الصَّمَد Ocia1145
الصَّمَد
الأدلة:
 وَرَدَ ذِكْرُ اسمِ (الصَّمَد) في القرآنِ الكريمِ في مَوضِعٍ واحدٍ: في قوله تعالى: ﴿قل هو الله أحد(1) الله الصمد﴾ [الإخلاص: 1- 2].

وأَمَّا في السُّنَّة:
ففي الحديثِ القُدْسيِّ عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: قال الله تعالى: (كذَّبَني ابنُ آدم ولم يكن له ذلك... وأَمَّا شَتْمُهُ إياي؛ فقولُهُ: اتخذ الله ولداً، وأنا الأحَدُ الصَّمَد، لم ألد ولم أولد، ولم يكن لي كُفُوًا أحدٌ) رواه البخاري (4974).

أقوال العلماء في الثبوت:
اسمُ (الصَّمَد) مِن الأسماءِ الثابِتةِ لله تعالى، وقد ذَكَرَهُ أَغْلَبُ مَن كَتَبَ في الأسماءِ الحسنى.

أقوال العلماء في المعنى:
قال ابنُ تيمية: (فإنّ الصَّمَدَ يَتَضمَّنُ صُمُودَ كلِّ شيءٍ وفقرَه إليه).
قال ابنُ القيم: (الصَّمَد مَن تَصْمُدُ نحوَه القلوبُ بالرغْبةِ والرهبةِ، وذلك لكثرةِ خِصالِ الخيرِ فيه، وكثرةِ الأوصافِ الحميدةِ له).
قال الشيخُ السعدي: (الصَّمَد: أي الرّبُّ الكامِلُ والسيد العظيم، الذي لم يبقَ صفةُ كمالٍ إلا اتصفَ بها، ووُصِفَ بغايتِها وكمالها، بحيث لا تُحيطُ الخلائقُ ببعضِ تلك الصفات بقلوبِهِم، ولا تُعبِّرُ عنها ألسنتُهُم، وهو المصمودُ إليه، المَقصودُ في جميعِ الحوائجِ والنوائِب).

المعنى المختصر:
الصَّمَد: مَن تَصمُدُ نحوَه القلوبُ بالرّغْبةِ والرّهْبَةِ، وتَقصُدُهُ المخلوقاتُ في كلِّ حاجَةٍ.

الأسماء والصفات ذات العلاقة:
الأسماء: السَّيِّد.
الصفات: الصَّمَدِيّة - السُّؤْدَد.

قواعد:
- أسماء الله تعالى كلها حسنى.
- أسماء الله تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها.
- أسماء الله تعالى غير محصورة بعدد معين.
- أسماء الله تعالى أعلامٌ وأوصافٌ، فهي تدلُّ على الله، وتدلُّ على صفاتٍ ومعانٍ تضمنتها هذه الأسماء.
- أسماء الله عز وجل تدلُّ على معانٍ وصفاتٍ، وهذه الصفات تنقسم إلى قسمين: صفات متعدِّية وصفات غير متعدِّية.

تنبيهات:
1- اسمُ (الصَّمد) للسَّلفِ فيه أقوالٌ مُتعددةٌ قد يُظن أنها مُختلفة، وليست كذلك، بل كلُّها صواب، والمشهور منها قولان: أحدهما: أنَّ الصَّمَد هو الذي لا جوفَ له.
الثاني: أنه السيد الذي يُصمد إليه في الحوائج.
فالأول هو قولُ أكثرِ السلفِ مِن الصحابة والتابعين وطائفةٍ مِن أهل اللغة، وفي هذا رَدٌّ على من أنكرَ هذا التفسير، والثاني قول طائفةٍ مِن السلف والخلف، وجمهور اللغويين، والآثار المنقولة عن السلف بأسانيدها في كتب التفسير المسندة، وكتب السنة وغير ذلك، واسم الصمد يصدق فيه المعنيين بالنسبة لله تعالى.
2- تأوَّلَ المُعطلةُ اسمَ (الصَّمد) بأنّه الغنيُّ العدلُ غير فاعلٍ للقبائحِ لعلمِهِ بقبحِ القبيح، ولا شك أنّ الله مُنزّهٌ عن فعل القبائح، لكن مرادُهُم بذلك أنّه سبحانه غير خالق للشر، وهذا باطل مردود، فإنّ الله تعالى خالق كل شيء، شرها وقبيحها وحسنها، وعدلُهُ لا يمنع من خَلْقِ القبائح لحكمةٍ يريدها.

المصادر والمراجع:
- جهود ابن قيم الجوزية في توحيد الأسماء والصفات لوليد بن محمد بن عبد الله العلي، الطبعة الأولى، دار المبرة الخيرية لعلوم القرآن والسنة.
- النهج الأسمى شرح الأسماء الحسنى لمحمد الحمود النجدي، مكتبة الإمام الذهبي.
- جهود شيخ الإسلام ابن تيمية في باب أسماء الله الحسنى لأرزقي بن محمد سعيدي.
- معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى لمحمد بن خليفة التميمي، الطبعة الأولى، دار إيلاف الدولية للنشر والتوزيع.
- تفسير أسماء الله الحسنى طبعة: الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة العدد 112 - السنة 33 - 1421هـ.
- مجموع الفتاوى، لابن تيمية، طبعة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف.
- القواعد المثلى في صفات الله تعالى وأسمائه الحسنى، لمحمد بن صالح العثيمين، طبع بإشراف مؤسسة الشيخ.
- صفات الله الواردة في الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر السَّقَّاف، دار الهجرة.
- الثمر المجتنى مختصر شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسُّنَّة، لسعيد بن علي القحطاني، مطبعة سفير.
الرقم الموحد: (177120).