|
| تعاطي المخدرات - بحث متكامل | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: تعاطي المخدرات - بحث متكامل الخميس 03 نوفمبر 2011, 11:20 pm | |
| [b]تعاطي المخدرات بحث متكامل
المصدر:
موسوعة مقاتل من الصحراء
مقدمة
رغم تعدد أنواع المسكرات والمخدرات، وتباينها في تركيبها، ومصدرها، وطرق استخدامها، إلا أنها جميعها، تشترك في خاصية تأثيرها على الجهاز العصبي، والحالة النفسية لمتعاطيها.
ويؤدي بعضها إلى الإدمان (الاعتماد) الجسدي أو النفسي أو كليهما.
ومنذ زمن بعيد، ولا زالت، هذه المواد تمثل مشكلة صحية في العالم كله، خصوصاً في الدول النامية، التي لا تتحمل ظروفها الاقتصادية أعباءً إضافية.
وبالرغم من الأضرار الصحية المؤكدة لتلك المواد، بجانب أضرارها الاجتماعية والاقتصادية، ومعرفة الحكومات والأفراد بتلك الأضرار والمخاطر، إلا أن معدلات التعاطي والإدمان في ازدياد مستمر، وإن اختلفت من بلد إلى آخر.
وبجانب المخدرات الطبيعية، فهناك العديد من المواد التخليقية، والتي يتم إنتاجها لأغراض طبية أو غير طبية ثم يساء استخدامها.
ولقد كان لكثير من شركات تصنيع الأدوية، والأطباء دور كبير في نشر تلك المواد، وسوء استعمالها.
المبحث الأول
حجم مشكلة المخدرات واستعمالاتها الطبية والأضرار الناتجة عنها:
أولاً: حجم المشكلة:
1. التقارير والأبحاث:
هناك تقارير كثيرة، وأبحاث متعددة يتم نشرها في المجلات العلمية والصحافة العامة تبين مضار تلك المواد على صحة الفرد والمجتمع..
وتؤكد حجم المشكلة ومنها:
في دراسة في كل من كندا وفنلندا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وجد أن ما بين 10 %، 50 % من مرضى المستشفيات، مصابون بأمراض ناتجة عن تعاطي المخدرات، وأن تكاليف علاج هؤلاء تصل إلى 40 % من الإنفاق الكلي للخدمات.
أظهرت دراسة أجراها المعهد الوطني لإساءة استعمال الأدوية، بالولايات المتحدة الأمريكية سنة 1982 أن 6.7 % من الشباب (12 ـ 17سنة)، 18% من الأكبر سناً (18 ـ 25 سنة)، 6.2 % من الكبار(26 سنة فما فوق) قد استعملوا المواد المنبهة لأسباب غير طبية مرة واحدة على الأقل.
أما المهدئات فقد استعملها لأغراض غير طبية 4.9 %، 15.1 %، 3.6 % من فئات الأعمار الثلاث، بينما وصل عدد الذين استعملوها لأغراض طبية 9.3 %، 19.3 %، 41.3 %).
وأما عقاقير الهلوسة فقد جربها 21% من الأكبر سناً (18 ـ 25 سنة)، 19% من الكبار (26 ـ 34 سنة)، 2% (ممن تزيد أعمارهم عن 35 سنة).
وقدِّر عدد المدمنين لعقار الهيروين في ذلك العام بنصف مليون مدمن، بينما كان يعالج من إدمان الأفيون ومشتقاته 80.000 (ثمانين ألف) شخصاً.
في عام 1975 كان عدد المتعاطين لعقاقير الباربيتورات في بريطانيا نصف مليون شخص -منهم مائة ألف مدمن على الأقل- وكان هو العقار المفضل للانتحار خلال الستينات والسبعينات من هذا القرن.
وبلغ عدد الوفيات الناتجة عن الانتحار بهذه العقاقير 1000 حالة في بريطانيا، 10.000 حالة في الولايات المتحدة الأمريكية.
في عام 1985 وصل عدد المتعاطين لعقار الكوكايين، بانتظام، بالولايات المتحدة الأمريكية، عشرة ملايين شخص.
ذكر المرجع الطبي "هاريسون" أن حالات الطوارئ الناتجة من تعاطي العقاقير بالولايات المتحدة الأمريكية ارتفع من 98.325 حالة في الربع الأول من عام 1990 إلى 100.381 حالة في الربع الثاني من عام 1991، وارتفعت الحالات الناتجة من تعاطي الكوكايين من 19.381 حالة إلى 25.370 حالة في نفس الفترة ويذكر نفس المصدر أن أكبر مجموع من المصابين بمرض نقص المناعة المكتسبة في أوربا وأمريكا كانت من متعاطي المخدرات.
في عام 1994 تم عمل مسح صحي لعدد 435.319 مريضاً ممن يعانون من مرض نقص المناعة المكتسب (AIDS) حيث وجد أن 32 % منهم ممن يتعاطون المخدرات بطريقة الحقن، ويتوقع أن يكون عدد المصابين بالإيدز في الولايات المتحدة الأمريكية 200.000 ـ 320.000 مريضاً.
نشرت المجلة الطبية، Medicine International، في عددها الصادر في فبراير 1995، أن هناك أكثر من 250.000 شخصاً، في المملكة المتحدة وحدها، يعانون من الاعتماد على عقاقير البنزوديازيين.
وفي العالم ملايين من أمثالهم.
وفي المرجع الطبي "سيسيل" أن 60 % ممن ينتظمون في مشروع الميثادون (لعلاج إدمان الأفيون ومشتقاته) في المستشفيات في بعض المدن الكبرى بالولايات المتحدة الأمريكية إيجابيون لمرض نقص المناعة المكتسب (AIDS) وأن متعاطي العقاقير بالحقن يمثلون أكثر من30 % من مرضى الإيدز.
أما عن تعاطي الخمور (الكحول)، فقد وصل عدد المدمنين في الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1985 إلى عشرة ملايين ونصف المليون (10.5 مليون) مدمن.
كما يشير تقرير هيئة الصحة العالمية WHO سنة 1980 أن 86 % من حالات القتل، 50 % من حالات الاغتصاب وجرائم العنف تمت تحت تأثير الكحول.
كما يذكر تقرير آخر أن 50 % من جميع حوادث المرور في العالم أجمع ينتج عن شرب الخمور مباشرة، وجد أن واحداً من كل خمسة مرضى يدخلون المستشفيات في اسكتلندا هو بسبب شرب الخمور وإدمانها، وأن واحداً من كل أربعة من الرجال بمستشفيات جلاسجو يعاني من إدمان الخمر، وفي مقابل كل شخص يصاب بتليف الكبد من المدمنين يوجد 6 ـ 8 مرضى من غير المدمنين للخمور.
وتذكر الإحصائيات أن 30 ـ 40 % من مدمني الخمور يتعرضون للإصابة بتليف الكبد في عام 1988 وجد أن 25% من جميع حالات التسمم كانت بسبب تعاطي الخمور.
لوحظ أن 90 % من حالات العقم التي تزور العيادات ببريطانيا سببها المداومة على تعاطي الخمور. وأن نحو نصف المدمنين يعانون مشاكل في الوظيفة الجنسية وضعف في الرغبة الجنسية.
وفي إحصائية من المجر Hungary تفيد أن 10 % من المواطنين أساءوا استخدام الكحول، وأن 8621 شخصاً قد ماتوا في عام 1993 بسبب أمراض متعلقة بها، منهم 4080 وفاة بسبب تليف الكبد، وأن تعاطي الكحول مع التدخين كان سبباً في وفاة 19.663 تراوح أعمارهم بين 30، 59 سنة، بالإضافة إلى 76.555 فرداً ممن كان عمرهم ستين سنة فأكثر.
أما عن التدخين فإن التقارير تشير إلى أن وباء التدخين سيظل واحداً من أكثر المسببات للأمراض والبؤس والموت ـ لقرون قادمة.
فهو يقتل واحداً من كل ثلاثة من المدخنين بانتظام ـ ولأن واحداً من كل ثلاثة أفراد في العالم يدخن بانتظام فيصبح من المحتم موت واحد من كل عشرة من الأحياء اليوم.
وهذا يعني أكثر من نصف مليون شخص، وفي المتوسط فإن المدخنين يفقدون يوماً من حياتهم كل أسبوع.
وفي دراسة أجراها معهد وورلد ووتش "الخاص بالأبحاث بواشنطن، وجد أن التبغ يقتل ما بين 2 ـ 2.5 مليون شخص سنوياً ـ وأن نسبة 1: 5 من الوفيات في الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا يرتبط بتدخين السجائر ـ وأن ثلاثة ملايين طفل على الأقل معرضون سنوياً لمواد سامة بسبب تدخين أمهاتهم.
يقول تقرير منظمة الصحة العالمية WHO سنة 1981 أن تدخين واستخدام التبغ يؤدي إلى 90 % من حالات سرطان الرئة، وأن 75 % من جميع حالات التهاب الشعب الهوائية المزمن وحالات الامفزيما، بالإضافة إلى المساهمة الأكيدة في تسبيب ضيق شرايين القلب، وبالتالي، تسبيب الذبحة الصدرية، وجلطات القلب.
كذلك فإن التدخين يسبب جملة من السرطانات المختلفة، مثل سرطان الحنجرة والمرئ، ويشترك مع مواد أخرى في تسبيب سرطان الجهاز البولي والجهاز الهضمي، كما يؤدي إلى مضاعفات أكيدة بالنسبة للأجنة في بطون الأمهات.
في تقرير لمجلة التايم في 30 مايو سنة 1988 عن تقرير وزير الصحة الأمريكي كانت الوفيات كالآتي:
أ. ضحايا التبغ (وفيات 350.000) شخص سنوياً.
ب. ضحايا الخمور125.000 شخص سنوياً.
ج. ضحايا المخدرات6.000 شخص سنوياً.
بينما يقابلها في المملكة المتحدة بناء على تقارير مختلفة الآتي:
أ. ضحايا التبغ وفيات 100.000 شخص سنوياً.
ب. ضحايا الخمور 40.000 شخص سنوياً.
ج. ضحايا المخدرات 195.0 شخص سنوياً.
بل أكثر من ذلك فقد جاء في تقرير المركز القومي للبحوث بالولايات المتحدة الأمريكية سنة 1986 أن حوالي 3000 حالة سرطان رئة من بين الذين لم يدخنوا مطلقاً أرجعت إلى التلوث بالتدخين.
وتشير الإحصائيات إلى وجود 35.000 إلى 40.000 حالة مرضى قلب من بين غير المدخنين بسبب التدخين السلبي.
كما أن تدخين المرأة الحامل له تأثير ضار ومؤكد على الجنين سواء ظهور الأمراض أو الوفيات قبل الولادة وبعدها.
وفي دراسة أجريت على جميع الأطباء الذكور ببريطانيا ولمدة أربعين عاماً متتابعة أثبتت أن التدخين مسؤول عن موت 50% من المدخنين وأن المدخن يفقد 5 ـ 8 سنوات من عمره مقارنة بغير المدخن.
كذلك أثبتت العلاقة القوية، بين التدخين والموت من سرطان الرئة، سرطان الفم والمريء والبلعوم والحنجرة والبنكرياس، وكذلك أمراض الرئة الانسدادية Obstructive Pulmonary Diseases وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى، وكذلك أمراض الجهاز الدوري، وقرحة المعدة والاثنى عشر.
وأيضاً (ربما بالتعاون مع عوامل أخرى، مثل تناول الكحول، ونوع الشخصية) يسبب تليف الكبد، والانتحار، والتسمم.
كما أثبتت دراسة أخرى أن التدخين مسؤول عن قتل ثلاثة ملايين شخص سنوياً منهم مليونان من الدول المتقدمة ومليون من الدول النامية.
ولكن على مدى السنوات القادمة وبمعدل الزيادة الحالي في التدخين، خصوصاً في الدول النامية وبين الشباب وصغار السن، فمن المتوقع زيادة هذا الرقم سنة 2025 إلى عشرة ملايين شخص، منهم ثلاثة ملايين من الدول المتقدمة وسبعة ملايين من الدول النامية.
وفي دراسة أمريكية مشابهة ولكن على عدد أكبر (مليون شخص) ـ أظهرت النتائج أن نسبة الوفيات بين المدخنين تعادل ثلاثة أضعاف ما بين غير المدخنين بصورة عامة ـ بينما وصلت إلى عشرين ضعفاً في حالة سرطان الرئة.
2. كيف تعمل هذه المواد؟
تؤثر هذه المواد كلها على الجهاز العصبي بدرجات متفاوتة تختلف فيما بينها باختلاف المادة نفسها.
وكذلك يختلف تأثير كل مخدر تبعاً لقوته، وطريقة استعماله، ودرجة امتصاصه، ودرجة ذوبانه، وحالة الشخص المتعاطي، كذلك يعتمد التأثير على تناول أكثر من عقار في آن واحد.
ولا يقتصر تأثير كثير من هذه المخدرات على الجهاز العصبي فقط، بل قد يؤثر بعضها على أجهزة الجسم الأخرى مسبباً خللاً في تركيبها أو وظيفتها، بل أن بعضها مثل الكحول يكاد يؤثر على جميع أعضاء الجسم، ولكي تتضح طريقة عمل هذه المواد فلا بد من نبذة سريعة عن تركيب الجهاز العصبي.
أ. وظائف الجهاز العصبي:
الوحدة الأساسية للجهاز العصبي، كبقية أجهزة الجسم، هي الخلية. والخلية العصبية Neuron تختلف عن خلايا الجسم في كونها لا تتجدد، فإذا ماتت خلية منها لا يستطيع الجسم إبدالها بخلية عصبية أخرى.
فإذا ماتت مجموعة من الخلايا ذات وظيفة معينة، حدث خلل في تلك الوظيفة. وكذلك تختلف الخلية العصبية في شكلها وطريقة عملها.
فكل خلية عصبية يخرج منها محور Axon ـ وهو امتداد لجسم الخلية، قد يمتد طوله إلى عدة أقدام.
وهذا المحور ينقل الإشارات العصبية إلى الخلية التالية، كما يبرز من الخلية، أيضاً، مجموعة من الزوائد، تسمى "الزوائد الشجرية" Dendrites، وهذه الزوائد تستقبل الإشارات من محور الخلية المجاورة، ولكن توجد مسافة بين نهاية المحور وبداية هذه الزوائد، وتسمى منطقة الالتقاء هذه "بالمشبك".
ويعمل هذا المشبك كمفتاح كهربائي يتحكم في انتقال الإشارات من خلية إلى أخرى.
ويوجد عند نهاية المحور، مواد كيميائية معينة، في جيوب تدعى الحويصلات، وهذه المواد تسمى المواد العصبية الناقلة، أو الهرمونات العصبية، NEURO TRANSMITTORS or NEURO HORMONES.
وتختلف طبيعة هذه المواد من مكان إلى آخر. وقد تم اكتشاف عدد كبير منها وعند وصول الإشارة من المحور، في صورة تيار كهربائي، إلى غشاء المشبك تنطلق تلك الناقلات لتحدث تأثيرات في غشاء ما بعد المشبك، وبذلك تنتقل الإشارة العصبية من خلية إلى خلية عن طريق تفاعلات كهرباء كيمائية.
فإذا تدخلت مادة خارجية، مثل المخدرات، في عمل الناقل العصبي، كأن حلَّت محله، أو ساعدت على بقائه لفترة أكبر، أو عملت على تكسيره بسرعة أكبر، فإن ذلك يؤثر على طبيعة انتقال الإشارات وبالتالي يغير من وظيفة تلك الخلايا.
كذلك قد يكون لبعض المواد تأثير على غشاء المشبك ذاته، فتزيد أو تقلل من درجة نفاذيته، وبذلك تؤثر على وظيفته أيضاً.
والخلية العصبية، كبقية الخلايا، تتكون من نواة بداخلها الكروموسومات، حاملة الصبغات الوراثية، وسيتوبلازم يحوي عدداً من الجسيمات التي تكفل للخلية حياتها، وقيامها بوظائفها المختلفة.
وهناك مواد تؤثر على الكروموسومات، فتغير من الصبغات الوراثية، وتتسبب في أمراض متعددة.
كذلك هناك مواد تؤثر على بعض الجسيمات، مثل الميتوكوندريا ـ وهي مصدر الطاقة للخلية.
فتغير من نشاط الخلية وتؤثر على وظيفتها.
ب. تقسيم الجهاز العصبي:
(1) الجهاز العصبي المركزي Central Nervous System
وهو يشمل الدماغ Brain والنخاع الشوكي Spinal Cord .
(2) الجهاز العصبي الطرفي أو الفرعي Peripheral Nervous System
وهو يتكون من الألياف العصبية التي تنقل الإشارات من وإلى الجهاز العصبي المركزي ويشمل:
(أ) الأعصاب المخية: وهي اثنا عشر عصباً من كل جانب.
(ب) الأعصاب النخاعية الشوكية: وهي واحد وثلاثون عصباً من كل جانب.
(ج) الأعصاب الخاصة بالجهاز العصبي الذاتي (اللاإرادي): وتشمل المجموعة الودية التعاطفية Sympathetic واللاودية غير التعاطفية Para sympathetic.
(3) أما المخ أو الدماغ فيمكن تقسيمه إلى ثلاثة أقسام:
(أ) المخ المقدمي Fore brain:
ويشمل فصي المخ Cerebral Hemispheres، ويتكون من قشرة المخ Cerebal Cortex، وبها أخاديد وتلافيف وبها مراكز متقدمة تميز الإنسان من غيره من الحيوانات.
فهي تسيطر على الجسم كله، وبها مراكز الإحساس كلها، وهي منطقة الذكاء والعبقرية.
ويوجد بالمخ مجموعة كبيرة من النويات، وكل نواة تختص بوظيفة معينة.
ويرتبط الفصان بجملة ألياف مستعرضة أهمها الجسم المندمل Corpus Callosum.
(ب) المخ الأوسط Midbrain:
ويشمل فخذي المخ Crus Cerebri وهما مجموعة من الألياف (المحاور) الصاعدة إلى المخ من القنطرة والمخيخ، والهابطة من المخ إليهما وكذلك إلى النخاع المستطيل، وبه مجموعة من النويات الهامة.
مسؤولة عن نغمات العضلات وتناسقها وتوازن أجزاء الجسم فيما بين عضلاته وأنسجته وفيما بين الجسم والمكان.
كما يشمل الأجسام التوأمية الأربعة Mamillary Bodies.
والجسمان العلويان خاصان بمركزين ثانويين للإبصار، أما الجسمان السفليان فهما خاصان بمركزين ثانويين للسمع.
(ج) المخ المؤخري Hinbrain:
ويشمل قنطرة فارول Pons، والنخاع المستطيل Medulla Oblongata، والمخيخ Cerebellum.
ويشتمل على:
1. القنطرة، Pons:
وهي ممر للألياف العصبية ـ وبها بعض المراكز الهامة، وإذا أصيب هذا الجزء ارتفعت درجة حرارة الجسم، كما يصاب المرء بالإغماء، وتضيق حدقة العين.
2. والنخاع المستطيل Medulla Oblangata:
وهو حلقة الاتصال بين أجزاء المخ السابقة من جهة والنخاع الشوكي من جهة أخرى وبه مراكز حيوية هامة.
كمركز التنفس والقلب والجهاز الدوري ومراكز التبول والتبرز والولادة.
3. المخيخ Cerebellum:
وينحصر عمله في السيطرة على العضلات، فيجعلها تحتفظ بنغمتها Muscle Tone أي تقلصها العادي، كما يساعد على حفظ الاتزان عند الوقوف والمشي، فإذا أصيب، اضطرب ذلك التوازن وحدث ما يسمى بالتخلج cerebellar Ataxia وكذلك اضطربت مقلة العين في حركتها وحدث ما يسمى بالرأراة Nystagmus كما يقوم المخيخ بإشعار الإنسان بمواضع جسمه المختلفة ومواضع أجزائه منه، وهو ينظم حركة الكلام، ولولاه لأصبح الكلام على نغمة ووتيرة واحدة، أو لأصبح متقطعاً وصعباً.
وليس للمخيخ شأن بالأعمال الفكرية ـ ولكنه المنسق المسؤول عن توافق وانسجام حركات الجسم الإرادية والذاتية في الحركة والسكون، حيث تأتيه الأوامر من المخ فيقوم بتدبرها ثم يحولها إلى أوامر لعضلات الجسم كي تعمل في تناسق جميل هادف.
ومن المناطق الهامة في المخ، وتتصل بتأثير العقاقير، الهييوثلاموس أو تحت المهاد Hypothalamus وهي تقع في الدماغ المتوسط.
وترتبط وظيفة هذا الجزء بعدة عمليات حيوية في الجسم.
وكذلك تتحكم في وظائف الفص الخلفي من الغدة النخامية وكذلك الفص الأمامي، والتحكم في وظائف الجهاز العصبي الإرادي واللاإرادي، وتنظيم الطعام (حيث مركز الجوع).
ودرجة الحرارة، والتحكم في النوم واليقظة، حيث أنها تمثل الجزء العلوي من التكوين الشبكي Reticular Formation، والتحكم في السلوك الانفعالي وكذلك السلوك العدواني وعمليات التذكر والتعلم، خاصة الذاكرة للأحداث القريبة، والتحكم في الوظيفة الجنسية.
ومن المناطق المهمة أيضاً، منطقة الجهاز الشبكي، Reticular Formation وهو مسؤول، بصورة عامة، عن يقظة الدماغ، وتمر كل الإشارات الواردة إلى الدماغ عبر هذا النظام، ومنه ترسل إلى اللحاء الدماغي، أو تنتهي هناك. واستمرار تنشيط خلايا هذا الجهاز بالمنبهات الواردة من المستقبلات الحسية والعضلات أو الأدوية المنبهة يجعل الإنسان في حالة يقظة وانتباه.
ولهذا فإن توتر العضلات وانقباضها، أو التشنج يؤدي إلى الأرق، ويستطيع الدماغ كذلك إثارة هذا الجهاز، ومن خلاله، يؤدي التفكير والخوف والإزعاج إلى الأرق أو صعوبة النوم.
ج. تأثير العقاقير على الجهاز العصبي:
(1) التأثير من خلال الناقلات العصبية:
(أ) بعض العقاقير تشبه في تأثيرها بعض الناقلات العصبية مثل عقار الهلوسة ال. إس. دي. .L.S.D ،الذي يقلد الناقل العصبي 5 ـ هيدروكسي تربتامين hydroxy Tryptamine 5 - كما يمنع تكسره.
(ب) إزاحة الناقل العصبي والحلول محله.. وبذلك ينطلق الناقل العصبي ويزداد أثره، ومثال ذلك العقارات المنشطة (الأمفيتامينات والكوكايين)، حيث تطلق الناقلات العصبية النور إبينفرين Nor epinephrine والدوبامين Dopamine.
(ج) ج. التشابه التركيبي مع الناقل العصبي مثل تشابه الأفيون، ومشتقاته بالببتيدات شبيهة الأفيون فهي تتفاعل مع المستقبلات الخاصة بتلك الناقلات، فتقلدها في التأثير.
(د) قد تحول بعض العقاقير دون تكسير الناقلات العصبية بعد انطلاقها من المحور، أو تحول دون استرجاعها فيطول ويشتد أثرها.
وعندما تم تخليق الهيرويين وهو مشتق نصف تخليقي من الأفيون، أدعى أنه عقار مأمون طبياً لعلاج إدمان المورفين، لدرجة أن قامت شركة "بايرز" الألمانية بإنتاجه تجارياً سنة 1898، واستخدم كمسكن للألم في أول الأمر، ثم ما لبث أن ظهرت مساوؤه، وقدرته الفائقة والسريعة على إحداث الإدمان، وانتشر انتشاراً واسعاً.
وكان للجيوش البريطانية واليابانية دور كبير في ذلك الانتشار.
وفي هذا القرن ظهرت العقاقير المخلقة كيميائياً ذات التأثير المشابه للمورفين، مثل الميثادون وغيره وانتشر استخدامها بصورة سيئة.
أما نبات الكوكا، وهو مصدر عقار الكوكايين، فقد عرف في أمريكا منذ أزمنة بعيدة. واستخدمته قبائل الانكا لأثره الممتع وأيضاً كمخدر.
وقد تم استخلاص الكوكايين منذ سنة 1860، حيث اكتشف بعد ذلك بخمس وعشرين عاماً، أنه يمكن استخدامه كمخدر موضعي لإجراء الجراحات، مثل جراحات العيون بغير ألم.
ثم أدخل كمنشط عام في عدد من الأدوية والمشروبات الترويحية، وكان أهمها شراب الكوكاكولا، ولكن استُبعد من تركيبها سنة 1903.
وكان لشركات الأدوية والأطباء دور كبير في نشر استخدامه، حتى وصل الأمر لشركة بارك ديفير Parke Davis للأدوية إلى إنتاجه في خمسة عشر شكلاً مختلفاً. وقد استخدمه سيجموند فرويد لعلاج كثير من الأمراض وسماه "العقار السحري" وقد اعترف بعد ذلك بأخطاره.
أما القنب (الحشيش) فقد عرفته دول قديمة، حيث وصف كعقار مخدر، في "الأقربازين" الصينية حوالي 2300 سنة قبل الميلاد، كذلك أشار إليه الأطباء العرب.
وقد وصف لعلاج الإمساك، وداء الملوك "النقرس"، والملاريا، والروماتزم. وكذلك استخدم في مصر في علاج بعض أمراض العيون، وجاء ذكره في كتاب عن السموم لابن وحشية على أنه سام.
وقد وصفه هوميروس في الأوديسا على أنه دواء يزيل الآلام والأحزان، ووصفه ديسكو ريدس على أنه دواء مسكن للآلام وأن الإدمان عليه يولد العقم.
وهناك القات الذي ينبت في هضاب إثيوبيا، حيث انتقل منها إلى بلاد أخرى مثل اليمن، وقد وصفه البيروني في كتاب الطب وقال عنه أنه يُبرِّد الحمى، ويبرد المعدة والمصران، ويريح الصفراء.
كما ذكره المقريزي، وقال إنها شجرة تنشط الذاكرة وتذكر الإنسان بما هو منسي، كما تضعف الشهية والشهوة والنوم.
أما عن التبغ فتشير الدراسات الأثرية إلى أن قدماء المكسيك قد استخدموه منذ أكثر من 2500 عاماً، وعنهم انتشرت طريقة التدخين في القارتين الأمريكيتين ثم إلى أوربا والعالم.
وقد استخدمه أهل المكسيك والهنود الحمر، في الطقوس الريفية وكدواء سحري لكثير من الأمراض. وكان الأسبان يصفونه أيضاً كعلاج لأمراض عديدة مثل أوجاع الأسنان، والصداع، والربو، والصرع.
وانتشر استعماله حتى أن سفير فرنسا في البرتغال جين نيكوت (1559 ـ 1561)، والذي سمي النيكوتين باسمه فيما بعد، أرسل إلى ملكة فرنسا علباً من التبغ المطحون، كعلاج للصداع المزمن، وقد أولعت الملكة به، وقد وضع أفراردوس أجيديوس EVRARDUS EGIDIUS كتاباً عن التبغ عام 1587 وسماه البلسم الشافي لجميع الأمراض والأسقام.
أما عقاقير الباربيتيورات Barbiturates فقد بدأ تصنيعها سنة 1862 ولكنها لم تدخل الاستعمال الطبي إلا في عام 1903.
وقد تعددت أنواعها، واستخدمت ولا يزال يستخدم بعضها في التخدير، وقد أسيء استعمالها، حيث أصبحت هي العقار المفضل للانتحار في الستينات والسبعينات من هذا القرن.
أما الأمفيتامينات فقد تم تصنيعها كيميائياً في عام 1929، واستخدمت بصورة واسعة أثناء الحروب، وأصبحت تصرف للجنود والطيارين لزيادة جهدهم.
وفي السنوات الأخيرة تم اكتشاف وتصنيع الكثير من العقاقير المؤثرة على الحالة النفسية وكان من أهمها عقار ال. إس. دي (L.S.D). وهو أول العقاقير المهلوسة.
وقد تم اكتشافه بمحض الصدفة بمعامل "ساندوز" بسويسرا وانتشر انتشاراً واسعاً، وارتبط انتشاره بحركة الهيبيين. ثم تلاه مجموعة أخرى من عقاقير الهلوسة.
ثالثاً: الأضرار الصحية للمخدرات:
1. الأضرار العامة (الغير مباشرة):
هناك أضرار عامة يشترك فيها كثير من العقاقير النفسية، وهي لا تنتج عن تأثير العقار مباشرة، ولكن عن العوامل المصاحبة لاستخدامه وأهمها:
الانتانات Inflammations بأنواعها المختلفة، وهي ترجع إلى الأسباب التالية:
أ. إهمال النظافة العامة والصحة الوقائية:
حيث يصبح الهم الأكبر لدى المدمن هو الحصول على العقار، بالإضافة إلى التأثير النفسي الذي يتركه العقار.
ب. إهمال التغذية:
مما يؤدي إلى سوء التغذية والنقص في عناصر غذائية هامة مثل البروتينات والفينامينات وبعض الأملاح.
ج. ضعف الجهاز المناعي بالجسم:
سواء بسبب التأثير المباشر للعقاقير أو بسبب العاملين السابقين، فتقل قدرة الجسم على المقاومة.
د. إضافة مواد غريبة:
وغير معقمة إلى العقاقير، بهدف الغش.
هـ. استخدام وتبادل الحقن الملوثة بين متعاطي العقاقير بطريق الأوردة.
وأهم الأنتانات هي:
أ. نقص المناعة المكتسب Acquired Immunode Ficiency Syndrome:
ويسببه فيروس Human Immunode Ficiency Virus (HIV) وقد انتشر انتشاراً واسعاً بين متعاطي العقاقير بالحقن، والشواذ جنسياً، حتى أصبح وباءاً عالمياً وتشير بعض المراجع إلى أن أكثر من ثلاثين بالمائة من متعاطي العقاقير بالحقن يعانون من هذا الوباء.
وحتى الآن لا يوجد علاج شاف لهذا المرض، ويؤدي عاجلاً أو آجلاً إلى الموت مع تعرض المريض لمشاكل صحية كثيرة، حيث أن هذا الفيروس يقضي على الجهاز المناعي للإنسان، ويترك المريض عرضة لأنواع كثيرة من الانتانات الخطيرة والسرطان.
ب. الالتهاب الكبدي الفيروسي Viral Hepatitis:
وهناك عدة أنواع من أهمها النوع ب (B)، ج (C) وهذه الفيروسات تصيب الكبد بأضرار بالغة وتمهد للتليف الكبدي والفشل الكبدي وسرطان الكبد، بالإضافة إلى مشاكل صحية كثيرة.
وقد وجد أن 75 ـ 80 % من طالبي العلاج من الإدمان يعانون خللاً في وظائف الكبد. وكذلك وجد أن 21 % من جميع حالات التهاب الكبد الفيروسي (B) المسجلة في بريطانيا (ما عدا اسكتلندا) عام 1976 من مدمني الهيروين.
ج. الدرن، أو السل الرئوي. Pulmonary Tuberculosi:
ويحدث نتيجة لسوء التغذية ونقص المناعة وأسلوب الحياة التي يعيشها المدمنون، وقد عاد هذا المرض للظهور بصورة كبيرة.
د. الانتان الدموي Septicaemia:
وفيه تنتقل الميكروبات بواسطة الحقن الملوثة إلى الدم، حيث تستقر في مناطق مختلفة من الجسم مسببة أمراضاً متعددة قد يؤدي بعضها إلى الموت وأهمها:
(1) التهاب أغشية القلب الداخلية الحاد وتحت الحاد Acute or Subacute Endocarditis وقد يحطم صمامات القلب وتحدث بها تلفاً يؤدي إلى فشل القلب.
(2) التهابات الدماغ Encephalitis أو حدوث خراج بالدماغ Abscess أو التهاب السحايا Meningitis أو التهاب النخاع الشوكي المستعرض Transverse Myelitis.
(3) التهاب الرئتين:
مثل الالتهاب الرئوي Pneumonia وحدوث خراج بالرئة Lung Abscess ـ والتهاب الغشاء البللوري Pleurisy وتجمع الصديد به Empyema، وقد يساعد على كل ذلك فقدان الوعي والقيء المتكرر الذي يعاني منه المدمن، فيؤدي إلى استنشاق محتويا |
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: تعاطي المخدرات - بحث متكامل الخميس 03 نوفمبر 2011, 11:57 pm | |
| ومن أمراض القلب والأوعية الدموية التي قد يعاني منها متعاطي الخمور ما يأتي:
(1) خلل في عضلة القلب Alcoholic Cardiomyopathy:
وقد يؤدي إلى هبوط القلب Heart Failure.
وقد وجد في إحدى الدراسات الباثولوجية لمتعاطي الخمور المزمنين والذين لم يشكو من وجود أعراض مرضية، أن 70 % منهم لديهم تليف في عضلة القلب (Myocardial Fibrosis)، و 50 % لديهم ألياف عضلية مفرغة Vaculated Myofibrils وهي حالة مرضية، و30 % لديهم زيادة في وزن القلب أكثر من 500 جم (بينما الوزن الطبيعي حوالي 300 جم).
وقد وجد أن 20 % من حالات خلل عضلة القلب الأوَّلى (Primary Cardio Myopathy) يصاحبها تعاطي الخمور بشراهة. كذلك لوحظ ترسب الدهون الثلاثية في عضلة القلب، واضطراب في الألياف العصبية، وخلل شديد في الميتوكونودريا.
ويمكن الاستدلال على بعض تلك التغيرات المرضية باستخدام رسم القلب الكهربائي (ElectroCardiogram) حيث يظهر الخلل في نظم القلب (Dysrhythmias).
أما تصوير القلب بالموجات فوق الصوتية (Echocardiography) فيظهر اتساعاً في بطين القلب وضعف عضلاته.
وتنتج هذه الحالات من التأثير المباشر للكحول، كما قد تنتج من نقص بعض الفيتامينات مثل فيتامين ب1 والذي يؤدي نقصه إلى مرض البري بري (Beri Beri).
وقد وجد أن الكحول يتسبب في تثبيط قدرة القلب على الانقباض بشكل حاد أو مزمن حتى لو أخذ بكميات معقولة.
(2) ويؤثر الكحول على الجهاز العصبي اللاإرادي، وينعكس ذلك على أداء القلب لوظيفته. كما تتأثر الخواص الكهربائية للقلب، حيث يثبط الكحول خاصية التوصيل الكهربائي Conduction ، فيضطرب نظم القلب، وقد يؤدي ذلك إلى الموت ويمثل ذلك خطورة كبرى على مرضى القلب.
وقد لوحظ أن تناول مريض الذبحة الصدرية (Angina Pectoris) لكأسين من الكحول قد يتسبب في ظهور الأعراض الحادة للذبحة الصدرية.
(3) كذلك وجد أن هناك علاقة قوية بين الإكثار من شرب الخمور، وأمراض نقص الترويه القلبية Ischaemic Heart Diseases، وقد يكون للتدخين، وهو كثير الانتشار مع إدمان الخمور دور في ذلك.
ر. تأثير الكحول على الأوعية الدموية (Alcohol and Blood Vessels):
من المعروف أن الخمور تؤدي إلى اتساع الأوعية الدموية بالجلد فيزيد تدفق الدم فيه.
وهذا هو سبب الشعور الوقتي بالدفء، ولكن سرعان ما يفقد الجسم حرارته إلى المحيط الخارجي، ويحدث هبوط في حرارة الجسم قد يؤدي إلى غيبوبة، وإلى الموت خصوصاً عند كبار السن، وفي الأجواء الشديدة البرودة.
ت. الكحول وضغط الدم (Hypertension):
لقد أثبتت الأبحاث العلمية أن الكحول هو سبب رئيسي من الأسباب الممهدة لارتفاع ضغط الدم Risk Factor.
وفي 10 ـ 30 % من الحالات يكون هو السبب الرئيسي والوحيد لارتفاع ضغط الدم.
ونظراً للعلاقة القوية بين ضغط الدم المرتفع وحوادث النزيف والجلطة الدموية بالدماغ (Stroke) فإن الكحول يعتبر سبباً هاماً من أسباب المرض والوفاة.
ويتسبب الكحول في زيادة نسبة تصلب الشرايين (atherosclerosis) بسبب الخلل في الاستقلاب وزيادة الدهون وترسبها في جدار الأوعية الدموية.
وهذا عامل من العوامل المؤدية إلى ارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى عوامل أخرى كثيرة الحدوث عند المدمنين، مثل ارتفاع معدل هرمونات الكورتيزول والكاتيكولامين، والالدوستيرون والرينين (Cortisol, Catecholamines, Aldosterone and Rennin etc).
ث. تأثير الكحول على مكونات الدم (Alcohol and Blood Constituents):
لوحظ وجود متغيرات كثيرة في مكونات الدم عند مدمني الخمور.
ولا ترتبط كل هذه التغيرات المرضية بحالة الكبد. وقد تكون هذه الأمراض ناتجة عن التأثير المباشر للكحول على نخاع العظام Bone Marrow، وهو المصدر الرئيسي لمعظم خلايا الدم، أو على الكبد، وهو مصدر بروتينات الدم، أو نتيجة لسوء التغذية ونقص العناصر الغذائية الضرورية لتصنيع تلك المكونات.
وأهم المتغيرات المرضية هي:
(1) كرات الدم الحمراء (Red Blood Corpuscles) وهي أكثر المكونات تأثراً حيث تحدث الصور المرضية الآتية:
(أ) كبر في حجم كرات الدم الحمراء.Macrocytosis:
وهذا يحدث في 82 ـ 96 % من مدمني الخمور. ويكاد يكون علامة مميزة لكثرة الشرب.
(ب) فقر الدم أوالأنيميا الخبيثة (Perniciouns or Megaloblastic Aneaemia):
حيث لا يتناسب نضج كرات الدم الحمراء مع نموها الزمني، وكذلك يحدث اضطراب في التناسق بين نضج النواة والسيتوبلازم وتظل كرات الدم كبيرة الحجم.
وقد تكون الحالة مؤقتة ناتجة من السمومية المباشرة للكحول على نخاع العظام، أو نتيجة نقص فيتامين ب12 أو حمض الفوليك.
ويتسبب نقص حمض الفوليك في حوالي 33 % على الأقل من تلك الحالات.
(ج) فقر الدم أو الأنيميا الناتجة عن نقص الحديد (Iron deficiency Anaemia):
ومن أهم أسباب نقص الحديد النزيف المتكرر. وقد ينتج أيضاً، عن نقص الحديد في الغذاء.
وتكون كرات الدم الحمراء صغيرة الحجم Microcytosis مع نقص كمية الهيموجلوبين (خضاب الدم) بها (Hypochromia).
(د) فقر الدم أو الأنيميا الناتجة عن ترسب الحديد Sideroblastic Anaemia حيث يترسب الحديد في صورة حلقة (Ring) داخل كرات الدم الحمراء بدلاً من دخوله في تكوين خضاب الدم.
ولا تستفيد منه الخلية، بل يكون ضاراً بها.
وقد يصاحب الأنواع الأخرى من الأنيميا، وكذلك أمراض الكبد.
ولكن تعود صورة الدم إلى طبيعتها إذا توقف المدمن عن الشراب.
(هـ) فقر الدم الإنحلالي (Haemolytic Anaemia):
حيث ينخفض عمر كرات الدم الحمراء بسبب اعتلال نخاع العظام أو الكبد أو نقص الفوسفات ويلاحظ هذا في متلازمة زيف (Zieve’s Syndrome) حيث يترافق مع تشحم الكبد، وزيادة دهون الدم، وظهور يرقان.
(و) فقر الدم الناتج عن النزف (Blood loss Anaemia):
وترتفع نسبة احتمال حدوث النزف بين المدمنين للأسباب التالية:
1. تليف الكبد، والذي يؤدي بدوره إلى ارتفاع ضغط الدم في الدورة البابية الكبدية وظهور دوالي المريء والبواسير.
2. خلل في الصفائح الدموية (Platelets) حيث يحدث نقص في عددها، ووظيفتها وزيادة في تكسيرها، وذلك بتأثير الكحول الضار عليها.
3. نقص العناصر الضرورية لوقف النزيف مثل مولد الليفين (Fibrinogen) والبروثرومبين (Prothrombin) وبعض عوامل التخثر الأخرى مثل عامل 5،7،11 وكلها يتم تصنيعها في الكبد.
كل هذه العوامل تؤدي إلى ضعف تخثر الدم، وهذا بدوره يؤدي إلى مشاكل خطيرة في حالة حدوث نزيف، أو إجراء عمليات جراحية.
وقد أثبتت الأبحاث أن تناول الكحول يؤثر على قدرة الصفائح على التجمع (Aggregation) حتى في عدم وجود خلل في وظائف الكبد، بينما يكون تشمع الكبد مصحوباً بطول في زمن النزفProlonged Bleeding Time.
(2) كرات الدم البيضاء (Leukocytes or White Blood Corpuscles).
وهي من خطوط الدفاع الهامة في الجسم ومنها:
1. كرات الدم البيضاء متعددة النواة (polymorphnuclear). وهي تتجول في الدم لمهاجمة أي أجسام غريبة.
والكحول يؤدي إلى ضعف قدرتها على الحركة Immobilization وقدرتها على الالتصاق بالأجسام الغريبة (Adhesion) وبالتالي على قدرتها الدفاعية.
كما قد يؤثر على إنتاجها بنخاع العظام.
كذلك يؤثر الخمر على الخلايا اللمفاوية من نوع ت (T- Lymphocytes) ـ وهي تلعب دوراً كبيراً في المناعة الخلوية للجسم.
(3) البلازما (Plasma):
وهي تكون 55 % من حجم الدم في جسم الإنسان. ومن أهم مكوناتها البروتينات مثل الألبيومين (Albumin)، وعدة أنواع من الجلوبيولين (Globulins) ومولد الليفين Fibrinogen، وغير ذلك من البروتينات الهامة مثل الإنزيمات Enzymes ويتم تكوين معظم هذه البروتينات في الكبد، ومع إصابة الكبد بالخلل، تتأثر معدلات هذه البروتينات في الدم، وتتأثر بذلك وظائفها المختلفة وتظهر عدة أمراض أو أعراض مرضية مثل الوزمه (Oedema).
ويتأثر استقلاب كثير من العناصر مثل الهرمونات وبعض العناصر الكيميائية الأخرى والتي تحتاج إلى هذه البروتينات لحملها في الدم.
كما يحدث خلل في بعض العناصر الأخرى مثل السكر، واليود، كما أن زيادة نسبة حامض البوليك uric Acid وحامض اللبن Lactic acid تؤدي إلى حموضة الدم (Acidosis).
خ. تأثير الكحول على الجهاز التنفسي (Alcohol and Respiratory System):
يبدأ الجهاز التنفسي بالأنف ثم البلعوم فالحنجرة فالقصبة الهوائية فالشعب الهوائية وفروعها ثم الرئتين. ويساعد الحجاب الحاجز وعضلات التنفس في عمل الجهاز التنفسي، وهناك مراكز في المخ تنظم عمله.
وكل هذه المكونات تتأثر بدرجات مختلفة بالكحول.
(1) الأنف (Nose):
يؤثر الخمر على حاسة الشم فيضعفها، وقد تفقد تماماً.
وأيضاً، قد يصاب الأنف بالورم الفقاعي (Rhinophyma) وهو ما يعرف بأنف السكير.
(2) البلعوم (Pharynx):
يصاب بالتهابات متكررة، كما تضعف وظيفة لسان المزمار، والذي يمنع دخول اللعاب والشراب والطعام إلى القصبة الهوائية، وذلك بسبب تأثير الكحول على الجهاز العصبي، ويؤدي إلى تسرب الشراب أو الطعام أو محتويات المعدة، مع القيء المتكرر، إلى الرئتين مسبباً التهابات وأضراراً بهما.
كما تزيد نسبة الإصابة بسرطان البلعوم بين المدمنين.
(3) الحنجرة (Larynx):
تصاب أيضاً بالالتهاب، مما يؤدي إلى خشونة وبحة في الصوت، نتيجة تورم الأحبال الصوتية، كما تكون الحنجرة أكثر عرضة للإصابة بالسرطان.
4) القصبة الهوائية وتفرعاتها (Trachea and branchi):
تصاب بالتهابات حادة ومزمنة (Acute and Chronic Bronchitis)، خصوصاً مع الإدمان على التدخين بجانب الخمور.
وقد يؤدي ذلك إلى تراكم الإفرازات وتمدد القصبات الهوائية فيما يسمى (Bronchiectasis) ـ ويصاحب ذلك سعال مزمن، وصديد وأحياناً نزف ويمثل بؤرة صديدية في الجسم.
(5) الرئتان (Lungs):
تتأثر وظائف الرئتين وخصائصهما، مثل الحجم (Volume) والسعة (Capacity) والسعة الانتشارية للغازات (Diffusion capacity) مما يؤدي إلى نقص الأكسجين (Hypoxia) وزيادة غاز ثاني أكسيد الكربون (Hypercapina) بالدم.
كما يصبح المريض عرضة لأمراض الرئة مثل:
(1) التهاب الرئة البكتيري (Bacterial pneumonia):
وتدل الأبحاث العلمية أن الكحول هو أحد العوامل الرئيسية لهذه الالتهابات.
حيث أن 35 ـ 40 % من المصابين بالالتهابات الرئوية البكتيرية هم من المدمنين.
وبمقارنة معدلات الوفاة وجد أن نسبة الوفاة من هذا المرض أعلى ما تكون بين المدمنين حيث بلغت في بعض الأبحاث ثلاثة أضعاف عند الرجال وسبعة عند النساء مقارنة بغير المدمنين، كما أنها تتناسب مع معدلات الشراب حيث كانت في إحدى الدراسات، 49,9 % عند الذين يتعاطون الكحول بكميات كبيرة، و34,4 % عند الذين يتعاطونها بكميات معتدلة، 22,5 % عند الذين يتعاطونها بكميات قليلة.
(2) خراج الرئة (Lung Abscess):
وتفيد الإحصائيات أن الكحول هو المسؤول الأول عن 30ـ70 % من مجموع الحالات.
وقد تنتشر الميكروبات إلى ما حولها من أنسجة الرئة وأغشيتها وأغشية القلب، وقد تنتقل إلى أماكن أخرى في الجسم وتسبب التهابات مختلفة مثل الالتهاب السحائي وقد تسبب فشلاً في التنفس (Respiratory Failure).
(3) التهاب الرئة الاستنشاقي (Aspiration pneumonia):
حيث يفقد الشخص وعيه، وتضعف حركة لسان المزمار، ومع كثرة التقيؤ وضعف المناعة، يستنشق الشخص محتويات المعدة وغيرها من المواد الغريبة مسببة التهاباً بأنسجة الرئة، وقد وجد أن نحو 10 % من حالات التهاب الرئة الاستنشاقي كان سببها الإدمان على الخمور.
(4) السل الرئوي (الدرن) Pulmonary Tuberculosis:
والصلة قديمة ووثيقة بين هذا المرض والإدمان على الكحول، وقد أظهرت بعض الدراسات أن 22,2 حالة من بين كل 1000 مدمن يعانون من مرض السل الرئوي بينما كانت النسبة 0,4 لكل 1000 من الأشخاص العاديين.
كما يتعرض المدمنون للإصابة في مناطق أخرى من الجسم مثل الالتهاب الصفاقي الدرنيPeritonitis T.B.
وإضافة إلى ضعف المناعة ، فإن المرضى المدمنين، عادة لا يلتزمون بالعلاج مما يؤخر شفاءهم ويعرضهم لمضاعفات خطيرة، بل يكونون سبباً في نشر العدوى. (5) أمراض أخرى أقل حدوثاً وتنتج عن إصابة الكحول لأجهزة الجسم المختلفة بالضرر مثل: الارتشاح البللوري (Pleural Effusion) والقلوية التنفسية (Respiratory Alkalosis).
وقد يتسبب ذلك في تشنجات عصبية، وكذلك قد يتسبب الكحول في ارتفاع ضغط الدم في الدورة الدموية الرئوية (Pulmonary Hypertension) وما يكون له من أثر على القلب.
وقد يصاحب التهاب البنكرياس الناتج عن الإدمان وأزمة حادة بالرئتين Acute Pulmonary Oedema والتي قد تؤدي إلى الوفاة.
وكذلك توقف التنفس أثناء النوم (Sleep Apnea) نتيجة الأثر التثبيطي للكحول على مركز التنفس بالمخ.
ذ. تأثير الكحول على الغدد الصماء والاستقلاب:
لوحظ أن هناك علاقة قوية بين إدمان الكحول وخلل الغدد الصماء (Endocrinopathy) والذي يتمثل في الآتي:
(1) الغدة الدرقية (Thyroid Gland):
وجد عند بعض المرضى، الذين يعانون من تليف الكبد، زيادة في سرعة تدفق الدم بالأوعية الدموية (Hyperdynamic Circulation) مع زيادة في ضربات القلب (خفقان) وشعور بالحرارة، وكلها أعراض مشابهة لزيادة إفراز الغدة الدرقية Pseudo Thyrotoxicosis.
ولكن مع استمرار الشرب يحدث النقيض، حيث يحدث نقص في إفراز الغدة الدرقية مؤدياً إلى خمول في النشاط البدني والفكري لدى الشخص المدمن.
(2) الغدة الكظرية (Adrenal Gland):
تحدث أعراض مشابهة لأعراض مرض كوشنج (Pseudo Cushing Syndrome) ويزداد معدل الكورتيزول (Cortisol) في الدم، وما يصاحبه من خلل في مستوى السكر بالدم وأعراض أخرى.
وقد يكون السبب راجعاً إلى التأثير المباشر للكحول على الغدة الكظرية، أو على الغدة النخامية (Pituitary Gland) أو الهيبوثلاموس (تحت المهاد) (Hypothalamus).
(3) الغدد الجنسية (Medicine International): يحدث في الرجال المدمنين فقدان للرغبة الجنسية (Libido)، وعنّه (Impotance)، وتضخم في حجم الثدي (Gynaecomastia)، وضمور في الخصية.
ويرجع ذلك إلى تأثير الكحول على استقلاب هرمون الذكورة (التستوستيرون Testosterone) متمثلاً في نقص إفرازه من الخصية، وقد يكون هذا راجعاً إلى نقص إفراز الهرمونات المنشطة للخصية من الغدة النخامية وتحت المهاد، أو بسبب الأثر التثبيطي المباشر للكحول على الخصيتين، كما يغير الكحول من استقلاب التستوستيرون في أنسجة الجسم، في نفس الوقت فإن الخلل في وظائف الكبد، يزيد من تراكم هرمونات الأنوثة (Oestrogens)، وهو السبب في الأعراض الأنثوية لدى المدمن.
أما في النساء المدمنات، فيحدث ضمور في المبيض، وفقدان الرغبة الجنسية، واضطراب في الدورة الشهرية.
(4) الفص الخلفي للغدة النخامية Posterior Lobe of the Piturtory Gland:
يصاب هذا الجزء بالإحباط بسبب الكحول، فيقل إفراز الهرمون المضاد لإدرار البول (Antidiuretic Hormone – ADH)، ويكثر التبول.
وكذلك هرمون الاوكسيتوسين (Oxytocine) فيقل إفراز اللبن لدى المدمنات المرضعات، وتتأثر عودة الرحم إلى حجمه الطبيعي بعد الولادة.
(5) البنكرياس وداء السكري (Medicine International):
يتقلب مستوى سكر الدم في المدمنين بسبب تأثير الخمر على الكبد والبنكرياس وهرمونات الغدد الصماء، فقد يحدث انخفاض في مستوى السكر في الدم (Hypoglycaemia) عند المدمنين بسبب سوء التغذية، وكذلك لتأثير الكحول التثبيطي على استحداث الجلوكوز (Gluconeogenesis).
وقد يؤدي هذا إلى فقدان الوعي (Hypolycaemic Coma) أما في مرض التليف الكبدي فإن انخفاض مستوى السكر يشير إلى فشل في وظائف الكبد.
أما مرضى السكري (Diabetes Mellitus) والذين يعالجون بأدوية السكر، فقد يتعرضون لمشاكل، حيث أن الكحول يزيد من تأثير تلك الأدوية.
وقد يحدث ارتفاع في مستوى سكر الدم (Hyperglycaemia) لأسباب غير معلومة، ويكثر حدوثه مع أمراض الكبد الناتجة عن الإدمان.
كما أن هناك تفاعلات تحدث بين الكحول والأدوية المستخدمة لعلاج داء السكري، مثل زيادة حموضة الدم Acidosis وقد تكون هذه التفاعلات خطيرة تؤدي إلى الوفاة.
ض. تأثير الكحول على الجهاز البولي (Alcohol and Urinary System):
(1) من الثابت أن الكحول يثبط إفراز الهرمون المضاد لإفراز البول (ADH) وبالتالي تزداد كمية البول وعدد مرات التبول، مما قد يؤثر على مستوى السوائل والأملاح في الدم، ويترتب عليها مشاكل في كثير من أعضاء الجسم، كالقلب والعضلات والعظام والجهاز العصبي والغدد وغيرها.
ولكن لوحظ أنه في بعض الأحيان يحدث العكس ويزداد إفراز الهرمون، خصوصاً في شاربي البيرة حتى سمي " بمتلازمة شاربي البيرة" (Beer drinker’s Syndrome).
وكذلك ترتفع نسبة الهرمون في الدم عند مرضى الكبد، ويؤدي هذا إلى احتفاظ الجسم بالماء مؤدياً إلى التسمم المائي (Water Intoxication)، ويصاحبه نقص ظاهري (نسبي) في مستوى الأملاح في الدم.
(2) تتأثر الكليتان بالكحول، وتتعرضان لالتهابات مختلفة، قد تؤدي إلى الضمور والفشل الكلوي (Renalatrophy and Renal Failure).
(3) تكثر حالات المغص الكلوي، وقد يترافق هذا مع وجود حصوات في المسالك البولية.
(4) يتسبب الكحول في إثارة الغشاء المخاطي للإحليل.
المبحث الثاني:
تصنيف العقاقير النفسية وآثارها على الصحة:
أولاً: مثبطات الجهاز العصبي CNS Depressants:
وهي تشمل مجموعة كبيرة من العقاقير الطبيعية والتخليقية، وتشترك جميعها في تأثيرها المثبط (المهبط) لوظيفة الجهاز العصبي ومنها:
1. الكحول (الخمور ـ المسكرات) Alcohol:
وهو من أقدم المواد النفسية التي استخدمها الإنسان، ومن أكثرها انتشارا،ً ورغم تنوعها وكثرة مسمياتها، إلا أنها تشترك جميعها في كون العنصر الأساسي والمادة الفعالة منها هي الكحول الإيثيلي Ethyl Alcohol.
وتختلف الخمور فيما بينها باختلاف تركيز هذه المادة في كل منها وكذلك فيما يضاف إليها من مواد أخرى، لإعطائها نكهة معينة، أو طعم خاص.
وهناك أنواع أخرى من الكحول، منها الكحول الميثيلي Methyl Alcohol والذي يوجد في بعض الخمور الرخيصة والتي يتم تحضيرها في الخفاء.
ويتميز هذا النوع بسموميته خصوصاً، على العصب البصري Optic Nerve.
والكحول الإيثيلي سريع الامتصاص عن طريق الغشاء المخاطي للجهاز الهضمي حيث يصل إلى الدم وينتشر في أنسجة الجسم، خصوصاً الجهاز العصبي، بسرعة.
ويقوم الكبد بتحويل الكحول الإيثيلي إلى مادة تسمى اسيتالدهيد Acetaldehyde وهو بدوره، مادة سامة إذا ما تجمعت بالجسم، وتتم أكسدتها في الكبد، وفي بعض الأنسجة الأخرى إلى حمض الخل Acetic Acid، الذي يدخل في دورة كريبس، حيث يتحول في النهاية إلى ثاني أكسيد الكربون والماء وطاقة.
ويقوم الكبد باستقلاب 90 ـ 95 % من الكحول، والنسبة الباقية يتخلص منها الجسم عن طريق الكلى والرئتين والجلد.
أ. هل للكحول فوائد طبية؟
يستخدم الكحول الإيثيلي في المجال الطبي كمادة مطهرة، نظراً لقدرته على قتل الميكروبات Bactericidal Effect، فيستخدم لتطهير الجلد عند الحقن، وكذلك لتعقيم بعض الآلات الجراحية، وأجهزة قياس الحرارة.
كما يستخدم كمذيب عام في بعض الأدوية.
ويستخدم بكثرة في أدوات التجميل والعطور.
وقد كان في الماضي يستخدم لعلاج حالات التسمم بالكحول الميثيلي، وحالات الولادة المبكرة حيث أنه يثبط تقلصات عضلة الرحم، ولكن حل محله أدوية أخرى.
ب. تأثير الكحول على أجهزة الجسم:
يكاد الكحول أن يصيب جميع أعضاء الجسم بشيء من التلف أو الضرر.
ج. تأثير الكحول على الجهاز العصبي:
يعتبر الكحول مادة مثبطة لوظائف الجهاز العصبي، ومع استمرار تعاطيه، والإدمان عليه تحدث تغيرات باثولوجية (مرضية) في أنسجة المخ، يمكن إرجاعها إلى الأسباب التالية:
(1) التأثير السمي المباشر للكحول أو الاسيتالدهايد على الخلايا ومكوناتها.
(2) انقباض الأوعية الدموية، ونقص التروية الدموية للمخ، فقد وجد أن الكحول الموجود في كأس من كؤوس الكوكتيل يكون كافياً لكي تنقبض الأوعية الدموية بالمخ، فينخفض تدفق الدم، مؤدياً إلى نقص الأكسجين، ومسبباً خللاً في وظائف المخ.
وقد يكون هذا سبباً في هبوط القدرة الحيوية، وغياب الوعي، وربما الموت.
(3) زيادة نسبة الدهون في الدم وترسبها في جدر الأوعية الدموية مسبباً تصلب الشرايين.
(4) تأثير الكحول على الصفائح الدموية وزيادة عددها وخاصية الالتصاق مما يؤدي، فضلاً إلى تصلب الشرايين، إلى تكون جلطات دموية، وموت أجزاء من المخ، أو حدوث نزيف في المخ، وما يتبع ذلك من آثار مرضية مثل الشلل.
(5) تأثير الكحول على غشاء الخلية فيعطل عمل مضخة الصوديوم/ البوتاسيوم، ويؤثر على الجهد الكهربائي عبر الغشاء، خصوصاً منطقة المشبك، فيمنع عبور الإشارات، ويؤدي إلى تثبيط عمل الخلايا المخية.
(6) هبوط مستوى السكر في الدم، خصوصاً مع تناول أدوية السكر.
(7) نقص بعض المواد الغذائية خصوصاً البروتينات والفيتامينات مثل فيتامين ب1، ب6، ب12، وحمض الفوليك.
(8) ارتفاع معدل الكورتيزول والكاتيكولامين، مؤدياً إلى ارتفاع ضغط الدم.
(9) كثرة الحوادث، مثل حوادث المرور، والسقوط، وما يصاحبها من إصابات في الجمجمة ونزيف بداخلها.
يتبع إن شاء الله...
|
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: تعاطي المخدرات - بحث متكامل الجمعة 04 نوفمبر 2011, 12:11 am | |
| [center]أما التغيرات الباثولوجية والأعراض المرضية فهي كالآتي:
ضمور المخ، خصوصاً القشرة المخية Cerebral Cortical Atrophy
ويحوي المخ حوالي 20 ألف مليون خلية، إذا ماتت إحداها فلا سبيل إلى تعويضها أو استبدالها، وإن كأساً واحداً من الكحول تؤدي إلى موت بعض الخلايا، والضرر الذي يصيب الخلايا العصبية، يبدأ عندما يبدأ الشارب كأسه الأولى للمرة الأولى، وليس في آخر أدوار الإدمان، ويتزايد مع كل كأس يشربها.
وقد أظهرت دراسة لقياسات المخ بالأشعة المقطعية Computarized Axial Tomography أن حجم المخ يتناقص بدرجات متفاوتة، وذلك لموت كثير من الخلايا، وأن أكثر الأجزاء موتاً، كانت هي الخلايا المتحكمة في التفكير والإرادة والمنطق.
كذلك أثبت التخطيط الدماغي (E.E.G)، أن الكحول يؤدي إلى تغير في بعض الموجات القصيرة في دماغ المدمن، بما يشبه ما يحدث عند المتقدمين في السن، ولذلك تسمي هذه الحالات، بالشيخوخة المبكرة.
وقد لوحظ أن أكثر أجزاء المخ تأثراً، هو الجزء الأمامي من الناصية، وهو منطقة القدرات الرفيعة على الحكم والملاحظة والانتباه، أي الخصائص التي يحصل عليها الإنسان بالتربية والتعليم.
كما أن الكفاءة العقلية والبدنية، تنخفض بمجرد شرب الكحول، مهما كانت ضآلة الكمية المتعاطاة، حتى لو كان الشخص متعوداً على الشراب.
كما تؤثر على الإبصار والسمع والشم والتذوق وغير ذلك من الأحاسيس.
كما قد يكون تأثير الكحول مباشراً على منطقة التكوين الشبكي، والتي تؤثر بدورها على وظائف أخرى في المخ.
وقد أثبتت الأبحاث أن الكحول، بجرعات صغيرة يعطل وظائف القشرة المخية.
ومع الجرعات الكبيرة، قد يؤدي إلى هبوط وظيفة المراكز الحيوية في النخاع المستطيل مثل مراكز التنفس، والدورة الدموية، وغيرهما.
ويتناسب التأثير طردياً مع نسبة الكحول في الدم.
ومع تثبيط وظيفة القشرة المخية، يتحرر المتعاطي من تلك الوظيفة المانعة الرادعة لتلك المنطقة، وتظهر الآثار المنبهة للكحول، وتضعف مراكز الحكم وتتراجع، وتضعف القدرة على تمركز الأفكار وتنكمش الذاكرة القريبة، وتشوش النظرة للأمور وتنعدم الضوابط الأخلاقية والاجتماعية، فينطلق الشخص في حياة بهيمية لا تتناسب مع ثقافته أو مستواه الاجتماعي.
وكذلك يكثر الهياج، ويفقد الشخص القدرة على أداء الأعمال الدقيقة وتختل لديه الموازين الزمنية والمكانية، فتصبح قيادة السيارات خطراً.
وبعد تأثر المراكز العليا بالدماغ وكبتها، ومع استمرار الشرب، يمتد هذا الكبت إلى مناطق عميقة تحت القشرة، ثم إلى جذع الدماغ ومناطق أخرى من المخ، فتتلاشى تدريجياً، القدرة على التنسيق الحركي والنطق والرؤية وحالة الوعي.
وآخر المناطق تأثراً هي المراكز الحيوية في النخاع المستطيل وهي مراكز التنفس والتحكم في ضربات القلب.
ومع الوصول إلى درجة الإدمان تحدث تغييرات عميقة في شخصية المدمن وأخلاقه، حيث يصبح مهملاً، أنانياً، متقلب المزاج، تتقلب حالته النفسية بسرعة بين الهياج والبكاء والفرح دون ما سبب واضح.
ويصاب بنوبات من الرعب والكآبة والقلق. ويهبط مستوى أدائه في عمله، ويفقد إحساسه بالمسؤولية في البيت والعمل، وقد يلجأ إلى تصرفات انتحارية.
د. المخيخ وأثر الكحول عليه Cerebellum:
والمخيخ (Cerebellum) هو مركز تنسيق الحركات (Coordination)، حيث يعطي الأوامر لكل عضلة، فتنقبض وتنبسط بقدر، لا يزيد ولا ينقص، فتصبح الحركات سلسة ومتناسقة، وهادفة، وتتعاون العضلات لأداء أدق الحركات وأصعبها بمهارة فائقة، تحت سيطرة هذا الجزء من المخ.
وهو أيضاً يشارك الجهاز الدهليزي Vestibular System في حفظ الاتزان، وقدرة الشخص على الثبات في الوقوف والحركة Steadiness وتشير الإحصائيات إلى أن 27% من مدمني الخمر يصابون بضمور في المخيخ وتحت تأثير الكحول ـ تضطرب وظائف هذا الجزء فتؤدي إلى أعراض مميزة من أهمها:
(1) يصبح الشخص غير ثابت ومترنحاً في مشيته unsteady gait وعرضه للسقوط.
(2) التخلج المخيخي Cerebellar Ataxia حيث يسير الشخص مفرجاُ بين رجليه كي يحافظ على توازنه، ويحفظ نفسه من السقوط.
(3) اهتزاز سريع في مقلة العين Nystagmus.
(4) رعشة في اليدين Tremor.
(5) يصبح كلامه متلعثماً Slurred speech أو متقطعاً Staccatto Speech.
هـ. تحلل نخاع القنطرة الوسطى Central Pontine Myelinosis:
وهو مرض نادر الحدوث ولم يوصف في غير المدمنين وفيه يصاب المدمن بصعوبة في الكلام قد تصل إلى فقد النطق، وكذلك تصاب أطرافه الأربعة بالشلل.
وتحدث الوفاة غالباً في 75% من الحالات خلال شهر من بدء الإصابة.
و. اعتلال الدماغ الكبدي Hepatic Encephalopathy:
مع تليف الكبد، وفشلها في أداء وظيفتها الهامة، وهي تخليص الجسم من المواد السامة تجد تلك المواد طريقها من الدورة البابية Hepatic Portal System إلى الدورة الدموية العامة ومنها إلى المخ والجهاز العصبي، ويعتقد أن أهم هذه المواد المؤثرة هي الأمونيا (النشادر).
وتحدث نوبات متكررة من عدم التركيز وتشوش الوعي والغيبوبة.
وتصاحبها أعراض أخرى مختلفة.
ز. داء مارشيا فافا ـ بيجنامي Marchiafava – Bignami Syndrome:
وقد اكتشف هذا المرض في إيطاليا، حيث مناطق النبيذ الأحمر.
ومن أهم أعراضه التلعثم في الكلام، والترنح في المشية، والصرع، وضعف الوعي.
ويفقد المريض كثيراً من قدراته العقلية، وينتابه شعور بالخوف.
وقد يحدث شلل بالأطراف وفي الحالات المتقدمة قد يحدث نوع من الذهان (الجنون).
وعند تشريح مخ هؤلاء المرضى بعد وفاتهم، لوحظ تحلل واسع الانتشار في الغلاف الدهني Myeline Sheath الذي يحيط بالأعصاب Demyelination ـ خصوصاً في منطقة الجسم الثفني Corpus Callosum وجذع المخيخ Cerebellar Peduncle والمحور البصري optict rac وأجزاء أخرى من المخ.
ح. داء فيرئيكيه Wernicke’s Encephalopathy:
ويحدث هذا المرض نتيجة نقص فيتامين ب1 (B1 – Thiamine) الناتج من سوء التغذية وضعف الامتصاص، كما أن الكحول يمنع تحويله إلى فيتامين نشط (ثيامين فوسفات) فيؤدي ذلك إلى عدم توفره بصورة فعالة.
وتكون الإصابة في المخ الأوسط (Midbrain)، خصوصاً، في منطقة خروج العصب المخي الثالث والرابع المغذيان لعضلات العينين، فيحدث شلل في تلك العضلات، كما أن هذه المنطقة مسؤولة عن اليقظة، فيصاب المريض بالخمول، والبلادة، والنوم، وتشوش الوعي، ويترنح في مشيته، مع اعتلال في الأعصاب الطرفية، وهبوط في درجة حرارة الجسم في الحالات الشديدة.
ط. ذهان كورساكوف:
وهو يظهر بعد إصابة المدمن بنوبات من داء فيرنيكبة أو بعد الهذيان الارتعاشي (Delirium Tremens). ومن أعراضه فقدان الذاكرة القريبة اللارجعي، مع الاحتفاظ بوظائف الإدراك الأخرى، وقد يصاحبه اعتلال في الأعصاب الطرفية.
ويقوم بعض المرضى بتحوير وتزييف الوقائع لملء فراغ الذاكرة.
وتصاب فيه الأجسام التوأمية وبعض مناطق المخ المتوسط بنزيف وتليف في الخلايا.
ي. اضطراب الذاكرة:
حيث أثبتت الأبحاث أن تناول كأسين أو ثلاثة تؤثر على تذكر الأحداث القريبة التي يمر بها الشارب.
كما تشير الإحصائيات إلى أن 30 % ممن يتعاطون الخمور في الحفلات، يستيقظون في اليوم التالي فاقدي الذاكرة تماماً فيما يتعلق بأحداث تلك الليلة.
ك. الغمش التبغي الكحولي Tobacco – Alcohol Amblyopia:
وهو نقص تدريجي في حدة الإبصار مع فقدان القدرة على تمييز الألوان (عمى الألوان) وينتج عن نقص فيتامينات ب1 (B1)، ب12 (B12)، بالإضافة إلى الأثر السام لمادة السيانيد الناتجة من التدخين، والتي تؤدي إلى تحلل المادة الدهنية المغلقة للعصب البصري Optic Nerve.
ل. شلل ليلة السبت Saturday Night paralysis:
وسمي كذلك لأنه يحدث صباح السبت، حيث يكثر الشخص الشراب ليلة السبت، ويصيبه السكر فيلقي بجسده وينام على كرسي، في وضع غير طبيعي، يضغط فيه على العصب الكعبري Radial Nerve فيستيقظ في الصباح وهو يعاني من شلل في العضلات الباسطة لليد.
م. اعتلال الأعصاب الطرفية (Peripheral Neuropathy):
وذلك للأثر السمي المباشر للكحول، وكذلك نقص الفيتامينات، خصوصاً فيتامين ب1، ب6، ب12، مما يؤدي إلى تحلل محاور الأعصاب الطرفية Axial Degeneration وبذلك تضطرب وظيفتها في نقل الأحاسيس مثل الإحساس بالبرودة والحرارة والألم.
وقد يشعر المريض بتنميل في أطرافه (Paraesthesiae) وقد يصحب ذلك ضعف في العضلات الإرادية.
وقد تتأثر الأعصاب الحقفية (الخارجة من الجمجمة) ـ خصوصاً تلك المغذية لعضلات العين.
وأيضاً، قد تتأثر الأعصاب اللاإرادية ومنها تلك التي تنظم حركة القلب والأوعية الدموية فيحدث خلل في نظم القلب مع خفقان، وهبوط في ضغط الدم عند تغيير الحركة من الرقود إلى الوقوف.
وكذلك الأعصاب المنظمة لحركة الجهاز الهضمي وإفرازاته، فتؤدي إلى إسهال وإمساك مع عسر الهضم.
أما أعصاب الجهاز التناسلي فإن إصابتها تؤدي إلى العنة وفقد القدرة على الانتصاب.
ن. التسمم الكحولي الحاد (Acute Alcoholism):
وهو نادر الحدوث في البالغين، ولكن عكس ذلك في الأطفال.
وقد وجد أن 25 % من جميع حالات التسمم في بريطانيا كانت بسبب الخمور.
س. الجهاز الحركي والكحول:
العضلات:
تظهر أضرار الكحول على العضلات في عدة صور منها:
(1) ضعف محدود أو واسع الانتشار في عضلات الجسم، ويصحبه ألم، وتورم وقد يكون الورم شديداً لدرجة حدوث نخر في ألياف العضلة (Necrosi)، ومن ثم ارتفاع نسبة خضاب العضلات (Myoglobin) في الدم، وقد يترسب في أنابيب الكلى مسبباً انسدادها وقد يحدث فشل كلوي، وارتفاع في نسبة البوتاسيوم في الدم، بما له من أضرار على القلب.
(2) التهاب العضلات الحاد Acute Alcoholic Myopatly، وقد يظهر في صورة ضعف عام، وهو يحدث بسبب فقد البوتاسيوم والماغنيسيوم، نتيجة القيء والإسهال.
وارتفاع معدل هرمون الالدوستيرون (Aldosterone).
(3) ألم وتقلصات في العضلات (Cramps) ينشأ مع المجهود العضلي.
وقد يكون ناتجاً عن نقص الإنزيمات اللازمة للاستقلاب في العضلات (Phosphorylase Activity).
(4) يكثر بين المدمنين حدوث ضعف في العضلات المحورية (Proximal Muscle Weakness) وقد يصاحبه ضمور في حجم العضلات (Wasting)، وقد ينتج هذا بسبب التأثير المباشر للكحول، أو زيادة الكورتيزول، أو سوء التغذية حيث يتحسن مع العلاج بالأغذية الخالية من الكحول.
ع. الكحول والجهاز الهضمي Alcohol and Gastro- Intestinal Tract
جاء في بحث مقدم إلى المؤتمر الأوروبي لأمراض الجهاز الهضمي في هولندا سنة 1991 أن الكبد هي أكثر أعضاء الجهاز الهضمي تأثراً بالكحول، حيث يصيبه التلف.
بيد أن الكحول لا يترك عضواً من الجهاز الهضمي إلا أصابه بالضرر.
ومن أكثر الأعراض انتشاراً الغثيان والقيء والإسهال، خصوصاً في الصباح، بسبب تهيج أغشية الجهاز الهضمي.
وتتأثر أعضاء الجهاز الهضمي كالآتي:
(1) الفم:
ويصاب بعدد من الأمراض مثل الالتهابات والتقرحات وذلك لعدة أسباب:
منها إهمال نظافة الفم وضعف المناعة مما يشجع الميكروبات، وبعضها يعيش بصورة سلمية، على مهاجمة أغشية الفم وإصابتها، وقد تصل إلى درجة كبيرة من الشدة.
وكذلك نقص الفيتامينات وأهمها النياسين (Niacine)، والريبوفلافين (Riboflavine)، وقد يؤدي ذلك إلى التهاب اللسان (glossitis)، وتشقق زوايا الفم (AngularStomatitis)، وكذلك تشقق الشفتين (Chelosis) وقد يتكرر ظهور قرح مؤلمة باللسان والفم وتسمى بالقرح القلاعية (Aphthus Ulcers) وتؤدي إلى صعوبة في البلع.
أما نقص فيتامين ج (C) فيؤدي إلى تورم اللثة مع نزف متكرر منها.
وعند ترافق التدخين مع الإدمان، كثيراً ما تظهر بقع بيضاء باللسان واللثة وأجزاء أخرى من الفم وتسمى ليكوبلاكيا Leukoplakia، ويتحول حوالي 5 % منها إلى سرطان وقد تصاب اللوزتان بالسرطان.
هذا بالإضافة إلى ظهور أعراض بالفم، للإصابة بمرض الزهري Syphilis نتيجة الانحراف الجنسي للمدمن.
أما الأسنان فيصيبها تسوس عنق الأسنان (Cervical Caries)، وطحن الأسنان ومن ثم تآكلها – (Dental Attriction) كما وتصبح الأسنان رخوة نتيجة نقص المواد الغذائية، خصوصاً الفيتامينات. وتصاب بتسوس الأسنان (Dental Caries) أما الغدد اللعابية، فكثيراً ما تصاب بالإلتهابات وبخاصة الغدة النكافية Parotitis ويؤدي ذلك إلى نقص كمية اللعاب وتغير في تركيبه.
(2) البلعوم (Pharynx):
ومن أهم أمراضه الالتهاب البلعومي المنتن (Septic Pharyngitis) وتسببه ميكروبات متعددة من أهمها الميكروبات السبحية Streptocooci وهي تفرز مواد سامة قد تؤدي إلى هبوط في القلب نتيجة تسمم عضلته (Toxic Myocarditis) وقد يؤدي إلى الوفاة.
(3) المريء Oesophagus:
ويؤثر الكحول على الغشاء المخاطي للمريء، كما يؤثر على عضلاته وصماماته، فيؤدي إلى الأمراض الآتية:
(أ) ضعف الصمام العلوي للمريء Upper oesophageal sphincter disorders وهذا قد يؤدي إلى رجوع محتويات المعدة عبر المريء فالبلعوم، إلى القصبة الهوائية فالرئتين، مسبباً الإلتهاب الرئوي الإستنشاقي Aspiration penumonia أو حدوث خراج في الرئة Lung Abcess أو غير ذلك من الالتهابات، خصوصاً مع القيء المتكرر، وفقد الوعي، وهو كثير الحدوث بين المدمنين.
(ب) ضعف الحركة الدودية Peristalsis للمريء ، نتيجة التأثير على الأعصاب اللاإرادية المغذية لعضلات المريء، مؤدياً إلى رجوع محتويات المعدة إلى المريء (gastro – oesophageal reflux).
وهذا يؤدي إلى التهاب المريء الارتدادي (Reflux Oesophagitis) مع شعور بحرقة (Heart burn) وقد يصاحبه نزيف بسبب إصابة الأوعية الدموية، وقد يؤدي ذلك كله إلى ضيق أو اختناق في المريء Stricture.
(ج) سرطان المريء:
نتيجة الالتهاب المتكرر، تتغير طبيعة الخلايا المبطنة لغشاء المريء، ويصبح المريء أكثر عرضة للتقرحات فيما يسمى "مريء باريت" (Barrett Oesophagus).
وقد يتلوه ظهور السرطان.
وقد أثبتت الدراسات، أن التهاب المريء المزمن النتائج من الإفراط في تعاطي الكحول هو السبب الرئيسي للإصابة بسرطان المريء، وأن 30 ـ 65 % من المرضى المصابين بهذا السرطان، هم من مدمني الخمور.
(د) متلازمة مالوري فايز:
ويحدث فيه نزيف من المريء نتيجة تمزق طولي في المريء أو منطقة ما تحت الفؤاد بالمعدة، ويصاحب نوبات القيء العنيف المتكرر ويكون مصحوباً بالتهاب المعدة الضموري، ونادراً ما يصيب غير المدمنين، ويمثل حوالي 4 % من مجموع الوفيات الناتجة عن جميع حالات النزيف بالمريء والمعدة والإثنى عشر.
وقد يحدث النزيف تلقائياً وبدون أسباب واضحة ويسمى (Boerhaave’s Syndrome) كما يحدث نتيجة دوالي المريء، الناتج عن تليف الكبد.
(4) المعدة:
تؤدي الجرعات الصغيرة من الخمور إلى تهيج الغشاء المخاطي للمعدة، وزيادة الإفرازات، كما يحدث مع بقية أجزاء الجهاز الهضمي، ولهذا، تعتبر الخمور فاتحة للشهية، ولكن سرعان ما تتغير الصورة، وتقل الإفرازات، وتفقد الشهية، فقد لوحظ أنه عندما يكون تركيز الكحول ما بين 8 ـ12 % فإن حامض الهيدروكلوريك يزيد تركيزه في عصارة المعدة.
وقد يكون من أسباب ذلك زيادة هرمون الجاسترين (Gastrine) ـ أما إذا زادت النسبة، فإن الإفرازات تقل بصورة كبيرة.
كذلك، عندما تكون نسبة الكحول أقل من 6% فإنها لا تؤثر على حركة المعدة أو قد تزيدها قليلاً.
أما إذا زادت عن 10% فإنها تقلل من الحركة وتؤدي إلى بطء في إفراغ محتويات المعدة.
ومن الأمراض التي تصيب المعدة ما يأتي:
(أ) التهاب المعدة الحاد Acute gastritis:
وينتج عن تآكل وتهتك الغشاء المخاطي المبطن للمعدة، ونفاذ حامض االهيدروكلوريك (Hydrochloric) Acid إلى داخل الغشاء.
وقد يؤدي هذا إلى نزيف حاد خصوصاً مع تناول الأسبرين لعلاج الصداع الناتج عن كثرة الشراب.
وهذا كثير الحدوث بين المدمنين.
وعند فحص المعدة بالمنظار، يلاحظ وجود التهابات وبثرات حمراء، مع وجود صديد ونقص في إفرازات المعدة. ويكون ذلك مصحوباً بالألم، وعسر في الهضم.
(ب) التهاب المعدة المزمن Chronic gastritis:
ويحدث نتيجة تكرار الالتهاب الحاد، واستمرار تعاطي الخمور.
وقد يكون سطحياً، وقد يشمل جدار المعدة كله، فيؤدي إلى ضمورها، ويسبب نقصاً شديداً في إفرازاتها، ويؤدي إلى نقص إفراز حامض االهيدروكلوريك والإنزيمات الهاضمة، مما يؤدي إلى سوء الهضم.
كذلك يقل إفراز العامل الداخلي (Intrinsic Factor) وهو ضروري لامتصاص فيتامين ب12.
وهذا بدوره يؤدي إلى ظهور الأنيميا (Megaloblastic Anaemia) وما يصاحبها من إصابة أجزاء من المخ، والنخاع الشوكي، والأعصاب الطرفية كما يحدث فقد للبروتين نتيجة تقشر الخلايا المبطنة للمعدة.
وتمهد تلك التغيرات في المعدة إلى حدوث السرطان .
(ج) التهاب المعدة النزفي الحاد Acute haemorrhagic gastritis
وقد وجد في إحدى الدراسات أن 25 % من المصابين بهذا النزيف هم من المدمنين مقارنة مع 5 % من غير المدمنين.
(د) قرحة المعدة والإثنى عشر Peptic ulcer:
وتشير الأبحاث إلى أن الكحول قد لا يكون مسبباً مباشراً لقرحة المعدة والإثنى عشر، ولكن في وجود القرحة، فإنه يحول دون التئامها بسبب تهيج أغشية المعدة كما أنه يعارض تأثير الأدوية التي تستخدم لعلاج القرحة والمعدة تقوم بإفراز إنزيم خاص بتكسير الكحول، وعند غياب هذا الإنزيم، نتيجة الالتهابات، يزداد تركيز الكحول في المعدة، ويزيد ذلك من تأثيره الضار.
كما أن مدمن الخمر يكثر عادة، من تناول المسكنات، مثل الأسبرين وقد يكون هذا سبباً من أسباب قرحة المعدة.
(هـ) سرطان المعدة Cancer Stomach
وقد يحدث نتيجة الالتهاب الضموري أو القرحة المزمنة للمعدة، فالكحول قد يكون سبباً غير مباشر لهذا الداء.
(5) الأمعاء الدقيقة Small Intestine:
ويؤثر الكحول من خلال الخلل في الجهاز العصبي اللاإرادي، على حركة الأمعاء وإفرازاتها، فتزداد التقلصات، وتحدث نوبات من الإسهال، وهذا يؤدي إلى عسر الهضم وسوء الامتصاص، وفقدان كثير من العناصر الغذائية الهامة، مثل الفيتامينات والأملاح، وما يصاحب ذلك من أمراض.
وقد تصاب الخملات (Villi) (وهي مسؤولة عن الامتصاص) ويؤدي ذلك إلى فقد البروتين Protein Losing Enteropathy خصوصاً عند المدمنين المصابين بارتفاع الضغط في الدورة البابية.
ويزيد من تلك الأعراض، إصابة البنكرياس والكبد، فيؤدي ذلك إلى الإسهال االدهني steatorrhea، والذي يحدث في 33 ـ 55 % من المدمنين.
(6) الأمعاء الغليظة:
ويعتبر تأثير الكحول على هذا الجزء من الجهاز الهضمي ضعيفاً، ولكن لوحظ أن مرض القولون العصبي (Irritable Bowel Syndrome) أكثر حدوثاً بين مدمني الخمور.
ويصاحب ذلك اضطراب في حركة الأمعاء، وآلام في البطن، ونوبات من الإسهال والإمساك.
وقد لوحظت علاقة بين سرطان المستقيم وتعاطي البيرة.
(7) البنكرياس Pancreas:
ويؤدي التعاطي الكثيف للخمور إلى التهاب حاد أو مزمن في البنكرياس.
(أ) التهاب البنكرياس الحاد Acute Pancreatitis:
يؤدي الكحول إلى زيادة إفراز البروتينات في عصارة البنكرياس، مما يؤدي إلى ترسبها، وإحداث انسداد في قنوات البنكرياس.
وهذا يؤدي بدوره إلى تنشيط الإنزيمات الهاضمة خصوصاً إنزيم التريبسينوجين (Trypsinogen)، والإلستيز (Elastase)، والفوسفوليبيز (Phospholipase)ـ وهذه الإنزيمات تقوم بهضم وتكسير أنسجة البنكرياس والأوعية الدموية به، وقد تصل إلى خارج البنكرياس وتحطم ما حوله من أنسجة.
ويشكو المريض من آلام حادة، مصحوبة بقيء متكرر ونزيف ، وأحياناً صدمة عصبية، وظهور يرقان، وخلل في نظم القلب.
وقد يصاحب ذلك هبوط في وظائف الكلى (فشل كلوي)، أو الرئة (Shock Lung) أو الكبد (H0epatic Failure) وفي بريطانيا يتسبب الكحول في 20% من حالات التهاب البنكرياس الحاد، وهو مرض خطير قد يؤدي إلى الوفاة، حتى مع العناية الطبية الفائقة.
(ب) التهاب البنكرياس المزمن:
ويظهر في صورة آلام متكررة، خصوصاً مع تناول الغذاء، مما يجعل المريض معرضاً عن الطعام خوفاً من ظهور الآلام، ويؤدي هذا إلى فقدان الوزن.
وقد يشكو بعض المرضى من عسر الهضم أو ظهور داء السكري بدون أعراض سابقة.
وحوالي 20 % من الحالات يصاحبها سوء هضم نتيجة نقص العصارة الهاضمة مما يؤدي إلى الإسهال الدهني.
كما يصاب حوالي 35 % من المرضى بداء السكري.
وتفيد الإحصائيات أن 75 % من حالات الالتهاب المزمن للبنكرياس في الولايات المتحدة الأمريكية من المدمنين على تعاطي الخمور.
وقد أثبتت الأبحاث أن مرض التهاب البنكرياس المزمن، نتيجة ادمانهم للكحول، يعانون من وجود حصوات في البنكرياس، بسبب ترسيب الكحول لأملاح الكالسيوم في العصارة البنكرياسية بالإضافة إلى حفظه لمعدل إفراز مادة الليثوستاتين (Lithostathine).
(ج) سرطان البنكرياس:
يساعد الكحول على ظهور سرطان البنكرياس ـ حيث تشير بعض الدراسات إلى ارتفاع نسبة الإصابة بسرطان البنكرياس عند المدمنين على الخمور.
(د) أمراض مصاحبة:
مثل التهاب المفاصل المتنقل (Migratory Polyarthropathy)، التهاب الأوردة التخثري (Thrombophlebitis)، التهاب المخ (Encephalopathy)، ارتشاح بللوري وبريتوني (Pleuraleffusion and Ascitis)، ومضاعفات داء السكري (Diabetes Mellitus)، بالإضافة إلى ما قد يحدث في البنكرياس والجهاز المراري.
غ. الكحول والجهاز التناسلي (Alcohol and Genital System)
الرجال: يؤثر الكحول على الوظيفة الجنسية للرجال بعدة طرق منها:
(1) تأثيره على الغدة النخامية (Pituitary Gland)، ومنطقة تحت المهاد (Hypothalamus) فيقل إفراز الهرمونات المنشطة للخصيتين (FSH, LH)، ويزيد البرولاكتين (Prolactin).
(2) تأثير مباشر على الخصية يؤدي إلى ضمورها.
(3) نقص الفيتامينات والأملاح مثل فيتامين أ، هـ، والزنك.
(4) إصابة الكبد مما يؤثر على توازن هرمونات الذكورة والأنوثة في الدم.
ويؤدي ذلك إلى التغيرات المرضية الآتية:
1. ضمور في الخصية، وضمور في البروستاتا.
2. نقص في عدد الحيوانات المنوية وقدرتها على الحركة، مع تشوه في أشكالها.
3. زيادة في لزوجة سائل البروستاتا بسبب استمرار تهيجها، مما يعوق حركة الحيوانات المنوية.
1. فقدان الرغبة الجنسية، وضعف الانتصاب.
2. تساقط شعر العانه، واللحية، وبروز الثديين، بسبب زيادة هرمونات الأنوثة، خصوصاً في حالات تليف الكبد.
3. ارتفاع نسبة العقم بين المدمنين، وقد تصل النسبة إلى 70ـ80 %
وقد أكد كل ذلك نشرة خاصة أصدرتها الكلية الملكية البريطانية لأطباء العموم سنة 1981 وجاء فيها "لقد أصبح من الثابت علمياً أن الإدمان على الكحول يسبب العنه ويعطل أداء الوظيفة الجنسية".
وقد أشارت إحدى الدراسات إلى أن 90 % من حالات العقم التي تزور العيادات، سببها المداومة على تعاطي الخمور.
وللخمر تأثيراته على التصرف الجنسي، أولهما سريع ووقتي حيث يؤثر الكحول على مناطق التحكم العقلي في القشرة المخية، ويتحرر الفرد من القيم الاجتماعية والأخلاقية ويزول الحياء، وينطلق المدمن في حياة بهيمة، وحينئذ تزداد الرغبة الجنسية وتزداد الجرائم، ويمارس الشخص الجنس حتى مع محارمه.
أما الأثر الثاني ـ حين تنقلب الصورة، ويفقد المدمن الرغبة والقدرة الجنسية.
وقد عبر شكسبير عن ذلك حين قال عن الخمر: إنها تحفز الرغبة ولكنها تفقد القدرة على التنفيذ".
أما في النساء، فإن الاستمرارية في شرب الخمور يؤدي إلى ضمور المبيض، وتوقف الدورة الشهرية والعقم، والإجهاض التلقائي، مع فقد الرغبة الجنسية، وبلوغ سن اليأس بسرعة.
ظ. الخمر والكحول والجنين:
ينتقل الكحول في المرأة الحامل، بسرعة إلى دم الجنين عبر المشيمة، ويؤدي ذلك إلى أضرار بالغة الخطورة منها:
(1) الإجهاض التلقائي (Spontaneous Abortion)، وولادة الطفل ميتاً (Still birth).
(2) الوفاة بعد الولادة، وقد بلغت نسبة وفيات الأطفال حديثي الولادة لأمهات مدمنات 17% بينما لا تتجاوز النسبة العادية 2 %.
(3) متلازمة الجنين الكحولي (Fetal Alcohol Syndrome):
وذلك بسبب تأثير الكحول والاسيتالدهيد على أنسجة الجنين، حيث يولد هؤلاء الأطفال وهم يعانون من تشوهات كثيرة، فهم صغار في الحجم لهم وجوه مميزة ومتشابهة تتسم بضيق في العينين، وتشوهات في الأذنين، وبروز في الجبهة، وعيوب خلقية في الأصابع، وفي صمامات القلب وخلل في حركة المفاصل مما قد يكون له عواقب خطيرة، مع تخلف جسمي وعقلي.
ويذكر تقرير للكلية الملكية للأطباء ببريطانيا سنة 1987 أن الكحول، كغيره من الأدوية والكيماويات يمكن أن يتسبب في مشكلات عدة للمرأة الحامل منها:
(أ) تغيير الصفات الوراثية للجنين في مراحل نموه الأولى، وذلك بسبب تأثير الكحول على الكروموسومات.
ويربط الباحثون بين هذا التأثير وحدوث الإجهاض التلقائي.
(ب) يعطل تكوين الأعضاء في الأيام الأولى من عمر الجنين فيؤدي إلى حدوث تشوهات.
(ج) تأخير عملية النمو السريع الذي يحدث في الأيام الأولى من عمر الجنين.
وينصح الأطباء بامتناع الحامل عن شرب الخمور تماماً، تفادياً لهده الأخطار.
وتشير الأبحاث إلى أن تناول الخمور أثناء الحمل يؤدي في 50 % من الحالات إلى ولادة طفل متخلف عقلياً بينما يؤدي في 30 % إلى ولادة طفل مشوه خلقياً.
أأ. الكحول والجلد:
يتمثل تأثير الخمر على الجلد في الآتي:
(1) ظهور أمراض جلدية خاصة نتيجة الإدمان.
(2) تفاقم الأمراض الجلدية الموجودة.
(3) ظهور أمراض جلدية نادرة.
وفي إحدى الدراسات، وجد أن 44 % من المدمنين يعانون أمراضاً جلدية متنوعة.
وفي دراسة أخرى وجد أن 24 % منهم يعانون من التهابات جلدية، بالمقارنة مع 9 % من غير المدمنين.
ومن الأمراض الجلدية التي تنتشر بين المدمنين التهاب الجلد الدهني Seborrheic Dermatitis والعد الوردي (Acne Rosacae)، والصدفية (Psoriasis)، والأكزيما Eczema، والطفح الدوائي Drug Eruption، والتهاب الجلد التماسي (Contact Dermatitis)، واليورفيريه الجلدية الآجلة Porphyri Cutanea Tarda والبورفيريه الملونة (Porphyria Variegata).
كذلك علامات نقص بعض الفيتامينات مثل فيتامين أ، فيتامين ب1 (البلاجرا) Pellagra ، وعلامات الفشل الكبدي، ومرض الزهري (Syphilis) وغيره من الأمراض العامة.
أب. الكحول والعين:
من أهم الأضرار التي تصيب العين نتيجة الإدمان على الخمور هو الضمور التدريجي للعصب البصري، وقد يكون حادا، خصوصاً مع تناول الكحول الميثيلي وهذا قد يؤدي إلى العمى المفاجئ كما يفقد المدمن قدرته على تمييز الألوان Color Blindess.
وكذلك تتأثر قدرة العين على التمييز بين الأضواء المختلفة التركيز، ومتابعة الأجسام المتحركة حتى عند تناول كميات بسيطة من الكحول، كما يذكر تقرير الكلية الملكية للأطباء في بريطانيا سنة 1986.
ومن خلال تأثيره على الأعصاب المخية، فقد يصاب المدمن بالغمش التبغي الكحولي Tobacco Alcohol Amblyopia. يتبع إن شاء الله...
[/center] |
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: تعاطي المخدرات - بحث متكامل الجمعة 04 نوفمبر 2011, 12:14 am | |
| أج. الكحول والأذن:
نظراً للأثر التثبيطي على الجهاز العصبي، تصبح الأذن أكثر تحملاً للأصوات العالية، ولكن قد ينتهي ذلك بالصمم مع استمرار تلك المؤثرات.
أد. الخمر والسرطان (Alcohol and Cancer):
لقد أثبتت الدراسات، أن هناك علاقة بين الكحول وعدد من السرطانات، ولكن طبيعة هذه العلاقة لا تزال غامضة.
فقد يكون الكحول ذاته من العوامل المسرطنة (Carcinogen) أو يكون عاملاً مساعداً Co-Carcinogen، أو عاملاً منشطاً (promoter) ويزيد تدخين التبغ، وهو واسع الانتشار بين المدمنين من احتمال الإصابة بالسرطان.
وأهم أنواع السرطان التي تكثر بين المدمنين هي:
(1) سرطانات الفم والبلعوم والحنجرة والمريء، والمستقيم:
والعلاقة مؤكدة بين سرطان المريء والكحول، وكذلك تشير بعض الدراسات إلى وجود مثل هذه العلاقة مع سرطان المستقيم خصوصاً عند مدمني البيرة.
ومع الشراب الكثيف ترتفع نسبة الإصابة بسرطان المريء إلى ثمانية عشر ضعفاً وبخاصة إذا ترافق الشراب مع التدخين(Medicine International ).
(2) سرطان الثدي:
تشير بعض الأبحاث إلى وجود علاقة بين سرطان الثدي والكحول.
(3) سرطان الكبد الأولي (Primary Liver Cancer):
ويحدث في المدمنين غير المصابين بتليف الكبد، ولكنه أكثر حدوثاً في حالات التليف، حيث يحدث في 15ـ30 % من تلك الحالات.
وقد تلعب الإصابة بفيروسات الكبد "ب"،"ج "B and C viral Hepatitis دوراً هاماً في ذلك.
ويذكر مرجع "هاريسون" الطبي أن الكحول هو ثاني الأسباب المؤدية إلى الموت بين المدمنين، حيث تأتي بعد أمراض القلب والجهاز الدوري، وأن نسبة حدوث السرطان بين المدمنين هي عشرة أضعاف ما بين غير المدمنين.
أهـ. الكحول والحوادث Alcohol and Accidents:
للكحول علاقة بحوالي 50 % من وفيات حوادث الطرق، حيث أن الكحول يعوق قدرة المرء على حسن التقدير مما يجعل القرارات المعقدة أكثر صعوبة، كما تنخفض حدة الإبصار، والقدرة على التركيز، وسرعة استرداد البصر بعد اصطدامه بأنوار باهرة.
كما أن الخمور تجعل السائق يبالغ في قدراته رغم هبوطها.
ومن الإصابات التي قد يتعرض لها شاربوا الخمور ما يأتي:
(1) إصابات الرأس (Head Injury):
وتشير الإحصائيات إلى أن نحو ثلث المصابين الذين أدخلوا المستشفيات بسبب إصابة الرأس كانوا من المخمورين، وقد تؤدي الإصابة إلى كسور في الجمجمة ونزيف في الدماغ بصورة مختلفة.
(2) الكسور بمختلف أنواعها وما قد ينتج عنها من مضاعفات.
(3) إصابة البطن، وما قد يصحبه من نزيف داخلي أو تهتك في الأحشاء الداخلية.
وتقرر هيئة الصحة العالمية أن 50% من جميع حوادث المرور في العالم أجمع ناتج عن شرب الخمور.
أو. تفاعل الكحول مع الأدوية (Alcohol – drug Interaction):
هناك مجموعات كبيرة من الأدوية تتفاعل مع الكحول، ويصبح تناولها بواسطة مدمن الكحول مصدر خطر على حياته.
ومن أمثلتها:
(1) المهدئات والمنومات ومضادات الكآبة:
وكلها تؤثر على الجهاز العصبي، وتثبط وظيفته، فإذا تناولها المدمن، ازداد تثبيط مراكز المخ، وقد تصل إلى حد الغيبوبة والموت, كما يصبح الخطر مضاعفاً إذا قام بالقيادة في مثل هذه الأحوال.
وبعض هذه الأدوية يؤثر من خلال طرق أخرى.
حيث يؤثر بعضها على الإنزيم الخاص بتكسير الكحول وتحويله إلى اسيتالدهيد (Alcohol Dehydrogenase)_ وتظل نسبة الكحول مرتفعة فيزداد تأثيره، ومن أمثلتها الكلوربرومازين (Chlorpromazine)، والتراي كلوروايثانول (Trichloroethanol) ويؤثر بعضها الآخر من خلال تعطيل الإنزيم الخاص بتحويل الاسيتالدهيد إلى حمض الخليك (Aldehyde Dehydrogenase) وتتجمع هذه المادة السامة في الجسم لتعطي أثرها الضار متمثلاً في سرعة النبض، وضيق التنفس، وهبوط الضغط، وغثيان وقيء ومن أمثلتها دواء الكلورال هيدات Chloral hydrate.
وهناك أدوية أخرى تؤدي إلى نفس التأثير من أهمها المترونيدازول (وهو دواء مضاد للديدان (Metronidazole) ودايسلفيرام (Disulfiram)_ ويسمى (Antabuse) وهو دواء مضاد للجرب.
وكذلك يؤثر بعضها من خلال تأثيرها على حركة المعدة وسرعة تفريغها، فبعضها يبطئ عملية التفريغ، فيقلل من امتصاص الكحول مثل مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (Tricyclic Anti-depressant) وبعضها يسرع من عملية التفريغ فيزيد من امتصاص الكحول وتأثيره مثل ميتوكلوبراميد (Metachlopramide).
كما أن هناك مجموعة من الأدوية المضادة للقلق والكآبة تؤثر من خلال تعطيلها لإنزيم هام في المخ (Monoamine oxidase inhibitors).
وبعض الخمور تحتوي على مادة التيرامين (Tyramine) والتي تحتاج إلى هذا الإنزيم لتكسيرها والتخلص منها.
فإذا تجمعت في وجود تلك الأدوية أدت إلى ارتفاع حاد في ضغط الدم، وما لذلك من أضرار خطيرة.
(2) الأدوية المضادة لضغط الدم والموسعة للأوعية الدموية:
(Antihypertensive Drugs and Vasodilaters) حيث أن الكحول أيضاَ، يوسع الشرايين، فيؤدي تناولها إلى هبوط ضغط الدم خصوصاً مع الانتقال من وضع النوم إلى الوقوف (Postural Hypotension).
(3) الأسبرين ومضادات الالتهاب غير الاستيرويد (Aspirin and non- Steroid anti – inflammatory drugs NSAIDS):
حيث أن كلاهما يهيج غشاء المعدة (Irritant) ـ وقد يؤدي تعاطي هذه الأدوية مع الكحول إلى نزيف بالمعدة.
(4) أدوية علاج السكري:
(أ) الأنسولين Insulin:
يزداد تأثيره المخفض للسكر في وجود الكحول، وذلك بسبب خلو الكبد من الجليكوجين.
(ب) الحبوب الخافضة للسكر:
وبعضها يؤدي إلى نقص حاد في مستوى السكر إذا تم تناولها مع الكحول كما في حالة الأنسولين مثل مجموعة السلفونيل يوريا Sulphonyl Urea ـ كما أن عقار الكلوربروبامايد (Chlorpropamide) يؤدي إلى أعراض تناول عقار الدايسلفيرام السابق ذكرها.
وبعضها الآخر مثل الميتفورمين (Metformine) يؤدي إلى زيادة حمضية الدم (Lactic acidosis).
(5) الباراسيتامول Paracetamol:
يزداد أثره الضار على الكبد في حالة الإدمان الشديد والمزمن بسبب نقص مادة خاصة في الكبد (جلوتاتايون ـ Glutathiane).
(6) الأدوية المانعة للحمل (Oral Contraceptive):
حيث تؤثر هذه الأدوية على قدرة المراة على التخلص من الكحول فيزداد تأثيره لأسباب غير واضحة.
(7) الأدوية المضادة لتخثر الدم مثل الورفارين (Warfarin):
ومع الشراب الكثيف يزداد تأثير هذه الأدوية مما قد يؤدي إلى نزيف.
(8) مضادات الحساسية (Antihistaminics) وأدوية علاج قرحة المعدة (H2 – receptor antagonists) وبعض المضادات الحيوية (Antibiotics) وبعض مضادات الصرع مثل الفينيتوين (phenytoin) وبعض أدوية علاج السل مثل الايزونيازيد (Isoniazide)، وبعض أدوية السرطان مثل بروكاربازين Procarbazine.
(9) كذلك يعوق الكحول علاج مرض النقرس (Gout) ويتعارض مع تأثير الأدوية الخاصة به وتزداد هذه القائمة مع اكتشاف أدوية جديدة.
أز. آثار التوقف Alcohol Withdrawal Symptoms:
ويحدث بعد تناول الخمور بكثرة و لفترات طويلة، و لأن الكحول يزيد من تأثير الناقلات العصبية جاما(GABA) (وهو ناقل مثبط لوظائف الجهاز العصبي)، فعند التوقف عن الشراب، تتحرر مستقبلات هذا الناقل من آثار الكحول و تظهر الأعراض.
ومعظم الأعراض تنتج عن نشاط الجهاز العصبي التعاطفي (Sympathetic Nervous System).
وتتوقف شدة الأعراض على كثافة الشرب و مدته وهي كالآتي:
(1) أعراض خفيفة Minor Withdrawal Symptoms:
و تظهر خلال ساعات قليلة من التوقف مع هبوط مستوى الكحول في الدم، وتتمثل الأعراض في ضعف عام، إغماء، عرق، توتر، رعشة في اليدين، قلق، ارتفاع ضغط الدم، وقد تكون الرعشة شديدة تؤثر على وظيفة اليدين.
وتختفي هذه الأعراض خلال 24 ـ 72 ساعة.
(2) أعراض متوسطة (Intermediate Withdrawal Symptoms) بالإضافة إلى الأعراض السابقة، فإن المدمن قد يعاني من هلوسة، وتشنجات، واضطراب في نظم القلب.
أما الهلوسة فهي تحدث في أقل من 5 % من المرضى، عادة خلال 24 ساعة من التوقف، وتكون الهلوسة بصرية أو سمعية أو كليهما.
وتكون الهلوسات غير مرضية بل مليئة بالاحتقار والتهديد والوعيد، ويكون الشخص على وعي بها ويستطيع وصفها ويعلم أنها غير حقيقية.
أما التشنجات فهي تحدث في 2 % من المرضى، وعادة خلال 12ـ24 ساعة من التوقف وقد تتأخر إلى 48 ساعة وهي نوبات قليلة في العدد وتتوقف خلال 72 ساعة.
وتتمثل في تصلب عام في عضلات المدمن يتبعه اهتزازات عنيفة (Grand mal Type)، وأحياناً يحدث ما يسمى بالصرع المستمر (Status Epilepticus).
أما الاضطراب في نظم القلب (Dysrrhythmia):
وهي نادرة الحدوث، فقد يكون سببها نقص البوتاسيوم والماغنيسيوم في الدم والاضطراب في درجة حموضة الدم (Acid – base disturbances)ـ وتشتمل على أنواع مختلفة منها الرجفان الأذيني المتقطع (Paroxysmal Atrial Fibrillation)، والتسارع الأذيني (Super Ventricalur Tachy cardia) والتسارع البطيني (Ventriculan Tachycardio) وقد تؤدي هذه الاضطرابات إلى هبوط القلب (Heart Failure)، وخصوصاً في وجود اعتلال عضلة القلب الكحولي (Alcoholic Cardiomyopathy).
(3) أعراض الشديدة (Major Withdrawal Symptoms):
وتحدث في حوالي 5 % من المدمنين وتتمثل في ما يعرف بالهذيان الارتعاشي Delirium Tremens. وتتميز بالأعراض التالية:
1. توتر شديد (Severe Agitation)، ارتباك 9Confusion) أوهام باطلة (Delusions)، زيادة في ضربات القلب (Tachy Cardia)، عرق شديد (Excessive Perspiration) ويكون المريض مضطرب الإدراك Completely Disoriented، ويعاني من هلوسات بصرية، وأحياناً سمعية، مثل رؤية أشباح مخيفة وحيوانات مؤذية، وتكون مصحوبة باضطراب وخوف شديد، قد يدفع المريض إلى ارتكاب أعمال عدوانية ضد الآخرين، وقد يقدم على الانتحار.
2. وهي تحدث خلال ثلاثة أيام، من التوقف، وقد تستمر لمدة ثلاثة إلى سبعة أيام، ومع العلاج حالياً، انخفضت نسبة الوفيات من هذه الحالة إلى حوالي 1 %، وتنتج عادة من هبوط الجهاز التنفسي أو الدوري أو الانتانات.
3. مجموعة الباربيتورات (Barbiturates):
وهي مجموعة كبيرة من المواد المصنعة كيميائياً وقد دخلت الاستعمال الإكلينيكي عام 1903، ولكن لم يلتفت أحد إلى أخطارها إلا في الخمسينات عندما نشرت مجلة اللانست (Lancet) وكذلك المجلة الطبية البريطانية B.M.J. أن الباربيتورات مواد نفسية محدثة للإدمان.
وقد استخدمت بكثرة لمدة نصف قرن كأدوية للعلاج حتى أصبحت تمثل حوالي 10 % من جميع الوصفات الطبية المستخدمة.
ويكمن الخطر عند استعمالها المتواصل لمدة طويلة حيث تؤدي إلى الاعتماد النفسي والجسدي، أو عند استعمالها مع عقاقير أخرى مثل الهيروين حيث وجد أن 20 ـ 30 % من مدمني الهيروين في مستشفيات الولايات المتحدة يدمنون أيضاً الباربيتوات، وكذلك استعمالها مع الكحول حيث تزيد سمية الباربيتورات لتشابه تأثيرهما.
وكذلك استعمالها مع المنشطات.
وتستخدم الباربيتورات طبياً كمهدئ ومنوم، وكذلك للتخدير في العمليات الجراحية. كما تستخدم لعلاج التشنجات في حالات الصرع والتسمم الحملي والتيتانوس (الكراز).
أ. آثارها الفسيولوجية:
هي مثبطات للجهاز العصبي، ولذلك فهي تستخدم كمهدئات، ومع زيادة الجرعة تؤدي إلى النوم، وهي تشبه في تأثيرها، الكحول وهناك تحمل واعتماد مشترك بينهما (dependence Cross Tolerance and)، وهذا يمثل خطورة.
ويوجد منها ثلاثة أنواع:
طويل المدى ويستمر مفعوله إلى 24 ساعة ويستخدم كمهدئ ودواء فعال للصرع، ومتوسط إلى قصير المدى، ويستمر مفعوله إلى 8 ساعات ويستخدم كمنوم Hypnotic، والنوع الثالث: بالغ القصر ويستخدم في التخدير في الجراحات القصيرة الزمن أو كمقدمة للتخدير بغاز النيتروز (Nitrous Oxide).
(1) ويمتد تأثيرها على الدماغ ابتداء من النسيج الشبكي حتى مركز التنفس بالنخاع المستطيل، وإذا زادت أدت إلى تثبيط التنفس، ويمثل استعمالها خطورة على مرضى الجهاز التنفسي.
(2) وهي تقلل من حركة الجهاز الهضمي، كما تلعب دوراً في استقلاب كثير من المواد، حيث تنشط أنزيمات الاستقلاب في الكبد.
(3) أما عن الجهاز البولي: فهي تؤدي إلى انخفاض حجم البول بسبب انخفاض ضغط الدم من ناحية، وزيادة إفراز الهرمون المضاد لإفراز البول من ناحية أخرى.
ويؤدي تعاطيها المستمر سواء للعلاج أو من أجل المتعة إلى الاعتماد الجسدي والنفسي، وقد وصل عدد الذين تعاطوا هذه العقاقير في بريطانيا عام 1975 إلى نصف مليون، منهم مائة ألف مدمن، وبلغت حالات الوفاة في بريطانيا في ذلك العام 1000 حالة، بينما بلغت في الولايات المتحدة 10.000 (عشرة آلاف) حالة، وبلغ عدد المدمنين 22 مليوناً.
وكان في فترة من الفترات هو العقار المفضل للانتحار خصوصاً عند الفتيات ويحدث التحمل (Tolerance) للشعور بالمتعة سريعاً، بينما يكون التحمل للأثر التثبيطي على جذع المخ، والمراكز الحيوية بطيئاً، وتظل هذه المراكز ذات حساسية عالية للعقاقير، مما يفسر حدوث آثار جانبية شديدة عند زيادة الجرعات للحصول على نفس الدرجة من المتعة ويحاول بعض الشباب استخدام هذه العقاقير عن طريق الحقن، بعد إذابة المادة الصلبة في الماء مما يسبب التهابات في الجلد والأوعية الدموية مثل الخراج والقرحة وربما الغنغرينا.
ب. آثار زيادة الجرعة:
من خصائص هذه العقاقير أن مدى الأمان قصير أي أن الفرق بين الجرعة العلاجية والجرعة المسببة للمضاعفات قليل، وتؤدي زيادة الجرعة إلى:
(1) نقص في القدرات الفكرية، ثم إغماء ثم نوم.
(2) هبوط في وظائف التنفس، قد تؤدي إلى الموت.
(3) هبوط في ضغط الدم والنبض وقدرة القلب على الضخ.
(4) تؤثر هذه العقاقير، بمرورها عبر المشيمة، على الجنين.
(5) طفح جلدي.
(6) الفشل الكلوي:
ومن أضرار البارابيتورات أنها تتفاعل مع عدد من الأدوية والعقاقير الأخرى فتقلل أو تزيد من تأثيرها.
ج. آثار الامتناع (Withdrawal Symptoms):
وتظهر نتيجة الاعتماد الجسماني على العقار (Physical dependence)، وهي تشبه إلى حد كبير أثار الامتناع عن تعاطي الكحول، وفي كليهما، هي أشد وأخطر منها في حالة الأفيون والمورفين والهيروين وتؤدي إلى الوفاة في كثير من الحالات وتبدأ آثار الامتناع على هيئة توتر وقلق وارتعاش في الأطراف، وضعف عام، وغثيان وقيء وآلام وتقلصات في العضلات، مع هبوط في ضغط الدم.
ثم يحدث تخلج في المشيه (Ataxia)، ورأرأة بمقلة العين (Nystagmus) ويفقد الشخص وعيه تدريجياً، مع نوبات تشنجات (Convulsions) وهلوسة سمعية وبصرية (Auditary & Visual Hallucination) ويفقد القدرة على معرفة الزمان والمكان، ويصاحب ذلك ارتفاع شديد في درجة حرارة الجسم وخفقان في القلب، مما يؤدي إلى الوفاة.
وإذا مرت هذه المرحلة بسلام، يدخل الشخص في نوم عميق، يفيق بعده وقد تحسنت حالته إلى درجة كبيرة، ولكنه يعاني من بعض الآثار العضوية والنفسية عدة شهور.
وتعتمد شدة هذه الأعراض على نوع العقار، والجرعة المستخدمة.
4. مثبطات الجهاز العصبي غير الباربيتوريت:
مع ظهور الآثار الضارة لعقاقير البارابيتورات، تم تصنيع عديد من الأدوية البديلة وكان من أهمها مجموعة البنزوديازبين Benzodiazepines وتشمل عديداً من المركبات مثل الفاليوم (Valeum) والليبريم (Librium) والأتيفان (Ativan) وغيرها كثير.
ويوجد منها ثلاث مجموعات، قصيرة المدى ومتوسطة المدى، وبعيدة المدى.
ولكل منها استعمالاته الطبية الخاصة.
وتستخدم لعلاج القلق المزمن والتوتر والأرق، وبعض حالات الصرع والتسمم أثناء الحمل، وقد استخدمت أيضاً للعلاج أثناء سحب الكحول والبارابيتورات، ولعلاج بعض الأمراض النفس جسدية (Psychosomatic) مثل القولون العصبي (Irritable Bowel Syndrome).
كما تستخدم بعض الأنواع كمهدئ قبل إجراء الفحوص الطبية كالمناظير الأضرار الصحية لمجموعة البنزوديازبين:
أ. مخاطر الاعتماد النفسي والجسدي وما يتبع ذلك من آثار الامتناع عند التوقف عن تناول العقار.
ب. كآبة شديدة مع شعور بالرغبة في الانتحار عند بعض المتعاطين، وقد لوحظ تحسن حالتهم بعد التوقف عن تعاطي تلك العقاقير.
ج. شعور بالخوف وعدم النوم والارتعاش.
د. يؤدي كغيره من العقاقير المهدئة والمزيلة للقلق، حتى مع الاستعمال الطبي المحدود بالجرعات التي يصفها الأطباء إلى كثير من الأعراض الجانبية، ومن أهمها الخمول والشعور بالنعاس أثناء العمل، والاضطراب في التفكير والتشوش الذهني وضعف الذاكرة، وعدم التنبه السريع للمفاجآت كما يحدث أثناء قيادة السيارات أو العمل في المصانع، ولذا فإن احتمال وقوع حوادث لشخص يتعاطى عقار الفاليوم مثلاً بالمقادير الطبية المحدودة، هي ضعف ما قد يحدث لشخص لا يتعاطاها، كما أن تفاعل هذه العقاقير مع الكحول أو العقاقير الأخرى ذو مفعول سيئ وخطير في كثير من الأحيان.
هـ. حدوث تشوهات خلقية للجنين، إذا استعملت هذه العقاقير أثناء الحمل، كما قد تؤثر على الطفل من خلال الرضاعة.
و. قد تؤدي إلى سلوك عدواني لدى متعاطيها.
وقد أثبتت الدراسات أن الاستعمال المزمن لهذه العقاقير يؤدي إلى ضمور المخ كما يحدث في حالات الكحول والباربيتيورات، ويؤدي هذا إلى تشوش الذهن وفقدان الذاكرة وضعف الناحية الجنسية عند الرجال.
أما عند النساء فتضطرب الدورة الشهرية ويتوقف الابياض ومن آثارها أيضاً نقص في خلايا الدم البيضاء، وحدوث طفح جلدي ويرقان في بعض الحالات.
آثار الامتناع (Withdrowal Symptoms):
يصاب الشخص المعتمد على البنزوديازبين بالاكتئاب والقلق والخمول، ويبدو مضطربا في مشيته ومتلعثماً في كلامه وقد يشعر بالخوف إلى درجة الرعب، وتصيبه رعشة خفيفة.
فإذا ما توقف عن تناول العقار اشتدت حدة الرعشة، وقد تصل إلى التشنج، ويصاحب ذلك قلق وخوف شديد وفقدان القدرة على التفكير مع كآبة وغثيان.
وتصبح الأضواء والأصوات العالية مؤلمة.
كما يشعر بآلام في المفاصل وعرق غزير، وقد يصل إلى فقدان الوعي.
والأعراض تشبه إلى حد كبير أعراض التوقف عن الكحول والباربيتيورات ولكنها أخف في الشدة، مع قلة حدوث التشنج والصرع، وعدم حدوث الهذيان الارتعاشي ويختلف عن عقاقير الباربيتيورات في أن الفرق بين الجرعة الدوائية والجرعة السمية كبير جداً، لهذا لا تؤدي إلى الموت في محاولات الانتحار.
5. مهدئات أخرى غير باربيتوربة:
وهي تشبه في مجموعها تأثير الباربيتورات ولكن تختلف عنها في درجة التأثير ومن أمثلتها:
أ. عقار الميثاكوالون:
وهو مهدئ ومنوم ويؤدي إلى تثبيط الجهاز العصبي، خصوصاً عند تناوله مع عقاقير أخرى، ومع زيادة الجرعة، قد يؤدي إلى فقدان الوعي، وتخفيض الاحساسات والأفعال المنعكسة، وقد يحدث ارتشاح في الرئتين، وله أثر سام على عضلة القلب، مما قد يؤدي إلى هبوط القلب، وقد سجلت حالات وفيات خصوصاً مع استعمال الكحول.
ب. الكلورال هيدرات (Chloral hydrate):
وهو مهدئ ومنوم، ويمكن استخدامه في علاج التشنجات الناتجة من تسمم الحمل والاستريكنين والكراز، ولكنه يؤخذ بجرعات عالية حتى يعطى التأثير المطلوب ويؤدي إلى هبوط ضعيف في ضغط الدم والتنفس، كما ينشط الأنزيمات في الكبد مثل الباربيتورات، وبهذا يؤثر على استقلاب كثير من الأدوية.
وإذا تم تعاطيه مع الكحول فإنه يعطل أكسدة الكحول في الكبد، ويؤدي إلى درجة عالية من التسمم الكحولي.
أما الجرعات العالية، وحدوث التسمم، فإن الأعراض تتشابه إلى حد كبير مع أعراض التسمم بعقاقير الباربيتورت، ويحدث فقدان للوعي مع انخفاض شديد في ضغط الدم والتنفس، وذبذبات وخفقان ثم هبوط في القلب.
وقد يؤدي إلى يرقان (Jaundice) نتيجة تأثيره على الكبد، وظهور زلال في البول نتيجة أثره السام على الكلى.
وقد تظهر أعراض أخرى مثل التهاب المعدة، وحساسية الجلد مثل الأكزيما.
ج. الميبروبامات (Meprobamate):
وهو أيضاً مهدئ ومضاد للقلق.
وعند تناول جرعات كبيرة يؤدي إلى أعراض مشابهة لأعراض الكلورال هيدرات والباربيتورت وكذلك عند الامتناع عن تناول العقار.
د. جلوتيثمايد (Glutethimide):
وهو مهدئ ومنوم، وله آثار جانبية نتيجة أثره المضاد للكولين Anticholinergic مثل اتساع حدقة العين وقلة إفراز اللعاب وتثبيط حركة المعدة والأمعاء.
أما الجرعات الزائدة فتؤدي إلى هبوط في ضغط الدم والتنفس، وفقدان الوعي، وقد يصاب الشخص بهبوط القلب، وصدمة (Shock)، مع اتساع حدقة العين، وجفاف الفم، وتوقف الأمعاء عن الحركة، وارتشاح في المخ والرئتين.
أما أعراض الامتناع فهي تشابه حالات الامتناع عن الكحول والباربيتورت.
هـ. المهدئات الكبرى ـ وتسمى المعقّلات Neuroleptics:
وهي مشتقات الفينوثيازين Pheyothiazine ومن أمثلتها الكلوربرومازين Chlorpromazine أو اللارجاكتيل (Largactile) والاستيلازين والميليريل.
ولها استعمالات طبية متعددة مثل:
(1) علاج الأمراض العقلية مثل الذهان (Psychosis) بأنواعه المختلفة.
(2) علاج الأمراض العصابية مثل القلق والتوتر والعصاب الذهني Psychoneurosis.
(3) علاج الاضطرابات السلوكية في الأطفال والشيوخ.
(4) علاج الغثيان والقيئ والزغطة، حيث مركز القيئ في النخاع المستطيل.
(5) تستخدم كعامل مساعد قبيل العمليات.
أما آثاره السامة فهي تتمثل في:
(1) تأثيره على الكبد مؤدياً إلى اليرقان الركودي (Cholestatic Jaundice).
(2) تأثيره على المسار العصبي خارج الهرمي (Extra Pyramidal tract)، مؤدياً إلى ظهور أعراض مرض الشلل الرعاش Paralysis Agitans or Parkinsonism.
(3) اعتلال مكونات الدم Blood dyscriasis.
(4) حساسية الجلد.
(5) اعتماد جسدي وتحمل في حالات قليلة.
ولا تعتبر هذه العقارات مسببة للإدمان.
(6) العقاقير المضادة للكآبة (Antidepressants):
وهي واسعة الانتشار وتشمل:
(أ) مجموعة ثلاثية الدوائر (Tricyclic Antidepressants) ومن آثارها الجانبية جفاف الحلق واضطراب الرؤية حيث أنها تضاد الكولين أمين (Anticholinergic).
(ب) مجموعة رباعية الدوائر (Tetracyclic Antidepressants) وهي تشبه في تأثيرها المجموعة السابقة من حيث إزالتها للإحساس بالكآبة والاحباط.
(ج) المجموعة المعطلة للأنزيم المؤكسد للأمين الأحادي Monoamine Oxidase Inhibitor (MAO) inhibitor ـ ولها نفس التأثير السابق، ولكن تكمن خطورتها، عند تناولها مع أدوية أو مواد غذائية تحتوي على مادة التيرامين، حيث يؤدي تراكم الأخير إلى ارتفاع حاد في ضغط الدم، وقد يحدث سكتة دماغية.
ولكن هذه العقاقير لا تمثل خطراً من ناحية الإدمان.
|
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: تعاطي المخدرات - بحث متكامل الجمعة 04 نوفمبر 2011, 12:17 am | |
| ثانياً: منشطات الجهاز العصبي:
1. الأمفيتامينات Amphetamines يظهر تأثيرها المنشط للجهاز العصبي عن طريق زيادة إفراز الكاتيكولامين Catecholamines مثل النورأدرينالين في الجهاز العصبي والغدة الكظرية أو يعمل على منع تكسيره.
فتتشابه آثاره مع آثار نشاط الجهاز السمبتاوي (الودي).
وقد يؤثر على خلايا الدماغ المحتوية على الدوبامين، مما قد يكون السبب في السلوك الوسواسي.
ومع الجرعات العلاجية:
يؤدي إلى زيادة درجة اليقظة، والنشاط وقلة النوم.
وشعور بحسن الحال وحسن الأداء والانتعاش والسرور (بلا سبب)، وتقوية حس المبادرة والاعتماد على النفس، وزيادة القدرة على التركيز، وكذلك يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وفقد الشهية للطعام، ولكن هذه الأعراض تنتهي بعد أيام بإحساس شديد بالتعب والإرهاق والخمول والكآبة، مما يضطر الشخص إلى تكرار تناول العقار ويتوقف والأثر النفسي على الجرعة والحالة النفسية للشخص قبل تناول العقار والجو المحيط به، وقد يؤدي إلى صداع.
ومع زيادة الجرعة وتكرارها، تظهر الآثار السمية للعقار متمثلة فيما يأتي:
هياج حركي شديد، ونشوة، وسلوكيات شاذة، وثرثرة وسرعة في الكلام، وفقد الرغبة في الطعام أو النوم، وخلل في إدراك الزمان والمكان، وتوتر شديد، مع شعور غامر بقوة بدنية وعقلية وجنسية (مما قد يؤدي إلى حدوث جرائم اعتداء واغتصاب).
وارتفاع في ضغط الدم، وخفقان، ويصاحب ذلك هلوسات سمعية وبصرية قد تؤدي إلى سلوك عدواني، وقد يحدث نوع من الذهان أو الجنون أو فصام نفسي مع حالات شك مرضية Paranoia ويزداد مستوى السكر في الدم.
وقد تحدث تشنجات وصرع، والآم في العضلات، وتحلل فيها Rhabdomyolysis وارتفاع شديد في درجة الحرارة، واضطرابات في نظم القلب، وإن كانت هذه الأعراض الأخيرة نادرة إلا أنه يصاحبها زيادة في معدل الوفيات بسبب هبوط الجهاز الدوري والقلب.
وتنتهي هذه الأعراض بإرهاق ووهن شديد.
ويستخدم الأمفيتامين ومشتقاته لعلاج مرض النوم القهري (Narcolepsy) والسلوك المفرط عند الأطفال.
وقد استخدم في الماضي لإنقاص الوزن ـ ولا يزال يستخدم لهذا الغرض رغم فشله وأضراره، ولعلاج الكآبة والخمول، والشلل الرعاش، والربو والتبول اللاإرادي، ويكثر استخدامه خارج النطاق الطبي بواسطة الطلبة.
أثناء مواسم الامتحانات، وفي المباريات الرياضية، كما استخدم في الحروب، لدرجة أنه كان يوزع مع الطعام خصوصاً أثناء الحروب العالمية. وكذلك استعماله بهدف المتعة والإدمان.
2. الكوكايين والكراك (Cocaine & Crack):
ويستخلص الكوكايين من نبات الكوكا، وقد انتشر استخدامه في مختلف أرجاء العالم وأدمن على استعماله عدد من الأطباء النفسيين ومنهم سيجموند فرويد وكثير من الفنانين في بلاد كثيرة من العالم.
ويستخدم بطريق الفم أو التدخين أو الشم أو الحقن.
وهو من المخدرات المنبهة للجهاز العصبي والمبعدة للنوم عكس تأثيره على الأعصاب الطرفية حيث يعمل كمخدر.
ويعمل من خلال تأثيره على الناقلات العصبية الأدرينالين والنورأدرينالين والدوبامين والسيرتونين.
وهو يعتبر من أكثر أسباب الحوادث بين المدمنين بعد الكحول، ففي دراسة على قائدي السيارات الذين تم إيقافهم بسبب سوء القيادة وجد أن 59% من غير المسممين بالكحول، مسممون بالكوكايين أو الحشيش أو كلاهما.
كما أن استعمال الكوكايين والكراك يعتبر مسؤولاً عن قطاع كبير من حالات الدخول، بسبب أمراض نفسية، في المستشفيات العامة، حيث أظهرت إحدى الدراسات أن 64 % من المرضى النفسيين من المدمنين، منهم 38 % مدمني كوكايين كما وجد منهم نسبة كبيرة من السيدات الحوامل.
وقد ساعد الأطباء على انتشاره عند ظهوره، حيث وصف لعلاج كثير من الأمراض مثل السعال ونزلات البرد، وتخفيف الآم المعدة، وكمقوي عام، ومعالجة حالات إدمان الخمر، وإدمان المورفين، وعلاج الاكتئاب والسل والعقم.
كما استخدم لفترات طويلة كمخدر موضعي.
وبلغ عدد الذين يتعاطونه بانتظام في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1985 أكثر من عشرة ملايين شخص.
أما تأثيره العام على فهو يؤدي إلى زيادة قوة انقباض عضلة القلب، ومعدل النبض، وانقباض الأوعية الدموية الطرفية، وارتفاع درجة حرارة الجسم، وارتخاء عضلات الشعب الهوائية، وارتفاع ضغط الدم الرئوي، وزيادة معدل تدفق الدم في الكلى.
ويعتمد تأثيره على الجرعة وحدوث التحمل ويبدأ تأثيره الحاد بعد 3 ـ 5 دقائق من الاستنشاق ـ ويستمر لأقل من ساعة ويؤدي إلى تنبيه مبدئي، ويقظة وعدم الرغبة في النوم، مع كثرة الكلام، وعدم الشعور بالإرهاق أو الإجهاد، وإحساس بالنشاط والحركة، وحالة من الانبساط والنشوه (Euphoria)، مع زيادة في النبض وسرعة التنفس واتساع حدقة العين، ويؤدي إلى المبالغة في تقدير الذات والمواهب الفردية.
ومع استمرار استعماله يحدث التحمل، ولا يشعر الشخص بالسعادة التي اعتادها، بل قد تحدث نوبات قلق شديد.
وهو يؤدي إلى اعتماد نفسي.
وإذا ما زادت الجرعة، تزيد الآثار التسممية، فيصبح الوجه شاحباً مع عرق غزير وضعف وهزال، وتزداد الأفعال الانعكاسية (Reflexes) مع شعور برعشة وقشعريرة وتنميل في اليدين والقدمين، كما يضعف إدراك الشخص للزمان والمكان، ثم تبدأ مرحلة الهلوسة والهوس بسبب التأثير على مراكز المخ العليا، وتحدث هلوسة سمعية (Auditary Hallucination) وهلوسة بصرية (Hallucination Visual)، حيث يرى المدمن مناظر ومشاهد لا وجود لها وهلوسة حسية لمسية (Tactile Hallucination)، حيث يشعر المدمن وكأن هناك حشرات تتحرك تحت جلده، ويكثر هرش جلده بحثاً عنها مما يصيبه بالقلق، وكذلك هلوسة حركية، حيث يقوم بحركات لاإرادية وقد تحدث تشنجات.
وإذا ما استمر الأمر بدون علاج قد يصل إلى حد الجنون، ويميل المدمن إلى العنف والعدوانية، والتهور، وارتكاب الجرائم.
ومع طول الاستعمال، يحدث تدهور في شخصية المدمن وفكره وقدراته الذهنية، وكذلك في حالته الجسدية، مع تدهور في القدرة الجنسية تنتهي بالعنه (Impotence) في الرجال، وخلل في الدورة الشهرية وعقم في النساء، مع ظهور تشوهات في الأجنة إذا كان تعاطيه أثناء الحمل، وكذلك انخفاض في وزن الطفل، مع ظهور سلوكيات غريبة لدى الأطفال لأمهات مدمنات، ويصاب المدمن بإسهال متكرر، وقد تحدث مضاعفات حادة، خصوصاً مع استعماله بطريق الحقن، وهناك تقارير عن حالات خلل في عضلة القلب (Cardio myopathy)، وموت جزئي بها (Myocardial Infarction)، وانسداد في أوعية الشبكية (Retinal Vascular Occlusion)، وولادة مبكرة (reterm Labour) موت الأجنة، وقد يحدث ارتشاح بالرئة بعد استعماله بطريق الحقن.
كما أن التسمم الحاد الشديد قد يؤدي إلى تثبيط الجهاز الدوري والقلب والتنفس وتوقفهما والموت.
وغالباً ما يستعمل الكوكايين مع عقاقير أخرى مثل الكحول والحشيش والمهدئات والمنومات، لكي تقلل من شدة الآثار السيئة الغير مرغوب فيها.
وقد تؤدي الشوائب الموجودة بالعقار إلى أضرار جسيمة تصل إلى حد الموت.
أما الأثر الموضعي للكوكايين، فهو يؤدي إلى التخدير الموضعي، وانقباض الأوعية الدموية بالجلد، وإذا ما استخدم بطريق الاستنشاق فإنه يؤدي إلى حدوث ثقب في الحاجز الأنفي.
الكراك (Crack):
منشط نصف تركيبي وتصل درجة نقاوة الكوكايين فيه إلى 90 %، ويصل تأثيره إلى ستة أضعاف تأثير الكوكايين، وهو أسرع تأثيراً من الكوكايين، حيث تصل أبخرته إلى الرئتين والدم خلال ثوان، فيعطي رد فعل سريع يتصف بالبهجة والمتعة والسعادة، ولكن يضيع هذا الأثر بسرعة (خلال نصف ساعة)، وينقلب إلى كآبة وانهيار، كما يضطر الشخص إلى تكرار الجرعة وزيادتها، ويحدث الإدمان في فترة قصيرة.
ويؤدي في النهاية، كما في حالات إدمان الكوكايين إلى الموت أو الجنون.
ولا يعتبر الكراك مادة جديدة، ولكنه طريقة جديدة للاستعمال.
3. القات Katt:
ويعتبر القات منبه قوي للجهاز العصبي، خصوصاً الجهاز الودي أو التعاطفي Sympathetic N.S، ويوضع في بعض تصانيف العقاقير، من العقاقير المنشطة للجهاز العصبي.
ويتعرض متعاطيه إلى التنبيه والأرق واتساع حدقة العين وارتفاع ضغط الدم وكثرة الكلام، ولكن قد تنتابه نوبات من الصمت والكآبة، وهو لا يمثل مشكلة إدمانية، حيث يستطيع متعاطيه أن يتركه دون حدوث أي مشاكل جسدية أو نفسية، ولكن يمثل مشكلة اجتماعية.
ومن آثاره السمية:
الإصابة بحالة من الكآبة وبرودة الأطراف وارتفاع نسبة الأرق، مما يؤدي إلى استعمال العقاقير المنومة.
كما يؤدي إلى التهاب أغشية الفم والمعدة وجفاف الفم والحلق والإمساك، وفقد الشهية والهزال.
ويؤدي إلى العقم في الرجال، وجفاف أثداء السيدات المرضعات، ويضعف النمو الجسمي والعقلي لدى الأطفال ويؤدي إلى تهيج الحركة النفسية ويقلل من إمكانيات التعليم لديهم، ويؤثر على خلايا الكبد، فيؤدي إلى تليفها.
4. الكافيين ومشتقاته Caffeine:
وهو من أكثر المنبهات استعمالاً حيث يوجد في القهوة والشاي والكولا وبعض المستحضرات ويؤدي إلى نوع من الاعتماد الخفيف، ومع تركه يشعر الإنسان بشيء من المضايقة النفسية، والصداع.
ولكن ما تلبث أن تزول هذه الأعراض دون أن تترك أي أثر ضار على الجسم.
وطريقة عمل الكافيين غير واضحة، ولكنه يؤثر على استقلاب الكالسيوم داخل الخلية. وعلى مستقبلات الأدينوزين. كما قد يزيد إفراز النورأدرينالين، ويزيد من حساسية الجهاز الشبكي له ولأنواع الكانيكولامين الأخرى.
ومن آثاره الفسيولوجية، تنشيط القوى العقلية، ولكنه لا يرفعها فوق المستوى الطبيعي للفرد، ويسرِّع التفكير، ويزيل حالات الشعور بالتعب أو يؤخر حدوثه.
مع سرعة التفاعل ورد الفعل، ولكن الأداء قد يكون أسوأ، ويحدث تحسن في الأداء العضلي، بسبب تحسن الاستقلاب بها، ولهذا يستعمله الرياضيون.
وينشط أداء القلب فيزيد من قوة النبض وقوة دفع الدم، وقد يزيد من تدفق الدم في الأوعية التاجية، ولكن يقابل هذا ويقلل من فعاليته، زيادة المجهود المبذول بواسطة عضلة القلب، مما قد يؤدي إلى ذبحة صدرية، خصوصاً، عند تعاطيه بطريق الوريد.
أما العضلات اللاإرادية، فيؤدي إلى انبساطها فتتسع الشعب الهوائية، ولذلك يستعمل لعلاج حالات الربو.
وكذلك تتسع الأوعية الدموية، ولكن يضاد هذا، الأثر التنشيطي لمراكز انقباض الأوعية الدموية بالمخ، وقد يرتفع ضغط الدم ويؤثر على الكلى، فيقلل من امتصاص الماء في الأنابيب الكلوية، ويزيد من كمية البول، كما يزيد من إفرازات المعدة، وهذا يمثل خطورة على المرضى الذين يعانون من قرحة المعدة.
وعند الإكثار من تناول الكافيين ومشتقاته، ولمدة طويلة يؤدي إلى توتر، وقلق، وهياج أو رعشة وأرق وصداع، وإسهال أو إمساك، كما يحدث اضطراب في نظم القلب.
وقد وجدت زيادة في نسبة الأمراض النفسية لدى الأفراد الذين يكثرون من شرب القهوة (سبعة أكواب فأكثر يومياً)، عما هي لدى الأشخاص الذين يشربونها باعتدال.
وعند حدوث التسمم الحاد نتيجة تعاطيه بطريق الوريد، فإنه يؤدي إلى تشنجات، وهبوط في ضغط الدم، وخلل في نظم القلب، وموت مفاجئ.
وقد أظهرت بعض الأبحاث أن إدمان السيدات الحوامل للشاي والقهوة ـ يؤدي إلى مرور الكافيين إلى دم الجنين وتركزه في أنسجته خصوصاً الكبد والمخ والبنكرياس، فيؤدي إلى الإجهاض التلقائي، والولادة المبكرة قبل موعدها، وولادة أطفال أصغر حجماً من الطبيعي، وظهور داء السكري لدى بعض الأطفال.
2. الأفيون (Opium) ومشتقاته:
تشير بعض التقارير إلى أن معدل الوفاة بسبب إدمان المورفين يزيد 12 مرة عن المعدل العام للوفيات في المملكة المتحدة، وأن معدل الوفاة من إدمان الهيروين (أحد مشتقات المورفين) يمثل 1ـ2 % من إجمالي الوفيات، كما أن انتشار مرض نقص المناعة المكتسبة في أجزاء كثيرة من العالم بسبب إدمان العقاقير بالحقن يمثل مشكلة كبيرة.
ويؤثر الأفيون على كثير من أعضاء الجسم من خلال مستقبلات طبيعية منتشرة في الجسم خصوصاً الجهاز العصبي.
وهذه المستقبلات خاصة بمواد طبيعية موجودة بالجسم تعرف باسم اندورفين (Endorphins)، وانكفالين (Encephalins) . وهي تشبه المورفين في تركيبه ولهذا تسمى شبيه المورفينات الداخلية (Endogenou Opioids).
تأثير الأفيون على أجهزة الجسم:
أ. الجهاز العصبي:
(1) اثر تخميدي، يتمثل في ضبابية الشعور، وفقدان الإحساس بالألم، وعدم الاهتمام به، وتثبيط مراكز التنفس والسعال، ويقلل من الهياج والتوتر، وقد يؤدي إلى النوم من خلال تأثيره في الجهاز الشبكي.
كما يقلل من درجة الإحساس باللمس والقدرة على تمييز الأشياء من خلال هذه الحاسة.
ويتأثر مركز التحكم في حرارة الجسم،وقد يؤدي إلى انخفاض الحرارة.
كما يحدث خللاً في القدرة على تقدير الزمن والمسافات. وفي بداية التعاطي، وبكميات صغيرة يشعر الشخص بشيء من الدوار مع شعور بالاسترخاء الداخلي والنشوة والراحة تنتهي بالنوم.
ويقلل من الدافع نحو الحركة البدنية والنشاط الفسيولوجي، كما يحدث انهياراً تاماً للجهاز العصبي ما عدا حاستي السمع والشم.
ويصاحب ذلك عدم القدرة على تركيز الأفكار ويشعر الشخص بالشبع وعدم الرغبة في الجنس.
(2) وهناك أثر تنشيطي يتمثل في حدوث الغثيان والقيء وضيق حدقة العين وزيادة الأفعال الانعكاسية Reflexes))، وقد يؤدي إلى التشنج.
ويحدث التحمل (Tolerance) سريعاً بالنسبة للآثار النفسية، فيضطر الشخص إلى زيادة الجرعة، مما يزيد من تثبيط مراكز المخ المختلفة، وقد يصل بالشخص إلى درجة التسمم.
(3) الإدمان (الاعتماد) وما يترتب عليه من آثار.
ب. الجهاز التنفسي:
(1) تثبيط مركز التنفس فيصبح التنفس بطيئاً وسطحياً وكذلك مركز السعال.
ويمثل هذا خطورة لمرضى الأمراض الصدرية خصوصاً الربو.
(2) انقباض عضلات الشعب الهوائية.
(3) قد يؤدي إلى الانتانات مثل الالتهاب الرئوي وخراج الرئة والالتهابات المزمنة نتيجة الحقن بحقن ملوثة ودخول أجسام غريبة.
(4) زيادة ضغط الدم الرئوي (Pulmonary Hypertension).
ج. الجهاز الهضمي:
(1) غثيان وقيء بسبب تنشيط مراكز القيء في المخ.
(2) زيادة في إفراز اللعاب، وفقدان الشهية للغذاء.
(3) انقباض عضلات الأمعاء، مع قلة حركة المعدة والأمعاء.
وله تأثير قابض على العضلات العاصرة مثل عضلة الشرج، فيؤدي إلى الإمساك.
ويقلل من إفرازات المعدة والأمعاء ويمثل خطورة في بعض العمليات الجراحية بالأمعاء.
(4) خلل في وظائف الكبد في 75ـ80 % من الحالات، وانقباض العضلة العاصرة للمرارة Sphincter of Oddi مؤدياً إلى زيادة الضغط داخل القنوات المرارية مع احتمال حدوث مغص.
ولذلك يجب تحاشيه في حالات التهاب البنكرياس.
د. الجهاز البولي والتناسلي:
(1) يزيد من إفراز الهرمون المضاد لإفراز البول (ADH) مسبباً نقصاً في كمية البول وقد يحدث احتباس في التبول بسبب انقباض العضلة العاصرة للمثانة وتثبيط رغبة الفرد في التبول بسبب آثاره المهدئة على الجهاز العصبي.
(2) يضعف الرغبة والقدرة الجنسية بسبب نقص هرمون الذكورة.
أما عند المرأة فيؤدي إلى اضطراب الدورة الشهرية، كما يقلل من قوة انقباض عضلات الرحم فيطيل مدة الولادة.
هـ. القلب والجهاز الدوري:
يثبط من عمل الجهاز الودي (السمبثاوي) وينشط عمل الجهاز اللاودي (الباراسمبثاوي) فيقلل من ضربات القلب، ويكون هذا مفيداً في بعض الحالات المرضية، ومضراً في بعضها الآخر، كما يطلق الهيستامين، فيؤدي إلى توسعة الأوعية الدموية، فيحدث خلل في ضغط الدم خصوصاً عند الحركة من النوم إلى الوقوف مما يسبب إحساساً بالدوار.
و. العين:
(1) ضيق في الحدقة فيؤثر في حدة الإبصار.
(2) احتقان واحمرار بالملتحمة.
(3) ارتخاء الجفون.
ز. الجهاز المناعي:
يضعف الجهاز المناعي ويصبح الشخص عرضة للأمراض.
ح. الغدد الصماء:
ينخفض مستوى الكورتيزول (Cortisol) والهرمون الملوتن (LH) والتستوستيرون (Testosterone) فتقل الاستجابة ويقل حجم المني وعدد الحيوانات المنوية.
ط. آثار التسمم الحاد:
ويحدث نتيجة زيادة الجرعة أو لدى المدمنين الذين توقفوا عن التعاطي لفترة، فيتلاشى لديهم التحمل، ثم يعودون إلى نفس الجرعة التي كانوا يتعاطونها قبل التوقف فتؤدي إلى التسمم الحاد.
كذلك قد يحدث نتيجة اختلاف تركيز الأفيون، في الأنواع المختلفة التي يتناولها المتعاطي، حيث تختلف من منتج إلى آخر، أو بسبب ما يضاف إليه من مواد بقصد الغش مثل الكينين والاستريكنين.
وأعراض التسمم الحاد هي:
(1) يشعر المتعاطي بالنشوة والانبساط ثم ما يلبث أن ينقلب ذلك الشعور إلى كآبة وضيق.
(2) شعور بالدوار والرغبة في النوم، وارتخاء العضلات، وضعف الأفعال المنعكسة.
(3) زيادة في اللعاب وغثيان وقيء.
(4) شحوب في الوجه وزرقة في الشفتين.
(5) احمرار بملتحمة العين وضيق شديد بالحدقة ـ يتحول إلى اتساع عندما يدخل المدمن في غيبوبة.
(6) شعور بالبرد وقشعريرة مع ارتفاع درجة حرارة الجسم ثم انخفاضها مع عرق شديد .
(7) اضطراب التنفس، حيث تقل سرعة التنفس وعمقه، وقد يتوقف فجأة مؤدياً إلى الموت وقد يحدث ارتشاح في الرئتين Pulmonary oedema مع خروج رغاوي من الفم والأنف.
(8) اضطراب في النبض وهبوط في ضغط الدم، وقد تحدث جلطات في القلب بسبب مواد الغش الموجودة بالعقار.
(9) ارتفاع في الضغط داخل الجمجمة Increased Intracranial Pressure, قد يؤدي هذا إلى ارتشاح بالمخ أو شلل أو صرع أو سكتة مخية.
(10) قد يحدث تحلل في العضلات خصوصاً في الأطراف.
(11) قد ينتهي الأمر بالموت، وقد يكون مفاجئاً خصوصاً في حالة الحقن مثل الهيروين بالوريدـ يذكر أحد المتخصصين أن الموت قد يكون مفاجئاً بصورة لا يتصورها عقل، ويوجد المتعاطي ميتاً والحقنة لا تزال ملتصقة في جسمه ويده عليها وهو لم يكمل بعد حقن ما فيها من هيروين.
أعراض التسمم المزمن بالمورفين والهيروين، وتنتج عن استمرار التعاطي وتكون الأعراض كالآتي:
(1) الجهاز العصبي:
(أ) ضمور المخ (Brain atrophy) مما قد يؤدي إلى الخرف (الجنون) (Dementia) أو نوبات هذيان، وتتأثر تغذية المخ مما يؤدي إلى خلل في الذاكرة وتبلد العواطف وفقد القدرات العقلية تدريجياً حتى يصل إلى مرحلة الجنون.
(ب) وقد يحدث انصمام أو انسداد في شرايين المخ (Embolism) وجلطات (Thrombus) تؤدي إلى سكتات دماغية أو شلل.
ج) ظاهرة التحلل الإسفنجي في المادة البيضاء في المخ (Spongioform Degeneration) والتي وصفت لأول مرة سنة 1982عند مستنشقي الهيروين.
وأعراضها تتمثل في تحلل شخصية المدمن، وفقدان الذاكرة والمعرفة، وتسطح العاطفة، وحدوث أنواع من الشلل، وقد تحدث وفيات مفاجئة. ويرجع بعض الباحثين هذه الظاهرة إلى وجود مواد إضافية مغشوشة في الهيروين المستنشق.
(د) التهاب النخاع المستعرض Transverse Myelitis، وهذا يؤدي إلى شلل بالنصف الأسفل من الجسم، وفقدان القدرة على التحكم في التبول والتبرز وفقدان القدرة الجنسية.
ويرى بعض الباحثين أن السبب يرجع إلى مواد الغش الموجودة بالعقار أيضاً.
(هـ) التهاب الأعصاب الطرفية الأحادي (Mononeuropathy) أو المتعدد (Polyneuropathy) وما لذلك من آثار على الإحساس والحركة، وقد يحدث غمش بصري (Amblyopia) نتيجة إضافة مادة الكينين (Quinine) ذات الأثر السام على العصب البصري ـ وقد ينتج أيضاً عن تعاطي الكحول الميثيلي وسوء التغذية .
(و) قد تحدث نوبات من الإغماء أو فقد الوعي (Coma)، والتي قد تنتهي بالموت.
(2) العضلات:
(أ) اعتلال العضلات الحاد Acute Myopathy، ويحدث فيه تحلل للألياف العضلية وموتها (Necrosis)، مما يؤدي إلى ظهور خضاب العضلات (Myoglobin) في الدم والبول، وقد يترسب في أنابيب الكلى مؤدياً إلى التهابها وموت خلاياها (Acute Tubular Necrosis).
وقد تكون مواد الغش المضافة هي السبب في ذلك.
(ب) اعتلال العضلات المزمن (Chronic Myopathy) نتيجة الحقن في العضلات، خصوصاً في حالة عقار البنتازوكين (Pentazocine) حيث تتحلل ألياف العضلة وتستبدل بألياف ميتة (sclerosis).
(3) انخرام الحاجز الأنفي عند مستنشقي الهيروين كما يحدث لمتعاطي الكوكايين.
(4) فقد الشهية، والغثيان والقيء المتكرر والإمساك المزمن، مع تقلصات في المعدة والأمعاء.
(5) احتقان المثانة والرغبة المتكررة في التبول (Urgency)، ويصاحب ذلك أحياناً ، صعوبة في التبول.
وقد تحدث التهابات بالكلى تؤدي إلى تلف الكبيبات الكلوية (Glomerulopathy) فيما يعرف بالمتلازمة الكلائية (Nephrotic Syndrome)، وتؤدي إلى فقدان الزلال في البول وحدوث ارتشاح في الجسم (Oedema) وقد تنتهي بالفشل الكلوي.
(6) الضعف الجنسي لدى الرجال، نتيجة لنقص هرمونات الغدة النخامية المنشطة للخصية.
وبالتالي، انخفاض مستوى هرمون الذكورة ويحدث هذا خللاً في التوازن بين هرمونات الذكورة والأنوثة، وقد يؤدي هذا إلى ظهور مظاهر الأنوثة على الرجال.
أما النساء، فتضطرب الدورة الشهرية مؤقتاً ثم تعود بعد ذلك للانتظام.
مع انخفاض الرغبة الجنسية، وإذا حدث الحمل، تتعرض المرأة للإجهاض التلقائي (Spontaneous Abortion) ولتسمم الحمل (Toxaemia of Pregnancy)، والولادة المبكرة (Premature Labor) وفي 50 % من الحالات يولد الطفل وهو يعاني من أعراض سحب العقار (Withdrawal Symptoms).
(7) الاضطرابات النفسية والعقلية، وهي كثيرة منها الهلوسات السمعية والبصرية (Auditory and Visual Hallucination) والبارانويا (Paronia) والاعتقادات الزائفة (Delusions) وتحلل الشخصية، واضطراب القدرات العقلية، وقد ينتهي ذلك بالجنون أو الخرف (Dementia).
(8) ما سبق ذكره من آثار عامة مثل الانتانات في الجلد وغيره من الأعضاء، وتخثر الأوعية والتهاباتها، ومرض الإيدز والالتهاب الكبدي الفيروسي وغيره.
(9) حدوث التعود (الإدمان) والتحمل (Tolerance and Dependance) ويعتبر الهيروين من أشد العقاقير المسببة للإدمان النفسي والجسدي وأسرعها وقد يحدث الإدمان بعد حقنتين أو ثلاث فقط.
(10) أعراض الامتناع أو سحب الدواء (Withdrawal Symptoms). يتبع إن شاء الله...
|
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: تعاطي المخدرات - بحث متكامل الجمعة 04 نوفمبر 2011, 12:32 am | |
| ي. أعراض الامتناع (Withdrawal Symptoms):
وتختلف في شدتها من عقار لآخر، وتعتبر أعراض الامتناع عن تعاطي الهيروين، من أشدها، ويرجع الاختلاف إلى نوع العقار والجرعة المستخدمة، ومدة استخدامه، تبدأ أعراض الانسحاب بعد 6ـ12 ساعة، بعد آخر جرعة، برغبة ملحة في الحصول على العقار (Craving)، وتوتر، وعدم استقرار، وانفعال، وحدة، وعدم القدرة على التركيز أو التفكير وعرق شديد، ورشح من الأنف وتثاؤب وغثيان وقيء وإسهال.
ويتلو ذلك اتساع في حدقة العين، وعطاس، وانتصاب الشعر، وتقلصات بالبطن,وآلام في العضلات والعظام، واحمرار بالملتحمة، وقد تحدث تشنجات، واضطراب في النوم وقشعريرة في الجلد، وزيادة في معدل التنفس، وارتفاع في ضغط الدم والحرارة.
وقد يصاحب ذلك ارتفاع في سكر الدم مع وهن وضعف شديد ورعب نفسي وتصل هذه الأعراض إلى قمتها بعد 36 ـ 48 ساعة ثم تبدأ في التحسن، حتى بدون علاج، وتنتهي خلال 5 ـ10 أيام.
ويتبع ذلك شعور بالإرهاق.
وبرغم المعاناة الشديدة فإن هذه الأعراض لا تهدد الحياة، وقد تمتد الآثار بصورة أخف لمدة عدة شهور.
الهيروين (داي أسيتيل مورفين) (Diacetyl Morphine):
مشتق نصف تركيبي للمورفين ويتحول في الجسم إلى مورفين.
ويختلف عن المورفين في الآتي:
أ. أقوى من المورفين ـ في أثره ـ (6 ـ10 أضعاف).
ب. أسرع من المورفين في إحداث الإدمان.
ج. يستمر مفعوله لست ساعات فقط.
أما تأثيره فهو مشابه للمورفين ولكن له تأثير ضار على الغشاء المخاطي للأنف ويؤدي إلى تآكله كما أن له أثراً ضاراً على خلايا الكبد، كما يسبب حكة في الجلد بسبب إطلاق الهيستامين.
وأهم المشتقات الأخرى للأفيون ما يأتي:
1. الكودايين (Codiene) بتركيباته المختلفة ويستخدم في أدوية السعال.
2. الميثادون (Methadone) ويستخدم لعلاج الإدمان على المورفين.
3. البيثيدين (Pethidine) ويستخدم كمسكن.
المبحث الثالث:
عقاقير الهلوسة والدخان، والغازات والمذيبات الطيارة:
أولاً: عقاقير الهلوسة (Hallucingens):
وهي مجموعة من العقاقير تغير في الحالة النفسية والإدراك لدى متعاطيها فتثير بعض الهلوسات دون أن يصحبها هذيان أو تخميد أو تنبيه كتأثير بارز.
ويبدو أنها تؤثر من خلال تداخلها مع الناقل العصبي "السيروتونين (Serotonine) وتؤثر على المنطقة الشبكية بجذع الدماغ، وكذلك الوطاء والجهاز الحوفي، وتؤدي إلى تنشيط الجهاز الودِّي (Sympathetic) ـ كما تؤدي إلى زيادة نقل المعلومات الحسية إلى قشرة المخ.
والهلوسة:
هي استقبال من داخل المخ لإدراك أشياء غير موجودة في الواقع، في المكان الذي يتواجد فيه الشخص، ولم تستقبله الأجهزة الخاصة بالإحساس.
ومن تلك العقاقير:
1. عقار إل. إس. دي (حمض الليسيرجيك) Lysergic Acid dimethylamide (L.S.D).
2. عقار فينسيكليدين Phencyclidine (P.C.P).
3. عقار ميسكالين Mescaline.
4. عقار بيسيلوسيبين Psilocibin.
5. داي أوكسي أمفيتامين Dioxy amphetamine (Ectasy) MDMA.
أما تأثير هذه العقاقير فيتمثل في تنشيط الجهاز السمبتاوي فيؤدي إلى سرعة النبض وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع درجة حرارة الجسم، وانتصاب الشعر، وزيادة الانتباه، وأحياناً غثيان، وقيئ.
مع شعور بالخدر، والبرد الشديد والرعشة وفقد الشهية، واحمرار الوجه، وصعوبة في تركيز الأفكار.
ثم يدخل المدمن في سلسلة من الهلوسات السمعية والبصرية الشديدة مع حالة من القلق وتشوه الإدراكات الحسية، وقد ينتابه شعور بالخوف والرعب والاكتئاب حيث يرى مناظر وصوراً مرعبة، وأصواتاً عالية مزعجة، وتتداخل لديه المشاعر والأحاسيس، وقد يرى نفسه في عالم آخر وقد خرج من جسده، أو تشوه جسده، وانفصل بعض أعضائه عنه، وقد يشعر أنه يقترب من الجنون، كما يشعر أن لديه قدرات تفوق قدرات البشر، مما قد يدفعه إلى الإقدام على أعمال تؤدي به إلى الموت.
وأحياناً يشعر الشخص بالكآبة ويقدم على الانتحار وقد تنتهي هذه الأحداث بسرعة، وقد تستمر لعدة أسابيع مع اضطراب النوم والسلوك، وقد يتعرض الشخص لبعض هذه الأعراض بعد انتهائها بعدة أسابيع فيما يسمى (Flashback).
وقد أثبتت بعض الأبحاث أن التعاطي المتكرر لهذه العقارات، يؤدي إلى الإضرار بوظيفتي الإدراك البصري والتوجه في المكان، وكذلك وظيفة التفكير المجرد.
كما تؤدي بعض هذه العقاقير إلى الضرر بالكروموسومات، وظهور بعض الأمراض مثل سرطان الدم.
واستخدام عقار ال. إس. دي. بواسطة الحوامل يؤدي إلى ولادة أطفال مشوهين ومتخلفين عقلياً.
ويؤدي تعاطي هذه العقاقير إلى اعتماد نفسي فقط:
1. القنب (الحشيش، الماريجوانا) (Cannabis: Hashish, Marijuana) وهو يحتوي على عدة عناصر فعالة أهمها دلتا ـ 9 ـ تترا هيدروكانا بينول Delta 9 – tetrahydro Cannabinol وهي المادة الكيميائية المسؤولة عن التأثير النفسي، ويبدو أن له مستقبلات خاصة في المخ، كما أنه توجد مادة داخلية تشبه الكانابينول، وقد وجد مع استعماله أن مستوى النورأدرينالين ينخفض بينما يزداد مستوى مادة الهيدروكسي تربتامين (hydroxy Tryptamine-5 ) وكلاهما من الناقلات العصبية، ومن أثاره:
زيادة في ضربات القلب، وهبوط في ضغط الدم أثناء الوقوف، مما قد يؤدي إلى دوار، واحتقان الملتحمة، وتوسيع الأوعية الدموية.
كما يؤدي إلى جفاف الحلق، وزيادة الشهية في بادئ الأمر خصوصاً نحو الحلويات، والتهاب في أغشية المعدة، مع إسهال أو إمساك.
أما في الجهاز التنفسي، فيسبب التهاب الشعب المزمن، وذلك بسبب احتوائه على القطران بنسبة أعلى من التبغ، كذلك يمهد الربو، والسل، وكذلك سرطان الرئة.
وبالنسبة للجنس فهو يقلل من هرمون الذكورة، وإنتاج الحيوانات المنوية فيؤدي إلى هبوط في النشاط الجنسي.
كما يؤدي إلى خلل في الجهاز الحركي، فيحدث اختلالاً في التوازن واضطراباً في الكلام أما بالنسبة للحوامل، فبرغم عدم وجود أدلة قاطعة على تأثيره فإنه يعتبر غير آمن، وقد يؤدي إلى تشوه الأجنة، وقد يؤثر على الكروموسومات.
ومع الاستعمال المزمن، قد يؤدي إلى حدوث ذبحة صدرية، كما يعتبر مادة مسطرنة (Carcinogenic) وإذا ما أعطي بطريق الحقن، فقد يؤدي خلال دقائق إلى غثيان وقيئ ورعشة، وبعد ساعة يحدث إسهال شديد، وزيادة في ضربات القلب وهبوط في ضغط الدم وآلام في المفاصل.
وقد لوحظت زيادة شديدة في كرات الدم البيضاء وهبوط في مستوى السكر بالدم.
كذلك يؤثر على المناعة الخلوية، فيضعفها كما يحدث في مرض نقص المناعة (الإيدز).
وقد يعاني المدمن من تخلج في مشيته (Ataxia) ورأرأة (Nystagmus).
وقد وجد، في أبحاث على الحيوانات، أنه يؤدي إلى ضمور في خلايا المخ، ولكن لم يتأكد هذا في الإنسان بعد.
أما الأثر النفسي فيعتمد على الجرعة ودرجة التعود والحالة النفسية للشخص عند التعاطي ولكنه في الغالب يؤدي إلى غموض الفكر، ووهن واسترخاء، وعجز عن المبادرة، وثقل في الكلام مع تقطعه، وصعوبة في تمركز الفكر، وتزداد حدة النظر والحس.
ومع زيادة الجرعة يحدث اضطراب نفسي، مع إحساس بمسح الشخصية، وتغيرات في الإدراك، وتنخفض القدرة على تعلم أشياء جديدة، وتصبح الأفكار غير مترابطة، بل وغير منطقية، ويضطرب الإحساس بالزمان والمكان، وتضعف الذاكرة للأحداث القريبة.
وإذا زادت الجرعة، ظهرت هلوسات سمعية وبصرية، حيث يرى ويسمع أشباحاً ويتخاطب مع مخلوقات خيالية، وقد تنتاب الشخص نوبات من الضحك لأتفه الأسباب أو بلا سبب يتبعها نوبات من الخوف أو الشعور بالتعاسة، ويشبه عقار ال اس دي من ناحية الهلوسات.
فإذا ما زادت الجرعة، ظهر شعور بالخوف الشديد وإحساس بالموت، وقد يؤدي إلى الذهان (الجنون)، وتحدث حالات شبيهة بالفصام.
ويمثل خطراً على قيادة السيارات والطائرات وغيرها...
والاعتماد هنا نفسي ولكنه أقل مما يحدث في حالة الكوكايين والأمفيتامين.
2. نباتات مستخدمة في الطب وإصلاح الطعام ولها تأثيرات مهلوسة.
أ. البنج ـ وهو نبات الشيكران (Hyoscyamous):
ويستخلص منه عدة عناصر تستخدم في حالات العلاج الطبي مثل هيوسيامين (Hyoscyamine)، وسكوبولامين (Scopolamine) والأتروبين (Atropine).
وكذلك توجد هذه المواد في نبات الداتور (Datura) والبلادونا (Belladonna)، وكلها مضادات للكولين (Anticholinergic).
وتؤدي إلى جفاف الحلق، وزيادة ضربات القلب، واضطراب الرؤية، واضطراب التنفس، وتقلل من العصارات الهاضمة مع انبساط عضلات الجهاز الهضمي والقناة المرارية والمرارة والجهاز البولي، ولذلك تستخدم في علاج حالات المغص (Colic).
والتسمم بهذه المواد، يؤدي إلى اضطراب التفكير وتشوش الذهن، وهلوسات بصرية وهذيان وارتعاش، وإغماء، وقد ينتهي بتوقف التنفس والموت. ب. جوزة الطيب Nutmeg:
ويذكر أن تناول بذرتين فقط من بذور جوز الطيب يؤدي إلى خدر في الأطراف وهلوسة وعدم الشعور بحقيقة الأشياء (Unreality) ـ وتقمص شخصية أخرى (Depersonalisation)ـ وقد تؤدي إلى هياج وخوف.
وقد جاء في دائرة معارف المخدرات High time Encyclopedia of Recreational Drugs أن جوزة الطيب وقشرها Mace التي تستخدم في جميع المطابخ كأحد التوابل الهامة، لها خاصية الإسكار، إذا أخذت بكميات كبيرة، ويشعر متناولها بالخذل والسعادة، وعدم القدرة على الحركة مع خدر في الأعضاء، وهلوسات بصرية وخيالات، وإحساس شديد بالغربة، وعدم معرفة المكان والزمان، وعدم معرفة الأشياء، وشعور بالغثيان مع جفاف في الحلق واحتقان في الوجه وملتحمة العين، وحدوث إمساك مع زيادة الرغبة الجنسية والشهوة إلى الطعام.
ج. الزعفران، والعنبر، وشراب كافا كافا، وتشبه في أثارها آثار التسمم بجوزة الطيب.
ثانياًً: الدخان وأثره على الصحة:
ينتج من احتراق التبغ أكثر من 6800 مادة كيميائية من أهمها وأخطرها على الصحة، النيكوتين (Nicotene)، وأول أكسيد الكربون (Carbon monoxide) والقطران وغاز النشادر.
1. النيكوتين:
مادة من أشباه القلويات (Alkaloid) تؤثر على الجهاز العصبي تأثيراً منبها بالجرعات البسيطة وتأثيراً انحطاطياً بالجرعات الكبيرة، وقد يمتد أثره إلى النخاع الشوكي. والجرعات العالية (السامة) تمنع الإشارات العصبية من الوصول إلى العضلات ومنها عضلات التنفس، فتؤدي إلى توقفه، وهو ذو درجة عالية جداً من السمومية.
ويصل النيكوتين إلى المخ خلال 8 ثوان من بدء التدخين، وله آثار متعددة، تعتمد على الجرعة والتجربة الشخصية، فقد يؤدي إلى زيادة الانتباه أو الارتخاء.
ويعتقد أنه يطلق النورابينفرين في المناطق المركزية بالمخ ـ وكذلك الاندورفين والانكفالين، والهرمون المنشط للغدة الكظرية (ACTH) ـ فيزيد من إفرازاتها.
آثار النيكوتين الفسيولوجية:
(1) الجهاز العصبي C.N.S:
(أ) المخ (Brain):
يختلف تأثيره من شخص لآخر، تبعاً للحالة النفسية وكمية النيكوتين، فهو منبه (وله تأثيرات في رسم المخ تشبه اليقظة)، ولكن له تأثير مهدئ إذا كان الشخص منفعلاً. وهو يؤدي إلى الشعور بتحسن الأداء ولكن الكميات الكبيرة تؤدي إلى العكس. كما يضعف حاسة الشم والتذوق.
ويؤدي إلى زيادة إفراز الهرمون المضاد لإفراز البول (ADH).
(ب) النخاع الشوكي (Spinal Cord):
يعطل الأفعال المنعكسة (Spinal Reflexes) فيؤدي إلى ارتخاء العضلات.
(ج) الجهاز العصبي الطرفي (Peripheral N.S):
يماثل تأثير الأستيل كولين (Acetyl Choline) وله تأثيرات متعددة فهو يؤثر على العقد العصبية الذاتية (Autonomic ganglia) فيؤدي إلى إفراز الكاتيكول أمين (مثل الادرينالين) من الغدة الكظرية ونهايات الأعصاب في العضلات الإرادية.
كما يشبه مادة المسكارين. فيؤثر على الجهاز العصبي نظير التعاطفي مؤدياً إلى هبوط في ضغط الدم، والنبض، وزيادة في حركة المعدة والأمعاء وإفرازاتها ـ كما يؤدي إلى ضيق الشرايين المغذية لعضلة القلب والدماغ والأطراف، وبكميات كبيرة، قد يؤدي إلى تثبيط العقد العصبية وإلى مضاعفات خطيرة وله تأثيرات متضاربة على الجهازين التعاطفي ونظير التعاطفي ـ ولكن تأثير الجهاز التعاطفي هو الغالب في الجهاز الدوري، كما يسبب ارتجافاً ورعشة بالأطراف.
(2) القلب والجهاز الدوري Cardio – Vascular System يؤدي إلى زيادة ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم، وضيق الشرايين.
كما يؤدي إلى زيادة التصاق الصفائح الدموية مما قد يسبب حدوث جلطة.
(3) الجهاز الهضمي G.I.T:
يزيد من تقلصات المعدة وإفرازاتها ويقلل من إفرازات البنكرياس كما يضعف الصمام الواقع بين المعدة والمريء فيؤدي إلى ارتجاع إفرازات المعدة، مما يسبب التهاباً مزمناً بجدار المريء.
وله دور كبير في إحداث قرحة المعدة والاثنى عشر وتأخير التئامها مع فقدان الشهية.
وتزداد حركة الأمعاء، خصوصاً القولون.
(4) الجهاز التنفسي:
يعطل حركة الأهداب في جدار الشعب الهوائية، مما يؤدي إلى تراكم الإفرازات والتمهيد لالتهابات مزمنة.
(5) العين:
يؤدي إلى اتساع حدقة العين والزغللة.
(6) الجهاز البولي:
يؤدي إلى نقص البول بسبب زيادة إفراز الهرمون المضاد لإفرازه ADH.
(7) الحمل:
يمر عبر المشيمة ويؤدي إلى ضيق الأوعية بها، مما يتسبب في الاجهاض التلقائي والولادة المبكرة ونقص وزن الجنين، وحدوث تشوهات خلقية.
2. أول أكسيد الكربون Carbon manoxide:
وهو ينتج عن الاحتراق غير الكامل للكربون، وهو من أشد المواد الموجودة بالتبغ خطورة. وهو شديد القابلية للاتحاد بخضاب الدم (الهيموجلوبين).
حيث تصل قابليته إلى 210 ضعف قابلية الأكسجين ـ فيؤدي بذلك إلى حرمان الجسم من الأكسجين.
كما يؤدي إلى زيادة الكوليسترول في الدم وتزيد نسبته في الشرايين وكذلك يزيد من خاصية التصاق الصفائح الدموية، وكل ذلك يساعد على حدوث الجلطة الدموية.
كما يؤدي إلى خفض ملموس في طاقة القلب على العمل، ويزيد من انقباض الشرايين ويقلل من زمن تخثر الدم.
3. القطران:
يحتوي على عدة مواد من أهمها:
الهيدروكاربونات العطرية متعددة الحلقات (Polycychic aromatic hydrocarbons) والبنزوبيرين (Benzopyrines) والبنزوانثراسين (Benzoanthracine) ومشتقات البنزين الأخرى.
كما يحتوي على مواد مشعة مسرطنة مثل الثوريوم 228، والبولونيوم 210، والرابوديوم 226. والقطران من أهم المواد المسرطنة (المسببة للسرطان).
4. النشادر:
وهو غاز لازع، يؤثر على حاسة التذوق باللسان، ويزيد من إفراز اللعاب ويهيج السعال، ويؤدي إلى تكرار الزكام.
5. آثار التدخين على الصحة:
أ. الجهاز العصبي:
منبه ضعيف للجهاز العصبي ثم لا يلبث أن يخدره، ويعتمد أثره على حالة الشخص النفسية وكمية النيكوتين.
(1) يضعف حاسة الشم والتذوق.
(2) يؤذي البصر ويضعف القدرة على تمييز الألوان.
(3) رجفة بالأطراف.
(4) التهاب الأعصاب الطرفية.
ب. القلب والجهاز الدوري Cardio vascular System:
(1) انقباض الأوعية الدموية ومنها الشرايين التاجية بالقلب وشرايين المخ، مما قد يؤدي إلى نقص التروية في القلب، وحدوث ذبحة صدرية.
وقد أظهرت الأبحاث أن 20% من حالات الوفيات بسبب أمراض القلب ترجع إلى التدخين وأن حالات الوفاة من أمراض القلب تفوق حالات الوفاة بسبب سرطان الرئة.
(2) زيادة ضربات القلب، مع زيادة الجهد واستهلاك الأكسجين، بسبب تأثير الأدرينالين والنورأدرينالين بينما يؤدي أول أكسيد الكربون إلى نقص الأكسجين.
(3) زيادة التصاق الصفائح الدموية، يؤدي إلى زيادة احتمالات حدوث جلطات (Thrombus) بالقلب والمخ، وما لذلك من آثار ضاره.
(4) تصلب الشرايين (Atherosclerosis) خصوصاً شرايين القلب والمخ والأطراف بسبب زيادة الكوليسترول والدهون وترسبها في جدران الأوعية الدموية، وهذا بالإضافة إلى ضيق الأوعية الدموية، وزيادة التصاق الصفائح يمثل عاملاً قوياً ممهداً لارتفاع ضغط الدم وحدوث الجلطات، والذبحة الصدرية، والسكتة الدماغية.
وكذلك فإن تصلب شرايين المخ يؤدي إلى بطء في العمليات العقلية وضعف الذاكرة أما في الأطراف فيحدث مرض العرج المتقطع (Intermittent Claudication) حيث التقلصات والآلام في عضلات الساق وكذلك مرض برجر (Buerger’s disease)، وقد أظهرت الإحصائيات أن 95% من مرضى شرايين الساق مدخنون.
ج. الجهاز التنفسي Respiratory System:
وهو أكثر الأجهزة تأثراً بالتدخين ويؤدي التدخين إلى:
(1) التهاب الشعب الهوائية:
بسبب تثبيط حركة الأهداب، وتراكم الإفرازات وعدم طردها.
وضعف المناعة، كما أنه يحتوي على كثير من المواد المهيجة للغشاء المخاطي والعضلات فتؤدي إلى انقباضها. ويتعرض المدخن إلى نزلات شعبية حادة ثم مزمنة.
(2) الامفزيما (Emphysema):
وهي نتيجة لتحطم جدر الحويصلات الهوائية واتساعها حيث تفقد الرئة وظيفتها الرئيسية، وهي تبادل الغازات، مع صعوبة في التنفس.
ويشير تقرير الكلية الملكية للأطباء ببريطانيا سنة 1977 أن 30.000 شخصاً يموتون سنوياً في إنجلترا بسبب النزلات الشعبية المزمنة.
(3) وقد أظهرت الأبحاث أن تدخين السجائر يصاحبه هبوط في وظائف الرئة في كبار السن من الذكور والإناث، ومع ذلك فإن الذين يمتنعون عن التدخين، حتى ولو بعد سن الستين، تصبح وظائف الرئة لديهم أفضل من الذين يستمرون في التدخين.
(4) سرطان الرئة:
التدخين هو أهم أسباب سرطان الرئة على الإطلاق. وقد بلغت حالات سرطان الرئة في بريطانيا سنة 1974 37.500 حالة.
وتصل نسبة الوفاة من سرطان الرئة بين المدخنين إلى عشرة أمثالها بين غير المدخنين وقد وجد أن 96.5 % من حالات سرطان الرئة مدخنون.
وفي دراسة على الأطباء الذكور في إنجلترا على مدى أربعين عاماً، ظهر أن 7 % من وفيات المدخنين سببها سرطان الرئة (و10 % من أمراض صدرية أخرى).
مقارنة بأقل من 1 % عند غير المدخنين.
وتتزايد احتمالات الإصابة بالسرطان مع تزايد كمية التدخين، فالذي يدخن 20 سيجارة في اليوم يواجه احتمال الإصابة والوفاة بسبب سرطان الرئة عشرة أضعاف الذي لا يدخن، فإذا زاد إلى 40 سيجارة يومياً ازداد الاحتمال إلى ثلاثين ضعفاً.
د. الجهاز الهضمي (Gastro Intestinal Tract):
(1) زيادة إفراز اللعاب مع غثيان، وأحياناً قيء وإسهال وفقدان الشهية.
(2) التهابات الفم واللسان والبلعوم وزيادة أمراض اللثة والأسنان.
(3) تقرحات الشفة نتيجة المواد السامة والحرارة الزائدة في السجائر أو الغليون، وكذلك نقص الفيتامينات بسبب فقدان الشهية وسوء التغذية.
(4) مرض القلاع ـ وهو ظهور بقع بيضاء مؤلمة في جوانب الفم.
(5) فقدان حاسة التذوق نظراً لضمور الحلمات وأطراف الأعصاب الخاصة بذلك.
(6) التهابات الغدد اللعابية، وتكون الحصى في قنواتها وانسدادها.
(7) التهاب المريء ـ نتيجة ارتجاع عصارة المعدة.
(8) التهابات المعدة والاثنى عشر، والمساعدة في حدوث قرحة المعدة، مع ضعف الاستجابة للعلاج، وزيادة حدوث المضاعفات مثل الانثقاب والنزف والتحول السرطاني ومرض كرونز (Crohn’s disease) وهو يصيب الأمعاء ويؤثر في الامتصاص.
(9) ارتفاع نسبة سرطان الفم واللسان والمريء والبنكرياس، كما يسهم في سرطان المعدة والكبد(وكذلك يؤثر على فعالية بعض الأدوية بسبب تنشيط أنزيمات الكبد. يتبع إن شاء الله...
|
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: تعاطي المخدرات - بحث متكامل الجمعة 04 نوفمبر 2011, 12:34 am | |
| هـ. الجهاز البولي Urinary System:
(1) زيادة في الالتهابات.
(2) نقص في كمية البول بسبب زيادة الهرمون المضاد لإفراز البول (ADH).
(3) ارتفاع نسبة الإصابة بسرطان المثانة والكلى.
و. الجهاز التناسلي:
يرى البعض أن هناك علاقة بين التدخين والضعف الجنسي.
(1) يزيد من نسبة العقم بين الرجال بسبب نقص هرمون الذكورة.
(2) وقد لوحظت اضطرابات شديدة في حركة الحيوانات المنوية لدى المدخنين، وتحسنت بعد الإقلاع عن التدخين.
ز. التدخين وداء السكري:
يزيد من نسبة الإصابة بداء السكري بسبب اضطراب خلايا البنكرياس المسؤولة عن إفراز الأنسولين. كما يعوق علاجه.
كما وجدت زيادة في حدوث المضاعفات مثل قرحة المعدة والفشل الكلوي وأمراض الشبكية نتيجة التأثير على الأوعية الدموية.
ح. العيون Eyes:
(1) يسبب التدخين احتقاناً بالملتحمة.
(2) كما أن انقباض الأوعية الدموية ـ خصوصاً مع وجود داء السكري وتصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم. بسبب أضراراً شديدة بالشبكية والقدرة على الإبصار.
(3) والنيكوتين له تأثير مباشر على العصب البصري Optic Nerve حيث يؤدي إلى ضموره ويؤثر ذلك على حدة الإبصار.
ط. العظام Bones:
يؤثر التدخين تأثيراً سيئاً على العظام، إذ يؤدي إلى نقص الكثافة وزيادة الهشاشة Osteoporosis، مع احتمال حدوث كسور، خصوصاً في العمود الفقري وعظام الفخذ، وقد يرجع ذلك، بالنسبة للنساء، إلى تحول هرمون الأنوثة، الاستراديول، إلى صورة أقل نشاطاً مما يؤثر في ترسيب الكالسيوم في العظام، كما لوحظ أن سن اليأس في المدخنات يبدأ مبكراً مما يؤدي إلى فقدان مادة العظام.
وكذلك في الرجال، حيث يقل الهرمون المنشط لترسب الكالسيوم في العظام.
كما أن تأثير التدخين على الأوعية الدموية في العظام، قد يؤدي إلى تكرزها وتآكلها (Osteonecrosis) خصوصاً رأس عظمة الفخذ.
ي. التدخين والحمل:
تؤكد الأبحاث أن تدخين المرأة الحامل له تأثير ضار على الجنين، سواء على الحالة الصحية أو نسبة الوفيات، وكذلك على الطفل بعد الولادة.
وقد تصاب الأجنة في بطون الأمهات حتى ولو لم تكن الأم مدخنة، بسبب التدخين السلبى.
ويؤثر النيكوتين بالإضافة إلى أول أكسيد الكربون على الأوعية الدموية بالمشيمة، فيقلل من وصول الأكسجين إلى الجنين ويؤدي هذا إلى:
زيادة نسبة الإجهاض التلقائي (Spontancous Abortion)، ونسبة ولادة الأطفال موتى (Stillbirth) أو بعد الولادة مباشرة (Perinatal mortality) حيث تصل النسبة إلى 25 ـ 56 % بين أطفال الأمهات المدخنات.
كذلك توجد علاقة قوية بين التدخين وموت المهد ـ وهو السبب الأول للموت ما بين شهر وسنة من عمر الطفل ـ حيث يكون بين أطفال الأمهات المدخنات ثلاثة أضعاف المعدل بين غير المدخنات.
كما يعاني الأطفال بعد الولادة من ضعف النمو والقدرة على التعلم، وكذلك إصابتهم بالأمراض.
ك. التدخين السلبي (Passive Smoking):
يسبب الهواء الملوث بدخان التبغ أمراضاً كثيرة منها سرطان الرئة، حيث جاء في تقرير المركز القومي للبحوث بأمريكا سنة 1986 أن 3000 حالة سرطان رئة بين الذين لم يدخنوا مطلقاً، أرجعت أسبابها إلى تلوث الجو المحيط بالدخان.
كما تشير الإحصائيات إلى ظهور 35.000 إلى 40.000 حالة قلب مرضية بين غير المدخنين نتيجة التدخين السلبي.
كما تمت الإشارة إلى الأضرار التي تصيب الجنين من جراء تدخين الأم او الأب وكذلك الأطفال الذين يعيشون في بيئة مليئة بدخان التبغ، يعانون من أمراض متكررة ـ خاصة أمراض الجهاز التنفسي العلوي والسفلي، ويزيد ذلك من حدة الأمراض الموجودة لديهم مثل الربو.
ل. التدخين والسرطان (Smoking and Cancer):
يسبب التدخين، أو يساهم في زيادة الإصابة بأنواع مختلفة من السرطانات مثل سرطان الشفه (خصوصاً مع استعمال الشيشة)، والفم والمريء والحنجرة والقصبات الهوائية، وسرطان الرئة، والكلى والمثانة والبنكرياس والكبد، وسرطان الرحم والثدي عند المرأة، وسرطان الرأس والعنق، وسرطان الأطفال لأمهات مدخنات ويزيد من ذلك الأثر تناول الكحول، والذي يتواكب مع التدخين عند كثير من المدخنين.
م. التدخين والوفيات (Smoking and Death):
أشارت بعض الدراسات في كندا وأمريكا وبريطانيا إلى بعض الحقائق الآتية:
(1) أن مدخني التبغ عموماً، تزيد نسبة الوفاة بينهم بحوالي 30 ـ 80 % عن غير المدخنين.
(2) أن الزيادة في الوفيات تزداد بازدياد استهلاك التبغ.
(3) أن الزيادة في الوفيات تزيد نسبياً في فترة العمر من 45 إلى 54 عاماً عنها في مَن هم أصغر أو أكبر سناً.
(4) أن الزيادة في الوفيات تزداد كلما بدأ التدخين مبكراً.
والمدخن يفقد، في المتوسط، يوماً من حياته كل أسبوع.
ويشير تقرير الحكومة البريطانية "صحة الأمة" Health of the Nation عام 1992 أن ما بين كل 1000 من الشباب المدخنين سوف يغتال فرد واحد، ويموت ستة في حوادث المرور بينما سيموت 250 فرداً قبل الميعاد بسبب التدخين، ويظل التدخين هو أكثر أسباب الموت التي يمكن تجنبها. وفي المملكة المتحدة يتسبب التدخين في 20% من كل الوفيات وهذا يعادل 110.000 شخصاً في العام.
وخلال التسعينات من هذا القرن من المتوقع أن يتسبب التدخين في وفاة 6 مليون شخص في دول الاتحاد الأوروبي و 6 مليون في الولايات المتحدة الأمريكية، 6 مليون في الاتحاد السوفيتي السابق، أما في الدول النامية فمن المتوقع أن تتعدى نسبة الوفيات من التدخين خلال القرن الواحد والعشرين النسب في الدول الغربية.
ن. التدخين والإدمان (الاعتماد):
تشير التقارير العلمية إلى أن التدخين هو نوع من الإدمان، بل هو أكثر المواد المسببة للإدمان الضار انتشاراً في العالم، حيث تبلغ نسبة الإدمان بين متعاطي الخمور 10 % فقط، بينما تصل النسبة بين المدخنين إلى 85 %، ولا يوجد ما يشابه ذلك في المخدرات الأخرى إلا في المورفين والهيروين، مع الفارق الكبير في نسبة انتشار التدخين مقارنة بالمورفين والهيروين.
وتشير التقارير إلى التشابه بين الاعتماد على النيكوتين والاعتماد على أي مادة نفسية أخرى محدثة للاعتماد، وتشير الدراسات التجريبية المنضبطة إلى أن أعراض الانسحاب التي تصحب الانقطاع عن التدخين تترتب على فقدان مادة النيكوتين لا على مجرد الانقطاع عن ممارسة بعض العادات أو الطقوس السلوكية ـ أي أنه هناك تحمل واعتماد عضوي.
وتشير بعض المراجع إلى أن الاعتماد النفسي يلعب دوراً كبيراً في التعود على تدخين التبغ.
6. أعراض الامتناع عن التدخين Withdrawal Syndrome:
إذا حدث التوقف فجأة فإن أولئك الذين يدخنون بشراهة يعانون من أعراض الامتناع والتي تبدأ خلال 24 ساعة، متمثلة في عصبية وصداع، وعدم اتزان وإحساس بالدوخة، واضطراب النوم مع زيادة في الشهية مما قد يؤدي إلى زيادة الوزن.
كما يؤدي إلى الخمول، واضطرابات الجهاز الهضمي، والنعاس، والنسيان والعجز عن التركيز وعدم القدرة على الحكم والتمييز.
ثالثاً: الغازات والمذيبات الطيارة:
هناك عدد من الغازات التي استخدم بعضها لأغراض طبية، ولكن انتشر استخدامها من أجل المتعة وتغيير الوعي ومنها:
1. الغازات:
أ. غاز الايثير Ether:
وهو من أول الغازات التي استخدمها الإنسان على نطاق واسع في القرن التاسع عشر، حيث كان يشرب كما يشرب الخمر الآن.
وكانت بعض الحكومات تشجع على ذلك لوقف استخدام الكحول بسبب أضراره.
وقد أدى إلى كثير من الوفيات.
ب.الغاز المضحك "أوكسيد النيتروز" Nitrous Oxide:
ج. استخدم في التخدير وكان يستخدم في حفلات المرح الصاخبة.
د. الكلوروفورم وقد انتشر كمادة مسببة للإدمان أيضاً.
هـ. المفرقع (Poppers) وهو مركب كيميائي يحتوي على نترات الأميل Amyl Nitrite المستخدم في علاج الذبحة الصدرية، وقد انتشر استخدامه خصوصاً بين الشاذين جنسياً، وهو يضعف الجهاز المناعي في الجسم.
2. المذيبات Organie Solvents:
فقد انتشرت انتشاراً واسعاً مع بداية الستينات، وقدر عدد المستخدمين لها في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1978 بما لا يقل عن 11 مليوناً، وغالباً ما يتم استخدامها قبل سن 12 سنة.
ويذكر تقرير الكلية الملكية للأطباء النفسيين في بريطانيا سنة 1986 أن عدد الذين ماتوا نتيجة استخدام الهيروين والكوكايين والأمفيتامين بلغ 88 شخصاً، بينما كان عدد الأطفال الذين ماتوا، في نفس العام، بسبب المذيبات الطيارة 77 طفلاً.
وتشمل هذه المذيبات مجموعة كبيرة من المواد مثل التولوين (Toluene) والجازولين (Gasoline)، والكيروسين (Kerosene)، ورباعي كلوريد الكاربون (Carbon tetra chloride) وكذلك الإيروسولات المحتوية على الفلورو كاربون.
كما أسيء استخدام مزيل طلاء الأظافر والذي يحتوي على الأسيتون، والملصقات المنزلية، ووقود الولاعات، والصمغ الصناعي ومزيلات البقع، ولواصق البلاستيك، ولواصق الإطارات، وحتى ورنيش الأحذية.
أما أضرارها الصحية فهي متعددة:
أ. التسمم الحاد:
وهي تؤدي خلال دقائق من استنشاقها إلى إحساس بالدوخة، والغثيان.
التأثير على الجهاز العصبي ـ مشابه لتأثير الكحول حيث يؤدي إلى تنبيه مبدئي يتبعه تثبيط لوظائف الجهاز العصبي المركزي.
ويعطي شعوراً بالنشوة (Euphoria)، وخلل في القدرة على الحكم، وشعوراً خاطئاً بزيادة القدرات (Feeling of Omnipotence) وزغللة في النظر، وتخلج (Ataxia)، ورأرأة (Nystagmus)، وصداع وآلام في البطن، وغثيان وقيئ وفقدان للشهية.
وأحياناً تحدث حالات ذهان (Delirious State)، مع تغير الوعي، وحدوث هلوسات. وكذلك سجلت حالات تشنجات وصرع، وتثبيط الجهاز التنفسي مما أدى إلى الموت.
ومن الأسباب الهامة للموت، حدوث اضطراب في نظم القلب Arrhythmias مثل البطء الشديد (Severe Bradycardia)، وذبذبات البطين (Veutricular Fibrillation)، وحتى توقف القلب Asystole وقد يصبح الشخص مصدر خطر على نفسه ومجتمعه (Self destructive and antisocial) وقد تؤدي إلى الاعتماد النفسي، بينما الاعتماد الجسدي نادر الحدوث.
وفي حالة استنشاق النيتريت (Volatile Nitrites) تظهر مشاكل صحية إضافية شديدة وقد تؤدي إلى زرقه (Cyanosis)، والتي لا تستجيب للعلاج بالأكسجين.
وقد تؤدي إلى الاختناق والموت بسبب استخدام أكياس البلاستيك لاستنشاقها.
ب. الاستعمال المزمن يؤدي إلى الأعراض التالية:
(1) بثور حمراء حول الفم والأنف، آلام في البطن، غثيان وقيئ، وقد يصحبه دم Haematemesis.
(2) تنكرز وتلف في خلايا الكبد (Liver Necrosis).
(3) تنكرز الأنابيب الكلوية (Acute tubular Necrosis) وفشل كلوي.
(4) واستخدام التولوين (Toluene) يؤدي إلى أضرار إضافية حيث يسبب ضموراً (Atroply) في خلايا المخيخ، وتظهر أعراضه في صورة تخلج (Ataxia) ، ورأرأة (Nystagmus) كما تصاب الأعصاب الحقفية (Cranial Nervues) وكذلك المحور الهرمي (Pyramidal Tract)، تكثر حالات ضعف حاسة الشم Hyposmia وضمور العصب البصري (Optic Atrophy).
كما قد يحدث التهاب في الأعصاب الطرفية. وقد أظهرت الأشعة المقطعية بالكمبيوتر (CT Scanning) وجود ضمور في قشرة المخ والمخيخ.
كذلك يحدث ضعف في العضلات وقد يصل إلى شلل في الأطراف الأربعة (Qaudriparesis) ويحدث انخفاض شديد في مستوى البوتاسيوم في الدم في هذه الحالات.
وتحدث تغيرات كيميائية في الدم مثل ارتفاع حموضة الدم (Acidosis)، غالباً نتيجة لخلل في أنابيب الكلى (Renal tubular acidosis)، مع ارتفاع نسبة الكالسيوم في البول مما قد يؤدي إلى حدوث حصوات.
كما يعاني المتعاطي من ظهور دم، وزلال وصديد في البول، وقد ينتهي بفشل كلوي أو هبوط في القلب.
أما القدرات العقلية، والأداء المدرسي فقد يتأثر إلى حد كبير، وقد يصل إلى درجة الذهان.
المصادر والمراجع:
أولاً: المصادر العربية:
1. أحمد عكاشة، علم النفس الفسيولوجي، مكتبة الانجلو المصرية، ط8، 1993 2. المخدرات: الخطر والمقاومة، الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، وزارة الداخلية، المملكة العربية السعودية ص 12ـ20 3. المخدرات: الصورة والإيضاح ـ الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بالتعاون مع اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات. وزارة الداخليةن المملكة العربية السعودية. ص 6ـ8 4. بريك عائض حنش: المخدرات، الخطأ الاجتماعي الداهم، ط1، 1415 هـ 5. عبدالحليم محمود السيد، مشكلة المخدرات في الوطن العربي، مركز الدراسات والبحوث، أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية، ط1، الرياض 1418هـ ـ 1993 م 6. محمد علي البار، الخمر بين الطب والفقه، الدار السعودية للنشر والتوزيع، ط5 7. محمد علي الباز، الأضرار الصحية للمسكرات والمخدرات والمنبهات، الدار السعودية للنشر والتوزيع ، ط1 ،1410هـ ـ 1989م 8. سليمان بن عبد الرحمن الحقيل، دليل المعلم إلى توعية الطلاب بأضرار الخمر والمخدرات، مطابع القوات المسلحة السعودية، ط1، 1410هـ ـ1990م 9. سيف الدين حسين شاهين، التدخين، أضراره ووسائل تجنبه، دار الأفق للنشر والتوزيع ط3 10. شعيب علي الحاضري، الخمر"داء وليست بدواء"، هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، مكة المكرمو، ط1 ، 1414هـ ـ 1993م 11. صالح بن غانم السدلان، المخدرات والعقاقير النفسية، أضرارها وسلبياتها السيئة على الفرد والمجتمع وطرق مكافحتها والوقاية منها، الناشر: دار بلنسية، الرياض، ط2، 1415هـ ـ1995م 12. عبد العزيز عبد الفتاح راوه ـ المصة الأخيرة من الدخينة،ط1، 1417هـ 13. عبدالمجيد سيد أحمد منصور، المسكرات والمخدرات والمكيفات وآثارها الصحية والاجتماعية والنفسية وموقف الشريعة الإسلامية، المركز العربي للدراسات الأمنية والتدريب بالرياض، 1409هـ ـ1989م 14. عفاف حسن شحان، مظاهر الإدمان على المخدرات والوقاية منها (14/11/1416ـ 27/11/16) اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، وزارة الداخلية، المملكة العربية السعودية. 15. فاطمة محمد صالح المحضار، بحث المخدرات وأضرارها على الفرد والمجتمع، المسابقات المفتوحة 1404هـ ـ1405هـ، الرئاسة العامة لرعاية الشباب، المملكة العربية السعودية. 16. محمد السيد أرناؤوط: المخدرات والمسكرات بين الطب والقرآن والسنة. دار الجيل ـ بيروت، المكتب الثقافي للنشر والتوزيع (القاهرة)، ط1، 1412هـ ـ 1992م 17. محمد علي البار، التدخين وأثره على الصحة، الدار السعودية للنشر والتوزيع، ط6، 1414هـ ـ1993م 18. محمد علي البار، التدخين والتبغ، تجارة الموت الخاسرة، الدار السعودية للنشر والتوزيع ط1، 1414هـ 1994م 19. محمد وهبي، عالم المخدرات بين الواقع والخيال الخادع، دار الفكر اللبناني، ط1، 1990. 20. مصطفى سويف، المخدرات والمجتمع، نظرة تكاملية، عالم المعرفة، 205ن الكويت 1996 .
ثانياً: المصادر الأجنبية:
1. Ackerman’s Surgical Pathology; Tuan Rosari, M.A (ed)- 207, Mosby (pub)- 7th ed., Vol.2, 1989 2. AIDS, Etiology, Dignosis, Treatment and Preservation, 4th ed. 1996, Vincent T.De Vita J.R, Samuel Hellonan and Steven A.Rosenberg 3. Bernd S.T., Egmyer and Folk Lithner: Tobacco and End Stage Diabetic Nephropathy. BMJ, Vol. 295, Sept. 5, 1987 4. BMJ, (Middle Eastern Ed). Vol. (2) No.16, May 1995 5. Brookoff D, Cook C.S, Williams, Mann C.S; Testing Reckless Drivers for Cocaine and Mariyuana, N.Eng. J. Medicine (United States) Aug.25, 1994, 33(18) – P518 6. Cecil, Textbook of Medicine, 20th. Ed., J.Claude Bernett and Fred Plum (eds), W.B. Saunders Comp. (pub) 7. Charles W. Slemenda, Cigarettea and The Skeleton, N.Eng. J. Medicine, Vol. 330, No.6, Feb. 1994 8. Deborah – Tarvis and Peta Burney, Epidemiology of Respiratory Diseases, Medicine International (Middle Eastern ed.) Vol. 23:6 P217, 1995 1. First AHA Statement on Tobacco and Children, JAMA (Middle Eastern ed.) Vol. 272, No.11, 1994, P18 2. Galauter H, Egelko.S., De Leon G., Franle H., Crack / Cocaine Abuses in General Hospitals; Assessments and Initiation of Care. Am.J.psychiatry (United States) June 1992, 149(6) p810 3. H.F. Stirling, J.E. Handley and R.W.Hobbs, Passive Smoking in Utero, Its Effect on Neonatal Appearance, BMJ, Vol. 295. No. 6599, Sept. 5, 1987 4. H.F.Stirling, J.E Handley, A.W.Hobbs, Passive Smoking in Utero, BMJ (Middle East. Ed) 1987, Vol. 295. N6599 5. Harrison’s. Principle of International Medicine, 13th ed. Vol.2 Mc Graw Hill (pub). 1996 6. Jaako Tusmulehto, Eva Tusmulehto, et al,Coffee Consumption as Trigger for Insulin Dependent Diabetis Mellitus in Childhood. BMJ Vol. 300, March, 10, 1990 7. John Moxham. Smoking, Medicine International (Middle Eastern ed.) Vol. 23:2, 1995, P83 8. John Saunders, Alcohol: An Important Cause of Hyputension, BMJ. (Middle East ed). Vol. 294, No. 6579, 1987 9. John Strang, Griffith Edward. Cocaine and Crack BMJ, Vol. 299, 5 Aug.1989, P337 10. Kyle Steenland, Passive Smoking and the Risk of Heart Diseases JAMA (Middle Eastern Ed.) 1994. Vol. (272) No.11 11. Kyle Steenland, Passive Smoking and the Risk of Heart Diseeases, JAMA (Middle East) Vol. 272, No. 11, 1994, P45 12. M. Hillborn, A.Muuronen, J.Neiman, Liver Diseases and Platelets Function in Alcoholics, BMJ, Vol. 295, No. 6598, 1987 13. Medicine International (Middle Eastern Ed). Vol. 23:2 Feb.1995 14. Millicent W. Higgins, Paul L. Enright, Richard A.Kronmal and Others, TAMA (Middle Eastern ed.) vol.111, No.12, Dec.93 15. NESS, R.B. Grisso, J.A., Hirsehinger N., et al, Codiene and Tobacco use and the risk of Spontaneous Abortion, N.Eng.I Med. (united states) 340 (5), Feb 1999. 16. Oxford Textbook of Psychiatry, Michael Gelder, Dennis Gath, Richard Mayou (ed), Oxford Univ. Press (pub), 2nd. Ed, 1989 17. Richard Doll, Richard Peto, Emma Holl and Others, BMJ (Middle East. Ed). Vol. (2) No.12, Jan 1995 18. Richard Doll, Richard Peto, Keith, et al, Mortality in Relation to Smoking: 40 Years Observation on Male British Doctors, BMJ (Middle East) Vol.(2) No.12, Jan 1995. P18 19. Richard Peto, Smoking and Death: The past 40 Years and the next 40, BMJ(Middle East.) Vol.2, No.12< Jan 1995, P48. 20. Tietz Fundamentals of Clinical Chemistry, Carl A. Burstis, Edward R. Ashwood (eds), W.B. Saunders Company (pub), 4th ed, 1996 1. WHO’s Drink Warning, WHO denoneces health benefits of Alcohol, BMJ, (Middle East) Vol. (2), No 13, Feb.1995
|
| | | | تعاطي المخدرات - بحث متكامل | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |