المانع Ocia1185
المانع Aaa11
المانع
الأدلة:
لم يَردْ ذكرُ اسمِ (المانِع) في القرآنِ الكريمِ.


أمّا في السُّنّة:
فقد وَرَدَ في حديثِ معاوية بن أبي سفيان أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول في دُبُر كلِّ صلاةٍ إذا سَلَّم: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اللهم لا مانِعَ لِمَا أعطيت ولا معطي لِمَا منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد) رواه البخاري (844) ومسلم (471).


أقوال العُلماء في الثبوت:
اسما (المعطي والمانع) من الأسماءِ الثابتةِ لله تعالى، وقد عدَّهما جَمْعٌ مِن العلماءِ في الأسماءِ الحُسْنَى، منهم: ابنُ منده، والقرطبي، والسعدي، والشرباصي، ونور الحسن خان.


أقوال العُلماء في المعنى:
قال ابنُ تيمية: (وهو سبحانه المُعطي المانع، لا مانِعَ لما أعطى ولا مُعطي لما مَنَعَ، لكن مَنَّ على الإنسان بالإيمان والعمل الصالح ثم لم يمنعه موجب ذلك أصلاً، بل يعطيه من الثواب والقرب ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وحيث منعه ذلك فلا يبقى سببه وهو العمل الصالح).
وقال ابنُ القيم: ([أي] أن حقيقة العطاء والمنع إليك لا إلى غيرك بل أنت المتفرد بها لا يشركك فيها أحد).
وقال الشيخُ السعدي: (المعطي، المانع، لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، فجميع المصالح والمنافع منه تُطلَب، وإليه يرغب فيها، وهو الذي يعطيها لمن يشاء، ويمنعها من يشاء بحكمته ورحمته).


المعنى المُختصر:
المانِع: هو المتفرِّدُ بالمنعِ على الحقيقة، لا مانِعَ لما أعطى، ولا مُعطيَ لما منع.


الأسماء والصفات ذات العلاقة:
الأسماء: المعطي.
الصفات: المنع - العطاء.
الأفعال: يَمنع - يُعطي.


قواعد:
- أسماء الله تعالى كلها حُسْنَى.
- أسماء الله تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها.
- أسماء الله تعالى غير محصورة بعدد معين.
- أسماء الله تعالى أعلام وأوصاف، فهي تدلُّ على الله، وتدلُّ على صفات ومعانٍ تضمنتها هذه الأسماء.
- أسماء الله عز وجل تدل على معانٍ وصفات، وهذه الصفات تنقسم إلى قسمين: صفاتٌ متعدِّية وصفات غير متعدية.


تنبيهات:
1- (المعطي المانع) هذه من الأسماء المتقابلة التي لا ينبغي أن يُثنى على الله بها إلا كل واحد منها مع الآخر؛ لأن الكمالَ المطلقَ من اجتماعِ الوصفين، فاتصافه سبحانه بأنه يعطي ويمنع، ويخفض ويرفع، ويعزُّ ويذل، أكمل من اتصافه بمجرد الإعطاءِ والإعزازِ والرفع، لأنَّ الفعلَ الآخر حيث تقتضي الكلمة ذلك أكمل ممن لا يفعل إلا أحد النوعين ويُخِلُّ بالآخر في المحلِّ المناسب له.
2- ذهبت القدرية إلى أن العبد قد يمنع عطاء الله، كما قد يعطي ما منعه الله، فإن العبد عندهم يفعل باختياره عطاءً ومنعاً لم يشأه الله، وهذا باطل وهو مردود بالحديث (لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت) حيث نفى الشريك عنه بكل اعتبار، وأثبت عموم الملك له بكل اعتبار، وأثبت عموم القدرة، وأن الله سبحانه إذا أعطى عبداً فلا مانع له وإذا منعه فلا معطي له.


المصادر والمراجع:
- جهود شيخ الإسلام في باب الأسماء الحُسْنَى، ، لأرزقي بن محمد السعيد سعيدي، دار المنهاج.
- جهود الإمام ابن قيم الجوزية لوليد العلي، دار المبرة الخيرية لعلوم القرآن والسُّنَّة.
- النهج الأسمى في شرح الأسماء الحُسْنَى، لمحمد الحمود النجدي، مكتبة الإمام الذهبي.
- صفات الله عزوجل الوارة في الكتاب والسُّنَّة لعلوي السقاف، دار الهجرة.
- الاستقامة لابن تيمية، جامعة الإمام محمد بن سعود.
- جلاء الأفهام لابن تيمية، دار العروبة.
- ولله الأسماء الحسن، لعبد العزيز بن ناصر الجليل. الشاملة.
- مجموع الفتاوى لابن تيمية، طبعة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.
- منهج ابن القيم في شرح الأسماء الحُسْنَى، مشرف بن علي الغامدي، رسالة ماجستير بأم القرى.
- القواعد المثلى لابن عثيمين، طبع بإشراف مؤسسة الشيخ، مدار الوطن.
- معتقد أهل السُّنَّة والجماعة في أسماء الله الحُسْنَى لمحمد بن خليفة التميمي، أضواء السلف.
- التعليق على القواعد المثلى، لعبد الرحمن بن ناصر بن براك، دار التدمرية.
- تيسير الكريم الرحمن، للسعدي، مؤسسة الرسالة.
الرقم الموحد: (182736).