أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: (17) الأعمال الصالحة في الميزان الثلاثاء 09 أبريل 2024, 1:18 am | |
| وإليك هذا الحديث في تعداد بعض الأعمال الصالحة: روى البيهقي عن أبي ذر قال: قلت: "يا رسول الله ماذا ينجي العبد من النار؟"، قال: «الإيمان بالله». قلت: "يا رسول الله إن مع الإيمان عملاً". قال: «يرضخ مما رزقه الله» [ومعنى الرضخ هو العطاء]. قلت: "يا رسول الله أرأيت إن كان فقيراً لا يجد ما يرضخ به؟"، قال: «يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر». قلت: "يا رسول الله، أرأيت إن كان لا يستطيع أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر؟"، قال: «يصنع لأخرق» [وهو الجاهل الذي لا صنعة له يكتسب منها]. قلت: "أرأيت إن كان أخرق لا يستطيع أن يصنع شيئاً؟"، قال: «يعين مظلوماً». قلت: "أرأيت إن كان ضعيفاً لا يستطيع أن يعين مظلوماً؟" قال: «ما تريد أن تترك في صاحبك من خير؟! ليمسك أذاه عن الناس». فقلت: "يا رسول الله إذا فعل ذلك دخل الجنة؟" قال: «ما من مؤمن يطلب خصلة من هذه الخصال إلا أخذت بيده حتى تدخله الجنة» (صححه الألباني في الترغيب [876]).
ويمكن مراجعة الكتب التالية للاستفادة: - (الترغيب والترهيب) للإمام المنذري، ومعه: (صحيح الترغيب والترهيب)، و (ضعيف الترغيب والترهيب) للشيخ الألباني؛ لمعرفة الحكم على الأحاديث صحَّة وضعفًا.
- (رياض الصالحين) للإمام النووي، خاصَّة (كتاب الفضائل) منه.
ثانيًا: أمثلة على الطاعات اليوميَّة: الصلوات الخمس والوضوء لها، استعمال السواك عند الوضوء والصلاة، صلاة الجماعة، السنن الرواتب، صلاة الضُّحَى، قيام اللَّيل والوِتر، أذكار الصباح والمساء، أذكار اليوم والليلة (عند دخول البيت والخروج منه، دخول المسجد والخروج منه، دخول الخلاء والخروج منه، الطعام والشراب، دبر الصلوات المكتوبات... إلخ)، الترديد خلف المؤذِّن.
ثالثاً: أمثلة على الطاعات الأسبوعيَّة: صلاة الجمعة، قراءة سورة الكهف ليلة الجمعة أو يومها، الإكثار من الصلاة على النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- ليلة الجمعة ويومها، صيام الاثنين والخميس.
رابعًا: أمثلة على الطاعات الشهريَّة: صيام ثلاثة أيَّام من كل شهر (والأفضل أن تكون في الأيَّام البيض، وهي: الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر).
خامسا: أمثلة على الطاعات السنويَّة أو الموسميَّة: صوم رمضان، صلاة التراويح جماعة في المسجد، صلاة العيدَين، الحجّ لمَن استطاعَ إليه سبيلاً، الزكاة لمَن توفَّرت فيه شروط وجوبها، اعتكاف العشر الأواخر من رمضان، صيام ستة أيَّام من شوال، صوم عاشوراء ويوم قبلَه أو يوم بعدَه، صوم يوم عرفة، الإكثار من الأعمال الصالحة في العشر الأوَل من ذي الحجَّة.
سادسا: أعمال غير مقيَّدة بوقت: تُشرَع في كلِّ وقت وحين، منها أعمال قلبيَّة ومنها أعمال بالجوارح؛ فمنها: التطوُّع المطلق بالصلاة في غير أوقات الكراهة، التطوُّع المطلق بالصيام، العُمرة، ذِكر الله، تلاوة القرآن، الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، الدُّعاء، الاستغفار، برّ الوالدَين، صلة الرَّحِم، الصدقة، إفشاء السَّلام على المسلمين، حسن الخُلُق، عِفَّة اللِّسان، محبَّة الله، خشيته، رجاؤه، التوكُّل عليه، الرِّضا، اليقين، الاستعانة به سبحانه وتعالى.
وهناك أعمال ذوات سبب، فتُشرَع إذا وُجِدَ سببها؛ منها: عيادة المريض، اتِّباع الجنائز، صلاة الجنازة، التعزية، تشميت العاطس، رَدّ السلام، إجابة الدَّعْوَة، صلاة الاستخارة، صلاة التوبة، صلاة الكسوف، صلاة الاستسقاء، الإصلاح بين المتخاصمَين، غضّ البصر، كفّ الأذى، الصبر على الأذى والبلاء... إلخ.
وكان السلف يستحبون أن يجمعوا في اليوم بين أربع عبادات، وهي: الصوم، وإطعام مسكين (الصدقة)، واتباع الجنازة، وعيادة المريض، فقد قال فيها النبي -صلى الله عليه وسلم-: «مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ» (رواه مسلم [1028]).
سابعًا: أعمال تثقل الميزان: من المهم أن نعلم أن كل عمل صالح يعمله العبد هو مما يثقل الله به موازين حسناته يوم القيامة؛ قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 40]، وقال تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7-8].
غير أن النصوص قد وردت بأعمال معينة، لها خصوصية بتثقيل موازين صاحبها يوم القيامة.
فمن ذلك: 1- التهليل ويقصد به "لا إله إلا الله" وهي أثقل شيء في الميزان عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ اللَّهَ سَيُخَلِّصُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَنْشُرُ عَلَيْهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلًّا كُلُّ سِجِلٍّ مِثْلُ مَدِّ الْبَصَرِ ثُمَّ يَقُولُ أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا أَظَلَمَكَ كَتَبَتِي الْحَافِظُونَ فَيَقُولُ لَا يَا رَبِّ فَيَقُولُ أَفَلَكَ عُذْرٌ فَيَقُولُ لَا يَا رَبِّ فَيَقُولُ بَلَى إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَةً فَإِنَّهُ لَا ظُلْمَ عَلَيْكَ الْيَوْمَ فَتَخْرُجُ بِطَاقَةٌ فِيهَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ فَيَقُولُ احْضُرْ وَزْنَكَ فَيَقُولُ يَا رَبِّ مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلَّاتِ فَقَالَ إِنَّكَ لَا تُظْلَمُ قَالَ فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ فِي كَفَّةٍ وَالْبِطَاقَةُ فِي كَفَّةٍ فَطَاشَتْ السِّجِلَّاتُ وَثَقُلَتْ الْبِطَاقَةُ فَلَا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللَّهِ شَيْءٌ» (رواه احمد [6699] والترمذي [2639] وصححه الشيخ الألباني رحمه الله).
2- ذكر الله تعالى: التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير.. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ» (البخاري [6406] ومسلم [2694]).
عَنْ جُوَيْرِيَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى وَهِيَ جَالِسَةٌ فَقَالَ: «مَا زِلْتِ عَلَى الْحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا» قَالَتْ: "نَعَمْ" قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: «لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ» (رواه مسلم [2726]).
3- المحافظة على الأذكار دبر الصلاة المفروضة: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «خَصْلَتَانِ أَوْ خَلَّتَانِ لَا يُحَافِظُ عَلَيْهِمَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ هُمَا يَسِيرٌ وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَلِيلٌ يُسَبِّحُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ عَشْرًا وَيَحْمَدُ عَشْرًا وَيُكَبِّرُ عَشْرًا فَذَلِكَ خَمْسُونَ وَمِائَةٌ بِاللِّسَانِ وَأَلْفٌ وَخَمْسُ مِائَةٍ فِي الْمِيزَانِ وَيُكَبِّرُ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ وَيَحْمَدُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَيُسَبِّحُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ فَذَلِكَ مِائَةٌ بِاللِّسَانِ وَأَلْفٌ فِي الْمِيزَانِ..» (رواه أحمد ([6616]) وأبو داود [5065] والترمذي [3410] والنسائي [1331] وابن ماجة [926] وصححه الشيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب).
4- الصبر والاحتساب على فقدان الولد الصالح عَنْ زَيْدٍ عَنْ أَبِي سَلَّامٍ عَنْ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «بَخٍ بَخٍ خَمْسٌ مَا أَثْقَلَهُنَّ فِي الْمِيزَانِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَالْوَلَدُ الصَّالِحُ يُتَوَفَّى فَيَحْتَسِبُهُ وَالِدَاهُ وَقَالَ بَخٍ بَخٍ لِخَمْسٍ مَنْ لَقِيَ اللَّهَ مُسْتَيْقِنًا بِهِنَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَبِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْحِسَابِ» (رواه الإمام أحمد [15107] وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة).
5- مكارم الأخلاق عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنْ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «مَا مِنْ شَيْءٍ أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ» (رواه أبو داود [4799] وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح أبي داود).
عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: «مَا مِنْ شَيْءٍ يُوضَعُ فِي الْمِيزَانِ أَثْقَلُ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ وَإِنَّ صَاحِبَ حُسْنِ الْخُلُقِ لَيَبْلُغُ بِهِ دَرَجَةَ صَاحِبِ الصَّوْمِ وَالصَّلَاةِ» (رواه الترمذي [2003] وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح الترمذي).
6- إتباع الجنازة حتى يفرغ من دفنها عَنْ أُبَيٍّ عَنْ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «مَنْ تَبِعَ جَنَازَةً حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا وَيُفْرَغَ مِنْهَا فَلَهُ قِيرَاطَانِ وَمَنْ تَبِعَهَا حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا فَلَهُ قِيرَاطٌ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَهُوَ أَثْقَلُ فِي مِيزَانِهِ مِنْ أُحُدٍ» (رواه الإمام أحمد [20256] وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير).
ونسأل الله تعالى أن يرزقنا الصلاح والإصلاح والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين.
|
|