أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: الوسيلة السادسة والعشرون: البكاء من خشية الله الجمعة 15 مارس 2024, 10:08 pm | |
| عون الرحمن في وسائل استثمار رمضان (28) مـحـمــــــــود الـعـشــــــــــــــري غفر الله له ولوالديه وللمسلمين
الوسيلة السادسة والعشرون: البكاء من خشية الله: قال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((حرَّم اللهُ على عينَيْن أن تنالَها النَّارُ؛ عين بكت من خشيةِ الله، وعين باتت تحرسُ الإسلام وأهلَه من أهلِ الكفر))؛ رواه الحاكم والبيهقيُّ وحسنه الألباني.
وعند أبي يعلى وصححه الألباني: ((عينان لا تمسُّهما النَّارُ أبدًا: عينٌ بكت من خشيةِ الله، وعينٌ باتت تحرسُ في سبيلِ الله))، وعند أحمد والترمذيِّ، وصحَّحه الألباني: ((لا يلج النَّارَ رجلٌ بكى من خشيةِ الله حتَّى يعود اللَّبنُ في الضَّرع))، بل إنَّ من السبعةِ الذين يظلهم الله في ظلِّه: ((ورجل ذكرَ الله خاليًا ففاضتْ عيناه))، كما في "الصحيحين".
وقد روى أحمد عن عائشةَ -رضي الله عنها- مرفوعًا، وصحَّحه الألباني: ((ما خالط قلبَ امرئ مسلم رَهَجٌ في سبيلِ الله إلا حرَّمَ الله عليه النَّار))؛ والرَّهَجُ هو خفقانُ القلبِ من الخوف.
وقال كعبٌ -رضي الله عنه- كما عند ابن أبي شَيْبة وأبي نُعَيم: "لأَنْ أبكي من خشيةِ الله -تعالى- حتى تسيلَ دموعي على وجنتي، أحبُّ إليَّ من أن أتصدقَ بِوَزْني ذهبًا".
فأين أصحابُ القلوبِ الخاشعة؟! وأين أصحابُ العيون التي تبكي من خشية الله؟! تالله لقد قستْ قلوبُنا حتى أصبحَ أكثرُنا لا يخشع قلبُه، ولا تدمع عينه؛ قال -تعالى-: ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ [البقرة: 74]، وقال -تعالى-: ﴿لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الحشر: 21].
|
|