منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 إتــحــاف الطـــلاب بتسهيل شرح الأصول الثلاثة في سؤال وجواب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

إتــحــاف الطـــلاب بتسهيل شرح الأصول الثلاثة في سؤال وجواب Empty
مُساهمةموضوع: إتــحــاف الطـــلاب بتسهيل شرح الأصول الثلاثة في سؤال وجواب   إتــحــاف الطـــلاب بتسهيل شرح الأصول الثلاثة في سؤال وجواب Emptyالخميس 24 نوفمبر 2011, 9:29 pm

إتــحــاف الطـــلاب بتسهيل شرح الأصول الثلاثة في سؤال وجواب
إعداد
إبراهيم ابن الفقيه السريحي
غفر الله لنا وله وللمسلمين

بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:
فقد أقام مكتب التعاوني للدعوة والإرشاد [بمحافظة المجاردة –أبها], دورة في شرح الأصول الثلاثة للشيخ ابن عثيمين رحمه الله, وشارك فيها عدد كثير من الرجال والنساء, ووجدت بعض الطلاب صعب عليه فهم الشرح, واستخراج الفوائد التي في ثنايا الشرح, والبعض الآخر يغفل عن بعض المسائل المهمة التي أشار إليها الشيخ رحمه الله, فقمت بعون الله بتلخيصه على شكل سؤال وجواب ؛ لتكون عونا لهم على قراءة هذا الكتاب, وأدعى إلى فهم المسائل الصعاب, وقد حاولت أن أستقصي غالب المسائل والأبواب فالحمد لله رب الأرباب على توفيقه للصواب إنه رحيم تواب.

كتبه: إبراهيم ابن الفقيه السريحي
Alfagih90@hotmail.com

الأسئلة والأجوبة

س1: من هو مؤلف الأصول الثلاثة؟

هو العلامة المجدد الإمام ، شيخ الإسلام ، محمد بن عبد الوهاب بن سليمان الوهيبي التميمي .
ولد هذا العالم في بلدة العيينة سنة ( 1115هـ ) .

حفظ القرآن الكريم دون بلوغ عشر سنين ، وكانت له مشاركة في فنون كثيرة في التفسير والحديث ، والعقيدة والفقه ، والوعظ ,وكان الشيخ ـ رحمه الله ـ قد وهبه الله فهماً ثاقباً وقدرة على الحفظ وصبراً على القراءة والتحصيل .

له مؤلفات نافعة منها :
كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد,وأصول الإيمان,الأصول الثلاثة,ومختصر زاد المعاد,ومختصر الإنصاف,وكشف الشبهات ، وغيرها كثير .

مات رحمه الله تعالى في أواخر سنة ( 1206ه ) عن إحدى وتسعين سنة قضاها في ميدان العلم والجهاد والدعوة فرحمه الله رحمة واسعة ، وأجزل له الأجر والمثوبة .

س2: من هو مؤلف شرح الأصول الثلاثة؟

هو فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله تعالى.

س3: لماذا ابتدأ المؤلف بالبسملة مع ذكر الدليل؟

ج: ابتدأ المؤلف رحمه الله كتابه بالبسملة اقتداء بكتاب الله عز وجل مبدوء بالبسملة ، واتباعاً لحديث "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أبتر» واقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم ، فإنه بدأ كتبه بالبسملة.

س 4: الجار والمجرور في بسم متعلق بمحذوف فعل مؤخر ,لماذا قدر فعلاً؟ ولماذا قدر مؤخراً؟

ج: قُدّر فعلاً؛ لأن الأصل في العمل الأفعال.

وقدر مؤخراً ؛لفائدتين:

الأولى: التبرك بالبداءة باسم الله سبحانه وتعالى.

الثانية: إفادة الحصر؛ لأن تقديم المتعلق يفيد الحصر.

س 5: اسم من أسماء الله تعالى تتبعه جميع الأسماء اذكره مع الدليل؟

ج: هو لفظ الجلالة(الله) والأدلة كثيرة منها:قوله تعالى: ﴿الله لا إله إلا هو الحي القيوم﴾وقوله تعالى:﴿هو الله الملك القدوس السلام...﴾إلخ الآية.

س6: ما معنى اسم الرحمن؟ وهل يجوز إطلاقه على غير الله ولماذا؟

ج: الرحمن: معناه المتصف بالرحمة الواسعة, ولا يجوز إطلاقه على غير الله تعالى؛لأنه من الأسماء المختصة بالله.

س7: ما معنى اسم الرحيم؟ هل يجوز إطلاق اسم الرحيم على غير الله مع الدليل؟

ج: معناه: ذو الرحمة الواصلة,ويطلق على الله وعلى غيره دليل ذلك قوله تعالى في وصف الرسول:﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيم﴾ [التوبة:128]

س8: عرف العلم؟ واذكر أقسامه مع تعريف كل قسم؟

ج: العلم: هو إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكاً جازماً.

والعلم ينقسم إلى قسمين: ضروري ونظري.

فالضروري: ما يكون إدراك المعلوم فيه ضرورياً بحيث يضطر إليه من غير نظر ولا استدلال كالعلم بأن النار حارة مثلاً.

والنظري: ما يحتاج إلى نظر واستدلال كالعلم بوجوب النية في الوضوء.

س 9: اذكر مراتب الإدراك مع تعريف كل مرتبة؟

ج: مراتب الإدراك ست:

الأولى: العلم: هو إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكاً جازماً.

الثانية: الجهل البسيط: وهو عدم الإدراك بالكلية.

الثالثة: الجهل المركب :وهو إدراك الشيء على وجه يخالف ما هو عليه.

الرابعة: الوهم: وهو إدراك الشيء مع احتمال ضد راجح.

الخامسة: الشك: وهو إدراك الشيء مع احتمال مساو.

السادسة: الظن :وهو إدراك الشيء مع احتمال ضد مرجوح.

س10: إذا قرنت الرحمة بالمغفرة فما معنى كلا منهما؟

ج: إذا قرنت الرحمة بالمغفرة: فالمغفرة لما مضى من الذنوب، والرحمة والتوفيق للخير والسلامة من الذنوب في المستقبل.

س11: ماذا تستلزم معرفة الله تعالى؟

ج: تستلزم قبول ما شرعه والإذعان والانقياد له، وتحكيم شريعته التي جاء بها رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.

س12: ماذا تستلزم معرفة النبي صلى الله عليه وسلم؟مع ذكر الدليل؟

ج: تستلزم قبول ما جاء به من الهدى ودين الحق، وتصديقه فيما أخبر، وامتثال أمره فيما أمر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وتحكيم شريعته والرضا بحكمه قال الله عز وجل: ﴿فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليماً﴾[سورة النساء الآية: 65].

س13: عرف الإسلام بالمعنى العام؟ والإسلام بالمعنى الخاص؟

ج: الإسلام بالمعنى العام: هو التعبد لله بما شرع منذ أن أرسل الله الرسل إلى أن تقوم الساعة كما ذكر عز وجل ذلك في آيات كثيرة تدل على أن الشرائع السابقة كلها إسلام لله عز وجل: قال الله تعالى عن إبراهيم: ﴿ ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة﴾ [سورة البقرة، الآية: 128].

والإسلام بالمعنى الخاص: بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم يختص بما بعث به محمد صلى الله عليه وسلم؛ لأن ما بعث به النبي صلى الله عليه وسلم نسخ جميع الأديان السابقة فصار من اتبعه مسلماً ومن خالفه ليس بمسلم.

س 14: هل يقبل دين غير دين الإسلام؟ ولماذا؟ مع ذكر الدليل؟

ج: الدين الإسلامي: هو الدين المقبول عند الله النافع لصاحبه قال الله عز وجل: ﴿إن الدين عند الله الإسلام﴾ [سورة آل عمران، الآية: 19}،لأنه نسخ جميع الديانات السابقة قال تعالى:﴿ ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين﴾[آل عمران، الآية: 85]وهذا الإسلام هو الإسلام الذي امتن به على محمد صلى الله عليه وسلم وأمته ، قال الله تعالى:﴿ اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً﴾ [سورة المائدة، الآية:3].

س 15:عرف الدليل؟ مع ذكر أقسامه؟وتعريف كل قسم؟

ج: هو ما يرشد إلى المطلوب.

وأقسامه : أدلة سمعية: وهي ما ثبت بالوحي وهو الكتاب والسنة.

وعقلية: وهي ما ثبت بالنظر والتأمل.

16: عَرَفْنَا النبيَّ صلى الله عليه وسلم بالأدلة السمعية والعقلية اذكر دليلا لكل منهما؟

ج: معرفة النبي صلى الله عليه وسلم بالأدلة السمعية مثل قوله تعالى: ﴿محمد رسول الله والذين معه﴾ [سورة الفتح ، الآية: 29] الآية.

والأدلة العقلية: بالنظر والتأمل فيما أتى به من الآيات البينات التي أعظمها كتاب الله عز وجل المشتمل على الآخبار الصادقة النافعة, والأحكام المصلحة العادلة، وما جرى على يديه من خوارق العادات ، وما أخبر به من أمور الغيب التي لا تصدر إلا عن وحي والتي صدقها ما وقع منها.

17: ما هو ثمرة العلم؟

ج: العمل في الحقيقة هو ثمرة العلم ، فمن عمل بلا علم فقد شابه النصارى، ومن علم ولم يعمل فقد شابه اليهود.

18-ماهي شروط الدعوة إلى الله تعالى؟ مع الدليل؟

ج: شروط الدعوة إلى الله:

أولا: العلم: ولا بد لهذه الدعوة من علم بشريعة الله عز وجل حتى تكون الدعوة عن علم وبصيرة . لقوله تعالى:﴿ قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن أتبعني وسبحن الله وما أنا من المشركين﴾ [سورة يوسف، الآية: 108].

ثانيا: أن تكون بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن قال تعالى:﴿ أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن﴾ [سورة النحل، الآية: 125] وقوله: ﴿ولا تجادلوا أهل الكتب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم﴾[سورة العنكبوت، الآية: 46].

19-ما معنى البصيرة في قوله تعالى(قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة)؟

ج: البصيرة: تكون فيما يدعو إليه بأن يكون الداعية عالماً بالحكم الشرعي، وفي كيفية الدعوة، وفي حال المدعو.

20-اذكر شيئا من مجالات الدعوة إلى الله تعالى؟

ج: ومجالات الدعوة كثيرة منها:

1-الدعوة إلى الله تعالى بالخطابة 2- وإلقاء المحاضرات، 3- الدعوة إلى الله بالمقالات ، 4- الدعوة إلى الله بحلقات العلم 5- الدعوة إلى الله بالتأليف ونشر الدين عن طريق التأليف.6- الدعوة إلى الله في المجالس الخاصة فإذا جلس الإنسان في مجلس في دعوة مثلاً فهذا مجال للدعوة إلى الله عز وجل ولكن ينبغي أن تكون على وجه لا ملل فيه ولا إثقال.

21-عرف الصبر؟ واذكر أقسامه؟

ج: هو:حبس النفس على طاعة الله ، وحبسها عن معصية الله، وحبسها عن التسخط من أقدار الله.

أقسامه ثلاثة:1- صبر على الطاعة 2- صبر عن محارم الله 3- صبر على أقدار الله.

22-جهاد النفس على مراتب اذكرها؟مع ذكر الدليل على هذه المراتب؟

ج: قال ابن القيم -رحمه الله تعالى- : جهاد النفس أربع مراتب:

إحداها : أن يجاهدها على تعلم الهدى ودين الحق الذي لا فلاح لها ولا سعادة في معاشها ومعادها إلا به.

الثانية: أن يجاهدها على العمل به بعد علمه.

الثالثة: أن يجاهدها على الدعوة إليه وتعليمه من لا يعلمه.

الرابعة: أن يجاهدها على الصبر على مشاق الدعوة إلى الله وأذى الخلق ويتحمل ذلك كله الله.
فإذا استكمل هذه المراتب الأربع صار من الربانيين والدليل قوله تعالى:﴿ و العصر * إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ﴾.

23-ماذا تعرف عن الإمام الشافعي؟

ج: الشافعي هو أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع الهاشمي القرشي ، ولد في غزة سنة 150 هـ وتوفي بمصر سنة 204 هـ وهو أحد الأئمة الأربعة على الجميع رحمة الله تعالى .

24-ما مراد الشافعي في قوله في سورة العصر(لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم)؟

ج:مراده رحمه الله أن هذه السورة كافية للخلق في الحث على التمسك بدين الله بالإيمان، والعمل الصالح، والدعوة إلى الله، والصبر على ذلك، وليس مراده أن هذه السورة كافية للخلق في جميع الشريعة؛لأن العاقل البصير إذا سمع هذه السورة أو قرأها فلا بد أن يسعى إلى تخليص نفسه من الخسران وذلك باتصافه بهذه الصفات الأربع: الإيمان، والعمل الصالح، والتواصي بالحق والتواصي بالصبر.

25-ماذا تعرف عن الإمام البخاري رحمه الله؟

ج: هو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري، ولد ببخارى في شوال سنة أربعة وتسعين ومائة ونشأ يتيماً في حجر والدته ، وتوفي رحمه الله في خرتنك بلدة على فرسخين من سمرقند ليلة عيد الفطر سنة ست وخمسين ومائتين.

26-من أين استنبط الإمام البخاري رحمه الله قوله: باب العلم قبل القول والعمل؟

ج: من قوله تعالى: ﴿ فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك﴾ [سورة محمد ، الآية: 19] ، فبدأ بالعلم قبل القول والعمل.

27-اذكر دليل سمعي ودليل عقلي على أن الله خلقنا؟

ج: الدليل السمعي قوله عز وجل:﴿ هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده ثم أنتم تمترون ﴾ [سورة الأنعام، الآية: 2], وقوله: ﴿ ولقد خلقنكم ثم صورناكم﴾[سورة الأعراف ، الآية: 11] الآية

أما الدليل العقلي على أن الله خلقنا فقد جاءت الإشارة إليه في قوله تعالى: ﴿أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون﴾ [سورة الطور، الآية: 35] فإن الإنسان لم يخلق نفسه؛ لأنه قبل وجوده عدم, والعدم ليس بشيء وما ليس بشيء لا يوجد شيئاً ، ولم يخلقه أبوه ولا أمه ولا أحد من الخلق، ولم يكن ليأتي صدفة بدون موجد؛ لأن كل حادث لا بد له من محدث ؛ ولأن وجود هذه المخلوقات على هذا النظام والتناسق المتآلف يمنع منعاً باتاً أن يكون صدفة. إذ الموجود صدفة ليس على نظام في أصل وجوده فكيف يكون منتظماً حال بقائه وتطوره ، فتعين بهذا أن يكون الخالق هو الله وحده فلا خالق ولا آمر إلا الله.

28-هل أنكر أحد من الخلق ربوبية الله تعالى؟

ج: لم يعلم أن أحداً من الخلق أنكر ربوبية الله سبحانه وتعالى إلا على وجه المكابرة كما حصل من فرعون.

29-اذكر دليل سمعي وعقلي على أن الله رزقنا؟

ج: الدليل السمعي:قوله تعالى:﴿إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين﴾ [سورة الذاريات، الآية: 58] وقال تعالى: ﴿ قل من يرزقكم من السماوات والأرض قل الله﴾ [سورة سبأ، الآية: 24].

الدليل العقلي: هو أننا لا نعيش إلا على طعام وشراب، والطعام والشراب خلقه الله عز وجل كما قال الله تعالى: ﴿ أفرأيتم ما تحرثون * أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون * لو نشاء لجعلناه حطاماً فظلتم تفكهون * إنا لمغرمون * بل نحن محرومون * أفرأيتم الماء الذي تشربون * أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون * لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون) [سورة الواقعة، الآيات: 63-70] ففي هذه الآيات بيان إن رزقنا طعاماً وشراباً من عند الله عز وجل.

30-خلق الإنسان لحكمة عظيمة اذكر دليلا على ذلك؟

ج: إن الله تعالى خلق الإنسان لعبادته ولم يتركه هملاً دليل ذلك قوله تعالى: ﴿أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون * فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو﴾[سورة المؤمنين، الآيتين: 115-116]

وأما العقل : فلأن وجود هذه البشرية لتحيا ثم تتمتع كما تتمتع الأنعام ثم تموت إلى غير بعث ولا حساب أمر لا يليق بحكمة الله عز وجل بل هو عبث محض ، ولا يمكن أن يخلق الله هذه الخليقة ويرسل إليها الرسل ويبيح لنا دماء المعارضين المخالفين للرسل عليهم الصلاة والسلام ثم تكون النتيجة لا شيء ، هذا مستحيل على حكمة الله عز وجل.

31-ما هي الحكمة من إرسال الرسل؟

ج:إن الله عز وجل أرسل إلينا معشر هذه الأمة -أمة محمد صلى الله عليه وسلم- رسولاً: يتلو علينا آيات ربنا، ويزكينا، ويعلمنا الكتاب والحكمة، كما أرسل إلى من قبلنا، قال الله تبارك وتعالى: ﴿ وإن من أمة إلا خلا فيها نذير﴾[سورة فاطر، الآية: 24] ولا بد أن يرسل إلى الخلق لتقوم عليهم الحجة وليعبدوا الله بما يحبه ويرضاه قال الله تبارك وتعالى: ﴿ إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا* وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا * رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾ {سورة النساء، الآيات: 63-165}.

32-طاعة الرسول من طاعة الله تعالى اذكر دليلا من القرآن والسنة على ذلك؟

ج:الدليل من القرآن: قوله تعالى: ﴿من يطع الرسول فقد أطاع الله﴾.

الدليل من السنة: قوله صلى الله عليه وسلم: »كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى, فقيل : ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: "من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني دخل النار» رواه البخاري.

33-قال تعالى:﴿وأن المساجد لله ﴾ما المراد بالمساجد في هذه الآية؟ولماذا عبر بالمساجد؟

ج:المراد بالمساجد هنا الصلاة؛ لأن السجود من جملة أركانها, وعبر بالمساجد؛ لأنها المكان الذي تقام فيه العبادة لله تعالى.

34-اذكر بعض الأدلة من الكتاب والسنة على خطر الشرك بالله تعالى؟

ج:قال الله عز وجل: ﴿إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء﴾ {سورة النساء، الآية : 48} وقال تعالى: ﴿ إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار﴾ {سورة المائدة، الآية: 72} وقال النبي صلى الله عليه وسلم : «من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة ، ومن لقيه يشرك به شيئاً دخل النار»رواه البخاري ومسلم.

35-ما هو أوثق عرى الإيمان؟مع الدليل؟

ج:أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله والحب في الله والبغض في الله » حسن بمجموع طرقه [السلسلة الصحيحة للألباني برقم 1728]

36-ما معنى الولاء؟ وما معنى البراء؟ مع ذكر الأدلة؟

ج:الولاء: هو النصرة والمحبة والإكرام والاحترام . ولا تكون إلا للمؤمنين.

والبراء: هو البعد والخلاص والعداوة بعد الإعذار والإنذار.

قال الله تعالى: ﴿ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾{سورة المجادلة، الآية: 22},وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ {سورة المائدة، الآية: 51} وقال سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ {سورة المائدة، الآية: 57}, وقال تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آَبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [سورة التوبة:23]

37-بماذا تكون موالاة الكفار؟

ج:موالاة الكفار تكون بمناصرتهم ومعاونتهم على ما هم عليه من الكفر والضلال ، وموادتهم تكون بفعل الأسباب التي تكون بها مودتهم فتجده يوادهم أي: يطلب ودهم بكل طريق، وهذا لا شك ينافي الإيمان كله أو كماله ، فالواجب على المؤمن معاداة من حاد الله ورسوله ولو كان أقرب قريب إليه، وبغضه والبعد عنه ولكن هذا لا يمنع نصيحته ودعوته للحق.

38-عرف ما يلي؟ 1-الرشد 2- الطاعة 3- الحنيفية؟

ج:1-الرشد : الاستقامة عن طريق الحق.

2- الطاعة: موافقة المراد فعلاً للمأمور وتركاً للمحظور .

3- الحنيفية: هي الملة المائلة عن الشرك ، المبنية على الإخلاص لله عز وجل .

39-من هو خليل الرحمن مع الدليل؟ وما معنى الخلة؟

ج:هو نبي الله إبراهيم عليه السلام دليل ذلك قوله تعالى: ﴿ واتخذ إبراهيم خليلا﴾ {سورة النساء، الآية: 125}

والخلة: هي أعلى مراتب المحبة.

40-عرف العبادة بالمفهوم العام؟ والمفهوم الخاص؟

ج:العبادة بمفهومها العام هي: "التذلل لله محبة وتعظيماً بفعل أوامره واجتناب نواهيه على الوجه الذي جاءت به شرائعه".

أما المفهوم الخاص للعبادة-يعين تفصيلها- فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : "العبادة أسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال، والأعمال الظاهرة والباطنة كالخوف ، والخشية ، والتوكل والصلاة والزكاة ، والصيام وغير ذلك من شرائع الإسلام.

41-العبادة نوعان اذكرهما مع تعريف كل نوع؟

ج:العبادة نوعان:

الأول:عبادة كونية: وهي الخضوع لأمر الله تعالى الكوني, وهذه شاملة لجميع الخلق لا يخرج عنها أحد لقوله تعالى: ﴿إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا﴾ {سورة مريم، الآية: 93} فهي شاملة للمؤمن والكافر، و البر والفاجر .

والثاني : عبادة شرعية وهي الخضوع لأمر الله تعالى الشرعي وهذه خاصة بمن أطاع الله تعالى واتبع ما جاءت به الرسل مثل قوله تعالى: ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا﴾ {سورة الفرقان، الآية: 63}.

42-عرف التوحيد لغة وشرعاً؟

ج:التوحيد لغة: هو جعل الشيء واحداً.

شرعا:هو إفراد الله تعالى بما يختص به.

43-اذكر أقسام التوحيد مع تعريف كل قسم؟

ج:ثلاثة أقسام وهي:

الأول: توحيد الربوبية وهو: إفراد الله سبحانه وتعالى بالخلق، والملك والتدبير. قال الله عز وجل: ﴿ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴾ {سورة الزمر، الآية: 62} وقال تعالى: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ {سورة الملك، الآية: 1} وقال تعالى : ﴿ ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين﴾ {سورة الأعراف، الآية: 54}.

الثاني: توحيد الألوهية وهو: "إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة بأن لا يتخذ الإنسان مع الله أحداً يعبده ويتقرب إليه كما يعبد الله تعالى ويتقرب إليه".

الثالث: توحيد الأسماء والصفات وهو: "إفراد الله تعالى بما سمى به نفسه ووصف به نفسه في كتابه ، أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم وذلك بإثبات ما أثبته ، ونفي ما نفاه من غير تحريف ، ولا تعطيل ، ومن غير تكييف، ولا تمثيل".

44-ما أعظم ما أمر الله به؟ وما أعظم ما نهى الله عنه مع الدليل؟

ج:أعظم ما أمر الله به هو التوحيد وأعظم ما نهى عنه هو الشرك دليل ذلك قوله تعالى:﴿ واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا﴾{سورة النساء الآية: 36}.

45-اذكر أقسام الشرك؟ مع تعريف كل قسم؟

ج:والشرك نوعان : شرك أكبر ، وشرك أصغر.

فالنوع الأول: الشرك الأكبر: وهو كل شرك أطلقه الشارع وكان متضمناً لخروج الإنسان عن دينه.

النوع الثاني: الشرك الأصغر: وهو كل عمل قولي أو فعلي أطلق عليه الشرع وصف الشرك ولكنه لا يخرج عن الملة.

46-عرف الأصل؟ وإلى ماذا أشار المصنف بهذه الأصول الثلاثة؟

ج:الأصول: جمع أصل ، وهو ما يبنى عليه غيره ، ومن ذلك أصل الجدار وهو أساسه ، وأصل الشجرة الذي يتفرغ منه الأغصان.

وهذه الأصول الثلاثة يشير بها المصنف رحمه إلى الأصول التي يسأل عنها الإنسان في قبره : من ربك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيك ؟

47-معرفة الله تكون بأسباب اذكرها؟

ج:أولا: النظر والتفكر في مخلوقاته عز وجل فإن ذلك يؤدي إلى معرفته ومعرفة عظيم سلطانه وتمام قدرته ، وحكمته ، ورحمته قال الله تعالى: ﴿ أو لم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء﴾ {سورة الأعراف، الآية: 185}. وقال سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُون﴾ {سورة البقرة ، الآية: 164}.

ثانيا:ومن أسباب معرفة العبد ربه النظر في آياته الشرعية وهي الوحي الذي جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام فينظر في هذه الآيات وما فيها من المصالح العظيمه التي لا تقوم حياة الخلق في الدنيا ولا في الآخرة إلا بها ، فإذا نظر فيها وتأملها وما اشتملت عليه من العلم والحكمة ووجد انتظامها وموافقتها لمصالح العباد عرف بذلك ربه عز وجل كما قال الله عز وجل : ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴾ {سورة النساء، الآية: 82} .

ثالثا:ومنها ما يلقى الله عز وجل في قلب المؤمن من معرفة الله سبحانه وتعالى حتى كأنه يرى ربه رأي العين قال النبي عليه الصلاة والسلام حين سأله جبريل عن الإحسان ؟ قال : «أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك».

48-ما معنى كون الإسلام صالحا لكل زمان ومكان؟

ج:معنى كونه صالحاً لكل زمان ومكان: أن التمسك به لا ينافي مصالح الأمة في أي زمان ومكان ، فدين الإسلام يأمر بكل عمل صالح وينهي عن كل عمل سيء, فهو يأمر بكل خلق فاضل، وينهى عن كل خلق سافل.

49-ما معنى التربية؟ وتربية الله لعباده على قسمين اذكرها؟

ج:التربية هي عبارة عن الرعاية التي يكون بها تقويم المربى.

التربية تنقسم إلى قسمين:

أولا: تربية عامة: وهي تشمل جميع المخلوقات من المؤمن والكافر والحيوانات فربوبية الله عامة لجميع المخلوقات بالخلق والرزق والملك والتدبير.

ثانيا: تربية خاصة: وهي خاصة بالمؤمنين وذلك بتربيتهم على الإيمان والتقوى والخير والصلاح.

50-عرف العالَم ؟ ولماذا سمو بذلك؟

ج:العالم كل من سوى الله ، وسُمو عالماً ؛لأنهم علم على خالقهم ومالكهم ومدبرهم ففي كل شيء آية لله تدل على أنه واحد.

51-عرف الآية وكم أقسامها؟

ج:وهي العلامة على الشيء التي تدل عليه وتبينه.

أقسامها:

الأول: آيات كونية: فالكونية هي المخلوقات.

الثاني: آيات شرعية: هي الوحي الذي أنزله الله على رسله.

52- ما معنى الرب؟مع الدليل؟

ج:الرب: هو المعبود والدليل قوله تعالى:﴿ياأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون﴾.

53-عرف التقوى؟

ج:التقوى :هي اتخاذ وقاية من عذاب الله عز وجل بإتباع أوامره, واجتناب نواهيه.

54-اذكر شيئا من أنواع العبادة التي أمر الله بها؟

ج:الإسلام, والإيمان, والإحسان؛ ومنه الدعاء، والخوف، والرجاء، والتوكل، والرغبة، والرهبة ، والخشوع، والخشية، والإنابة، والاستعانة، والاستعاذة، والاستغاثة، والذبح، والنذر، وغير ذلك من أنواع العبادة التي أمر الله بها كلها لله تعالى.

55-ما حكم من صرف شيئا من أنواع العبادة لغير الله تعالى؟ مع ذكر الدليل؟

ج:من صرف منها شيئاً لغير الله فهو مشرك كافر ، والدليل قوله تعالى: ﴿ ومن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون ﴾ {سورة المؤمنون، الآية: 117}.

56-حديث (الدعاء مخ العبادة) ماذا تعرف عن صحة الحديث؟ وهل هناك حديث آخر يقوم مقامه؟

ج: الحديث ضعيف لم يثبت وسبب ضعفه,أن في سنده ابن لهيعة, وهناك حديث آخر صحيح يقوم مقامه وهو حديث النعمان ابن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«الدعاء هو العبادة».

57-كم أقسام الدعاء؟مع تعريف كل قسم؟

ج:نوعان: دعاء مسألة ودعاء عبادة.

دعاء المسألة: هو دعاء الطلب أي طلب الحاجات وهو عبادة إذا كان من العبد لربه ؛ لأنه يتضمن الافتقار إلى الله تعالى واللجوء إليه ، واعتقاد أنه قادر كريم واسع الفضل والرحمة. ويجوز إذا صدر من العبد لمثله من المخلوقين إذا كان المدعو يعقل الدعاء ويقدر على الإجابة
ودعاء العبادة: أن يتعبد به للمدعو طلباً لثوابه وخوفاً من عقابه وهذا لا يصح لغير الله وصرفه لغير الله شرك أكبر مخرج من الملة وعليه يقع الوعيد في قوله تعالى: ﴿ إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين﴾ {سورة غافر، الآية: 60}.

58-دعاء المسألة له أقسام اذكرها؟

ج:الأول: أن يدعو غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله تعالى فهذا شرك بالله تعالى كقولك: يا فلان اشفني؛لأن الشفاء لا يقدر عليه إلا الله.

الثاني: أن يدعو غير الله فيما يقدر عليه فهذا جائز كقولك: يا فلان أعطني القلم أو يا فلان أطعمني.

59-عرف الخوف؟ مع ذكر أنواعه؟ مع تعريف كل نوع؟

هو الذعر وهو انفعال يحصل بتوقع ما فيه هلاك أو ضرراً أو أذى ، وقد نهى الله سبحانه وتعالى عن خوف أولياء الشيطان وأمر بخوفه وحده.

والخوف ثلاثة أنواع:

النوع الأولى: خوف طبيعي: كخوف الإنسان من السبع والنار والغرق وهذا لا يلام عليه العبد قال الله تعالى عن موسى عليه الصلاة والسلام: ﴿ فأصبح في المدينة خائفاً يترقب ﴾ {سورة القصص، الآية: 18} لكن إذا كان هذا الخوف كما ذكر الشيخ رحمه الله سبباً لترك واجب أو فعل محرم كان حراماً ؛ لأن ما كان سبباً لترك واجب أو فعل محرم فهو حرام ودليل قوله تعالى: ﴿ فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين﴾ {سورة آل عمران، الآية: 175} .

والخوف من الله تعالى يكون محموداً ، ويكون غير محموداً .

فالمحمود: ما كانت غايته أن يحول بينك وبين معصية الله بحيث يحملك على فعل الواجبات وترك المحرمات، فإذا حصلت هذه الغاية سكن القلب واطمأن وغلب عليه الفرح بنعمة الله، والرجاء لثوابه.

وغير المحمود: ما يحمل العبد على اليأس من روح الله والقنوط وحينئذ يتحسر العبد وينكمش وربما يتمادى في المعصية لقوة يأسه.

النوع الثاني: خوف العبادة أن يخاف أحداً يتعبد بالخوف له فهذا لا يكون إلا لله تعالى. وصرفه لغير الله تعالى شرك أكبر.

النوع الثالث: خوف السر كأن يخاف صاحب القبر ، أو ولياً بعيداً عنه لا يؤثر فيه لكنه يخافه مخافة سر فهذا أيضاً ذكره العلماء من الشرك.

60-عرف الرجاء؟ مع ذكر أقسامه؟

ج:الرجاء هو:طمع الإنسان في أمر قريب المنال، وقد يكون في بعيد المنال تنزيلاً له منزلة القريب.
أقسامه:

الأول: الرجاء المتضمن للذل والخضوع وهذا لا يكون إلا لله عز وجل وصرفه لغير الله تعالى شرك إما اصغر ، وإما أكبر بحسب ما يقوم بقلب الراجي . وقد استدل المؤلف بقوله تعالى: ﴿فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً ﴾.

واعلم أن الرجاء المحمود لا يكون إلا لمن عمل بطاعة الله ورجا ثوابها، أو تاب من معصيته ورجا قبول توبته ، فأما الرجاء بلا عمل فهو غرور وتمن مذموم.

الثاني: رجاء غير متضمن للذل والخضوع ,وهذا يجوز صرفه لغير الله تعالى كقولك: يا فلان أرجوك أن تعمل لي كذا وكذا.

61-عرف التوكل؟واذكر أنواعه؟

ج:التوكل على الشيء الاعتماد عليه. «والتوكل على الله تعالى: الاعتماد على الله تعالى كفاية وحسباً في جلب المنافع ودفع المضار» وهو من تمام الإيمان وعلاماته لقوله تعالى: ﴿ وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين﴾

أنواع التوكل:

الأول: التوكل على الله تعالى وهو من تمام الإيمان وعلامات صدقه وهو واجب لا يتم الإيمان إلا به وسبق دليله.

الثاني: توكل السر بأن يعتمد على ميت في جلب منفعة، أو دفع مضرة فهذا شرك أكبر؛ لأنه لا يقع إلا ممن يعتقد أن لهذا الميت تصرفاً سرياً في الكون، ولا فر ق بين أن يكون نبياً، أو ولياً، أو طاغوتاً عدوا لله تعالى.

الثالث: التوكل على الغير فيما يتصرف فيه الغير مع الشعور بعلو مرتبته وانحطاط مرتبة المتوكل عنه مثل أن يعتمد عليه في حصول المعاش ونحوه فهذا نوع من الشرك الأصغر لقوة تعلق القلب به والاعتماد عليه.

أما لو اعتمد عليه على أنه سبب وأن الله تعالى هو الذي قدر ذلك على يده فإن ذلك لا بأس به، إذا كان للمتوكل بحيث ينيب غيره في أمر تجوز فيه النيابة فهذا لا بأس به بدلالة الكتاب، والسنة، والإجماع فقد قال يعقوب لبنيه: ﴿ يا بني أذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ﴾ {سورة يوسف، الآية: 87} ووكل النبي صلى الله عليه وسلم ،على الصدقة عمالاً وحفاظاً ، ووكل في إثبات الحدود وإقامتها ، ووكل علي بن أبي طالب رضي الله عنه في هديه في حجة الوداع أن يتصدق بجلودها وجلالها ، وأن ينحر ما بقى من المئة بعد أن نحر صلى الله عليه وسلم بيده ثلاثاً وستين.

وأما الإجماع على جواز ذلك فمعلوم من حيث الجملة.

62-عرف كلا من: الرغبة- الرهبة- الخشوع؟

ج: (1) الرغبة : محبة الوصول إلى الشيء المحبوب.

(2) والرهبة: الخوف المثمر للهرب من المخوف فهي خوف مقرون بعمل.

(3) الخشوع: الذل لعظمة الله بحيث يستسلم لقضائه الكوني والشرعي.

63-هل يغلب جانب الرجاء على الخوف أم هناك تفصيل؟

ج: والمؤمن ينبغي أن يسعى إلى الله تعالى بين الخوف والرجاء، ويغلب الرجاء في جانب الطاعة لينشط عليها ويؤمل قبولها ، ويغلب الخوف إذا هم بالمعصية ليهرب منها وينجو من عقابها.

وقال بعض العلماء : يغلب جانب الرجاء في حال المرض وجانب الخوف في حال الصحة؛ لأن المريض منكسر ضعيف النفس وعسى أن يكون قد اقترب أجله فيموت وهو يحسن الظن بالله عز وجل، وفي حال الصحة يكون نشيطاً مؤملاً طول البقاء فيحمله ذلك على الأشر والبطر فيغلب جانب الخوف ليسلم من ذلك.

وقيل يكون رجاؤه وخوفه واحداً سواء لئلا يحمله الرجاء على الأمن من مكر الله ، والخوف على اليأس من رحمة الله تعالى.

64-عرف الخشية؟مع ذكر أقسامها؟

ج:الخشية نوع من الخوف، لكنها تفارق الخوف بأنها خوف مع علم، ولذلك قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ [فاطر:28]، فالخشية خوف مع علم.

وأقسام الخشية هي أقسام الخوف.

65-عرف الإنابة؟ وما الفرق بينها وبين التوبة؟

ج:الرجوع إلى الله بالقيام بطاعته واجتناب معصيته وهي قريبة من معنى التوبة.

والفرق بينها وبين التوبة: أنها أرق من التوبة لما تشعر به من الاعتماد على الله واللجوء إليه ولا تكون إلا لله تعالى ودليلها قوله تعالى: ﴿ وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له ﴾ .

66-ينقسم الإسلام إلى قسمين اذكرهما مع تعريف كل قسم؟

ج: وذلك أن الإسلام لله تعالى نوعان:

الأول: إسلام كوني: وهو الاستسلام لحكمه الكوني وهذا عام لكل من في السماوات والأرض من مؤمن وكافر ، وبر وفاجر لا يمكن لأحد أن يستكبر عنه ودليله قوله تعالى: ﴿ وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرهاً وإليه يرجعون ﴾ {سورة آل عمران، الآية: 83} .

الثاني: إسلام شرعي: وهو الاستسلام لحكمه الشرعي وهذا خاص بمن قام بطاعته من الرسل وأتباعهم بإحسان، ودليله في القرآن كثير ومنه هذه الآية التي ذكرها المؤلف رحمه الله.

67-عرف الاستعانة؟واذكر أنواعها؟

ج:الاستعانة: طلب العون وهي أنواع:

الأول: الاستعانة بالله وهي: الاستعانة المتضمنة لكمال الذل من العبد لربه ، وتفويض الأمر إليه، واعتقاد كفايته وهذه لا تكون إلا لله تعالى ودليلها قوله تعالى: ﴿ إياك نعبد وإياك نستعين﴾, ووجه الاختصاص أن الله تعالى قدم المعمول ﴿ إياك ﴾ وقاعدة اللغة التي نزل بها القرآن: أن تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر والاختصاص وعلى هذا يكون صرف هذا النوع لغير الله تعالى شركاً مخرجاً عن الملة.

الثاني: الاستعانة بالمخلوق على أمر يقدر عليه فهذه على حسب المستعان عليه فإن كانت على بِرٍّ فهي جائزة للمستعين مشروعة للمعين لقوله تعالى: ﴿ وتعاونوا على البر والتقوى ﴾ {سورة المائدة، الآية: 2}.

وإن كانت على مباح فهي جائزة للمستعين والمعين لكن المعين قد يثاب على ذلك ثواب الإحسان إلى الغير ومن ثم تكون في حقه مشروعة لقوله تعالى: ﴿ ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ﴾ {سورة البقرة ، الآية: 195}

الثالث: الاستعانة بمخلوق حي حاضر غير قادر فهذه لغو لا طائل تحتها مثل أن يستعين بشخص ضعيف على حمل شيء ثقيل.

الرابع: الاستعانة بالأموات مطلقاً أو بالأحياء على أمر الغائب لا يقدرون على مباشرته فهذا شرك؛ لأنه لا يقع إلا من شخص يعتقد أن لهؤلاء تصرفاً خفيًا في الكون.

الخامس: الاستعانة بالأعمال والأحوال المحبوبة إلى الله تعالى وهذه مشروعة بأمر الله تعالى في قوله: ﴿ واستعينوا بالصبر والصلواة ﴾ {سورة البقرة، الآية: 153}.

وقد استدل المؤلف رحمه الله تعالى للنوع الأول بقوله تعالى: ﴿ إياك نعبد وإياك نستعين ﴾ {سورة الفاتحة، الآية: 4} وقوله صلى الله عليه وسلم : «إذا استعنت فأستعن بالله».

68-عرف الاستعاذة واذكر أنواعها؟

ج:الاستعاذة : طلب الإعاذة, والإعاذة: الحماية من مكروه فالمستعيذ محتمي بمن استعاذ به ومعتصم به.

والاستعاذة أنواع:

الأول: الاستعاذة بالله تعالى وهي المتضمنة لكمال الافتقار إليه والاعتصام به واعتقاد كفايته وتمام حمايته من كل شيء حاضر أو مستقبل ، صغير أو كبير ، بشر أو غير بشر ودليلها قوله تعالى: ﴿ قل أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق ﴾إلى آخر السورة, وقوله تعالى : ﴿ قل أعوذ برب الناس * ملك الناس * إله الناس* من شر الوسواس الخناس ﴾ إلى آخر السورة.

الثاني: الاستعاذة بصفةٍ ككلامه وعظمته وعزته ونحو ذلك, ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : «أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق», وقوله : «أعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي», وقوله : في دعاء الألم «أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر»، وقوله: « أعوذ برضاك من سخطك» ، وقوله صلى الله عليه وسلم حين نزل قوله تعالى: ﴿قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم ﴾ {سورة الأنعام ، الآية: 65} فقال: «أعوذ بوجهك»

الثالث: الاستعاذة بالأموات أو الأحياء غير الحاضرين القادرين على العوذ فهذا شرك ومنه قوله تعالى: ﴿ وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً ﴾ {سورة الجن، الآية: 6}

الرابع: الاستعاذة بما يمكن العوذ به من المخلوقين من البشر أو الأماكن أو غيرها فهذا جائز, ودليله قوله صلى الله عليه وسلم في ذكر الفتن : «من تشرف لها تستشرفه ومن وجد ملجأ أو معاذاً فليعذبه» متفق عليه, وقد بين صلى الله عليه وسلم هذا الملجأ والمعاذ بقوله: «فمن كان له إبل فليلحق بإبله» الحديث رواه مسلم، وفي صحيحه أيضاً عن جابر رضي الله عنه أن امرأة من بني مخزوم سرقت فأتى بها النبي صلى الله عليه وسلم فعاذت بأم سلمة الحديث، وفي صحيحه أيضاً عن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يعوذ عائذ بالبيت فيبعث إليه بعث».الحديث.

ولكن إن استعاذ من شر ظالم وجب إيواؤه وإعاذته بقدر الإمكان ، وإن استعاذ ليتوصل إلى فعل محظور أو الهرب من واجب حرم إيواؤه.

69-عرف الاستغاثة واذكر أنواعها؟

ج: طلب الغوث وهو الإنقاذ من الشدة والهلاك، وهو أقسام:

الأول: الاستغاثة بالله عز وجل وهذا من أفضل الأعمال وأكملها وهو دأب الرسل وأتباعهم ، ودليله ما ذكره الشيخ رحمه الله ﴿ إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين ﴾, وكان ذلك في غزوة بدر حين نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المشركين في ألف رجل وأصحابه ثلثمائة وبضعة عشر رجلاً فدخل العريش يناشد ربه عز وجل رافعاً يديه مستقبل القبلة يقول : « اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض» وما زال يستغيث بربه رافعاً يديه حتى سقط رداؤه عن منكبيه فأخذ أبو بكر رضي الله عنه رداءه فألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه، وقال: يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك وعدك» فأنزل الله هذه الآية.

الثاني: الاستغاثة بالأموات أو بالأحياء غير الحاضرين القادرين على الإغاثة فهذا شرك ؛ لأنه لا يفعله إلا من يعتقد أن لهؤلاء تصرفاً خفياً في الكون فيجعل لهم حظاً من الربوبية قال الله تعالى: ﴿ أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ﴾ {سورة النمل ، الآية: 62}.

الثالث: الاستغاثة بالأحياء العالمين القادرين على الإغاثة فهذا جائز كالاستعانة بهم قال الله تعالى في قصة موسى : ﴿ فاستغاثة الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه﴾ {سورة القصص، الآية: 15}.

الرابع: الاستغاثة بحي غير قادر من غير أن يعتقد أن له قوة خفية مثل أن يستغيث الغريق برجل مشلول فهذا لغو وسخرية بمن استغاث به فيمنع منه لهذه العله، ولعلة أخرى وهي الغريق ربما اغتر بذلك غيره فتوهم أن لهذا المشلول قوة خفية ينقذ بها من الشدة.

70-عرف الذبح؟ وله وجوه متعددة اذكرها؟

ج:هو:إزهاق الروح بإراقة الدم على وجه مخصوص .وله وجوه متعددة:

الأول: أن يقع عبادة بأن يقصد به تعظيم المذبوح له والتذلل له والتقرب إليه فهذا لا يكون إلا لله تعالى على الوجه الذي شرعه الله تعالى، وصرفه لغير الله شرك أكبر ودليله ما ذكره الشيخ رحمه الله وهو قوله تعالى: ﴿ قل إن صلاتي ونسكى ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له ﴾ .

الثاني: أن يقع إكراماً لضيف أو وليمة لعرس أو نحو ذلك فهذا مأمور به إما وجوباً أو إستحباباً لقوله صلى الله عليه وسلم : «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه» وقوله صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن عوف «أو لم ولو بشاة»

الثالث: أن يقع على وجه التمتع بالأكل أو الاتجار به ونحو ذلك فهذا من قسم المباح فالأصل فيه الإباحة لقوله تعالى: ﴿ أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاماً فهم لها مالكون * وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون ﴾{سورة يس، الآيتين: 71، 72} وقد يكون مطلوباً أو منهياً عنه حسبما يكون وسيلة له.

71-عرف النذر؟ وما حكمه؟

ج:النذر: هو إلزام الإنسان نفسه بشيء ما ، أو طاعة لله غير واجبة.

حكمه: مكروه ، وقال بعض العلماء: إنه محرم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ، نهى عن النذر وقال : «إنه لا يأتى بخير وإنما يستخرج به من البخيل» ومع ذلك فإذا نذر الإنسان طاعة لله وجب عليه فعلها لقول النبي صلى الله عليه وسلم : «من نذر أن يطيع الله فليطعه».

72-كم مراتب الدين؟ ولكل مرتبة لها أركان اذكرها؟مع ذكر الدليل من السنة؟

ج: مراتب الدين ثلاثة مراتب: الإسلام, والإيمان, والإحسان.

المرتبة الأولى: الإسلام: وأركانه خمسة: الشهادتان, وإقام الصلاة, وإيتاء الزكاة, وصوم رمضان وحج البيت دليل ذلك ما ورد في حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «بني الإسلام على خمس, شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج بيت الله الحرام» متفق عليه.

المرتبة الثانية: الإيمان, وأركانه ستة: [الإيمان بالله-الإيمان بالملائكة- الإيمان بالرسل- الإيمان بالكتب- الإيمان باليوم الآخر- الإيمان بالقدر خيره وشره] دليل ذلك حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما جاء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الإيمان فقال: «الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره».

المرتبة الثالثة: الإحسان, دليل ذلك حديث عمر بن الخطاب السابق لما سأل جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإحسان فقال: «أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك».

73-ما هي أعظم شهادة وأعظم شاهد وأعظم مشهود؟مع الدليل؟

ج:أعظم شهادة هي لا إله إلا الله, وأعظم شاهد هو الله تعالى وملائكته وأولو العلم, وأعظم مشهود به هو توحيد الله في ألوهيته.دليل ذلك قوله تعالى: ﴿ شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم ﴾ {سورة آل عمران، الآية : 18}.

74-ما معنى لا إله إلا الله؟ وكم أركانها؟

ج:معناها: لا معبود بحق إلا الله ؛ ولها ركنان:

النفي: في "لا إله" نافياً جميع ما يعبد من دون الله.

والإثبات: في " إلا الله" مثبتاً العبادة لله وحده لا شريك له في عبادته.

75-ما هو الدليل على بطلان ألوهية غير الله تعالى؟

ج:الدليل:قوله تعالى: ﴿ ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه وهو الباطل﴾فهذه الآلهة التي تعبد من دون الله هي آلهة لكنها آلهة باطلة ليست آلهة حقة ,وليس لها من حق الألوهية شيء.

76-ماهي الكلمة المرادة من قوله تعالى: (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم)؟

ج:هذه الكلمة هي ألا نعبد إلا الله وهي معنى "لا إله إلا الله".

77-ما معنى شهادة أن محمدا رسول الله؟

ج:معنى شهادة "أن محمداً رسول الله" هو الإقرار باللسان والإيمان بالقلب بأن محمد بن عبد الله القرشي الهاشمي رسول الله - عز وجل - إلى جميع الخلق من الجن والإنس, ومقتضى هذه الشهادة أن تصدق رسو


إتــحــاف الطـــلاب بتسهيل شرح الأصول الثلاثة في سؤال وجواب 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

إتــحــاف الطـــلاب بتسهيل شرح الأصول الثلاثة في سؤال وجواب Empty
مُساهمةموضوع: رد: إتــحــاف الطـــلاب بتسهيل شرح الأصول الثلاثة في سؤال وجواب   إتــحــاف الطـــلاب بتسهيل شرح الأصول الثلاثة في سؤال وجواب Emptyالخميس 24 نوفمبر 2011, 10:25 pm

ومقتضى هذه الشهادة أن تصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أخبر، وأن تمتثل أمره فيما أمر، وأن تجتنب ما عنه نهى وزجر ، وأن لا تعبد الله إلا بما شرع.

78-عرف الإيمان لغة وشرعاً؟

ج:الإيمان في اللغة التصديق.

وفي الشرع: اعتقاد بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوارح.

79-ما الجمع بين كون الإيمان بضع وسبعون شعبة وبين كونه ستة أركان؟

ج:الجمع بين ما تضمنه كلام المؤلف رحمه الله تعالى من أن الإيمان بضع وسبعون شعبة وأن الإيمان أركانه ستة أن نقول: الإيمان الذي هو العقيدة أصوله ستة وهي المذكورة في حديث جبريل عليه الصلاة والسلام حينما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان فقال: «الإيمان أن تؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ورسله ، واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره».

وأما الإيمان الذي يشمل الأعمال وأنواعها وأجناسها فهو بضع وسبعون شبعة ولهذا سمى الله تعالى الصلاة إيماناً في قوله : ﴿ وما كان الله ليضيع إيمانكم ﴾ {سورة البقرة، الآية: 143} قال المفسرون: يعني صلاتكم إلى بيت المقدس؛ لأن الصحابة كانوا قبل أن يؤمروا بالتوجه إلى الكعبة يصلون إلى بيت المقدس.

80-الإيمان بالله يتضمن أربعة أمور اذكرها؟ مع تعريف كل أمر؟

ج:الأول: الإيمان بوجود الله تعالى:

وقد دل على وجوده تعالى: الفطرة ، والعقل ، والشرع والحس.

1- أما دلالة الفطرة على وجوده: فإن كل مخلوق قد فطر على الإيمان بخالقه من غير سبق تفكير أو تعليم ، ولا ينصرف عن مقتضى هذه الفطرة إلا من طرأ على قلبه ما يصرفه عنها لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « ما من مولود إلا يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه ، أو ينصرانه ، أو يمجسانه».

2- وأما دلالة العقل على وجود الله تعالى : فلأن هذه المخلوقات سابقها ولاحقها لابد لها من خالق أوجدها إذ لا يمكن أن توجد نفسها بنفسها ، ولا يمكن أن توجد صدفة,فلا يمكن أن توجد نفسها بنفسها لأن الشيء لا يخلق نفسه ، لأن قبل وجوده معدوم فكيف يكون خالقاً؟

ولا يمكن أن توجد صدفة؛ لأن كل حادث لابد له من محدث ، ولأن وجودها على هذا النظام البديع، والتناسق المتآلف ، والارتباط الملتحم بين الأسباب ومسبباتها ، وبين الكائنات بعضها مع بعض يمنع منعاً باتاً أن يكون وجودها صدفة ، إذ الموجود صدفة ليس على نظام في أصل وجوده فكيف يكون منتظماً حال بقائه وتطوره؟!

وإذا لم يمكن أن توجد هذه المخلوقات نفسها بنفسها ، ولا أن توجد صدفة تعين أن يكون لها موجد وهو الله رب العالمين.

وقد ذكر الله تعالى هذا الدليل العقلي والبرهان القطعي في سورة الطور ، حيث قال: ﴿ أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون ﴾ {سورة الطور، الآية: 35} يعني: أنهم لم يخلقوا من غير خالق، ولا هم الذين خلقوا أنفسهم ، فتعين أن يكون خالقهم هو الله تبارك وتعالى، ولهذا لما سمع - جبير بن مطعم - رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة الطور فبلغ هذه الآيات: ﴿ أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون * أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون * أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون ﴾ {سورة الطور، الآيات: 35-37} وكان - جبير يؤمئذ مشركاً قال : «كاد قلبي أن يطير ، وذلك أول ما وقر الإيمان في قلبي» رواه - البخاري – مفرقاً.

- وأما دلالة الشرع على وجود الله تعالى :
-
- فلأن الكتب السماوية كلها تنطق بذلك ، وما جاءت به من الأحكام المتضمنة لمصالح الخلق دليل على أنها من رب حكيم عليم بمصالح خلقه، وما جاءت به من الأخبار الكونية التي شهد الواقع بصدقها دليل على أنها من رب قادر على إيجاد ما أخبر به.

- وأما أدلة الحس على وجود الله فمن وجهين:
-
أحدهما: أننا نسمع ونشاهد من إجابة الداعين ، وغوث المكروبين ، ما يدل دلالة قاطعة على وجوده تعالى ، قال الله تعالى: ﴿ ونوحاً إذ نادى من قبل فاستجبنا له﴾ {سورة الأنبياء، الآية: 76} وقال تعالى: ﴿ إذ تستغيثون ربكم فأستجاب لكم ﴾ {سورة الأنفال ، الآية: 9} وفي صحيح البخاري عن - أنس بن مالك رضي الله عنه : "أن أعرابياً دخل يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب، فقال: ( يا رسول الله) ، هلك المال ، وجاع العيال ، فادع الله لنا ، فرفع يديه ودعا فثار السحاب أمثال الجبال فلم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته. وفي الجمعة الثانية قام ذلك الأعرابي أو غيره فقال : يا رسول الله تهدم البناء وغرق المال، فادع الله لنا ، فرفع يديه وقال : "اللهم حوالينا ولا علينا ، فما يشير إلى ناحية إلا انفرجت» .

الوجه الثاني: أن آيات الأنبياء التي تسمى (المعجزات) ويشاهدها الناس ، أو يسمعون بها ، برهان قاطع على وجود مرسلهم ، وهو الله تعالى، لأنها أمور خارجة عن نطاق البشر ، يجريها الله تعالى تأييداً لرسله ونصراً لهم .

مثال ذلك: آية موسى صلى الله عليه وسلم حين أمره الله تعالى أن يضرب بعصاه البحر ، فضربه فانفلق اثنى عشر طريقاً يابساً ، والماء بينها كالجبال، قال الله تعالى : ﴿ فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيم﴾{سورة الشعراء، الآية: 63}.

ومثال ثان: آية عيسى صلى الله عليه وسلم حيث كان يحيى الموتى ، ويخرجهم من قبورهم بإذن الله ، قال الله تعالى: ﴿وأحي الموتى بإذن الله ﴾ {سورة آل عمران ، الآية: 49} وقال :﴿ وإذ تخرج الموتى بإذني﴾ {سورة المائدة ، الآية: 110}.

ومثال ثالث: لمحمد صلى الله عليه وسلم حين طلبت منه قريش آية، فأشار إلى القمر فانفلق فرقتين فرآه الناس ، وفي ذلك قوله تعالى: ﴿اقتربت الساعة وانشق القمر * وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر﴾ {سورة القمر، الآيتين: 1-2}. فهذه الآيات المحسوسة التي يجريها الله تعالى تأييداً لرسله، ونصراً لهم ، تدل دلالة قطعية على وجوده تعالى.

الثاني: الإيمان بربوبيته:

أي بأنه وحده الرب لا شريك له ولا معين.

والرب : من له الخلق والملك ، والأمر ، فلا خالق إلا الله ، ولا مالك إلا هو ، ولا أمر إلا له، قال تعالى : ﴿ألا له الخلق والأمر﴾ {سورة الأعراف، الآية : 54} وقال: ﴿ ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير ﴾ {سورة فاطر، الآية: 13} .


ولم يعلم أن أحداً من الخلق أنكر ربوبية الله سبحانه، إلا أن يكون مكابراً غير معتقد بما يقول ، كما حصل من - فرعون - حين قال لقومه : ﴿ أنا ربكم الأعلى﴾ {سورة النازعات ، الآية: 24} وقال: ﴿ يأيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري ﴾ {سورة القصص، الآية: 38} لكن ذلك ليس عن عقيدة ، قال الله تعالى: ﴿ وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً﴾ {سورة النمل، الآية: 14} وقال موسى لفرعون فيما حكى الله عنه: ﴿ لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر وإني لأظنك يا فرعون مثبوراً﴾ { سورة الإسراء، الآية: 102},ولهذا كان المشركون يقرون بربوبية الله تعالى ، مع إشراكهم به في الألوهية، قال الله تعالى : ﴿ قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون * سيقولون لله قل أفلا تذكرون * قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم * سيقولون لله قل أفلا تتقون * قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون * سيقولون لله قل فأنى تسحرون ﴾{سورة المؤمنون ، الآيات : 84-89}.

وقال الله تعالى: ﴿ ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم ﴾ {سورة الزخرف، الآية: 9} وقال: ﴿ ولئن سألتهم من خلقهن ليقولن الله فأنى يؤفكون ﴾ {سورة الزخرف، الآية: 87}.

وأمر الرب سبحانه شامل للأمر الكوني والشرعي فكما أنه مدبر الكون القاضي فيه بما يريد حسب ما تقتضيه حكمته ، فهو كذلك الحاكم فيه بشرع العبادت وأحكام المعاملات حسبما تقتضيه حكمته ، فمن اتخذ مع الله تعالى مشرعاً في العبادات أو حاكماً في المعاملات فقد أشرك به ولم يحقق الإيمان.

الثالث: الإيمان بألوهيته:

أي ( بأنه وحده الإله الحق لا شريك له) و "الإله" بمعنى المألوه" أي "المعبود حباً وتعظيماً ، وقال الله تعالى: ﴿ وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ﴾ {سورة البقرة، الآية: 163} وقال تعالى: ﴿ شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم ﴾ {سورة آل عمران، الآية: 18}.

وكل ما اتخذ إلها مع الله يعبد من دونه فألوهيته باطلة ، قال الله تعالى: ﴿ ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير ﴾ {سورة الحج ، الآية: 62} وتسميتها آلهة لا يعطيها حق الألوهية قال الله تعالى في اللات والعزى ومناة: ﴿ إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان ﴾ {سورة النجم ، الآية: 23} وقال عن هود أنه قال لقومه: ﴿أتجادلونني في أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما نزل الله بها من سلطان﴾ {سورة الأعراف، الآية: 71} وقال عن يوسف أنه قال لصاحبي السجن: ﴿ أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار * ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان ﴾ {سورة يوسف، الآيتين: 39-40} ولهذا كانت الرسل عليهم الصلاة والسلام يقولون لأقوامهم { أعبدوا الله ما لكم من إله غيره } ولكن أبى ذلك المشركون ، واتخذوا من دون الله آلهة ، يعبدونهم مع الله سبحانه وتعالى، ويستنصرون بهم ، ويستغيثون.

وقد أبطل الله تعالى اتخاذ المشركين هذه الآلهة ببرهانين عقليين:

الأول: أنه ليس في هذه الآلهة التي اتخذوها شيء من خصائص الألوهية ، فهي مخلوقة لا تخلق ، ولا تجلب نفعاً لعابديها ، ولا تدفع عنهم ضرراً ، ولا تملك لهم حياة ولا موتاً ، ولا يملكون شيئاً من السماوات ولا يشاركون فيه.قال الله تعالى: ﴿ واتخذوا من دونه ءالهة لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً ولا يملكون موتاً ولا حياة ولا نشوراً ﴾ {سورة الفرقان، الآية: 3},وقال تعالى: ﴿ قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ومالهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير * ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له ﴾ {سورة سبأ، الآيتين: 22-23} .

وقال: ﴿ أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يخلقون * ولا يستطيعون لهم نصراً ولا أنفسهم ينصرون ﴾ {سورة الأعراف، الآيتين: 191-192}.

وإذا كانت هذه حال تلك الآلهة، فإن اتخاذها آلهة من أسفه السفه ، وأبطل الباطل.

الثاني: أن هؤلاء المشركين كانوا يقرون بأن الله تعالى وحده الرب الخالق الذي بيده ملكوت كل شيء ، وهو يجير ولا يجار عليه ، وهذا يستلزم أن يوحوده بالألوهية كما قال تعالى : ﴿يأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون * الذي جعل لكم الأرض فراشاً والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون ﴾ {سورة البقرة ، الآيتين: 21-22} وقال ﴿ ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون ﴾ {سورة الزخرف ، الآية : 87} وقال : ﴿ قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون * فذلك الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون ﴾ {سورة يونس ، الآيتين: 31-32}.

الرابع : الإيمان بأسمائه وصفاته :

أي: ( ما أثبته الله لنفسه في كتابه ، أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات على الوجه اللائق به من غير تحريف ، ولا تعطيل ، ولا تكييف ، ولا تمثيل ، قال الله تعالى :﴿ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون ﴾ {سورة الأعراف، الآية: 180} وقال: ﴿ وله المثل الأعلى في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم ﴾ {سورة الروم ، الآية: 27} وقال : ﴿ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير﴾ {سورة الشورى ، الآية: 11} .

81-هل كان كفار قريش يقرون بربوبية الله تعالى؟دلل على كلامك؟

ج:نعم كانوا يقرون بأن الله تعالى وحده الرب الخالق الذي بيده ملكوت كل شيء ، وهو يجير ولا يجار عليه ، وهذا يستلزم أن يوحدوه بالألوهية كما قال تعالى : ﴿ يأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون * الذي جعل لكم الأرض فراشاً والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون ﴾ {سورة البقرة ، الآيتين: 21-22} وقال: ﴿ ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون ﴾ {سورة الزخرف ، الآية : 87} وقال :﴿ قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون * فذلك الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون ﴾{سورة يونس ، الآيتين: 31-32}.

82-لقد ضل في باب أسماء الله تعالى وصفاته طائفتان اذكرهما؟

ج: هما:المعطلة – والممثلة

83-لماذا سمي المعطلة بهذا الاسم؟وبماذا نرد على شبهتهم؟

ج:سمي(المعطلة) بهذا الاسم؛ لأنهم عطلوا الله تعالى عن كل ما يليق به فأنكروا الأسماء ، والصفات ، أو بعضها .

زاعمين أن إثباتها يستلزم التشبيه ، أي تشبيه الله تعالى بخلقه ، وهذا الزعم باطل لوجوه منها:
الأول : أنه يستلزم لوازم باطلة كالتناقض في كلام الله سبحانه ، وذلك أن الله تعالى أثبت لنفسه الأسماء والصفات، ونفى أن يكون كمثله شيء ، ولو كان إثباتها يستلزم التشبيه لزم التناقض في كلام الله ، وتكذيب بعضه بعضاً.

الثاني: أنه لا يلزم من اتفاق الشيئين في أسم أو صفة أن يكونا متماثلين، فأنت ترى الشخصين يتفقان في أن كلاً منهما إنسان سميع ، بصير ، متكلم ، ولا يلزم من ذلك أن يتماثلا في المعاني الإنسانية ، والسمع والبصر ، والكلام ، وترى الحيوانات لها أيد وأرجل ، وأعين ولا يلزم من اتفاقها هذا أن تكون أيديها وأرجلها ، وأعينها متماثلة .

فإذا ظهر التباين بين المخلوقات فيما تتفق فيه من أسماء ، أو صفات، فالتباين بين الخالق والمخلوق أبين وأعظم.

84-لماذا سمي المشبهة بهذا الاسم؟ وبماذا نرد على شبهتهم؟

ج:سمي المشبهة بهذا الاسم لأنهم أثبتوا الأسماء والصفات مع تشبيه الله تعالى بخلقه زاعمين أن هذا مقتضى دلالة النصوص ، لأن الله تعالى يخاطب العباد بما يفهمون وهذا الزعم باطل لوجوه منها:

الأول: أن مشابهة الله تعالى لخلقه أمر باطل ببطله العقل، والشرع ، ولا يمكن أن يكون مقتضى نصوص الكتاب والسنة أمراً باطلاً.

الثاني: أن الله تعالى خاطب العباد بما يفهمون من حيث أصل المعنى ، أما الحقيقة والكنه الذي عليه ذلك المعنى فهو مما استأثر الله تعالى بعلمه فيما يتعلق بذاته، وصفاته.

فإذا أثبت الله لنفسه أنه سميع ، فإن السمع معلوم من حيث أصل المعنى وهو إدراك الأصوات) لكن حقيقة ذلك بالنسبة إلى سمع الله تعالى غير معلومة ؛ لأن حقيقة السمع تتباين حتى في المخلوقات ، فالتباين فيها بين الخالق والمخلوق، أبين وأعظم.

وإذا أخبر الله تعالى عن نفسه أنه استوى على عرشه فإن الاستواء من حيث أصل المعنى معلوم ، لكن حقيقة الإستواء التي هو عليه غير معلومة بالنسبة إلى استواء الله على عرشه فإن الاستواء تتباين في حق المخلوق، فليس الإستواء على كرسي مستقر كالاستواء على رحل بعير صعب نفور، فإذا تباينت في حق المخلوق ، فالتباين فيها بين الخالق والمخلوق أبين وأعظم.

85-ما هي ثمرات الإيمان بالله تعالى؟

ج:الأولى: تحقيق توحيد الله تعالى بحيث لا يتعلق بغيره رجاء، ولا خوفاً ، ولا يعبد غيره.

الثانية: كمال محبة الله تعالى ، وتعظيمه بمقتضى أسمائه الحسنى وصفاته العليا.

الثالثة: تحقيق عبادته بفعل ما أمر به، واجتناب ما نهى عنه.

86-ماذا تعرف عن الملائكة؟

ج:هم عالم غيبي مخلوقون ، عابدون لله تعالى ، وليس لهم من خصائص الربوبية والألوهية شيء ، خلقهم الله تعالى من نور ، ومنحهم الانقياد التام لأمره، والقوة على تنفيذه. قال الله تعالى: ﴿ ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون * يسبحون الليل والنهار لا يفترون ﴾ {سورة الأنبياء، الآيتين: 19-20} . وهم عدد كثير لا يحصيهم إلا الله تعالى، وقد ثبت في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه في قصة المعراج أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع له البيت المعمور في السماء يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا لم يعودا إليه آخر ما عليهم.

87-الإيمان بالملائكة يتضمن أربعة أمور اذكرها؟

ج:والإيمان بالملائكة يتضمن أربعة أمور:

الأول: الإيمان بوجودهم.

الثاني: الإيمان بمن علمنا اسمه منهم باسمه (كجبريل) ومن لم نعلم اسمه نؤمن بهم إجمالاً.
الثالث: الإيمان بما علمنا من صفاتهم، كصفة ( جبريل ) فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه رآه على صفته التي خلق عليها وله ستمائة جناح قد سد الأفق. وقد يتحول الملك بأمر الله تعالى إلى هيئة رجل ، كما حصل (لجبريل) حين أرسله تعالى إلى-مريم-فتمثل لها بشراً سوياً ، وحين جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس في أصحابه جاءه بصفة لا يرى عليه أثر السفر ، ولا يعرفه أحد من الصحابة ، فجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه ، وسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام ، والإيمان والإحسان ، والساعة ، وأماراتها ، فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق. ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : "هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم". رواه مسلم.

الرابع: الإيمان بما علمنا من أعمالهم التي يقومون بها بأمر الله تعالى، كتسبيحه، والتعبد له ليلاً ونهاراً بدون ملل ولا فتور.وقد يكون لبعضهم أعمال خاصة.

88-اذكر بعض الملائكة مع ذكر أعمالهم؟

ج:مثل: جبريل الأمين على وحي الله تعالى يرسله به إلى الأنبياء والرسل.

ومثل: ميكائيل الموكل بالقطر أي بالمطر والنبات.

ومثل: إسرافيل الموكل بالنفخ في الصور عند قيام الساعة وبعث الخلق.

ومثل: ملك الموت الموكل بقبض الأرواح عند الموت.

ومثل: مالك وهو خازن النار.

ومثل: الملائكة الموكلين بالأجنة في الأرحام إذا تم للإنسان أربعة أشهر في بطن أمه ، بعث الله إليه ملكاً وأمره بكتب رزقه ، وأجله ، وعمله ، وشقي أم سعيد.

ومثل: الملائكة الموكلين بحفظ أعمال بني آدم وكتابتها لكل شخص ، ملكان : أحدهما عن اليمين، والثاني عن الشمال.

ومثل: الملائكة الموكلين بسؤال إذا وضع في قبره يأتيه ملكان يسألانه عن ربه، ودينه، ونبيه.

89-ما هي ثمرات الإيمان بالملائكة؟

ج:والإيمان بالملائكة يثمر ثمرات جليلة منها:

الأولى: العلم بعظمة الله تعالى، وقوته ، وسلطانه ، فإن عظمة المخلوق من عظمة الخالق.

الثانية: شكر الله تعالى على عنايته ببني آدم ، حيث وكل من هؤلاء الملائكة من يقوم بحفظهم ، وكتابة أعمالهم ، وغير ذلك من مصالحهم.

الثالثة: محبة الملائكة على ما قاموا به من عبادة الله تعالى.

90-كيف نرد على من أنكر أن الملائكة أجسام؟

ج:أنكر قوم من الزائغين كون الملائكة أجساماً ، وقالوا: إنهم عبارة عن قوى الخير الكامنة في المخلوقات ، وهذا تكذيب لكتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع المسلمين.
قال الله تعالى : ﴿ الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلاً أولى أجنحة مثنى وثلاث ورباع ﴾ {سورة الفاطر ، الآية: 1} .

وقال: ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ﴾ {سورة الأنفال، الآية: 50}.

وقال: ﴿ ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم﴾ {سورة الأنعام ، الآية: 93}.

وقال:﴿ حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير﴾ {سورة سبأ، الآية: 23}.

وقال في أهل الجنة :﴿ والملائكة يدخلون عليهم من كل باب * سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ﴾ {سورة الرعد، الآيتين: 23-24}.

وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أحب الله العبد نادى جبريل إن الله يحب فلاناً فأحبه، فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء، ، إن الله يحب فلاناً فأحبوه ، فيحبه أهل السماء ، ثم يوضع له القبول في الأرض».

وفيه أيضاً عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم " إذا كان يوم الجمعة على كل باب من أبواب المساجد الملائكة يكتبون الأول فالأول ، فإذا جلس الإمام طووا الصحف وجاءوا يستمعون الذكر".
وهذه النصوص صريحة في أن الملائكة أجسام لا قوى معنوية ، كما قال الزائغون وعلى مقتضى هذه النصوص أجمع المسلمون.

91-ما هي الكتب السماوية؟

ج:هي الكتب التي أنزلها تعالى على رسله رحمة للخلق ، وهداية لهم ، ليصلوا بها إلى سعادتهم في الدنيا والآخرة وهي: القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والزبور .

92-الإيمان بالكتب السماوية يتضمن أربعة أمور اذكرها؟

ج:والإيمان بالكتب يتضمن أربعة أمور:

الأول: الإيمان بأن نزولها من عند الله حقاً.

الثاني: الإيمان بما علمنا اسمه منها باسمه كالقرآن الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم ، والتوراة التي أنزلت على موسى صلى الله عليه وسلم ، والإنجيل الذي أنزل على عيسى صلى الله عليه وسلم، والزبور الذي أوتيه داود صلى الله عليه وسلم وأما لم نعلم اسمه فتؤمن به إجمالاً.
الثالث: تصديق ما صح من أخبارها ، كأخبار القرآن ، وأخبار ما لم يبدل أو يحرف من الكتب السابقة.

الرابع: العمل بأحكام ما لم ينسخ منها ، والرضا والتسليم به سواء فهمنا حكمته أم لم نفهمها ، وجميع الكتب السابقة منسوخة بالقرآن العظيم قال الله تعالى : ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ﴾ {سورة المائدة، الآية: 48} أي: ( حاكماً عليه ) وعلى هذا فلا يجوز العمل بأي حكم من أحكام الكتب السابقة إلا ما صح منها وأقره القرآن.

93-ما هي ثمرات الإيمان بالكتب؟

ج:الأولى: العلم بعناية الله تعالى بعباده حيث أنزل لكل قوم كتاباً يهديهم به.

الثانية: العلم بحكمة الله تعالى في شرعه حيث شرع لكل قوم ما يناسب أحوالهم. كما قال الله تعالى : ﴿ لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً ﴾ {سورة المائدة ، الآية: 48}.

94-عرف الرسول؟ ومن هو أول الرسل؟

ج:الرسل: جمع (رسول) بمعنى (مرسل) أي مبعوث بإبلاغ شيء.

والمراد هنا: من أوحى إليه من البشر بشرع وأمر بتبليغه.

95-الإيمان بالرسل يتضمن أربعة أمور اذكرها؟

ج:والإيمان بالرسل يتضمن أربعة أمور:

الأول: الإيمان بأن رسالتهم حق من الله تعالى، فمن كفر برسالة واحد منهم فقد كفر بالجميع . كما قال الله تعالى: ﴿ كذبت قوم نوح المرسلين ﴾ {سورة الشعراء، الآية: 105} فجعلهم الله مكذبين لجميع الرسل مع أنه لم يكن رسول غيره حين كذبوه ، وعلى هذا فالنصارى الذين كذبوا محمداً صلى الله عليه وسلم ولم يتبعوه هم مكذبون للمسيح بن مريم غير متبعين له أيضاً ، لا سيما وأنه قد بشرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم ولا معنى لبشارتهم به إلا أنه رسول إليهم ينقذهم الله به من الضلالة ، ويهديهم إلى صراط مستقيم.

الثاني: الإيمان بمن علمنا اسمه منهم باسمه مثل: محمد وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى ونوح عليهم الصلاة والسلام ، وهؤلاء الخمسة هم أولو العزم من الرسل ، وقد ذكرهم الله تعالى في موضعين من القرآن في سورة الأحزاب في قوله: ﴿ ولقد أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم ﴾ {سورة الأحزاب، الآية: 7}. وفي سورة الشورى في قوله ﴿ شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ﴾ { سورة الشورى، الآية: 13}.

وأما من لم نعلم اسمه منهم فنؤمن به إجمالاً قال الله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ﴾ {سورة غافر، الآية: 78}.

الثالث: تصديق ما صح عنهم من أخبارهم.

الرابع: العمل بشريعة من أرسل إلينا منهم، وهو خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم المرسل إلى جميع الناس قال الله تعالى: ﴿ فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليماً ﴾ {سورة النساء، الآية: 65}.

96-ما هي ثمرات الإيمان بالرسل؟

ج:للإيمان بالرسل ثمرات جليلة منها:

الأولى: العلم برحمه الله تعالى وعنايته بعباده حيث أرسل إليهم الرسل ليهدوهم إلى صراط الله تعالى ، ويبينوا لهم كيف يعبدون الله ؛ لأن العقل البشري لا يستقل بمعرفة ذلك.

الثانية: شكره تعالى على هذه النعمة الكبرى.

الثالثة: محبة الرسل عليهم الصلاة والسلام وتعظيمهم، والثناء عليهم بما يليق بهم، لأنهم رسل الله تعالى، ولأنهم قاموا بعبادته ، وتبليغ رسالته ، والنصح لعباده.

97-عرف اليوم الآخر؟

ج:اليوم الآخر: يوم القيامة الذي يبعث الناس فيه للحساب والجزاء . وسمي بذلك لأنه لا يوم بعده ، حيث يستقر أهل الجنة في منازلهم ، وأهل النار في منازلهم.

98-الإيمان باليوم الآخر يتضمن ثلاثة أمور اذكرها؟

ج:الإيمان باليوم الآخر يتضمن ثلاثة أمور:

الأول: الإيمان بالبعث : وهو إحياء الموتى حين ينفخ في الصور النفخة الثانية، فيقوم الناس لرب العالمين ، حفاة غير منتعلين ، عراة غير مستترين ، غرلاً غير مختتنين ، قال الله تعالى: ﴿ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ﴾ {سورة الأنبياء، الآية: 104}. والبعث : حق ثابت دل عليه الكتاب ، والسنة ، وإجماع المسلمين . قال الله تعالى: ﴿ ثم إنكم بعد ذلك لميتون * ثم إنكم يوم القيامة تبعثون ﴾ {سورة المؤمنون، الآيتين: 15-16},وقال النبي صلى الله عليه وسلم : «يحشر الناس يوم القيامة غرلاً» متفق عليه .

وأجمع المسلمون على ثبوته ، وهو مقتضى الحكمة حيث تقتضي أن يجعل الله تعالى لهذه الخليقة معاداً يجازيهم فيه على ما كلفهم به على ألسنة رسله قال الله تعالى :﴿أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون﴾ {سورة المؤمنون، الآية: 115} وقال لنبيه صلى الله عليه وسلم :﴿ إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد﴾ {سورة القصص، الآية: 85}.

الثاني: الإيمان بالحساب والجزاء: يحاسب العبد على عمله ، ويجازى عليه ، وقد دل على ذلك الكتاب ، والسنة ، وإجماع المسلمين ، قال الله تعالى: ﴿ إن إلينا إيابهم * ثم إن علينا حسابهم ﴾ {سورة الغاشية، الآيتين : 25-26} وقال: ﴿ من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون﴾ {سورة الأنعام ، الآية: 160} وقال: ﴿ ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً وإنك كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين ﴾ {سورة الأنبياء ، الآية: 47}.

وعن ابن عمر رضي الله عنهما-أن النبي صلى الله عليه وسلم -قال: «إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره ، فيقول : أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم أي رب حتى إذا قرره بذنوبه، ورأى أنه قد هلك قال: قد سترتها عليك في الدنيا ، وأنا أغفرها لك اليوم، فيعطى كتاب حسناته، وأما الكفار والمنافقون فينادى بهم على رؤوس الخلائق هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ، ألا لعنة الله على الظالمين" متفق عليه.

وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم :«أن من هم بحسنة فعملها ، كتبها الله عنده عشر حسنا إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، وأن من هم بسيئة ففعلها كتبها الله سيئة واحدة» .

وقد أجمع المسلمون على إثبات الحساب والجزاء على الأعمال ، وهو مقتضى الحكمة فإن الله تعالى أنزل الكتب، وأرسل الرسل ، وفرض على العباد قبول ما جاءوا به ، والعمل بما يجب العمل به منه، وأوجب قتال المعارضين له وأحل دماءهم ، وذرياتهم ، ونسائهم ، وأموالهم. فلو لم يكن حساب، ولا جزاء لكان هذا من العبث الذي ينزه الرب الحكيم عنه، وقد أشار الله تعالى إلى ذلك بقوله : ﴿فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ* فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِين﴾ {سورة الأعراف، الآيتين: 6-7} .

الثالث: الإيمان بالجنة والنار، وأنهما المال الأبدي للخلق ، فالجنة دار النعيم التي أعدها الله تعالى للمؤمنين المتقين، الذين آمنوا بما أوجب الله عليهم الإيمان به، وقاموا بطاعة الله ورسوله، مخلصين لله متبعين لرسوله .

فيها من أنواع النعيم مالا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر . قال الله تعالى :﴿ إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية * جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه﴾ {سورة البينة، الآيتين: 7-8},وقال تعالى :﴿ فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون﴾ {سورة السجدة ، الآية: 17}.

وأما النار فهي دار العذاب التي أعدها الله تعالى للكافرين الظالمين ، الذين كفروا به وعصوا رسله ، فيها من أنواع العذاب والنكال مالا يخطر على البال قال الله تعالى:﴿واتقوا النار التي أعدت للكافرين﴾, وقال :﴿إنا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوى الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقاً ﴾ {سورة الكهف، الآية: 29} وقال تعالى:﴿إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيراً * خالدين فيها أبداً لا يجدون ولياً ولا نصيراً * يوم تقلب وجوههم في النار يقولون ياليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا ﴾ {سورة الأحزاب، الآيات: 64-66}.

99-ما الفرق بين فتنة القبر وعذاب القبر؟

ج: (أ ) فتنة القبر: وهي سؤال الميت بعد دفنه عن ربه، ودينه، ونبيه، فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت ، فيقول: ربي الله، وديني الإسلام، ونبي محمد صلى الله عليه وسلم. ويضل الله الظالمين فيقول الكافر هاه ، هاه ، لا أدري . ويقول المنافق أو المرتاب لا أدري سمعت الناس لا أدري سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته.

(ب ) وعذاب القبر ونعيمه: فيكون العذاب للظالمين من المنافقين والكافرين قال الله تعالى :﴿ ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن ءايته تستكبرون ﴾ {سورة الأنعام ، الآية: 23},وقال تعال في آل عمران:﴿ النار يعرضون عليها غدوا وعشياً ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ﴾ {سورة غافر، الآية: 44} .

وفي صحيح مسلم من حديث زيد بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه، ثم أقبل بوجهه فقال: تعوذوا بالله من عذاب النار. قالوا: نعوذ بالله من عذاب النار. فقال: تعوذوا بالله من عذاب القربر. قالوا. قالوا: نعوذ بالله من عذاب القبر. قال: تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن.

قال: تعوذوا بالله من فتنة الدجال. قالوا: نعوذ بالله من فتنة الدجال، قالوا : نعوذ بالله من فتنة الدجال» .

وأما نعيم القبر فللمؤمنين الصادقين قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ﴾ {سورة فصلت، الآية: 41},وقال تعالى: ﴿ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ* وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ * فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ * تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ﴾ {سورة الواقعة، الآيات: 83-89}.

100-ما هي ثمرات الإيمان باليوم الآخر؟

ج:وللإيمان باليوم الآخر ثمرات جليلة منها:

الأولى: الرغبة في فعل الطاعة والحرص عليها رجاء لثواب ذلك اليوم.

الثانية: الرهبة عند فعل المعصية والرضى بها خوفاً من عقاب ذلك اليوم.

الثالثة: تسلية المؤمن عما يفوته من الدنيا بما يرجوه من نعيم الآخرة وثوابها.

101-لقد أنكر الكفار البعث بعد الموت بماذا نرد عليهم؟

ج:هذا الإنكار باطل دل على بطلانه الشرع ، والحس ، والعقل .

أما الشرع : فقد قال الله تعالى: ﴿ زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير ﴾ {سورة التغابن، الآية: 7} وقد اتفقت جميع الكتب السماوية عليه.

وأما الحس : فقد أرى الله عباده إحياء الموتى في هذه الدنيا ، وفي سورة البقرة خمسة أمثلة على ذلك وهي:

المثال الأول: قوم موسى حين قالوا له:﴿لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة ﴾ {سورة البقرة، الآية: 55} فأماتهم الله تعالى، ثم أحياهم وفي ذلك يقول الله تعالى مخاطباً بني إسرائيل :﴿ وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون * ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون ﴾ {سورة البقرة، الآيتين : 55، 56}.

المثال الثاني في قصة القتيل الذي اختصم فيه بنو إسرائيل ، فأمرهم الله تعالى أن يذبحوا بقرة فيضربوه ببعضها ليخبرهم بمن قتله ، وفي ذلك يقول الله تعالى: ﴿وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (72) فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾{سورة البقرة ، الآيتين: 72-73}.

المثال الثالث: في قصة القوم الذين خرجوا من ديارهم فراراً من الموت وهم ألوف فأماتهم الله تعالى ، ثم أحياهم وفي ذلك يقول الله تعالى: ﴿ ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون ﴾ {سورة البقرة، الآية: 243}.

المثال الرابع: في قصة الذي مر على قرية ميتة فاستبعد أن يحييها الله تعالى، فأماته الله تعالى مئة سنة ، ثم أحياه وفي ذلك يقول الله تعالى: ﴿ أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحماً فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير ﴾ {سورة البقرة، الآية: 259}.

المثال الخامس: في قصة إبراهيم الخليل حين سأل الله تعالى أن يريه كيف يحيى الموتى ؟ فأمره الله تعالى أن يذبح أربعة من الطير ، ويفرقهن أجزاء على الجبال التي حوله ، ثم يناديهن فتلتئم الأجزاء بعضها إلى بعض ، ويأتين إلى إبراهيم سعياً، وفي ذلك يقول الله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ {سورة البقرة، الآية: 260}.

فهذه أمثلة حسية واقعية تدل على إمكانية إحياء الموتى، وقد سبقت الإشارة إلى ما جعله الله تعالى من آيات عيسى ابن مريم من إحياء الموتى وإخراجهم من قبورهم بإذن الله تعالى.

وأما دلالة العقل فمن وجهين:

أحدهما : أن الله تعالى فاطر السماوات والأرض وما فيهما ، خالقهما ابتداء ، والقادر على ابتداء الخلق لا يعجز عن إعادته ، قال الله تعالى:﴿وهو الذي يبدؤ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه﴾ {سورة الروم، الآية: 27} وقال تعالى :﴿كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين ﴾ {سورة الأنبياء، الآية: 104}. وقال آمرا بالرد على من أنكر إحياء العظام وهي رميم: ﴿ قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم﴾ {سورة يس، الآية: 79}.

الثاني: أن الأرض تكون ميتة هامدة ليس فيها شجرة خضراء، فينزل عليها المطر فتهتز خضراء حية فيها من كل زوج بهيج، والقادر على إحيائها بعد موتها ، قادر على إحياء الموتى . قال الله تعالى:﴿ وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير﴾ {سورة فصلت، الآية: 39} وقال تعالى: ﴿وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (9) وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ (10) رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ﴾{سورة ق، الآيات: 9-11}.

102-لقد أنكر قوم عذاب القبر ما هي شبهتهم في ذلك؟ وكيف الرد عليها؟

ج:قد ضل قوم من أهل الزيغ فأنكروا عذاب القبر، ونعيمه ، زاعمين أن ذلك غير ممكن لمخالفة الواقع، قالوا فإنه لو كشف عن الميت في قبره لوجد كما كان عليه، والقبر لم يتغير بسعة ولا ضيق.
وهذا الزعم باطل بالشرع ، والحس ، والعقل:

أما الشرع: فقد سبقت النصوص الدالة على ثبوت عذاب القبر ، ونعيمه في فقرة ( ب ) مما يلتحق بالإيمان باليوم الآخر.

وفي صحيح البخاري - من حديث - ابن عباس رضي الله عنهما قال: "خرج النبي صلى الله عليه وسلم من بعض حيطان المدينة ، فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما" وذكر الحديث ، وفيه : "أن أحدهما كان لا يستتر من البول" وفي -رواية - " من (بوله) وأن الآخر كان يمشي بالنميمة".

وأما الحس: فإن النائم يرى في منامه أنه كان في مكان فسيح بهيج يتنعم فيه، أو أنه كان في مكان ضيق موش يتألم منه، وربما يستيقظ أحياناً مما رأى ، ومع ذلك فهو على فراشه في حجرته على ما هو عليه ، والنوم أخو الموت ولهذا سماه الله تعالى " وفاة " قال الله تعالى: ﴿ الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى ﴾{سورة الزمر، الآية: 42}.

وأما العقل : فإن النائم في منامه يرى الرؤيا الحق المطابقة للمواقع ، وربما رأى النبي صلى الله عليه وسلم على صفته، ومن رآه على صفته فقد رآه حقاً ومع ذلك فالنائم في حجرته على فراشه بعيداً عما رأى، فإن كان هذا ممكناً في أحوال الدنيا ، أفلا يكون ممكناً في أحوال الآخرة ؟!

وأما اعتمادهم فيما زعموه على أنه لو كشف عن الميت في قبره لوجد كما كان عليه ، والقبر لم يتغير بسعة ولا ضيق ، فجوابه من وجوه منها:

الأولى: أنه لا تجوز معارضة ما جاء به الشرع بمثل هذه الشبهات الداحضة التي لو تأمل المعارض بها ما جاء به الشرع حق التأمل لعلم بطلان هذه الشبهات وقد قيل:

وكم من عائب قولاً صحيحاً ……وآفته من الفهم السقيم

الثاني: أن أحوال البرزخ من أمور الغيب التي لا يدركها الحس، ولو كانت تدرك بالحس لفاتت فائدة الإيمان بالغيب، ولتساوى المؤمنون بالغيب، والجاحدون في التصديق بها.

الثالث: أن العذاب والنعيم وسعة القبر وضيقه إنما يدركها الميت دون غيره، وهذا كما يرى النائم في منامه أنه في مكان ضيق موحش، أو في مكان واسع بهيج، وهو بالنسبة لغيره لم يتغير منامه هو في حجرته وهو بين أصحابه فيسمع الوحي، ولا يسمعه الصحابة ، وربما يتمثل له الملك رجلاً فيكلمه والصحابة لا يرون الملك، ولا يسمعونه.

الرابع: أن إدراك الخلق محدود بما مكنهم الله تعالى من إدراكه ولا يمكن أن يدركوا كل موجود، فالسماوات السبع والأرض ومن فيهن، وكل شيء يسبح بحمد الله تسبيحاً حقيقياً يسمعه الله تعالى من شاء من خلقه أحياناً. ومع ذلك هو محجوب عنا، وفي ذلك يقول الله تعالى:﴿تسبح له السماوات والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم﴾{سورة الإسراء، الآية: 44} وهكذا الشياطين، والجن، يسعون في الأرض ذهاباً وإياباً، وقد حضرت الجن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم واستمعوا لقراءته وأنصتوا وولوا إلى قومهم منذرين. ومع هذا فهم محجوبون عنا وفي ذلك يقول الله تعالى:﴿ يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سؤاتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون ﴾ {سورة الأعراف، الآية: 27} وإذا كان الخلق لا يدركون كل موجود ، فإنه لا يجوز أن ينكروا ما ثبت من أمور الغيب ، ولم يدركوه.

يتبع إن شاء الله...


إتــحــاف الطـــلاب بتسهيل شرح الأصول الثلاثة في سؤال وجواب 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

إتــحــاف الطـــلاب بتسهيل شرح الأصول الثلاثة في سؤال وجواب Empty
مُساهمةموضوع: رد: إتــحــاف الطـــلاب بتسهيل شرح الأصول الثلاثة في سؤال وجواب   إتــحــاف الطـــلاب بتسهيل شرح الأصول الثلاثة في سؤال وجواب Emptyالخميس 24 نوفمبر 2011, 10:42 pm


103-عرف القدر؟

القدر بفتح الدال: "تقدير الله تعالى للكائنات ، حسبما سبق علمه ، واقتضته حكمته" .

104-الإيمان بالقدر يتضمن أربعة أمور اذكرها؟

ج:الإيمان بالقدر يتضمن أربعة أمور:

الأول: الإيمان بأن الله تعالى علم بكل شيء جملة وتفصيلاً ، أزلاً وأبداً ، سواء كان ذلك مما يتعلق بأفعاله أو بأفعال عباده.

الثاني: الإيمان بأن الله كتب ذلك في اللوح المحفوظ، وفي هذين الأمرين يقول الله تعالى: ﴿ ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير﴾ {سورة الحج، الآية: 170}.

وفي صحيح مسلم- عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم " كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة".

الثالث: الإيمان بأن جميع الكائنات لا تكون إلا بمشيئة الله تعالى، سواء كانت مما يتعلق بفعله أم مما يتعلق بفعل المخلوقين ، قال الله تعالى فيما يتعلق بفعله :﴿وربك يخلق ما يشاء ويختار﴾{سورة القصص، الآية: 86}، وقال : ﴿ ويفعل الله ما يشاء﴾ {سورة إبراهيم ، الآية: 27} وقال: ﴿هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء ﴾ {سورة آل عمران الآية:6} وقال تعالى فيما يتعلق بفعل المخلوقين: ﴿ولو شاء الله لسلطهم عليكم فلقاتلوكم﴾ {سورة النساء ، الآية: 90} وقال: ﴿ ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون ﴾ {سورة الأنعام، الآية: 112}.

الرابع: الإيمان بأن جميع الكائنات مخلوقة لله تعالى بذواتها ، وصفاتها ، وحركاتها ، قال الله تعالى:﴿ الله خلق كل شيء وهو على كل شيء وكيل ﴾ {سورة الزمر ، الآية: 12} وقال: ﴿وخلق كل شيء فقدره تقديراً﴾ {سورة الفرقان، الآية: 2}. وقال عن نبي الله إبراهيم صلى الله عليه وسلم أنه قال لقومه: ﴿والله خلقكم وما تعلمون ﴾ {سورة الصافات، الآية: 96}.

105-هل الإيمان بالقدر ينافي أن يكون للعبد مشيئة في أفعاله دلل على ما تقول؟

ج:الإيمان بالقدر على ما وصفنا لا ينافي أن يكون للعبد مشيئة في أفعاله الاختيارية وقدرة عليها؛ لأن الشرع والواقع دالان على إثبات ذلك له.

أما الشرع : فقد قال الله تعالى في المشيئة: ﴿ فمن شاء اتخذ إلى ربه مئاباً ﴾ {سورة النبأ، الآية: 39} وقال :﴿فأتوا حرثكم أنى شئتم ﴾ {سورة البقرة، الآية: 223} وقال في القدرة: ﴿ فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا ﴾ {سورة التغابن، الآية: 16} وقال: ﴿ لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ﴾ {سورة البقرة، الآية: 286}.

وأما الواقع: فإن كل إنسان يعلم أن له مشيئة وقدرة بهما يفعل وبهما يترك، ويفرق بين ما يقع: بإرادته كالمشيء وما يقع بغير إرادته كالإرتعاش، لكن مشيئة العبد وقدرته واقعتان بمشيئة الله تعالى ، وقدرته لقول الله تعالى: ﴿لمن شاء منكم أن يستقيم * وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين﴾ {سورة التكوير، الآيتين: 28-29} ولأن الكون كله ملك لله تعالى فلا يكون في ملكه شيء بدون علمه ومشيئته.

106-ما حكم الاحتجاج بالقدر على فعل المعصية أو ترك الطاعة وكيف الرد على من أثبت ذلك؟

ج:الإيمان بالقدر على ما وصفنا لا يمنح العبد حجة على ما ترك من الواجبات أو فعل من المعاصي ، وعلى هذا فاحتجاجه به باطل من وجوه :

الأول: قوله تعالى: ﴿سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا ءاباؤنا ولا حرمنا من شيء كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون ﴾{سورة الأنعام ، الآية: 148} ولو كان لهم حجة بالقدر ما أذاقهم الله بأسه.

الثاني: قوله تعالى: ﴿ رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزاً حكيماً ﴾ {سورة النساء، الآية: 165}ولو كان القدر حجة للمخالفين لم تنتف بإرسال الرسل ، لأن المخالفة بعد إرسالهم واقعة بقدر الله تعالى.

الثالث: ما رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما منكم من أحد إلا قد كتب مقعده من النار أو الجنة. فقال رجل من القوم : ألا نتكل يارسول الله ؟ قال: لا. اعملوا فكل ميسر ، ثم قرأ: ﴿ فأما من أعطى وأتقى ﴾ الآية.

وفي لفظ لمسلم : «فكل ميسر لما خلق له» فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالعمل ونهى عن الاتكال على القدر.

الرابع: أن الله تعالى أمر العبد ونهاه ، ولم يكلفه إلا ما يستطيع، قال الله تعالى: ﴿فاتقوا الله ما استطعتم﴾ {سورة التغابن، الآية: 16} وقال: ﴿ لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ﴾ {سورة البقرة، الآية: 286} ولو كان العبد مجبراً على الفعل لكان مكلفاً بما لا يستطيع الخلاص منه، وهذا باطل ولذلك إذا وقعت منه المعصية بجهل، أو نسيان ، أو إكراه فلا إثم أو إكراه ، فلا إثم عليه لأنه معذور.

الخامس: أن قدر الله تعالى سر مكتوم لا يعلم به إلا بعد وقوع المقدور، وإرادة العبد لما يفعله سابقة على فعله فتكون إرادته الفعل غير مبنية على علم منه بقدر الله ، وحينئذ تنفى حجته إذ لا حجة للمرء فيما لا يعلمه.

السادس: أننا نرى الإنسان يحرص على ما يلائمه ثم يحتج على عدوله بالقدر ، فلماذا يعدل عما ينفعه في أمور دينه إلى ما يضره ثم يحتج بالقدر؟‍‍‍‍ أفليس شأن الأمرين واحداً؟

وإليك مثالاً يوضح ذلك: لو كان بين يدي الإنسان طريقان أحدهما ينتهى به إلى بلد كلها نظام، وأمن مستتب، وعيش رغيد، واحترام للنفوس والأعراض والأموال، فأي الطريقين يسلك؟ إنه سيسلك الطريق الثاني الذي ينتهي به إلى بلد النظام والأمن، ولا يمكن لأي عاقل أبداً أن يسلك طريق بلد الفوضى، والخوف، ويحتج بالقدر ، فلماذا يسلك في أمر الآخرة طريق النار دون الجنة ويحتج بالقدر؟

مثال آخر: نرى المريض يؤمر بالدواء فيشربه ونفسه لا تشتهيه، وينهي عن الطعام الذي يضره فيتركه ونفسه تشتهيه، كل ذلك طلباً للشفاء والسلامة، ولا يمكن أن يمتنع عن شرب الدواء أو يأكل الطعام الذي يضره ويحتج بالقدر فلماذا يترك الإنسان ما أمر الله ورسوله، أو يفعل ما نهى الله ورسوله ثم يحتج بالقدر؟ ‍

السابع : أن المحتج بالقدر على ما تركه من الواجبات أو فعله من المعاصي ، لو اعتدى عليه شخص فأخذ ماله أو انتهك حرمته ثم احتج بالقدر، وقال: لا تلمني فإن اعتدائي كان بقدر الله، لم يقبل حجته. فكيف لا يقبل الاحتجاج بالقدر في اعتداء غيره عليه، ويحتج به لنفسه في اعتدائه على حق الله تعالى؟ ‍

ويذكر أن- أمير المؤمنين - عمر بن الخطاب رضي الله عنه رفع إليه سارق استحق القطع، فأمر بقطع يده فقال: مهلاً يا أمير المؤمنين ، فإنما سرقت بقدر الله. فقال: ونحن إنما نقطع بقدر الله.

107-ما هي ثمرات الإيمان بالقدر؟

ج:للإيمان بالقدر ثمرات جليلة منها:

الأولى: الاعتماد على الله تعالى، عند فعل الأسباب بحيث لا يعتمد على السبب نفسه لأن كل شيء بقدر الله تعالى.

الثانية: أن لا يعجب المرء بنفسه عند حصول مراده، لأن حصوله نعمة من الله تعالى ، بما قدره من أسباب الخير، والنجاح ، وإعجابه بنفسه ينسيه شكر هذه النعمة.

الثالثة: الطمأنينة ، والراحة النفسية بما يجرى عليه من أقدار الله تعالى فلا يقلق بفوات محبوب، أو حصول مكروه، لأن ذلك بقدر الله الذي له ملك السماوات والأرض، وهو كائن لا محالة وفي ذلك يقول الله تعالى: ﴿ ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير * لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما ءاتاكم والله لا يحب كل مختال فخور ﴾ {سورة الحديد، الآيتين : 22-23} و يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له" رواه مسلم.

108-لقد ضل في باب القدر طائفتان اذكرهما؟

ج:هما: الجبرية - والقدرية.

109-لماذا سمي الجبرية بهذا الاسم ؟وكيف نرد على شبهتهم؟

ج:سمي الجبرية بذلك لأنهم قالوا إن العبد مجبر على عمله وليس له فيه إرادة ولا قدرة.

والرد عليهم بالشرع والواقع:

أما الشرع: فإن الله تعال أثبت للعبد إرادة ومشيئة، وأضاف العمل إليه قال الله تعالى: ﴿ منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ﴾ {سورة آل عمران، الآية: 152} وقال: ﴿ وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها ﴾ {سورة الكهف، الآية: 29} الآية. وقال: ﴿ من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها ومار بك بظلام للعبيد﴾ {سورة فصلت، الآية: 46}.

وأما الواقع: فإن كل إنسان يعلم الفرق بين أفعاله الاختيارية التي يفعلها بإرادته كالأكل ، والشرب، والبيع والشراء، وبين ما يقع عليه بغير إرادته كالارتعاش من الحمى، والسقوط من السطح، فهو في الأول فاعل مختار بإرادته من غير جبر، وفي الثاني غير مختار ولا مريد لما وقع عليه.

110-لماذا سمي القدرية بهذا الاسم ؟ وكيف نرد على شبهتهم؟

ج:سمي القدرية بذلك لأنهم قالوا: إن العبد مستقل بعمله في الإرادة والقدرة، وليس لمشيئة الله تعالى وقدرته فيه آثر.

والرد عليهم بما يلي:

أما الشرع: فإن الله تعالى خالق كل شيء، وكل شيء كائن بمشيئة، وقد بين الله تعالى في كتابه أن أفعال العباد تقع بمشيئته فقال تعالى :﴿ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من ءامن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد ﴾ {سورة البقرة، الآية: 253} وقال تعالى :﴿ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين﴾ {سورة السجدة ، الآية: 13}.

وأما العقل : فإن الكون كله مملوك لله تعالى، والإنسان من هذا الكون فهو مملوك لله تعالى، ولا يمكن للمملوك أن يتصرف في ملك المالك إلا بإذنه ومشيئته.

111-عرف الإحسان؟واذكر أنواعه؟

ج:وهو " أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك"

والدليل قوله تعالى:﴿ إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ﴾ {سورة النحل، الآية: 128},
كذلك يُعرّف الإحسان بأنه: ضد الإساءة وهو أن يبذل الإنسان المعروف ويكف الأذى فيبذل المعروف لعباد الله في ماله ، وجاهه ، وعلمه ، وبدنه.

فأما المال فأن ينفق ويتصدق ويزكى وأفضل أنواع الإحسان بالمال الزكاة، لأن الزكاة أحد أركان الإسلام، ومبانيه العظام، ولا يتم إسلام المرء إلا بها، وهي أحب النفقات إلى الله عز وجل، ويلي ذلك، ما يجب على الإنسان من نفقة لزوجته، وأمه، وأبيه، وذريته، وإخوانه، وبني إخوته، وأخواته، وأعمامه، وعماته، وخالاته إلى آخر هذا، ثم الصدقة على المساكين وغيرهم، ممن هم أهل للصدقة كطلاب العلم مثلاً.

وأما بذل المعروف في الجاه فهو أن الناس مراتب، منهم من له جاه عند ذوي السلطان فيبذل الإنسان جاهه، يأتيه رجل فيطلب منه الشفاعة إلى ذي السلطان يشفع له عنده، إما بدفع ضرر عنه، أو بجلب خير له.

وأما بعلمه فإن يبذل علمه لعباد الله، تعليماً في الحلقات والمجالس العامة والخاصة، حتى لو كنت في مجلس قهوة، فإن من الخير والإحسان أن تعلم الناس، ولو كنت في مجلس عام فمن الخير أن تعلم الناس، ولكن استعمل الحكمة في هذا الباب، فلا تثقل على الناس حيث كلما جلست في مجلساً جعلت تعظهم وتتحدث إليهم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتخولهم بالموعظة، ولا يكثر، لأن النفوس تسأم وتمل فإذا ملت كلت وضعفت، وربما تركه الخير لكثرة من يقوم ويتكلم.

وأما الإحسان إلى الناس بالبدن فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: "وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها ، أو ترفع عليها متاعه صدقة". فهذا رجل تعينه تحمل متاعه معه، أو تدله على طريق أو ما أشبه ذلك فكل ذلك من الإحسان، هذا بالنسبة للإحسان إلى عباد الله.

وأما بالنسبة للإحسان في عبادة الله: فأن تعبد الله كأنك تراه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وهذه العبادة أي عبادة الإنسان ربه كأنه يراه عبادة طلب وشوق ، وعبادة الطلب والشوق يجد الإنسان من نفسه حاثاً عليها ، لأنه يطلب هذا الذي يحبه ، فهو يعبده كأنه يراه، فيقصده وينيب إليه ويتقرب إليه سبحانه وتعالى، " فإن لم تكن تراه فإنه يراك"، وهذه عبادة الهرب والخوف ، ولهذا كانت هذه المرتبة ثانية في الإحسان ، إذا لم تكن تعبد الله - عز وجل - كأنك تراه وتطلبه، وتحث النفس للوصول إليه فاعبده كأنه هو الذي يراك، فتعبده عبادة خائف منه، هارب من عذابه وعقابه، وهذه الدرجة عند أرباب السلوك أدنى من الدرجة الأولى.

112-العبادة مبنية على ركنين اذكرهما؟

ج:العبادة مبنية ركنين هما: غاية الحب ، وغاية الذل ، ففي الحب الطلب ، وفي الذل الخوف والهرب.

113-معرفة النبي صلى الله عليه وسلم تتضمن خمسة أمور اذكرها؟

ج:وأما معرفة النبي صلى الله عليه وسلم فتتضمن خمسة أمور:

الأمور : معرفته نسباً فهو أشرف الناس نسباً فهو هاشمي قرشي عربي فهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم إلى آخر ما قاله الشيخ رحمه الله.

الثاني : معرفة سنه ، ومتى ولادته ، وهجرته وقد بينها الشيخ بقوله: "وله من العمر ثلاث وستون سنة ، وبلده مكة ، وهاجر إلى المدينة" فقد ولد بمكة وبقي فيها ثلاثا وخمسين سنة ، ثم هاجر إلى المدينة فبقي فيها عشر سنين ، ثم توفي فيها في ربيع الأول سنة إحدى عشر بعد الهجرة.

الثالث: معرفة حياته النبوية وهي ثلاث وعشرون سنة فقد أوحي إليه وله أربعون سنة كما قال أحد شعرائه:

وأتت عليه أربعون فأشرقت ……شمس النبوة منه في رمضان

الرابع: بماذا كان نبياً ورسولاً ؟ فقد كان نبياً حين نزل عليه قول الله تعالى: ﴿ اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم﴾ {سورة العلق، الآيات: 1-5} ، ثم كان رسولاً حين نزل عليه قوله تعالى: ﴿ يأيها المدثر * قم فأنذر * وربك فكبر * وثيابك فطهر * والرجز فاهجر * ولا تمنن تستكثر * ولربك فاصبر﴾ {سورة المدثر، الآيات: 1-7} ، فقام صلى الله عليه وسلم فأنذر وقام بأمر الله عز وجل.

الخامس: بماذا أرسل ولماذا؟ فقد أرسل بتوحيد الله تعالى وشريعته المتضمنة لفعل المأمور وترك المحظور ، وأرسل رحمة للعالمين لإخراجهم من ظلمة الشرك والكفر والجهل إلى النور العلم والإيمان والتوحيد حتى ينالوا بذلك مغفرة الله ورضوانه وينجوا من عقابه وسخطه.

114-ما الفرق بين النبي والرسول؟

ج:الفرق بين الرسول والنبي كما يقول أهل العلم: أن النبي هو من أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه، والرسول من أوحى الله إليه بشرع وأمر بتبليغه والعمل به فكل رسول نبي ، وليس كل نبي رسولاً.

115-بماذا بعث النبي صلى الله عليه وسلم؟مع ذكر الدليل؟

ج:فقد أرسل بتوحيد الله تعالى وشريعته المتضمنة لفعل المأمور وترك المحظور ، وأرسل رحمة للعالمين لإخراجهم من ظلمة الشرك والكفر والجهل إلى النور العلم والإيمان والتوحيد حتى ينالوا بذلك مغفرة الله ورضوانه وينجوا من عقابه وسخطه.

بعثه الله بالنذارة عن الشرك ، ويدعو إلى التوحيد . والدليل قوله تعالى:﴿ يأيها المدثر * قم فأنذر * وربك فكبر * وثيابك فطهر والرجز فاهجر * ولا تمنن تستكثر * ولربك فاصبر ﴾ {سورة المدثر، الآيات: 1-7} ومعنى ﴿قم فأنذر ﴾ : ينذر عن الشرك ويدعو إلى التوحيد .﴿ وربك فكبر ﴾ أي : عظمه بالتوحيد،﴿وثيابك فطهر﴾ أي : طهر أعمالك عن الشرك. ﴿والرجز فاهجر﴾ الرجز: الأصنام وهجرها تركها ، والبراءة منها وأهلها.

116-كم مكث الرسول يدعو إلى التوحيد قبل عروجه إلى السماء؟

ج:بقي عشر سنين يدعو إلى توحيد الله عز وجل وإفراده بالعبادة سبحانه وتعالى قبل عروجه إلى السماء.

117-أين فرضت الصلاة؟ وكم كان عدد ركعاتها عندما فرضت؟

ج:في السماء السابعة عندما عرج إلى ربه جل وعلا, وكان صلى الله عليه وسلم يصلي ركعتين ركعتين حتى هاجر إلى المدينة,
فأقرت صلاة السفر وزيد في صلاة الحضر.

118-عرف الهجرة لغة واصطلاحاً؟

ج:الهجرة في اللغة: "مأخوذه من الهجر وهو الترك".

وشرعا: هي الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام.

119-عرف بلد الشرك؟ وبلد الإسلام؟

ج:بلد الشرك: هو الذي تقام فيها شعائر الكفر ولا تقام فيه شعائر الإسلام كالأذان والصلاة جماعة، والأعياد، والجمعة على وجه عام شامل ، وإنما قلنا على وجه عام شامل ليخرج ما تقام فيه هذه الشعائر على وجه محصور كبلاد الكفار التي فيها أقليات مسلمة فإنها لا تكون بلاد إسلام بما تقيمه الأقليات المسلمة فيها من شعائر الإسلام.

أما بلاد الإسلام: فهي البلاد التي تقام فيها هذه الشعائر على وجه عام شامل.

120-ما حكم الهجرة من بلد الكفر إلى بلد الإسلام؟

ج:واجبة على كل مؤمن لا يستطيع إظهار دينه في بلد الكفر فلا يتم إسلامه إذا كان لا يستطيع إظهاره إلا بالهجرة، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب, قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا * إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا * فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا﴾. [النساء:97-99]

في هذه الآية دليل على أن هؤلاء الذين لم يهاجروا مع قدرتهم على الهجرة أن الملائكة تتوفاهم وتوبخهم وتقول لهم ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها، أما العاجزون عن الهجرة من المستضعفين فقد عفا الله عنهم لعجزهم عن الهجرة ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها.

وقوله تعالى :﴿ يا عبادي الذين ءامنوا إن أرضي واسعة فإياى فاعبدون ﴾ {سورة العنكبوت، الآية:65} قال البغوي - رحمه الله تعالى -: سبب نزول هذه الآية في المسلمين الذين بمكة لم يهاجروا ؛ ناداهم الله باسم الإيمان.

121-هل الهجرة انقطعت أم أنها باقية؟مع الدليل؟ وما وجه قول الرسول: (لا هجرة بعد الفتح)؟

ج:الهجرة ما زالت باقية لم تنقطع دليل ذلك والدليل على الهجرة من السنة قوله صلى الله عليه وسلم: «لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها" أخرجه أحمد في مسنده ورجاله ثقات.

122-ما حكم السفر إلى بلاد الكفر؟

ج:لا يجوز شرعًا.

123-ذكر الشيخ رحمه الله شروطا لجواز السفر إلى بلاد الكفر؟اذكرها

ج:السفر إلى بلاد الكفار لا يجوز إلا بثلاثة شروط:

الشرط الأول: أن يكون عند الإنسان علم يدفع به الشبهات.

الشرط الثاني: أن يكون عنده دين يمنعه من الشهوات.

الشرط الثالث: أن يكون محتاجاً إلى ذلك.

فإن لم تتم هذه الشروط فإنه لا يجوز السفر إلى بلاد الكفار لما في ذلك من الفتنة أو خوف وفيه إضاعة المال لأن الإنسان ينفق أموالاً كثيرة في هذه الأسفار.

أما إذا دعت الحاجة إلى ذلك لعلاج أو تلقي علم لا يوجد في بلده وكان عنده علم ودين على ما وصفنا فهذا لا بأس به.

وأما السفر للسياحة في بلاد الكفار فهذا ليس بحاجة وبإمكانه أن يذهب إلى بلاد إسلامية يحافظ أهلها على شعائر الإسلام، وبلادنا الآن والحمد لله أصبحت بلاداً سياحية في بعض المناطق فبإمكانه أن يذهب إليها ويقضي زمن إجازته فيها.

124-الإقامة في بلد الكفر لا تجوز إلا بشروط اذكرها؟

ج:الإقامة في بلاد الكفار فإن خطرها عظيم على دين الإسلام، وأخلاقه، وسلوكه، وآدابه وقد شاهدنا وغيرنا انحراف كثير ممن أقاموا هناك فرجعوا بغير ما ذهبوا به، رجعوا فساقاً، وبعضهم رجع مرتداً عن دينه وكافراً به وبسائر الأديان - والعياذ بالله - حتى صاروا إلى الجحود المطلق والاستهزاء بالدين وأهله السابقين منهم واللاحقين ، ولهذا كان ينبغي بل يتعين التحفظ من ذلك ووضع الشروط التي تمنع من الهوي في تلك المهالك.

فالإقامة في بلاد الكفر لا بد فيها من شرطين أساسين:

الشرط الأول: أمن المقيم على دينه بحيث يكون عنده من العلم والإيمان، وقوة العزيمة ما يطمئنه على الثبات على دينه والحذر من الانحراف والزيغ، وأن يكون مضمراً لعداوة الكافرين وبغضهم مبتعداً عن موالاتهم، ومحبتهم، فإن موالاتهم ومحبتهم، مما ينافي الإيمان بالله قال تعالى: ﴿ لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا ءاباؤهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم ﴾ {سورة المجادلة، الآية: 22} الآية: وقال تعالى : ﴿ يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين * فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشي أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين ﴾ {سورة المائدة، الآيتين: 51-52} وثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أن من أحب قوماً فهو منهم، وأن المرء مع من أحب" ومحبة أعداء الله من أعظم ما يكون خطراً على المسلم لأن محبتهم تستلزم موافقتهم واتباعهم، أو على الأقل عدم الإنكار عليهم ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من أحب قوماً فهو منهم".

الشرط الثاني: أن يتمكن من إظهار دينه بحيث يقوم بشعائر الإسلام بدون ممانع، فلا يمنع من إقامة الصلاة والجمعة والجماعات إن كان معه من يصلي جماعة ومن يقيم الجمعة ، ولا يمنع من الزكاة والصيام والحج وغيرها من شعائر الدين ، فإن كان لا يتمكن من ذلك لم تجز الإقامة لوجوب الهجرة حينئذ، قال في المغني ص 457 جـ 8 في الكلام على أقسام الناس في الهجرة:

أحدها من تجب عليه وهو من يقدر عليها ولا يمكنه إظهار دينه، ولا تمكنه من إقامة واجبات دينه مع المقام بين الكفار فهذا تجب عليه الهجرة لقوله تعالى: ﴿إن الذين توفتهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيراً ﴾ {سورة النساء الآية: 97}.

وهذا وعيد شديد يدل على الوجوب، ولأن القيام بواجب دينه واجب على من قدر عليه، والهجرة من ضرورة الواجب وتتمته، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. اهـ.

125-الإقامة في بلد الكفر تنقسم إلى أقسام اذكرها؟

ج: تنقسم الإقامة في دار الكفار إلى أقسام:

القسم الأول: أن يقيم للدعوة إلى الإسلام والترغيب فيه فهذا نوع من الجهاد فهي فرض كفاية على من قدر عليها، بشرط أن تتحقق الدعوة وأن لا يوجد من يمنع منها أو من الاستجابة إليها، لأن الدعوة إلى الإسلام من واجبات الدين وهي طريقة المرسلين وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتبليغ عنه في كل زمان ومكان فقال صلى الله عليه وسلم : "بلغوا عني ولو آية"

القسم الثاني: أن يقيم لدراسة أحوال الكافرين والتعرف على ما هم عليه من فساد العقيدة ، وبطلان التعبد، وانحلال الأخلاق ، وفوضوية السلوك ؛ ليحذر الناس من الاغترار بهم ، ويبين للمعجبين بهم حقيقة حالهم، وهذه الإقامة نوع من الجهاد أيضاً لما يترتب عليها من التحذير من الكفر وأهله المتضمن للترغيب في الإسلام وهديه، لأن فساد الكفر دليل على صلاح الإسلام، كما قيل: وبضدها تتبين الأشياء.

لكن لا بد من شرط أن يتحقق مراده بدون مفسدة أعظم منه، فإن لم يتحقق مراده بأن منع من نشر ما هم عليه والتحذير منه فلا فائدة من إقامته، وإن تحقق مراده مع مفسدة أعظم مثل أن يقابلوا فعله بسب الإسلام ورسول الإسلام وأئمة الإسلام وجب الكف لقوله تعالى:﴿ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون ﴾ {سورة الأنعام، الآية: 108}.

ويشبه هذا أن يقيم في بلاد الكفر ليكون عيناً للمسلمين؛ ليعرف ما يدبروه للمسلمين من المكايد فيحذرهم المسلمون، كما أرسل النبي صلى الله عليه وسلم حذيفة بن اليمان إلى المشركين في غزوة الخندق ليعرف خبرهم.

القسم الثالث: أن يقيم لحاجة الدولة المسلمة وتنظيم علاقاتها مع دول الكفر كموظفي السفارات فحكمها حكم ما أقام من أجله. فالملحق الثقافي مثلاً يقيم ليرعى شؤون الطلبة ويراقبهم ويحملهم على التزام دين الإسلام وأخلاقه وآدابه، فيحصل بإقامته مصلحة كبيرة ويندرئ بها شر كبير.
القسم الرابع: أن يقيم لحاجة خاصة مباحة كالتجارة والعلاج فتباح الإقامة بقدر الحاجة، وقد نص أهل العلم رحمهم الله على جواز دخول بلاد الكفر للتجارة وأثروا ذلك عن بعض الصحابة رضي الله عنهم.

القسم الخامس: أن يقيم للدراسة وهي من جنس ما قبلها إقامة لحاجة لكنها أخطر منها وأشد فتكاً بدين المقيم وأخلاقه، فإن الطالب يشعر بدنو مرتبته وعلو مرتبة معلميه، فيحصل من ذلك تعظيمهم والاقتناع بآرائهم وأفكارهم وسلوكهم فيقلدهم إلا من شاء الله عصمته وهم قليل ، ثم إن الطالب يشعر بحاجته إلى معلمه فيؤدي ذلك إلى التودد إليه ومداهنته فيما هو عليه من الانحراف والضلال.

والطالب في مقر تعلمه له زملاء يتخذ منهم أصدقاء يحبهم ويتولاهم ويكتسب منهم،
القسم السادس: أن يقيم للسكن وهذا أخطر مما قبله وأعظم لما يترتب عليه من المفاسد بالاختلاط التام بأهل الكفر وشعوره بأنه مواطن ملتزم بما تقتضيه الوطنية من مودة، وموالاة، وتكثير لسواد الكفار، ويتربى أهله بين أهل الكفر فيأخذون من أخلاقهم وعاداتهم، وربما قلدوهم في العقيدة والعبد ولذلك جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من جامع المشرك وسكن معه فهو مثله".

وهذا الحديث وإن كان ضعيف السند لكن له وجهة من النظر فإن المساكنة تدعو إلى المشاكلة، وعن قيس بن حازم عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين، قالوا يا رسول الله ولم؟ قال: لا تراءى نارهما". رواه أبو داود والترمذي وأكثر الرواة رووه مرسلاً عن قيس بن حازم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الترمذي سمعت محمداً - يعني البخاري - يقول الصحيح حديث قيس عن النبي صلى الله عليه وسلم ،مرسل .اهـ. وكيف تطيب نفس مؤمن أن يسكن في بلاد كفار تعلن فيها شعائر الكفر ويكون الحكم فيها لغير الله ورسوله وهو يشاهد ذلك بعينه ويسمعه بأذنيه ويرضى به، بل ينتسب إلى تلك البلاد ويسكن فيها بأهله وأولاده ويطمئن إليها كما يطمئن إلى بلاد المسلمين مع ما في ذلك من الخطر العظيم عليه وعلى أهله وأهله وأولاده في دينهم وأخلاقهم.

126-المقيم للدراسة في بلد الكفر له شروط خاصة اذكرها؟

ج:من أجل خطر هذا وجب التحفظ فيه أكثر مما قبله فيشترط فيه بالإضافة إلى الشرطين الأساسيين شروط:

الشرط الأول: أن يكون الطالب على مستوى كبير من النضوج العقلي الذي يميز به بين النافع والضار وينظر به إلى المستقبل البعيد فأما بعث الأحداث "صغار السن" وذوي العقول الصغيرة فهو خطر عظيم على دينهم، وخلقهم، وسلوكهم، ثم هو خطر على أمتهم التي سيرجعون إليها وينفثون فيها من السموم التي نهلوها من أولئك الكفار كما شهد ويشهد به الواقع ، فإن كثيراً من أولئك المبعوثين رجعوا بغير ما ذهبوا به، رجعوا منحرفين في دياناتهم، وأخلاقه، وسلوكهم، وحصل عليهم وعلى مجتمعهم من الضرر في هذه الأمور ما هو معلوم مشاهد، وما مثل بعث هؤلاء إلا كمثل تقديم النعاج للكلاب الضارية.

الشرط الثاني: أن يكون عند الطالب من علم الشريعة ما يتمكن به من التمييز بين الحق والباطل ، ومقارعة الباطل بالحق لئلا ينخدع بما هم عليه من الباطل فيظنه حقاً أو يلتبس عليه أو يعجز عن دفعه فيبقى حيران أو يتبع الباطل. وفي الدعاء المأثور "اللهم أرني الحق حقاً وارزقني اتباعه، وأرني الباطل باطلاً وارزقني اجتنابه، ولا تجعله ملتبساً علي فأضل".

الشرط الثالث: أن يكون عند الطالب دين يحميه ويتحصن به من الكفر والفسوق، فضعيف الدين لا يسلم مع الإقامة هناك إلا أن يشاء الله وذلك لقوة المهاجم وضعف المقاوم، فأسباب الكفر والفسوق هناك قوية وكثيرة متنوعة فإذا صادفت محلاً ضعيف المقاومة عملت عملها.

الشرط الرابع: أن تدعو الحاجة إلى العلم الذي أقام من أجله بأن يكون في تعلمه مصلحة للمسلمين ولا يوجد له نظير في المدارس في بلادهم، فإن كان من فضول العلم الذي لا مصلحة فيه للمسلمين أو كان في البلاد الإسلامية من المدارس نظيره لم يجز أن يقيم في بلاد الكفر من أجله لما في الإقامة من الخطر على الدين والأخلاق ، وإضاعة الأموال الكثيرة بدون فائدة.

127-أين فرض أصل الزكاة؟ وأين قدرت أنصبتها ومصارفها؟

ج:الزكاة فرضت أصلاً وتفصيلاً في المدينة، وذهب بعض أهل العلم إلى أن الزكاة فرضت أولاً في مكة وفي المدينة قدرت الأنصبة وقدر الواجب واستدل هؤلاء بأنه جاءت آيات توجب الزكاة في سورة مكية مثل قوله تعالى في سورة الأنعام:﴿وءاتوا حقه يوم حصاده ﴾{سورة الأنعام، الآية: 141} ومثل قوله تعالى :﴿ والذين في أموالهم حق معلوم * للسائل والمحروم ﴾ {سورة المعارج، الآيتين: 24-25} وعلى كل حال فاستقرار الزكاة وتقدير أنصابها وما يجب فيها وبيان مستحقيها كان في المدينة.

128-متى فرض الصيام والحج؟

ج: فأما الصيام فقد فرض في السنة الثانية من الهجرة، وأما الحج فلم يفرض إلا في السنة التاسعة على القول الراجح من أقوال أهل العلم وذلك حين كانت مكة بلد إسلام بعد فتحها في السنة الثامنة من الهجرة.

129-عرف الطاغوت؟ واذكر رؤوس الطواغيت؟

ج: الطاغوت: مشتق من الطغيان ، والطغيان مجاوزة الحد ومنه قوله تعالى: ﴿ إنا لما طغا الماء حملناكم في الجارية ﴾ {سورة الحاقة، الآية:11}. يعني لما زاد الماء عن الحد المعتاد حملناكم في الجارية يعني السفينة.

واصطلاحاً أحسن ما قيل في تعريفه ما ذكره ابن القيم - رحمه الله - أنه - أي الطاغوت-: "كل ما تجاوز به العبد حده من معبود، أو متبوع ، أو مطاع" . ومراده بالمعبود والمتبوع والمطاع غير الصالحين ، أما الصالحون فليسوا طواغيت وإن عبدوا - أو اتبعوا - أو اتبعوا - أو أطيعوا فالأصنام التي تعبد من دون الله طواغيت ، وعلماء السوء الذين يدعون إلى الضلال والكفر ، أو يدعون إلى البدع، أو إلى تحليل ما حرم الله ، أو تحريم ما أحل الله طواغيت ، والذين يزينون لولاة الأمر الخروج عن شريعة الإسلام بنظم يستوردونها مخالفة لنظام الدين الإسلامي طواغيت ، لأن هؤلاء تجاوزوا حدهم والطواغيت كثيرة ورؤوسهم خمسة: إبليس لعنه الله، ومن عبد وهو راض, ومن دعا الناس إلى عبادة نفسه, ، ومن ادعى شيئاً من علم الغيب.

130-الناس مع حكامهم في أمر الطاعة على أحوال اذكرها؟

ج:ولهذا نقول إن الناس مع حكامهم في هذه المسألة لهم أحوال:

الحال الأولى: أن يقوى الوازع الإيماني والرادع السلطاني وهذه أكمل الأحوال وأعلاها.

الحال الثانية: أن يضعف الوازع الإيماني والرادع السلطاني وهذه أدنى الأحوال وأخطرها على المجتمع، على حكامه ومحكوميه؛ لأنه إذا ضعف الوازع الإيماني والرادع السلطاني حصلت الفوضى الفكرية والعملية.

الحال الثالثة: أن يضعف الوازع الإيماني ويقوى الرادع السلطاني وهذه مرتبة وسطى لأنه إذا قوى الرادع السلطاني صار أصلح للأمة في المظهر فإذا اختفت قوة السلطان فلا تسأل عن حال الأمة وسوء عملها .

الحال الرابعة: أن يقوي الوازع الإيماني ويضعف الرادع السلطاني فيكون المظهر أدنى منه في الحال الثالثة لكنه فيما بين الإنسان وربه أكمل وأعلى .

131-عرف الغيب واذكر أنواعه؟

ج:الغيب ما غاب عن الإنسان وهو نوعان:

واقع ، ومستقبل ، فغيب الواقع نسبي يكون لشخص معلوماً ولآخر مجهولاً ، وغيب المستقبل حقيقي لا يكون معلوماً لأحد إلا الله وحده أو من أطلعه عليه من الرسل فمن ادعى علمه فهو كافر لأنه مكذب لله عز وجل ولرسوله ، قال الله تعالى : ﴿ قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون﴾ {سورة النمل، الآية: 65}، وإذا كان الله عز وجل يأمر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، أن يعلن للملأ أنه لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله ، فإن من ادعى علم الغيب فقد كذب الله عز وجل ورسوله في هذا الخبر.

ونقول لهؤلاء كيف يمكن أن تعلموا الغيب والنبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب ؟‍هل أنتم أشرف أم الرسول صلى الله عليه وسلم؟ فإن قالوا هو أشرف فنقول لماذا يحجب عنه الغيب وأنتم تعلمونه؟ وقد قال عز وجل عن نفسه : ﴿عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً * إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصداً ﴾ {سورة الجن، الآية:26-27}، وهذه آية ثانية تدل على كفر من ادعى علم الغيب ، وقد أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يعلن للملأ بقوله :﴿قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك أن أتبع ما يوحي إلى ﴾ {سورة الأنعام، الآية: 50}.

132-الوصف بالكفر والظلم والفسق في قوله تعالى: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون),( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون),( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون)هل تنطبق على موصوف واحد أم تنزل على موصوفين بحسب الحامل لهم على الحكم بغير ما أنزل الله؟

ج: هذه الأوصاف تتنزل على موصوفين بحسب الحامل لهم على عدم الحكم بما أنزل الله؟ وهذا هو الأقرب والله أعلم.

133-متى يكون الحكم بغير ما أنزل الله كفرا, ومتى يكون ظلما؟ ومتى يكون فسقا؟

ج: *من لم يحكم بما أنزل الله استخفافاً به، أو احتقاراً، أو اعتقاداً أن غيره أصلح منه، وانفع للخلق أو مثله فهو كافر كفراً مخرجاً عن الملة، ومن هؤلاء من يضعون للناس تشريعات تخالف التشريعات الإسلامية لتكون منهاجاً يسير الناس عليه، فإنهم لم يضعوا تلك التشريعات المخالفة للشريعة الإسلامية إلا وهم يعتقدون أنها أصلح وأنفع للخلق، إذ من المعلوم بالضرورة العقلية، والجبلة الفطرية أن الإنسان لا يعدل عن منهاج إلى منهاج يخالفه إلا وهو يعتقد فضل ما عدل إليه ونقص ما عدل عنه.

*ومن لم يحكم بما أنزل الله وهو لم يستخف به، ولم يحتقره، ولم يعتقد أن غيره أصلح منه لنفسه أو نحو ذلك، فهذا ظالم وليس بكافر وتختلف مراتب ظلمه بحسب المحكوم به ووسائل الحكم.

*ومن لم يحكم بما أنزل الله لا استخفافاً بحكم، الله، ولا احتقاراً، ولا اعتقاداً أن غيره أصلح، وأنفع للخلق أو مثله، وإنما حكم بغيره محاباة للمحكوم له، أو مراعاة لرشوة أو غيرها من عرض الدنيا فهذا فاسق، وليس بكافر وتختلف مراتب فسقه بحسب المحكوم به ووسائل الحكم.

والحمد لله أولاً وآخراً.


إتــحــاف الطـــلاب بتسهيل شرح الأصول الثلاثة في سؤال وجواب 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
إتــحــاف الطـــلاب بتسهيل شرح الأصول الثلاثة في سؤال وجواب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـعــقـيــــــــدة الإســــلامـيــــــــــة :: كتابات في العقيدة-
انتقل الى: