كيف تقلع عن التدخين؟
إذا كنت لا تبالي بنفور الملائكة فهل تبالي بنفور الناس، أنت الآن تفعل كبيرة من الكبائر، وفي خطر كبير لو لقيت الله على ذلك، اعتيادك على فعل الذنوب جعلك تشعر بأنك لا تفعل شيء حرام، أنت تعلم ومتأكد بأن التدخين حرام؛ لأنه من الخبائث ولأنه يضر مالك وصحتك وأولادك، ولأنه يدمر أحشائك التي أمّنك الله عليها ولأنك بعد الانتهاء منها تدهسها بحذائك! هل رأيت نعمة من قبل تدهسها بحذائك؟! الذي يدهس بالحذاء هي النقم..
ليس كلاماً أكتبه على ورق كي أشد انتباهك لمقالٍ، ولكني حريص على أن تلقى الله ورائحتك طيبة..
حريصاً على ألا تهدر صحتك وأموالك في هواءٍ عفن..
حريصاً على ألا تؤذي أهلك وأولادك من دخانك المؤكسد..
حريصاً على ألا تنفر منك الملائكة وتبغضك، وألا ينفر منك الناس من رائحة فمك الكريهة، هل جربت هذا الشعور؟
بالتأكيد نعم ولكنك لا تبالي، إذا كنت لا تبالي بنفور الملائكة فهل تبالي بنفور الناس، أنت الآن تفعل كبيرة من الكبائر، وفي خطر كبير لو لقيت الله على ذلك، اعتيادك على فعل الذنوب جعلك تشعر بأنك لا تفعل شيء حرام، أنت تعلم ومتأكد بأن التدخين حرام؛ لأنه من الخبائث ولأنه يضر مالك وصحتك وأولادك، ولأنه يدمر أحشائك التي أمّنك الله عليها ولأنك بعد الانتهاء منها تدهسها بحذائك! هل رأيت نعمة من قبل تدهسها بحذائك؟! الذي يدهس بالحذاء هي النقم، ولكنك تكابر وتضع لنفسك الأعذار والحجج الفارغة وشركات التبغ تستهزئ بك وتضع لك على كل علبة بأن التدخين يدمر الصحة ويسبب الوفاء.
أي استهزاء أكثر من ذلك ومع ذلك تٌصر على تناولها وتدعي بأنك غير قادر عن الإقلاع، وأنت أيضًا تعلم أن كثيراً قبلك ترك التدخين ولم يعد له مرة أخرى كانوا صادقين مع الله ومع أنفسهم فأعانهم الله، بخلاف من تركها شهراً أو شهرين ثم عاد مرة أخرى، فهو كأي ذنب آخر كنت تفعله وتاب الله عليك منه عندما نويت التوبة وقررت بعزيمة بأنك لن تعود له مرة أخرى.
ولك مني بعض النصائح التي قد تساعدك على الإقلاع عن التدخين:
لو أحسنت النية لله وتذكر قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت:69].
بدايةً العزيمة هي رأس مالك في هذا الموضوع، فإذا لم يكن لديك عزيمة قوية فلا تتعب نفسك من البداية.
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها *** إن السفينة لا تمشي على اليبس
يجب عليك أن تعرف أنك ارتبطت بحالات مزاجية مع كل مرة تدخن فيها، مرة كنت سعيد ومرة كنت حزين ومرة مكئتب، وهكذا فتغيير الأماكن قدر المستطاع والصبر على ألم الحالات المزاجية من أهم أسباب الإقلاع..
ثم بعد ذلك البعد عن أصدقائك المدخنين قدر المستطاع، والانشغال بالرياضة والأشياء المفيدة..
ابتعد عن أماكن المعصية، واستحضار عظم الذنب عند الله وكيف تلقاه على هذا الحال..
من الأفضل أن تقلع عن التدخين مرة واحدة، ولكن إذا صعب عليك الأمر فابدأ بالإقلاع تدريجيًا، بمعنى أن عدد ما تأخذه اليوم أقل من الأمس وهكذا، حتى تستطيع القدرة على تركه بالكامل، تحمل الصداع والملل والنفسية السيئة في الأول واحتسب ذلك عند الله، وادع الله كثيراً أن يعينك على ذلك..
تذكر أنفاسك وأنت ساجد لله ويخرج منك دخانك! هل تتخيل الموقف؟! فماذا أنت فاعل؟!
استبدل بالسيجارة السواك والعصائر الطبيعية وغيرها من المشروبات المفيدة، وابتعد عن المنبهات أو خفف منها قدر الاستطاعة..
لو أكرمك الله بترك التدخين ثم عادت عليك نفسك والشيطان يحاربونك فاستعن بالله أولاً، ثم تذكر نعم الله عليك من صدر بلا ربو وجسد بلا أمراض، غيرك يعيشون في معاناة مع أمراضهم بسبب التدخين، منهم مصاب بأمراض الربو ومنهم بالضعف الجنسي، ومنهم بالسرطان -شفاهم الله وعفاهم-، وغيرها من الأمراض الذي كان التدخين السبب الأول فيها..
وتذكر عذاب القبر والوقوف بين يدي الله، وتذكر أنفاسك في السجود، وتذكر أنك عبداً لله فقط وليس للسيجارة.
واحمد الله على العافية، وأكثر من الدعاء واسأله أن يتوفاك وهو راضٍ عنك.
وإلى لقاء آخر بإذن الله.
المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
مؤمن محمد صلاح
كاتب مصري