيفما شئتن فأسرعن بتشكيلهم التشكيل الذي يرضى الله ورسوله . علمنهم الصلاة .علمنهم طاعة الله تعالى .علمنهم الثبات على الحق .علمنهم كل ذلك قبل وصولهم سن المراهقة . فإن فاتتهم التربية و هم في مرحلة الصغر فإنكن ستندمن أشد الندم على ضياع الأبناء عند الكبر .
وهذه الفتاة لم تكن في عصر الصحابة .. ولا التابعين .إنما في العصر الحديث .وهذا مما يدل على أننا باستطاعتنا أن نوجد أمثال تلك الفتاة . الفتاة التقية الجريئة على إظهار الحق والتي لا تخشى في الله لومة لائم فيا أختي المؤمنة …. ها هي ابنتك بين يديك .فاسقيها بماء التقوى والصلاح . وأصلحي لها بيئتها طاردة عنها الطفيليات والحشرات الضارة .
وها هي الأيام أمامك . فانظري ماذا تفعلين بالأمانة التي أودعها لديك رب السموات والأرض !! . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من أرضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس ، ومن أسخط الناس برضا ا لله كفاه الله مؤنة الناس )) . صحيح الجامع الصغير ج 5 حديث رقم 5886?.
قصة حب تبكي
قرر صاحبنا الزواج وطلب من أهله البحث عن فتاة مناسبة ذات خلق ودين ، وكما جرت العادات والتقاليد حين وجدوا إحدى قريباته وشعروا بأنها تناسبه ذهبوا لخطبتها ولم يتردد أهل البنت في الموافقة لما كان يتحلى به صاحبنا من مقومات تغرى أية أسرة بمصاهرته وسارت الأمور كما يجب وأتم الله فرحتهم ، وفي عرس جميل متواضع اجتمع الأهل والأصحاب للتهنئة .
وشيئاً فشيئاً بعد الزواج وبمرور الأيام لاحظ المحيطون بصحابنا هيامه وغرامه الجارف بزوجته وتعلقه بها ، وبالمقابل أهل البنت استغربوا عدم مفارقة ذكر زوجها للسانها . أي نعم هم يؤمنون بالحب ويعلمون أنه يزداد بالعشرة ولكن الذي لا يعلمونه أو لم يخطر لهم ببال أنهما سيتعلقان ببعضها إلى هذه الدرجة .
وبعد مرور ثلاث سنوات على زواجهما بدؤوا يواجهون الضغوط من أهاليهم في مسألة الإنجاب، لأن الآخرين ممن تزوجوا معهم في ذلك التاريخ أصبح لديهم طفل أو اثنان وهم مازالوا كما هم ، وأخذت الزوجة تلح على زوجها أن يكشفوا عند الطبيب عل وعسى أن يكون أمراً بسيطاً يتنهى بعلاج أو توجيهات طبية . وهنا وقع ما لم يكن بالحسبان ، حيث اكتشفوا أن الزوجة (عقيم)
وبدأت التلميحات من أهل صاحبنا تكثر والغمز واللمز يزداد إلى أن صارحته والدته وطلبت منه أن يتزوج بثانية ويطلق زوجته أو يبقها على ذمته بغرض الإنجاب من أخرى ، فطفح كيل صاحبنا الذي جمع أهله وقال لهم بلهجة الواثق من نفسه تظنون أن زوجتي عقيم ؟! إن العقم الحقيقي لا يتعلق بالإنجاب ، أنا أراه في المشاعر الصادقة والحب الطاهر العفيف ومن ناحيتي ولله الحمد تنجب لي زوجتي في اليوم الواحد أكثر من مائة مولود وراض بها وهي راضية فلا تعيدوا لها سيرة الموضوع التافه أبداً .
وأصبح العقم الذي كانوا يتوقعون وقوع فراقهم به ، سبباً اكتشفت به الزوجة مدى التضحية والحب الذي يكنه صاحبنا لها وبعد مرور أكثر من تسع سنوات قضاها الزوجان على أروع ما يكون من الحب والرومانسية بدأت تهاجم الزوجة أعراض مرض غريبة اضطرتهم إلى الكشف عليها بقلق في إحدى المستشفيات ، الذي حولهم إلى ( مستشفى الملك فيصل التخصصي ) وهنا زاد القلق لمعرفة الزوج وعلمه أن المحولين إلى هذا المستشفى عادةً ما يكونون مصابين بأمراض خطيرة .
وبعد تشخيص الحالة وإجراء اللازم من تحاليل وكشف طبي ، صارح الأطباء زوجها بأنها مريضة بداء عضال عدد المصابين به معدود على الأصابع في الشرق الأوسط ، وأنها لن تعيش كحد أقصى أكثر من خمس سنوات بأية حال من الأحوال والأعمار بيد الله .
ولكن الذي يزيد الألم والحسرة أن حالتها ستسوء في كل سنة أكثر من سابقتها، والأفضل إبقاؤها في المستشفى لتلقي الرعاية الطبية اللازمة إلى أن يأخذ الله أمانته . ولم يخضع الزوج لرغبة الأطباء ورفض إبقاءها لديهم وقاوم أعصابه كي لا تنهار وعزم على تجهيز شقته بالمعدات الطبية اللازمة لتهيئة الجو المناسب كي تتلقى زوجته به الرعاية فابتاع ما تجاوزت قيمته الـ ( 260000 ريال ) من أجهزة ومعدات طبية ، جهز بها شقته لتستقبل زوجته بعد الخروج من المستشفى ، وكان أغلب المبلغ المذكور قد تدينه بالإضافة إلى سلفة اقترضها من البنك .
واستقدم لزوجته ممرضة متفرغة كي تعاونه في القيام على حالتها ، وتقدم بطلب لإدارته ليأخذ أجازة من دون راتب ، ولكن مديره رفض لعلمه بمقدار الديون التي تكبدها ، فهو في أشد الحالة لكل ريال من الراتب ، فكان في أثناء دوامه يكلفه بأشياء بسيطة ما إن ينتهي منها حتى يأذن له رئيسه بالخروج ، وكان أحياناً لا يتجاوز وجوده في العمل الساعتين ويقضى باقي ساعات يومه عند زوجته يلقمها الطعام بيده ، ويضمها إلى صدره ويحكي لها القصص والروايات ليسليها وكلما تقدمت الأيام زادت الآلام ، والزوج يحاول جاهداً التخفيف عنها . وكانت قد أعطت ممرضتها صندوقاً صغيراً طلبت منها الحفاظ عليه وعدم تقديمه لأي كائن كان، إلا لزوجها إذا وافتها المني.
وفي يوم الاثنين مساءً بعد صلاة العشاء كان الجو ممطراً وصوت زخات المطر حين ترتطم بنوافذ الغرفة يرقص لها القلب فرحاً .. أخذ صاحبنا ينشد الشعر على حبيبته ويتغزل في عينيها ، فنظرت له نظرة المودع وهي مبتسمة له .. فنزلت الدمعة من عينه لإدراكه بحلول ساعة الصفر .. وشهقت بعد ابتسامتها شهقة خرجت معها روحها وكادت تأخذ من هول الموقف روح زوجها معها .
ولا أرغب في تقطيع قلبي وقلوبكم بذكر ما فعله حين توفاها الله ، ولكن بعد الصلاة عليها ودفنها بيومين جاءت الممرضة التي كانت تتابع حالة زوجته فوجدته كالخرقة البالية ، فواسته وقدمت له صندوقاً صغيراً قالت له إن زوجته طلبت منها تقديمه له بعد أن يتوفاها الله ... فماذا وجد في الصندوق ؟! زجاجة عطر فارغة ، وهي أول هدية قدمها لها بعد الزواج ... وصورة لهما في ليلة زفافهم . وكلمة ( أحبك في الله ) منقوشة على قطعة مستطيلة من الفضة وأعظم أنواع الحب هو الذي يكون في الله ورسالة قصيرة سأنقلها كما جاء نصها تقريباً مع مراعاة حذف الأسماء واستبدالها بصلة القرابة .
الرسالة : زوجي الغالي : لا تحزن على فراقي فوالله لو كتب لي عمر ثان لاخترت أن أبدأه معك ولكن أنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد. أخي فلان : كنت أتمنى أن أراك عريساً قبل وفاتي . أختي فلانة : لا تقسي على أبنائك بضربهم فهم أحباب الله ولا يحس بالنعمة غير فاقدها . عمتي فلانة ( أم زوجها ) : أحسنت التصرف حين طلبت من ابنك أن يتزوج من غيري لأنه جدير بمن يحمل اسمه من صالح الذرية بإذن الله . كلمتي الأخيرة لك يا زوجي الحبيب أن تتزوج بعد وفاتي حيث لم يبق لك عذر ، وأرجو أن تسمى أول بناتك بأسمي ، واعلم أني سأغار من زوجتك الجديدة حتى وأنا في قبري.. النهاية .
?????
قصة ولا في الخيال
امرأة في العقد الرابع من عمرها لديها أولاد التزمت منذ ما يقارب أربعة عشر عاماً ، كانت فيها تواجه طوفاناً جارفاً ممن كانوا حولها كلهم يريدون منها أن تبتعد عن هذا الطريق ، ولكن كان الله معها وعلم صدق نبيتها فأعانها بمدد من عنده وزاد في إيمانها به في كل يوم يمر بها بفضل من الله ، فقرأت الآلاف من الكتب والمجلدات في العقيدة والرقائق والحديث والفقه لعلماء كثر منهم ابن تيمية وابن القيم الجوزية ومحمد بن عبد الوهاب وابن حجر العسقلاني وعبد الرحمن الدوسري وسيد قطب وكتب كثيرة لا أقدر أن احصيها لكم وأيضاً الآلاف من الأشرطة لجمع من العلماء .
هذا بالنسبة للذي قرأته .. أما كيف تقضي وقتها فهو كالآتي : تقوم الساعة العاشرة والنصف صباحاً تصلي الضحى لمدة نصف ساعة ثم تدخل المطبخ ثم تصلي الظهر والراتبة التي قبله وبعده ثم تقرأ القرآن وهي تختم كل خمسة أيام أو سبعة ثم يأتي العصر فتصلي العصر ثم تقرأ كتب العلم وهي تنام في الليل فقط ساعتين ، وتقوم باقي الليل حتى شروق الشمس وتصلي ركعتين وتنام .وهي تصوم صيام نبينا داود عليه السلام .
أما إذا أتى رمضان فلها معه شأن آخر ، فهي تختم القرآن كل يومين في العشرين الأولى وفي العشر الواخر تختم القرآن كل يوم تقوم على قدميها من بعد صلاة العشاء حتى قبل الفجر بنصف ساعة فتتسحر وتنام وأكثر ما تنام في رمضان 4 ساعات فقط في اليوم وخاصة في العشر الأواخر .
أسألكم بالله هل توجد امرأة تعمل مثلها هذا الزمن ؟ عليكم بالإجابة .
وهذه المرأة تقوم بمساعدة الأسر الفقيرة بالطعام والملابس وبكل ما تستطيعه ، وهي أيضاً داعية ولكن بشراء الكتب والأشرطة وتوزيعها على الناس .
ولكن يا إخوتي الأهم من كل هذا أن هذه المرأة تعيش بين أناس كلهم يريدون أن يثنوها هن هذا الطريق حتى إنهم قالوا لها إنك بك سحر وأتوا لها بالقراء وكل واحد يقول لهم ليس بها شيء ولكن لم يقتنعوا أبداً . وفي مرة أخذوها بخدعة وقالوا لها سوف نذهب للعشاء عند قريب وذهبوا بها إلى مقرئ والله العظيم إنها تقول قبل ان يقرأ الرجل أمسك بها من عنقها وبمساعدة أولادها وزوجها وأخذ يضغط على عنقها حتى كادت روحها تخرج وهي تتوسل لأولادها ان يخلصوها ولكن لم يستجب أحد منهم لها، ولكنها صبرت وتحملت كل ذلك الأذى في سبيل دينها .
وضربت أيضاً وأدخلت المستشفى وأجريت لها عملية بسبب الضرب ولكنها لم تحد عن دينها مثقال ذرة بل على العكس زاد إيمانها وتمسكها بحبله المتين . وهم ما زالوا يريدون أن يثنونها عن الطريق حتى تكون مثلهم وعلى طريقتهم في اللهو واللعب والخروج إلى الأماكن المختلطة والتبرج والسفور ، وهي في صراع معهم ولا ملجأ لديها تلجأ إليه إلا الله سبحانه وتعالى .
هذه هي المحنة العظيمة التي تعيشها هذه المرأة . إخوتي : ما أردت بكتابة قصتها شهرة أبداً ولكن لشحذ هممكم ودفعكم إلى الصبر إذا كان من بينكم من هو مبتلى في دينه لأن هذه سنة الله في خلقه ولا بد من الابتلاء كما قال الله عز وجل : ? أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ، وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ? . هذه هي قصة هذه المرأة نقلتها لكم كما روتها لي : هذه امرأة تفعل كل ذلك ونحن !!.
أترك لكم الفرصة حتى يراجع كل واحد منا نفسه ويحاسبها ماذا قدمت لهذا الدين العظيم . وفي الختام أتمنى من كل واحد منكم أن يتوجه إلى الله بالدعاء لهذه المرأة بظهر الغيب حتى يفرج الله ما بها وأن يجعل لها مخرجاً من هذا البلاء الذي هي فيه ?.
?????
أكره أمي
الأم هي نبع الحب والحنان هي الأمان والسعادة والاطمئنان هي بلسم الجراح ربما تكون هي سبب اشتياقنا للدار.. لذلك من الطبيعي أن يحب الجميع أمهاتهم ولا نتعجب أبداً إذا سمعنا شخصاً يقول إني أحب أمي .. ولكن ما موقفك أخي وأختي إذا سمعت شخصاً يقول أكره أمي ، أتمنى لها الموت.. أتعتقدون أن هناك سبباً يدفع أي إنسان لأن يقول أكره أمي ؟
للأسف لقد سمعتها من زميلة لي في المرحلة الثانوية من الدراسة قالت لي إني أكره أمي تفاجئت منها وكدت أضربها ولكني صرخت في وجهها لماذا لايجوز لا تقولي هذا ، ولست أنا فقط من استنكر قولها وأنبها بل كل الفتيات اللاتي سمعنها صرخن في وجهها .. أتصدقون أنها كانت ترفض كتابة أي تعبير يكون مقرراً علينا في المنهج كتابة إذا كان متعلقاً بالأم وإذا كتبته تحت ضغط المدرسة لاتكتب فيه سوى عن قسوتهن.
وفي أحد الأيام تقربت منها وكنا أنا وهي فقط في الفصل الدراسي وسألتها عن سبب كرهها لأمها صعقتني أجابتها وندمت لما صرخت في وجهها . هي لم تتردد في إخباري عن حكايتها ومأساتها مع أمها أحسست بأنها كانت تتمنى من زمن طويل أن يسألها أحد عن معاناتها ليتسنى لها إخراج بعض من جراحها وآلامها التي كانت تعكر عليها حياتها لقد أحسست في حينها بوحدتها.
قالت لي لسبب ما طلق أبي أمي ، وكنت أنا في سن الرضاعة ولدي أخوات وإخوان أكبر مني في العمر فخرجت أمي من بيت والدي ولم ترض أن تأخذ أي ابن من أبنائها معها حتى أنا التي كنت أرضع من ثديها رفضت أخذي ، وبعد مرور فترة من خروجها من المنزل مرضت مرضاً شديداً فأخذني والدي إليها ولكنها أبت أن تحملني أو أن تستقبلني في منزلها وقالت لأبي إنها ابنتك ولا أريدها اذهب وارعها بنفسك ، فرجع أبي بي إلى المنزل وعشنا مع والدي وهو كان يهتم بجميع أمورنا حتى كبرنا لم تفكر في زيارتنا ولامرة واحدة . وتقول زميلتي أيضاً بعد زواج أختي الكبرى حملت وعند ولادتها كانت تعبة جداً تقول كانت بين الحياة والموت أرادت أن ترى أمي فاتصلنا بأمي لتأتي لرؤيتها ولكن أمي رفضت نهائياً أن تأتي , ولم تتصل حتى للسؤال عن حال أختي .
ذلك كان مختصراً لمأساة زميلتي لقد قدرت ظروفها أن أمي لا ترغب في وجودي ولا تحبني ماذا عساي أن أفعل لربما فعلت وقلت أكثر مما فعلته زميلتي .. لو أن شخصاً غريباً لا يمت لنا بصلة قرابة أبدى انزعاجه أو كرهه لنا فسوف نحس بالمهانة والحزن فما بالكم بأقرب الناس صلة بكم وهي الأم ؟
أقولها بصراحة لم أبين لزميلتي أني أعذرها على كرهها لأمها بل قلت لها مهما فعلت بك فهي أمك ويجب عليك احترامها ويجب أن تحبيها وتزوريها حتى لو كانت هي قد نسيتك .. كنت دائما أحاول أن أجعلها تعذر والدتها على تصرفاتها لسنة كاملة وأنا أحاول معها ولكن بدون جدوى فجرحها كبيراً جداً.
قصة حقيقية حدثت لفتاة مسلمة بمدينة الضباب
هذه قصة حقيقية حدثت فعلاً في لندن أحداثها تقشعر لها الأبدان ( لم أفهم قصد كاتب القصة من هذه الجملة لكنني تركتها حفاظاً على أمانة نقل القصة) إليكم التفاصيل وبدون مقدمات :
خرجت فتاة عربية (مسلمة) إلى عزيمة لأحدى صديقاتها ، وأمضت معظم الليل عندهم، ولم تدركذلك إلا عندما دقت الساعة مشيرة إلى أن الوقت قد تعدى منتصف الليل، الآن هي متأخرة عن المنزل والذي هو بعيد عن المكان الذي هي فيه.
نصحت بأن تذهب إلى بيتها بالحافلة مع أن القطار (subway) قد يكون أسرع ، وتعلمون أن لندن (مدينة الضباب) مليئة بالمجرمين والقتلة وخاصة في مثل ذلك الوقت!! وبالأخص محطات القطارات فحاولت أن تهدئ نفسها وأن تقتنع بأن ليس هناك أي خطر ، وقررت الفتاة أن تسلك طريق ا لقطار لكي تصل إلى البيت بسرعة ، وعندما نزلت إلى المحطة والتي عادة ما تكون تحت الأرض استعرضت مع نفسها الحوادث التي سمعتها وقرأتها عن جرائم القتل التي تحدث في تلك المحطات في فترات ما بعد منتصف الليل ، فما أن دخلت صالة الانتظار حتى وجدتها خالية من الناس إلا ذلك الرجل ، خافت الفتاة في البداية لأنها مع هذا الرجل وحديهما ، ولكن استجمعت قواها وحاولت أن تتذكر كل ما تحفظه من القرآن الكريم ،وظلت تمشي وتقرأ حتى مشت من خلفه وركبت القطار وذهبت إلى البيت.
وفي اليوم التالي كان الخبر الذي صدمها ، قرأت في الجريدة عن جريمة قتل لفتاة حدثت في نفس المحطة وبعد خمسة دقائق من مغادرتها إياها، وقد قبض على القاتل.
ذهبت الفتاة إلى مركز الشرطة وقالت بأنها كانت هناك قبل خمس دقائق من وقوع الجريمة ، تعرفت على القاتل . هنا طلبت الفتاة أن تسأل القاتل سؤالاً ، وبعد الإقناع قبلت الشرطة الطلب. سألت الفتاة الرجل: هل تذكرني ؟ . رد الرجل عليها : هل أعرفك؟ قالت : أنا التي كنت في المحطة قبل وقوع الحادث!! قال : نعم تذكرتك.
قالت : لِمَ لمْ تقتلني بدلا عن تلك الفتاة ؟!.
قال : كيف لي أن أقتلك , وإن قتلتك فماذا سيفعل بي الرجلان الضخمان اللذان كانا خلفك . لقد كان أولئك الرجلان ملائكة تحرس تلك الفتاة في ذلك المكان وهي تقرأ القرآن ولم ترهما , بل رآهما ذلك الرجل القاتل .. فما زال على تلك الفتاة من الله حافظ حتى وصلت إلى بيتها ,فسبحان الله العظيم وصدق الرسول الكريم حيث قال:( احفظ الله يحفظك ) يتبع إن شاء الله...
|
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52575 العمر : 72
| موضوع: رد: قصص مؤثرة للفتيات الأربعاء 14 ديسمبر 2011, 8:30 pm | |
| زينب الغزالي.. من القبعة إلى الحجاب
زينب الغزالي امرأة ينطبق عليها قول رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : (( خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا )).
فقد كانت قبل التزامها بالدين الإسلامي شعلة متوقدة، ولساناً طليقاً ينطق بغير الحق ويدافع عنه، اعتقاداً منها أنَّه الحق، ثمَّ ما لبثت أن أبصرت النور، فأعطت في الالتزام أضعاف ما أعطت في غيره، وهي إلى اليوم من أركان العمل الإسلامي النسائي في الوطن الإسلامي الكبير، فقد أسست لهذا العمل وعملت له بكلّ إخلاص وتفان، ومازالت.
نسيبة بنت كعب
وُلدت زينب محمد الغزالي الجبيلي في 2 يناير1917م بإحدى قرى محافظة البحيرة بمصر، وقد كان والدها من علماء الأزهر الشريف، فأنشأها على حبّ الخير والفضيلة، ونمَّى فيها استعدادها الفطري للقيادة والجرأة في الحق، والصدق في الحديث، والوقوف ضدّ الظلم، وكان يسمِّيها "نسيبة" تيمناً بالصحابية الجليلة نسيبة بنت كعب المازنية الأنصارية، التي اشتهرت بالشجاعة، وتُعدُّ من أبطال المعارك، وقد أبلت بلاءً حسناً يوم أُحد، وجُرحت اثني عشر جرحاً بين طعنة وضربة سيف، وكانت ممَّن ثبتوا مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم حين تراجع الناس.
عندما أراد والدها أن يُشبِّهها بهذه الصحابية الجليلة، إنَّما كان يرمي إلى تعويد ابنته الصغيرة على حبّ الجهاد، والذود عن الدين الإسلامي، وعن سيرة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وعن صحابته الكرام، فصنع لها سيفاً من الخشب وخطَّ لها دائرة على الأرض بالطباشير، وقال: قفي واضربي أعداء رسول الله، فكانت تقف في وسط الدائرة، تضرب يميناً وشمالاً، من الأمام ومن الخلف، وعندما يسألها والدها: كم قتلتِ من أعداء رسول الله وأعداء الإسلام؟ فتقول: واحداً، فيقول لها: اضربي ثانية، فتطعن الهواء وهي تقول: اثنان، ثلاثة، أربعة، وهكذا.
وفاة والدها
لم تدم طفولتها السعيدة بعد وفاة والدها وراعيها ومحفِّزها على الدفاع عن الدين وصيانته وهي في سنّ العاشرة، فأحسَّت بضياع أحلامها وآمالها، ثمّ انتقلت ووالدتها إلى القاهرة للعيش مع إخوتها الذين يدرسون ويعملون هناك. وعندما رغبت في إتمام دراستها اعترضها أخوها الأكبر محمَّد الذي قال لوالدته عندما حدثته في هذا الشأن: إنَّ زينب قد علَّمها والدها الجرأة، وعلَّمها ألاَّ تستمع إلاَّ لصوتها ولعقلها، ولذلك لا أوافق على إتمام تعليمها مادمت وليّها، ويكفي ما تعلّمته في مدارس القرية.
كان موقف محمّد أوَّل تغيير في حياتها بعد وفاة والدها، ولم تكن راضية عن هذا الموقف، وكانت والدتها تقول لها: عليك بإطاعة أوامره لأنَّه في مكان والدك.
في وسط هذه الحيرة المبكِّرة ساعدها أخوها علي، وهو الأخ الثاني، على الاستمرار على موقفها، وكانت قناعاته تتمثَّل في أنَّ تعليمها يقوِّم أفكارها، ويصوِّب رؤيتها للأشياء والناس، واقتنى لها العديد من الكُتب التي ملأت حياتها وآنستها في وحدتها، أهمها كتاب لعائشة التيمورية عن المرأة حفظت أكثر مقاطعه.
لم تكتف بالكتب والقراءة الحرّة، فخرجت ذات يوم من منزلها بحي شبرا وعمرها آنذاك اثنا عشر عاماً، وراحت تتجوَّل في الشوارع، فوقعت عيناها على مدرسة خاصة بالبنات، فطرقت بابها، وعندما سألها البوَّاب عن غرضها، قالت له: جئت لمقابلة مدير المدرسة. فسألها: لماذا؟ فقالت وهي واثقة من نفسها: أنا السيدة زينب الغزالي الشهيرة بنسيبة بنت كعب المازنية، ولديّ موعد معه. فأدخلها البوَّاب وهو يتعجَّب من طريقة هذه الفتاة الصغيرة.
دخلت مكتب المدير وبادرته قائلة في طريقة آلية: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا السيدة زينب الغزالي ولقبي نسيبة بنت كعب المازنية؛ فنظر إليها الرجل وتصوَّر أنَّ بها مسَّاً من الجن من طريقة إلقائها، ثمّ قال لها: ماذا تريدين يا سيدة زينب أو يا سيدة نسيبة؟ فقصّت عليه قصّتها وموقف شقيقها الأكبر من تعليمها، وطلبت منه أن يقبلها طالبة في مدرسته، وعندما سأل عن والدها وأخيها عرفها وعرف أسرتها، وعرف جدّها تاجر الأقطان المشهور، ووالدها الأزهري المعروف. أُعجب مدير المدرسة بذكاء الفتاة وجرأتها وأجرى لها اختباراً في بعض الأسئلة، فأجابته بكلّ ثقة، فطلب منها إحضار أخيها علي الذي يؤيِّد تعليمها ليسجِّلها في المدرسة. وبعد شهرين من انتظامها في الدراسة أجرى لها اختباراً ألحقها على إثره بالفصل التالي، ثمّ انتقلت بعده إلى الصف الأول الثانوي.
الاتحاد النسائي
بعد حصولها على الثانوية طالعت في إحدى الصحف أنَّ الاتحاد النسائي الذي ترأسه هدى شعراوي ينظِّم بعثة إلى فرنسا، تتكوَّن من ثلاث طالبات، الأولى في زينة المرأة، والثانية في تربية الأطفال، والثالثة في الحقوق للدفاع عن حقوق المرأة. ذهبت من فورها إلى مقر الاتحاد النسائي والتقت هدى شعراوي، وقصَّت عليها قصّتها مع أبيها وأخيها المتعنِّت، فأظهرت هدى شعراوي الألم والرثاء لحالها، ثمَّ سجلتها ضمن الطالبات الثلاث على الفور وراحت تقدِّمها لروّاد الجمعية وتتحدَّث عنها أمامهن، وتدعوها للترحيب بهن، وكانت تطلب منها أن تخطب فيهن، فكانت تفعل، فهي خطيبة مفوَّهة، تلقّت فنون الإلقاء والخطابة عن والدها رحمه الله.
بعد ما تحدَّد موعد سفر أعضاء البعثة في غضون شهر من إعلانها رأت زينب والدها في منامها وهو يطلب منها عدم السفر إلى فرنسا ويقول لها: إنَّ الله سيعوِّضك في مصر خيراً ممَّا ستجنيه من البعثة، فقالت له: كيف؟ قال: سترين، ولكن لا تسافري لأنَّني لست راضياً عن سفرك. فوجئت هدى شعراوي بهذا القرار فقامت واحتضنت زينب وهي تبكي وتضغط على يديها وتقول: لماذا يازينب؟ لماذا يازينب؟.. أنت أمل من آمالي، وحلم من أحلامي، فقصَّت عليها قصَّة الرؤية فقالت: من الأحلام ما يتحقق ومنها ما لا يتحقق، لا تضيِّعي الفرصة من يديك. فقالت لها زينب الغزالي: ما دام والدي قد أمرني فلن أخالف أمره. ثمَّ راحت تعمل من خلال الاتحاد النسائي الذي كانت إحدي عضوات مجلس إدارته البارزات، برغم اعتراض بعض العضوات على أسلوبها الذي لا يخلو من النبرة الإسلامية، لكن هدى شعراوي تمسَّكت بها وكانت تعدَّها لتكون خليفتها، وترى فيها ما يمثِّل شيئاً ما بالنسبة لأحلامها وآمالها!.
معركة مع الأزهريين
خاضت زينب الغزالي حروباً كثيرة ضد الأزهر الذي كان يكافح الاتحاد النسائي ويخشى من قناعات زينب بهدى شعراوي ومشروعها من منطلق إسلامي، وهو ما يمثِّل فخاً لكثير من الفتيات، فكان الأزهر الشريف أوَّل مؤسسة تنبَّهت لهذا الأمر ووقعت في تصادم حاد وعنيف مع الاتحاد النسائي، وأقام نتيجة لذلك العديد من اللقاءات والمنتديات الثقافية في بعض الكليات والمعاهد الأزهرية، ودعا فيها الاتحاد النسائي للمناظرة، فكان أن انتدبت هدى شعراوي ثلاث فتيات لتمثيل الاتحاد في هذه المنتديات هنَّ: زينب الغزالي، سيزا نبراوي، حواء إدريس ابنة خال هدى شعراوي.
وفي أحد هذه اللقاءات تحدَّث بعض شيوخ الأزهر عن دعوة هدى شعراوي، وراحوا يؤكدون أنَّها تريد الخروج بالمرأة المسلمة من محيط التعاليم الشرعية، فوقفت لهم زينب بالمرصاد مدافعة ومؤكدة أنَّ هدى شعراوي تريد الارتقاء بالمرأة المسلمة، وتنمية عقلها وفهمها، ورؤاها، والسعي من أجل الحصول على حقوقها.. إلى آخر هذه الشعارات الرنَّانة الزائفة، التي كانت تؤديها بكلّ صدق وإخلاص وانبهار حقيقي من وجهة نظرها آنذاك!
وقد حدث ذات يوم أنَّها تصدَّت لعشرة من مشايخ الأزهر، فهاجمتهم وانتصرت لأفكار هدى شعراوي، فما كان منهم إلا أن طلبوا من الشيخ عبد ربه مفتاح رئيس قسم الوعظ والإرشاد بالأزهر منعها عن الوعظ ، لكنّ الرجل كان ذا عقل راجح وعلم غزير، فقال لهم: لقد واجَهَتْ عشرة من علماء الأزهر ولم يستطيعوا إقناعها، ونحن إذا أوقفناها عن الوعظ أنبأ هذا عن فساد رأينا وصدق ما تدّعيه، لذلك أرى مواجهتها. فقال أحد العلماء واسمه الشيخ محمّد النجّار: أنا لها !
وحينما ذهبت في اليوم التالي بصحبة رفيقتيها سيزا وحواء وجلسن، جاء الشيخ وقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، والسلام عليكم أيتها الفتاة التي تناقش علماء الأزهر وتدافع عن السيدة الفاضلة هدى شعراوي وجمعيتها وأغراضها.
فوفقت زينب الغزالي وقالت له: بداية أنا زينب الغزالي الجبيلي، فعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. ثمَّ بدأت تحاضر في الفتيات، فشدَّت انتباه الشيخ، فقال لها بعد فراغها من المحاضرة حين همَّت النساء بالخروج: هل تسمحين يا ابنتي أن أحدِّثك دقائق في مجال الدعوة الإسلامية؟
فقالت له: سمعاً وطاعة.. تفضَّل. جلس الشيخ ثمَّ رفع يديه إلى السماء، ودعا الله عزّ وجل قائلاً: اللهم إنِّي أسألك بأسمائك الحسنى، وبكتابك الذي أنزلت وبسنّة نبيِّك الذي أرسلت، أن تجعلها للإسلام، إنَّك على كلّ شئ قدير، أسألك بالقرآن أن تجعلها للإسلام، وصلِّ اللهم على سيدنا محمّد.
ثمَّ دمعت عيناه فتأثرت زينب بهذا الموقف ودمعت هي الأخرى وحاولت إخفاء دموعها عن الشيخ ثمَّ سألته: لماذا تعتقد أنَّني لست مع الله، وأنا أصلّي وأصوم وأقرأ القرآن وسأحجّ بيت الله حين تيسّر أموري بمشيئته، كما أتمني أن أستشهد في سبيل الله. فقال الشيخ النجَّار: أحسبك كذلك ، واستمرّ في دعائه ثمَّ قال لها: هل تعودين إلى هدى شعراوي بعد خروجك من هنا أم ستبقين مع الله ورسوله؟ فقالت: وأنا مع هدى شعراوي أعتبر نفسي مع الله ورسوله. فقال لها: هل تعاهديني على نصرة الحق؟ فعاهدته، واستمرّت علاقتها بالشيخ النجَّار الذي أوضح لها أموراً كثيرة في الدين كانت تجهلها، وكان لها رأي مخالف فيها قبل معرفتها بالشيخ، وتفتَّحت عيونها على قضايا كثيرة لم تكن تعلمها من قبل.
الحجاب الحجاب
وفي أحد الأيام دخلت مطبخ أسرتها لمتابعة الطبّاخ أثناء إعداد الغداء، فانفجر موقد الغاز فيها، وقد طالت النار وجهها وكلّ جسدها، وحينما حضر الطبيب وقام بالإسعافات اللازمة، طلب منها عدم الحركة، والنوم في السرير، وأخبر أخوتها بضرورة سفرها إلى الخارج للعلاج، لكّنها اعترضت على السفر وتعرية جسدها أمام الأغراب، فكان الطبيب يأتي كلّ يوم لعلاج الجروح والحروق، لكنّ حالتها كانت تسوء كلّ يوم، وفقد الطبيب والأسرة الأمل في شفائها، وقال لأخيها: إنَّها ستموت ولن تخرج من محنتها هذه.
فاتصل أخوها بأهلهم في القرية وأخبرهم بقول الطبيب، وعمَّ الحزن المنزل دون إخبارها بما قاله الطبيب، لكنّها سمعت صوت أخيها وهو يتحدَّث في الهاتف، برغم حرصه الشديد على عدم سماعها المحادثة، فكانت تتيمّم وتجتهد في العبادة استعداداً للموت، وقد دعت الله سبحانه وتعالى قائلة: ( ياربّ إذا كان ما وقع لي عقاباً لانضمامي لجماعة هدى شعراوي، فإنّني قررت الاستقامة لوجهك الكريم، وإن كان غضبك عليَّ لأنني ارتديت القبعة، فسأنزعها وسأرتدي حجابي، وإنِّي أعاهدك وأبايعك ياربي إذا عاد جسمي كما كان عليه، سأقدِّم استقالتي من الاتحاد النسائي وأؤسس جماعة للسيدات المسلمات لنشر الدعوة الإسلامية ونعمل على عودة المرأة المسلمة إلى ما كانت عليه صحابيات رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وأدعو لعودة الخلافة الإسلامية، وأعمل من أجلها وأجاهد في سبيل الله ما استطعت).
سبحان الله.. ما أروع الإخلاص في الدعاء، وصدق التوبة والأوبة إلى الله تعالى، والتيقُّن من قدرته سبحانه على ما يشاء. لم تكن زينب تتوقع استجابة دعائها بمثل هذه السرعة التي وصفتها بأنَّها كانت نتيجة مذهلة لا يمكن معها لقدرتنا العقلية المحدودة أن تعي المقدرة الإلهية التي تحوِّل الأشياء إلى نقائضها، فبمجرَّد أن جاء الطبيب في موعده المعتاد، ورفع اللفائف حتي ذُهل وذُهلت وذُهل جميع الحاضرين .
وقد سألها الطبيب من فرط دهشته: من أنت؟؟! فرح جميع من بالبيت بشفائها وتوجّهوا إلى الله يلهجون بالشكر والحمد. وقد رفض الطبيب تقاضي أية أتعاب بعد ما رأي بأمّ عينيه هذا التحوُّل المفاجئ، وراح يردد: سبحان الله.. سبحان الله، إنَّ الله على كلّ شئ قدير.
استقالتها
عندما تعافت زينب وعاد جسدها كما كان قبل الحرق، أوَّل شئ فعلته كتبت خطاباً لهدى شعراوي، أعلنت فيه استقالتها من الاتحاد النسائي، ثمَّ تخلَّت عن جميع ملابسها الموجودة، وطلبت من أخيها جلباباً فضفاضاً، وخماراً وضعته على رأسها بدلاً من القبعة.
ورُبَّ ضارة نافعة، فقد كان في احتراقها كلّ الخير، وقد تحوَّلت هذا التحوُّل الكبير وغيَّرت أفكارها واتجهت بها إلى نصرة الدين الإسلامي والالتزام بالحجاب الإسلامي.
تلقَّى علماء الأزهر ـ خصوصاً الشيخ النجَّار ـ نبأ تحوُّلها بالبشر والفرح، ثمَّ توالت أنشطة زينب الغزالي من يومها، وقد بدأتها عام 1936م حين أسّست "جمعية السيدات المسلمات" تدعو إلى الله على بصيرة، وكانت محضناً خصباً ترعرعت فيه الكثيرات من الكوادر النسائية الإسلامية اللائي عملن للدعوة منذ نعومة أظفارهن دون مرورهن بالدهاليز التي سلكتها المربية الفاضلة زينب الغزالي بحثاً عن كوّة النور، التي هديت إليها بعد معاناة وإخلاص وجدّ في البحث، ثمَّ أهدت عصارة تجاربها للقادمات من بعدها، تحذِّرهن من الانخداع بمعسول الكلام وبريق الشعارات التي خاضت فيها يوماً وقد أنجاها الله بعد ما كادت تهلك!
كانت زينب الغزالي علامة بارزة من علامات فضح هذه الدعاوى الباطلة، وكانت بذرة صالحة وُلدت مع دعوة خبيثة رضعت لبانها فلم تستسغه وانقلبت عليه سالكة طريق الحقّ تكافح هذه الدعوة وتلاحقها، حتى شحب عودها واصفرّ لونها.
تحوَّلت زينب حينما ذاقت حلاوة الإيمان، بعد ما جرَّبت علقم الشعارات الرنَّانة، وبعد ما تأكدت من سعة الإسلام الصالح لكلّ زمان ومكان، وتأكَّدت من ضيق هذه الأباطيل وعجزها عن استيعاب الذين ما زالوا يروِّجون لها، ويدافعون عنها، وينفخون فيها لإحيائها، بعد ما انكشفت حقيقتها، وخبت نارها، ووهنت وشاخت أمام شرعة الإسلام المتدفقة بالحيوية والصلاحية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
كانت هذه هي رحلة زينب الغزالي ـ الشاقة والمضنية ـ من القبعة إلى الحجاب، استدبرتها لتستقبل مرحلة أخرى أكثر معاناة، ويا لها من معاناة يزيل لفح هجيرها نسمة من نسمات المسلمات بقيادة زينب الغزالي، انهالت عليها الابتلاءات بالتضييق في الرزق تارة، وبالمعتقلات والملاحقة تارة أخرى، فكانت تستقبل هذه المحن بروح عالية مدركة أنَّ ذلك من سنن الدعوات الصالحة، من أجل تنقيتها من خبثها، فثبتت ـ يغفر الله لها ـ في وجه المحن جميعها، ثمَّ عادت بعد سنوات طويلة من الظلم والهوان حاملة دينها بين يديها، وقد أودعته قلبها حتى تسلّل إلى جميع خلاياها، ينهل منه ومن سيرتها العطرة محبُّوها من كلّ مكان إلى يومنا هذا. فاللهمّ اجزها خير الجزاء وتقبَّل عملها خالصاً لوجهك الكريم ?.
?????
" مريم جميلة " من ضيق اليهودية إلى سعة الإسلام
يالله.. ما أروع الهداية وإبصار النور والحق بعد الضلال.. ما أروع أن يجد المرء نفسه محاطاً بهالات ودفقات إيمانية تنعش نفسه وروحه، وتنتشر في جنباتهما بعد طول ظمأ وإقفار وإعياء ? إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ? .
تلكُم "مريم جميلة" ذاك النموذج الفريد للمرأة التي بحثت عن الحقيقة وصبرت وثابرت حتى عرفت الطريق إلى الله، وعلمت أنّ حياة المرء إمَّا له وإمَّا عليه، فاضطلعت بدورها في الحياة، امرأة مسلمة تدعو إلى الله، وتقاوم شريعة المبطلين ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً.
" مارجريت ماركوس "
وُلدت "مارجريت ماركوس" ـ مريم جميلة ـ في نيويورك عام 1934م لأبوين يهوديين، وتلقَّت تعليمها الأولي في ضاحية "ويستشير" الأكثر ازدحاماً، كان سلوكها ونمط تفكيرها ينبئ منذ البداية بزلزال سيغيِّر حياتها ليخرجها من الظلمات إلى النور، ويجذبها بعيداً عن مستنقع اليهودية، لتنعم هناك على مرفأ الإسلام، فقد انكبت على الكتب، وهي ما زالت صبية طريّة العود، وكانت تكره السينما والرقص وموسيقا البوب، ولم تضرب قط موعداً لمقابلة صديق، ولم تعرف طريقها إلى الحفلات المختلطة واللقاءات الغرامية!
تقول مريم: ( نمت لديَّ الرغبة منذ العاشرة في قراءة كلّ الكتب التي تتحدَّث عن العرب، فأدركت أنَّ العرب لم يجعلوا الإسلام عظيماً، لكن الإسلام هو الذي حوَّلهم من قبائل في صحراء قاحلة إلى سادة العالم ) .
بعد نجاحها في الثانوية في صيف 1952م التحقت بقسم الدراسات الأدبية بجامعة نيويورك، ولكنها مرضت في العام التالي واضطرت لوقف دراستها لمدة عامين عكفت خلالها على دراسة الإسلام، وبعد ما عادت للدراسة وهي محمَّلة بتساؤلات كثيرة وحنين إلى العرب، التقت شابة يهودية كانت عقدت عزمها على الدخول في الإسلام، وكانت مثلها تحبّ العرب حباً عاطفياً، فعرَّفتها على كثير من أصدقائها العرب المسلمين في نيويورك، وكانتا تحضران الدروس التي يلقيها الحاخام اليهودي، والتي كان موضوعها "اليهودية في الإسلام" وكان الحاخام يحاول أن يثبت لطلبته تحت شعار "مقارنة الأديان" أنَّ كلّ صالح في الإسلام مأخوذ مباشرة من العهد القديم (التلمود) وهو التفسير اليهودي للتوراة. وكان الكتاب المقرَّر الذي ألَّفه الحاخام به بعض الآيات من القرآن الكريم، ليتبع أصول كلّ آية من مصادرها اليهودية المزعومة.
زيف وتناقض
بالإضافة إلى هذا كانت الصهيونية تبثُّ أفكارها بكلّ حرية عن طريق الدعايات في الأفلام والمطويات الملوّنة التي كانت تدعو إلى الدولة الصهيونية وترحِّب بها. لكن الأمر كان بالنسبة لها مختلفاً، فقد رسخت هذه الأفعال في ذهنها تفوُّق الإسلام على اليهودية، إذ إنَّ الصهيونية حافظت دائماً على طبيعتها القبلية الضيقة، وفي كتبهم التي تدوِّن تاريخ اليهود أنّ إلههم قبلي خاص بهم!!
ومن المفارقات العجيبة أنَّ رئيس وزراء إسرائيل السابق "بن جوريون" كان لا يؤمن بإله معلوم له من الصفات الذاتية ما يجعله فوق الطبيعة، ولا يدخل معابد اليهود ولا يعمل بالشريعة اليهودية، ولا يراعي العادات والتقاليد، ومع هذا فإنَّه معتبر لدى الثقات عند اليهود التقليديين الذين يعتبرونه أحد كبار اليهود في العصر الحاضر، كما أنَّ معظم زعماء اليهود يعتقدون أنَّ الله وكيل للعقارات، يهبهم الأرض ويخصهم بها دون غيرهم!!
كلّ هذه المتناقضات جعلتها تكتشف زيف اليهود سريعاً، واكتشفت أيضاً حقد العلماء اليهود على المسلمين وعلى الرسول صلّى الله عليه وسلّم؛ لذا كانت الهوة تتسع مع مرور الوقت، ويزداد النفور كلما اقتربت وتعمَّقت في أفكارهم.
قرأت مريم ترجمة لمعاني القرآن الكريم بالإنجليزية للأستاذ "محمد بيكتول"، فوقع في قلبها أنَّ هذا كتاب سماوي من لدن حكيم خبير لم يفرِّط في الكتاب من شيء، وأصبحت تتردد بشكل يومي على مكتبة نيويورك العامة، تنهل العلم من أربعة مجلدات مترجمة لـ "مشكاة المصابيح" وجدت فيها الإجابات الشافية المقنعة لكلّ الأمور المهمة في الحياة، فزاد شعورها بضحالة التفكير السائد في مجتمعها، الذي يعتبر الحياة الآخرة وما يتعلَّق بها من حساب وثواب وعقاب ضرباً من الموروثات البالية، وازداد اقتناعها بخطر الاستسلام لشهوات النفس، والانغماس في الملذات الذي لا يؤدي إلاّ إلى البؤس وسوء السبيل.
الله أكبر ..ولدت مريم !
وفي يومٍ من أيام عام 1961م حسمت "مارجريت" أمرها واتخذت قرارها، فتوجهت إلى مقر البعثة الإسلامية في "بروكلين" بنيويورك، وأعلنت إسلامها على يد الداعية "داود فيصل"، وأصبح اسمها "مريم جميلة". في العام التالي هاجرت مريم إلى باكستان بدعوة من الشيخ أبي الأعلى المودودي، ثمَّ تزوجت الداعية الإسلامي "محمد يوسف خان" وأنجبت منه أربعة أطفال.
قالت مريم بعد أن سكنت نفسها واطمأنت روحها ببرد الحقيقة العذبة:
( رغم أنّ باكستان شأنها شأن أيّ بلد مسلم آخر، تزداد باستمرار تلوثاً بقاذورات أوربا وأمريكا الكريهة، إلا أنَّها تجعل من الممكن للمرء أن يعيش حياة متفقة مع تعاليم الإسلام. أعترف أنّني أحياناً أفشل في جعل حياتي اليومية تتفق تماماً مع تعاليم الإسلام، ولكني أعترف بالخطأ بمجرّد ارتكابي له، وأحاول قدر استطاعتي تصحيحه).
تفاعلت جميلة مع أحداث العالم الإسلامي وتياراته الفكرية، فقالت في رسالة موجهة إلى عموم المسلمين: ( اتبعوا هدى القرآن والسنة، ليس كمجموعة من الشعائر فقط، بل كمرشد عملي للسلوك في حياتنا اليومية الخاصة والعامة، اتركوا جانباً الخلافات.. لا تضيِّعوا وقتكم الثمين في الأشياء غير المجدية، وبمشيئة الله سيتوِّج المولى حياتكم بالفلاح العظيم في الحياة الدنيا، وبالفوز الأعظم في الآخرة ).
ولم تنسَ مريم موطنها الأصلـي، فقد بعثت برسالـة إلى والديها في مارس 1983م تقول فيها: ( لا بدّ أن تعرفا أنَّ المجتمع الذي نشأنا وعشنا فيه كلّ حياتنا يشهد حالة من التفسخ السريع، وهو الآن على شفا الانهيار. إنَّ أمريكا الآن تكرار لروما القديمة في المراحل الأخيرة من انهيارها، والأمر نفسه يصدق على أوربا وأيّ مكان تغلب عليه الثقافة الغربية. لقد فشلت العلمانية والمادية أن تكونا أساساً لنظام اجتماعي ناجح )?.
?????
نهاية الغش
هذه قصة طالبة غشت في الاختبار ترويها للعبرة فتقول :
( درست الجامعة وأنا أبلغ من العمر تسعة عشر عاماً ، وتعرفت على إحدى الطالبات الموسرات مادياً بينما الرجل الذي تزوجته كان طالباً في الجامعة وليس لنا مورد رزق سوى المكافأة الشهرية فبهرت بمستوى هذه الزميلة الاجتماعي وهي تروي لي أنها تتسوق بعشرات الآلاف من ا لريالات وفي نهاية الأسبوع الدراسي تسافر الي الدول العربية الشقيقة أو إلي دول أوروبا لتروح عن نفسها لذلك هي لا تجد الوقت الكافي للاستذكار وكنت مبهورة بها وبملابسها ولم أفكر يوماً في أخلاقها أو دينها ، ودخلنا امتحان أحد المواد العملية ورجتني أن أساعدها في الامتحان مصورة لي أن الغش هو مساعدة وبغفلة مني عن تعاليم ديني الحنيف مع جهلي بنقطة هامة هي أن التغشيش في الامتحان ليس محرماً بل شيء محمود لأنه مساعدة وإنني أيضاً أؤجر على ذلك من الله ، وفعلاً ما كتبت كلمة استذكرتها مع أني في شهري الأخير من الحمل إلا وأعطيته لهذه الطفيلية تكتبه في ورقة إجابتها ، ولأني كنت أقوم بهذا علي جهل مني أكثر من أنه غفلة فأراد الله العلي العظيم أن أتعلم درساً أعلم به أولادي وأحذرهم فيما وقعت فيه ..في ا ليوم الثاني قدمت امتحان المادة الثانية وكان هناك سؤال أجبت عليه ولكن كنت أريد التأكد من صحة الإجابة فسألت من كنت أعتقد بأنها صديقتي المخلصة عن طريق الإشارة إن كانت الإجابه صحيحة أم لا ، فردت علي رد نزل كالصاعقة إذ قالت : اذهبي وتأكدي من المحاضرة من الملازم بعد أن تخرجي ، فمن شدة القهر منها بكيت بصوت عالي حتى أن المراقبة ظنت بأني أبكي من شعوري بألم المخاض وكانت شديدة الفزع وهي تسألني عن رقم هاتف زوجي ليتم استدعاؤه لينقلني إلى أقرب مستشفى فرددت عليها لا ليس ألم الولادة ولكنه ألم الشعور بالقهر، فسألتني من ماذا ؟ فلم أجبها لأني كنت خجلة من الجهر بالذنب الذي ارتكبته . ومن بعد هذه التجربة تبت إلى الله من الغش أو التغشيش. وعند كل امتحان يدخلوه أولادي أذكرهم بقصتي .
?????
تجربتي مع ابنتي
تعرضت لموقف صعب ولله الحمد بتفكيري الواعي تجاوزت هذا الموقف بسهولة.. ابنتي كانت في المرحلة الابتدائية وبالتحديد في السنة الرابعة..
وكانت أيام الاختبارات مريضة جداً بالإنفلونزا الحادة.. مصاحبة لارتفاع الحرارة وكتمة في الصدر.. والأدوية تساعد على النوم وعدم القدرة على التركيز.. أيام الاختبارات كانت عصبية جداً لأنها دائماً خائرة القوى ونائمة على السرير.. وأنا أذاكر لها وهي شبه واعية وكنت أدعو الله أن يعينني على تدريسها والاستمرار بدون كلل أو تعب.. والباقي على الله .
وقبل الانتهاء من الاختبارات بثلاثة أيام.. أفاجأ بأن ابنتي راسبة في المواد السابقة, وكانت هناك قريبة لي في المدرسة نبهتني بأن المدرسات أخبروها بهذا الخبر.. شعرت بأنني لا أقدر على تحريك رجلي من هول المفاجأة.
التصرف الذي اتبعته بعد ذلك والحمد لله ساعدني كثيراً في تغير الإحساس والألم إلى الإصرار والحماس إذ قلت لنفسي لماذا أنا متفاجئة إلى هذا الحد.. أليس الدعاء يصارع القدر في السماء ويغيره أو يخفف من وقعته علينا؟ لماذا لا أحمد ربي بأنني لم أسمع بموتها مثلاً أو أنني لم أسمع بشيء يمكن أن يكون إعاقة مستديمة لها فلله الحمد والمنة فسنة تضيع ولا كل السنوات.
المهم كنت أقوم ليلاً وأدعو الله على أنه هو القادر على أن يغير ما هو واقع بالدعاء والرجاء.. وكنت أحمد الله كثيراً بأنه قادر على أن ينزل ما هو أكبر من ذلك ولكن هذا أخف من مصائب كثيرة كبيرة. المفاجأة.. بعد إتمام الاختبارات وكنت في حماسي ذاته ولم أتهاون أو أقلل من إصراري لأن الله مغير الأحوال .. ففوجئت من كلام قريبتي لي بأن ابنتي لم ترسب ولا في مادة..وإنها متفاجئة من المستوى الذي حصلت عليه الطالبة.. فسبحان الله العظيم ,الذي يغير الاحوال الى احسن حال.
?????
الزوج الغضبان
ضاقت ليلى بزوجها عادل وما عادت تصبر على كثرة غضبه ، فهو يثور عليها إذا بدر منها أي خطأ ، حتى وإن كان غير مقصود ، ويثور غاضباً إذا تأخرت ولو لحظات في إحضار مايطلبه منها ، وينفجر في الصراخ إذا حاولت تأديب أحد أولادها.
إزاء هذه الحال لم تجد ليلى بدا من التوجه إلى بيت أهلها ، تعبيراً عن احتجاجها على غضب زوجها المستمر ، وقررت ألا تعود إلى زوجها إلا بعد تعهده لها بعدم الهياج عليها .
زار عادل بيت عمه ، والتقى زوجته ، وعبر لها عن اعتذاره الشديد على ما كان يصدر منه من غضب. قالت زوجته : أقبل اعتذارك ، ولكني لن أعود إلى بيتنا إلا بعد تعهدك لي بأن تملك نفسك عند الغضب. قال لها : أعاهدك على ذلك . قالت : وإن غضبت ؟. قال : أعدك أن أعطيك مئة دينار عن كل ثورة غضب أثورها عليك. قالت : رضيت .
عادت ليلى مع زوجها وهي فرحة راضية بما حققت من نصر ، فهي رابحة في كل حال ، إن غضب عادل أعطاها المال ، وإن كتم غضبه ارتاحت واطمأنت .
مضت الأيام والسلام يسود بيتهما ، فعادل توقف عن ثورات الغضب ، وما عاد يصرخ في وجه زوجته لأي سبب ، وحين كان يثيره أمر لايرضيه فإنه يستحضر وعده لزوجته بدفع مئة دينار لها فيملك نفسه. وقد كان يصحح ما يراه من أخطاء ، وينصح زوجته وأبناءه ، ويوجههم إلى أداء الفرائض الدينية والواجبات ، ولكنه كان يقوم بهذا كله في روية وهدوء وصوت خفيض.
وفي مرة من المرات التي هاج فيها الزوج وثار استقبلت غضبه المفاجئ بفرح أدهشه في البداية ثم انتبه إلى أن غضبه هذا كلفه مئة دينار صار عليه أن يدفعها إلى زوجته.
غرقت ليلى في الضحك وهي تمد يدها إلى زوجها قائلة : هيا ..أدخل يدك وأخرج محفظتك وناولني مئة دينار. ابتسم عادل وهو يخرج محفظته ويناولها زوجته قائلا: خذي مئة دينار فهي من حقك.
صارت ليلى تعد مافي المحفظة وهي تقول لزوجها وسط ضحكها : طال انتظاري لهذا الغضب . قال عادل : لقد فرحت بغضبي لأنك كسبت بسببه مالا . وصدقيني إنك تكسبين أكثر بصبرك على غضبي قبل أن أعدك بإعطائك هذا المال .
واصل عادل كلامه : لقد كنت بصبرك تحسنين التبعل لزوجك ، وحسن تبعلك لي يعدل كل مايحصل عليه الرجل من أجور كما بشر صلى الله عليه وسلم كل زوجة مسلمة :" حسن تبعلك لزوجك يعدل هذا كله ". ولقد كنت أقدر حلمك علي وصبرك على غضبي ، كنت أقدرهما في نفسي كثيرا وأحس بالرضا الكبير عنك والنبي صلى الله عليه وسلم يبشر من رضي عنها زوجها بالجنة : (( أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة )) ?.
?????
موت صاحبة العباءة
حدثتني إحدى قريباتي نقلاً عن زميلة لها ممن تبرعن بتغسيل الأموات بهذه القصة المحزنة..لهذه المرأة الميتة.. فتقول: إننا استقبلنا ذات مرة جثة امرأة، وعندما هممنا بتغسيله وجدنا أن كف يدها اليسار ملاصق لكتفها الأيسر، فحاولنا أن نقوم بفرد يدها لكي نتمكن من تغسيلها ولكن وجدنا في ذلك صعوبة، فحاولنا مرة أخرى ولكن باءت محاولتنا بالفشل، وبعد عدة محاولات تمكنا من فردها - ولكن سبحان الله- بعد الانتهاء من تغسيلها رجعت اليد إلى مكانها السابق (فوق الكتف) فتقول أصبنا بالذهول والخوف، من ذلك المشهد الفضيع، وعلى عجل قمنا بإكمال ما تبقى من عملنا، ثم بعد ذلك أتى دور وضعها في القبر، شاهد أقاربها أن شكل الجثة غريب، فتم الاستفسار منا فأخبرناهم بما حدث، فاضطروا إلى توسيع القبر لكي يتم وضع الميتة به، وبعد دفنها, استفسرنا من أهلها عن السبب فقالوا لم تنكر عليها شيئاً سوى أنها كانت تلبس العباءة على الكتف، نعم تلبس العباءة على الكتف ?. يتبع إن شاء الله...
|
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52575 العمر : 72
| موضوع: رد: قصص مؤثرة للفتيات الأربعاء 14 ديسمبر 2011, 8:37 pm | |
| أمينة
كانت تسير مسرعة الخطى بل تكاد تقفز قفزاً وهي تتفقد ما أنتجته جميع الأقسام ، وكانت تبدي ملاحظاتها الدقيقة حول ما تراه… ولم يطمئن لها بال إلا بعد أن تابعت دقيق الأمور قبل كبيرها… وبعدها ذهبت السيدة " أمينة " إلى غرفة الإدارة ، وأخذت ورقة وقلماً وبدأت تدون ملاحظاتها الإعلانات ممتازة ، المطويات واضحة الهدف بليغة العبارات جميلة الوريقات .
الكتيبات أنيقة الأغلفة مسلسلة الأفكار .
الملفات الصحفية دقيقة مدققة .
أما الشريط المسموع فهو شريط فني الإخراج رائع الإعداد .
بقي شيء واحد تنتظره بفارغ الصبر .
إنه شريط الفيديو الذي سيعرض أثناء الحفل المعد اليوم .
قامت من مقعدها وقد رسمت ابتسامة عريضة على شفتيها .. خرجت من غرفتها وتأملت اللوحات بينابيع من الفخر والاعتزاز والزهو ، تنبعث من بين ضلوعها لتصارع ذكرياتها الأليمة والتي هجمت عليها بغتة .
إنها مهما حققت من نجاح حاضر لم تنجح يوماً في الهروب من الماضي الأليم " سامي " ذلك الجرح النازف مدى الحياة ، كان أنانياً متعجرفاً يريدها له وحده ، كان يرفض أن تخرج من بيتها لتعانق نجاح الحياة وتقدم رسالة لأمتها ومجتمعها.. لقد أصم أذنيها بمحاضراته حول دور الأم في تربية أبنائها…
وكانت تطرب أذنيه حول دور المرأة الفعال الإيجابي في المجتمع، إنها لايمكن أن تنسى لسعات حواره الأخير معها!!
أرجو أن تفهميني جيدأ أنا لا أعارض عمل المرأة إلا إذا تعارض مع مسؤوليتها الأولى. مسؤولية الكنس والطبخ والغسيل والكي و…
لا، إن دورها أسمى وأنبل من ذلك ، وإن كانت هذه الأمور تشكل جزءاً من مسؤوليتها ، فقالت ساخرة: بدأنا بالفلسفة… تفضل أفهمني دوري ياعزيزي .. فأجابها بجدية بالغة :
إنني أتساءل : كيف يمكن لإنسان أن ينشأ قوي الشخصية قويم الأخلاق ثابت المبادئ وهو لايعرف أما واحدة بل طابوراً من الأمهات ؟
أجابته بانفعال : ماذا تقصد ؟؟!
خذي مثلاً ولدنا سامر .. بالأمس كان ينادي ماما "زيزي" ، ومن قبل كان يرتمي في أحضان ماما "إيوه" ، واليوم ينام بجوار ماما " آن " وغداً لا أدري !! فأين ماما "أمينة" ؟!
فعلقت ببرود وشرود : أنت تعرف جيداً أن ماما " أمينة " رئيسة جمعية نسائية خيرية وهذا يتطلب منها الكثير ..
فأجابها : وماذا ستكسبين وستكسب الإنسانية جمعاء من هذه الجمعية إذا خرج أطفال جميع المنتسبات مثل ولدنا سامر ؟ ..
فقاطعته : سامر.. طفل وسيم ، سليم البنية ، متين الجسد ، ما شاء الله ..لا ينقصه شيء .
رفع حاجبيه وقال بأسى : هذه هي حقيقة المأساة ، التي تغمضين عينيك عنها !!
فقالت بانفعال : عن أية مأساة تتحدث ، إنك واهم بلا أدنى شك .
ألم تلاحظي بعد وتتابعي مقولاته ، سامر ضعيف التعبير لا يعرف لغته ،
فقاطعته ساخرة : لا أنتظر منه أن يصبح " سيبويه " زمانه !!
فرد بسخرية ظاهرة وحزن مكتوم : إن لم يصبح "سيبويه" ، فليكن " جاهلية " .. إنه لا يعرف لغته ، لغة القرآن ، فكيف سينهل العلم أيتها المثقفة ؟!
فأجابت ببرود : لا عليك .. عندما يكبر سيفهم .
فأكمل قائلا : أضيفي إلى ذلك تردده في اتخاد القرارات وشخصيته المهزوزة المهترئة و…
فقاطعته قائلة : وهل أصدرت أحكامك النهائية على طفل لم يبلغ الخامسة إلا حديثاً .. أين منطقك العلمي ياسامي ؟
بل هو عين المنطق ، فقد أجمع المربون على أن خمس السنوات الأولى هي أخطر فترة تربوية ، وخلالها تتشكل أسس الشخصية المستقبلية .
هذا الكلام هراء … وهو قمة الفلسفة .. يبدو أن آراءنا لم تلتق بعد .
فعلق سامي : أكاد أجزم أنها لم ولن تلتقي يوماً . وخرج من غرفته آسفاً متألماً ، بينما اتكأت هي على أريكتها ، وبدأت تداعب خصلات شعر سامر المنسدلة ، وأبحر كل منهما في قارب أحلامه الخاص .
الهوة بينهما كانت تتسع مع الأيام ، والفجوات أصبحت دهاليز مظلمة ، كل منهما ينظر إلى الحياة بطريقة مختلفة إن لم تكن متناقضة تماماً مع نظرة الآخر .
قضت ليلتها تلك مكتئبة ، شعرت أنها لا تستطيع متابعة كلام سامر واهتماماته ، فطلبت من الخادمة أن تأخذه عندها ..
وكان القدر بانتظار سامر ، فقد انقلب شاي الصباح الساخن على صفحة وجهه الوسيم ، وترك آثاراً لن تمحوها السنون .
استشاط سامي غضباً وأسفاً وألماً واغتنم تلك المناسبة ليعلن المفاصلة .
فقال بانفعال - بعد أن عاد من زيارة الطبيب - رضينا بالتشوهات التربوية فهل نرضى بالتشوهات الجسمية ؟
فقالت أمينة بهدوء مصطنع : إنه قدر الله .
فرد عليها بانفعال : أو تعلقين كل إهمال يصدر منك على مشكاة الأقدار ، هذه سذاجة وبلاهة أيضاً .
فردت عليه : لا ، لقد تجاوزت حدك ، أنا لا أرضى بهذا !
فأجابها: وأنا لا يمكن أن تستمر حياتي على هذه الصورة المقيتة ،
فقالت : إذن فلـ … ولم تكمل كلمتها ، فأكمل هو بعد أن تنفس الصعداء .
نعم … إذن فلننفصل !!
سمعت تلك الكلمة فوقعت كالصاعقة الحارقة على قلبها … أحست بصراع مرير ، إنها منذ زمن وهي تبحث عن حريتها … ولحظة حصلت عليها شعرت أنها قشة هائمة في فضاء واسع.
اضطربت خطواتها وجفت دموعها … ماتت كلماتها على شفتيها بل لقد رأت كل ما حولها ميتاً لا حياة فيه ، كادت ترجو سامي أن يتراجع ، خطر ببالها أن تقبل يديه ، لكن هل تفرش بساط تذللها له ؟ إن كبرياءها يأبى ذلك .
وخرجت من غرفة سامي لتلملم أشياءها وتعيش أيامها القادمة لنفسها .
وهاهي الآن سعيدة بحياتها ونجاحها ومشاركاتها الاجتماعية الفعالة ، كان سامي يريدها نسياً منسياً ، والآن يشار إليها بالبنان ، إنما الذي يزعجها هو ثورة الأشواق العارمة تجاه ولدها الحبيب سامر .
قاومت مشاعرها وخرجت لتشاهد مع الجمهور الشريط المرئي حول مدمني المخدرات .
ابتدأ الشريط بالتحدث عن أهم المشاكل الاجتماعية التي تسبب انهيار الشباب والفتيات فقد تبين من الدراسة أن تشرد الأطفال بسبب التفكك الأسري ، هو من أهم الأسباب .
واستطرد المتحدث قائلاً : ومما يؤسف له أن المخدرات بدأت تنتشر بين البراعم اليافعة … وإني لأكذب نفسي وأنا أخاطب واحداً من الضحايا … وإذ بصورة إحدى الضحايا تظهر .
امتقع وجه السيدة " أمينة" ودارت الدنيا بها ، أحست أنها ارتدت أثواب الذل والمهانة ، وأنها سيشار لها بالبنان .. ليس اليوم فقط بل طوال أيام العمر …
لم تستطع أن تنظر إلى وجوه الحاضرين ، ربما اعتقدت جازمة أن كل عين رأت الصغير المدمن قد تعرفت عليه … بالضبط كما عرفته هي …
نهضت وهي ترتجف ، أحست أن رأسها الشامخ لا يكاد يرتفع عن الأرض كثيراً … يبدو أنه يجب أن يلتصق بها … فقد قدمت بفكرها وجهدها وعرقها الكثير لوطنها وللإنسانية ، أجل لقد قدمت ماهو أهم من جميع أوسمة الشرف التي حصلت عليها في عدة مناسبات … لقد دارت بها الدُّنْيا ولم تنتبه إلى وسام الشرف الأخير الذي حصلت عليه من المسؤولين …
فقد تقدمت نحوها إحداهن لتسلمها الوسام ، قفالت وهي في شبه ذهول : أنا لا أستحق هذا …
قاطعتها المشرفة قائلة : هذا تواضع منك تشكرين عليه ، لكنك حققت إنجازات مذهلة أيتها السيدة الأمينة !!.
فردت بصوت خفيض ذليل : أجل … أجل ياعزيزتي ، فأنا في الحقيقة " أم سامر" ذلك الصغير المدمن ?.
?????
التمست لها عذراً
(يالها من مغرورة متعجرفة) كان هذا هو انطباعي عن جارتي في مسكني الجديد في ذلك الحي الراقي، كنت أتوقع أن تحاول التعرف عليّ والترحيب بي كجارة جديدة ولكنها لم تفعل ، حين تقابلني في المصعد أو أمام البيت تكتفي بأن تبتسم لي ابتسامة شاحبة ثم تنصرف بسرعة بل إنها أحياناً تتجاهلني كأنها لم ترني أبداً، لا باس، ومن تظن نفسها سأبادلها نفس المعاملة وأشد !
فجاة وجدتها تدق بابي وهي ترجوني بعين دامعة أن تستعمل هاتفي في مكالمة هامة فهمت كل شيء من المكالمة ومما شرحته لي بنفسها.
أخبرتني أن زوجها مريض، وأن إصابته بالمرض فاجأتها ، وأنها تتحمل وحدها مسؤولية البيت والأولاد ورعاية الزوج ومتابعة حالته الحرجة وأن هذ الحادث أحدث انقلاباً شديداً في حياتها.
شعرت بالخجل وهي تعتذر لي برقة وانكسار عن عدم تمكنها من زيارتي والترحيب بي . قلت لها: بل اعتبريني أختاً لك ولا فرق بيننا.
لو لم يحدث هذا الموقف ويكشف لي عن ظروفها الدقيقة ومشاعرها الدقيقة لظللت على تقديري الظالم لها، وأخذت ألوم نفسي فلماذا لم أبدأها بالتعارف والتحية؟، ولماذا لم ألتمس لها عذراً؟ ولماذا سبق إلى ذهني الظن السيئ ؟ مع ما في ذلك كله من مخالفة لأوامر الإسلام وهدي الحديث النبوي.
أين وصية الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالجار في أكثر من حديث ((ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه)).
((ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه)).
لقد باعدت الحياة المدنية الحديثة بيننا وجعلت كل منا يحيا وكأنه جزيرة منعزلة وسط محيط الحياة الصاخب، كل منها منكفئ على ذاته ، لا تتعدى اهتماماته حدود دائرة ضيقة جداً ممن حوله، وينظر للآخرين برؤية خاطفة مبتسرة مشوهة ناقصة، في حين لو سعى كل منا للتواصل الإنساني بمن حوله لصارت الحياة أجمل وأكثر ثراءاً فوقتها سنشعر بالفرح مضاعفاً ، وسنشعر بالحزن مخففاً ، فالمشاركة في الفرح تضاعفه واقتسام الحزن يخففه وقد قال - صلى الله عليه وسلم –
((مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر)).فإذا تواصلنا وتعاونا على البر والتقوى وتكاتفنا في مواجهة الشدائد واشتركنا في الأفراح واقتسمنا الأحزان لصارت الحياة أكثر بهجة وجمالاً وأصبحنا فعلاً كالبنيان المرصوص كما قال - صلى الله عليه وسلم – ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً )) ?.
عاهدت نفسي
أنا فتاة خليجية أبلغ من العمر 22 عاما..... كنت فتاه لاهية بأمور الدنيا وزينتها ولم أكن أبالي لما أفعل فيما مضى من عمري الذي بدا لي وكأنه مر سريعاً.. حتى قدر الله أن وصلتني رسائل دليل المهتدين على بريدي الإلكتروني ..
ويالله كيف أحيت هذه المواعظ مشاعري وأيقظتني من غفلتي حتى أخذ ضميري يؤنبني كلما تذكرت ماكنت أفعله مما لايرضي الله ..
فسألت نفسي .. هل حقق ذلك لي شيئاً من السعادة ؟... لا والله ! ولم أر في هذه المتع المادية الزائفة أي راحة أو منفعة في الدنيا .. فضلاً عن الآخرة... ولو سألتم كيف كانت حياتي قبل أن يمن الله علي بالهداية : كنت أستيقظ صباحاً .. وأستعجل في الذهاب إلى الجامعة حتى لاتفوتني المحاضرات لأكون من المتفوقات دائماً وفي بعض الأحيان أصلي الفجر ..
أما في غالب الأيام ويا للأسف فلا أصلي حتى لاتفوت عليّ المحاضرت ... ثم ماذا بعد ذلك؟ أرجع الى البيت وقد أخذ مني التعب كل مأخذ فأنام أو أدخل عالم الإنترنت فأضيّع أوقاتي فيما لايرضي الله من الأحاديث مع الشباب والفتيات في أمور الدنيا وعن آخر أغنية وما إلى ذلك ... وهكذا يطول الحديث حتى يأذن لصلاة العصر وأنا لاهية غافلة عن ذكر الله وعن الصلاة ...
وفي بعض الأحيان أذهب الى الأسواق ولا تسل عن ضياع الأوقات ... وكنت عند خروجي ألبس أفضل الملابس وأتعطر وألبس أحدث الإكسسوارات والذهب ثم أرجع الى البيت ومن ثم أنام وهكذا كانت تفوتني الصلوات كثيراً غفر الله لي ماسلف من تقصير ..
ولم يكن ذلك عن سوء نية من جانبي ولكنها الغفلة الشديدة التي تعاني منها كثير من الفتيات ... وكل هذا بسبب قلة النصح والتوجيه .. وهنا أوجه لفتة إلى أخواتنا الملتزمات أين دوركن المرجو لإنقاذ أخوات لم يحظين بمن يأخذ بأيديهن إلى طريق الهداية ...
وأذكر ذلك اليوم الذي جاءتني فيه من دليل المهتدين رسالة " أخاطب فيك إيمانك" وكذلك "رسالة إلى عابرة سبيل" وفيهما خطاب موجه إلى المرأة المسلمة وأن الإيمان والحياء شيئان متلازمان وفيهما أيضا توجيهات قيمة حول الحجاب وشروطه والتحذير مما يسمى عباءة الزينة والتي لا تمت إلى الحجاب الشرعي بصلة والتي تحتاج إلى عباءة أخرى لتسترها. وفعلاً اندمجت في قراءتها وفعلاً أحسست بشيء من الضيق في قلبي لا أعرف ما هو بالضبط ..
المهم أخذت أقرأ جميع الذي يصلني من رسائل وتأثرت كثيراً فأخذت أفكر وأسترجع في ذاكرتي ماذا كنت أفعل ...
أنبني ضميري كثيراً فقلت لنفسي هل هذه المحاضرات و هل هذا التفوق سينفعني في الآخرة ؟ .. كيف أترك الصلاة حتى لاتفوتني المحاضرات .. كيف أقضي العمر في اللهو وفي ما لا ينفع ؟.. ماذا سأستفيد ؟ ..
ماذا سيكون مصيري في الدنيا والآخره ؟ .. عذاب..!! فقررت في نفسي أن أترك ما كنت أفعله في الماضي.. فعلاً بدأت بترك الإمور الخاطئة وصرت أتجنبها وبدأت أحافظ على جميع الصلوات في وقتها ولا أتأخر عن أي صلاة حتى ولو فاتتني المحاضرات أو أي شيء آخر يلهيني عن الصلاه ...
ثم عاهدت نفسي بأن أسير في الطريق الصحيح وأن أترك متاع الدنيا وأن أنتبه إلى عمري والسنوات التي ضاعت بلا فائده ... والآن ولله الحمد أصلي جميع الصلوات وأحافظ على قراءة القرآن ... وابتعدت عن كل مايلهيني وتركت سماع الأغاني والذهاب الى الأسواق وتخليت عن عباءة الزينة إلى الحجاب الساتر كما أراده الله..لا كما يريده أصحاب الأزياء والموضة?.
?????
قصة الفتاه وهي ترقص في العرس
كان هناك عرس في أحد قصور الافراح خلال السنة الماضية فكانت هناك (مدعوة) بدأت ترقص على كل الاغاني من بداية الليل واستمرت على حالها هذا عدة ساعات وهي لابسة ملابس الرقص تقريباً حيث ما كان فستانها أو الذي نسميه فستاناً إلا قطع بسيطة تستر بعض من جسمها وقد أستمرت في رقصها حتى سقطت مغشية على الكوشة قبل أن تأتي العروسة والعريس فأخذت الحاضرات يفقنها ولكن بدون فائدة... فتقدمت إحدى زميلات هذه المدعوة الى الكوشة فقالت أنا أعرف كيف تفيق ؟؟؟ فقط زيدوا من الموسيقى والطبل حول أذنيها فهي ستنتعش و تفيق فزادوا صوت الموسيقى حولها لعدة دقائق ولكن دون جدوى .
فكشفت عليها بعض الحاضرات فوجدوها مــيــتـة!!!؟
فأسرعت الحاضرات بتغطيتها ولكن حدثت المفاجأة التي لم يكن يتوقعها أحد !!! يا للهول ؟!!
أنكشـــــــــــــــــفت الجــــــثـــــــــــة !!
حيث لم تثبت عليها العبي التي غُطت بها ، تتطاير العبي كلما حاولوا تغطيتها فترتفع من جهة وتنقلب مرة من جهة الصدر ومرة من جهة الفخذين ومرة من جهة الرأس والأرجل وهكذا.. وفي هذا الأثناء أرسلت بعض الحاضرات لدعوة زوج هذه المرأة وأخذوا يحاولوا أن يستروها بالعبي ولكن دون فائدة فكلما غطوها طارت العبي من فوقها واستمر الحال على ذلك وسط رعب الحاضرات من الموقف فحضر زوجها مسرعاً وحاول تغطية عِرضه بشماغه ويمسك طرفاه..
والمفاجئة الثانية كانت بعد الغسل , وكذلك حصل للكفن فكلما وضعوا الكفن عليها ارتفع وانكشفت فحاولوا مراراً ولكن بدون جدوى..
فسأل الحاضرون من أقاربها أحد الأخيار من الحاضرين والذي كان حاضراً عند الرجال وقت تكفينها عن هذا الامر؟ و ما العمل في ذلك ؟؟؟
فقال لهم : تدفن كما هي !!!
فهذا نصيبها وهذا ما اكتسبته من الدنيا, والعياذ بالله ..
فدفنت على حالها ((عارية)) ..
سبحان الله ارجوا من الجميع الاعتبار من مثل هذه القصة والاتقاء من شر الدنيا وزينتها اللهم انا نسألك حسن الخاتمة.
يتبع إن شاء الله...
|
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52575 العمر : 72
| موضوع: رد: قصص مؤثرة للفتيات الأربعاء 14 ديسمبر 2011, 8:57 pm | |
| الجزء الثاني
الفهرس القصة الصفحة
أقول له : كش كش.......................................................................... 3 الرسائل الإلكترونية؛ سبب توبتي....................................................... 5 ألسنة النار تأكل ثيابي...................................................................... 9 ماتت في ليلة زفافها ........................................................................ 12 قصة ريم ... قصة مبكية ومؤثرة......................................................... 14 إسلام امرأة أمريكية..قصة مؤثرة جدا ً.................................................. 21 شفاء امرأة من السرطان ..قصة عجيبة.................................................. 27 طفلة تتحدث بطريقة عجيبة................................................................ 35 اتصل على جوال ربك يجيب لي ملك الموت........................................... 40 قصة امرأة صابرة.......................................................................... 42 روب التخرج أعاد لها دينها............................................................... 44 جارتي سبب هدايتي......................................................................... 47 قصة فتاة في الابتدائية مبكية.............................................................. 52 أنا الآن معاقة ماعدا؛ يد واحدة ولسان................................................... 54 فتاة يخرج أنفها المسك عند تغسيلها...................................................... 62 عندما تسلل رجلان إلى غرفتي .......................................................... 64 شريط عن تربية الأبناء.. قصة مؤثرة للغاية............................................ 66 أصبحت الأشرطة الإسلامية جليسي في وحدتي ...................................... 73 اقرءوا هذه القصة ,فهي مؤثرة جدا ً..................................................... 75 خاتمة متبرجة .. نسأل الله العافية......................................................... 79 وفاة أخي الأكبر.. سبب توبتي ........................................................... 82 لقد غيّر ذلك المشهد حياتي..قصة مؤثرة ............................................... 85 الممثلة شهيرة ..رحلتها من الظلمات إلى النور ........................................ 91 الممثلة سهير البابلي .. رحلتها إلى الإيمان ............................................. 96 القصة الصفحة توبة الممثل محسن محي الدين وزوجته الممثلة نسرين............................. 98 توبة الفنانة هناء ثروت................................................................... 102 توبة واعتزال الممثلة هالة فؤاد.......................................................... 111 توبة الممثلة (نورا) ....................................................................... 117 توبة الممثلة هدى رمزي..................................................................120 توبة الممثلة أميرة.......................................................................... 124 توبة واعتزال الممثلة شمس البارودي.................................................. 126
أقول له : كش كش
سيدة فاضلة وداعية تروي هذه القصة فتقول:
ذهبت للمستوصف وبعد أن أخذت رقم الدخول وجلست أنتظر دوري دخلت شابة جميلة ولكنها متبرجة وملابسها غير محتشمة أخذت رقمها وجلست .. كان هناك شيء بداخلي يدعوني لتقديم نصيحة لها و بعد تردد توكلت على الله وجلست بجانبها ،سلمت عليها وأخذت أعاتبها بلطف وأبين لها ما وقعت به من مخالفات لأوامر الله فما كان منها إلا أن نهرتني بشدة لتدخلي فيما لا يعنيني فهي حرة فيما تعمل وترتدي .. كما تقول !! عدت لمكاني ، ولكن ذلك الهاتف بداخلي عاد هو أيضا .. لم لا أحدثها عن الموت هادم اللذات توجهت إليها مبتسمة وطلبت منها أن تجيبني على سؤال واحد فقط فقالت بتأفف : تفضلي . قلت: لو جاءك ملك الموت الآن ماذا ستقولين له ؟ ردت - وليتها ما ردت- فقالت بسخرية : أقول له : كش .. كش .. نزلت إجابتها كالصاعقة علي ليظهر رقمي في اللوحة .. دخلت على الدكتورة وأنا بحالة ذهول كيف لإنسان أن يتفوه بتلك الكلمات .. خرجت بعد إجراء اللازم لأرى جمهرة من النساء والممرضات يرددن " إنا لله وإنا إليه راجعون " اقتربت أكثر فماذا رأيت .. إنها تلك الشابة وقد سقطت ميتة لقد كان يومها وما ذلك الهاتف إلا لإعطائها الفرصة لتنوي التوبة ولكنها لم تستفد من هذه الفرصة.. أتى ملك الموت وما استطاعت أن تقول له شيئا .. وهذه قصة نهديها لمن غره طول الأمل .. !!
*****************
الرسائل الإلكترونية ؛سبب توبتي
عاهدت نفسي هذه قصة توبة فتاة نسوقها لكم لنبين أثر الدعوة إلى الله عن طريق البريد الإلكتروني وأن لا يستحقر أحد الكلمة الطيبة وإن قلت هذه الرسالة وصلت إلى دليل المهتدين إحدى المواقع الدعوية التي تعني بالدعوة عن طريق البريد الإلكتروني وإليكم نص القصة كما ترويها صاحبتها:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا فتاه قطريه أبلغ من العمر 22 عاما..... كنت فتاة لاهية بأمور الدنيا وزينتها ولم أكن أبالي لما أفعل فيما مضى من عمري الذي بدا لي وكأنه مر سريعا.. حتى قدر الله أن وصلتني رسائل دليل المهتدين على بريدي الإلكتروني .. ويا الله كيف أحيت هذه المواعظ مشاعري وأيقظتني من غفلتي حتى أخذ ضميري يؤنبني كلما تذكرت ما كنت أفعله مما لا يرضي الله .. فسألت نفسي : هل حقق ذلك لي شيئا من السعادة ؟... لا والله ! ولم أرَ في هذه المتع المادية الزائفة أي راحة أو منفعة في الدنيا .. فضلا ً عن الآخرة... ولو سألتم كيف كانت حياتي قبل أن يمن الله علي بالهداية : كنت أستيقظ صباحا , وأستعجل في الذهاب إلى الجامعة حتى لا تفوتني المحاضرات لأكون من المتفوقات دائما ً وفي بعض الأحيان أصلي الفجر ..
أما في غالب الأيام ويا للأسف فلا أصلي حتى لاتفوت عليّ المحاضرات ... ثم ماذا بعد ذلك؟ ... أرجع إلى البيت وقد أخذ مني التعب كل مأخذ فأنام أو أدخل عالم الإنترنت فأضيّع أوقاتي فيما لايرضي الله من الأحاديث مع الشباب والفتيات في أمور الدنيا وعن آخر أغنية ,وما إلى ذلك ... وهكذا يطول الحديث حتى يأذن لصلاة العصر, وأنا لاهية غافلة عن ذكر الله وعن الصلاة ... وفي بعض الأحيان أذهب الى الأسواق ولاتسل عن ضياع الأوقات ... وكنت عند خروجي ألبس أفضل الملابس وأتعطر وألبس أحدث الإكسسوارات والذهب ثم أرجع الى البيت ومن ثم أنام وهكذا كانت تفوتني الصلوات كثيرا ً - غفر الله لي ماسلف من تقصير - .
ولم يكن ذلك عن سوء نية من جانبي ولكنها الغفلة الشديدة التي تعاني منها كثير من الفتيات ... وكل هذا بسبب قلة النصح والتوجيه .. وهنا أوجه لفتة إلى أخواتنا الملتزمات أين دوركن المرجو لإنقاذ أخوات لم يحضين بمن يأخذ بأيديهن إلى طريق الهداية ... وأذكر ذلك اليوم الذي جاءتني فيه من دليل المهتدين رسالة "أخاطب فيك إيمانك" وكذلك "رسالة إلى عابرة سبيل" وفيهما خطاب موجه إلى المرأة المسلمة وأن الإيمان والحياء شيئان متلازمان وفيهما أيضا توجيهات قيمة حول الحجاب وشروطه والتحذير مما يسمى (عباءة الزينة) والتي لاتمت إلى الحجاب الشرعي بصلة والتي تحتاج إلى عباءة أخرى لتسترها.. وفعلا اندمجت في قراءتها وفعلا ً أحسست بشيء من الضيق في قلبي لا أعرف ماهو بالضبط ..المهم أخذت أقرأ جميع الذي يصلني من رسائل وتأثرت كثيرا فأخذت أفكر وأسترجع في ذاكرتي ماذا كنت أفعل ... أنبني ضميري كثيرا فقلت لنفسي هل هذه المحاضرات و هل هذا التفوق سينفعني في الآخرة ؟ ..
كيف أترك الصلاة حتى لاتفوتني المحاضرات .. كيف أقضي العمر في اللهو وفي ما لاينفع ؟.. ماذا سأستفيد ؟ .. ماذا سيكون مصيري في الدنيا والآخرة ؟ .. عذاب..!! فقررت في نفسي أن أترك ما كنت أفعله في الماضي.. فعلا ً بدأت بترك الأمور الخاطئة وصرت أتجنبها وبدأت أحافظ على جميع الصلوات في وقتها ولا أتأخر عن أي صلاة حتى ولو فاتتني المحاضرات أو أي شيء آخر يلهيني عن الصلاة ... ثم عاهدت نفسي بأن أسير في الطريق الصحيح وأن أترك متاع الدنيا وأن أنتبه إلى عمري والسنوات التي ضاعت بلا فائدة ... والآن ولله الحمد؛ أصلي جميع الصلوات ,وأحافظ على قراءة القرآن ... وابتعدت عن كل ما يلهيني ,وتركت سماع الأغاني, والذهاب إلى الأسواق, وتخليت عن عباءة الزينة إلى الحجاب الساتر كما أراده الله؛لاكما يريده أصحاب الأزياء والموضة... فعلا ً جزاكم الله ألف خير على هذا الرسائل الإلكترونية التي غيرت الكثير من أصحاب النفوس الضعيفة. وهذه ليس قصتي وحدي .. وإنما الكثير من الفتيات اللاتي أرسلتُ لهن هذه الرسائل فعلا تغيرن كثيرا... وجزاكم الله ألف خير .. تحياتي أختكم عائشة - قطر
ألسنة النار تأكل ثيابي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إليكم إخوتي في الله هذه الكلمات .. أكتبها والله العالم بأني أكره ذكرها .. ولكني سأكتبها لكم للعظة والعبرة.. إخوتي .. أنا لا أتكلم عن أي فتاه قريبة مني .. فهي ليست أمي ولا أختي ولا حتى صديقتي .. إنها أنا .. نعم هذه الحكاية أنا بطلتها .. وهذا الموقف حدث معي شخصيا ً .. وهي سبب رجوعي إلى الله إليكم القصة : كنت في المرحلة الإعدادية تاركة للصلاة لا تهمني ولا ألقي لها بالا ً .. كنت أصليها ولا أصليها في نفس الوقت .. فأنا أقوم بالحركات ولكني والله لا أعلم ما أقول في صلاتي.. إخوتي .. في المرحلة الإعدادية كنت أحب معلمة من المعلمات .. أحبها لدرجة أنها الشغل الشاغل لي .. إذا تكلمتُ تكلمتُ عنها . وإذا كتبت كتبت فيها .. حتى إذا نمت كانت الشخصية الرئيسية في أحلامي ... لا أطيل عليكم .. كان علينا امتحان في المادة التي تدرسني إياها تلك المعلمة .. وكنت أدرس .. فاشتهيت شيئا آكله فذهبت إلى المطبخ ... وكانت المصيبة لم انتبه إلى ألسنة النار تأكل ثيابي .. فقد كنت مشغولة بالتفكير في تلك المعلمة..
نعم احترقت .. احترق يدي وظهري وجزء من شعري .. نعم لقد ذقت نار الدنيا التي لم تترك أثرا ً ليدي .. تلك اليد التي كنت أرعاها وأحافظ على جمالها .. ها هي احترقت .. بل اختفت كليا ً .. نعم اختفت .. أنا ذقت نار الدنيا.. ووالله .. والله .. لم اقترب من الغاز من ذلك اليوم .. بل تشغيل الغاز عندي .. كأنه اختبار بل هو امتحان .. أرسب فيه كل مرة .. ولا أعتقد إنني سأنجح فيه ..
إخوتي .. لم أذكر قصتي هذه لأحصل على شفقة من أحد .. ولم أذكرها لأنني أفتخر كيف كنت سابقا ً .. بل ذكرتها للعبرة .. فيا إخوتي أنا ذقت نار الدنيا .. ووالله لم أذقها إلا ثواني معدودة .. وأنا أتعالج من هذا الحرق منذ أربع سنوات ولم انتهي بعد من العلاج فهذه الرسالة إليكم .. أكتبها ولا أرجو إلا دعوة منكم أن يسامحني ربي عن كل شي فعلته في تلك السنين المظلمة .. وأنا الآن لا أفوت أي فرض كما أنني أصلي بعض السنن أحيانا ً .. فالحمد لله على كل شي ..
اللهم لا تجعلنا من أصحاب القلوب القاسية .. اللهم أجعلنا من أصحاب اليمين .. اللهم أحشرنا من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين .. واجعل أعمالنا خالصة لوجهك .. يا أرحم الراحمين
أختكم ********
ماتت في ليلة زفافها
الليلة موعد زفافها..كل الترتيبات قد اتخذت.. الكل مهتم بها.. أمها وأخواتها وجميع أقاربها.. بعد العصر ستأتي الكوافيرة لتقوم بتزيينها.. الوقت يمضي.. لقد تأخرت الكوافيرة.. هاهي تأتى ومعها كامل عدتها.. وتبدأ عملها بهمة ونشاط والوقت يمضي سريعا ً....(بسرعة قبل أن يدركنا المغرب) وتمضي اللحظات وفجأة.. ينطلق صوتا ًمدويا ً.. إنه صوت الحق.. إنه أذان المغرب.. العروس تقول: بسرعة فوقت المغرب قصير .. الكوافيرة تقول: نحتاج لبعض الوقت, اصبري فلم يبقَ إلا القليل.. ويمضي الوقت ويكاد وقت المغرب أن ينتهي.. العروس تصر على الصلاة ...والجميع يحاول أن يثنيها عن عزمها...حيث انكِ إذا توضئتي فستهدمي كل ما عملناه في ساعات ..ولكنها تصر على موقفها .. وتأتيها الفتاوى بأنواعها فتارة ً؛ اجمعي المغرب مع العشاء, وتارة ً تيممي .. ولكنها تعقد العزم وتتوكل على الله فما عند الله خير وأبقى.. وتقوم بشموخ المسلم لتتوضأ ضاربة ًبعرض الحائط نصائح أهلها وتبدأ الوضوء (بسم الله )..حيث افسد وضوئها ماعملته الكوافيرة .. وتفرش سجادتها لتبدء الصلاة (الله اكبر ) ,نعم الله اكبر من كل شيء..نعم الله اكبر مهما كلف الامر وهاهي في التشهد الأخير من صلاتها..وهذه ليلة لقائها مع عريسها ..ها قد أنهت صلاتها وما إن سلمت على يسارها حتى أسلمت روحها إلى بارئها ورحلت طائعة ً لربها,عاصية ً لشيطانها.. اسأل الله ان تكون ُزفت الى جنانها...
قصة ريم ... قصة مبكية ومؤثرة
استقيظت مبكرة كعادتي .. بالرغم من ان اليوم هو يوم إجازتي .. صغيرتي ريم كذلك ، اعتادت على الاستيقاظ مبكرا.. كنت اجلس في مكتبي مشغولة بكتبي واوراقي. ريم: ماما ماذا تكتبين ؟ الأم: اكتب رسالة الى الله . ريم: هل تسمحين لي بقراءتها ماما ؟؟ الأم: لا حبيبتي , هذه رسائلي الخاصة ولا احب ان يقرأها احد. خرجت ريم من مكتبي وهي حزينة, لكنها اعتادت على ذلك , فرفضي لها كان باستمرار.. مر على الموضوع عدة اسابيع , ذهبت الى غرفة ريم و لأول مرة ترتبك ريم لدخولي... يا ترى لماذا هي مرتبكة؟ الأم: ريم .. ماذا تكتبين ؟ - زاد ارتباكها .. وردت: لا شيء ماما , إنها أوراقي الخاصة.. ترى ما الذي تكتبه ابنة التاسعة وتخشى ان أراه؟!! ريم: اكتب رسائل الى الله كما تفعلين.. قطعت كلامها فجأة وقالت: ولكن هل يتحقق كل ما نكتبه ماما؟ الأم: طبعا يا ابنتي فإن الله يعلم كل شيء.. لم تسمح لي بقراءة ما كتبت , فخرجت من غرفتها واتجهت الى (راشد) كي اقرأ له الجرائد كالعادة , كنت اقرأ الجريدة وذهني شارد مع صغيرتي , فلاحظ راشد شرودي .. ظن بأنه سبب حزني .. فحاول اقناعي بأن اجلب له ممرضة .. كي تخفف علي هذا العبء.. يا الهي لم ارد ان يفكر هكذا .. فحضنت رأسه وقبلت جبينه الذي طالما تعب وعرق من اجلي انا وابنته ريم.. واليوم يحسبني سأحزن من اجل ذلك.. وأوضحت له سبب حزني وشرودي... ذهبت ريم الى المدرسة, وعندما عادت كان الطبيب في البيت فهرعت لترى والدها المقعد وجلست بقربه تواسيه بمداعباتها وهمساتها الحنونة. وضح لي الطبيب سوء حالة راشد وانصرف , تناسيت ان ريم ما تزال طفلة , ودون رحمة صارحتها ان الطبيب اكد لي ان قلب والدها الكبير الذي يحمل لها كل هذا الحب بدأ يضعف كثيرا وانه لن يعيش لأكثر من ثلاث أسابيع , انهارت ريم ، وظلت تبكي وتردد: لماذا يحصل كل هذا لبابا ؟ لماذا؟ الأم : ادعي له بالشفاء يا ريم, يجب ان تتحلي بالشجاعة , ولا تنسي رحمة الله ، انه القادر على كل شيء.. فأنت ابنته الكبيرة والوحيدة. أنصتت ريم الى امها ونست حزنها , وداست على ألمها وتشجعت وقالت : لن يموت أبي . في كل صباح تقبل ريم خد والدها الدافئ , ولكنها اليوم عندما قبلته نظرت اليه بحنان وتوسل وقالت : ليتك توصلني يوما ً مثل صديقاتي . غمره حزن شديد فحاول إخفاءه وقال: إن شاء الله سيأتي يوماً وأوصلك فيه يا ريم.. وهو واثق ان اعاقته لن تكمل فرحة ابنته الصغيرة.. اوصلتُ ريم الى المدرسة , وعندما عدت الى البيت , غمرني فضول لأرى الرسائل التي تكتبها ريم الى الله , بحثت في مكتبها ولم اجد اي شئ.. وبعد بحث طويل .. لا جدوى .. ترى اين هي ؟!! ترى هل تمزقها بعد كتابتها؟ ربما يكون هنا .. لطالما احبت ريم هذا الصندوق, طلبته مني مرارا فأفرغت ما فيه واعطيتها الصندوق .. يا الهي انه يحوي رسائل كثيرة ... وكلها الى الله! * يا رب ... يا رب ... يموت كلب جارنا سعيد , لأنه يخيفني!! * يا رب ... قطتنا تلد قطط كثيرة .. لتعوضها عن قططها التي ماتت !!! * يا رب ... ينجح ابن خالتي , لأني احبه !!! * يا رب ... تكبر ازهار بيتنا بسرعة , لأقطف كل يوم زهرة واعطيها معلمتي!!! والكثير من الرسائل الاخرى وكلها بريئة... من اظرف الرسائل التي قرأتها هي التي تقول فيها : * يا رب ... يا رب ... كبر عقل خادمتنا , لأنها ارهقت امي .. يا الهي كل الرسائل مستجابة , لقد مات كلب جارنا منذ اكثر من اسبوع! , قطتنا اصبح لديها صغارا , ونجح احمد بتفوق, كبرت الازهار , ريم تاخذ كل يوم زهرة الى معلمتها ... يا الهي لماذا لم تدعوا ريم ليشفى والدها ويرتاح من عاهته ؟؟!! .. شردت كثيراً ليتها تدعوا له .. ولم يقطع هذا الشرود الا رنين الهاتف المزعج , ردت الخادمة ونادتني : سيدتي المدرسة ... * المدرسة !! ... ما بها ريم ؟؟ هل فعلت شئ؟ اخبرتني ان ريم وقعت من الدور الرابع وهي في طريقها الى منزل معلمتها الغائبة لتعطيها الزهرة .. وهي تطل من الشرفة ... وقعت الزهرة ... ووقعت ريم ... كانت الصدمة قوية جداً لم اتحملها أنا ولا راشد... ومن شدة صدمته اصابه شلل في لسانه فمن يومها لا يستطيع الكلام . * لماذا ماتت ريم ؟ لا استطيع استيعاب فكرة وفاة ابنتي الحبيبة... كنت اخدع نفسي كل يوم بالذهاب الى مدرستها كأني اوصلها , كنت افعل كل شئ صغيرتي كانت تحبه , كل زاوية في البيت تذكرني بها , اتذكر رنين ضحكاتها التي كانت تملأ علينا البيت بالحياة ... مرت سنوات على وفاتها.. وكأنه اليوم ... في صباح يوم الجمعة اتت الخادمة وهي فزعة وتقول! انها سمعت صوت صادر من غرفة ريم... يا الهي هل يعقل ريم عادت ؟؟ هذا جنون ... الأم : انت تتخيلين ... لم تطأ قدم هذه الغرفة منذ ان ماتت ريم.. اصر راشد على ان اذهب وارى ماذا هناك.. وضعت المفتاح في الباب وانقبض قلبي ... فتحت الباب فلم اتمالك نفسي .. جلست ابكي وابكي ... ورميت نفسي على سريرها , انه يهتز .. آه تذكرت قالت لي مرارا انه يهتز ويصدر صوتا عندما تتحرك , ونسيت ان اجلب النجاركي يصلحه لها ... ولكن لا فائدة الآن ... لكن ما الذي اصدر الصوت .. نعم انه صوت وقوع اللوحة التي زينت بآيات الكرسي , التي كانت تحرص ريم على قراءتها كل يوم حتى حفظتها, وحين رفعتها كي اعلقها وجدت ورقة بحجم البرواز وضعت خلفه .. يا الهي انها احدى الرسائل ..... يا ترى , ما الذي كان مكتوب في هذه الرسالة بالذات .. ولماذا وضعتها ريم خلف الآية الكريمة .. إنها احدى الرسائل التي كانت تكتبها ريم الى الله , كان مكتوب , * يا رب ... يا رب ... اموت انا ويعيش بابا ... يتبع إن شاء الله...
|
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52575 العمر : 72
| موضوع: رد: قصص مؤثرة للفتيات الأربعاء 14 ديسمبر 2011, 9:21 pm | |
| جارتي سبب هدايتي
إنّ المعاكسات التي تحدث بين الجنسين لهي من أعظم البلايا وأخطرها على الفرد والمجتمع ، وما أكثر ضحايا هذه المعاكسات من الجنسين ، وبخاصّة النساء ، ولنستمع إلى هذه التائبة لتروي لنا تجربتها المرّة مع هذه المعاكسات ..
تقول : تزوجت في سنّ مبكرة ، وكنت مخلصة لزوجي غاية الإخلاص ، حتّى كنت معه كالطفلة المدلّلة ، أفعل كلّ ما يأمرني به ، على الرغم من أنّي نشأت في أسرة ثريّة كنت فيها أُخدَم ولا أَخدِم ، كان أبي قد طلّق أمّي فتزوّجتْ بغيره ، وتزوّج هو بغيرها ، فكان من نتائج ذلك أن فقدت حنان الأمّ، كما فقدت التوجيه السليم .
كان زوجي يذهب لزيارة أهله في كل أسبوعين فيمكث يومين ، فأنتهزها فرصة للذهاب إلى بيت عمّي القريب من بيتنا ، فكنت أجد من زوجة عمّي حناناً غريباً ، وعطفاً زائداً حيث كانت تعطيني كل ما أطلب ، لكنّها لم تكن مستقيمة ، فقد كانت تذهب بي إلى الأسواق ، وإلى هنا وهناك ، وتفعل أشياء مخلّة بالأدب لا ترضي الله تعالى ، فسرت على نهجها ، والصاحب ساحب كما يقولون ، ومن تلك اللحظات تغيّرت الفتاة الوديعة الغافلة إلى فتاة مستهترة متمّردة على كل من حولها ، كانت زوجة عمّي – هداها الله – دائماً تغريني بأنّ خروج المرأة من بيتها حريّة ، ورفع صوتها للحصول على مطالبها أفضل وسيلة ، فصرت أستهزئ بكل من يذكّرني بالله أو يدعوني إليه ..
ألهو كما أشاء ، وألعب كما أحبّ على الرغم من أنّي زوجة ، ولي أولاد ، لكنّي لم أكن أبالي ، ولم يقف الأمر عند هذا ، بل رحت أجمع حولي صديقات سيئات الأخلاق ، كن دائماً يدعونني إلى الحفلات والأفراح ، والخروج إلى الأسواق بلا سبب يُذكر ، وبما أنّي كنت أكثرهن ذكاء وجمالاً وتمرّداً ، وأقلهن حياءً ، كنت أنا الزعيمة .
وأدهى من ذلك أنّني كنت أعتقد في السحر، وأستعين بالمشعوذين مع خطورة ذلك على العقيدة.
وفي يوم من الأيام جاءتني امرأة من نساء الجيران ، ولم أكن أهتمّ بمن يسكن حولي ، ولا أحبّ الاختلاط بهم ، ولكنّ هذه المرأة تعلّقت بي ، وأصّرت على زيارتي ، وبما أنّها كانت صالحة وملتزمة فقد كرهت الجلوس معها ، وكنت دائماً أحاول الهروب منها ، لكنّها كانت لا تيأس ، وتقول لي : لقد صلّيت صلاة الاستخارة. هل أنزل عندك مرّة أخرى أم لا ، فيقدّر الله لي النزول ورؤيتك .
ومرّت الأيام – حوالي الشهرين – مرّة تكلّمني ، ومرّات لا تستطيع أن تقابلني ، وكانت تذهب كلّ يوم بعد العصر لتعلّم النساء القرآن في المسجد المجاور لنا ، وكلّما رآها زوجي دعا الله أن أكون مثلها ، وكانت هي تدعوني إلى الذهاب معها إلى المسجد ، ولكنّي كنت أعتذر بأعذار واهية ، حتى لا أذهب ، وكانت دائماً تقول لي : إنّي – والله – أقوم من الليل أصلي ، فأدعو الله لكِ بالهداية ، وعند ما أتقلّب في فراشي أذكرك فأدعو الله لكِ ، وذلك لما تفرّسَتْه فيّ من الذكاء ، وقوّة الحجّة ، وفصاحة اللسان ، والقدرة على جذب الناس حولي .
وجاء يوم ذَهَبَتْ فيه خادمتي إلى بلدها ، وكنت بانتظار مجيء أخرى ، فجاءتني جارتي وأنا منشغلة ببعض أعمال البيت ، فاقترحت عليّ الاستغناء عن الخادمة ، وكان موعد قدومها عصر ذلك اليوم ، فقدر الله عزّ وجل أن يتأخّر قدومها أسبوعاً كاملاً ، فكانت جارتي تأتيني فتجدني في البيت ، فتساعدني في بعض الأعمال ، وتُسرّ بي سروراً كبيراً ، وكنت أنا في الوقت نفسه قد أحببتها، ورأيتها امرأة مرحة، لا كما كنت أتصوّر ، فإنّ زوجي من الملتزمين ، ولكنّه كان دائماً عابس الوجه ، مقطّب الجبين ، فكنت أظن أنّ ذلك هو دأب الملتزمين جميعاً ، حتّى رأيت هذه المرأة وعاشرتها ، فتغيّرت الصورة التي كانت في ذهني عن الملتزمين .
وبعد ذلك بأيام توفيت قريبة لي ، فذهبت للعزاء ، فإذا امرأة كانت تتكلّم عن الموت ، وما يجري للإنسان عند موته بدءاً من سكرات الموت وخروج الروح ، ومروراً بالقبر وما فيه من الأهوال والسؤال ، وانتهاءً بدخول الجنّة أو النار .. عندها توقفت مع نفسي قائلة ..
إلى متى الغفلة ، والموت يطلبنا في كل وقت وفي كل مكان ، وفكّرت .. وفكرت ، فكانت هذه هي البداية ، وفي صباح اليوم التالي وجدت نفسي وحيدة ولأول مرة أحس بالخوف ..
فقد تذكرت وحدة القبر وظلمته ووحشته ، فكنت ألجأ إلى جارتي المخلصة لتسليني ، فكانت تجيء إليّ بالكتب الوعظية النافعة ، فكنت عندما أقرأها أحسّ وكأنّني أنا المخاطبة بما فيها ، خاصّة فيما يتعلّق بمحاسبة النفس ، وظللت أقرأ وأقرأ حتّى شرح الله صدري للهدى والحقّ ، وذقت طعم الإيمان ، عندها أحسست بالسعادة الحقيقيّة التي كنت أفتقدها من قبل ، وتغيّرت نظرتي للحياة ، فلم أعد تلك الإنسانة اللاهية العابثة المستهترة ، وابتعدت عن رفيقات السوء ، وكرهت الأسواق ، بل كرهت الخروج من المنزل إلا لحاجة أو ضرورة ماسّة ، والتحقت بدار الذكر لتحفيظ القرآن الكريم ، وهذا كلّه بفضل الله ثمّ بفضل الصحبة الصالحة ، والدعوات المخلصة بظهر الغيب من جارتي وزوجي ، ولله الحمد والمنّة .
قصة فتاة في الابتدائيه مبكية
هذه قصة بالفعل مؤثرة أرجو أخذ العظة والعبرة منها
... وهي قصة الفتاة في الابتدائية مع مديرة المدرسة
وهي قصة واقعية حدثت في هذا الزمان .. تتحدث عن طالبة في الابتدائية .. كانت هذه الطالبة تذهب إلى المدرسة كل يوم بانتظام دون كلل أو ملل .. ليست متفوقة كثيراً لكنها كانت تبذل جهدها لتصل إلى النتيجة المرجوة .. هذه الفتاه الصغيرة مكافحة لأبعد الحدود ولكن ؟!
لاحظتها العاملة ( الفراشة ) في المدرسة أنها تدخل إلى المدرسة والحقيبة غير ممتلئة وتخرج والحقيبة ممتلئة !!!! مما شد انتباه العاملة وأخذت تراقبها لعدة أسابيع .... وتشاهد نفس المشهد ... مما أدى أن العاملة في المدرسة أعطت المديرة خبرا ً بما تشاهده فطلبت المديرة من الفتاة أن تأتي إليها بعد نهاية الدوام ...أتت الطالبة والحقيبة ممتلئة كالعادة فطلبت منها المديرة أن تفتح الحقيبة لترى ما بها ... ففتحت الطالبة الحقيبة يا ترى ماذا في الحقيبة !!!!!!!!!
فتات الخبز والسندويشات الذي يتبقى من الطالبات... إنها تجمع بقايا الطعام في الساحة لتطعم أخوتها الصغار, لتطعم أمها ..
هل تخيلتم الوضع .... الحمد لله على النعمة والصحة ونصيحتي .... لا تترددوا ببذل الصدقة وإخراج الزكاة فهناك الكثير من الفقراء والمحتاجين ...
ارجوا ان تبذلوا انفسكم على فعل الخيرات والدعاء لى ولوالدي والمسلمين جميعا ً..
أنا الآن معاقة ماعدا؛ يد واحدة ولسان
نعم دفنت هذا الامل بالمعاصي وبالمنكرات دفنت كل معنى جميل بحياتي بفعل ما يغضب الله عصيت الله.. ولكن نسيت أني الضعيفة اعصي القوي... نسيت اني الفقيرة اعصي الغني... أواه من المعاصي
أواه من التمادي بها .. أواه ثم أواه عصيته بيدي ..عصيته بقدمي ..عصيته بكل شيء ولكن نسيت بل تناسيت اني اعصي ربي بنعمه...
ابتليت بمرض السرطان فحمدت الله واعلنت توبتي... ولكن بعد ماذا .. بعد ما بارزت الجبار وارسل لي الانذار (واقصد المرض) ولكن استمريت مع هذا المرض وانا مازلت في عمري الصغير فانا لا اتجاوز الواحد والعشرين من عمري.. صبرت ولكن بعد فترة قصيرة جدا اصبت بجلطة بالدماغ ومنعت من الكلام...
كنت ابكي كلما تذكرت كم كنت اطرب لساني بالغناء كم وكم كنت اترك له المجال بان استهزأ بغيري كم وكم.. كنت اريد ان اعبر ما بداخلي ولكن لا استطيع فلا احدا ً يفهمني ... وفي يوم من الايام فرشت سجادتي وقلت والله لا أبرحن من مكاني حتى اعلو بصوتي بالقران...
فبكيت وبكيت وكنت اقول يارب اشتقت الى كلامك يارب لا تحرمني ارجوك... والله ليست بثواني الا اعيد نطقي...
وقمت ارفع صوتي بالقران وانا في قمة الفرح وابكي واحمد الله ولكن ما مر الا اربعة ايام وانا في قمة الفرح ان نطقي رجع وبعدها اصبت بنزيف بالدماغ وضغط الدم على الدماغ مما ادى الى اعاقه كاملة لجسمي فما بقي لي الا اليد اليسار وفمي الذي انطق به حمدت الله وشكرته..
وتذكرت مافعلت من حسنات ومن سيئات وأحزنني الماضي ولكن أفرحتني آية من ايات الله :
(( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)) سورة الزمر الآية 53..
كانت ُتهدأ من ألمي ومن حزني ولكن مرض السرطان اهلكني وعجزي أيئسني... اسأل سؤال للكل اذا تمنيت اكلا شهيا ً وهو امامك وهو ما كنت تتمناه أتأكله ام لا ؟ طبعاً نعم آكله..
ولكن, انا لا استطيع تدرون لماذا ؟؟
لأني اهتم كيف يخرج كيف ,ومن الذي يساعدني على خروجه.. اشياء احرم نفسي منها كلما اتذكر ما النتيجة.. ملابسي تتسخ ولا ُأغيرها الا اذا فضت امي أتت.. وإذا انشغلت تركتني ابكي وأصيح لا احد يسمعني إلا ربي... فاشتد علي المرض لدرجه انه كتب لي تحويل لاستخدم العلاج في الرياض.. تعرفوا ماحصل لأمل؟
خرج الدم من تحت اظافري واصفر وجهي وكان الدكتور يكرر كلمة واحدة :(( ادعوا لها )).
حينها الكل ينظر لي بالشفقة وان امل سوف تموت .. امي زاد اهتمامها بي. قام وسألني..
كانت حالتي يرثى لها ,لدرجة أن واحد من إخواني كان له فترة وهو يحاول ان يدخلني (الشات) واصلح له الامور (أسلك له)
- زي ما يقول - وجاء عندي وهو يلح علي..
وقلت له: (علي) كم يد تشوفها معي؟ قال : واحدة .
وريته الاورام وشاف الدم وهو يخرج من تحت اظافري.. وقلت له بادخل بس ما أريد ربي يأخذ يدي اليسار لاني اريدها ..أريد أن امسك مصحف .. ربي لا تحرمني منها .. واتركني يكفي.. والله يكفي..
المهم قام من عندي وهو يبكي وراح يصلي ورجع زي ما كان رجع (علي) يؤم بالناس بالمسجد..
كان في الماضي امام مسجد؛ وفجاة انتكس..اصبح مدمن للشات المهم في نفس اليوم ذهبت مع اخي لانهاء اجراءات السفر من المستشفى واخذ مني التحليل.. وبعد ساعة خرج الدكتور يكبر ويقول : لا مستحيل
نعيد التحليل وعدتها اكثر من مرة وفي الاخير قال: والله ولا اثر للسرطان ,مستحيل تمكن من الجسم ماعدا الدماغ والآن لايوجد شيء ..
اخي جثى على ركبته.. يبكي ويحمد الله ويسجد ويبكي.. تمنيت حينها ان اسجد, ولكن لا استطيع بكيتُ بكاءا ً شديدا ً.
وقلت لأخي ارجوك نتأكد من أي مستشفى خاص.. ورجعنا للبيت واخبرنا الاهل وذهبنا للمستشفى الخاص واكد لنا ذلك كم فرحت والله لان السرطان نار تمشي في جسم الإنسان..
كم فرحت بأن الله رحمني رحمة ً من عنده.. ولكن انا الآن معاقة ماعدا (يد واحدة ولسان ) ولكن أريد ان أوصل للكل شيء واحد..الا وهو انت في نعمة عظيمة.. يكفي انك تقضي حاجتك بنفسك وامل لا تستطيع!!
يكفي انك تاكل ما تريدوأمل لاتستطيع ان تأكل أي شيء احيانا ً .. امي تنسى ان تغطيني.. ابرد, اريد شيء يدفيني ..امامي بطانيتي ولكن لا استطيع ان آخذها وأنام وأنا في قمة البرد أحياناً!! ..
اريد ان اشرب.. والماء أمامي ولكن لا استطيع وأنام وأنا في قمة العطش!! احيانا ارى سجادتي فابكي واشتاق ان اضع جبهتي على الارض ولكن لا استطيع!! ارمي بنفسي على الارض حتى الصق جبهتي في الارض ولكن تتعسر حركتي الى اليوم الثاني وترفعني امي احيانا.. اسمع نداء امي اريد ان ألبيه ولكن لا استطيع !! احيانا اريد ,ولكن لا استطيع
انتم تعرفون لماذا انا كتبت ؟
لا أقول لكم أني يئست.. لا وربي.. ولكن انا في نعمة عظيمة انعمها علي ألا وهي ان الله يحبني أليس رسوله القائل (( إن الله إذا أحب عبدا ابتلاه )).. ولكن كتبت لأقول للعاصي قف.. وإن لم تقف تذكر حال (امل)!! والله حينها ستقف..
تخيل انك مثلي لا تستطيع ان تقضي حاجتك بنفسك.. انك تحت رحمة البشر اذا تذكروك اطعموك واذا نسوك تركوك.. أرجوكم لا تعصوا الله ؛ فان الله رحيم ..
لا احد يحبك ولا يريد لك الخير الا الله الكل يريدك لنفسه ,إلا الله يريدك لنفسك انت!! أرجوكم لا تعصون ربي..لا تعصونه فهو رحيم يحب عباده.. ارجوكم ...
يارب يارب يارب.. اسالك في هذه اللحظات ان تقبل من تاب وتعفي عمّن أزل ,فمن لهم سواك يارب..
أرجوك ربنا.. نحن نريدك ,ونريد حبك, ونريد أنسك, ونريد قربك فأقبلنا ياربنا ولا تردنا خائبين..
فاحمد الله على النعمة التي عندك .. احمد الله ...أختكم الأمل المدفون ...
فتاة يخرج من أنفها المسك عند تغسيلها
تقول أم أحمد الدعيجي في مقابلة لها مع مجلة اليمامة … توفيت فتاة في العشرين من عمرها بحادث سيارة …
وقبل وفاتها بقليل يسألها أهلها كيف حالك يا فلانه فتقول بخير ولله الحمد !! ولكنها بعد قليل توفيت رحمها الله …
جاءوا بها إلى المغسلة وحين وضعناها على خشبة المغسلة وبدأنا بتغسيلها … فإذا بنا ننظر إلى وجه مشرق مبتسم وكأنها نائمة على سريرها … وليس فيها جروح أو كسور ولا نزيف .
والعجيب كما تقول أم أحمد أنهم عندما أرادوا رفعها لإكمال التغسيل خرج من أنفها مادة بيضاء ملأت الغرفة ( المغسلة ) بريح المسك !!! سبحان الله !!! إنها فعلاً رائحة مسك … فكبرنا وذكرنا الله تعالى … حتى إن ابنتي وهي صديقة للمتوفاة أخذت تبكي …
ثم سألت خالة الفتاة عن ابنة أختها وكيف كانت حياتها ؟! فقالت : لم تكن تترك فرضاً منذ سن التمييز … ولم تكن تشاهد الأفلام والمسلسلات والتلفاز ، ولا تسمع الأغاني …
ومنذ بلغت الثالثة عشرة من عمرها وهي تصوم الاثنين والخميس وكانت تنوي التطوع للعمل في تغسيل الموتى …
ولكنها غُسلت قبل أن تُغسل غيرها … والمعلمات والزميلات يذكرن تقواها وحسن خُلقها وتعاملها وأثرت في معلماتها وزميلاتها في حياتها وبعد موتها …
عندما تسلل رجلان إلى غرفتي
في الغرفة الظلماء كنتُ نائمة ً لوحدي .. ظلام دامس صعقت النفس منه عندما صحوت من غفوتي .. الباب مغلق محكم الإغلاق .. أين ذهبوا أهلي عني .. تركوني لوحدي وخرجوا دون أن يستشيروني إن كنت راضية أم رافضة .. وفجأة وبكل هدوء تسلل رجلان إلى غرفتي المظلمة .. لست أعرف كيف سأصل إلى مفتاح النور كي أنير الغرفة .. وإذا بالرجلان يقتربان مني بكل سكينة ..
وأنا أرتعش من الخوف .. هنا في غرفتي ولوحدي ... أهلي خرجوا وبقيت فريدة لا مؤنس في وحشتي .. وبعد ذلك يأتي هؤلاء الرجلان ليقتحموا علي خلوتي .. وإذا برجل آخر يدخل بعدهم بقليل .. ولكني رأيت ملامحه .. إنه في أسوء صورة خلقها الله - عز وجل شأنه - .. لم أر في حياتي قط أبشع من هذا الشخص .. ولا أبشع من ملامح جسده المشوه .. إنه مشوه إلى أبعد الحدود .. أتى وجلس أمامي ولم يؤذيني أبدا ...
ولكن منظره المؤذي هو الذي يرعبني ... جلس أمامي ولم ينبس ببنت شفة .. وإنما أخذ في التحديق بي .. وكأنه يريد معرفة شي معين .. وإذا بالرجلان اللذان دخلا قبله يهمان بسؤالي : من إلهك ؟؟ من نبيك ؟؟ ما دينك ؟؟ وإذا بنافذة باردة منعشة الهواء تفتح عن يميني .. وأخرى شديدة الحر تلفح جسدي تفتح عن يساري .. فإلى أين النافذين سيلقي بي عملي .. ؟؟؟ فهل أعددنا الأجوبة لهذه الأسئلة ؟؟؟؟
وهل جهزنا المطايا للرحلة الطويلة التي تبدأ بانتهاء العمر ؟؟؟؟
وإذا بي أتعرف على الرجل المشوه .. فإنما هو عملي السيئ وذنوبي التي اقترفتها على سطح هذه الأرض .. فأتت إلي في بطنها تذكرني بغفلتي .. فمالي في تلك اللحظة غير الله ينجيني .. أسألك اللهم يا مجيب الدعاء .. أن تنجينا وتثبت أقدامنا عند السؤال يا رب العالمين ..
شريط عن تربية الأبناء.. قصة مؤثرة للغاية
في الجهل ... أو زمن الغفلة ... سمّه ما شئت عشتُ في سباتٍ عميق ... ونوم متصل ليلٌ لا فجر له .... وظلام لا إشراق فيه الواجبات لا تعني شيئاً .... والأوامر والنواهي ليست في حياتي.. الحياةُ متعةٌ ... ولذة الحياة هي كل شيء ..
غردتُ لها .. وشدوتُ لها الضحكة تسبقني .. والأغنية على لساني ..انطلاق بلا حدود ..
وحياة بلا قيود عشرون سنة مرت .. كل ما أريده بين يدي وعند العشرين .. أصبحتُ وردة تستحق القطاف من هو الفارس القادم ؟... مواصفات ... وشروط أقبَل ...تلفه سحابةُ دخان .. ويسابقه... صوت الموسيقى من نفس المجتمع ... ومن النائمين مثلي, من توسد الذنب ... وألتحف المعصية .. الطيور على أشكالها تقع ... طار بي في سماء سوداء ... معاصي ... ذنوب ..غردنا... شدونا ... أخذنا الحياة طولاً وعرضاً .. لا نعرف لطولها نهاية .. ولا لعرضها حداً ..
اهتماماتنا واحدة .. وطبائعنا مشتركة ... نبحث عن الأغنية الجديدة ونتجادل في مشاهدة المباريات هكذا .. عشر سنوات مضت منذ زواجي كهبات النسيم تلفح وجهي المتعب .. سعادةٌ زائفة في هذا العام يكتمل من عمري ثلاثون خريفاً.. كلها مضت .. وأنا أسير في نفق مظلم كضوء الشمس عندما يغزو ظلام الليل ويبدده كمطر الصيف .. صوت رعد .. وأضواء برق .. يتبعه... انهمار المطر كان الحلُم يرسم القطرات .. والفرح .. قوس قزح * شريط قُدّم لي من أعز قريباتي وعند الإهداء قالت ...
إنه عن تربية الأبناء..
تذكرتُ أنني قد تحدثت معها عن تربية الأبناء منذ شهور مضت ... وربما أنها اهتمت بالأمر شريط الأبناء .. سمعتُه .. رغم أنه اليتيم بين الأشرطة الأخرى التي لدي ... سمعتُه مرةً.. وثانية لم أُعجَب به فحسب ... بل من شدة حرصي سجلت نقاطاً منه على ورقة ... لا أعرف ماذا حدث لي ... إعصار قوي ... زحزح جذور الغفلة من مكانها وأيقظ النائم من سباته ...
لم أتوقع هذا القبول من نفسي ... بل وهذا التغير السريع ... لم يكن لي أن أستبدل شريط الغناء بشريط كهذا .. طلبتُ أشرطةً أخرى ... بدأتُ أصحو .. وأستيقظ .. أُفسر كلّ أمر ... إلا الهداية.... من الله ... وكفى ..هذه صحوتي ... وتلك كبوتي .. هذه انتباهتي ... وتلك غفوتي ولكن ما يؤلمني .. أن بينهن ... ثلاثين عاماً من عمري مضت .. وأنَّى لي بعمر كهذا للطاعة؟
دقات قلبي تغيرت ... ونبضات حياتي اختلفت... أصبحتُ في يقظة ... ومن أَوْلى مني بذلك .. كل ما في حياتي من بقايا السبات أزحتُه عن طريقي .. كل ما يحتويه منزلي قذفتُ به ... كل ما علق بقلبي أزلتُه *أنتِ مندفعة .. ولا تقدرين الأمور !! من أدخل برأسك أن هذا حرام ... وهذا حرام .. بعد عشر سنوات تقولين هذا..؟ متى نزل التحريم ...؟ قلتُ له .. هذا أمر الله وحُكمه... نحن يا زوجي في نفق مظلم .. ونسير في منحدر خطير ... من اليوم .. بل من الآن يجب أن تحافظ على الصلاة ... نطق الشيطان على لسانه .... هكذا مرة واحدة ؟
قلت له بحزم : نعم .. ولكنه سباته عميق ... وغفلته طويلة لم يتغير ... حاولت ... جاهدت .. شرحت له الأمر.... دعَوتُ له... ربما ... لعل وعسى ... خوفتُه بالله .. والنار .. الحساب والعقاب... بحفرة مظلمة ... وأهوال مقبلة... ولكن له قلبٌ كالصخر ... لا يلين!! في وسط حزنٍ يلُفني .. وخوف من الأيام لا يفارقني .. عينٌ على أبنائي ... وعين تلمح السراب ... مع زوج لا يصلي وهناك بين آيات القرآن ... نار تؤرقني .. {ما سلككم في سقر* قالوا لم نكُ من المصلين} حدثته مرات ومرات ... وأريتُه فتوى العلماء...
قديماً وحديثاً من لا يصلي يجب أن تفارقه زوجته لأنه كافر ... ولن أقيم مع كافر ... التفتَ بكل برود وسخرية وهو يلامس جرحاً ينزف .. وأبناؤكِ .... ألستِ تحبينهم ...؟ قلت .... {فالله خيرٌ حافظاً وهو أرحم الراحمين} * كحبات سبحة ... انفرط عقدها .. بدأت المصائب تتعاقب ... السخرية .. والإهانة ... التهديد ... والوعيد لن ترينهم أبداً....أبداً..
أمور كثيرة ... بدأتُ أعاني منها ... وأكْبَرُ منها ... أنه لا يصلي!! وماذا يُرجَى من شخص لا يصلي؟ عشتُ في دوامة لا نهاية لها ... تقض مضجعي ... وفي قلق يسرق لذة نومي ... هاتفتُ بعض العلماء ...
ليست المشكلة بذاتي ... بل بفؤادي ... أبنائي ... وعندما علمتُ خطورة الأمر ... وجوب طاعة الله ورسوله ... اخترتُ الدار الآخرة ... وجنةً عرضها السماوات والأرض على دنيا زائفة وحياة فانية... وطلبتُ الطلاق ... كلمةٌ مريرة على كل امرأة ... تصيب مقتلاً ... وترمي بسهم ... ولكن انشرح لها قلبي ... وبرأ بها جرحي... وهدأت معها نفسي ... طاعةً لله وقربةً ... أمسح بها ذنوب سنوات مضت ... وأغسل بها أدراناً سلفت..
ابتُليتُ في نفسي ... وفي أبنائي .. أحاول أن أنساهم لبعض الوقت ولكن ... تذكرني دمعتي بهم قال لي أحد أقربائي : إذا لم يأت بهم قريباً ... فالولاية شرعاً لكِ ... لأنه لا ولاية لكافر على مسلم ... وهو كافر .... وأبناؤك مسلمون .... تسليت بقصة يوسف وقلت .... ودمعة لا تفارق عيني ...
ومن لي بصبر أبيه ...
في صباحٍ بدد الحزن ضوءَه ...طال ليلُه ...ونزف جرحه .. لا بد أن أزور ابنتي في مدرستها لم أعد أحتمل فراقها ...جذوة في قلبي تحرقه ... لا بد أن أراها ... خشيت أن يذهب عقلي من شدة لهفي عليها ... عاهدت نفسي أن لا أُظهر عواطفي ... ولا أُبيّن مشاعري ... بل سأكون صامدة ... ولكن أين الصمود ... وأنا أحمل الحلوى في حقيبتي!! جاوزتُ باب المدرسة متجهة إلى الداخل ... لم يهدأ قلبي من الخفقان .. ولم تستقر عيني في مكان .... يمنة ويسرة أبحث عن ابنتي ... وعندما أهويتُ على كرسي بجوار المديرة ... استعدت قوتي ...
مسحت عرقاً يسيل على وجنتي ... ارتعاشٌ بأطراف أصابعي لا يُقاوَم... أخفيتُه خلف حقيبتي ... أنفاسي تعلو وتنخفض ... لساني التصق بفمي ... وشعرت بعطش شديد ... في جو أترقب فيه رؤية من أحب ... تحدثتْ المديرة ...
بسعة صدر ... وراحة بال .... أثنت على ابنتي ... وحفظها للقرآن ... طال الحديث ... وأنا مستمعة!! وقفتُ في وجه المديرة ... وهي تتحدث .. أريد أن أرى ابنتي ... فأنا مكلومة الفؤاد مجروحة القلب .... فُتح الباب ... وأقبلَت ... كإطلالة قمر يتعثر في سُحب السماء ... غُشي على عيني ... وأرسلتُ دمعي ... ظهر ضعفي أمام المديرة ... حتى ارتفع صوتي .
ولكني سمعت صوتاً حبيباً ... كل ليلةٍ يؤانسني ... وفي كل شدة يثبتني ... اصبري .. لا تجزعي .. هذا ابتلاء من الله ليرى صدق توبتك ... لن يضيعكِ الله أبداً... من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه ...
أُخيتي ... الفتنة هي الفتنة في الدين .. كففتُ دمعي ... واريتُ جرحي ... بثثت حزني إلى الله ... خرجتُ ... وأنا ألوم نفسي ... لماذا أتيت ...؟! والأيام تمر بطيئة ... والساعات بالحزن مليئة أتحسس أخبارهم ... أسأل عن أحوالهم ؟! ستة أشهر مضت ... قاسيتُ فيها ألم الفراق وذقت حلاوة الصبر .. الباب.. يُطرَق .... ومن يطرق الباب في عصر هذا اليوم ..
إنهم فلذات كبدي لقد أتى بهم .. تزوج وأراد الخلاص مرت ليلتان ... عيني لم تشبع من رؤيتهم ... أذني لم تسمع أعذب من أصواتهم ... تتابعت قبلاتي لهم تتابعَ حبات المطر تلامس أرض الروض علمت أن الله استجاب دعوتي ... وردّهم إليّ ولكن بقي أمر أكبر ... إنه تربيتهم عُدت أتذكر يوم صحوتي ... وأبحث عن ذاك الشريط حمدت الله على التوبة ... تجاوزت النفق المظلم ... صبرت على الابتلاء وأسأل الله الثبات الثبات ...
أصبحت الأشرطة الإسلامية جليسي في وحدتي
أمشي ِبحيرة وتشتت في أحد الأسواق, وبعد برهة من الزمن.. أجدني واقفة ولكن أقف عند ماذا!! ولماذا أجد في نفسي هذه الدافعية القوية للدخول في هذه الغرفة الضيقة.
قلت لنفسي.. لأدخل ولأرى ما فيه، يا إلهي أكوام كبيرة من الأشرطة من أين أبدأ ومتى سأنتهي.
لا.. لا داعي للإرهاق سأخرج فأنا لم أعتد على دخول هذه الأماكن.. وفجأة وعند خروجي سقط أمامي شريط.. أخذته برفق لأعيده مكانه ولكنه أبى من كثرة الزحام.. أخذت عيناي تقلب نظرها حوله أبهرها جمال الكتابة وسحر الألوان وسلمت للبائع بضع ريالات وأقفلت راجعة.. استمتعت لذلك الشريط.. ولأول مرة أسمع لمثل هذه الأشرطة بل ولأول مرة أجد في نفسي هذا الإنصات العجيب والاستمرارية في إكماله..
لقد حكى حالي وحال أصحابي.. عالج مأساتي ومأساة رفاقي، حرك شجوني وشجون أحبابي.. ذكرني بالله خالقي وخوفني من الذنوب والمعاصي..
عشت فيه مع الصالحين وذرفت دموعي مع الخاشعين.. استغفرت ربي من كل ذنب عظيم وغفلة دامت سنيناً.. كيف لا والله يراني؟؟ وسيسألني عن كل لحظة من حياتي تعبت من كثرة الهموم في الدنيا وهل بعد سألقى ذلك في الآخرة، إذاً لا سعادة لي لا في الدنيا ولا في الآخرة والعياذ بالله.. فلابد من التوبة الآن، الآن، فلا أجعل الهموم هماً واحداً وهو الله تعالى.
فبعدها ولله الحمد عاد لي فكري وعرفت مرادي واطمأنت نفسي وما صار للفراغ مكان عندي،وأصبحت الأشرطة الإسلامية جليسي في وحدتي، وأنيسي في سفري وحنيني في جوف ليلي ولا أنسى مع ذلك قرآن ربي.
فللمشايخ الفضلاء وأصحاب التسجيلات الإسلامية وكل من له طريق الخير مدخل دعواتي الحارة لكم بالتوفيق والسداد والدوام على الخير وأن تدخلوا الجنة بسلام، كما أنقذتمونا بإذن الله من شر اللئام وأوصلتمونا بأمر من الله إلى بر الأمان. مها – الرياض - مجلة حياة العدد (53) رمضان 1425هـ يتبع إن شاء الله...
|
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52575 العمر : 72
| موضوع: رد: قصص مؤثرة للفتيات الأربعاء 14 ديسمبر 2011, 9:26 pm | |
| اقرءوا هذه القصة , فهي مؤثرة جدا ً
يقول الشيخ حفظه الله:
أراني أحدهم صورة فلما نظرت إليها فإذا بها صورة لامرأة متبرجة.. بيضاء جميلة.. كاسية عارية.. فقلت له: اتق الله ولماذا تريني هذه؟! أما خفت من الله يا عبد الله؟!
فقال لي: أريكها لأخبرك أن هذه التي ترى هي هذه!!
فنظرت إلى الصورة الأخرى فإذا بامرأة قد اسود وجهها.. والظلمة قد ظهرت على ملامحها.. وهي ميتة مقتولة بيد زوجها.. وكان آخر عملها من الدنيا كأس الخمر بيد والسيجارة بيد.. وعلمت بعد ذلك أنها إحدى المغنيات المشهورات أعاذنا الله وإياكم أجمعين..
شتان بينها.. وبين تلك الفتاة (جارتي).. نعم إنها جارتي.. في حيي الذي أعيش فيه.. أبوها نحسبه من الصالحين.. لا يترك صلاة في المسجد البتة.. ا
بنته في الرابعة والعشرين من عمرها.. فرحت بوظيفتها معلمة وإن كان المكان بعيد عن بيتها.. كانت تذهب هي ومن معها إلى عملهم في عربة يستقلونها بالأجرة.. يذهبون سويا ويرجعون سويا.
وقبل شهر رمضان لعام 1424هـ فاجأت أهلها بكلام كانت تقوله.. قالت لهم قبل شهر رمضان: (إذا أنا مت فلا تحزنوا عليّ فإني أحتسب خرجتي هذه للعمل على الله فأنا ُأعلم العلم )..
وكانت تخرج متحجبة متسترة من رأسها إلى أخمص قدميها.. الشيخ: أنا أعرفها.. أنا أرى حجابها رحمها الله..
وقبل موتها.. طلبت من أبيها أن يأخذها لصلاة الجمعة معه فأخذها وكان ذلك في منتصف شهر رمضان..
وبعد الجمعة بيومين .. في يوم الاثنين الخامس عشر من شهر رمضان لعام 1424هـ تخرج من بيتها صائمة وكان من آخر أعمالها أنها أيقظت إحدى صديقاتها لصلاة الفجر وكانت تتلو القرآن في العربة التي كانت تستقلها وهي ذاهبة إلى عملها بصوت منخفض وماتت والقرآن بيدها!.. حصل الحادث المروع وماتت وخرجت من الدنيا على هذه الحال الطيبة..
ماتت في يوم الاثنين من رمضان.. وقد ولدت في يوم الاثنين من رمضان!.. ماتت وقد صلت الفجر.. ولم تنم بعد صلاة الفجر بل تتلو القرآن إلى وقت الدوام.. ماتت وقد دعت إلى الله في ذلك اليوم بأن أيقظت صديقتها إلى الصلاة.. ماتت والقرآن في يدها..
ماتت وهم يخرجونها من العربة .. ويقول الذين أخرجوها: واللـــــــــــه أننا أخرجناها من العربة ووضعناها في الإسعاف ولم يظهر من جسدها قدر أنملة!!.. فقد كانت مع تحجبها تلبس السراويل الطويلة تحت لبسها تقول: (لو قدر الله لي الموت لا يراني أحد، لو قدر الله لي الموت لا يراني أحد) .. بكى الشيخ حفظه الله وهو يقول:
ماتت كما تتمنى.. كاد أبوها أن يجنّ عليها..لما رآني وقد دخلت أعزيه احتضنني وأمام الناس بكى وأجهش بالبكاء ورفع صوته وقال: (أبر أولادي بي هذه يا محمد)..
هنيئا لها على القرآن والبر والدعوة والصيام ورمضان.. تموت رحمها الله.. تزود قريباً من فعالك إنما *** قرين الفتى في القبر ما كان يفعلُ وإن كنت مشغولاً بشيء فلاتكن ** بغيرالذي يرضى به الله تشغلُ فلن يصحب الإنسان من بعد موته ** إلى قبره إلا الذي كان يعملُ ألا إنما الإنسان ضيفٌ لأهله *** يقيم قليلاً عندهم ثم يرحلُ
خاتمة متبرجة .. نسأل الله العافية
قال لي صاحبي :
كنت في مصر أثناء أزمة الكويت، وقد تعودت دفن الموتى منذ أن كنت في الكويت قبل الأزمة، وعرفت بين الناس بذلك، فاتصلت بي إحدى العوائل طالبة مني دفن أمهم التي توفيت، فذهبت إلى المقبرة، وانتظرت عند مكان غسل الموتى، وإذا بي أرى أربع نساء محجبات يخرجن مسرعات من مكان الغسل، ولم أسأل عن سبب خروجهن وسرعتهن بالخروج لأن ذلك أمر لا يعنيني، وبعد ذلك بفترة وجيزة خرجت المرأة التي تغسل الأموات وطلبت مني مساعدتها بغسل الميتة فقلت لها أن هذا الأمر لا يجوز، فلا يحل لرجل أن يطلع على عورة المرأة، فعللت لي طلبها بسبب ضخامة جثة الميتة، ثم دخلت المرأة وغسلتها ثم كفنتها ثم نادتنا لحمل الجثة، فدخلنا نحو أحد عشر رجلا وحملنا الجثة لثقلها، ولما وصلنا إلى فتحة القبر وكعادة أهل مصر فإن قبورهم مثل الغرف ينزلون من الفتحة العلوية بسلم إلى قاع الغرفة، حيث يضعون موتاهم دون دفن أو إهالة للتراب، فتحنا الباب العلوي وأنزلنا الجثة من على أكتافنا، وإذا بها تنزلق وتسقط منا داخل الغرفة دون أن نتمكن من إدراكها، حتى أنني سمعت قعقعة عظامها وهي تتكسر أثناء سقوطها، فنظرت من الفتحة وإذا بالكفن ينفتح قليلا فيظهر شيء من العورة، فقفزت مسرعا إلى الجثة وغطيتها ثم سحبتها بصعوبة بالغة إلى اتجاه القبلة، ثم فتحت شيئا من الكفن تجاه وجه الجثة وإذا بي أرى منظرا عجيبا رأيت عينيها قد حجظت، ووجهها قد اسود، فرعبت لهول المنظر، وخرجت مسرعا للأعلى، لا ألوي على شيء، بعد وصولي إلى شقتي اتصلت بي إحدى بنات المتوفاة واستحلفتني أن أخبرها بما جرى لوالدتها أثناء إدخالها القبر فأردت التهرب من الإجابة، ولكنها كانت تصر عليّ لإخبارها، حتى أخبرتها..
فإذا بها تقول لي : يا شيخ عندما رأيتنا نخرج من مكان الغسل مسرعات فإن ذلك كان بسبب ما رأيناه من اسوداد وجه والدتنا، يا شيخ إن سبب ذلك أن والدتنا لم تصل لله ركعة، وأنها ماتت وهي متبرجة.
هذه قصة واقعية تؤكد أن الله سبحانه وتعالى يشاء أحيانا ً أن يري بعض عباده بعض آثار الخاتمة السيئة على بعض عباده العصاة ليكون ذلك عبرة للأحياء منهم، إن في ذلك لعبرة لأولي الألباب ؟ www.altqwa.f2s.com
وفاة أخي الأكبر.. سبب توبتي
تقول صاحبة القصة ترددت كثيرا قبل أن أرسل لكم قصتي ولكنى أردت أن أقول لكل إنسان سوف يقرئها أن لقرب الإنسان من ربه مقياس للحرارة به يعرف مقدار قربه وبعده من ربه وقصتي تبدأ عندما كنت صغيرة وكان والدى يسمعني قصار السور للشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمه الله ..
كنت عندما اسمع صوته أبكي ولا اعلم لماذا ؟!!..
حتى أنني حفظت قصار السور من صوته وعندما كنت أقرأ القرآن كنت أقرا بنفس طريقته ومرت الأيام عليّ على هذا النحو إلى أن بلغ عمري حوالي الرابعة عشرة وبدأت في الابتعاد عن ربى خطوة بعد خطوة ... إلى أن أتى اليوم الذي أراد به الله أن يذكرني أن للكون رب قادر على كل شيء .. قادر على أن يحيى ويميت.. فلقد كنت في الصف الثالث الثانوي ومع بداية العام الدراسي وصل إلينا خبر وفاة أخي الأكبر منى سنا ًحيث كنتُ أنا وأبى وأمي في بلد آخر..
ولقد نزل هذا الخبر عليّ كالصاعقة .. ولكنى لم أبكى كثيراً فلقد كان قلبي قد تحجر.. فقد كنت حينها لا اسمع القرآن ولا أصلى وكنت بعيدة كل البعد عن رب السماوات و الأرض..
وعندما نزلنا إلى ارض الوطن كان أخي قد ذهب إلى دار الحق وكان هذا أول يوم لي انزل إلى مصر وأنا ارتدى حجابي فلقد كنت عندما انزل إلى مصر كان أول شيء اتركه هو حجابي..
وذهبنا إلى المقبرة لزيارته, وحينها فقط بكيت وتذكرت كل شيء. وعلمت يومها أن جميعنا سوف يكون مصيرنا نفس المصير.. وفكرت حينها ماذا سوف افعل لو كنت مكانه.. ماذا لو مشيت على الصراط.. علمتُ فى هذا اليوم ولأول مرة معنى الصراط .. ومن يومها قررتُ لبس الحجاب والالتزام به وكان الذي يعينني على ذلك هو أخي والحمد لله..
ألتزمت به وتعرفت بعد دخولي الكلية على صحبة مباركة أخذوني من الضياع إلى تحديد الهدف فلقد تعلمت معهم معنى الحب في الله, ومعنى الإخلاص في العمل, ومعنى البكاء من خشية الله عز وجل ..
وكان الذي يعينني على ذلك هو أخي بعد الله سبحانه.. أتمنى من الذي بفضله هداني إلى الطريق السديد أن يهدى الجميع قبل أن يأتي اليوم الذي لا ينفع فيه الندم.
لقد غيّر ذلك المشهد حياتي..قصة مؤثرة
تقول هذه التائبة:
(لا أدري بأي كلمات سوف أكتب قصتي.. أم بأي عبارات الذكرى الماضية التي أتمنى أنها لم تكن؛ سوف أسجلها..)
فقد كان إقبالي على سماع الغناء كبيراً حتى أني لا أنام ولا أستيقظ إلا على أصوات الغناء.. أما المسلسلات والأفلام فلا تسأل عنها في أيام العطل.. لا أفرغ من مشاهدتها إلا عند الفجر في ساعات يتنزل فيها الرب -سبحانه- إلى السماء الدنيا فيقول: هل من مستغفر فأغفر له؟.. هل من سائل فأعطيه سؤاله؟.. وأنا ساهرة على أفلام الضياع..
أما زينتي وهيئتي فكهيئة الغافلات أمثالي في هذه السن: قصة غريبة، ملابس ضيقة وقصيرة، أظافر طويلة، تهاون بالحجاب.. الخ.
في الصف الثاني ثانوي دخلتْ علينا معلمة الكيمياء، وكانت معلمة فاضلة صالحة.. شدني إليها حسن خلقها، وإكثارها من ذكر الفوائد، وربطها مادة الكيمياء بالدين، حملتني أقدامي إليها مرة، لا أدري ما الذي ساقني إليها لكنها كانت البداية.
جلستُ إليها مرة ومرتين، فلما رأتْ مني تقبلاً واستجابةً نصحتْني بالابتعاد عن سماع الغناء ومشاهدة المسلسلات. قلتُ لها: لا أستطيع.
قالت: من أجلي.. قلتُ: حسناً من أجلك.. وصمتُ قليلاً ثم قلتُ لها: لا.. ليس من أجلك بل لله إن شاء الله.. وكانت قد علمتْ مني حب التحدي. فقالتْ: ليكن تحدٍ بينك وبين الشيطان، فلننظر لمن ستكون الغلبة، فكانت آخر حلقة في ذلك اليوم، فلا تسأل عن حالي بعد ذلك وأنا أسمع من بعيد أصوات الممثلين في المسلسلات.. أأتقدم وأشاهد المسلسل..
إذن سيغلبني الشيطان.. ومن تلك اللحظة تركتُ سماع الغناء ومشاهدة المسلسلات ولكني - بعد شهر تقريبا- عدتُ إلى سماع الغناء خاصة، واستطاع الشيطان - على الرغم من ضعف كيده كما أخبرنا الله- إن يغلبني لضعف إيماني بالله.
وفي السنة الثالثة - وهي الأخيرة- دخلتْ علينا معلمة أخرى، كنت لا أطيق حصتها وعباراتها الفصيحة ونصائحها..
إنها معلمة اللغة العربية، وفي أول امتحان لمادة النحو، فوجئتُ بالحصول على درجة ضعيفة جداً، وقد كتبتْ المعلمة في ذيل الورقة بخطها عبارات عن إخلاص النية في طلب العلم، وضرورة مضاعفة الجهد، فضاقتْ بي الأرضُ بما رحبت؛ فما اعتدتُّ الحصول على مثل هذه الدرجة ولكن.. عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم...
ذهبتُ أحث الخطى إليها، فبأي حق توجه إليّ هذه العبارات، فأخذتْ تحدثني عن إخلاص النية في طلب العلم، و...، وفي اليوم التالي أخبرتني إحدى الأخوات أن المعلمة تريدني، فلم ألق لذلك بالاً، ولكن شاء الله أن أقابلها عند خروجها وهي تحمل في يدها مصحفاً صغيراً.. صافحتني، ووضعتْ المصحفَ في يدي، وقبضتْ على يدي، وقالت: لا أقول لك هدية بل هي أمانة، فإن استطعتِ حملها وإلا فأعيديها إلىّ..
فوقع في نفسي حديثها، ولكني لم أستشعر نقل تلك الأمانة إلا بعد أن قابلت إحدى الأخوات الصالحات فسألتني: ماذا تريد منك؟ فقلتُ: إنها أعطتني هذا المصحف وقالت لي: أمانة..
فتغير وجه هذه الأخت الصالحة، وقالت لي: أتعلمين ما معنى أمانة؟!.. أتعلمين ما مسؤولية هذا الكتاب؟! أتعلمين كلامَ مَن هذا، وأوامر مَن هذه؟!.. عندها استشعرتُ ثقل هذه الأمانة.. فكان القرآن الكريم أعظم هدية أهديت إلىّ.. فانهمكتُ في قراءته، وهجرتُ - وبكل قوة وإصرار- الغناء والمسلسلات، إلا أن هيئتي لم تتغير.. قصة غريبة، وملابس ضيقة.. أما تلك المعلمة فقد تغيرت مكانتها في نفسي، وأصبحت أُكِنُّ لها كل حب وتقدير واحترام..
هذا مع حرصها على الفوائد في حصتها، وربط الدرس بالتحذير مما يريده منا الغرب من التحلل والإباحية ونبذ كتاب الله جانباً .. وفي كل أسبوع كانت تكتب لنا في إحدى زوايا السبورة آية من كتاب الله، وتطلب منا تطبيق ما في هذه الآية من الأحكام..
وهكذا ظلتْ توالي من نصائحها إضافة إلى نصائح بعض الأخوات حتى تركتُ قَصةَ الشعر الغربية عن اقتناع، وأنها لا تليق بالفتاة المسلمة المؤمنة، وأنها ليست من صفات أمهات المؤمنين.. فتحسن حالي -ولله الحمد- والتزمتُ بالحجاب الكامل من تغطية الكفين والقدمين بعدما كنتُ أنا وإحدى الصديقات نحتقر لبس الجوارب حتى إننا كنا نلبسه فوق الحذاء (!!) استهزاءً، ونضحك من ذلك المنظر.
أنهيتُ الثانوية العامة، والتحقتُ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وفي يوم من الأيام ذهبتُ مع إحدى الأخوات إلى مغسلة الأموات، فإذا بالمغسلة تغسَّل شابة تقارب الثالثة والعشرين من عمرها -وكانت في المستوى الثالث في الجامعة-.. ولا أستطيع وصف ما رأيت.. تُقلب يميناً وشمالاً لتُغسّل وتكُفّن، وهي باردة كالثلج.. أمها حولها وأختها وأقاربها..
أتراها تقوم وتنظر إليهم آخر نظرة، وتعانقهم وتودعهم؟!.. أم تراها توصيهم آخر وصية.. كلا لا حراك.
وإذ بأمها تقبّلها على خديها وجبينها - وهي تبكي بصمت- وتقول: اللهم ارحمها.. اللهم وسعّ مدخلها.. اللهم اجعل قبرها روضة من رياض الجنة.. وتقول لها: قد سامحتك با ابنتي.. ثم يسدل الستار على وجهها بالكفن..
ما أصعبه من منظر.. وما أبلغها من موعظة.. لحظات وستوضع في اللحد، ويهال عليها التراب، وتسأل عن كل ثانية من حياتها.. فوالله مهما كتبتُ من عبارات ما استطعتُ أن أحيط بذلك المشهد..
لقد غيّر ذلك المشهد أموراً كثيراً بداخلي، وزهدني بهذه الدنيا الفانية.. وإني لأتوجه إلى كل معلمة، بل إلى كل داعية أيّاً كان مركزها، أن لا تتهاون في إسداء النصح وتقديم الكلمة الطيبة حتى وإن أقفلت في وجهها جميع الأبواب.. حسبها أن باب الله مفتوح.
كما أتوجه إلى كل أخت غافلة عن ذكر الله.. منغمسة في ملذات الدنيا وشهواتها.. أن عُودي إلى الله -أُخيّة- فوالله إن السعادة كل السعادة في طاعة الله.. وإلى كل من رأت في قلبها قسوة، أو ما استطاعت ترك ذنبٍ ما.. أن تذهب إلى مغسلة الأموات؛ وتراهم وهم يغسلون ويكفنون.. والله إنها من أعظم العظات (وكفى بالموت واعظاً). أسأل الله لي ولكن حسن الخاتمة. أختكم أم عبد الله.
الممثلة شهيرة ..رحلتها من الظلمات إلى النور
لا تزال قوافل التائبين والتائبات ماضية ؛ لا يضرها نكوص الناكصين ، ولا نبح النابحين ، ولسان حالها يقول : (( إذا الكلب لا يؤذيك إلا بنبحه؛ فدعه إلى يوم القيامة ينبحُ )) وإنّ من أواخر من التحق بركب الإيمان ، الممثلة شهيرة أو عائشة حمدي كما هو اسمها الحقيقي .. أترككن معها لتروي لكنَّ رحلتها من الظلمات إلى النور ..
تقول : ( الحمد لله ) .. هي الكلمة الوحيدة التي لا أجد أحلى منها الآن لأرددها على لساني .. فقد تردّدتْ حولي منذ فترة طويلة كثير من الشائعات حول نيتي الاعتزال والاحتجاب ، إلا أن حقيقة ما حدث أنه منذ عام ونصف شاهدت رؤيا في المنام كان معناها أن الله يطلب مني أن أفتح كتاباً وأقرأه ، فبدأت أتردد على مجالس الذكر في المساجد ، وأقرأ الكتب الدينية بشغف شديد ، وخلال هذا كله كانت تراودني فكرة (الحجاب) ولكن كانت تنقصني الشجاعة اللازمة لاتخاذ هذه الخطوة .
وعند ما جاءتني الفرصة تمسكت بها ، وكان ذلك في يوم الجمعة ، وكان من عادتي أن أبكي بشدة في صلاة الجمعة ، ولا أدري لذلك سبباً معيناً .. إنها مجرد عادة ، وأنا أبكي في صلواتي كثيراً ، لكن صلاة الجمعة بالتحديد تثير في نفسي الشجن .
وفي ظهر يوم من أيام الجمعة ؛ وجدت نفسي أردد بعد صلاتي الكثير من الأدعية ، ووجدت لساني يلهج بحمد الله عز وجل ، ويردد رغماً عني وبشكل متدفق : (( اللهم وفقني لما فيه الخير لي )) ..
ظللت أكرر هذا الدعاء عشرات المرات ، وعَصَفَتْ بي موجة من البكاء ، ورحت في عالم رحب كله حب الله ، وأمسكت بالمصحف ، وفتحته ، فإذا بعيني تقع على الآية الكريمة : ((قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)) ( الأعراف : 158 ).
فشعرت بقشعريرة زلزلت كياني ، وأكملتُ قراءة السورة الكريمة حتى نهايتها ، ومع آخر كلمة من السورة كنت قد اتخذت قراري بارتداء الحجاب واعتزال التمثيل ، وأذكر أنني ليلتها لم أنم ، وانتابتني حالة من التيقظ غير العادي ، وغفوت لمدة ساعة ثم صحوت بعدها على صلاة الفجر ، والغريب أنني منذ التزامي أصحو على صلاة الفجر ، ومن قبلُ كنت أنام إلى منتصف النهار...
والآن .. أنا سعيدة للغاية حيث أكرمني الله عز وجل ، وهداني إلى نور الحق .. والحمد لله أني اتخذت هذا القرار في الوقت المناسب.
وحول سؤالها عن سبب اعتزالها ( الفن ) قالت : اعتزلت التمثيل لرغبتي في البعد عن الأضواء والشهرة ، وأن التقي بالله سبحانه وتعالى بدون دنيا زائفة .. كما أن الرائج الآن في سوق الفن هو اللعب على غرائز المتفرج .. العنف .. الأعمال البلهاء .. الكوميديا الرخيصة .. وللأسف هذا هو الذي يحظى بالرواج !!!
وحول ما يشيعه البعض من تلقي التائبات أموالاً من جهات مجهولة (!!! ) مقابل التوبة ... ترد عائشة ( شهيرة سابقاً )) فتقول: حسبي الله ونعم الوكيل .. هذا غير صحيح .. دافعنا إلى الاعتزال كان أسمى من كل القيم المادية .. لقد اخترنا الطريق الذي نشعر فيه بالرضا عن النفس ..
وحول جهودها في مجال الدعوة تقول : حقيقة ما زلت في بداية الطريق ، وأحتاج إلى الكثير جداً من العلم والمعرفة بأمور ديني ، ولكن ما أتذوقه الآن من حلاوة ، وما أشعر به من الرضا والسعادة أحاول جاهدة أن أنقله إلى جميع من حولي ، فبرغم ثقافتي الدينية البسيطة ، إلا أنني بتلقائية شديدة أتكلم معهن عن بديهيات الأمور ، وأولويات الإيمان ، وأنقل إليهن أولاً بأول ما أقرأه وأتعلمه ، وأحاول إقناعهن بما اقتنعت به من أن الحجاب فرض وأمر إلهي كالصلاة والصوم والزكاة ..لا يحتاج إلى مناقشة أو تردد . والحمد لله أن حباني موهبة الإقناع ، ولا أجد من الكلمات ما أصف به مشاعري (بالحسنة)التي يرزقني الله إياها عند ما تأتي مجالس العلم بثمرة طيبة بحجاب إحدى الأخوات ، وأتمنى من الله وأدعوه أن يجعل مني قدوة صالحة في مجال الدعوة إليه ، كما كنت من قبل قدوة لكثيرات في مجال الفن .
يتبع إن شاء الله..
|
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52575 العمر : 72
| موضوع: رد: قصص مؤثرة للفتيات الخميس 15 ديسمبر 2011, 12:29 am | |
| الممثلة سهير البابلي .. رحلتها إلى الإيمان
من الفنانات اللاتي التحقن مؤخراً بركب الإيمان ، الممثلة سهير البابلي ، تحدّثنا عن رحلتها إلى الإيمان فتقول :
منذ خمس سنوات أحسست بأنّ في حياتي شيئاً خاطئاً ، ولكن حبّي لعملي كان كبيراً ، فطغى على هذه الأحاسيس في داخلي ، فكانت تطفو على السطح بين آن وآخر، ، وزادت تلك الأحاسيس عمقاً في داخلي منذ عامين ، فبدأت أغيّر أنماط حياتي بالمزيد من التقرب إلى الله ، فحاولت التعرف على كتاب الله أوّلاً ، وأخذت أقرأ ، وأستفسر ، وأعمل بقول المولى الكريم ، (( فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ )) ( النحل : 43) .
فكنت ألجأ إلى العلماء لأستفسر عمّا يستعصي عليّ فهمه من آيات وأحاديث ، فاكتشفت أنه ليس هناك ما هو أجمل ولا أفضل من التقرّب إلى الله ، وبكيت ودعوت الله أن يهديني ، ويأخذ بيدي إلى طريق الحقّ ، حتّى كان يوم من الأيّام التي لا أنساها ، كنت على موعد مع درس من دروس الإيمان من أحد الدعاة ، فإذا باللقاء يمتدّ لأكثر من ثلاث ساعات ، شعرت فيها بشعور يصعب عليّ تفسيره .
وعدت إلى منزلي ، وصليت الظهر ، وبكيت كما لم أبكِ من قبل ، ودعوت الله أن يلهمني رشدي ، وأن يباعد بيني وبني الشيطان .
وأمسكت بالمصحف ، وقرأت قوله تعالى : (( سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ )) ( النور : 1 ) فكان قرار الحجاب الذي نبع عن عقيدة وعزيمة ، بعد ما علمت بفرضيّته ، ودون مناقشة ، امتثلت لأمر الله .
أما زملائي سابقاً في الوسط الفني فأقول لهم بإحساس إيماني صادق ، إنّ طريق الإيمان هو ثمرة الدنيا والآخر ، وإن طاعة الله خير من الدنيا وما فيها . وأقول لهم أنتم تعيشون في تيه وضياع ، وتعايشون الغفلة والدمار ، وإني أدعو لهم بالهداية . ****
توبة الممثل محسن محي الدين وزوجته الممثلة نسرين
لقد أصبح الفن الرخيص في زمننا هذا وسيلة للكسب المادي ، وتجارة رابحة على حساب الغافلين والمغفلين من أبناء هذه الأمة ، هذا إلى كونه من أعظم الوسائل لهدم القيم والأخلاق وتحطيمها . . ولقد ظهرت في السنوات الأخيرة ظاهرة أقلقت تجار الفن والغرائز وجعلتهم يفقدون صوابهم ويطلقون كل ما في جعبتهم من الإشاعات والتهم الباطلة دفاعا عن كيانهم المتداعي وبنيانهم المنهار.. تلكم الظاهرة هي عودة كثير من الممثلين والممثلات - أو ما يسمون بالفنانين والفنانات - إلى الله - عز وجل -، وإعلانهم التوبة والهروب من تلك الأوساط العفنة إلى أجواء - الإيمان العبقة
وكان من اخر هؤلاء التائبين الممثل محسن محي الدين وزوجته الممثلة المشهورة نسرين . وقد روى الممثل سابقا محسن محي الدين قصته مع الهداية فقال : "أنا شاب كغيري من الشباب ، تخبطي في فترات حياتي السابقة كان ناتجا عن انبهاري بمظاهر الحياة الخادعة والتى أعمت بصري وأصمت أذني عن معرفة أشياء كثيرة كنت أجهلها خاصة وأني لم أكن أقرأ من قبل على الرغم من أن الله تعالى بدأ أول آية أنزلها بكلمة : اقرأ . . وبعد أن بدأت أقرأ في كتب الدين شعرت بأنني من أجهل خلق الله ، وقد كنت أعتقد أنني من المثقفين . . فأخذت أقرأ بنهم شديد في كتب السيرة والتراث والتفسير. . وبعد هذه القراءة المتأنية وجدت أن المؤثرات المحيطة بي جعلتني في ضلال مبين ، فكان قراري باعتزال التمثيل . . وقد شجعني على اتخاذه ارتداء زوجتي الحجاب الذي كنت أسعد الناس به " .
ثم يضيف : "هذا القرار- إن شاء الله - لا رجعة فيه لأني اتخذته بكامل اقتناعي وإرادتي ، وندمت لأنني تأخرت فيه حتى الآن ، فالأضواء ليست غالية حتى أحن إليها مرة أخرى . . فالشهرة والمال والأضواء لا تساوي ركعتين لله. ثم يضيف : "إننا اعتزلنا ونحن في القمة الزائفة . .
فقد كان قرارنا بعد مهرجان القاهرة السينمائي الذي أقيم في العام الماضي ، وبعد النجاح الكبير الذي حققناه ، وليس لأننا لم نجد أدوارا نمثلها كما يقول البعض . . وقد أدركنا الحقيقة التي يجب أن يدركها الجميع وهي أن الإنسان مهما طال عمره فمصيره إلى القبر، ولا ينفعه في الآخرة إلا عمله الصالح " . ثم يوجه نصيحته لإخوانه الشباب قائلا . "سامحوني على كل ما قدمت لكم من أعمال فنية سابقة لا ترضي الله - عزوجل - ولا تقتدوا بي في كل ما كنت أفعله في مسلسلاتي وأفلامي فقد كنت ضالا ً جاهلا ً، والجاهل لا يقتدى به " .
أما زوجته الممثلة نسرين فقد قررت الاعتزال وارتداء الحجاب بعد أن رأت أمها رؤيا في المنام ، حيث رأت والد نسرين وهو غاضب على ابنته ، فاستنتجت الأم أن سبب غضبه تقصير نسرين في أداء الصلاة بانتظام مما جعل نسرين تراجع نفسها وترجع إلى الله . تقول نسرين : "الحمد لله . . كان يومي يضيع دون إحساس بالسعادة ودون أن أشعر بالسلام . . والآن ليس لدي وقت كافِ . . لأن هناك أمورا كثيرة نافعة يجب اللحاق بها . . لقد وجدت السلام الداخلي " .
وفي لقاء أجري معها قالت : "الناس مليئة بالرياء والفسوق ويظهرون الفجور. . كيف نتعامل معهم ؟" ولعلها تعني الناس الذين كانت تتعامل معهم في "الوسط الفني ". وقالت أيضا : "لقد كرم الله المرأة التي ترتدي الحجاب وهو يحميها من القلوب المريضة والفسوق.. وعلى الأقل إنها ليست نافذة عرض ليتفرج الناس عليها ويعجبوا بها "..
توبة الفنانة هناء ثروت
هناء ثروت ممثلة مشهورة، عاشت في "العفن الفني " فترة من الزمان ، ولكنها عرفت الطريق بعد ذلك فلزمته ، فأصبحت تبكي على ماضيها المؤلم. * تروي قصتها فتقول : أنهيت أعمالي المنزلية عصر ذاك اليوم ، وبعد أن اطمأننت على أولادي ، وقد بدأوا في استذكار دروسهم ، جلست في الصالة، وهممت بمتابعة مجلة إسلامية حبيبة إلى نفسي ، ولكن شيئا ما شد انتباهي ، أرهفت سمعي لصوت ينبعث من إحدى الغرف . وبالذات من حجرة ابنتي الكبرى ، الصوت يعلو تارة ويغيب تارة أخرى . نهضت بتعجـل لأستبين الأمر، ثم عدت إلى مكاني عندما رأيت صغيرتي ممسكة بيدها مجلدا أنيقا تدور به الغرفة فرحا، وهي تلحن ماتقرأ، لقد أهدتها إدارة المدرسة ديوان (أحمد شوقي ) ، لتفوقها في دراستها، وفي لهجة طفولية مرحة كانت تردد :
(( خدعوها بقولـهم حَسنـاءُ ** والغـواني يَغرهنّ الثنـاءُ )) لا أدري لماذا أخذت ابنتي في تكرار هذا البيت ، لعله أعجبها . . وأخذت أردده معها، وقد انفجرت مدامعي تأثرا وانفعالا، أناملي الراعشة تضغط بالمنديل الورقي على الكرات الدمعية المتهطلة كي لاتفسد صفحات اعتدت تدوين خواطري وذكرياتي في ثناياها، وصوت ابنتي لايزال يردد بيت شوقي : "خدعوها"؟! نعم ، لقد مورست عليّ عمليات خداع ، نصبتها أكثر من جهة .
تعود جذور الماساة إلى سنوات كنت فيه الطفلة البريئة لأبوين مسلمين ، كان من المفروض عليهما استشعار المسئولية تجاه وديعة الله لديهما - التي هي أنا ولكن بتعهدي بالتربية وحسن التوجيه وسلامة التنشئة، لأغدو حق مسلمة كما المطلوب ، ولكن أسال الله أن يعفو عنهما . كانا منصرفين ، كل واحد منهما لعمله ، فأبي - بطبيعة الحال - دائما خارج البيت في كدح متواصل تاركا عبء الأسرة لأمي التي كانت بدورها موزعة الاهتمامات مابين عملها الوظيفي خارج المنزل وداخله ، إلى جانب تلبية احتياجاتها الشخصية والخاصة، وبالطبع لم أجد الرعاية والاعتناء اللازمين حتى تلقفني دور الحضانة، ولما أبلغ الثالثة من عمري .
كنت أعيش في قلق وتوتر وخوف من كل شيء ، فانعكس ذلك على تصرفاتي الفوضوية الثائرة في المرحلة الابتدائية في محاولة لجذب الانتباه إلى شخصي المهمل (أسريا) ، بيد أن شيئا ما أخذ يلفت الأنظار إلي بشكل متزايد . أجل ، فقد حباني الله جمالا، ورشاقة ، وحنجرة غريدة، جعلت معلمة الموسيقى تلازمني بصفة شبـه دائمـة ، تستعيدني الأدوار الغنائية - الراقصة منها والاستعراضية - التي أشاهدها في التلفاز، حتى غدوت أفضل من تقوم بها في الحفلات المدرسية، ولا أزل أحتفظ في ذاكرتي باحداث يوم كرمت فيه لتفوقي في الغناء والرقص والتمثيل على مستوى المدارس الابتدائية في بلدي ، احتضنتني (الأم ليليان )، مديرة مدرستي ذات الهوية الأجنبية، وغمرتني بقبلاتها قائلة لزميلة لها لقد نجحنا في مهمتنا، إنها - وأشارت إلي - من نتاجنا، وسنعرف كيف نحافظ عليها لتكمل رسالتنا!.
لقد صور لي خيالي الساذج انذاك أني سأبقى دائما مع تلك المعلمة وهذه المديرة، وأسعدني أن أجـد بعضا من حنان افتقدته ، وإن كنت قد لاحظت أن عطفهما من نوع غريب ، تكشفت لي أبعاده ومراميه بعدئذ، وأفقت على حقيقة هذا الاهتمام المستورد ! ! يقول الله: (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين ), آل عمران. صراحة ، لا أستطيع نكران مدى غبطتي في تلك السنين الفائتة ، وأنا أدرج من مرحلة لأخرى ، خاصة بعد أن تبناني أحد مخرجي الأفلام السينمائية كفنانة دائمة وسط اهتمام إعلامي كبير بي ! كما أخذت أمي تفخر بابنتها الموهوبة! ! أمام معارفها، وصويحباتها، وتكاد تتقافز سرورا وهي تتملى صوري على شاشة التلفاز، جليسها الدائم .
كانت تمتلكني نشوة مسكرة، وأنا أرفل في الأزياء الفاخرة والمجوهرات النفيسة والسيارات الفارهة ، كانت تطربني المقابلات ، والتعليقات الصحفية ، ورؤية صوري الملونة ، وهي تحتل أغلفة المجلات ، وواجهات المحلات ، حتى وصل بي الأمر إلى أن تعاقد معي متعهدوا الإعلانات والدعايات ، لاستخدام اسمي - اسمي فقط - لترويج مستحضراتهم وبضائعهم ! كانت حياتي موضع الإعجاب والتقليد في أوساط المراهقات ، وغير المراهقات على السواء، وبالمقابل كان تألقي هذا موطن الحسد والغيرة التي شب أوارها في نفوس زميلات المهنة - إن صح التعبير- وبصورة أكثر عند من وصل بهن قطار العمر إلى محطات الترهل ، والانطفاء، وقد أخفقت عمليات التجميل في إعادة نضارة شبابهن ، فانصرفن إلى تعاطي المخدرات ، ولم يتبق من دنياهن سوى التشبث بهذه الأجواء العفنة وقد لفظن كبقايا هياكل ميتة في طريقها إلى الزوال . قد تتساءل صغيرتي : وهل كنت سعيدة حقا يا أمي ؟! ! ابنتي الحبيبة لاتدري باني كنت قطعة من الشقاء والألم ، فقد عرفت وعشت كل مايحمل قاموس البؤس والمعاناة من معان وأحداث ! إنسانة واحدة عايشت أحزاني ، وترفقت بعذاباتي في رحلة الشقاء (المبهرجة) ، وعلى الرغم من أنها شقيقة والدتي إلا أنها تخلفت عنها في كل شيء . ويكفيها أنها امرأة فاضلة ، وزوجة مؤمنة ، وأم صالحة .
كنت ألجا إليها بين الحين والآخر، أتزود من نصائحها وأخضع لتحذيراتها، وأرتضي وسائلها لتقويم اعوجاجي ، وهي تحاول فتح مغاليق قلبي ومسارب روحي ولكن - والحق يقال - كان شيطاني يتغلب على الجانب الطيب الضئيل في نفسي لقلة إيماني ، وضعف إرادتي ، وتعلقي بالمظاهر، وعلى الرغم من هذا لم يكن بالمستطاع إسكات الصوت الفطري الصاهل ، المنبعث في صحراء قلبي المغرور ، وقـد أصبحت دمية يلهو بها أصحاب المدارس الفكرية - على اختلاف انتماءاتها العقائدية - لترويج أغراضهم ومراميهم عن طريق أمثالي من المخدوعين والمخدوعات ، واستبدالنا بمن هم أكثر إخلاصا ، أو إذا شئت (عمالة)، في هذا الوسط الخطر والمسئول عن الكثير من توجهات الناس الفكرية .
وجدت نفسي شيئا فشيئا أسقط في عزلة نفسية قائظة، زاد عليها نفوري من جواء الوسط الفني ، -كما يدعى معرضة عن جلساته ، وسهراته الصاخبة التي يرتكب فيها الكثير من التفاهات والحماقات باسم الفن أو الزمالة! ! * لم يحدث أن أبطلت التعامل مع عقلي في ساعات خلوتي لنفسي ، وأنا أحاول تحديد الجهة المسئولة عن ضياعي وشقائي ، هي التربية الأسرية الخاطئة؟ أم التوجيه المدرسي المنحرف ؟ أم هي جناية وسائل الإعلام ؟
أم كل ذلك معا ! ! * لقد توصلت أيامها - إلى تصميم وعزم يقتضي تجنيب أولادي - مستقبلا- ما ألقاه من تعاسة مهما كان الثمن غاليا، إذ يكفي المجتمع التي قدمت ضحية على مذبح الإهمال والتآمر والشهوات ، أو كما تقول خالتي : على دين الشيطان .
وفجأة، التقينا على غير ميعاد . كان مثلي ، دفعته نزوات الشباب - كما علمت بعدئذ - إلى هذا الوسط ليصبح نجما - وعذرا فهذه اصطلاحاتنا آنذاك - ومع ذلك كان يفضل تأدية الأدوار الجادة - ولو كانت ثانوية - نافرا من التعامل مع الأدوار النسائية .
ومرة احتفلت الأوساط الفنية والإعلامية بزيارة أحد مشاهير "هوليوود" لها، واضطررت يومها لتقديم الكثير من المجاملات التي تحتمها مناسبة كهذه ! ! ، وانتهزت فرصـة تبادل الأدوار وتسللت إلى مكان هادئ لالتقاط أنفاسي ، لمحته جالسا في مكان قريب مني ، شجعني صمته الشارد أن أقتحم عليه عزلته .
سألته - بدون مقدمات - عن رأيه في المرأة لأعرف كيف أبدأ حديثي معه. أجابني باقتضاب أن الرجل رجل ، والمرأة امرأة ، ولكل مكانه الخاص ، وفق طبيعته التي خلق عليها. استرسلت في التحـادث معه ، وقد أدهشني وجـود إنسان عاقل في هذا الوسط . . .
فهمت من كلامه أنه سيضحي - غير آسف - بالثراء والشهرة المتحصلين له من التمثيل ، وسيبحث عن عمل شريف نافع ، يستعيد فيه رجولته وكرامته . لحظتها قفز إلى خاطري سؤال عرفت الحياء الحقيقي وأنا أطرحه عليه .
لم يشأ أن يحرجني يومها، ولكن مما وعيت من حديثه قوله : "إذا تزوجت فستكون زوجتي أما وزوجا بكل معنى الكلمة ، فاهمة مسئولياتها وواجباتها ، وستكون لنا رسالة نؤديها نحو أولادنا لينشئوا على الفضيلة والاستقامة ، كما أمر الله، بعيدا عن المزالق والمنعطفات ، وقد عرفت مرارة السقوط وخبرت تعاريج الطريق . وقال كلاما أكثر من ذلك .. أيقظ في الصوت الفطري الرائق ، يدعوني إلى معراج طاهر من قحط القاع الزائف إلى نور الحق الخصيب.
وأحسست أني أمام رجـل يصلح لأن يكـون أبا لأولادي ، على خلاف الكثير ممن التقيت ، ورفضت الاقتران بهم .
وبعد فترة، شاء الله وتزوجنا. وكالعادة كان زواجنا قصة الموسم في أجهزة الإعلام المتعددة، حيث تتعيش دائما على مثل هذه الأخبار.
ولكن المفاجأة التي أذهلت الجميع كانت بإعلاننا - بعد زيارتنا للأراضي المقدسة - تطليق حياة الفراغ والضياع والسوء، وأني سألتزم بالحجاب ، وسائر السلوكيات الإسلامية المطلوبة إلى جانب تكريس اهتمامي لمملكتي الطاهرة - بيتي المؤمن - لرعاية زوجي وأولادي طبقا لتعاليم الله ورسوله أما زوجي فقد أكرمه الله بحسن التفقه في دينه ، وتعليم الناس في المسجد. أولادي الأحباء لم يعرفوا أن أباهم في عمامته ، أمهم في جلبابها، كانا ضالين فهداهما الله، وأذاقهما حلاوة التوبة والإيمان .
خالتي المؤمنة ذرفت دموعها فرحة، وهي ترى ثمرة اهتمامها بي في الأيام الخوالي ، ولاتزال الآن تحتضنني كما لو كنت صغيرة ، وتسال الله لي الصبر والثبات أمام حملات التشهير والنكاية التي استهدفت إغاظتي بعرض أفلامي السافرة التي اقترفتها أيام جاهليتي ، علي أن أعاود الارتكاس في ذاك الحمأ اللاهب وقد نجاني الله منه . ومن المضحك أن أحد المنتجين ، عرض على زوجي أن أقوم بتمثيل أفلام ، وغناء أشعار، يلصقون بها مسمى (دينية)! ! ! ولا يعلم هؤلاء المساكين أن إسلامي يربأ بي عن مزاولة مايخدش كرامتي أو ينافي عقيدتي . نعم ، لقد كانت هجرتي لله ، وإلى الله ، وعندما تكبر براعمي المؤمنة، سيدركون إن شاء الله لم وكيف كنت ؟! وتندفع صغيرتي إلى حجري بعد الاستئذان ، وأراها تضع بين يدي الديوان ، تسالني بلهجة الواثق من نفسه أن أتابع ماحفظت من قصيد، وقبل أن أثبت بصري على الصفحة المطلوبة، اندفعت في تسميعها خدعوها بقولهم حسناء والغـواني يغرهن الثناء
توبة واعتزال الممثلة هالة فؤاد
"أرى أنني ارتكبت معصـية وخطأ كبيرا في حق ربي وديني ، وعلى هذا الأساس أتمنى أن يغفر الله لي ويسامحني " . هذا ماقالته الممثلة (سابقا) هالة فؤاد بعد توبتها واعتزالها الفن ، وارتدائها الحجاب ، وإعلانها التفرغ التام لرعاية زوجها وأولادها وبيتها ، تروي قصتها فتقول : "منذ صغري وبداخلي شعور قوي يدفعني إلى تعاليم الدين ، والتمسك بالقيم والأخلاق الحميدة ، وبالتحديد : عندما كنت في المرحلة الإعدادية ، كنت لا أحب حياة الأضواء ، أو الظهور في المجتمعات الفنية ، وكانت سعادتي الكبرى أن أظل داخل منزلي ، ولكن النفس الأمارة بالسوء والنظر إلى الآخرين وتلك التبريرات الشيطانية كانت وراء اتجاهي لهذا الطريق..
هكذا يراد لأجيالنا المسلمة، أن تتجه للفن والتمثيل ، لتنصرف عما خلقت من أجله من عبادة الله وحده ، والجهاد في سبيله ، فمتى ننتبه لذلك .. وشاء الله سبحانه وتعالى أن يبتليني بمصيبة أعادتني إلى فطرتي ، وتبين لي من خلالها الضلال من الهدى، في لحظة كنت فيها قاب قوسين أو أدنى من الموت ، وذلك أثناء عملية الولادة الأخيرة حيث سدت المشيمة عنق الرحم ، وكان الأطباء يستخدمون معي الطلق الصناعي قبل الولادة بثلاثة أيام ، وحدث نزيف شديد هدد حياتي بخطر كبير، فا جريت لي عملية قيصرية ، وبعد العملية ظللت أعاني من الآلام ، وفي اليوم السابع ، الذي كان من المفروض أن أغادر فيه المستشفى ، فوجئت بالم شديد في رجلي اليمنى ، وحدث ورم ضخم ، وتغير لونها، وقال لي الأطباء : إنني أصبت بجلطة . وأنا في هذه الظروف ، شعرت بإحساس داخلي يقول لي : إن الله لن يرضى عنك ويشفيك إلا إذا اعتزلت التمثيل ، لأنك في داخلك مقتنعة أن هذا التمثيل حرام ، ولكنك تزينينه لنفسك ، والنفس أمارة بالسوء، ثم إنك في النهاية متمسكة بشيء لن ينفعك ..أزعجني هذا الشعور، لأني أحب التمثيل جدا ، وكنت أظن أني لا أستطيع الحياة بدونه ، وفي نفس الوقت ، خفت أن أتخذ خطوة الاعتزال ثم أتراجع عنها مرة أخرى، فيكون عذابي شديدا..
المهم ، عدت إلى بيتي ، وبدأت أتماثل للشفاء ، والحمد لله ، رجلي اليمنى بدأ يطرأ عليها تحسن كبير، ثم فجاة وبدون إنذار انتقلت الآلام إلى رجلي اليسرى، وقد شعرت قبل ذلك بآلام في ظهري ، ونصحني الأطباء عمل علاج طبيعي ، لأن عضلاتي أصابها الارتخاء نتيجة لرقادي في السرير، وكانت دهشتي أن تنتقل الجلطة إلى القدم اليسرى بصورة أشد وأقوى من الجلطة الأولى ..
كتب لي الطبيب دواء، وكان قويا جدا ، وشعرت بالام شديدة جدا في جسمي ، واستخدم معي أيضا حقنا أخرى شديدة لعلاج هذه الجلطة في الشرايين ، ولم أشعر بتحسن ، وازدادت حالتي سوءا ، وهنا شعرت بهبوط حاد، وضاعت أنفاسي ، وشاهدت كل من حولي في صورة باهتة، وفجاة سمعت من يقول لي قولي : " لا إله إلا الله لأنك تلفظين أنفاسك الأخيرة الآن ، فقلت : "أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله..
وتقول : نطقت الشهادة، وفي هذه اللحظة، تحدثت مع نفسي وقلت لها : سوف تنزلين القبر، وترحلين إلى الله والدار الأخرة، فكيف تقابلين الله وأنت لم تمتثلي لأوامره ، وقضيت حياتك بالتبرج ، والوقوف في مواقف الفتنة من خلال العمل بالتمثيل ؟ ماذا ستقولين عند الحساب ؟ هل ستقولين إن الشيطان قد هزمني..
نعم ، لقد رأيت الموت فعلا، ولكن للأسف ، كلنا نتناسى لحظة الموت ، ولو تذكر كل إنسان تلك اللحظة فسوف يعمل ليوم الحساب ، يجب أن نلتزم دينيا حتى لا نكون مسلمين بالوراثة ، يجب أن نتعمق في دراسة القرآن والسنة والفقه ، وللأسف فإننا نعاني من (أمية دينية)، ولابد من تكاتف كل الجهات لتوعية المجتمع دينيا، ولن يتم ذلك من خلال تقديم برنامج واحد أو برنامجين . وباختصار..
قمت بمحاكمة سريعة لنفسي في تلك اللحظات ، ثم شعرت فجاة باني أسترد أنفاسي ، وبدأت أرى كل من يقف حولي بوضوح تام . . أصبح وجه زوجي شديد الاحمرار، وبكى بشدة ، وأصبح والدي في حالة يرثى لها، أما والدتي فقد قامت في ركن الحجرة تصلي وتدعو الله . سألت الطبيب : ماذا حدث ؟! قال : "احمدي ربنا، لقد كتب لك عمر جديد" .. بدأت أفكـر في هذه الحادثة التي حدثت لي وأذهلت الأطباء بالإضافة إلى من حولي ..فكـرت في الحياة كم هي قصيرة قصيرة، ولا تستحق منا كل هذا الاهتمام ، فقررت أن أرتدي الحجاب وأكون في خدمة بيتي وأولادي ، والتفرغ لتنشئتهم النشأة الصحيحة ، وهذه أعظم الرسالات ..
وهكذا عادت هالة إلى ربها ، وأعلنت قرارها الأخير باعتزال مهنة التمثيل ، تلك المهنة المهينة التي تجعل من المرأة دمية رخيصة يتلاعب بها أصحاب الشهوات وعبيد الدنيا، إلا أن هذا القرار لم يرق لكثير من أولئك التجار (تجار الجنس ) فاتهموها بالجنون ، وأنها إنما تركت التمثيل بسبب المرض وعجزها عن المواصلة، فترد على هؤلاء وتقول : "إن هناك في (عالم الفن) من هم أكثر مني (نجومية وشهرة)، وقد تعرضوا لتجارب أقسى كثيرا مما تعرضت له ، ولكنهم لم يتخذوا نفس القرار". ثم تضيف : "والغـريب أن (الـوسط الفني ) قد انقسم أمام قراري هذا إلى قسمين : فالبعض قدم لي التهنئة ، والبعض الاخر اتهموني بالجنون ، فإذا كان الامتثال لأوامر الله جنونا ، فلا أملك إلا أن أدعو لهم جميعا بالجنون الذي أنا فيه " .
وفي معرض حديثها عن حالها قبل التوبة ، وموقفها من زميلاتها اللاتي سبقنها إلى التوبة والالتزام تقول : "لقد كنت أشعر بمودة لكل الزميلات اللاتي اتخذن مثل هذا القرار، كهناء ثروت ، وميرفت الجندي . . وكنت أدعو الله أن يشرح صدري لما يحب ، وأن يغلقه عما لا يحب ، وقد استجاب الله دعائي وشرح صدري لما يحب " . وفي ختام حديثها تقول : "هالة فؤاد الممثلة توفيت إلى غير رجعة، وهالة فؤاد الموجودة حاليا لاعلاقة لها بالإنسانة التي رحلت عن دنيانا" هذه هي قصة الممثلة هالة فؤاد مع الهداية كـما ترويها بنفسها ، ونحن بانتظار المزيد من العائدين إلى الله من (الفنانين ) وغيرهم ، اللاحقين بركب الإيمان فبل فوات الأوان ، فمن العائد الجديد ياترى؟؟
يتبع إن شاء الله...
|
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52575 العمر : 72
| موضوع: رد: قصص مؤثرة للفتيات الخميس 15 ديسمبر 2011, 12:36 am | |
| توبة الممثلة (نورا)
جاءت إلى مكة المكرمة لأداء العمرة والاستغفار بعد اعتزالها التمثيل منذ عدة أشهر.. كانت لا تفارق الحرم إلا لماماً، ولا يبرح المصحف الشريف يدها، ولا تكف عن البكاء.
إنها الممثلة (نورا) سابقاً، وشاهيناز قدري حالياً وهو اسمها الحقيقي.. وجواباً على سؤال وُجّه إليها عن رحلتها مع التوبة قالت: (إنها لحظة كانت من أعظم لحظات حياتي.. عدتُّ فيها من غربتي.. وولدتُ فيها من جديد حينما ذهبتُ مع صديقة لي لمقابلة عالم جليل، وكان من المقرر أن يمتد اللقاء لمدة ساعة، ولكنه امتد لمدة ساعات سمعت فيها -مع غيري من المسلمين والمسلمات- ما لم أسمعه من قبل.. وارتعدتْ فرائصي واهتز كياني وأنا أسمع كلمات الشيخ عن الإسلام والمعصية والتوبة، والطريق الخطأ والطريق الصواب.. فعدتُّ مع صديقتي إلى منزلي وأنا أرتعش، وأحسست بزلزال رهيب في أنحاء جسمي.. وفي اليوم الثاني -وعلى الفور- توجهتُّ إلى مسجد من مساجد القاهرة حيث الداعية الكبيرة شمس البارودي وهناء ثروت، وجلست أقرأ القرآن وأتفقه في دين الله والسنة المطهرة، وداومتُ على ذلك بصفة مستمرة ودون انقطاع.
وفي لحظة روحانية قررتُ وحسمتُ أمري بأن أكون مسلمةً مؤمنةً تائبةً إلى ربها، وأن أقطع كل صلتي بالتمثيل.
وتخلصتُ -والحمد لله- من كل ارتباطاتي الفنية مع المخرجين والمنتجين وكل ما يتعلق بالفن، بلا رجعة.. فمن يعرف طريق الله لن يجد له بديلاً. وأنا الآن -والحمد لله- أعيش من رزق حلال طيب، أسأل الله -عز وجل- أن يبارك فيه).
وحول الشبهة التي يثيرها البعض من أن توبة الفنانين نتيجة تهديد من جهات ما أجابت: (أنا عن نفسي رجعتُ إلى الله، وتبتُ وندمتُ خوفاً منه -سبحانه- واقتناعاً بما أفعل وليس خوفاً من تهديد مطلقاً ولا يخفى علينا جميعاً الحملة الشعواء لهذه الأقلام المغرضة التي تخشى الإسلام وقوّته) وسُئلتْ: من واقـع تجربتك الفنيـة هل تعتقدين أن الفن حرام؟ فأجبت: (إن الفن -والله تعالى أعلم- بالنسبة للنساء حرام, حرام لأن المرأة عورة، وفن هذه الأيام فن مبتذل فيه إسفاف.. ولن يكون رسالة سامية مطلقاً.. فهو بعيد كل البعد عن الإسلام).
توبة الممثلة هدى رمزي
الطريق إلى الله عز وجل مفتوح أمام التائبين ، ومهما كانت الذنوب والآثام فرحمة الله قد وسعت كلّ شيء ، وهو القائل سبحانه : ((قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )) ( الزمر : 53) .
هكذا بدأت الممثلة التائبة هدى رمزي حديثها للمجلّة ، أمّا رحلتها إلى الهداية فترويها بقولها :
منذ نشأتي الأولى وأنا في الوسط الفنّي ، فوالدي كان منتجاً ومخرجاً ، وشقيقي الأكبر كذلك ، وبعد تخرّجي من كليّة الإعلام – قسم الإذاعة والتلفزيون ، سلكت طريق الفنّ لعدّة سنوات ، ظللت خلالها أفكّر كثيراً في جدوى هذا العمل المليء بالذنوب .
كنت في رحلة بحث متواصلة عن الفضيلة ، وتزوجت عدّة مرّات بحثاً عن تلك القيم الزائفة ، المفقودة في حياتي ، ورحت أقرأ واستمع كثيراً لشتّى الآراء والأفكار ، حتى شاهدت حديثاً لأحد المشايخ المعروفين في التلفزيون ، ومن فرط تأثّري به حاولت الاتصال بهذا الداعية الجليل .. وبالفعل أعطاني عدّة كتب ، وحدّثني كثيراً عن قيم الإسلام السامية دون أن يصرّح ، ومن تلقاء نفسي وجدت أنّ حظيرة الإسلام هي أفضل ما يمكن اللجوء إليه ، وبعد قراءات واتّصالات مع الشيخ قررّت اعتزال هذا العفن نهائياً ، وإعلان توبتي إلى الله – عزّ وجلّ- ، واكتشفت أنّ هذا التصرّف هو ضالّتي المنشودة التي كنت أبحث عنها منذ سنوات ، ثم وجدتها والحمد لله .
وأنا الآن أقضي معظم وقتي في قراءة القرآن وكتب الفقه حتّى أعوّض ما فاتني من علوم الدين الضرورية التي لا يسع مسلم الجهل بها .
أمّا ما أنوي عمله – إن شاء الله – فهو تأسيس دار لتشغيل الفتيات المسلمات ، وتعليمهن أصول دينهنّ ودنياهنّ أيضاً حتى يستطعن مواجهة الحياة وتربية النشء ، كما أنوي أيضاً – إن شاء الله – تأسيس دار للأيتام ورعايتهم ، لأنّ كافل اليتيم له أجر عظيم عند الله تعالى ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( أنا وكافل اليتيم في الجنّة كهاتين )) وأشار بأصبعه ؛ السبّابة والتي تليها وأنا أطمع في تلك المكانة الرفيعة .
أما رأيها في الفنّ بشكله الحالي ، فتقول : إنّ الوضع القائم الآن باسم الفنّ حرام بكلّ المقاييس ، ولا يمكن أن يسمّى فنّاً ، بل هو عفن وفساد ، ومجون واختلاط ، ودمار للأخلاق والمجتمعات ، فهو لا يخدم المجتمع ، ولا يقدّم قيماً ولا مثلاً للشباب ، فكيف يكون حلالاً ؟. نحن نقول حرام بعد أن خضنا تجربته ، وعندنا الدليل والحجّة على ذلك ، فما يجري فيما يسمّى بالوسط الفنّي حالياً لا يمكن أن يمتّ للدين بصلة ، فالإسلام يحضّنا على الالتزام والصدق والنقاء والفضيلة ، والفنّ اليوم يدعو إلى ضدّ ذلك .
وفي نصيحة للاتي لا زلن في ذلك الوسط تقول : أقول لهنّ : إنّ الطريق إلى الله خير وأبقى ، وهو دائماً مفتوح للتائبين ، وحين ترجعن إلى حظيرة الدين ستعلمن أنّ ما يقدّم باسم الفنّ ما هو إلا عفن ، ولا علاقة له بالدين ، بل هو من المحرّمات والفساد المنهي عنه ، لأنّه علاوة على كونه لهواً لا يفيد شيئاً فهو أيضاً يعتمد المحرّمات سبيلاً ، ويكرّس الخطيئة ، ولا يهدف إلى الصالح العام، فتبن إلى الله ، فهو توّاب رحيم .
أمّا اللاتي تبن ثمّ عدن إلى غيّهن ، فأقول لهن ما قاله الله – عزّ وجلّ – في سورة التوبة : (( وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )) ( التوبة : 115) . فهؤلاء كان في نفوسهن مطمع ومرض ، ولما لم يمكنهن مما أردن ، عدن إلى الشيطان )) . هذا ما قالته الفنانة سابقاً هدى رمزي عما يسمى بالوسط الفني ، وهو كلام قيم يبين حقيقة ما يجري في ذلك الوسط العفن الذي تتحدث عنه كثيراً وسائل الإعلام ، وتلمع أهله !ّ!
توبة الممثلة أميرة
الممثلة أميرة هي أيضاً ممن التحق بركب التائبين ، تقول :
طول عمري وأنا قريبة من الله، أحب الصلاة ، وأداوم عليها . . وأختلي بنفسي – حتى خلال مرحلة اشتغالي بالفن - ..
وبعد الزواج ؛ أديت فريضة الحج ، ولكني لم أرتد الحجاب بعدها مباشرة ، ثم أديت العمرة مرات عديدة ، وبعد العمرة الخامسة تحجبت لتسعة أشهر ، ولكني تعرضت لضغوط رهيبة – لا داعي لذكرها الآن- كانت سبباً في تركي للحجاب ..
لم تتبدل حياتي ، ولم أشعر بارتياح ، بل بالعكس ؛ كنت حزينة ، وقررت في لحظة انفعال العودة إلى الحجاب للمرة الثانية ، ولكن لم يكن مقدراً لي هذه المرة أن تدوم طويلاً ...
وكانت المرة الثالثة التي ارتديت فيها الحجاب منذ نحو عام تقريباً وهي الأخيرة الدائمة إن شاء الله .. إنهم يقولون ( الثالثة ثابتة ) ، وأنا عازمة بإذن الله أن تكون كذلك .
لقد كان الأمر في المرات الأولى مختلفاً ؛ فلم يكن أحد بجانبي مثل الآن يشجعني ويؤازرني .. كنت وحدي في مجتمعات كلها سفور وعداء للحجاب .
وتؤكد أميرة : لم يحدث أبداً في أي وقت أن ضغط عليّ أحد لأتحجب ، حتى صديقتي العزيزة هناء ثروت – التي سبقتني إلى الحجاب – لم تطلب مني ذلك ، فقد اكتفت عندما كنت أزورها ذات يوم بأن دعتني للصلاة ، ثم بعد الصلاة سألتني : لو كان لديك موعد مع إنسان عزيز تحبينه فماذا ترتدين له؟
- قلت : أفضل ملابسي .
- قالت : فما بالك بلقاء الله سبحانه وتعالى لحظة الصلاة .. ألا يستحق ذلك زياً ملائماً كما أمر الله . ؟ وبعد فترة من هذه الواقعة وجدت نفسي أتجه لاتخاذ القرار الذي كنت أسعى إليه باختياري منذ البداية . والحمد لله الذي أمد في عمري حتى أتخذ هذا القرار ، ولم يقبض روحي وأنا متبرجة سافرة .
توبة واعتزال الممثلة شمس البارودي
من كتابها "رحلتي من الظلمات إلى النور" وفي حوار أجرته إحدى الصحف مع شمس البارودي الممثلة المعروفة التي اعتزلت التمثيل وردا على سؤال عن سبب هدايتها قالت : بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله .. البداية كانت في نشأتي .. والنشأة لها دور مهم .
والدي – بفضل الله – رجل متدين، التدين البسيط العادي.. وكذلك كانت والدتي- رحمها الله – كنت أصلي ولكن ليس بانتظام.. كانت بعض الفروض تفوتني ولم أكن أشعر بفداحة ترك فرض من فروض الصلاة.. وللأسف كانت مادة الدين في المدارس ليست أساسية وبالطبع لم يكن يرسب فيها أحد ولم يكن الدين علما أساسيا مثل باقي العلوم الأخرى الدنيوية.. وعندما حصلت على الشهادة الثانوية العامة كانت رغبتي إما في دخول كلية الحقوق أو دراسة الفنون الجميلة، ولكن المجموع لم يؤهلني لأيهما.. فدخلت معهد الفنون المسرحية، ولم أكمل الدراسة فيه حيث مارست مهنة التمثيل..
وأشعر الآن كأنني دفعت إليها دفعا.. فلم تكن في يوم من الأيام حلم حياتي ولكن بريق الفن والفنانين والسينما والتليفزيون كان يغري أي فتاة في مثل سني – كان عمري آنذاك 16-17 سنة – خاصة مع قلة الثقافة الدينية الجيدة. وأثناء عملي بالتمثيل كنت أشعر بشيء في داخلي يرفض العمل حتى أنني كنت أظل عامين أو ثلاثة دون عمل حتى يقول البعض : إنني اعتزلت.. والحمد لله كانت أسرتي ميسورة الحال من الناحية المادية فلم أكن أعمل لحاجة مادية.. وكنت أنفق العائد من عملي على ملابسي ومكياجي وما إلى ذلك.. استمر الوضع حتى شعرت أني لا أجد نفسي في هذا العمل.. وشعرت أن جمالي هو الشيء الذي يستغل في عملي بالتمثيل.. وعندها بدأت أرفض الأدوار التي تعرض علي، التي كانت تركز دائما على جمالي الذي وهبني الله إياه وعند ذلك قل عملي جدا..
كان عملي بالتمثيل أشبه بالغيبوبة.. كنت أشعر أن هناك انفصاما بين شخصيتي الحقيقية والوضع الذي أنا فيه.. وكنت أجلس أفكر في أعمالي السينمائية التي يراها الجمهور.. ولم أكن اشعر أنها تعبر عني، وأنها أمر مصطنع، كنت أحس أنني أخرج من جلدي.
وبدأت أمثل مع زوجي الأستاذ حسن يوسف في أدوار أقرب لنفسي فحدثت لي نقلة طفيفة من أن يكون المضمون لشكلي فقط بل هناك جانب آخر.
أثناء ذلك بدأت أواظب على أداء الصلوات بحيث لو تركت فرضا من الفروض استغفر الله كثيرا بعد أن أصليه قضاء.. وكان ذلك يحزنني كثيرا.. كل ذلك ولم أكن ألتزم بالزي الإسلامي. وقبل أن أتزوج كنت أشتري ملابسي من أحدث بيوت الأزياء في مصر وبعد أن تزوجت كان زوجي يصطحبني للسفر خارج مصر لشراء الملابس الصيفية والشتوية!! ..
أتذكر هذا الآن بشيء من الحزن، لأن هذه الأمور التافهة كانت تشغلني. ثم بدأت أشتري ملابس أكثر حشمة، وإن أعجبني ثوب بكم قصير كنت أشتري معه "جاكيت" لستر الجزء الظاهر من الجسم.. كانت هذه رغبة داخلية عندي. وبدأت أشعر برغبة في ارتداء الحجاب ولكن بعض المحيطين بي كانوا يقولون لي : إنك الآن أفضل!!!. بدأت أقرأ في المصحف الشريف أكثر..
وحتى تلك الفترة لم أكن قد ختمت القرآن الكريم قراءة، كنت أختمه مع مجموعة من صديقات الدراسة.. ومن فضل الله أنني لم تكن لي صداقات في الوسط الفني، بل كانت صداقاتي هي صداقات الطفولة، كنت أجتمع وصديقاتي – حتى بعد أن تزوجت – في شهر رمضان الكريم في بيت واحدة منا ثم نقرأ القرآن الكريم ونختمه وللأسف لم تكن منهن من تلتزم بالزي الشرعي.
في تلك الفترة كنت أعمل دائما مع زوجي سواء كان يمثل معي أو يخرج لي الأدوار التي كنت أمثلها..
وأنا أحكي هذا الآن ليس باعتباره شيئا جميلا في نفسي ولكن أتحدث عن فترة زمنية عندما أتذكرها أتمنى لو تمحى من حياتي ولو عدت إلى الوراء لما تمنيت أبدا أن أكون من الوسط الفني!! كنت أتمنى أن أكون مسلمة ملتزمة لأن ذلك هو الحق والله – تعالى – يقول ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون). كنت عندما أذهب إلى المصيف أتأخر في نزول البحر إلى ما بعد الغروب ومغادرة الجميع للمكان إلا من زوجي، وأنا أقول هذا لأن هناك من تظن أن بينها وبين الالتزام هوة واسعة ولكن الأمر – بفضل الله – سهل وميسور فالله يقول في الحديث القدسي " ومن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ومن تقرب إلى ذراعا تقربت إليه باعا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة…"
وكانت قراءاتي في تلك الفترة لبرجسون وسارتر وفرويد وغيرهم من الفلسفات التي لا تقدم ولا تؤخر وكنت أدخل في مناقشات جدلية فلسفية وكانت عندي مكتبة ولكني أحجمت عن هذه القراءات دون سبب ظاهر. كانت عندي رغبة قوية في أداء العمرة وكنت أقول في نفسي: إنني لا استطيع أن أؤدي العمرة إلا إذا ارتديت الحجاب لأنه غير معقول أن أذهب لبيت الله دون أن أكون ملتزمة بالزي الإسلامي.. لكن هناك من قلن لي: لا .. أبدا.. هذا ليس شرطا.. كان ذلك جهلا منهن بتعاليم الإسلام لأنهن لم يتغير فيهن شيء بعد أدائهن للعمرة.
وذهب زوجي لأداء العمرة ولم أذهب معه لخوفي أن تتأخر ابنتي عن الدراسة في فترة غيابي ..
ولكنها أصيبت بنزلة شعبية وانتقلت العدوى إلى ابني ثم انتقلت إلي فصرنا نحن الثلاثة مرضى فنظرت إلى هذا الأمر نظرة فيها تدبر وكأنها عقاب على تأخري عن أداء العمرة.
وفي العام التالي ذهبت لأداء العمرة وكان ذلك سنة 1982م في شهر "فبراير" وكنت عائدة في "ديسمبر" من باريس وأنا أحمل أحدث الملابس من بيوت الأزياء كانت ملابس محتشمة.. ولكنها أحدث موديل.. وعندما ذهبت واشتريت ملابس العمرة البيضاء كانت أول مرة ألبس الثياب البيضاء دون أن أضع أي نوع من المساحيق على وجهي ورأيت نفسي أكثر جمالا.. ولأول مرة سافرت دون أن أصاب بالقلق على أولادي لبعدي عنهم وكانت سفرياتي تصيبني بالفزع والرعب خوفا عليهم..
وكنت آخذهم معي في الغالب. وذهبت لأداء العمرة مع وفد من هيئة قناة السويس.. وعندما وصلت إلى الحرم النبوي بدأت أقرأ في المصحف دون أن أفهم الآيات فهما كاملا لكن كان لدي إصرار على ختم القرآن في المدينة ومكة.. وكانت بعض المرافقات لي يسألنني هل ستتحجبين؟ وكنت أقول : لا أعرف.. كنت أعلق ذلك الأمر على زوجي.. هل سيوافق أم لا..
ولم أكن أعلم أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. وفي الحرم المكي وجدت العديد من الأخوات المسلمات كن يرتدين الخمار وكنت أفضل البقاء في الحرم لأقرأ القرآن الكريم وفي إحدى المرات أثناء وجودي في الحرم بين العصر والمغرب التقيت بإحدى الأخوات وهي مصرية تعيش في الكويت اسمها "أروى" قرأت علي أبياتا من الشعر الذي كتبته هي فبكيت، لأنني استشعرت أنها مست شيئا في قلبي وكنت في تلك الفترة تراودني فكرة الحجاب كثيرا ولكن الذين من حولي كانوا يقولون لي : انتظري حتى تسألي زوجك.. لا تتعجلي.. أنت مازلت شابة…. . الخ " ولكن كانت رغبتي دائما في ارتداء الحجاب قالت الأخت "أروى
فليقــولوا عـن حجابي .. لا وربي لن أبالي قد حمــاني في ديني .. وحــباني بالجـــلال زينتي دوماً حيائي .. واحتشامي هو مــالي ألأني أتـــولى .. عــن مـــــتاع الــــــزوال لامني الناس كأني .. أطلب الســـوء لحالي كم لمحت اللوم منهم .. في حديث أو سؤال
وهي قصيدة طويلة أبكي كلما تذكرتها… استشعرت أنها تتحدث بلسان حالي.. وأنها مست شغاف قلبي. وبعد ذلك ذهبت لأداء العمرة لأخت لي من أبي، توفيت وكنت أحبها كثيرا – رحمها الله – وبعد أداء العمرة لم أنم تلك الليلة واستشعرت بضيق في صدري رهيب وكأن جبال الدنيا تجثم فوق أنفاسي.. وكأن خطايا الشر كلها تخنقني.. كل مباهج الدنيا التي كنت أتمتع بها كأنها أوزار تكبلني..
وسألني والدي عن سبب أرقي فقلت له: أريد أن أذهب إلى الحرم الآن.. ولم يكن الوقت المعتاد لذهابنا إلى الحرم قد حان ولكن والدي- وكان مجندا نفسه لراحتي في رحلة العمرة – صحبني إلى الحرم.. وعندما وصلنا أديت تحية المسجد وهي الطواف وفي أول شوط من الأشواط السبعة يسر الله لي الوصول إلى الحجر الأسود ولم يحضر على لساني غير دعاء واحد .. لي ولزوجي وأولادي وأهلي وكل من أعرف..
دعوت بقوة الإيمان.. ودموعي تنهمر في صمت ودون انقطاع.. طوال الأشواط السبعة لم أدع إلا بقوة الإيمان وطوال الأشواط السبعة أصل إلى الحجر الأسود وأقبله، وعند مقام إبراهيم عليه السلام وقفت لأصلي ركعتين بعد الطواف وقرأت الفاتحة، كأني لم أقرأها طوال حياتي واستشعرت فيها معان اعتبرتها منة من الله، فشعرت بعظمة فاتحة الكتاب ..
وكنت أبكي وكياني يتزلزل.. في الطواف استشعرت كأن ملائكة كثيرة حول الكعبة تنظر إلى.. استشعرت عظمة الله كما لم أستشعرها طوال حياتي. ثم صليت ركعتين في الحجر وحدث لي الشيء نفسه كل ذلك كان قبل الفجر.. وجاءني والدي لأذهب إلى مكان النساء لصلاة الفجر عندها كنت قد تبدلت وأصبحت إنسانة أخرى تماما . وسألني بعض النساء: هل ستتحجبين يا أخت شمس؟
فقلت: بإذن الله.. حتى نبرات صوتي قد تغيرت.. تبدلت تماما .. هذا كل ما حدث لي.. وعدت ومن بعدها لم أخلع حجابي .. وأنا الآن في السنة السادسة منذ ارتدائه وأدعو الله أن يحسن خاتمتي وخاتمتنا جميعا أنا وزوجي وأهلي وأمة المسلمين جمعاء !!
تم بحمد الله...
غفر الله تعالى للكاتب ولوالديه ولجميع المسلمين |
| | | | قصص مؤثرة للفتيات | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |