أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: الوسيلة الثامنة والأربعون: الحُبُّ في الله الأحد 17 مارس 2024, 4:18 pm | |
| عون الرحمن في وسائل استثمار رمضان (28) مـحـمــــــــود الـعـشــــــــــــــري غفر الله له ولوالديه وللمسلمين الوسيلة الثامنة والأربعون: الحُبُّ في الله وهو عملٌ قلبي متعلِّق بالإيمان، وهو يسيرٌ، لا يخلو منه قلبُ المؤمن الذي يألف ويُؤْلَف، وينجذب للمؤمنين من عباد الله المسلمين، فيقرِّبه الله منه، ويظلُّه بظلِّه، ويجعله مع من أحبَّ من عباده الصالحين؛ ففي الحديث الصحيح الذي رواه النَّسائيُّ، قال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((إن حول العرش منابِرَ من نور، عليها قوم لباسهم نور، ووجوههم نور، ليسوا بأنبياء ولا شُهَداء، يغبطهم النبيُّون والشُّهداء))، قالوا: يا رسول الله، صِفْهم لنا؟ فقال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((المتحابُّون في الله، والمتجالِسون في الله، والمتزاورون في الله)).
وروى مالكٌ وأحمد وصحَّحه الألباني: ((قال الله -تعالى-: وجبَتْ محبتي للمتحابين فِيَّ، والمتجالسين فيَّ، والمتزاروين فيَّ، والمتباذلين فيَّ))، وقال -صلى الله عليه وسلم- كما في "صحيح مسلم": ((إن الله يقول يوم القيامة: أين المتحابُّون بجلالي؟ اليوم أظلُّهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي))، وفي الحديث المتفق عليه في السبعة الذين يظلهم الله في ظلِّه يوم لا ظل إلا ظله: ((رَجُلان تحابَّا في الله؛ اجتمعا عليه، وتفرَّقا عليه))، وعند الطبراني وأبي يعلى والبيهقيِّ وقال الألباني: حسن صحيح، قال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((ما تحابَّ رجلان في الله إلا كان أحَبَّهما إلى الله أشدُّهما حبًّا لصاحبه))، وفي "الصحيحين" أن رجلاً جاء إلى النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- فقال: يا رسول الله، كيف تقول في رجلٍ أحبَّ قومًا ولم يَلْحَق بهم؟ فقال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((المرء مع مَن أحب))، فاللَّهم إنِّي أشهدك أني أحبُّ رسولك وصحابته، فاحشرني معهم وإن لم أعمل مثل أعمالهم.
وهذه -والله- بُشْرى -أخي يا بن الإسلام- لكلِّ إنسان أنه إذا أحب قومًا صار معهم، وإن قصر به عمَلُه، فإنَّه يكون معهم في الجنَّة، ويجمعه الله معهم في الحشر، وهذا يدلُّ على وجوب أن يكره المسلمُ الكُفَّار، وأن يعلم أنَّهم أعداء له مهما أبدَوا من الصداقة والمودة والمحبَّة، فإنهم لن يتقرَّبوا إليك إلا لمصلحة أنفسهم ومضرتك - إنْ عاجلاً أو آجلاً - أمَّا أن يتقربوا إليك لمصلحتك، فهذا شيء بعيد، وإن كان يمكن أن نجمع بين الماء والنَّار، فيمكن أن نجمع بين محبة الكفار لنا وعداوتنا لهم.
وفي "صحيح مسلمٍ" قال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((فمَن أحبَّ أن يُزحزَح عن النار ويَدْخُل الجنة، فلْتَأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأتِ إلى النَّاس الذي يحبُّ أن يؤتى إليه)).
وفي "مسند أحمد" وصحَّحه الألباني عن يزيدَ بن أسد القشيريِّ قال: قال لي رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((أتحبُّ الجنة؟))، قلت: نعم، قال: ((فأحِبَّ لأخيك ما تحب لنفسك)).
فائدة مهمة: اعلم -أخي يا بن الإسلام- أن التحابَّ في الله -تعالى- يتطلب أمورًا لا يصلح التحابُّ بدونها، ولا يؤتي ثماره ولا يحقق ثوابه بفقدها..
ومنها: 1- أن يكون الحبُّ خالصًا لله -تعالى- لا لطلب دنيا أو منفعة، فالمرء يحبُّ الله -تعالى- ويحب ما يحبُّه الله في عباده، ويحب مِن عباده مَن هو على طاعة الله -تعالى- أمَّا المَحبَّة للغير لمصلحة دنيويَّة أو منفعة، فلا تجدي، ومحبة الغير على ما فيه من مخالفة لأحكام الدِّين باقتراف المنكرات وترك الواجبات، ليست من الحب في الله، فتنبَّه.
2- أن يكون التلاقي بين المتحابَّيْن في طاعة الله -تعالى- وعلى ما يحبُّه، فلا تتضمَّن -ولا يصحبها- ما فيه معصية لله -تعالى- أو خروجٌ عما يحبُّه ويرضاه، فهو تلاقٍ لا يخلو من ذِكْر الله -تعالى- بطاعته وتجنُّب معاصيه، وإلا فهو ينافي التحابَّ في الله -تعالى.
3- أن يراعي كلٌّ مِن المتحابَّيْن واجبات الأخوَّة في الله -تعالى- ويؤدي في ذلك حقوقَ أخيه عليه ما أمكنه ذلك.
ومن هذه الحقوق والواجبات على سبيل المثال والإيجاز: • أن يحب لأخيه ما يحبُّه لنفسه، ويكره له ما يكرهه لنفسه؛ ففي الصحيحين مرفوعًا: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّه لنفسه)) وتمام ذلك أن يُخالِقَه بخلقٍ حسن ما استطاع. • أن يقف بجانبه في الشدائد والأزمات، ويستر عوراته، وينفِّس عنه كرباته، ويسعى في قضاء حاجاته، ويصون عرضه، ويدفع عنه الظُّلم، ويرد غيبته عند مَن ينتقص منه. • أن يتواضع له ولا يتكبَّر عليه. • أن يشركه في صالح دعائه، خاصَّة إذا احتاج إلى الدُّعاء، وفي الحديث المرفوع: ((ما من عبدٍ مُسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب، إلاَّ قال الملَكُ: ولك بمثل)). • أن يشكره إذا أحسن إليه، وأن يكافئه على إحسانه، ولو بالدعاء له، فقد قال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((من صُنع إليه معروف فقال لفاعله: جزاك الله خيرًا، فقد أبلغ في الثَّناء)) كما روى الترمذيُّ، وقال الألباني: حسن جيِّد غريب. • أن يؤدِّي حقوق الإسلام عليه تجاه أخيه، ومنها: أن يسلِّم عليه إذا لقيه، ويجيبه إذا دعاه، ويشمته إذا عطس وحَمِدَ الله، ويعوده إذا مرض، ويبرَّ قسمه إذا أقسم عليه، وينصحه إذا طلب النصيحة؛ فقد قال -صلَّى الله عليه وسلَّم- كما في "صحيح مسلم": ((حقُّ المسلم على المسلم ست))، قيل: ما هُنَّ يا رسول الله؟ قال: ((إذا لقيتَه فسلِّم عليه، وإذا دعاك فأجِبْه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمِّتْه، وإذا مرض فعُدْه، وإذا مات فاتبعه)). • أن يعفو عن زلاَّته، ويتغاضى عن هفواته، ويحسن الظنَّ به، فإن وجده على معصيةٍ، نصح وأنكر عليه، وإن لم يتب منها وينقطع عنها، يواصل وعْظَه؛ رجاء أن يتوب ويقلع، فلا يُهادنه ولا يقاطعه؛ وقد قال أبو الدَّرداء -رضي الله عنه-: "إذا تغيَّر أخوك وحال عمَّا كان عليه، فلا تدَعْه لأجل ذلك؛ فإنَّ أخاك يعوجُّ مرَّة، ويستقيم أخرى". • ألاَّ يكلِّفه ما يشقُّ عليه، وألاّ يحمله ما لا يرتاح معه، ولا يجعله يتكلَّف له، فيبتعد عن التكلُّف والتحفظ، ويعمد إلى التبسُّط؛ قال بعض الصالحين: "من سقطَتْ كلفته، دامت ألفته، ومن خفَّت مؤنته، دامت مودَّته"، وتمام سقوط الكلفة أن يأكل معه في بيته، ويصلِّي وينام عنده، ويدخل الخلاء عنده، فيقع الأنسُ وتزول الوحشة، ويتأكَّد الانبساط بذلك. • الرحمة والتَّعاطف والتوادُّ والتماسك. • المعانقة عند القدوم من سفرٍ أو طول غياب، أمَّا المعانقة من غير سفر ولا طول غياب، فلم تكن مِن هَدْيِ الصحابة. • تفقُّد الغائب وتفقد أحوال المسلمين والسؤال عنهم. • إغاثة الملهوف. • التهنئة عند الفرح، مع الفرح لفرحه، والتعزية عند المصيبة، مع الحُزن لِحُزنه. • الشفاعة فيه عند ذوي السلطان. • السَّلامة من لسانك ويدك. • ستر عورته الظاهرة؛ البدن، والباطنة؛ العيوب والذُّنوب. • بَذْل الفضل لهم. • حفظه إذا غاب في أهله وماله. • إذا أحب أحدًا، فلْيُخبِرْه أنه يحبه. • الإيثار على النفس ولو مع الخصاصة. • نَشْد الضالَّة حتى يجدها صاحبها، أو يمرَّ حول على تعريفها. • نصر الأخ ظالِمًا؛ بمنعه من ظلمه، أو مظلومًا؛ بِرَفع الظُّلم عنه. • العفو والصَّفح عن الزلات وقبول المعذرة. • مداعبة صبيانه وبناته الصِّغار، والمزاح معهم بغير تفريطٍ أو كذب. • رحمة الصغير واحترام الكبير أو العالِم. • مراعاة راحته في بيته؛ بالتأدُّب بآداب الاستئذان والجلوس والزيارة والضيافة.
قال -صلى الله عليه وسلم-: ((أوثَقُ عُرَى الإسلام الحُبُّ في الله والبُغض في الله))، وقال: ((مَن أحبَّ في الله، وأبغض في الله، وأعطي لله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان)).
ومسألة الحب في الله والبغض في الله من المسائل الهامَّة التي تتعلق بقضايا الولاء والبَراء، فحاول -أخي يا بن الإسلام- أن تكون فيها على منهج أهل السُّنة، لا على منهج أهل التفرُّق والبدعة، والله الموفِّق.
تحقيق الأخوة والصحبة قولاً وفعلاً: أخوك: مَن خالفَك على الهوى، وأعانك على الحقِّ، وإن خالف هواك، أخوك: من وافق سرُّه علانيتَه، فالصِّدق عنوانه، والعدل شيمته، أخوك: إذا صدَّ عنك أقبلتَ عليه، وإذا بعُد عنك تدانيتَ منه، وإذا حرمك بذلتَ له.
يا من تُعانون الأحزان، وتقاسون المِحَن والأشجان؛ إخوانكم جلاء أحزانكم، تمتَّعوا بلذَّة الحبِّ في الله، وتواصَوْا بوصية الفاروق -رضي الله عنه- حين قال: جالسوا التوَّابين؛ فإنهم أرقُّ أفئدة، فعِشِ الأخوَّة بالبشاشة، والبسمة اللطيفة، وطلاقة الوجه، وانفراج الأسارير.
إن التَّآلف بين النَّاس يقع حسب توافق الطِّباع والأخلاق؛ فأهل الخير يتآلفون مع بعضهم، وكذلك أهل الشر يفعلون، قال -صلَّى الله عليه وسلَّم- في "صحيح البخاري": ((الأرواح جنود مجنَّدة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكرَ منها اختلف))، ثم إنك ترى دائمًا أنَّ أهل الحقِّ والتقوى والصلاح ينفرون من مجالسة أو مصاحبة أهل الفسوق والفجور، والعكس صحيح أيضًا.
واعلم -يا بن الإسلام، هداني الله وإيَّاك- أنه لا يُشترط في التآلف توافقُ وتطابق جميع الطِّباع عند المتآلفين، وإنما التَّطابق يكون بتشابه غالب طباع وأخلاق المتآلفين.
والأخ لأخيه أشدُّ الْتصاقًا من الكفِّ بالمعصم، ولا خير في الكف المقطوعة ولا خير في الساعد الأجزم، إذا فُزْتَ بأخٍ في الله فتمسَّكْ به؛ فلعلَّ أخَا إخاءٍ خيرٌ من أشقَّاء ولادة.
ومن الأدب مع إخوانك في الله: 1- أن تحب لأخيك ما تحبُّ لنفسك، وأن تكره له ما تكره لها بصدقٍ وإخلاص. 2- الحبُّ في الله لا يزيد بالبِرِّ، ولا ينقص بالجفاء، بل الأصل: ((صِلْ من قطعك، وأعط مَن حرَمَك، واعْفُ عمَّن ظلمك)) كما في الحديث الصحيح في "المسند"؛ ولذلك شرطه أن يكون لله وفي الله. 3- حسن الخلق أصلٌ في التعامل مع الخلق. 4- لا تصاحب إلاَّ من يوثق في دينه وأمانته في ظاهره وباطنه، فلا فائدة في صحبة الفاسق المصرِّ على فسقه؛ لأنَّ مَن خاف الله -تعالى- لا يصرُّ على كبيرة، ومن لا يخاف الله -تعالى- لا تؤمن غائلته، ولا يوثق بصداقته، بل يتغيَّر بتغيُّر الأغراض، فـ"لا تأمنن فاسقًا؛ فإنَّ من خان أوَّل مَن أنعم عليه لا يفي لك"؛ كما قال الإمام الشافعيُّ - رحمه الله. 5- الصفح عن عثرات الإخوان؛ فلا بدَّ من وقوع العثرات، والإنسان ليس معصومًا؛ وقد أوصى ربُّنا بذلك. 6- تجنُّب عِشْرة طلاَّب الدنيا، وليجتهد الإنسانُ في معاشرة أهل الخير، ومن يدلُّه على طلب الآخرة، فعليك بصحبة من تسلم منه في ظاهر أمرك، وتدلُّك على الخير صُحبتُه، وتذكرك رؤيتُه بالله -تعالى. 7- ملازمة الحياء في كلِّ حال؛ فالحياء كلُّه خير. 8- بشاشة الوجه، ولطف اللِّسان، وسعة القلب - من أصول العشرة الطيِّبة. 9- لا تَعِدْ أخاك وعدًا ثم تُخْلِفه؛ فإنَّ ذلك من صفات المنافقين، كما في "صحيح البخاري"، وقال بعض السَّلف: أمران لا يسلمان من الكذب: شدَّة الاعتذار، وكثرة المواعيد، فاجتهد ألا تكثر وعودك، وإن وعدتَ، فاحرص على الوفاء بالوعد. 10- ارحم أخاك، واقبل عذره، فالواجب على العاقل إذا اعتذر إليه أخوه - لِجُرمٍ مضى، أو لتقصيرٍ سبَق - أن يقبل عذره، ويجعلَه كمن لم يذنب، ويستره ولا يتحدَّث بما حدث بينهما؛ فـ((من سترَ مسلِمًا ستره الله يوم القيامة)) كما في البخاري، و: ((من اعتذر إلى أخيه المسلم من شيءٍ بلغَه عنه فلم يَقْبل عذره، لم يَرِد عليَّ الحوض)) كما روى البيهقيُّ عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وقد قيل: ينبغي أن تستنبط لزلَّة أخيك سبعين عذرًا، فإن لم يقبله قلبك، فرُدَّ اللَّوم على نفسك، فتقول لقلبك: ما أقساك! يعتذر إليك أخوك سبعين عذرًا فلا تقبله؛ فأنت المعيب لا أخوك. 11- القيام بالخدمة وقضاء حوائج الأصحاب. 12- زيارتهم في الله، والسُّؤال عن أحوالهم؛ فإنَّ ذلك يجلب حبَّ الله -تعالى- لك. 13- احفَظْ غيبة أخيك ورُدَّ عنه، واحرص ألاَّ تجلس في مجلس يُنتقص فيه من أعراض المسلمين، ورُدَّ عنهم ما استطعت، وإلا فقُم. 14- ستر عيوب الصديق، وإظهار الجميل؛ فستر العيوب والتَّغافل عنها شيمةُ أهل الدِّين، فما بالك تسمع الكلمة في أخيك فتزيد عليها، وتشيعها بأعظم منها؟! قالوا: المؤمن يطلب معاذيرَ إخوانه، والمنافق يطلب عثراتِهم. 15- احتمال الأذى والعفو، وقلَّة الغضب. 16- حفظ المودَّة القديمة والأُخوَّة والوفاء، وحفظ الجميل لمن أحسنَ إليك، قال بعض السلف: "عاشروا النَّاس مُعاشرةً؛ إن غبتُم حَنُّوا إليكم، وإن متُّم بكوا عليكم"، فعليك بالوفاء والإخلاص والثَّبات على الحب وإدامته إلى الموت معه، وبعد الموت مع أولاده وأصدقائه؛ فإن الحبَّ إنما يُراد للآخرة، قال الشافعي -رحمه الله-: الحرُّ مَن راعى وداد لحظة، ولا ينسى جميلَ مَن أفاده لفظة. 17- مجانبة الحقد والحسد؛ فلا تحسد إخوانك على ما ترى عليهم من النِّعم، بل ينبغي أن تفرح لذلك، وتحمد الله على ما تراه من النعمة عليهم. 18- الدُّعاء للأخ في حياته وبعد مماته. 19- التواضع للإخوان، وترك التكبُّر عليهم. 20- حفظ أسرار الإخوان؛ قال -صلَّى الله عليه وسلَّم- في "صحيح سنن الترمذي": ((إذا حدَّث الرجل بالحديث ثم التفتَ، فهي أمانة)). 21- النُّصح؛ فهو الدين كما في "صحيح مسلم"، وهو من حقوق المسلم عمومًا؛ كما في "صحيح مسلم" أيضًا، وقد أخذ الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- من جريرٍ -رضي الله عنه- البيعة عليه، كما في "صحيح البخاري". 22- أن يشارك إخوانه في المكروه كما يشاركهم في المحبوب. 23- ألا يمنَّ بمعروفه على من يحسن إليه، بل يستصغره ويُعظم حقَّ الأخوة. 24- ألا يقبل على إخوانه مقالة واشٍ ولا نمَّام، وقد قال بعض السلف: مَن نَمَّ لك، نَمَّ عليك، ومن أخبرك خبرَ غيرِك، أخبر عنك غيرَك بخبرِك. 25- حسن الظنِّ وقبول الظاهر؛ فينبغي أن يكون المسلمُ سليمَ الصَّدر؛ لا تفتِّش ولا تبحث، ولا تتبع عورة أخيك. 26- استعمال الرحمة والرِّفق، وخفض الجناح، فتحتاج يا بن الإسلام أن تضع يدك على من يعنِّفك حين تدعوه، وتقول له: اللهم اشرح صدره، واهْدِ قلبه، وأصلح حاله، ويسِّر أمره، واعف عنه. 27- الإصلاح بين أخويك المتخاصمين. 28- لا تنافس أخاك إلا في عمل الخير؛ قال الحسن -رحمه الله-: من نافسَك في دينك فنافِسْه، ومن نافسك في دنياك فألقها في نحره، وقال أيضًا: إذا رأيت الرجل ينافسك في الدُّنيا، فنافسه في الآخرة. 29- أن تؤثر أخاك على نفسك، ولكن بما لا يشغلك عن طاعة الله -تعالى- أو يجرُّك إلى معصيته -سبحانه. -------------------------------------------------------------- |
|