الإتيان والمجيء Ocia1194
الإتيان والمجيء Aiooa_10
الإتيان والمجيء
الأدلة:
دل على صفة الإتيان والمجيء أدلة كثيرة من القرآن والسُّنَّة منها: قوله تعالى: ﴿هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر﴾ [البقرة: 210].
وقوله تعالى: ﴿هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك﴾ [الأنعام: 158].
وقوله تعالى : ﴿وجاء ربك والملك صفا صفا﴾ [الفجر: 22].


وأمَّا من السُّنَّة:
فحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعا: ((... وإن تقرَّب إليَّ ذراعاً؛ تقربتُ إليه باعاً، وإن أتاني يمشي؛ أتيتهُ هرولة)) رواه: البخاري (7405)، ومسلم (2675).
وحديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- في الرؤية: ((... قال: فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة، فيقول: أنا ربكم...)) رواه البخاري (7439)، ومسلم (183).


أقوال العُلماء في الثبوت:
أجمع أهل السُّنَّة والجماعة على أنَّ الله يأتي يوم القيامة إتياناً حقيقياً يليق بجلاله تعالى لا يشبه إتيان المخلوق وبذلك جاءت الأدلة من الكتاب والسُّنَّة.


أقوال العُلماء في المعنى:
قال ابن تيمية: (النفاة المعطلة ينفون المجيء، والإتيان بالكلية... سبحانه وتعالى عما يقول هؤلاء علواً عظيماً).
وقال ابن القيم: (والإتيان والمجيء من الله تعالى نوعان: مطلق ومقيد، فإذا كان مجيء رحمته أو عذابه كان مقيدا كما في الحديث (حتى جاء الله بالرحمة والخير)...النوع الثاني: المجيء والإتيان المطلق كقوله: ﴿وجاء ربك﴾ [الفجر: 22] وقوله: ﴿هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله ﴾ الآية، وهذا لا يكون إلا مجيئه سبحانه).
وقال الشيخ السعدي في قوله تعالى ﴿هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك﴾ : (وفي هذه الآية دليل لمذهب أهل السُّنَّة والجماعة في إثبات الأفعال الاختيارية لله تعالى كالاستواء والنزول والإتيان لله تبارك وتعالى من غير تشبيه له بصفات المخلوقين).


المعنى المُختصر:
صفتان فعليتان خبريتان ثابتتان لله على الحقيقة على ما يليق بجلاله سبحانه.


الأسماء والصفات ذات العلاقة:
الأسماء: القريب.
الصفات: الدنو - القرب - الهبوط - النزول.
الأفعال: يدنو - يقرب - يهبط - ينزل.


قواعد:
- صفات الله تعالى كلها صفات كمال لا نقص فيها بوجه من الوجوه.
- صفات الله تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها.
- الكلام في الصفات كالكلام في الذات، والقول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر.
- صفات الله تعالى تنقسم إلى قسمين: ثبوتية وسلبية، فالثبوتية: ما أثبته الله تعالى لنفسه، والصفات السلبية: ما نفاها الله عن نفسه.
- الصفات الثبوتية تنقسم إلى قسمين: ذاتية.
وفعلية، فالذاتية: هي التي لم يزل ولا يزال متصفاً بها، والفعلية: هي التي تتعلق بمشيئته.
- باب الصفات أوسع من باب الأسماء.
- يلزم في باب الصفات التخلي عن أربعة محاذير: أحدها: التمثيل والثاني: التكييف، والثالث: التعطيل، والرابع: التحريف.


تنبيهات:
تأول بعض النفاة إتيان الله ومجيئه بأنّه إتيان أمره، أو رحمته أو عذابه، وهذا مردود بعدة أمورمنها: الآيات التي أضاف فيها الإتيان والمجيء إلى نفسه سبحانه كقوله: ﴿وجاء رَبُّكَ والمَلَكُ صَفًا صَفًا﴾، وقوله: ﴿هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله﴾ الآية، إذ هو الفاعل لها سبحانه، ولأنه لو كان يريد إتيان أمره لصرح بذلك، فما الذي يمنعه أن يقول: أمره؟ كما في قوله: ﴿أتى أمر الله فلا تستعجلوه﴾، ويُقالُ كذلك قد جاء في بعض الآيات ذكر إتيان الملائكة وإتيان الرَّبُّ، وإتيان بعض آيات الرَّبِّ سبحانه، ففرَّق سبحانه وميّز بين إتيانه وإتيان الآيات، وإتيان الملائكة مما يدل دلالة واضحة على الفرق بينها، وأن المقصود هو إتيانه ومجيئه هو سبحانه.


المصادر والمراجع:
- الصفات الإلهية في الكتاب والسُّنَّة النبوية في ضوء الإثبات والتنزيه لمحمد أمان بن علي جامي، طبعة الجامعة الإسلامية.
- جهود الإمام ابن قيم الجوزية في تقرير توحيد الأسماء والصفات لوليد بن محمد العلي، المبرة الخيرية لعلوم القرآن والسُّنَّة.
- تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للسعدي مؤسسة الرسالة.
- التدمرية لابن تيمية، طبعة مكتبة العبيكان.
- القواعد المثلى في صفات الله الله تعالى وأسمائه الحُسْنَى، لمحمد بن صالح العثيمين، طبع بإشراف مؤسسة الشيخ، مدار الوطن للنشر.
- صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسُّنَّة، لعلوي بن عبد القادر السَّقَّاف، دار الهجرة.
- مجموع الفتاوى لابن تيمية، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.
- مختصر الصواعق المرسلة لابن القيم، دار القاهرة.
الرقم الموحد: (181132).